شرائط الإمامة القرآنية (1)
  • عنوان المقال: شرائط الإمامة القرآنية (1)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 8:58:58 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

30/7/2009

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية ورحمة الله تعالى وبركاته.

نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، طبعا وفي البدء نهنئكم بحلول هذه الايام المباركة من ايام شهر شعبان المعظم حيث ولادات الائمة الاطهار ولاسيما ليلة النصف من شعبان حيث ولادة منقذ البشرية الإمام المنتظر (عج)، عنوان حلقتنا في برنامج مطارحات في العقيدة لهذه الليلة: شرائط الإمامة القرآنية القسم الاول.

سنتطرق ان شاء الله تعالى في حلقة اليوم إلى محاور مهمة تتعلق بشرائط الإمامة القرآنية وما المقصود بالإمامة هنا هل هي الإمامة التي يجري الحديث عنها في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بمعنى إمامة الائمة الاطهار (صلوات الله عليهم) ام هي إمامة عامة خاصة أخرى كل هذه المحاور تأتيكم مشاهدينا الكرام فتابعونا.

تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا كما احيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.

المقدم: حياكم الله. سماحة السيد في البدء ونحن نتحدث عن هذا العنوان شرائط الإمامة القرآنية القسم الأول يعني ما المراد من الإمامة في عنوان بحث هذه الليلة هل هي نفس الإمامة التي يجري الحديث عنها في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ام هي إمامة اخرى؟

آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع بانه ذكرنا في مقدمة هذه السلسلة الجديدة من الأبحاث العقائدية التي عرضناها قلنا بأنه نحن نريد في هذه السلسلة من الأبحاث ان نشير إلى انه هل ان القرآن الكريم عرض لمسألة الإمامة كأصل من أصول المعارف القرآنية على حد ما عرض للتوحيد وللنبوة والمعاد ام ان الأمر ليس كذلك، ومن الواضح بأنه عندما نتكلم عن الإمامة في القرآن ليس حديثنا عن من هم مصاديق الإمامة القرآنية ذلك حديث آخر، تلك مرتبة أخرى من البحث مرحلة أخرى من البحث.

المرحلة الأولى ان نبحث هل ان الإمامة لها أصل قرآني وان القرآن الكريم اعتنى ببيان هذه الحقيقة ام ان القرآن لم يشر إلى هذه الحقيقة التي اشرنا اليها، اتضح لنا بحمد الله تعالى في الأبحاث السابقة ان الإمامة مفهوم قرآني كما ان النبوة مفهوم قرآني كما ان المعاد مفهوم قرآني كما ان التوحيد الذي هو أصل جميع هذه المعارف هو أصل قرآني ومفهوم قرآني نحن نعتقد ان الإمامة أيضاً كذلك ولذا وجدنا في آيات متعددة القرآن الكريم عرض لهذه الحقيقة.

وهنا بودي ان اشير إلى نكتة لابد ان يلتفت اليها المشاهد الكريم، أهمية المعارف القرآنية أو الأصول القرآنية لا تنبع من كثرة الآيات التي عرضت لها ولا عدم الاهمية ينبع من عدم كثرة الآيات التي عرضت لها يعني نحن لا نستطيع ان نستدل على أهمية حقيقة قرآنية من خلال كثرة الآيات التي عرضت لها وبالعكس لا نستطيع ان ندعي ان القرآن لم يعتن بهذا الأمر لأنّه لم يعرض له الا مرة أو مرتين في القرآن الكريم وهذا أصل لابد ان يلتفت إليه في المعارف القرآنية والا لو كان الأمر كذلك نحن عندما نأتي إلى آية الكرسي على سبيل المثال (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ.. (الى ان تقول الآية) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) انتم تعلمون ان هذه الآية تعد من اهم الآيات القرآنية.

المقدم: حتى قيل اعظمها.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ورد هناك تأكيد من خلال روايات المدرستين مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة في التأكيد على هذه الآية المباركة مع ذلك نحن نجد انه لم تعرض في القرآن الا في هذا المورد نحن لا نجد آية أخرى تعرضت لمسألة الكرسي في القرآن، نعم مسألة العرش عرض لها القرآن في آيات متعددة ولكن مسألة الكرسي لم يعرض لها الا في هذه الآية، آية أخرى لا توجد عندنا فهل هذا معناه ان القرآن لم يعتن بهذه المسألة أو ان أهمية هذه المسألة قليلة في القرآن فالقرآن لم يعرض لها الا لمرة واحدة ابدا، لا نستطيع ان نستكشف من قلة الآيات القرآنية التي عرضت لحقيقة من الحقائق المعرفية الأساسية لا نستطيع ان نستكشف من القلة عدم الاهمية والعكس أيضاً صحيح، لا نستطيع ان نستكشف من كثرة الآيات ان تلك القضية لها أهمية أكثر من غيرها وآيات كثيرة لعلنا في ابحاث سابقة عرضنا لهذه القضية من قبيل قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً..-الى آخره-) نحن لا توجد عندنا آية في القرآن عرضت لمسألة الخلافة بهذا النحو الا في هذه الآية من سورة البقرة التي فيها (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) نحن لا يوجد عندنا في القرآن الا هذا المورد.

المقدم: (اللَّهُ الصَّمَدُ) وهي خاصة بالله.

آية الله السيد كمال الحيدري: وهكذا عشرات الموارد كما تفضلتم إذن لا يأتي لنا قائل ويقول إذا كانت الإمامة من الأصول الأساسية في المنظومة العقدية لمدرسة أهل البيت لماذا لم يعرض لها بالتفصيل؟

الجواب لا ملازمة بين الامرين نحن نعتقد ان الإمامة تعد من أصول المعارف القرآنية وتعد ركنا في المنظومة العقدية للمعارف القرآنية هذا اولا وثانيا انه من قال لنا بأن القرآن الكريم ومن قال لكم هؤلاء الذين يشكلون من قال لكم ان القرآن الكريم لم يعرض لمسألة الإمامة تفصيلا؟ هناك عشرات من الآيات التي عرضت لمسألة الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني، واؤكد مرة أخرى الآن ليس حديثي في مسألة إمامة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الآن حديثي في الإمامة القرآنية كأصل من الأصول المعرفية والعقدية التي بنى عليها القرآن جميع المعارف الأخرى هناك آية (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) واتصور ان المشاهد الكريم إلى الآن التفت نحن لعله الآن لعلنا في الحلقة (27) من حلقات هذه السلسلة وجميع الأبحاث حول محور هذه الآية المباركة وهي (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا).

إذن هذه الآية كما ذكرت في الحلقات السابقة تعد من مفاتيح معارف الإمامة في القرآن الكريم والذي لا يقف على المراد من هذه الآية لا يستطيع ان يقف على باقي المعارف هذا مضافا إلى آيات أخرى اشرنا اليها وسيأتي الحديث عنها لاحقا.

إذن هنا بودي ان اشير إلى هذه الخلاصة حتى انه ترتبط الأبحاث السابقة ببحثنا لهذه الليلة نحن إلى هنا انتهينا إلى النقاط التالية، انتهينا إلى ان الإمامة القرآنية حقيقة وراء النبوة والرسالة بحسب الاصطلاح القرآني وهذا بيناه في حلقات متعددة، الأصل الثاني ان الإمامة القرآنية هي اعظم واشرف من مقام النبوة والرسالة إذا اجتمعت هذه المقامات جميعا في شخص واحد، يعني إذا كان هناك شخص ونبي ورسول وإمام كما نعتقد في ابراهيم الخليل كما نعتقد بحسب الروايات في جميع انبياء اولو العزم فمقام إمامته اعظم من مقام نبوته ورسالته وهذا أيضاً بيناه في الأبحاث السابقة، من اهم الأبحاث التي وقفنا عندها قلنا انه ما هي وظيفة الإمامة القرآني بحسب الاصطلاح القرآني، بينا بأن وظيفة الإمامة (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) هي الهداية بمعنى الايصال إلى المطلوب وهي الهداية التكوينية الخاصة التي شرحناها مفصلا في الحلقات السابقة، إذا اتضح هذا واقعا نريد ان ننتقل في هذه الليلة بعد ان انتهينا من هذه المحاور حتى تتضح الأبحاث ننتقل إلى هذا المحور الجديد وهو المحور الذي يتعلق عن شرائط الإمامة القرآنية، الآن ليس حديثي في إمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهذا محور سنعرض له ان شاء الله تعالى بعد هذا المحور، يعني بعد ان تتضح لنا ما هي شرائط الإمامة القرآنية وما هي موانع الإمامة القرآنية يعني من تلبس بها يمنع عن هذا المقام الالهي لا المقام السياسي لا المقام العقلائي لا المقام الذي يكون بانتخاب أهل الحل والعقد المقام الذي عبّر عنه القرآن الكريم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ما هي شرائط هذا المقام، ما هي موانع هذا المقام، إذا انتهينا من هذا المحور في حلقتين أو ثلاث باذن الله تعالى سوف ننتقل إلى المحور الخامس وهو من اهم المحاور وهو ان هذه الإمامة القرآنية دكتور هل استمرت ام انقطعت وهذا هو البحث الأساسي وهو انه قد يقول لنا قائل انه كما ان النبوة انقطعت بحسب الادلة القطعية قرآنيا وروائيا كذلك الإمامة أيضاً انقطعت ختمت انتهى يعني إلى زمن الخاتم كما كان نبيا ورسولا وإماما كما انتهت النبوة انتهت أيضاً الإمامة وهذا هو الادعاء الموجود الآن في جملة من المدارس غير مدرسة أهل البيت ولكن من امتيازات مدرسة أهل البيت تقول ان النبوة ختمت ان الرسالة ختمت الا ان مقام الإمامة القرآنية هذه مستمرة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها وهي مستمرة وهذا ما نعتقده نحن ان مصداقها الذي لا يمكن ان يتعدد الا من هم؟ الا هم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

إذن انا اتصور انه إلى هنا اتضحت أو ارتبط بحثنا في هذه الليلة بالابحاث السابقة وهو انه عرضنا في الأبحاث السابقة إلى محاور ثلاثة اساسية وفي هذه الليلة أو في هذه الحلقة والحلقات القادمة سنعرض ان شاء الله تعالى للمحور الرابع وان شاء الله تعالى بعد ذلك سندخل ان شاء الله في المحور الخامس الذي هو دوام الإمامة واستمرارها أو انقطاعها بعد النبي (صلى الله عليه وآله).

المقدم: احسنتم كثيرا سماحة السيد، يعني ان شاء الله تعالى بعد ان تم الحديث عن المراد من الإمامة في عنوان هذا البحث، الآن يأتي هذا السؤال سماحة السيد، يعني قد يقول بعض الاخوة الكرام لماذا تقتطع الآية التي تفضل سماحة السيد بذكرها في سورة يونس (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) يقول الآيات السابقة لا تتحدث عن المشركين وآيات لاحقة أيضاً كذلك فلماذا يقتطع هذا الجزء منها ويكون مادة ومحورا لبحث الإمامة؟

آية الله السيد كمال الحيدري: في الواقع ان هذا التساؤل من الأسئلة والتساؤلات التي يكثر الكلام عنها وفيها، الآية المباركة وهي الآية (35) من سورة يونس عندما نأتي إلى الآية التي تسبقها قال تعالى (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) الإنسان عندما ينظر إلى هذه الآية وكذلك ينظر إلى صدر هذه الآية بل وينظر إلى الآية التي سبقتها يعني الآية (34) وينظر إلى صدر هذه الآية وهي الآية (35) الآية تتكلم عن المشركين ومن الواضح ان الهداية هناك هي الهداية بمعنى اراءة الطريق وليست الهداية الخاصة التي هي بمعنى الايصال إلى المطلوب، إذن فلماذا نحن نقتطع هذا المقطع من الآية المباركة ثم نفسرها ذلك التفسير الذي تقدم في الحلقة السابقة، قبل ان اجيب على هذا الفهم الذي قدمناه عن الآية أو عن هذا المقطع من الآية من سورة يونس بودي ان اشير إلى أصل من اهم الأصول التفسيرية ومن اهم القواعد التي ينبغي ان يتوفر عليها المفسر في العملية التفسيرية لفهم كتاب الله سبحانه وتعالى، وهذه قضية اشرت اليها مرارا وتكرارا واؤكدها لعله لمرات أخرى كثيرة في ابحاث لاحقة لأنّه هذا الأصل لو غفل عنه تفسيريا لو غفل عنه في العملية التفسيرية واقعا لا نستطيع ان نوجه كثير من المعاني التي نستفيدها من الآيات أو من بعض مقاطع الآيات أو من بعض مفردات آية واحدة وهذا هو الذي اريد ان اقف عنده لعله لدقائق في هذه الليلة.

في الواقع بأنه نحن نعتقد في مدرسة أهل البيت وهذا أصل من أصول التفسير وبيّنت ذلك بشكل واضح وصريح في كتاب أصول التفسير والتأويل وكذلك اشرت بشكل أكثر تفصيلا واوضح في مقدمة كتابي التفسير الذي ان شاء الله تعالى قريبا سيخرج الجزء الأول منه وهو اللباب في تفسير الكتاب هناك بيّنت هذه الحقيقة والآن اريد ان اشير إلى هذه الحقيقة وهو نحن عندما نرجع إلى حديث الثقلين نجد ان أهل البيت ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال إذا اردتم ان لا تضلوا الطريق فعليكم التمسك بالثقلين الكتاب والعترة وهذه قاعدة عامة بودي ان المشاهد يلتفت ويتدبر فيما أقول يعني إذا اراد الإنسان ان لا يضل عقائديا فعليه بالتمسك بهما ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، لا ما ان تمسكتم بالقرآن لن تضلوا بعدي ابدا، لا ما ان تمسكتم بالعترة من غير القرآن لن تضلوا بعدي ابدا، بشكل واضح وصريح أقول للمشاهد الكريم التمسك بالقرآن بلا عترة وعزل العترة عن فهم القرآن الكريم وعن العملية التفسيرية لفهم القرآن الكريم يؤدي بنا إلى الضلالة وكذلك التمسك بالعترة وحجب النظر عن القرآن وعزل القرآن لاستنباط المعارف وفهم المعارف والوقوف عليها أيضاً يؤدي إلى الضلالة والآن لست بصدد الدخول في تفسير هذا البحث وبيان التطبيقات الإنسان لو نظر إلى تاريخ المسلمين بل لو نظر إلى مختلف الاتجاهات الكلامية في تاريخ المسلمين ومن المدرستين لا استثني يعني سواء كانت مدرسة الصحابة أو كانت مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) نحن نجد ان هناك في مدرسة الصحابة اصرار على عزل أهل البيت عندما يريدون ان يفهموا القرآن الكريم يقولون ان القرآن الكريم واضح بيان تبيان مبين نور وانزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء، حسبنا كتاب الله، ولذلك جاءت هذه المقولات على مر التاريخ انه كل ما نحتاج إليه موجود في كتاب الله.

إذن ما الحاجة إلى العترة الا إذا كان القرآن ناقص حتى نحتاج ان نتمم نقص القرآن ببيان العترة وهذا ما صرح أمير المؤمنين بخلافه قال وهل انزل ربكم مضمون كلامه وهل انزل ربكم كتابا ناقصا حتى انتم تتموا نقصه وهذه قاعدة عامة والواقع القرآن الكريم (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) إذا كان هو هدى للناس إذن نحتاج إلى غير الكتاب أو لا نحتاج؟ لا نحتاج.

إذن من هنا يأتي هذا التساؤل الأساسي الذي تطرحه مدرسة الصحابة وهو انه أساساً ما هي الحاجة إلى العترة وبالعكس مع الاسف الشديد يعني وجدنا في الاتجاه الآخر في مدرسة أهل البيت من قال بان القرآن لابد ان يوضع على الرف لان القرآن لا يفهمه الا من خوطب به وهو ليس حجة الا على من نزل عليه وهم مجموعة من علمائنا الكبار ذهبوا إلى ان القرآن ليس حجة علينا ولا يمكن الاعتماد عليه وانما لابد من الرجوع إلى العترة فعزلوا القرآن الكريم عن العملية في فهم معارف الدين، حديثي الآن موجه إلى كلتا المدرستين إلى كلا الاتجاهين في هذا المجال، اريد ان أبيّن هذه الحقيقة وهو انه إذن اين تكمن الضرورة بعد ان اعتقدنا ان القرآن الكريم هو تبيان لكل شيء هو بيان هو هدى للناس هو نور الله سبحانه وتعالى جعله نورا مبين إذا كان الأمر كذلك إذن ما هي الحاجة.

المقدم: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ).

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، اخواني الاعزاء ايها المشاهد الكريم التفت إلى ما أقول جيدا، أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في كثير من الموارد فسروا لنا جملة من الآيات وانتم عندما ترجعون إلى التفاسير الروائية يعني التي اعتمدت الرواية في فهم الآية المباركة روايات كثيرة في هذا المجال كما تجدون في تفسير البرهان افترضوا للسيد هاشم البحراني أو تجدون في تفسير نور الثقلين للحويزي وهكذا تجدون روايات كثيرة وكذلك ما تجدونه في الطرف الآخر عندما تجدون الدر المنثور للسيوطي وكذلك تفسير القرآن الكريم لابن أبي حاتم الذي هو اهم من الدر المنثور للسيوطي إلى آخره إذن السؤال، سؤالنا الأساسي ما هي الحاجة؟

الجواب ان أهل البيت وان الصحابة فسروا آيات ولكن الحاجة الاصلية والاساسية التي نحتاج اليها لاهل البيت في فهم القرآن الكريم هو اعطاؤنا القواعد والاسس التي على اساسها نستطيع ان نستنطق هذا القرآن الكريم يعني هم يعلموك كيفية التعامل مع هذا النص الالهي، هذا نص الهي هذا كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) هذا لا إشكال فيه ولكن هذا فيه قواعد للفهم كيف افهم هذا النص الذي نزل على قلب الخاتم؟

هنا ياتي دور أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لتأسيس القواعد والاسس والاصول لكيفية فهم هذا الكتاب واستنطاق هذا الكتاب، الآن هذه الليلة ان شاء الله عندي كم دقيقة اريد ان ابيّن واحدة من هذه الاصول، أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عندما تكلمنا عندما جئنا إلى احاديثهم قالوا اعلموا ان الآية المباركة إذا جاءت افترضوا قضية معينة جاءت ثلاث آيات على سبيل المثال هذا الموضوع يمكن ان يفهم على انحاء ثلاثة.

النحو الأول: ان يوضع هذا الموضوع ضمن هذا الاطار الوارد في آيتين أو ثلاث أو خمس إلى غير ذلك يعني نستعين بمجموع سياق هذه الآيات لفهم هذا الموضوع أو لفهم هذه المعرفة التي نريد ان نستنطقها من القرآن وهذا هو الطريق المتعارف الذي يعتمد على القرائن التي قبل الآية والتي بعد الآية و.. إلى غير ذلك، ولكن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اشاروا لى طريقين آخرين أيضاً لفهم الآيات القرآنية.

الطريق الثاني: هو انهم جاؤوا لى مقطع من الآية المباركة اخذوها لا نظروا إلى ما قبلها والى ما يلحقها وفهموها فهما أنت لو تضعها في هذا السياق لا تعطي هذا المعنى ولكن لو نظرت مستقلة عن هذا السياق تعطي هذا المعنى الجديد، وهو انه أنت لو وضعت هذا المقطع ضمن السياق لا يعطي هذا المعنى يعطي معنى آخر منسجم مع السياق ولكن لو اقتطعت هذا لمقطع من السياق ونظرت إليه بنحو مستقل يعطيك معنى ثان هذا هو النحو الثاني.

النحو الثالث: وهو ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لا فقط كانوا يقتطعون مقطعا افترضوا وسط الآية افترضوا صدر الآية افترضوا ذيل الآية لا لا، كانوا يأخذون مفردة واحدة من الآية المباركة كلمة واحدة أو كلمتين ويفهمونها أنت لو تنظر إلى هاتين الكلمتين ضمن نفس المقطع لا يعطي هذا المعنى ولكن لو اقتطع من هذا المقطع يعطي هذا المعنى الجديد إذن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اعطوا بايدينا قاعدة اساسية قالوا لا يتبادر إلى ذهنكم فقط ان الآية ليس لها طريق للفهم الا السياق وانه لا يمكن اقتطاعها حتى لا اطيل على المشاهد الكريم انا بودي ان اقرأ في هذا المجال روايتين أو ثلاث التي هي روايات متعددة موجودة في البحار يمكن للمشاهد الكريم في كتاب القرآن باب ان للقرآن ظهرا وبطنا هناك هذه الرواية، الرواية الاولى.

الرواية قالت سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن شيء من التفسير التفتوا المشاهد فليلتفت ماذا اقول، سألته عن شيء من التفسير فاجابني ثم سألته عنه ثانية فاجابني بجواب آخر، فقلت جعلت فداك كنت اجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا الذي قبل هذا اليوم، ذلك كان جواب هذا جواب آخر، على اي اساس؟ الإمام (سلام الله عليه) لم يقل له عليك ان تتعبد انا إمامك عليك ان تقبل ما اقول، لو كان يقول السائل كان يقبل، ولكن الإمام هم علّمونا قالوا إذا قلنا لكم شيء فاسألونا عن الدليل (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، فكنت اجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال يا جابر التفتوا جيدا ان للقرآن بطنا وللبطن بطن، الآن ليس محل شاهدي ما هو المراد من بطون القرآن يمكن المشاهد يراجع أصول التفسير، وله ظهر وللظهر ظهر، التفت إلى القاعدة التي يؤسسها الإمام دكتور انكم اصحاب علوم قرآنية تعرفون ما اقول، يا جابر ليس شيء ابعد من عقول الرجال من تفسير القرآن.

إذن الإمام يتكلم عن الظاهر ما يتكلم عن الباطن لأنّه يتكلم عن التفسير والتفسير غير التأويل إذن يتكلم عن الظاهر لا يتكلم عن الباطن، التفت ماذا يقول ان الآية يكون اولها في شيء وآخرها في شيء آخر، واضح الكلام (سلام الله عليه) ثم قال وهو كلام متصل، نعم كلام متصل ولكن الصدر إذا قطعته يعطي معنى والذيل إذا اخذته منفردا يعطي معنى.

المقدم: وهذا من اعجاز القرآن وبلاغته.

آية الله السيد كمال الحيدري: ليس فقط من اعجاز القرآن هذا نحن لو كنا نعيش مع القرآن ليس الف سنة نعيش معه مئة الف سنة هذه القاعدة لا نستطيع ان نفهما من القرآن هنا نحتاج إلى أهل البيت ليبينوا، يعني لا يفهم القرآن الا من خوطب به هذا المراد ليس ان القرآن ليس بحجة ليس معنى قولنا ان القرآن لا يفهمه الا من خوطب به يعني نحن ليس من حقنا ان نرجع إلى القرآن، وانما المراد هذه القواعد هم علّمونا علينا القاء الأصول وعليكم التفريع (فَاسْأَلُوا أهل الذِّكْرِ) هذا المعنى اسألوا ليس اسألوا ما معنى قوله تعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فانا قل هو الله احد إذا استطعت بالقواعد افهمها نعم، نعم اسأل الإمام يؤيد أو يقول صحيح ذلك بحث آخر، اما ليس معناه ان يمنع عليّ ان اذهب إلى فهم القرآن، التفت اقرأ الرواية مرة اخرى.

يقول اولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه. هذه رواية.

الرواية الثانية: قال يا جابر وليس شيء ابعد من عقول الرجال منه ان الآية لتنزل (اذن أيضاً مرتبط بالتنزيل لا بالتأويل يعني مرتبط بظاهر الآية) اولها في شيء واوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه. إذن الائمة (سلام الله عليهم) يعطونا ضابطة هنا اساسية يقول إذا اردت ان تفهم الآية المباركة كيف تفهمها، يمكنك ان تفهمها ضمن السياق العام تعطي معنى، وهذا المعنى صحيح ولكن ضمن هذا السياق ضمن مجموعة من الآيات يمكنك ان تجعل الآية تقطعها إلى ثلاثة مقاطع المقطع الأول يعطي معنى هذا المقطع لم يكن يعطي هذا المعنى لو نظر إليه في السياق ولكن عندما انفصل عن السياق ونحن هذا الذي طبقناه في هذه الآية المباركة، الآية المباركة نعم (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) هذه الهداية العامة، هذه الهداية بمعنى اراءة الطريق ولكن انا الآن اتكلم عن منطق ان أهل البيت هذه ببركة هذه القواعد التي اسسها لنا وعلمها ايانا أهل البيت قال (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وعلى هذا الأساس إذا تسمحوا لي دقيقتين دكتور، وعلى هذا الأساس انا اتصور عندما نأتي إلى آية سورة الاحزاب من الآية المعروفة وهي الآية التي وقع فيها كلام كثير بين العلماء انه قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) انه إذن اين وحدة السياق.

الجواب نعم، اولا أساساً اجاب علماؤنا اجوبة متعددة لان الآية قالت (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) هنا ذهب كل المفسرين من مدرسة الصحابة ان هذه الآية بحسب السياق مرتبطة بنساء النبي لان ما بعدها (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ).

الجواب نعم بحسب الأصل العام ان ينظر إلى الآية المباركة طبعا لا يقول لنا قائل انه إذا كانت مرتبطة بنساء النبي لماذا ذكر الضمير هذا وان كان جواب يشير إليه جملة من علمائنا الذين كتبوا وانا أيضاً اشرت إليه في كتاب العصمة ولكنه هذا ليس كافيا لدفع الاشكالية لان تذكير الضمير يعني جعله مذكر سالم لا يخرج النساء بل يدخل الرجال، لو كان الضمير باق على نون النسوة لخرج الرجال، ولكن عندما ذكّر صار جمع المذكر السالم جمع المذكر السالم ليس مختص بالرجال وانما يشمل الرجال وغيرهم فهو لادخال الرجال لا لاخراج النساء وهذا بحث، ولكنه اعتقد واحدة من اهم الاجوبة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدل بعشرات المرات في كتب المدرستين بهذا المقطع من الآية ولم يقرأ لا قبلها ولا بعدها، قال انما يريد الله، هذا يكشف عن انه يمكن ان نقتطع من الآية مقطعا.

المقدم: احسنتم، اتفق المسلمون على ان رسول الله ما قرأ الا هذا المقطع.

آية الله السيد كمال الحيدري: قال الروايات موجودة انا انقلها عن مسلم في الصحيح والبيهقي في سننه وابن حاكم يقول خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم قال (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وتسمى آية التطهير مع انه ليست آية، مع انها جزء من آية ولذا ورد عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله يقول إذا كذا وعن عطاء في بيتي نزلت هذه الآية، ام سلمة تقول، في بيتي نزلت هذه الآية انما يريد الله.

إذن هذا يكشف لنا عن قاعدة اساسية في فهم القرآن الكريم وفي كيفية التعاطي مع هذا النص الالهي هو انه يمكن التعامل معه بطرق متعددة وهذا ما سنحاول ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة ان نقف على هذه الآية المباركة.

المقدم: وفي الواقع يعني حتى مدرسة الصحابة سماحة السيد يأخذون جزءا كل المفسرين لخدمة قضية معينة يأخذون مقطعا كل التفاسير التي اطلعت عليها (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ).

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ) لو تنظر اليها تجد بانه السياق لا يساعد على كثير من المصاديق التي تستعمل.

المقدم: ولكن طبّق. إذن نأخذ الاتصالات معنا الأخ ثائر من العراق تفضلوا اخ ثائر.

المتصل الأخ ثائر من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ ثائر من العراق: ابارك لكم ولادة الائمة الاطهار (سلام الله عليهم) ومراجعنا العظام ولسماحة السيد، وعندي سؤال لسماحة السيد، قال الإمام السجاد (عليه السلام) أو الإمام الصادق يقول في البداية انه ما من امر يختلف فيه اثنان الا وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال. فهل هذا يدل على انه لا يمكن لنا نحن على قصورنا ان نعرف ما يريده الله سبحانه وتعالى ولابد من الرجوع إلى الائمة الاطهار، مثل قول الإمام السجاد (عليه السلام).

في حديث آخر ان دين الله عز وجل لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب الا بالتسليم فمن سلم لنا سلم. وبارك الله فيكم والسلام عليكم.

آية الله السيد كمال الحيدري: الأخثائر يقول بانه ما اختلف رأيان الا وكان لهما اصل، هذه القاعدة الرواية على فرض تمامية سندها وصحتها هو انه لا يمكن ان تقبل على اطلاقها في كل اختلاف يعني لو اختلف اثنان ان احدهما قال انه قال بالتوحيد والآخر قال بالشرك فهل هذا معناه ان القرآن أيضاً يؤيد التوحيد وايضا يؤيد الشرك! هذا غير منطقي، أو افترضوا اختلف اثنان احد يؤمن بوجود النبي والآخر لا يؤمن بنبوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) فهل انه كلاهما له أصل في كتاب الله! وانما المراد الاختلاف الذي يكون ضمن الأصول العامة المعترف بها قرآنيا، طبعا اتعامل مع مقدار هذا المقطع الذي قرأه لي والا هذه الرواية لابد ان ينظر إلى صدرها إلى ذيلها مجموعة نعرف بان الإمام (سلام الله تعالى عليه).

بعبارة أخرى ان هناك قرائن عقلية لبية تقيد إذا كان فيها عموم تقيد عمومها واطلاقها وكذلك أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قال بانه إذا ورد هناك امران مختلفان فاعرضوهما على كتاب ربنا فما وافق فخذوه وما خالف فاضربوا به عرض الجدار أو هو زخرف لم نقل به.

المقدم: احسنتم، معنا الأخ حميد من العراق، تفضلوا.

المتصل الأخ حميد من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ حميد من العراق: سيدنا عندنا مسألة، هناك آية قرآنية تثبت الإمامة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ما خلقت هذا "هذا" اي الإمام المعصوم اي رسول الله والائمة المعصومين.

المقدم: شكرا لكم، شكرا للاخ حميد وصلت فكرتكم، لان الآية تقول (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يعني تقييدها بهذا القيد!

آية الله السيد كمال الحيدري: كلام لا أصل له وهو كلام متكلف ولا قيمة لمثل هذه التفاسير ولمثل هذه الكلمات ولو صدرت ممن صدرت، الآية المباركة في آخر سورة ال عمران وهي الآية لعله (189) الآية المباركة لا علاقة لها بهذه القضية التي اشار اليها الأخ الكريم (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا) وهذا يعود على مسألة خلق السماوات والارض ولا علاقة لهذه الآية لا من قريب ولا بالبعيد بهذا الكلام الذي صدر من الأخ العزيز.

المقدم: احسنتم، بالنسبة للاخ ثائر لعله إلا وله أصل في كتاب الله يعني أصل وجود خلاف (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ).

آية الله السيد كمال الحيدري: لا فلهذا قلت انا النص انا ليس أمامي كاملا حتى اعرف بأن الإمام ماذا يريد ان يقول في هذه المسألة ولكن إذا كان المقصود انه اي خلاف يقع بين اثنين فالقرآن الكريم يغطي ذلك ويؤيد ذلك هذا الكلام كلام غير صحيح على اي الاحوال.

المقدم: حسنتم، نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد معنا الأخ غسان من العراق تفضلوا.

المتصل الأخ غسان من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ غسان من العراق: عندنا سؤال من الحلقة السابقة كان هو عن موضوع الهداية التكوينية الخاصة، كان الإمام لازم يكون هو عامل بما يدعو له ويكون قائم بنفسه تمام هذا الكلام سيدنا؟

المقدم: مهتد بنفسه.

المتصل الأخ غسان من العراق: نعم، لكن سؤالي، يعني يأخذ الفيض الالهي بدون واسطة الإمام يأخذ بدون واسطة الفيض الالهي كيف هذا يكون صحيح إذا كان الفيض الالهي لا يأتي الا عن طريق مقام الخاتم (صلى الله عليه وسلم) يعني حتى إذا كان النبي ابراهيم من اولي العزم أو الائمة الاطهار من اولي العزم فهم لا يقدرون ان يأخذون الفيض مباشرة من الخالق لا عن طريق الخاتم (صلى الله عليه وسلم).

المقدم: احسنتم، واضح السؤال. معنا الأخ حسن من العراق تفضلوا.

المتصل الأخ حسن من العراق: مرحبا سماحة السيد السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ حسن من العراق: سيدنا بالنسبة إلى صدر الآية ووسطها وذيلها توجد آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على ان ذيل الآية يقتطع وصدر الآية يقتطع ووسطها يقتطع كما قال تعالى في سورة المائدة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أهل لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فهذه الآية تدل على ان ذيل الآية وصدر الآية ووسط الآية بدليل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).

المقدم: احسنتم، سماحة السيد اكتفى بذكر آية التطهير.

آية الله السيد كمال الحيدري: نعم والا هناك عشرات الآيات.

المقدم: احسنتم، فقط نأخذ هذا الاتصال الأخ ابو نواف من السعودية تفضلوا.

المتصل الأخ ابو نواف من السعودية: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ ابو نواف من السعودية: الحديث يقول من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. ولما نسأل من اخواننا السنّة من إمامك؟ يقول النبي، هل هذا يكفي، ونسأل السيد الدعاء.

آية الله السيد كمال الحيدري: الله يحفظكم ساعدكم الله.

المقدم: حياكم الله. تفضلوا سماحة السيد بالاجابة.

آية الله السيد كمال الحيدري: اما فيما يتعلق بالاخ الكريم سؤال الأخ حميد من العراق وهو انه أساساً بلا واسطة مع الواسطة ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة عندما ابيّن الواسطة وما هو المراد انه يأخذون مع الواسطة وبلا واسطة سيتضح بان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل جميع الانبياء وان كانوا يأخذون بواسطة النبي الأكرم وبواسطة نور الخاتم وحقيقة الخاتم الا انه أيضاً يصدق عليهم انه مهدي بذاته لا مهدي بغيره.

إذن لابد ان نعطي ضابطة هذه الضابطة ان شاء الله تعالى سنتحدث عنها، واما سؤال الأخ غسان شواهد ذكرها، واما سؤال الاخ، من مات ولم يعرف إمام زمانه، الجواب لو كان المقصود هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كانت الرواية تقول من مات ولم يعرف رسول الله بعد لا يحتاج ان يقيده بإمام زمانه هذا يكشف على انه لكل زمان يوجد إمام خاص وهذا ينسجم مع قوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) هذا يكشف والا لم تقل الآية المباركة يوم ندعو الناس بإمامة رسول الله.

إذن لو كان المراد من الإمام هو الرسول وكان يكفي ذلك كان ينبغي على الرواية ان تصرح انه المراد منه انه رسول الله ولم يكن بعد معنى ان ينسب إلى زمانه الخاص به، لم يعرف إمام زمانه، ولم نكن نفهم قوله تعالى (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) هذا يكشف عن انه في كل زمان يوجد هناك إمام حق وينبغي على الإنسان المؤمن المسلم ان يتعرف على ذلك الإمام اما من لم يتعرف عليه فانه يموت اما معاندا واما ضالا جاهلا.

المقدم: احسنتم، بالنسبة للاخ أبي نواف في دقيقة سماحة السيد إذن اجبتموه، إذن بقيت دقيقة واحدة إذا عندكم شيء للاخوة المشاهدين.

آية الله السيد كمال الحيدري: انا فيما يتعلق بهذا البحث وهو الآية اعد ان شاء الله تعالى المشاهد الكريم باذن الله تعالى سنقف عند هذه الآية المباركة من سورة يونس لانها تعد من الآيات الأساسية التي تكلم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عنها بشكل دقيق وواضح ولعله إذا كان الوقت دكتور يسعني انا اقرأ رواية واحدة، الرواية عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا قال ان الانبياء والائمة (صلوات الله عليهم) يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم وهو قوله تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى) إذن ليست هي الهداية العامة وليس هو العلم العام وانما علم خاص بمختص بهؤلاء.

المقدم: احسنتم كثيرا، شكرا لكم سماحة السيد وسيأتي ان شاء الله بان أهل البيت قد طبقوه على انفسهم هذه الآية، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة كما اشكر الاخوة والاخوات والى اللقاء في الحلقة القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه