الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم (2)
  • عنوان المقال: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم (2)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:49:2 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

2/7/2009

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نهنئكم اولا بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه وابنائه الطيبين الطاهرين) ثم نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني، في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنقف واياكم عند جملة من المحاور المهمة التي تتعلق بهذا الموضوع أيضاً سنذكر ان شاء الله تعالى في ثنايا الحلقة بعض الرسائل التي وردت الينا ونشكر الاخوة الذين يتواصلون معنا عبر البريد الالكتروني واذا كان فيها أسئلة سنعرضها ان شاء الله تعالى على سماحة السيد كمال الحيدري.

احييكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.

المقدم: حياكم الله. سماحة السيد في البدء يعني الحديث عن الهداية التكوينية هل هي نوع واحد ام لها انواع متعددة.

آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآل محمد.

في المقدمة بودي ان اشير بانه نحن اشرنا في الحلقة السابقة إلى ان الهداية في القرآن لا اقل تنقسم إلى قسمين والى نوعين اساسيين النوع الأول هي الهداية التشريعية وهي المعبر عنها في كلمات علماء الكلام باراءة الطريق الموصل إلى الغاية باعتبار ان الإنسان لم يخلق بلا هدف ولا غاية فيحتاج إلى الطريق الذي يوصله إلى الغاية فالنوع الأول من الهداية هي الهداية التشريعية أو المصطلح عليها بهداية اراءة الطريق وهذه هي الوظيفة التي يقوم بها الانبياء ويقوم بها العلماء ويقوم بها المبلغون ويقوم بها الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وهو ان يرشدوا الناس إلى الطريق الذي يوصلهم إلى الهدف الذي من اجله خلقوا.

النوع الثاني من الهداية هي الهداية التي اصطلحنا عليها بالهداية التكوينية وقلنا بان هذه الهداية هي التي جاءت في قوله تعالى (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وعلماء الكلام يصطلحون على هذا النوع من الهداية وهي الهداية التكوينية يصطلحون عليها بالايصال إلى المطلوب يعني بالايصال إلى الهدف بالايصال إلى الغاية لا اراءة الطريق وانما الاخذ بالسائر في الطريق لايصاله إلى الهدف الذي من اجله خلق، وبيّنا فيما سبق الفروق الأساسية الموجودة بين الهداية التشريعية وبين الهداية التكوينية، في هذه الليلة بودي ان المشاهد الكريم يلتفت نريد ان نقف قليلا عند الهداية التكوينية وبيان اقسام الهداية التكوينية وانواعها ومن هو القائم عليها.

التفتوا جيدا، في المقدمة أيضاً اشير إلى نقطة أخرى بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل دقيق ان الهداية لله سبحانه وتعالى يعني باعتبار انه هو الهادي من اسماء الله سبحانه وتعالى الهادي ومن اسماء الله سبحانه وتعالى أيضاً المضل يهدي من يشاء ويضل من يشاء، إذن الهداية اولا وبالذات ليست الا له سبحانه وتعالى وهذه قاعدة عامة ان كل كمال وجودي في عالم الامكان انما هو بالذات بالله سبحانه وتعالى ولذا قال القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) يعني كل ما احسن من الاسماء فهو لله سبحانه وتعالى.

إذن على هذا الأساس الهادي اولا وبالذات هو الله سبحانه وتعالى إذن لماذا تقولون هداية تشريعية وهداية تكوينية؟ الجواب الهادي بالهداية التشريعية هو الله، الهادي بالهداية التكوينية هو الله، ولكن الله سبحانه وتعالى تارة هدايته تكون هداية بلا واسطة واخرى تكون هدايته هداية مع الواسطة يعني في الهداية التشريعية صحيح ان الهادي هو الله ولكن بتوسط من بيّن لنا هدايته التشريعية؟ بتوسط الكتب المنزلة من السماء، بتوسط الانبياء والمرسلين الذين بعثهم إلى البشرية، إذن الله يهدي ولكن بتوسط الانبياء، بتوسط الكتب السماوية انزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، فعندما نقول هداية تكوينية صحيح ان الهادي هو الله سبحانه وتعالى ولكنه قد يوسط موجودات أخرى للقيام بهذا الدور التكويني وبهذا الدور الوجودي كما ان الانبياء يقومون بالدور التشريعي وبيان الهداية التشريعية هناك اشخاص الله سبحانه وتعالى اوكل اليهم امر الهداية التكوينية.

المقدم: (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) حتى في هذه الأمور احيانا.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، الآن انا اريد احصرها في دور الانبياء والمرسلين والائمة والا كما تفضلتم بانه أساساً في موارد كثيرة القرآن الكريم أساساً الهداية موجودة للنباتات موجودة للحيوانات وتلك لها ملائكة موكلة بها ولكن باعتبار ان حديثنا الآن في الإنسان ولذا احصر حديثي في النبوة والإمامة لهذا السبب حتى يرتبط بحثنا لأنّه قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) كنا في بيان النظرية الرابعة وهي نظرية السيد الطباطبائي انه هذه اي إمامة وما هو دورها في القرآن الكريم.

سؤال الدكتور هذا وهو ان الهداية التكوينية وهي الايصال إلى المطلوب هل هي نوع واحد ام انها انواع متعددة، في المقدمة انا لابد ان اشير أيضاً هذه المقدمة الثالثة المشاهد الكريم يلتفت، وهو انه حديثنا الآن منحصر في الإنسان الآن لا نتكلم فيما هو اوسع من الإنسان وان كان البحث يشمل غير الإنسان ولكن نحن حديثنا الآن في الهداية التكوينية المرتبطة والمختصة بالانسان، في الواقع في الهداية التكوينية المرتبطة والمختصة بالانسان يمكن تقسيمها إلى قسمين والى نوعين، التفتوا جيدا لان هذه التقسيمات تنفعنا كثيرا في معرفة مقام الإمامة، اخواني الاعزاء المشاهد الكريم لابد ان يلتفت هذه المقدمات وهذه المعارف انا لا اشير اليها الا باعتبارها انها هي طريقنا لمعرفة الإمام لأنّه ورد عندنا اهدنا الصراط المستقيم، سئل الإمام الصادق، سئل الإمام الباقر ما هو الصراط المستقيم؟ قال معرفة الإمام.

إذن نحن عندما نقف عند مسألة الإمامة في القرآن ودور الإمامة في القرآن ومعرفة الإمامة في القرآن باعتبار ان معرفة الصراط المستقيم يتوقف على معرفة الإمام، معرفة الإمام هي الصراط المستقيم ولذا ورد في زيارة الجامعة من عرفكم فقد عرف الله ومن جهلكم فقد جهل الله، إذن لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم انه لماذا نحن نطرح هذه النظرية ودور الإمامة في القرآن، هذه من ابعاد مسألة معرفة الإمام، من زارني (كما في الروايات سواء عن الإمام الرضا أو عن باقي الائمة)، من زارني عارفا بحقي وجبت له الجنة، اخواني الاعزاء القضية قضية اساسية اولا مرتبطة بالقضايا المعرفة مرتبطة بالقضايا الإيمانية، مرتبطة بالقضايا العقائدية، مرتبطة بالامور الاخروية ليست قضية فقط قضايا ترف فكري حتى يتصور البعض ان السيد الحيدري لماذا يقف عند هذه المسائل بهذا التفصيل، الجواب انها مرتبطة بصلب عقائدنا وبمحور عقائدنا وهو التوحيد، لا يتبادر إلى الذهن أيضاً قد يقول القائل فصلب عقائدنا هو التوحيد فلماذا تقفون عند الإمامة، نقول ان معرفة الإمام هو طريقنا إلى معرفة الله سبحانه وتعالى، نحن لا نجعل الإمامة أو معرفة الإمام والإمامة بديلا عن معرفة الله سبحانه وتعالى، نجعله بديلا عن معرفة التوحيد، لا ليس الأمر كذلك وانما معرفة الإمام ومعرفة الإمامة طريقنا لمعرفة الله سبحانه وتعالى لأنّه هو الصراط المستقيم الذي يوصلنا إلى الله سبحانه وتعالى، على اي الاحوال.

إذن ارجع إلى القضية الاصلية وهو انه نستطيع ان نقسم الهداية التكوينية بالنسبة إلى الإنسان إلى نوعين اساسيين، الهداية التكوينية العامة وهي التي يتذكر المشاهد الكريم اننا اصطلحنا عليها بالهداية الفطرية قلنا فاقم وجهك للدين في سورة الروم (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أكثر النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) هذه هي الهداية التكوينية العامة التي قلنا يصطلح عليها في الإنسان بالهداية الفطرية، وفي مقابلها توجد هناك نوع آخر من الهداية التكوينية ولكن هداية تكوينية خاصة وليست هداية تكوينية عامة، ما الفرق بينهما؟

في جملة واحدة: الهداية التكوينية العامة أو الهداية الفطرية شاملة لكل انسان، كل مولود كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل مولود يولد على الفطرة، هذه هي الهداية التكوينية العامة فاذن لا يستثنى منها انه كان يهودي أو كان نصراني آمن لم يؤمن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وهو مفطور على توحيد الله سبحانه وتعالى على معرفة الله ولذا قالوا معرفة الله معرفة فطرية ولذا قالوا القرآن الكريم يقول (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يعني لا يمكن ان يشك في وجوده سبحانه وتعالى.

المقدم: فطر الكون على هذا التوحيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، فطره ومعنى فطره ذكرنا مرارا وتكرارا في الأبحاث السابقة قلنا فطره يعني اوجده على شكل وعلى صيغة وعلى طريقة معينة، فطره ما هو الفرق بين فطر وبين خلق؟ خلق بشكل عام يعني اوجد اما فطر اوجد على نحو خاص وعلى طريقة خاصة وعلى منهج خاص على فهم خاص وهي فطرة التوحيد.

إذن الهداية التكوينية العامة وهي الهداية الفطرية عامة لا يستثنى منها احد اما بخلافها في الهداية التكوينية الخاصة، الهداية التكوينية الخاصة لا تشمل جميع البشر لا تشمل كل إنسان وانما تختص ببعض دون بعض آخر وهذا هو الذي لابد ان نفهمه جيدا وهو انه لماذا الله سبحانه وتعالى بعض الناس يأخذ بيده من خلال الإمام والبعض الآخر لا يأخذ بيده وقد وردت أسئلة متعددة من الداخل والخارج تقول لماذا الله سبحانه وتعالى بعض الناس يهديهم هداية تكوينية خاصة وبعض لا يهديهم وهذه الهداية التكوينية الخاصة وهذه غير الهداية التكوينية العامة التي هي الهداية الفطرية.

لآن يأتي هذا السؤال وهو انه لماذا ان الله سبحانه وتعالى هذا الذي طرحته في وسط البحث، لماذا ان الله سبحانه وتعالى يختص بعض عباده بهداية تكوينية خاصة ولا يعطيها للآخرين، حتى يتضح هذا لابد ان اشير إلى مجموعة من الأصول القرآنية حتى يتضح المطلب وهذا أصل لأنّه تعلمون نحن هذه الأبحاث انما بدأناها بعنوان ان الإمامة أصل قرآني خلافا لما يتصور البعض من ان الإمامة لو كانت من أصول العقائد لماذا لم يعرض لها القرآن الكريم وانتم تجدون ان كل هذه الأبحاث نعرضها من خلال القرآن الكريم، لكي يتضح سبب اختصاص هداية تكوينية خاصة ببعض المؤمنين أو ببعض الناس دون بعض آخر لابد من فهم هذه القواعد التي سأشير اليها، القاعدة الأولى أو الأصل الأول ان الإنسان انما جاء إلى هذه الدنيا لا ليبقى فيها بل ليتحرك ويسافر ليرجع إلى موطنه الاصلي، ما هو موطنه الاصلي، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعُونَ).

ولذا قالوا ان الغايات هي الرجوع إلى البدايات، ما هي غاية الانسان، ان يرجع إلى ما بدأ منه، من اين بدأ؟ بدأ من الله سبحانه وتعالى، كما بدأكم تعودون، من أين بدأنا؟ بدأنا من الله انا لله إذن لابد تعودون لابد من الرجوع إلى الله إذن الإنسان لم يأت إلى هذه النشأة ليبقى في هذه النشأة بل ليسافر عن هذه النشأة إلى لقاء الله سبحانه وتعالى ولذا تجد القرآن الكريم في سورة الانشقاق قال (يَا أَيُّهَا الإنسان (ليس المؤمن) إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ) انك كادح انك ساعي، الكدح ما هو؟ السعي للوصول إلى غاية ما هي الغاية؟ (كَادِحٌ إلى رَبِّكَ) يعني هناك نقطة ابتداء وهناك نقطة انتهاء لأنّه إلى للانتهاء وهي تستدعي نقطة ابتداء، نقطة الابتداء من اين؟ من هذه الدنيا، انظروا إلى هذه الآية المباركة في سورة الانشقاق انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا بانه القرآن الكريم عندما يقول لقاء ما هو مراده من اللقاء القرآني، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) هذا يا لقاء هذا؟

الجواب اللقاء في القرآن المشاهد الكريم لابد ان يلتفت على نحوين: لقاء عام ولقاء خاص وهذه أيضاً نقطة مهمة في القرآن العظيم، يوجد لدينا لقاء خاص وهو اللقاء في القرب الالهي في رضوان الله، في آخر سورة الكهف (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) هذا اللقاء الخاص اما هذا اللقاء ليس هو اللقاء الخاص وانما اللقاء الاعم قد يلاقي الله سبحانه وتعالى في رضوان الله وقد يلاقي الله في عقاب الله يعني قد يلاقيه في الجنة وقد يلاقيه في النار كلاهما لقاء ولذا الآية المباركة قالت (إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) ثم مباشرة فرعت قال (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا) هذه فاء فاء التفريع يعني اللقاء يوم القيامة قد يكون اللقاء لقاء في رأفة الله ورحمة الله ورضوان الله وقد يكون لقاء في عقاب الله في جهنم في نار سعير وهذا هو اللقاء العام اما اللقاء الخاص (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) ذلك اللقاء الخاص من قبيل الرحمة العامة التي تشمل المؤمن والكافر والرحمة الخاصة التي تختص بالمؤمن إذن الأصل الأول المستفاد من القرآن الكريم ان الإنسان لم يأت إلى هذا العالم للبقاء ولذا قال أمير المؤمنين: خذوا من ممركم لمقركم.

القضية الثانية أو الأصل الثاني ان الإنسان في حركة صعودية إلى الله سبحانه وتعالى لا في حركة افقية يعني عندما قال (كَادِحٌ إلى) هذا الكدح في حركة افقية وعرضية لو في حركة عمودية وافقية؟ صعودية، قال (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) إذن انا عندما اكدح واسعى للوصول عملي لابد ان يكون صعودي لا ان يكون هبوطي أو ان يكون عرضي لابد ان يكون عمودي وصعودي.

النقطة الثالثة أو الأصل الثالث هذه الأصول كلها أصول قرآنية، الأصل الثالث ان هذا الصعود ليس هو الصعود المكاني قد الإنسان يصعد من طابق الأول إلى الطابق الثاني هذا صعود ولكن هذا صعود مكاني، الذي يشير إليه القرآن في حركة الإنسان التكاملية هو صعود معنوي هو صعود ملكوتي لا صعود مادي وصعود مرتبط بنشأة المادة والمكان، الآن لماذا أقول هذا؟ باعتبار ان الصعود المادي يمكن مشاهدته وليس كمالا اصلا سواء كنت أنت في الطابق الأول أو كنت في الطابق رقم مئة يعني الذي يسكن في الطابق رقم مئة المادي يعني اكمل وجودا من الذي هو في الطابق الاول؟ ابدا، اما بخلافه في الذي عنده صعود معنوي هناك إليه يصعد الكلم الطيب أو كما قال في حق ادريس (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) يعني الله سبحانه وتعالى كان على الأرض رفعه إلى القمر مثلا هكذا؟ لا، رفع مكانته، صار اقرب إلى الله سبحانه وتعالى من آخرين.

إذن ان هذا الصعود لابد ان يكون صعودا معنويا فإذا كان صعودا معنويا بعد يرى بالعين المجردة أو لا يرى؟ لا لأنّه مرتبط بعالم الغيب مرتبط بعالم الباطن.

إذن انتهينا إلى انه إلى هذه الأصول الثلاثة وهو ان الإنسان في حركته لم يأت ليبقى بل هو متحرك للصعود إلى الله وان هذا الصعود صعود معنوي وهنا تأتي مسألة درجات الإيمان لذا انتم تقرأون الرواية عن محمد بن حماد الخزاز عن عبد العزيز القراطيسي قال قال لي ابو عبد الله الصادق يا عبد العزيز ان الإيمان عشر درجات، اي درجات هذه، هذه الدرجات المادية والصعود المكاني أو الدرجات المعنوية والصعود المعنوي والملكوتي اي منهما؟ من الواضح ان الإمام (سلام الله عليه) عندما يقول ان الإيمان عشر درجات ليس مراده الدرجات المادية الدرجات المرتبطة بنشأة المكان والمكانية وانما المراد الدرجات المعنوية يعني عندما نأتي إلى القرآن يقول (لَهُمْ دَرَجَاتٌ) أو (هُمْ دَرَجَاتٌ) هذه الدرجات ليست درجات مادية وانما مرتبطة بدرجات معنوية، قال ان الإيمان عشر درجات بمنزلة السلّم لتشبيه المعقول بالمحسوس يعني لتشبيه امر معنوي بامر مادي حتى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون، قال بمنزلة السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة.

إذا اتضحت هذه الحقيقة الآن سؤال محل كلامنا في جملة واحدة، التفتوا جيدا، الإنسان عندما يؤمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر وبكل ما امر الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنّة ان يؤمن به فهو في الدرجة الأولى من الإيمان، متى يستطيع ان ينتقل إلى درجة ثانية من الإيمان وهو انه إذا عمل بما علم ولذا تجدون القرآن الكريم مرارا وتكرارا يقول (آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ) ماذا يفعل للكلم الطيب وهو الإيمان (يَرْفَعُهُ).

إذن الإنسان إذا آمن واراد ان يرتفع في درجات الإيمان الطريق يمر من خلال العمل الصالح والا الإيمان بلا عمل، العلم يهتف بالعمل فان اجابه والا ارتحل كما في كلمات قصار لامير المؤمنين (سلام الله عليه)، التفتوا جيدا الآية صريحة في سورة فاطر (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) فالكلم يعني الإيمان بقرينة قوله والعمل الصالح (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) والكلم الطيب أيضاً بيّن في القرآن (مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) وهناك بيّن الكلمة الطيبة هي التوحيد والمعارف الحقيقة.

سؤال: هذا الكلم الطيب الذي هو الإيمان الذي هو عقد القلب بما يعرفه الإنسان من حقائق التوحيد والمعارف متى يستطيع ان ينقله من السلّم الأول أو من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية؟ بالعمل الصالح، متى يستطيع ان ينقله من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة؟ بالعمل الصالح، فاذن العمل الصالح ليس هو الذي يرتفع إلى الله سبحانه وتعالى، لم تقل الآية إليه يصعد العمل الصالح قالت يصعد إليه الكلم يعني الذي يصعد من الإنسان ايمانه ولكنه الرافعة التي ترفع الإيمان في درجات الإيمان من؟ العمل الصالح.

سؤال: التفتوا جيدا، هذا الصعود في السلّم من المرقاة الأولى أو الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية هذه المسافة التي يريد ان يقطعها هذا المؤمن في سلّم درجات الإيمان هل هو بنفسه يصعدها أو الله سبحانه وتعالى بتوسط احد يصعده اي منهم؟

مرة أخرى اعيد السؤال وبودي ان المشاهد الكريم يتأمل يتدبر جيدا، قلنا بأن المؤمن من خلال العمل الصالح يرتفع مرقاة بعد مرقاة درجة بعد درجة، سؤال: لكي يرتفع من الدرجة الدانية إلى الدرجة العالية الله سبحانه وتعالى يأخذ بيده مباشرة ويصعده من مرقاة إلى مرقاة أو يوسط موجودا اخر للقيام بهذا العمل، اضرب لك مثال حتى يتضح للمشاهد الكريم، انظر القرآن الكريم يقول (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) ولكنه من جهة أخرى يقول (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ).

إذن صحيح الله هو المتوفي اولا وبالذات ولكن بتوسط الملائكة، هنا نريد ان نعرف ان هذا المؤمن بعد ان استحق بعمله الصالح ان يرتفع من درجة ايمانية إلى درجة أخرى هل الله يرفعه أو يرفعه بتوسط احد؟ بتوسط احد وهذا هو دور الإمام، إذن ما هو دور الإمام؟ دور الإمام في جملة واحدة وهو الذي يكون واسطة في فيض أو في الفيض أو يكون واسطة في قوس الصعود للانسان ليرفعه من درجة ايمانية إلى درجة ايمانية اعلى منها وهذا امر وجودي لو امر تشريعي؟ هذا امر تكويني وجودي لان الصعود قلنا ليس صعودا اعتباريا بل هو صعود في درجات الإيمان ودرجات الإيمان امور تكوينية وليست امور اعتبارية وليست امور تشريعية إذن تحتاج إلى واسطة ما هي هذه الواسطة؟ الواسطة هي الإمام، كيف يقوم بهذا العمل؟ باعتبار ان القرآن صريحا قال (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) وان شاء الله بعد ذلك سنبين ما هو المراد من الأمر في هذه الآية المباركة.

إذن إلى هنا كما يصطلح عادة إلى هنا بينت المبدأ التصوري للمسألة لا المبدأ التصديقي يعني بعد إلى الآن دكتور لم نقم الدليل على ذلك وانما فقط نريد ان نعرف ما معنى ان وظيفة الإمامة هي الايصال إلى المطلوب، ما معنى ان الله سبحانه وتعالى اوكل إلى الإمام الايصال إلى المطلوب في قبال انه اوكل إلى النبي اراءة الطريق، إذن الآن كيف ان الله سبحانه وتعالى من خلال الشرائع من خلال الكتب من خلال الانبياء والمرسلين بيّن الطريق بتوسط الانبياء والكتب كذلك الله سبحانه وتعالى وسط الإمام لرفع كل انسان؟

بل لطبقة خاصة من الناس، من هم؟ اولئك الذين آمنوا وعملوا بمقتضى ايمانهم إذن هي هداية تكوينية عامة ام خاصة؟ خاصة، (ثُمَّ اهْتَدَى) يعني هذه الهداية الخاصة يعني الله سبحانه وتعالى هذه الهداية الخاصة لا يعطيها لكل احد، يعطيها لمن؟ يعطيها كجائزة، يعطيها لمن؟ يعطيها لمن عمل بمقتضى ايمانه، فلهذا الآن لو سألنا سائل كيف نوفق لكي نحصل على هذه الجائزة الإلهية يعني على هذه الهداية التكوينية الخاصة كيف ما هو الطريق لذلك؟ نقول الطريق ما علمت فاعمل به وبمقتضى - التفتوا جيدا- كل علم توجد درجة من العمل فإذا عملت بمقتضى ما علمت الله يرفعك درجة ايمانية، إذا وصلت إلى المرقاة الثانية أو الدرجة الثانية أيضاً هناك درجة من الإيمان تقتضي درجة أخرى من العمل فإذا عملت بمقتضى الدرجة الثانية من الإيمان الله يرفعك إلى الدرجة الثالثة، فإذا عملت فمقتضى ما يقتضيه الإيمان في الدرجة الثالثة الله يرفعك إلى الدرجة الرابعة، كما الآن اخواني الاعزاء الآن تعالوا إلى المدارس المتعارفة أنت عندما تدخل إلى الأول ابتدائي إذا تعلمت هذا الذي موجود في المنهج تنقل إلى المرحلة الثانية وهكذا إلى المتوسطة وهكذا إلى الجامعة وهكذا إلى ما فوقها وفوقها وفوق كل ذي علم عليم، إذن الإنسان يبقى في سيره التكاملي وهنا لابد ان اشير وهو ان هذا السير التكاملي للانسان لن ينتهي إلى حد يعني لا يتبادر إلى ذهن احد ان الإنسان يصل إلى درجة بعدها لا يوجد له فوقه كمال لماذا؟ لأنّه عندما يصل إلى اي درجة من درجات الكمال توجد فوقها درجات اخرى، لماذا؟ لان هذه الكمالات الهية والكمالات الإلهية متناهية أو غير متناهية؟ غير متناهية.

إذن اينما يصل يشعر انه مقصر ليس فقط مقصر وانما يجد الطريق مفتوح ولذا تجد أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يقول: آه من قلة الزاد وبعد السفر. أمير المؤمنين سيد الاوصياء والاولياء إمام التوحيد يقول: آه من قلة الزاد وبعد السفر. لماذا بعد السفر؟ باعتبار ان السفر لا متناهي، هذه الكمالات اللا متناهية هذا بحسب الاصطلاح بينته في كتاب من الخلق إلى الحق قلت في السفر الثاني السفر الثاني غير متناهي على الإنسان بلغ ما بلغ، يئن منه أمير المؤمنين سيد الاوصياء والاولياء فكيف بي انا وأنت ولذا تجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أيضاً يقول: وقل ربي زدني علما، لماذا؟ لأنّه فوق كل ذي علم عليم.

نعم، رسول الله اكمل الخلائق من الاولين والآخرين ولكنه هل انه انتهى إلى آخر درجات الكمال في قوس الصعود؟

الجواب: كلا، وهناك درجات ودرجات ودرجات ولا تنتهي هذه الدرجات، جيد السؤال المطروح هنا وهو انه في كل درجة من درجات الكمال الانساني بلغ الإنسان ما بلغ فانه لكي يصعد الدرجة التي اعلى منها يحتاج إلى هادي، لماذا يحتاج إلى هادي، يعني يبين له الطريق ام يأخذ بيده ليصعد برقاة جديدة؟ الجواب لا ليس يبين له الطريق تلك هداية اراءة الطريق وهذه هداية الايصال إلى المطلوب يأخذ بيده فيرفعه من مرقاة إلى مرقاة أخرى فإذا اردنا ان نكون مشمولين لهذه العناية الخاصة للإمام (سلام الله عليه) اي إمام كان سواء كانت إمامة ابراهيم أو كانت إمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) فالطريق اليها يمر من العمل بمقتضى ما امنا به بمقتضى ما علمنا به من الحقائق والمعارف ولذا قال رسول الله العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء.

من يشاء يعني جزافاً لا ابدا، من عمل بمقتضى علمه الله ماذا يقذف في قلبه؟ يقذف في قلبه علما جديدا ايمانا جديدا درجة جديدة بلا واسطة أو مع الواسطة؟ مع الواسطة وهذا معنى واسطة الفيض ولذا نحن نعتقد ان دور الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أو دور الإمامة في القرآن بشكل عام اتكلم الآن بعد ذلك سيتضح بانه هذه الإمامة الابراهيم وهذه الإمامة الملكوتية استمرت في أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهذا هو الذي اصطلح عليه في كتبي عموما في دروسي في محاضراتي اعبّر عنه بالدور الملكوتي لمقام الإمامة لان الإمام عنده ادوار متعددة ادوار ظاهرية وادوار باطنية غيبية ملكوتية يلتفت اليها أو لا يلتفت؟ لا يلتفت ولذا تجدون بان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) سئل إذن هذا الإمام الغائب كيف نستفيد منه في زمن غيبته؟ كما نستفيد من الشمس إذا غيبتها السحاب، يعني أنت لا تراه ولكنه الشمس تقوم بدورها الوجودي تقوم بدورها الملكوتي ولكن أنت بعض الاحيان ترى وبعض الاحيان لا ترى والذين يحصر دور الإمامة في الدور الظاهري يعني التشريع اقامة الحدود الحكم السياسي القيادة السياسية فهنا يأتي عليه سؤال إذن ما هو دور الإمام في زمن الغيبة هو لا يقوم لا بدور بيان الاحكام ولا قيادة سياسية ولا كذا.إذن لا ثمرة لوجوده.

الجواب: كلا، لا ثمرة لوجوده من خلال الأمور التشريعية وان كانت له ادوار أخرى هي ادوار ملكوتية باطنية تكوينية إلى ان اراد سبحانه وتعالى ببركته يهيئ البشرية إلى ان تقبل قيادته العامة بالظهور ان شاء الله.

المقدم: احسنتم ولولاه لساخت الأرض باهلها، ولذا يقول أمير المؤمنين (سلام الله عليه): ويل امه كيلا بغير ثمن لو اجد له وعاء.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، اشارة إلى مثل هذه المعارف.

المقدم: احسنتم كثيرا. معنا الأخ محمد من السعودية تفضلوا اخ محمد.

المتصل الأخ محمد من السعودية: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ محمد من السعودية: فضيلة الشيخ يقول اهدنا الصراط المستقيم، وما دخل الائمة هذه آية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا).

المقدم: سؤالكم ما علاقة الصراط بالإمام وصلت الفكرة، معنا الأخ عبد الرزاق من العراق، اخ عبد الرزاق تفضلوا.

المتصل الأخ عبد الرزاق من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ عبد الرزاق من العراق: إذا كانت الإمامة أصل قرآني فهل هذا يعني ان القرآن...

المقدم: الصوت ليس واضحا لو تعيدون السؤال.

المتصل الأخ عبد الرزاق من العراق: أقول إذا كانت الإمامة أصل قرآني والقرآن داعي للإمامة في تعريف الهداية باعتبار ان الهداية متوقفة على معرفة الإمامة فهل هذا يعني ان القرآن دال على الهادي واستغنى عنه فقط بالدلالة على المعرفة، ام ان الإمامة هي التي تثبت القرآن وتدعو إلى الاهتداء عن طريق القرآن وشكرا جزيلا.

المقدم: احسنتم، معنا الأخ ابو زينب من العراق تفضلوا.

المتصل الأخ ابو زينب من العراق: السلام عليكم دكتور والسلام على ضيفك السيد كمال الحيدري وحفظكم الله ورعاكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ ابو زينب من العراق: سيدنا والله الكلمات تعجز عن شكرك على هذه البرنامج وعلى هذه المعلومات وسؤالي باختصار إذا كان الائمة (عليهم السلام) هم الذين يرتفعون بنا بالدرجات بما انهم الائمة فمن يرفعهم في هذه الدرجات.

المقدم: احسنتم وصلت الفكرة، شكرا لكم، إذن سماحة السيد نبدأ بسؤال الأخ محمد من السعودية.

آية الله السيد كمال الحيدري: نعم القرآن الكريم كما تفضل الأخ العزيز من السعودية محمد قال بان القرآن الكريم بيّن لنا انه الصراط المستقيم هو دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا، نحن أيضاً نعتقد بان الصراط المستقيم هو الدين، الصراط المستقيم هو القرآن، ولكن عندما انا قلت معرفة الإمام وعندما قلت الائمة وعندما قلت الرسول الأعظم سؤالي كان هذا وهو انه الدين والقرآن هو البعد النظري من طبّقه وجعله مصداقا خارجيا؟ هو وجود النبي الاكرم، يعني اين نجد المصداق العملي الذي يمشي على الأرض للقرآن الكريم؟ نحن نعتقد نجد ذلك في رسول الله نجد ذلك في علي واولاد علي، نعم لعل الأخ العزيز لا يعتقد بإمامة أهل البيت وهذا حر فيه ولكن نحن نعتقد ان أئمة أهل البيت هم الذين جسدوا القرآن عمليا، بأي بيان، ببيان ذكره كلا الفريقين علي مع الحق والحق مع علي، علي مع القرآن والقرآن مع علي، ما فارقته مذ صحبته وغيره، وهذا معناه انه جسد القرآن عمليا.

إذن انا لا أقول تفسير الصراط المستقيم هو علي وأهل بيته وانما أقول مصداق الصراط المستقيم يعني من طبق الدين عمليا وجسده عمليا؟ هم علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

المقدم: والقرآن اضاف قال (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ).

آية الله السيد كمال الحيدري: وهم الانبياء وبيّنه في سورة النساء من هم الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

المقدم: فالقرآن يعرفه بالاضافة اليهم.

آية الله السيد كمال الحيدري: نعم يعرفه وهذا من مصاديقه.

المقدم: احسنتم، بالنسبة للاخ عبد الرزاق من العراق يقول الإمامة أصل قرآني.

آية الله السيد كمال الحيدري: انا الذي فهمته من سؤال الأخ واعتذر لأنّه الصوت لم يكن واضحا، انا الذي فهمته وهو انه إذا كانت الإمامة معرفة بانها لها هداية بالامر الالهي فهل اكتفى القرآن بذلك ان انه بينه لنا، لا القرآن الكريم مولانا بيّن الإمامة ما هي، القرآن الكريم بيّن الإمامة لا بالتسمية مرارا ذكرت هذا المعنى، القرآن الكريم بيّن الإمامة يعني بيّن مصاديق الإمامة من خلال التوصيف ومن خلال بيان الصفات القرآن الكريم قال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم، يقول الإمام الصادق يهدي الينا، لماذا؟ لأنّه انتم انظروا إلى الواقع الخارجي هل تجدون مصداقا عمليا للقرآن غير علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولذا عندما قال القرآن (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) نحن عندما ننظر إلى الواقع الخارجي لا نجد صادقا صادق بنحو مطلق الا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، عندما يقول القرآن أهل البيت طهرهم تطهيرا (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) عندما نأتي إلى الواقع الخارجي نجد انهم ليس لهم الا الطهارة والطهر ولم يؤخذ عليهم اي رجس اوخطا أو معصية ونحو ذلك إذن إذا كان مقصود الأخ كيف عرّفهم لنا القرآن؟ الجواب عرفهم لنا من خلال التوصيف لا من خلال التسمية.

المقدم: احسنتم، بالنسبة للاخ ابو زينب يشكركم كثيرا على البرنامج، ويقول إذا كان الائمة هم يأخذون بايدينا فمن يرفع الائمة اذن.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنت، الجواب ان الذي يرفع الانبياء والائمة والاوصياء جميعا هو خاتم الانبياء والمرسلين يعني هو إمامهم جميعا، الإمامة الوجودية التكوينية الخاصة، يعني هو واسطة الفيض بالنسبة إلى الموجودات جميعا ومنهم الائمة والاوصياء والانبياء والاولياء، لماذا؟ لأنّه اول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير إذن الائمة (سلام الله عليهم) ولذا تجدون القرآن الكريم بشكل صريح قال (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) يعني انتم وسائط للناس والرسول واسطة عليكم، انتم شهداء على الناس والرسول شهيد عليكم، انتم أئمة للناس والرسول إمام عليكم ولذا قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه) علمني حبيبي بابا من العلم ينفتح لي منه الف باب، قال افنبي انت، قال ويلك، ثكلتك امك، انا عبد من عبيد محمد. فهو الذي بالنسبة اليهم هو إمامهم اجمعين، ومن أفضل من أهل البيت اتبع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).

المقدم: احسنتم ولذا قال اني تارك فيكم القرآن والعترة، سماحة السيد معنا الأخ ابو محمد من الامارات، تفضلوا.

المتصل الأخ ابو محمد من الامارات: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ ابو محمد من الامارات: الله يحفظكم ونسألكم الدعاء مولاي دائما، مولاي عندنا سؤال بالنسبة إلى ارتقاء العمل قوس الصعود وصفتوه في هذا المصطلح هل هو ارتقاء يومي إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الطيب يرفعه، هل هو حالة حركة يومية باعتبار اداء العبادات والاحكام والمعاملات هل هو يومي أو هو هذا مجموع على قدر عمر الإنسان ويرتقي مرة واحدة.

آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال جيد في الجواب أخي العزيز ليس فقط يومي وانما آني يعني ان الإنسان دائم الحركة حتى في حال النوم لان هذا النوم مرتبط بالبدن اما الروح هي في حركة دائمة اما صعودا واما هبوط يعني اما في درجات الجنة واما في درجات الجحيم فاذن الإنسان انما جاء إلى هذه النشأة وفي كل آن آن توجد له حركة، نعم قد لا تكون له حركة مادية في حال النوم ولكنه دائما الروح لا نوم لها ولذا قال (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) الله سبحانه وتعالى يقبضها إليه يتوفاها لترتفع إذن سؤال قيّم جدا وهو انه الحركة المعنوية حركة دائمة مستمرة آن فآن اما صعودا في درجات الجنة واما هبوطا في دركات الجحيم.

المقدم: ولذا علق العمل بالنية انما الأعمال بالنيات.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم ولهذا تجدون ان أهل البيت (سلام الله عليهم) قالوا إذا اردت ان تنام مولانا توضأ، إذا اردت ان تنام مولانا سبح تسبيحات الزهراء لتكتب انك من الذاكرين ذكرا اذكروا الله ذكرا كثيرا، إذا قرأ الإنسان التفتوا جيدا هذه من توصيات أهل البيت ان الإنسان إذا توجه إلى النوم وقرأ تسبيحات الزهراء يكتب من الذاكرين ذكرا كثيرا وهو في حال النوم.

المقدم: احسنتم كثيرا، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة كما نشكر الاخوة الكرام على حسن الاصغاء والاستماع والمشاركة أيضاً مشاهدينا الكرام نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه