الخصائص الصادقيّة (1)
  • عنوان المقال: الخصائص الصادقيّة (1)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:13:16 1-9-1403

الخصائص الصادقيّة (1)

عرّف الخطيب التبريزي العمري بالإمام جعفر الصادق عليه السلام فكتب في مؤلّفه ( إكمال الرجال:623 ـ ط دمشق ): جعفر الصادق... كنيته أبو عبدالله، كان من سادات أهل البيت.
وكتب محمّد بن طلحة الشافعي في ( مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول:81 ـ ط طهران ): هو من عظماء أهل البيت وساداتهم، ذو علومٍ جمّة، وعبادةٍ موفّرة، وأورادٍ متواصلة، وزهادةٍ بيّنه، وتلاوةٍ كثيرة. يتتبّع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسّم أوقاته على أنواع الطاعات.. رؤيته تذكّر الآخرة، واستماع كلامه يُزهّد في الدنيا، والاقتداء بهداه يُورِث الجنّة. نور قَسَماته شاهدٌ أنّه من سلالة النبوّة، وطهارة أفعاله تصدع بأنّه من ذريّة الرسالة.
وفي ( جامع مسانيد أبي حنيفة 222:1 ـ ط حيدر آباد) روى الخوارزمي الحنفي عن أبي حنيفة أنّه قال: جعفر بن محمّد أفقه مَن رأيتُه، ولقد بعث إليّ أبو جعفر المنصور أنّ الناس قد فُتِنوا بجعفر بن محمّد، فهَيّئْ له مسائلَ شِداداً! فَلَخّصتُ أربعين مسألةً وبعثت بها إلى المنصور بالحِيرة، ثمّ أبَردَ إليّ فوافَيتُه على سريره وجعفر بن محمّد عن يمينه، فتداخلني من جعفر هيبةٌ لم أجدها من المنصور، فأجلَسَني ثمّ التفتَ إلى جعفرٍ قائلاً: يا أبا عبدالله، هذا أبوحنيفة، فقال: نعم، أعرفه، ثمّ قال المنصور: سَلْه ما بدا لك يا أبا حنيفة. فجعلتُ أسأله ويجيب الإجابة الحسنة ويُفحِم، حتّى أجاب عن أربعين مسألة، فرأيتُه أعلمَ الناس باختلاف الفقهاء؛ فلذلك أحكمُ أنّه أفقهُ مَن رأيت.
وكتب القاضي ابن حيّان الأندلسي في ( أخبار القُضاة:77 ـ ط الاستقامة بالقاهرة ): حدّثني عبدالله بن سعيد الزهري قال: حدّثنا أبو الوليد الدمشقيّ قال: حدّثني عمّي محمّد بن عبدالله بن بكّار قال: حدّثني سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ـ وأمّ عليّ بن عبدالله بن جعفر: زينب بنت عليّ بن أبي طالب ـ قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الزهري فقال: حدّثنا ابن شبرمة قال: دخلتُ أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد فسلّمتُ عليه، وكنتُ له صديقاً، ثمّ أقبلتُ على جعفر فقلت: أمتَعَ اللهُ بك، هذا رجلٌ من العراق له فقه وعقل، فقال جعفر: لعلّه الذي يَقيس الدينَ برأيه! ثمّ أقبل علَيّ فقال: النعمان بن ثابت؟ فقال أبو حنيفة: نعم أصلحك الله، فقال: إتّقِ الله ولا تَقسِ الدِّين برأيك؛ فإنّ أوّل مَن قاس إبليسُ إذ أمره الله بالسجود لآدم فقال: أنا خيرٌ منه خلقتَني من نارٍ وخلقتَه من طين.
ثمّ قال له جعفر: هل تُحسن أن تقيس رأسك مِن جسدك ؟ فقال: لا، قال: فأخبِرْني عن المُلوحة في العَينَين، وعن المرارة في الأُذنين، وعن الماء في المِنخَرين، وعن العُذوبة في الشفتين، لأيّ شيءٍ جُعلِ ذلك ؟ قال أبو حنيفة: لا أدري، قال جعفر: الله عزّوجلّ خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيها ضَنّاً منه على ابن آدم، ولولا ذلك لَذابتا فذهبتا. وجعل المرارة في الأُذنين ضَنّاً منه عليه، ولولا ذلك لهجمت الدوابّ فأكلت دِماغه. وجعل الماء في المنخرين؛ ليصعد التنفّس وينزل، ويجد منه الريح الطيّبة من الريح الرديّة. وجعل العذوبة في الشفتين؛ ليجد ابن آدم لذّة مطعمة ومشربه.
ثمّ قال له جعفر: أخبِرني عن كلمةٍ أوّلُها شِرك وآخرها إيمان، قال أبو حنيفة: لا أدري، قال جعفر: لا إله إلاّ الله. ثمّ قال له: أيُّما أعظم عند الله: قتلُ النفس أو الزنا ؟ قال أبو حنيفة: قتل النفس، قال له جعفر: إنّ الله عزّوجلّ قد رضيَ في قتل النفس بشاهدين، ولم يقبل في الزنا إلاّ بأربعة. ثمّ قال: فما بالُ المرأة إذا حاضت تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ إتّقِ الله يا أبا عبدالله، إنّا نقف نحن وأنت غداً ومَن خالَفَنا بين يَدَي الله عزّوجلّ فنقول: قال رسول الله عليه السلام، وتقول أنت وأصحابك: قال، سَمِعنا ورأينا. ففعَلَ بنا وبكم ما يشاء. ( نقله أيضاً: الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في: حلية الأولياء 196:3 ـ ط السعادة بمصر ).
وروى أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ـ ت 427 هـ في ( تاريخ جرجان:329 ـ ط حيدر أباد الدكن ) عن محمّد بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: كان نقش خاتم أبي: « اَللهمَّ أنت ثقتي فاعصِمْني مِن خَلْقك ».
وفي التوحيد كتب الراغب الأصبهاني في ( محاضرات الأدباء 398:4 ـ ط بيروت ) قال: سُئل جعفر بن محمّد عن كيفيّة الله تعالى، فقال: « نورٌ لا ظُلْمةَ فيه، وحياةٌ لا موت منها ».
فيما كتب عبدالله بن أسعد اليافعي الشافعي في ( رياحين الشريعة:244 ـ ط القاهرة ): روينا عن الإمام الجليل، ذي المجد الأثيل، سلالة النبوّة، ومَعدِن العلوم والفتوّة، جعفر الصادق رضي الله عنه أنّه قال: « مَن زعم أنّ الله سبحانه في شيء، أو من شيء، أو على شيء، فقد أشرك بالله؛ إذ لو كان على شيء لكان محمولاًُ، ولو كان في شيء لكان محصوراً، ولو كان من شيء لكان مُحدَثاً، وتعالى الله عن ذلك » ( رواه: الصفوري في: نزهة المجالس ومنتخب النفائس 7:1 ـ ط عثمان خليفة بالقاهرة، والسبكي في: طبقات الشافعية 209:5 ـ ط القاهرة، وغيرهما).
وفي كتابه ( فصل الخطاب ـ على ما في: ينابيع المودّة لذوي القربى للشيخ سليمان القندوزي الحنفي:380 ـ ط إسلامبول ) قال محمّد خواجه پارساي البخاري: اتّفَقوا على جلالة الصادق عليه السلام وسيادته، قال الشيخ أبو عبدالرحمان السَّلَمي في ( طبقات المشايخ الصوفية ): جعفر الصادق، فاق جميع أقرانه من أهل البيت، وهو ذو علمٍ غزير في الدين، وزهدٍ بالغٍ في الدنيا، وورعٍ تامٍّ عن الشهوات، وأدبٍ كاملٍ في الحكمة.
وقال اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين في ( تاريخه ): كان جعفر الصادق رضي الله عنه واسعَ العلم، وافر الحلم، وله من الفضائل والمآثر ما لا يُحصى.