حديث المنزلة ق(8)
  • عنوان المقال: حديث المنزلة ق(8)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:22:31 2-10-1403

22/09/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحييكم في هذه الحلقة الجديدة من مطارحات في العقيدة، موضوعنا في هذه الليلة هو (حديث المنزلة، القسم الثامن) على اعتبار أن حديث سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كان يدور في الحلقات السبعة الأخيرة حول حديث المنزلة وهو حديث فرع أو جزء مما أشار إليه ضمن حديث أنت خليفتي من بعدي، لذلك عنوناه بهذا العنوان باعتبار أن القسم الأكبر من الحديث يدور حول حديث المنزلة، أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة ... نحن طلبنا منكم أن تتحدثوا عن مقامات الرسول الكريم، أن هناك مجموعة من الخصوصيات التي اختص بها مقام الخاتمية فهل يمكن الإشارة إلى بعضها في هذه الحلقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع أن الحديث عن مقام الخاتمية حديث مفصل في القرآن الكريم، ونحن إذا أردنا أن نتحدث عن مقاما الأنبياء فهناك مجموعة من الأمور المشتركة بين الأنبياء جميعاً، مثلاً (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله). الحديث الآن ليس في المشتركات وإنما الحديث في المختصات، أما ما يتعلق بتلك المختصات فأتصور بأنها كثيرة جداً، نحاول الإشارة إلى بعض تلك المختصات كما وعدنا المشاهد الكريم في الحلقة السابقة. في الواقع هذه المختصات أنا لا أريد أن أقرأها من كلمات علماء مدرسة أهل البيت لأنه قد يقال لنا أنكم تغالون في رسول الله، تعلمون بأنه قد يتهم بعض الشيعة بأنهم يغالون في علي وأهل بيته، لعله إذا أشرنا إلى بعض هذه الخصوصيات قد يقال أن هذه من المغالطات في رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن هنا أحاول أن أقرأ هذه الخصوصيات واشير إلى هذه الخصوصيات من كلمات أحد أعلام علماء أهل السنة، وهو الإمام الالوسي في تفسيره المهم والقيم وهو (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) أما ما هي تلك الخصوصيات التي نحاول أن نقف عليها في هذه الليلة.

الخصوصية الأولى: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو خليفة الله في أسمائه وصفاته. قد يكون شخص خليفة الله في إقامة حكم على الأرض أو في أمر سياسي أو ديني أو لإبلاغ، لا لا، أن الخاتم صلى الله عليه وآله هو المظهر الأتم للأسماء والصفات الإلهية على الأرض، ولا يوجد هناك موجود آخر استطاع أن يجسد جميع الأسماء الإلهية إلا خاتم الأنبياء والمرسلين، يعني نحن عندما نأتي إلى القرآن الكريم يقول (ولله الأسماء الحسنى) هذه الأسماء الحسنى الثابتة لله هل تجسدت في موجود أرضي، لا أتكلم في موجود ملائكي، لا لا، هل تجسدي في موجود أرضي أم لم تتجسد؟

الجواب: أن العرفاء وأهل المعرفة وأهل الفهم الدقيق للقرآن الكريم يقولون أنها تجسدت في وجود خاتم الأنبياء والمرسلين، يعني الله عالم فأعلى درجات العلم تجسدت في خاتم الأنبياء، الله سميع الله بصير الله أول آخر ... كل الأسماء الإلهية كلها تجسدت في ... ولكنها كلها بإذن الله سبحانه وتعالى لا أنها بالاستقلال عن الله سبحانه وتعالى حتى يقال أنكم أعطيتم الإلوهية لبشر من خلقه. حتى لا أطيل على المشاهد هذا كتاب (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج2، ص96) حقق هذا الجزء ماهر حبوش، مؤسسة الرسالة، يقول: (ويفهم من كلام القوم) أهل المعرفة وعلماء أهل السنة أهل التفسير عموماً (ويفهم من كلام القوم قدس الله تعالى أسرارهم أن المراد من الآية) أي آية (إني  جاعل في الأرض خليفة) هذه أي خلافة؟ سيبين أنها هي الخلافة الأسمائية يعني أن هذا الإنسان خليفة الله في أرضه ليكون مبيناً ومظهراً ومجلاً لجميع الأسماء الإلهية. (بيان الحكمة من الخلافة على أدق وجه وأكمله فكأنه قال جل شأنه) عندما أراد خلق الإنسان (أريد الظهور بأسمائي وصفاتي) أنا ظهرت لكم بكلامي وهو القرآن ولكن أريد أن أظهر بأسمائي وصفاتي (ولم يكمل ذلك بخلقكم) يعني أيها الملائكة (فإني أعلم ما لا تعلمونه لقصور استعدادكم ونقصان قابليتكم فلا تصلحون لظهور جميع الأسماء والصفات فيكم فلا تتم بكم معرفتي) يعني ماذا لا تتم؟ يعني من عرف الملائكة لا يعرف الله معرفة تامة، أما من عرف النبي الأكرم الخاتم فقد عرف الله، لماذا؟ لأنه هو مظهر أسمائه وصفاته فمنم عرفه فقد عرف الله. أما من عرف الملائكة فلا يمكن ... لماذا؟ لأن الملائكة ليسوا هم المظهر الأتم لجميع الأسماء الإلهية. (فلا تتم بكم معرفتي فلابد من أظهر من تم استعداده وكملت قابليته ليكون مجلى لي ومرآة لأسمائي وصفاتي ومظهراً للمتقابلات فيّ وبي يسمع وبي يبصر وبي يتكلم وبي ...) ما زال عبدي يتقرب إليه حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... .

إذن الخصوصية الأولى الموجودة للخاتم هي الخلافة الأسمائية وهذه لم تكمل في أحد من الأولين والآخرين إلا في وجود خاتم الأنبياء والمرسلين، هذه من خصوصياته عليه السلام. باقي الأنبياء لعله أيضاً مظهراً للأسماء ولكن مظهر لبعض الأسماء الإلهية، إما تمام الأسماء الإلهية فمظهرها ومصداقها وتجسيدها الواقعي على الأرض فهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

الخصوصية الثانية: وهذه من الأمور المهمة التي تحتاج إلى توضيح، ولكني فقط أشير لها وأنا معتقد أن المشاهد الكريم قد يثقل عليه فهم هذه الأمور ولكنه بعد ذلك سأشير له إلى بعض المصادر لمراجعتها وخصوصاً أهل المعرفة الذين يريدون مراجعة هذه الامور.

أعزائي ما من حقيقة وما من علم وما من مقام وما من درجة وصل إليها نبي من الأنبياء أو وصي من الأوصياء أو ولي من  الأولياء إلا وواسطة ذلك هو الخاتم صلى الله عليه وآله. يعني تقول لي إبراهيم؟ أقول: نعم، إبراهيم إنما يصل إليها بواسطة الخاتم. فإني وإن كنت الأخير زمانه ولكنه آت بما تأتي به الأوائل. هذه من الحقائق الأساسية عند أهل المعرفة أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله ما من أحد إلا ويستمد منه.

تقول: ما هو الدليل على ذلك؟

لا أشير إلا إلى رواية واحدة وردت من طرق مدرسة أهل البيت ولعلها وردت من طرق الآخرين، جابر بن عبد الله الأنصاري يسأل رسول الله يقول (يا رسول الله أول شيء خلقه الله ما هو؟ قال: يا جابر، أول ما خلق الله نوري ثم خلق منه كل خير).

سيدنا هذه دعوى علماء أهل السنة يقولون بها؟

نعم، لا أريد أن أقول كل علماء أهل السنة، ولكن بعض كبارهم يقول، في (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج21، ص321) قال: (فهو عليه الصلاة والسلام الكامل المكمل للخليقة، هو الواسطة في الإفاضة عليهم على الحقيقية هو كل من تقدمه عصراً من الأنبياء وتأخر عنه من الأقطاب والأولياء نواب عنه ومستمدون منه). من حقائق خاتم الأنبياء والمرسلون، هو الذي يمدهم بإذن رب العالمين، هو واسطة الفيض، وهو الطريق لوصول الخير إلى الخليقة أجمعين بما فيهم الأنبياء والرسل حتى أولي العزم.

هذه من الحقائق.

وعندي أدلة كثيرة على ذلك يستطيع الأعزاء أن يرجعوا إلى كتابي (الاسم الأعظم حقيقته ومظاهره) كتاب (العرفان الشيعي) كتاب (أصول التفسير والتأويل) كتاب (علم الإمام) كتاب (الراسخون في العلم) هذا الكتب بإمكان المشاهد الكريم أن يرجع إليها من كتبي ليرى أن هذه المسألة بشكل واضح أدلتها القرآنية وأدلتها الروائية من طرق المدرستين أوردتها هناك.

المقدم: هذه تحل قضية كون حديث الرسول هو أيضاً وحي.

سماحة السيد كمال الحيدري: عند ذلك يتضح لماذا نحن نؤكد مراراً أن القيمة المعرفية للسنة النبوية على حد النص القرآني، لأن المتكلم مثل هذا الإنسان. نعم، المتكلم هو واسطة الفيض الإلهي وهو الذي كملت فيه جميع الأسماء الإلهية، ومع ذلك انظروا الفاصلة بين هذه النظرية وبين نظرية من يقول أنتم أعلم بأمور دنياكم. أنه يهجر.  أو أنه غلبه الوجع، أو أن فلان يعلمه، أو أنه يسهو، لا فرق من هذا الطرف أو من ذاك الطرف. هذا أين وتلك النظريات البعيدة عن المنطق القرآني أين.

المورد الثالث: من الأمور التي وقع فيها الكلام بين المفسرين أنه نحن عندما نأتي إلى موسى نجد أن موسى يطلب من ذلك العبد الذي أتيناه من عندنا علماً يقول (وعلمناه من لدنا علماً قال أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً) هنا وقع الكلام كيف يعقل أن نبي من أنبياء أولي العزم الذي ينبغي أن يكون أفضل زمانه كيف يمكن أن يتعلم الرشد من غيره، المفروض أن موسى نبي من أنبياء أولي العزم وهو أفضل زمانه علماً وعملاً إذن كيف يمكن أن يطلب من ذلك العبد الصالح سواء كان الخضر أو غيره ليس مهما، المهم عبداً غيره، يقول (أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً) الآية المباركة 65 من سورة الكهف.

المقدم: في الآية لم يستطع مجاراته.

سماحة السيد كمال الحيدري: قال: (إنك لن تستطيع معي صبراً) ولذا الإمام الالوسي في كتابه (روح المعاني، ج15، ذيل هذه الآية من سورة الكهف) يقول: (واستشكل طلبه عليه السلام بأنه رسول من أولي العزم فكيف يتعلم من غيره والرسول لابد أن يكون أعلم أهل زمانه وأجيبت بأجوبة متعددة) هذه الإشكالية المعقدة في الفكر الكلامي والقرآني. ومن الإجابات قالوا بأنه لم يثبت أن النبي في كل زمان هو الأعلم مطلقاً من جميع الآخرين. ولذا ينقلون رواية يقول (مما يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من حديث ابن عباس مرفوعاً أن الخضر عليه السلام قال: يا موسى إني على علم من علم الله تعالى علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله تعالى علمك الله سبحانه لا أعلمه أنها) إذن فمن الطبيعي أن أكون في مورد أنا الأستاذ وأنت التلميذ وفي مورد آخر تكون أنت الأستاذ وأنا التلميذ، هذا ممكن أو غير ممكن بناء على هذا التصور.

ما هو العلم الذي اختص به موسى؟ وكان أعلم من الخضر؟ وما هو العلم الذي اختص به الخضر وكان أعلم به من موسى؟ هل هو علم الحقيقة، علم الشريعة، علم الطريقة، علم الظاهر، علم الباطن. لا أدخل في هذه التفاصيل ولكن النكتة المهمة التي يشير لها العلامة الالوسي يقول (ولكن ما جمعت الحقيقة والشريعة) يعني الظاهر والباطن يعني علم الأولين والآخرين (إلا لنبينا صلى الله عليه وآله). فلا يعقل أن يوجد لا فقط في زمان بل فيمن سبقه وفيمن سيأتي بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا يمكن أن يوجد من هو أعلم منه.

المقدم: سيدنا هل من توضيح عن الألوسي ومن هو؟

سماحة السيد كمال الحيدري: من كبار علماء التفسير ومن كبار علماء أهل المعرفة ومن الصوفية ومن كبار علماء أهل السنة. هذا الرجل مجهول عند أهل السنة.

يقول: (ما جمعت الحقيقة والشريعة إلا لنبينا صلى الله عليه وآله ولم يكن للأنبياء إلا أحدهما) جميع الأنبياء السابقين، ولكنه ليس له كل ذلك، له ذاك ولكن ليس له كل هذا. أما الكامل الأكمل المكمل هو خاتم الأنبياء والمرسلين (على معنى أنها ما جمعت على الوجه الأكمل إلا له ولم يكن للأنبياء عليهم السلام من ذلك الوجه الأكمل إلا أحدهما) إما هذا وإما ذاك.

هذه من أهم خصائص خاتم الأنبياء والمرسلين.

طبعاً من خصائصه أيضاً (دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) في القرب الإلهي، أيضاً من خصائصه.

ومن خصائصه أنه أول المسلمين في القرآن، أما نوح وإبراهيم وموسى كلهم من المسلمين، أما هو فأول المسلمين.

هنا يأتي هذا السؤال: ما معنى أن رسول الله أول المسلمين مع أن ...؟ بعضهم قال أول المسلمين يعني في أمته، إذا كان كذلك فموسى أيضاً أول المسلمين في قومه، ونوح أول المسلمين، وإبراهيم أيضاً أول المسلمين ... فأي قيمة للبعد الزمني، يتقدم ويتأخر هذا، لا محذور، بدليل أن رسول الله متقدم على الأنبياء أو متأخر من حيث الزمان؟ متأخر، آخرهم زماناً ولكن أفضلهم.

ولو كان القرآن بيدي لقرأت لكم من صورة الأحزاب أن القرآن عندما يأتي إلى أنبياء أولي العزم ويعدهم أول من يذكره هو الخاتم، مع أن المفروض أن يذكر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ثم الخاتم، نجد لا، أولاً يذكر الخاتم ثم يقول نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ... هذه من مقامات الخاتمية.

هذه الجملة أقولها للتاريخ ولكل باحث ولكل منصف ولكل باحث عن الحقيقة واقعاً أن الرسول صلى الله عليه وآله إلى الآن مقاماته مجهولة بيننا، نحن فقط ركزنا على البعد التشريعي في شخصية رسول الله وتركنا الأبعاد الأخرى.

المقدم: ولذلك الإساءة التي تصدر بحق النبي يجب أن نعرف بحق من صدرت.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا البحث يعيننا أن نتعرف على من هو رسول الله في القرآن، هذه الكلام الذي ذكرته لا يتبادر إلى ذهن أحد أن فلان ذكره وفلان وفلان ... أبداً، وإنما ذكره القرآن الكريم بالنسبة للخاتم.

أعزائي لعله في سورة الأحزاب الآية 7 قال تعالى: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) هذا الميثاق العام من كل الأنبياء أخذ منهم ميثاق، أي ميثاق؟ له بحث آخر. ثم عندما أراد أن يذكر الخاص بعد العام أخذنا من النبيين ميثاقهم هذا ذكر عام يشمل كل الأنبياء لأن (ال) الداخلة على الجمع تفيد العموم كما يقول بعض الأصوليين. وعندما جاء إلى الأنبياء بالخصوص لم يقل ومن نوح وإبراهيم وعيسى بن مريم ومنك. (ومنك ومن نوح وإبراهيم) ما هي النكتة؟ تتصورون أن هذا تقديم لفظي فقط؟ لا لا، يريد أن يقول تقدم خاتم الانبياء والمرسلين على جميع أنبياء أولي العزم، (ومنك) يعني بعبارة أخرى أن القرآن يعطي عظمة لمقام الخاتمية حتى على مستوى اللفظ لا يسمح لأحد أن يتقدم على رسول الله، مع أنه على مستوى البحث الزماني كان المفروض أن نقول نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، مقتضى السياق التاريخي، بأي قرينة أقول؟ بقرينة أنه حفظ السياق التاريخي في نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، لم يقدم بعضهم على بعض. ولكنه القرآن الكريم يعطي مقاماً لخاتم الأنبياء والمرسلين لا يسمح فيه حتى أن يتقدم عليه احد باللفظ. فضلاً عن باقي المقامات. ولذا تجد القرآن الكريم وهذه أيضاً من خصائصه تجد القرآن الكريم في مواضع متعددة ومنها هذا الموضع الذي سأشير له في سورة البقرة الآية 284، لا يقول آمن المؤمنون بما أنزل إليه كل أمن بالله وملائكة، بل يقول (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون) يعني يقول هذا المقام ... إيمان هذا غير إيمان هؤلاء ... جوهر آخر ونوع آخر وحقيقة أخرى. هذا القرآن الكريم كلما ذكر فصل مقامه عن مقام الآخرين. (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) صحيح، ولكن (أنزل سكينته عليه) لا عليهما. أساساً دائماً يفصل مقامه.

القرآن يقول (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) ولكنه عندما يأتي إلى رسول الله يخصصه، يقول (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) إلهي رسول الله بشر، لا لا، بشر ولكنه له حسابه الخاص، لابد أن يفصل (وما رميت إذ رميت) هذه الآية عجيبة، (وما رميت) هذه (ما) نافية الله ينفي عنه، ولكن في نفس الوقت يثبت له يقول (وما رميت إذ رميت) نحن نقبل النفي أو الإثبات؟ الجواب: لأن رميه هو رمي الله سبحانه وتعالى، يده عليه السلام هو يد الله سبحانه وتعالى. رسول الله في البيعة وضع يده على أيدي الآخرين، ولكن القرآن ماذا قال؟ قال: (يد الله فوق أيديهم) كانت يد الله أو يد رسول الله، لأن يده هي يد الله. تجلي ومظهر تام. لأنه هو المظهر الأتم لجميع الأسماء والصفات الإلهية. وأنا أتصور وأوجه خطابي هنا لأهل البحث والدقة والمطالعة أن يذهبوا خلف هذا الاتجاه وخلف هذا النهج ليروا كيف عرف القرآن مقامات النبي الأكرم في كتابه.

المقدم: يعني حتى نعرف الآخرين كيف صوروه.

سماحة السيد كمال الحيدري: صوروه بنحو أنه تجد بأنه يشتبه ويخطأ ويصاب الوجع ويصاب الهجر والآخرين يصححون له، ويسمع الغناء وأنه يهرول في الشارع.

المقدم: نعود إلى البحث هل هناك دليل صحيح يدل على أن علياً عليه السلام كان شريكاً له صلى الله عليه وآله في بعض مختصاته.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية هي التي ترتبط بحديث المنزلة وهي أننا قلنا ويتذكر المشاهد الكريم قلنا في البحوث السابقة أن منزلة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله هي منزلة هارون من موسى. وهذا بنص حديث المنزلة الذي أشرنا إليه، المتفق عليه سنداً ومضموناً. وعندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد أ، القرآن الكريم في سورة طه قال: (أشركه في أمري) والله قال لموسى (قد أوتيت سؤلك يا موسى) إذن استجيب له.

هذا المعنى أيضاً استجيب لرسول الله، إذن علي بمقتضى حديث المنزلة والآيات الواردة في سورة طه شريك لا في الأمر بل شريك في أمره صلى الله عليه وآله. في هذه الليلة أريد الإشارة إلى أمر أتصور أن الأعزاء سمعوه مني سابقاً إجمالاً وفي هذه الليلة أريد أن أبينه تفصيلاً.

أعزائي واحدة من أهم اختصاصات مقام النبوة عموماً، هذه ليست من اختصاصات خاتم الأنبياء، يعني كل الأنبياء هناك حدود عشرين خصوصية اشترك فيها الأنبياء جميعاً (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) هذه ليست مختصة بالنبي الأكرم بل بكل الأمم (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) هذه كلها عامة وليست خاصة بخاتم الأنبياء.

واحدة من أهم خصائص الأنبياء المشتركة بينهم أنه إذا وصل اليه الوحي من السماء لا يحق له أن ينيب غيره في بيان الوحي، لابد أن يبلغ الوحي هو، هذه من وظائفه الخاصة به، يعني موسى عندما جاءه الوحي لا يحق له أن ينيب غيره لإبلاغ هذا الوحي، هو لابد أن يبلغ الوحي، إما لواحد أو لعشرة أو لمئة وبعد ذلك ليبلغ الحاضر الغائب، هذا وظيفة خاصة بالنبي. لا فقط نبياء بل كل نبي، وهذا هو الذي اصطلح عليه علماء التفسير بالإبلاغ الابتدائي للوحي، ولذا السيد الطباطبائي رحمة الله عليه في تفسيره المهم (الميزان في تفسير القرآن، ج14، ذيل قوله تعالى وأشركه في أمري) من سورة طه، يقول: (وأشركه في أمري سؤال الإشراك في أمر كان يخصه) يخص موسى. باعتبار أنه يفسر آيات سورة طه، (في أمر يخصه وهو تبليغ من بلغه من ربه بادئاً فهو الذي يخصه ولا يشاركه في أحد سواه، ولا له أن يستنيب فيه غيره) سؤال: وأما تبليغ الدين أو شيء من أجزاءه بعد بلوغه بتوسط النبي فليس مما يختص به النبي، يعني النبي بعد أن بلغ الدين لا يختص بأحد، لا، الجميع يجب عليهم أن يبلغ الحاضر الغائب.

ولذا يقول: (بل هو وظيفة كل من آمن به ممن يعلم شيئاً من الدين على العالم أن يبلغ الجاهل وعلى الشاهد أن يبلغ الغائب).

إذن موسى عندما طلب الإشراك طلب الإشراك في هذا الأمر العمومي أو في ذلك الأمر المختص؟ إذا كان ... لا يحتاج إلى سؤال، ولذا قال (ولا معنى لسؤال إشراك أخيه معه في أمر لا يخصه بل يعمه ويعم كل من آمن). هذا في (ج14، ص147). وفي (ص160، ج14) يقول: (نعم، التبليغ الابتدائي وهو تبليغ الوحي لأول مرة أمر يختص بالنبي) لا يحق له أن ينيب غيره ليقوم ببيان الوحي. نعم، بعد أن بين الوحي يأتي دور الأمة، (فليس له أن يستنيب لتبليغ أصل الوحي رجلاً آخر، فالإشراك فيه إشراك في أمره) ما معنى إذن وأشركه في أمري؟ يعني الوحي الابتدائي والإبلاغ الابتدائي المختص بموسى، موسى طلب أن يجعل هارون شريكاً له في إبلاغ الوحي الابتدائي والإبلاغ الابتدائي. ولذا يقول: (وفي قول موسى ما يشهد بذلك؛ إذ يقول (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءاً يصدقني، إذ ليس المراد بتصديقه أن يقول صدق أخي) إذن ما هو المراد؟ يقول (بل أن يوضح ما أبهم من كلام موسى ويفصل ما أجمل ويبلغ عنه بعض الوحي الذي كان عليه أن يبلغه) من؟ موسى. (فهذا النوع من التبليغ وما معه من آثار النبوة) أعزائي جملة واحدة. نحن نعتقد أن النبي في إبلاغ الوحي معصوم أو قد يخطأ؟ اتفقت كلمة علماء المسلمين في إبلاغ الوحي أن النبي معصوم. إذن الذي يشركه في إبلاغ الوحي لابد أن يكون معصوماً، لماذا؟ لأنه إذا كان غير معصوم فيلزم قد يخطأ في إبلاغ الوحي، قد يشتبه في إبلاغ الوحي، قد يسهوا في إبلاغ الوحي. إذا اتضحت هذه الحقيقة تعالوا معنا إلى هذا السؤال وهو أن علياً كان شريكاً لرسول الله في إبلاغ الوحي الابتدائي أو لم يكن؟

مقتضى الآية أنه كان (وأشركه في أمري) ومنزلة علي من رسول الله منزلة هارون من موسى، إذن هو شريك له في هذا الإبلاغ الابتدائي للوحي. يعني أن الله سبحانه وتعالى اذن لرسول الله لا أنه فقط هو يبلغ الوحي وظيفته، اذن له أن ينيب غيره في إبلاغ الوحي.

المقدم: ليس كل غيره.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، فقط هذا، لماذا؟ لأن هذه وظيفة اختصاصية مرتبطة بالنبي يشترط فيها العصمة، النتيجة ما هي؟ وهي أن علياً شريك له في الإبلاغ الابتدائي فلابد أن يكون معصوماً في هذا الإبلاغ. وإلا لو كان مجتهداً قد يصيب وقد يخطأ رسول الله أوكل المهمة إلى شخص حتى لو لم يكن عامداً قد يغفل وقد ينسى وقد يسهو وقد يشتبه وقد يخطاً، فكيف يمكن الاعتماد على إبلاغ وحي إلهي فيه احتمال الخطأ والسهو والنسيان والاشتباه. هذا واحدة من أهم الأدلة القرآنية لإثبات عصمة علي، تقول: سيدنا من حقك أن تسأل هذا السؤال سيدنا هل يوجد عندنا في التاريخ أن رسول الله أوكل مهمة الإبلاغ الابتدائي للوحي إلى علي بن ابي طالب. بنحو عام نعم قبلنا ولكن أذكروا لنا بعض المصاديق التاريخية أن رسول الله قام بهذا العمل أو لم يقم بهذا العمل، لعله كان له هذا المقام ولكن لم يثبت تاريخياً أنه قام بهذا الدور. أو مارس هذه المهمة الأساسية.

المقدم: ويترتب على هذا السؤال سؤال آخر وهل مثل هذا الدور أعطي لغيره أم لا.

سماحة السيد كمال الحيدري: سيتضح، لأنه يحتاج إلى دليل، لأنا قلنا أن هذا المقام مختص بمقام الرسالة وبمقام النبوة، فإذا أردنا أن نعطي مقام الإبلاغ الابتدائي للوحي لغير النبي الأكرم نحتاج إلى دليل قطعي، ما معنى الدليل القطعي، يعني خبر صحيح متفق عليه مجمع عليه صريح لا خلاف في مدلوله، هذه هي الشروط الثلاثة التي ذكرناها صريح صحيح مجمع عليه. لا يقول لنا قائل أن فلان توجد فيه روايات، هذا حجة عليكم وليس حجة علينا.

نذكر مورداً واحداً وهو مما اتفقت عليه كلمة علماء المسلمين ولم يخالف فيها إلا النواصب إلا الذين يعادون علياً وأهل بيته. هذا كتاب (المسند للإمام أحمد بن حنبل، ج3، ص331) تحقيق أحمد محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة، رقم الحديث 3602. الحديث طويل أنا أقرأ منه محل الشاهد. قال: (إسناده صحيح) إذن الحديث حديث صحيح. ما هو الحديث؟ يذكر مقامات وفضائل ومناقب علي، قال: (ثم بعث فلاناً بسورة التوبة) أحمد محمد شاكر في الحاشية يقول ثم بعث فلاناً بسورة التوبة يريد أبا بكر. (ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه) سؤال: إبلاغ سورة براءة كان إبلاغاً ابتدائياً أو إبلاغاً عاماً، الجواب: رسول الله لم يبلغ بعد، بل كان إبلاغاً ابتدائي والوحي منع أن صحت الرواية منع أن يقوم بهذا الدور الخليفة الأول، لابد أن يقوم به علي. الرواية صريحة وهي صحيح كما يقول أحمد محمد شاكر.

نفس هذه الرواية جاءت في (فضائل الصحابة، ج2، ص694، رقم الحديث 946) للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الله عباس، دار ابن الجوزي، قال: (عن أنس بن مالك أن رسول الله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده وقال لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا). إذن منع الخليفة الأول من الإبلاغ الابتدائي للوحي وأوكلت المهمة لعلي بأمر من الوحي الإلهي. هذا المورد الثاني.

المورد الثالث (مسند أبي يعلى الموصلي، ج5، ص412، رقم الحديث 3905) الإمام الحافظ، تحقيق حسين سليم أسد، مكتبة الرشد، قال: (إسناد حسن) الرواية (أن رسول الله بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثم بعث علياً فقال: لا يبلغها) هذا أي تبليغ؟ التبليغ الابتدائي، يعني بعده لم يصل إلى الأمة حتى يكون تبليغاً عاماً وإلا إذا كان تبليغاً عاماً فلا يحتاج إلى أن يكون علي ... فليبلغ الحاضر الغائب (لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي) وهكذا ... طبعاً هناك رواية تنقل على الألسن وهي الرواية الواردة في (مسند الإمام أحمد، ج2) تحقيق شعيب الأرنؤوط، الرواية (عن علي قال لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي دعا النبي أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني) إذن الإبلاغ إبلاغ ابتدائي نزلت عليه فدعا الخليفة الأول حتى يبلغها قبل أن يبلغها الناس (ثم دعاني النبي فقال لي أدرك أبا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب به إلى أهل مكة فأقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي فقال يا رسول الله نزل فيّ شيء، قال: لا، ولكن جبريل جاءني لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك). هذا الإبلاغ الابتدائي مختص، هذا لا يمكن لأحد أن يقوم به، رجل منك، هذه أي (من) قلنا فيما سبق أن هذه هي من الاتصالية ولا أريد البحث فيها، أنت مني بمنزل هارون من موسى.

طبعاًَ هذه الرواية شعيب الأرنؤوط يقول إسناده ضعيف، ولكن بعد ذلك سيتضح أن هذا النص قد القضية فيها كلام ولكن هذا النص صحيح.

المقدم: هل هذا أيضاً من علم الرسول لأحداث ما بعد رحيله، يعني نعرف أن علم الرسول ومقام الرسول كان بإمكانه من اللحظة الأولى أن يعطيها لعلي وينهي القضية.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، كان يريد أن يقول أن هذا ليس مقام الخليفة الأول بل هذا مقام علي. وإلا لو لم يفعل ذلك لقالوا لعل فلان وفلان يستحقها ولكن كان علي أمامه فبعثه، وغلا لو كان أبو بكر أمامه أيضاً لبعثه، لا لا، لو صحت هذه الروايات وهو أن الرسول بعث بأبي بكر بهذه المهمة وجاء الوحي الإلهي وقال أن هذه من اختصاصاتك أنت أو شخص منك. بعبارة أخرى: إذا تتذكرون قرأنا هذه الرواية هي (إما أن تقيم أو أقيم) أما أن أنا أبلغ أو أنت تبلغ هذا الإبلاغ الإلهي فهو من اختصاصات مقام النبوة ولكن علي شريك فيه.

نحن ذكرنا لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. قد يقول قائل: هذه قضية في واقعة لماذا تريدون أن تعطوا هذا المقام العام لعلي وهو أنه شريك له في إبلاغ الوحي الابتدائي وفي الإبلاغ الابتدائي للوحي، هذه قضية في واقعة لماذا تعممونها؟

تعالوا معنا إلى روايات كبار علماء أهل السنة ومهم مصادرهم لنرى أنه ذكرت القاعدة العامة في مكان آخر من غير قضية البراءة أو لم تذكر، لابد أن نعرف أن المصادر الأخرى ذكرت ذلك في قضية الآيات العشرة الأولى من سورة براءة أو أنها عامة؟

المقدم: وهنا يظهر الاختلاف بين منهج أهل السنة ومنهج معاديهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: في كتاب (السنة، ج2، ص885) للإمام ابن أبي عاصم، المتوفى 287هـ، حققه الأستاذ الدكتور الجوابرة، دار الصميعي، رقم الحديث 1355، الرواية (وقف علينا في مجلسنا فقال: سمعت رسول الله يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي) هذه غير مرتبطة بواقعة مكة. غير مختصة بقضية براءة، يحاول البعض أن يقول أن القضية في واقعة فلماذا تهولونها، هذه عبارات محمد عبدة ورشيد رضا في تفسير المنار، لماذا تكبرون هذه القضية فهي قضية في واقعة. الجواب: لا، تلك الروايات التي قرأناها كانت في واقعة أما هذه فهي عامة.

(إسناده حسن) إذن الرواية معتبرة. هذا مورد.

المورد الآخر: (صحيح سنن ابن ماجة، ج1، ص58، رقم الرواية 97) للعلامة الألباني، قال: (سمعت رسول الله يقول: علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي) وأنتم تعلمون (لا وإلا) يفيدان الحصر. يعني فقط هذا المقام لعلي فقط. هو الذي يمكنه أن يشاركني في الإبلاغ الابتدائي للوحي. هذا هو المصدر الثاني.

المصدر الثالث: ما ورد في (صحيح سنن الترمذي، ج3، ص522، رقم الحديث 3719) للإمام الترمذي، المتوفى 279هـ تأليف الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، قال: (قال رسول الله: علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي). هل يبقى هناك شك لمشكك.

وكذلك ما ورد من أعلام الوهابية أو السلفية المعاصرين من علماء اليمن وهو العلامة الوادعي في (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين، ج1، ص168، رقم الحديث 177) تأليف الوادعي المتوفى 1422هـ دار الإيثار، الرواية ينقلها عن الإمام أحمد في مسنده يقول (قال يحيى بن آدم السلولي وكان قد شهد يوم حجة الوداع قال: قال رسول الله: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي).

وكذلك من المعاصرين من كتاب وأشار إلى ذلك في (الصحيح المسند من فضائل الصحابة، ص120) تأليف مصطفى العدوي، دار ابن عفان، بعد أن ينقل الرواية يقول: (قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ... صحيح لغيره) وذكرنا مراراً ما معنى أن الصحيح لذاته والصحيح لغيره.

طبعاً يكون في علمكم كل هؤلاء الأعلام من الألباني والوادعي والعدوي وغيرهم قالوا أن الرواية معتبرة ويمكن الاعتماد عليها. نعم، شعيب الأرنؤوط على طريقة ابن تيمية كل ما يرتبط بعلي يحاول أن يضعفها وأن يشكك فيه، ولذا هذا المعنى ورد في (مسند الإمام أحمد) حتى لا يقولون أن السيد الحيدري ينقل من يصحح الرواية ولا ينقل آراء من يضعف الرواية، لا يا أخي العزيز نحن نضع ذلك بيد المشاهد الكريم وأمامه نقول الألباني والعدوي والوادعي كلهم صححوا الرواية ... ولكن الأرنؤوط ضعف. ورد ذلك في (مسند الإمام أحمد، ج29، ص49، رقم الحديث 17505) (قال رسول الله علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ... إسناده ضعيف ومتنه منكر) وأنا لا أعلم أي نكارة رأى في هذا الحديث، أنا أقول للمشاهد أتعلمون أين الاستنكار لان الحديث في علي. وإلا لو كان في واحد من بني أمية أو في فلان وفلان كونوا على ثقة لصححوا الحديث، لماذا منكر، سلمنا ضعيف، سنده ضعيف، لماذا منكر؟ الجواب: لأنه يعطي لعلي مقاماً لا يعدله أحد في هذا المقام. وهو أن يكون شريكاً لرسول الله في إبلاغ الوحي ابتداءً الذي هو من مختصات رسول الله صلى الله عليه وآله.

المقدم: والذي يمكن أن نفهم منه مقام علي في ضوء ما بيناه من مقام النبي.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا فقط هذا، عند ذلك سيتضح إذا تتذكرون مراراً قلنا أن ابن تيمية يقول أن خليفته لابد أن يكون أقرب الناس وأفضل الناس من بعده، وأي فضيلة تعادل هذه الفضيلة؟ الآن أمامنا كل الصحابة الآخرين من الخليفة الأول والثاني والثالث وغيرهم وغيرهم ومن المبشرين بالجنة تعالوا أأتونا بفضيلة تعادل هذه الفضيلة التي ثبتت لعلي. يعني مرتبطة بالمقام المختص بالنبي صلى الله عليه وآله. (وأشركه في أمري) هذه تحتاج إلى مد سبع حركات (وأشركه في أمري).

المقدم: يحتاج إلى وقفة تأمل.

سماحة السيد كمال الحيدري: فلابد أن يتأمل المشاهد ومن يبحث عن الحقيقة.

المقدم: حتى لا يأتي أحد ويساويه بمعاوية.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا فقط يساويه، لا يقبل بأنه إذا فضل على الأول والثاني يقول كان علي يضربه حد المفتري، يفتري على الأول والثاني أو يفتري على علي إذا فضله على أبي بكر وعمر. ثم تفضلوا كثيراً على علي وجعلوه في المرتبة الرابعة، وإلا بعضهم لم يوافق حتى على هذه، ولا أريد الدخول في هذا الأمر.

إذن إلى هنا اتضح لنا بما لا مزيد للبحث والإشكال عليه أن هذه القضية من المسلمات.

المقدم: هنا نأتي إلى شيخ الأمويين.

سماحة السيد كمال الحيدري: بحسب تعبيركم وإلا فأنا أسميه كما يسمونه.

المقدم: ما هو موقفه من حديث (لا يؤدي عني إلا علي).

سماحة السيد كمال الحيدري: على الطريقة نحن ماذا عهدنا من الشيخ ابن تيمية؟ عهدنا منه أنه تجده عندما يصل إلى علي ومقامات علي يفقد توازنه العلمي كاملاً، يعني إما أن يناقش سند الرواية إن أمكنه ذلك أو يقول موضوعة أو يقول ضعيفة، وأما أن يقول أن متنها منكر كما فعل الأرنؤوط، هذه القاعدة التي عهدناها منه وذكرها الأعلام وأثبتناها في شهر رمضان بشواهد كثيرة.

سؤال: الغريب والجديد في هذه الليلة أنه هو يقول أن هذه الصفة أو أن هذه القضية من خواص الخوارج وأهل البدع، أنهم عندما يأتون إلى السنة الصحيحة إما يسقطوها سنداً وإما أن يسقطوها متناً، يقول هذه من خواص أهل البدع والخوارج، ولكنه نسي هذه القاعدة فوقع فيها. ويقيناً بغضه لعلي جعله أن يقع فيما اسس له. أعزائي هذا كتاب (مجموع فتاوى ابن تيمية، ج19، ص73) مطبوع بأمر خادم الحرمين الشريفين، تحقيق عبد الرحمن بن قاسم، يقول: (وغالب أهل البدع غير الخوارج) يعني كلامه في الخوارج وأهل البدع الذي يتابعون الخوارج (يتابعونهم في الحقيقة على هذا) على ماذا يتابعونهم؟ (فيطعنون تارة في الإسناد وتارة في المتن) وإلا فهم ليسوا متبعين ولا مؤتمنين بحقيقة السنة بل ولا بحقيقة القرآن. يا مولانا لنرى أنك واقعاً تطعن في هذا الحديث الذي لا ريب في سنده كما قرأنا ولا ريب في متنه كما قرأنا، أيها المسلمون في العالم انظروا إلى ابن تيمية ماذا يقول في حديث (لا يؤدي عني إلا علي أو رجل مني) هذا كتاب (منهاج السنة، ج3، ص238) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، طبعة الأربعة مجلدات، وفي طبعة الثماني مجلدات (ج5، ص63) قال: (وفيه أكاذيب متعددة) يقول لكلام العلامة الحلي (مثل قوله (ما سألته الله شيئاً إلا وسألت لك مثله)) يعني لعلي (وكذلك قوله لا يؤدي عني إلا علي من الكذب). ليس عنده طريق آخر، والله لو أن ابن تيمية كان يستطيع أن يتلاعب بالمتن لقبل الحديث ولكن وجد لو ثبت الحديث فمضمونه لا مجال، فالأولى أن يكذبه، قال: (وقال الخطابي في كتاب شعار الدين وقوله لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض) يعني كل هؤلاء الأعلام الذين قرأنا عنهم ابن ماجة والترمذي وأحمد بن حنبل هؤلاء كلهم رافضة ومتهمون بالكذب.

إذن من حيث السند أسقط اعتباره على القاعدة والتي هي قاعدة ... من حيث السند أسقط اعتبارها، ومن حيث المتن انظروا ماذا قال؟ قال في (منهاج السنة في نقض كلام الشيعة، ج4، ص551) يقول حتى لو سلمنا أن الحديث صحيح وأن رسول الله بعث علياً فرد أبا بكر تعلمون لماذا؟ لأنه كانت هناك سنة جاهلية رسول الله أتبع السنة الجاهلية، أراد أن يطعن ... هذا الذي أنا قلته في المقدمة، يقول باعتبار أن الرسول عندما كان في العرب الجاهلية وفي السنن الجاهلية عندما يعقد عهداً مع أحد فلا يقبلون أن يرمى ذلك العهد جانباً إلا أن يأتي شخص من قرابته وأهل بيتيه ورسول الله عمل بهذه السنة الجاهلية، لا أن الوحي جاء وقال له لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك. يقول: (ولكن أردفه بعلي لينبذ إلى المشركين عهدهم لأن عادتهم) عادة الجاهلية (كانت جارية أن لا يعقد العقود ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فلم يكونوا يقبلون ذلك من كل أحد) ولذا رسول الله اضطر ... طبعاً رسول الله مع الاعتذار الشديد لم يكن يعرف هذه العادات باعتبار أنه كان يعيش في مدقشقر ولم يكن يعيش في الجاهلية مع كل احترامنا لمدقشقر، وكأنه جاء من دولة بعيدة عن المدينة ولا يعرف عاداتهم ففعل أمراً خلاف عاداتهم، ومباشرة جاء الوحي وقال له لماذا تخالف العادات الجاهلية ألا تعرف أن هذه عادة جاهلية. هذا هو مقام رسول الله لأمثال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من الوهابية المعاصرين هؤلاء الذين يدعون أننا نحترم رسول الله، نعطي قيمة لرسول الله، أنتم الذين ... لا يا أخي والله أنتم تطعنون في رسول الله لأجل كذا وكذا، وهذا ما سأقف عنده في الأسبوع القادم.

المقدم: أنا عندي سؤال ولو باختصار لكي نفسح المجال للآخرين، تحدثنا عن أن السنة النبوية يعني في قيمتها المعرفية تساوي القرآن الكريم، هل هناك شواهد ذكرنا بعض الشواهد، هل هناك شواهد أخرى تفيد في ذلك.

سماحة السيد كمال الحيدري: الآن أمامي لا أقل ستة من المصادر الأصلية التي تكلمت عن ذلك.

في (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، الجزء الأول، ص392، ذيل قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله) للعلامة الشنقيطي، دار عالم الفوائد، قال: (ويفهم من هذه الآية المباركة بأن كل شيء تنازع فيه الناس من أصول الدين وفروعه) لابد أن يرجع فيها إلى الكتاب وإلى السنة. هذا هو المورد الأول.

المورد الثاني: وهو لأحد أعلام الوهابية المعاصرين في (تفسير القرآن الكريم، ج1، ص450) للعلامة العثيمين، في تفسير سورة النساء يقول: (الرد على من كفر بالسنة) بمعنى عندما تقرأ له رواية يقول لا لا أأتني بآية من القرآن يعبر عن هذا العلامة العثيمين بأن هذا كفر بالسنة (لا نقبل إلا ما جاء من القرآن لأن الله جعل طاعة الرسول مستقلة والحقيقة أن الذي يقول هذا القول لم يتبع ما جاء به القرآن لأن القرآن أمر بأن يتبع الرسول ... ولم يقل أتبعوه إن وجدتم لذلك اصلاً في القرآن) سواء كان هناك أصل في القرآن أو لم يكن فيجب اتباع الرسول.

وكذلك في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية للإفتاء، ج3، ص440) وكذلك (مجموع فتاوى ابن باز، ج3، ص59). وأختم حديثي بكلام ورد في كتاب الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد بتقديم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، عنده جملة مهمة جداً، يقول: (ترك التفريق بين الكتاب والسنة) إلا بما حدده الشارع (فالكل من عند الله) كتاباً وسنة (والقبول لهما على حد سواء) وهذا الذي قلنا أن القيمة المعرفية للسنة النبوية على حد القيمة المعرفية للنص القرآني، قال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). (احتجاجهم بالسنة الصحيحة وترك التفريق بين المتواتر والآحاد) يقول يقولون هذا خبر آحاد لا نطمأن إليه وهذا خبر متواتر، لا (سواء في الأحكام أو العقائد) لابد أن يقبل الخبر متواتراً كان أو آحاداً.

إذن أتصور قضية الركون إلى القرآن هذه نظرية من قال بها فقد خرج من النص القرآني.

المقدم: الأخ  علي من لندن.

الأخ علي: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ علي: أطلب من السيد توضيح هذه النقطة جناب السيد ذكر أن النبي معصوم، لماذا أرسل موضوع التبليغ بيد أبو بكر، هل هذا يعني أن الموضوع لم يكن واضحاً عند النبي ابتداء.

المقدم: أنا سألت هذا السؤال عنك وأجاب سماحة السيد هو نوع من استشراف لما يقع في المستقبل، أراد أن يثبت حدثاً وواقعة معينة، ولك أن تفهم وتقرأ الحديث كيفما تشاء.

الأخ أبو محمد من العراق.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: إنما تطرحه وتدعو له لا غبار عليه ويبرز الحقائق عن الأوهام والوضوح عن الإبهام والنور عن الظلام والصدق من القول عن كذب الكلام، وما هذا بغريب لأنك أخذت من عين صافة لم تتكدر يوماً وما نبضت من عطاءها للإنسانية عموماً وللأمة خصوصاً، فأنا أجد أن المهمة شاقة وصعبة، وحلقة اليوم زادتها صعوبة فليكن الله بعونك وبعون من سار على هذا النهج وهذه الخطى الصادقة لبيان الحق، وفي هذا الوقت بالذات أن هذه مثل مهمة الأنبياء والصلحاء، وأنت تعلم ما لاقوا عندما قاموا بهذا الدور، فارجوا أن لا تصاب بالملل والكلل، فلك فيما ذكرت أسوة حسنة، فلقد كنا نقول سابقاً وجدنا آباءنا وها نحن متأثرين بهذا القول الذي يمقته الله ورسوله وقد حذرنا منه القرآن، المهمة صعبة وعسيرة علينا ولا تتصور أن تقوم بهذه السهولة ولكن نرجو منك الدعاء بالتوفيق لنا لنكون ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وممن يكون مع الصادقين فها نحن مثلاً رغم ما أخذنا على أنفسنا من عهد أننا لا تأخذنا في الله لومة لائم وأن نبحث عن الحقيقة فقط إلا أننا أحياناً لا يمكن أن نهضم فكرة الإبطال لكل ما كنا عليه وأن نتحول من حالة إلى حالة، وإن كانت من ظلام إلى نور، فالمسائل النفسية والاجتماعية والسياسية لها دور في هذا الترف الفكري والعقائدي لأن التربية الروحية لدينا لا تتعدى الكلمات، لأن في هذا الدين شجرة واحدة.

المقدم: الأخ نسيم من بريطانيا.

الأخ نسيم: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نسيم: أنتم تسمونه مطارحات في العقيدة ولكنا نسميه في بريطانيا الثورة الحيدرية ثورة الحق هذه. سيدنا عندي سؤال يسأله الكثير من الناس ما هو رأي علماء الشيعة في كتاب نهج البلاغة لأن الكثير من الأخوان في بريطانيا يتكلمون عن نهج البلاغة.

السؤال الثاني في خطبة للإمام علي يقول إن نصبت الإسلام وأهله. يمكن توضيح بسيط لهذه المقولة.

المقدم:  الأخ أبو سامي من المانيا.

الأخ أبو سامي: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو سامي: ما أشبه البارحة باليوم، وصدقوني أن مدرسة بني إسرائيل لا زالت قائمة إلى يومنا هذا وضاربة في هذه الأمة، لنعد قليلاً إلى التاريخ في كل كتب بني إسرائيل ومن قرأها والى يومنا هذا فلقد غيبوا دور النبي هارون ومناقبه في كتبهم جمعاء وقد اطلعت على ذلك. سؤالي: ألا يرى حضرتكم أن الله في ضربه لمثل موسى بإبقائه لأخيه هارون نائباً له وما حصل من ارتداد وصنع عجل ليعبد كان إشارة إلى أن ما حصل مع موسى وهارون وبني إسرائيل هو ما سوف يحصل معك يا محمد وعلي في هذه الأمة وسيرتد وسينقلب ...

المقدم: هذه قراءة متطرفة رحمة بأمة محمد، رحمة بالمسلمين، يعني عندما نصل إلى نتيجة يجب أن لا نكون متطرفين إلى هذا الحد.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا نوافق على هذا المنطق العزيز مع كل احترامي لكل من يتكلم بهذه اللغة، لا نوافق على لغة الارتداد بعد رسول الله، لا نوافق على لغة التكفير، لا نوافق على أي منطق من هذا القبيل، حتى لو وردت بذلك روايات قد يعبر عنها البعض بأنها روايات صحيحة وهي في الواقع روايات غير صحيحة، هذا منطق غير مقبول، هذا منطق مرفوض، مدرسة أهل البيت ليست قائمة على أساس تكفير الأمة الإسلامية، وليست قائمة على أساس إثبات الارتداد للأمة الإسلامية ولصحابة رسول الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. نعم، نختلف معهم في الرأي، نعم لا نوافق على ما فعلوه، نعم لا نتفق معهم فيما فعلوه بعلي وبأهل بيته، نعم نصر على أن الخلافة كانت لعلي ولأهل بيته، كل هذا نصر عليه ولكنه لن نوافق على منطق التكفير والارتداد.

المقدم: أنا فقط أنوه للمشاهدين والمشاركين الكرام في هذا البرنامج، إن هدف البرنامج ليس إصدار أحكام هي من اختصاص رب العالمين، يا أخوان انتبهوا لهذه القضية نحن نتحدث عن قضايا معرفية، ندعو إلى التأمل وندعو إلى الوقوف، لا ندعو إلى إصدار الأحكام.

سماحة السيد كمال الحيدري: نريد بيان الحقيقة والحكم لكم.

المقدم: وقضية الكفر وقضية الإسلام وقضية الإيمان ليست من اختصاصنا، فهذا هو هدف البرنامج. معنا الأخ أبو محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: فضيلة الشيخ وإن لم توجد هناك روايات بقرب سيدنا علي من سيدنا رسول الله، مشوار الرسالة يدل حتى وإن شخص لم يطلع يدل على أن سيدنا علي هو الأقرب إلى رسول الله، ولكن سؤالي: عندما طلب سيدنا موسى من الله سبحانه وتعالى ما طلبه لأخيه هارون، حسب علمي أنه كان سيدنا موسى عنده مشكلة في النطق، فهل طلب سيدنا محمد ودعاءه كما طلب سيدنا موسى هل يمكن أن يكون لغرض دنيوي، كأن يكون وكيله، عمل دنيوي وأما الرسالة فهي على سيدنا محمد فقط.

المقدم: نور الدين من العراق.

الأخ نور الدين: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نور الدين: في قبال حديث المنزلة لأنه قال (لو كان بعدي نبي لكان عمر) وهذا الحديث رواه الحاكم في مستدركه بسند صحيح ورواه الأثري بسند حسن، ورواه الترمذي بسند حسن، فما رأي السيد في هذا الحديث.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا فقط أريد أن أشير إلى ما ذكره الأخ نسيم من بريطانيا فيما يتعلق بكتاب نهج البلاغة، هذه الكلمات التي تصدر من هنا وهناك ويحاول البعض ان يسوقها إعلامياً وفكرياً وثقافياً أن نهج البلاغة هو أصح كتاب عند الشيعة بعد كتاب الله، هذا كلام عارٍ عن الصحة، لا قيمة لمثل هذا الكلام، في نهج البلاغة لابد أن نتعامل مع الخطب الواردة في نهج البلاغة ضمن قواعد مهمة في باب الجرح والتعديل سواء على مستوى السند أو على مستوى المضمون، فيما يتعلق بالسند لابد أن ننظر أنه يوجد عندنا سند صحيح للخطبة أو لا، فإن لم يكن فنضرب به عرض الجدار، الثانية فيما يتعلق بالمضمون فإن وافقته النصوص القرآنية ووافقته الأدلة الأخرى وكلام علي لا يمكن أن يأخذ منه مقطع ويفسر لأن بعضه يفسر بعضاً. إذن لابد أن نقف على مجمل الفكر الوارد في نهج البلاغة لنقول أن هذا هو منطق الإمام علي أو ليس كذلك.

المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.