حديث المنزلة ق(4)
  • عنوان المقال: حديث المنزلة ق(4)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:1:33 2-10-1403

28/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أشرف برنامج شهر رمضان على النهاية ولم يبق إلا حلقة الغد، وسنعطي في خلال ليلة الغد فرصة أكبر للمتصلين لكي يتواصلوا مع سماحة السيد الحيدري، لذلك نحن معكم على موعد ليلة الغد وفرصة أكبر من الاتصالات، بداية أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، حلقة اليوم وهي تحت عنوان (حديث المنزلة، القسم الرابع) أشرتم سماحة السيد في الحلقة القادمة إلى عدة موضوعات محورية فيما يتعلق بظاهرة النفاق من جهة وظاهرة وضع الأحاديث في فضائل بعض الصحابة وذم علي وأهل بيته من جهة أخرى، فهل هناك قرائن وشواهد أخرى في هذا المجال.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة لابد أن أشير إلى أننا ما لم نفهم ظاهرة النفاق في العصر المدني لا يمكن أن نقف على حقيقة الأحداث التي عاشها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والأحداث التي تلت رحلته من هذا الحال. واقعاً هذه الظاهرة كانت لها آثار سيئة وخطيرة على المجتمع الإسلامي بكل أبعاده سواء الفكرية أو العقدية أو السلوكية أو الفقهية أو السياسية أو الاجتماعية. هذه الظاهرة كانت متغلغلة في وجود المجتمع الإسلامي وهذا ما يفسر لنا أساساً لماذا أن القرآن الكريم أكد على وجود هذه الظاهرة لعله في 500 أو 600 آية، أشار إلى خطوة هذه الظاهرة وأهمية هذه الظاهرة والوقوف على حقيقة هذه الظاهرة.

نحن بالأمس عندما جئنا لنقدم فهمنا وقراءتنا لسبب استخلاف الإمام علي في المدينة مع أن الحاجة كانت ملحة جداً لخروج الإمام علي مع رسول الله صلى الله عليه وآله قلنا بأن الذي أدى إلى يستبقي ويستخلف رسول الله علياً هو أن هذه المعركة كانت معركة مصيرية وأن هذه الغزوة كانت مرتبطة بمصير الإسلام وأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كان يخاف النفاق والمنافقين الذين بقوا في المدينة ولم يخرجوا معه. ماذا يفعل هؤلاء؟ بطبيعة الحال عندما يجدون أن الرسول ابتعد بعيداً عن مركز الدولة وعن المدينة المنورة فرجوعه ليس بالأمر اليسير فإذا أرادوا أن يقوموا بانقلاب بحسب اصطلاحنا الحديث، لا يمكن لأحد أن يقف أمامهم، خصوصاً وأن هناك شاهد قوي يؤيد هذه الحقيقة. نحن عندما نراجع التاريخ نجد أن المنافقين والآن لا أدخل في أسماء المنافقين الذين خططوا لهذا، أن المنافقين كانوا قد خططوا في غزوة تبوك أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن الواضح بعد الاغتيال ماذا يريدوا في الدولة؟ يريدوا إسقاط الدولة وإسقاط الإسلام والرجوع إلى الجاهلية الأولى، هذا الذي فعلوه بعد مرور ثلاثين عاماً من رحلة الرسول الأعظم، يعني عندما تولى معاوية أمارة المؤمنين نجد أن الانقلاب حصل في كل المفاهيم الدينية وغيرها. هذا قد خططوا له في حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.

ومن هنا نحن نحتاج إلى أن نقرأ غزوة تبوك قراءة خاصة ومخصوصة لنعرف أن المنافقين ماذا خططوا لهذا.

هنا أريد أن أنقل شاهداً والعجيب أنه من كلمات الشيخ ابن تيمية هو الذي شكك في مضمون هذا الحديث وحاول أن يبين أن بقاء علي لم تكن له تلك القيمة في المدينة. ولكن انظروا ماذا يقول في كتابه له اسمه (كتاب الإيمان، ص186) تأليف شيخ الإسلام بن تيمية، خرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، الطبعة الخامسة 1416هـ بيروت، دمشق، عمان، يقول: (وفي غزوة تبوك) يبين أهمية وخطورة ظاهرة النفاق في المجتمع الإسلامي (وفي غزوة تبوك استنفرهم النبي صلى الله عليه وآله كما استنفر غيرهم) يعني استنفر المنافقين كما استنفر غير المنافقين (فخرج بعضهم معه وبعضهم تخلفوا) إذن هناك دور للمنافقين داخل المدينة ودور للمدينة في جيش الرسول. إذن كانت هناك مؤامرة واضحة للقضاء على الدولة الإسلامية الفتية. (وبعضهم تخلفوا وكان في الذين خرجوا معه) وإن شاء ا لله ادعوا الله أن يوفقني أن أقف معكم تفصيلاً على أسماء أولئك الذين هموا بقتل رسول الله من المنافقين الذين تولوا الأمور بعد ذلك أو دخلوا في السلطة بعد ذلك، وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين في نهج البلاغة يقول هؤلاء المنافقين عندما ذهب الرسول الأعظم هؤلاء دخلوا في السلطة.

يقول: (وكان في الذين خرجوا معه من هم بقتله في الطريق).

إذن كانت هناك خطة مدروسة لتصفية رسول الله واغتياله في هذه الغزوة (هموا بحل حزام ناقته ليقع في وادٍ هناك، فجاءه الوحي فأسر إلى حذيفة أسمائهم) إذن أسماء هؤلاء المنافقين كانت عند حذيفة، ولذا إن شاء الله في كتب القوم في صحيح البخاري وغير صحيح البخاري أن كبار أصحاب رسول الله ومنهم أولئك الذين يدعى أنهم كانوا من العشرة المبشرة كانوا يأتون إلى حذيفة ويعرضون أنفسهم على حذيفة يا حذيفة أسمنا من هذه الأسماء أو لا.

سؤال: إذا كانوا من المبشرين بالجنة لماذا يخافون أن أسمائهم في المنافقين، وهذه الأحاديث تكشف عن بطلان هذا الحديث الذي يقول أن هؤلاء كانوا مبشرين بالجنة. طبعاً بعضهم جزماً كعلي بن أبي طالب ليس مبشر بالجنة بل له حساب خاص، نحن نتكلم في الآخرين الذين لا أريد أن أشير إلى أسمائهم، وروايات صحيحة أنهم كانوا يأتون إلى حذيفة ويسألونه هل أن أسمائنا في أسماء المنافقين، إذا كان مبشراً بالجنة هل كان يخاف. طبعاً ابن تيمية ملتفت ولكن لا يشير إلى الأسماء، يقول: (فأسر إلى حذيفة أسماءهم ولذلك يقال هو صاحب السر الذي لا يعلمه غيره) حذيفة (كما ثبت ذلك في الصحيح ومع هذا ففي الظاهر تجري عليهم أحكام أهل الإيمان) بطبيعة الحال أنه من قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه وعرضه ... (وبهذا يظهر الجواب عن شبهات كثيرة تورد في هذا المقام فإن كثيراً من المتأخرين ... والمنافقون ما زالوا ولا يزالون إلى يوم القيامة) يعني ظاهرة النفاق من الصحابة أيها الأعزاء هؤلاء لم يكونوا من أوباش العرب كما يحاول بعض العوام والجهلة أن يقولوا، هؤلاء خرجوا مع رسول الله وكانوا صحابة معه وهموا بقتله. إذن كيف تنسجم هذه مع نظرية عدالة الصحابة جميعاً، كيف تنسجم مع نظرية أنهم جميعاً من أهل الجنة ويصرح ابن تيمية أن جملة من هؤلاء الصحابة المنافقين هموا بتصفية وقتل رسول الله.

يقول: (والمنافقون ما زالوا ولا يزالون إلى يوم القيامة والنفاق شعب كثيرة) التفتوا جيداً (وقد كان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم) إذا كانوا مبشرين بالجنة وأن الله رضي عنهم، والله أنا لا أعلم أين عقول الناس، أين عقول أولئك الذين يصرخون ليلاً ونهاراً أن الصحابة كلهم عدول وكلهم رضي الله عنهم ... إذن أنا أتصور أن القضية واضحة أن هناك جماعة خرجت مع الرسول لتصفيته جسدياً وأن هناك جماعة بقيت في المدينة لتصفية النظام الجديد، ومن هنا قال رسول الله لعلي (إما أن تقيم وإما أن أقيم). لماذا؟ لأنه لا يطمأن اطمئناناً 100% إلا لعلي في مثل هذه المواقف الحرجة والمصيرية من الإسلام. هذا فيما يتعلق بالظاهرة الأولى.

أما الظاهرة الثانية وهي ظاهرة الوضع، في الواقع أنا لا أريد أن أدخل تفصيلاً في ظاهرة الوضع هذه الليلة لأني تكلمت سابقاً عن ذلك، وأريد فقط أن أشير إلى موردين لتروا أن هناك أساساً كانت منظومة للقضاء على كل ما يرتبط بعلي وبكرامات وفضائل وخلافة علي عليه أفضل الصلاة والسلام.

أعزائي هذا كتاب (تأريخ الطبري، ج2، ص319) لأبي جعفر الطبري المتوفى سنة 310هـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، لبنان، الرواية (حدثنا ابن حميد) أنا بودي أن أقرأ السند لأني سأقرأ بعد ذلك سند مشابه (حدثنا قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن قاسم عن المنهال بن عمر عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله فقال لي: يا علي، أن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين) والقصة معروفة وطويلة. في المرة الأولى لم يقل رسول الله شيء وفي المرة الثانية تكلم فقال بعد أن أطعمهم (يا بني عبد المطلب أني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به أني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الامر؟) ما معنى يؤازرني، ينصرني ويكون معي في المصائب وفي المواقف ويضحي ...

المُقدَّم: تشمل كل هذه المعاني.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا الذي إن شاء الله بعد ذلك يشد أزره كما بالنسبة إلى هارون وسيتضح بعد ذلك. (فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على) إذا فعل هذا الأمر ما هي النتيجة؟ (على أن يكون أخي) المؤاخاة لم تقع بعد (ووصيي وخليفتي فيكم) في حياتي أو بعدي؟ من الواضح أنه مع وجوده لا يحتاج إلى وصية ولا إلى خلافة (فأحجم القوم عنها جميعاً) يعني عن المؤازرة (وقلت وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً) أدق ساقاً (أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: أن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا) ليست قضية شخصية (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر) فهو ولي الأمر بعدي (قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع) هذه وردت في تاريخ الطبري، طبعاً الآن بحثي ليس أن هذه الرواية صحيحة السند أو أنها ضعيفة السند، لأن البرزنجي وهذا الرجل يكون في علم الأعزاء ليس هو أموي بل هو أموي بامتياز هذا الذي كتب صحيح تاريخ الطبري وضعيف تاريخ الطبري، ويدعي أنه منتسب إلى أهل البيت وأنه من السادات، بغض النظر أن هذه النسبة صحيحة أو لا، ولكنه لا إشكال أنه أموي، لأنه في أي موضع يرتبط ببني أمية يدافع وفي أي شيء يرتبط بعلي وأهل بيته يحاول أن يسقط الاعتبار، ومنه هذا الموضع في (ج7، ص20) يقول أن هذه الرواية ضعيفة السند.

الآن أنا لا أريد الدخول في بحث أنه أساساً هذه الرواية صحيحة أو ضعيفة. هذا بحث لا أريد أن أدخل فيه فعلاً لأنه له بحث آخر نحن في غنى عنه.

المهم عندي أن الطبري في تفسيره عندما جاء إلى الرواية حتى لو كانت ضعيفاً هل كان أميناً في نقلها أو تلاعب فيها؟ الآن أنا لا أريد أن أتهم الطبري لعل الذين جاءوا بعد ذلك وطبعوا هذا الكتاب تلاعبوا وحذفوها ... الله العالم، ولكن المهم أني أريد أبين أن هناك تلاعب حتى في الحديث الضعيف، يعني هؤلاء يخافون علياً على في الروايات الضعيفة.

سيدنا هذا الذي تقوله أين ورد؟

الجواب: في (تفسير الطبري، ج17، سورة الشعراء، الآية 214) لأبي جعفر، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب، انظروا إلى السند (قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني فلان عبد الغفار بن قاسم عن المنهال بن عمر عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب) نفس السند الذي قرأناه قبل قليل من هذا الكتاب، انظروا ماذا ... يقول (وقد أمرني أن ادعوكم إليه) إلى هذا الخير (فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا) على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي هذه حذفت، أنا هنا أقول للأعزاء إذا لم تكن هذه الكلمة دالة على الإمارة والخلافة لماذا يتحسسون منها ويحذفونها. والبعض يقول أن الوصية لا تدل على الإمارة، إذن لماذا تحذفونها، إما الطبري فعل ذلك وإما من حقق الكتاب؟ إذن كانوا يعرفون أن هذه الجملة دالة على الإمارة والخلافة. قال: (على أن يكون أخي وكذا وكذا ...) لأن رسول الله عندما يتكلم مع الناس يقول على أن يكون أخي وكذا وكذا ... بينكم وبين الله أليس هذا طعن لرسول الله، أهذا هو منطق رسول الله أن يقول كذا وكذا ... ولكن هؤلاء لأجل تصحيح.

المُقدَّم: هذا يريد أن يقول أن كلام رسول الله غير مهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا أنه غير مهم فقط، بل هو طعن فيه. يقول: (ثم وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً، قلت: أن يا نبي الله أكون وزيرك، فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا).

سؤال: هذا الإنسان الذي تلاعب أنا استبعد أن يكون الطبري قد تلاعب بهذا، المحققين بعد ذلك تلاعبوا، لماذا؟ لأنه إذا صار أخاً له لا يستدعي وجوب الطاعة له، إذن أي مقام يكون له حتى يجب طاعته؟ في الوزارة والخلافة والإمارة والإمامة. هذا هو المورد الأول.

ومن هنا أنا أدعو إلى الرجوع إلى الطبعات القديم. هذه الموجودة في تاريخ الطبري أبو الفضل إبراهيم في الحاشية يقول (الخبر في التفسير طبعة بولاق) يظهر أن طبعة بولاق القديمة هذا الخبر بنصه موجود، وأنه في الطبعات القديمة وقع التحريف والتلاعب، وهذا يستدعي لأهل التحقيق وأهل البحث الذين يريدون التعرف على الحقائق أن علي كان محارباً من اليوم الأول، في عهد رسول الله والروايات واضحة فضلاً إلى زماننا هذا أنه تحذف الأحاديث لهذا الأمر.

المورد الثاني ما ورد في (مسند الإمام أحمد، ج7، ص322) تحقيق شعيب الارنؤوط، الرواية (حدثنا عبد الرزاق) الصنعاني الذي يأتي بعد ذلك (أخبرني أبي عن ميناء عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله ليلة وفد الجن فلما انصرف تنفس رسول الله فقلت ما شأنك؟ قال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود) هذا الحديث 4294. والرواية يقول (شبه موضوع) الآن لا أتكلم في السند بل في متن الرواية، أحمد بن حنبل ينقل هذا المطلب، لنرى أن أحمد بن حنبل الذي ينقل عن عبد الرزاق بأنه كان أميناً في النقل او لا. والرواية موضوعة يعني حتى لو جاءت في مسند أحمد قيمة أو ليست لها قيمة؟ لا قيمة لها. ولكن مع ذلك يخافون حتى الموضوع من علي.

في (المصنف، ج11، ص317) للحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، توزيع المكتب الإسلامي، الرواية (أخبرنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء عن عبد الله بن مسعود قال كنت مع النبي ليلة وفد الجن، قال: فتنفس قلت ما شأنك يا رسول الله؟ قال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود) إلى هنا أحمد بن حنبل نقل الرواية. انظروا بعد ذلك (قلت) ابن مسعود (قلت فاستخلف، قال: من. قلت: أبو بكر. قال: فسكت) الرواية ضعيفة وليست لها قيمة ومعنى، ولكن أيضاً تنبأ عن حقائق يخاف منها هؤلاء (ثم مضى ساعة ثم تنفس قال: فقلت: ما شأنك، قال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود، قال: قلت فاستخلف. قال: من. قلت: عمر. قال: فسكت. ثم مضى ساعة ثم تنفس قال: فقلت: ما شأنك؟ قال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود. قال: قلت فاستخلف، قال: من؟ قال: قلت علي بن أبي طالب) هذه الرواية لا يستطيع أحد أن يقول أن الراوي لها، طبعاً هم اتهموا الرواية لأن الراوي لها شيعي، وأنا أتصور أن الراوي الشيعي لا يمكن أن يقول استخلف أبو بكر وعمر ... هناك في أبي بكر وعمر سكت رسول الله، أما انظر ماذا قال في علي (أما والذي نفسي بيده لأن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين) سيدنا هذه الرواية تقول ضعيفة، ما هي قيمتها؟ قيمتها أنه والله ولن تفعلوا وما أنتم فاعلين، وقد قرأنا الرواية من مسند أحمد، قال وما أنتم فاعلين ولكن لو وليتهموها علياً لوجدتموه هادياً مهدياً ويأخذ بكم إلى الطريق المستقيم. وهنا يأخذكم إلى الجنة. الرواية ضعيفة.

يا أحمد بن حنبل أيها الإمام المحترم، أنا لا أريد أن اتهم أحداً، إما أن أحمد بن حنبل تلاعب بالنص وحذف هذه وإن كانت الرواية ضعيفة ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن تنقل الرواية والتحقيق يكون لمن بعدك أنه صحيح أو لا، فإما أحمد بن حنبل فيتهم في هذا ولا يكون أميناً وإما أولئك الذين طبعوا هذه الكتب ونشروها تلاعبوا بالنصوص، والنتيجة واحدة وهي أن هناك تلاعباً واسع النطاق في النصوص المرتبطة بعلي وآل علي ومقامات وفضائل علي.

المُقدَّم: سماحة السيد بالاستناد إلى ما قدمتموه بالنسبة لاستخلاف علي في غزوة تبوك، ما هو الجواب الذي تقدموه عما ذكره ابن تيمية سابقاً؟

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أنا أيضاً أقول للأعزاء لا أريد ... في الواقع بأنه إذا يتذكر الأعزاء وجدنا سابقاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال هذا النص وفي هذه الغزوة خصوصاً، يعني غزواته تتجاوز العشرين التي استخلف فيها المدينة ولكنه لم يقل لأحد منهم لا أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولا قال له إما أن تقيم وإما أن أقيم.

وعلى هذا الأساس تعالوا معنا لنرى أن ما ذكره الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص261 و 262) والعبارات ذكرتها سابقاً، الأمر الأول الذي ذكره قال أن هذا الاستخلاف يعني استخلاف علي على المدينة في غزوة تبوك كان أضعف من الاستخلافات المعتادة من الرسول، وأنا أتصور أنه اتضح للمشاهد الكريم أنه هل كان أضعف؟ بل كان هو أهم وأعظم وأخطر استخلاف استخلفه رسول الله، لماذا؟ لأنه مرتبط بخطر النفاق، لو لم يكن هو أو يقوم مقامه لما استطاع أن يقف أمامهم، قال: أنه تركه في المواضع التي لا تحتاج وليست لها تلك الأهمية, وقد اتضح مما سبق أنه ليس لها الأهمية، بل لها الأهمية القصوى لأن مصير الإسلام كان يتوقف عليها. قال: أن من تخلف لم يكن إلا المنافق أو العاصي أو المعذور من النساء والصبيان. أقول: وهذا على خلاف المطلوب أدل. على عكس ما يريده ابن تيمية. والخطوة هنا، لانه لو كان كبار الصحابة الموثوقين من الصحابة موجودون لقاموا بدورهم، ولكن عندما خليت المدينة تتهيأ الأرضية الكاملة لظاهرة النفاق أن تأخذ مآخذها. وأخيراً قال: أن علياً كان يبكي وأراد أن يستفيد من هذا أنه أساساً كان منقصة. لا، أمير المؤمنين عليه السلام لم يبكي لأنه ... بل لأنه كان في كل المشاهد مع رسول الله، وبطبيعة الحال الآن يتألم أو لا يتألم لأن رسول الله يبقيه في هذه الغزوة المصيرية.

المُقدَّم: ولربما كان يدرك مدى خطوة الغزوة وكان يخاف على رسول الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: كل هذه كما تقول، ولكن بالإضافة إلى ذلك بكاءه لأمر آخر، كان يخاف من اتهام المنافقين، وهذا ما حدث أن المنافقين اتهموه بأن رسول الله كان ... وهذا ما صرح به ابن تيمية وأنا لم أقله، قال: (وقيل أن بعض المنافقين طعن فيه وقال إنما خلفه لأنه يبغضه) إذن أمير المؤمنين كان يبكي لماذا؟ لهذا الاتهام، بل أكثر من ذلك، أمير المؤمنين كان يستشرف المستقبل كان يعلم أنه سيأتي أمثال ابن تيمية ليجعلوا من ذلك تهمة وانتقاص ونقص في علي بن أبي طالب.

المُقدَّم: وجاء رد الرسول ليسكت هذه الأصوات.

سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، جاء رداً صاعقاً وأعطاه مقاماً لم يعطِ أحد من الصحابة، وهنا أتحدى وأقولها صريحة نتحدى أن تأتون برواية واحدة صحيحة مقبولة صريحة متوافق عليها ومجمع عليها بين المسلمين بل بتعبير ابن عبد البر من أثبت الآثار وأصحها أعطي مقام كهذا المقام لصحابي غير علي بن أبي طالب. قد يقول قائل: سيدنا هو ماذا يوجد في هذا الحديث؟ أقول: انتظر وسيتضح ماذا يوجد في مضمون هذا الحديث.

إذن أتصور أن كل ما ذكره الشيخ ابن تيمية في هذا المجال، كله لا أساس له بل على خلاف مطلوبه وعلى عكس ما يريده هذا الحديث أدل وأوضح وأصح.

المُقدَّم: بعد أن اتضح أن ما ذكره ابن تيمية في مضمون حديث المنزلة غير تام، هل يمكن بيان مضمون هذا النص النبوي وما هي الحقيقة التي كان النبي يريد إيصالها إلى المسلمين من خلال هذا النص.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا النص المتواتر التي لم يستطع ابن تيمية أن يشكك فيه. يعني ابن تيمية شكك حتى في حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ولكنه عندما جاء إلى حديث المنزلة عجز، يعني كان يسقط نفسه لو شكك في هذا الحديث.

وهنا لابد لي من جملة معترضة، البعض يقول إذا كان البخاري وأمثال البخاري هؤلاء هواهم أموي لماذا إذن عقدوا أبواباً مستقلة لفضائل علي بن أبي طالب ولفضائل فاطمة في كتبهم؟

الجواب في جملة واحدة: هذا نفاق منهم، لماذا؟ لأنهم لو لم يقولوا شيئاً في علي لكان من الواضح أنهم أمويون. كان ينكشف كما فعل معاوية، معاوية كان يسب علياً، وإذا ادعى شخص بأنه يريد أن يكتب بإنصاف وبعدل وبموضوعية ولا يذكر فضيلة لعلي إذن واضح أنه أموي، ولكن ماذا فعل؟ دس السم في العسل وهو أنه ذكر بعض الفضائل الجنبية الثانوية وفي مقابلها ذكر مجموعة من الروايات التي تذم علياً، مثل ماذا؟ أن علي عليه السلام أراد أن يتزوج من بني أمية على فاطمة. ولذا ابن أبي الحديد عندما يأتي إلى هذه الرواية يقول هذه واضحة أنها من الروايات الموضوعة على علي ووضعت في زمن الأمويين، ليقولوا أن علياً لا فقط لا يعتني بفاطمة، بل كان يريد أن يتزوج من عندنا وكأنه لم يكن في العرب إلا أن يتزوج من بني أمية.

(شرح نهج البلاغة، رقم الخطبة 57) لابن أبي الحديد، (ومن كلام له عليه السلام لأصحابه: أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم) لا أشبع الله بطنه (مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد) ومع ذلك يقولون أن هناك وئام كامل بين علي وبين الصحابة (فاقتلوه ولن تقتلوه) لن تفعلوا (ألا وأنه سيأمركم بسبي والبراءة مني فأما السب فسبوني فأنه لي زكاة ولكم نجاة وأما البراءة فلا تتبرءوا مني) هناك يعقد فصلاً تحت عنوان فصل في ذلك الأحاديث الموضوعة في ذم علي. إلى أن يأتي إلى هذه الرواية، طبعاً والعجيب الروايات ينقلونها عن عائشة، مثلاً رسول الله قال إذ أقبل العباس وعلي فقال: يا عائشة أن هذين يموتان على غير ملتي. لماذا؟ لأن هناك روايات صحيحة أن معاوية يموت على غير ملتي، إذن لابد أن يشاركه في هذا، لأنهم لا يمكنهم نفي هذه الروايات إذن نضع روايات بهذا القبيل. يقول: (وأما أبو هريرة فقد روى عنه الحديث الذي معناه أن علياً خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله فخطب على المنبر وقال: ... قلت: هذا الحديث أيضاً مخرج في صحيحي مسلم عن المسور وقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى وذكر أنه رواية حسين الكرابيسي وأنه مشهور بالانحراف عن أهل البيت وعداوتهم والمناصبة لهم فلا تقبل روايته) وعشرات من قبيل هذه الرواية.

أعزائي التفتوا إلى هذه القضية، رسول الله قال حديثاً هذا الحديث لا يعادله حديث واقعاً. تقول: سيدنا لماذا تقول هذا الكلام؟

أعزائي فقط أعنون البحث هذا اليوم وتفصيله يأتي يوم غد.

قبل الإجابة على هذا السؤال أريد أن أسس لأصل وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله كثير من أحاديثه لا يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم، يعني رسول الله يقول الحديث ولكن أنت تقول في النتيجة ماذا يريد أن يقول رسول الله من هذا الحديث. الجواب: جوابه أين يوجد؟ في القرآن. وأضرب مثالاً بسيطاً، قال رسول الله (أنا مدينة العلم وعلي بابها) طبعاً هذا الحديث مختلف فيه، والتحقيق بينهم ... عند مدرسة أهل البيت صحيح، وعندهم الحديث إما حسن لا أقل حسن وبعضهم قال صحيح وبعضهم ادعى أنه موضوع ونوقش فيه، وتفصيل هذا موكول إلى محله ولعلي أعرض له.

(أنا مدينة العلم وعلي بابها. أنا مدنية الحكمة وعلي بابها).

يا رسول الله ثم ماذا أنت تقول أنا مدينة العلم وعلي بابها، وإذا صار علي أبوابها؟ هنا واقعاً لابد أن نرجع إلى القرآن الكريم في الآية 189 يقول: (ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون) يعني القضية ليس فقط رسول الله يخبر أن علي باب مدينة علمه، يعني إذا أردتم رسول الله وعلم رسول الله وحكمة رسول الله لابد من الرجوع إلى الباب.

المُقدَّم: ودين رسول الله ومشروطة بالتقوى.

سماحة السيد كمال الحيدري: إذن هي من الأحاديث لا يمكن فهمها إلى بالرجوع إلى القرآن الكريم. تعالوا معنا إلى هذا النص الذي هو من أثبت وأصح وأحسن وأدق وأعمق وأوضح وأصرح ... هذا الحديث وهو (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) يا رسول الله نحن لا نعرف ما هي منزلة هارون من موسى، حتى نعرف أن علياً يكون بمنزلة هارون من موسى؟

المُقدَّم: ما هي خصائص هارون؟

سماحة السيد كمال الحيدري: لابد أن نتعرف عليها، يوجد طريقان: الطريق الأول أن نرجع إلى القرآن، والطريق الثاني أن نرجع إلى النصوص الصحيحة. وأنا أريد فقط في هذه الليلة أن أشير إلى الآيات القرآنية وتفصيلها أوكلها إلى يوم غد.

أعزائي تعالوا معنا إلى القرآن الكريم لتروا ما هي المنازل التي أعطيت لهارون فكل ما ثبت لهارون سوف يثبت لعلي إلا أنه لا نبوة بعدي.

في سورة طه، الآية 24 إلى 36، التفتوا جيداً والله فقط هذه الآيات تكفي الأولين والآخرين ولكن الإنسان يحتاج إلى بصيرة، قال: (اذهب إلى فرعون أنه طغى) طبعاً هذه غير مختصة في واقعة، وأنها نزلت في جماعة وانتهت لانتهى القرآن ولكن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر يعني في كل فرعون زمان يوجد هذا الأمر. (قال ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي وأجعل لي وزيراً من أهلي) إذن العنوان الأول أنه من هو؟ (هارون أخي) هذا العنوان الأول المنزلة الأولى التي تثبت لعلي أنه وزير رسول الله. يقولون أين قال رسول الله أن علي وزيري ... وأصح حديث أنها قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وهنا قال أنت وزيري (هارون أخي أشدد به أزري) إذن علي من هو؟ يشد أزر رسول الله، أين هذا من (وإذا يقول لصاحبه لا تحزن) على فرض أنها في الخليفة الأول، القرآن يصرح أن من شد أزر رسول الله ومن أيده ومن ناصره ومن يؤازرني على هذا الأمر كما في حديث أنذر عشيرتك الأقربين. تقول الحديث ضعيف فلنتركه (أشدد به أزري) التفتوا جيداً، قد تقول هذا دعاء من موسى؟ بعد ذلك يأتي الجواب. (وأشركه في أمري) هارون شريك رسالة موسى. إذن علي ماذا يكون؟ شريك في الرسالة. نعم، قد تقول سيدنا قف هنا، شريك في ماذا؟ أقول: لا في النبوة لأن صريح الرواية قالت إلا أنه لا نبي بعدي. إذن هذا أخرجه من الشراكة ورسول الله ليس له بعد واحد في الرسالة بل له أبعاد متعددة، أبعاد تطبيق الوحي، أبعاد إقامة الدين، أبعاد الإمامة ... هذه كلها شريكه فيها علي.

المُقدَّم: أقاتل على التنزيل وتقاتل على التأويل.

سماحة السيد كمال الحيدري: عند ذلك أنتم هنا هذا باب ... واقعاً لأهل العلم والتحقيق ولأهل الحقيقة وطلاب الحقيقة هذا باب ينفتح منه ألف باب، (وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً) طبعاً ليس كي أسبحك، بل نسبحك يعني موسى وهارون، (ونذكرك كثيراً أنك كنت بنا بصيراً) قد تقول: هذا دعاء من موسى من قال أن الله استجاب له؟ قال: (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) يعني هارون تحقق له كل شيء، تحقق له الوزارة وتحقق له شد الأزر وتحقق له الشراكة وتحقق له أنه نسبح كثيراً ونذكرك كثيراً وتحقق كل هذه، بل وتحقق أيضاً ما ورد في سورة الأعراف، الآية 142 قال تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشرة فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) إذن ما هي العناوين؟ أنه خليفة موسى، وأنه وزير موسى، وأنه شريك في الأمر، وأنه يشد أزره ... وكلها بمنطق التنزيل ثابت ... أوتيت جوامع الكلم ... كلها ثابتة لعلي. هذا ما سأقف عند كل مفردة منها في حلقة الغد.

المُقدَّم: قبل أن أخذ مداخلات أو اتصالات الأخوة المتصلين أذكر أن برنامج مطارحات سيعود إلى وقته السابق ليلة الجمعة الآتية، الوقت هو السادسة مساءً بتوقيت اكرنج التاسعة بتوقيت مكة المكرمة والعاشرة والنصف بتوقيت طهران.

معنا الأخ عالم من السعودية.

الأخ عالم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عالم: ذكر الشيخ في حلقات سابقة أن علماء الوهابية يقدحوا في علي بن أبي طالب، فأريد قولاً لهم أو كتاباً ذكروا فيه قدحاً لعلي رضي الله عنه.

المُقدَّم: هذا الذي ذكر الا تعتبره قدحاً في علي.

الأخ عالم: ما هو الذي ذكر؟ الشيخ ذكر أن علماء الوهابية ... والسؤال الثاني ذكرت مقولة ابن تيمية الآن في أحد الكتب أن ابن تيمية عنده مقولة أن علي منافق وحاشا للإمام علي أن يكون منافقاً ولكن لم تذكر تعليق ابن تيمية على هذه المقولة.

المُقدَّم: أين قال أنه يقول أن علي منافق.

الأخ عالم: ذكر من كتاب منهاج السنة.

المُقدَّم: قلن مثلاً ذكر في الكتاب الفلاني وفي الجزء الفلاني وفي الصفحة الفلانية.

الأخ عالم: ذكر أن ... قيل عن علي رضي الله عنه أنه منافق وابن تيمية ذكر في كتابه أنه قيل عنه أنه منافق.

المُقدَّم: الأخ علي من سوريا.

الأخ علي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ علي: أنا كان بودي أن هناك طعن واضح لأمير المؤمنين علي السلام لابن تيمية، طبعاً أنا عندي الكتاب المعتبر ... عندما يذكر أمير المؤمنين ... أولاً في بداية السؤال يقول أنها ليست بفضيلة ... ثانياً أنه جله ... وإذا ثبت أن علي بن أبي طالب كان يقوم الليل كله فصلاته كانت صلاة لقلقة وهي صلاة المنافقين، ويرجع مرة أخرى ...

المُقدَّم: أعطنا المصدر وشكراً.

الأخ علي: في (منهاج السنة، ج4، ص26) في طبعة الثمان أجزاء.

المُقدَّم: الأخ يوسف من السعودية.

الأخ يوسف: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ يوسف: سيدنا أحببت أن أسلم عليكم وأقول لكم كل عام وأنتم بخير.

المُقدَّم: الأخ سالم من السعودية.

الأخ سالم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ سالم: أشكر القناة وأشكر كادر القناة، أنا أريد من مداخلتي هذه أن تفيد الموضوع وأنا انتسب فقط للإسلام لا انتسب بالسني والشيعي، فضيلة الشيخ الحيدري أنا لست خصماً لكم ... لكن طريقتكم هذه ما تبثونه من سموم الوهابية أو بنو أمية، إذا كنتم تريدون المنهج العلمي لماذا ... لكن عندي ملاحظات أتمنى أن يتسع صدركم. يا رجل نحن نتمنى من الشيخ الحيدري بما أعطاه الله من العلم يجرب بدلاً من الطعن لأن الطعن موجود في الكتب ولا يجوز لنا الطعن في الصحابة، أنا أقول لك أن القرون المفضلة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا الآن أعطيك شيئاً لن تستفيد شيئاً فنحن مثقفون.

المُقدَّم: أنت بدأت كلاماً علمياً قلت أن كلامكم هذا لا يقوم أمام كلام الوهابية ما هو الدليل؟

الأخ سالم: يا أخي أعطيك دليلاً، عندما تريد أن تصحح حديثاً أو أن تضعفه، وأنا لأول مرة أتصل بالقناة وأشكرها كثيراً، ولكن يا أخي علم الحديث متى ظهر؟ علم مصطنع عندكم علم الجرح والتعديل، بكل صراحة.

المُقدَّم: أنت تقول أنه لا يقول، لكنك لم تورد إشكالاً واحداً حول بعض الدليل الذي ذكره سماحة السيد بل الأدلة التي ذكرها لم تستند إلى مدرسة أهل البيت بل جاء بها كلها من كتب ابن تيمية أو الذين ينهجون منهجه، فلا أدري أي دليل تريد.

الأخ سالم: الآن عندما ذكر حديث وقال ... هذه ألا تطعن فيها، لماذا طعن في المنزلة ... علي بن أبي طالب أجل من أن يناقش، من يريد الطعن في علي؟

المُقدَّم: هذا جيد منك أن ترى أن علياً بهذه المرتبة من القدر والجلالة والفضل ولكن ما هو موجود في كتب البعض يشير إلى غير هذا، ويشير إلى استنقاص.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز سالم، أنا لست الآن بصدد استجدي فضيلة ومنقبة حتى تقول أن علياً أجل قدراً. نعم، أجل قدراً وأفضل الصحابة على الإطلاق وأعظمهم علماً وقضاء. أنا أتكلم أن الطبري لماذا يتلاعب بالأحاديث، هذا أي علاقة لها بمقامات علي وفضائل علي، بينك وبين الله لو أن حديثاً ورد في فضائل أبي بكر أو ورد في الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ونحن عندما نقلناه في كتاب أصول الكافي حذفنا الفضيلة وقلنا كذا وكذا ... ألستم تقولون أنكم تلاعبتم ودلستم وتحرفون الروايات وتكذبون، أنا سؤالي هذا أخي العزيز، أنا لا أريد أن أثبت فضيلة، الله في قرآنه أثبت له الفضائل، رسول الله صلى الله عليه وآله (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) قال أنت مني بمنزلة هارون. نحن لا نحتاج إلى أن نثبت فضائله من هنا وهناك.

المُقدَّم: القضية وكما ذكر سماحة السيد ليست استجداء أو البحث عن فضائل علي.

سماحة السيد كمال الحيدري: وإنما البحث في أنها لماذا هذا التلاعب والدس. أما الأخ العزيز عالم، عزيزي أنا لم أقل أن علماء الوهابية. قلت: أن ابن تيمية ومن يؤازره ويناصره 100% في كل ما يقول فهو على هواه نهجه. أنا لم أقل أنتم جميعاً ... الآن اخرجوا على الفضائيات قولوا نحن نوافق ابن تيمية في كذا وكذا ونختلف معه في كذا وكذا. أعزائي هناك عشرات الروايات الصحيحة الجياد كذبها، هناك أمور انتقص فيها علياً، هل توافقون ابن تيمية أو لا توافقون؟ فإن وافقتموه فأنتم على نهجه هواكم أموي ناصبي، وإن لم توافقوه فأهلاً بالوفاق، وهذا هو رأي علماء أهل السنة.

المُقدَّم: شكراً لسماحة السيد الحيدري، أذكر أنه في هذا الخميس سيكون بدل برنامج مطارحات سيكون برنامج وجهاً لوجه يأتيكم في السادسة بتوقيت كرنج التاسعة بتوقيت مكة المكرمة والعاشرة والنصف بتوقيت طهران، وفي الخميس الذي يليه نعود إلى مطارحات في العقيدة. حتى حلقة الغد استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.