06/10/2011
المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحييكم في هذه الحلقة الجديدة من مطارحات في العقيدة، أحييكم في هذه الأمسية ليلة الجمعة. حديثنا في هذه الليلة سيكون حول (حديث المنزلة، القسم العاشر) وفي ذلك نستضيف سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد كمال الحيدري، نود أن تعطوا المشاهد باعتبار أن برنامجنا اسبوعي وقد يكون هناك فاصل وانقطاع بين الحديث والمستمع، لمحة عما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قلنا أن حديث المنزلة من الأحاديث الأساسية في الوقوف على مفردات مبحث الإمامة في مدرسة أهل البيت، نحن نعتقد أن هذا الحديث يشتمل على معارف عالية جداً ودقيقة، ومن تلك المعارف التي وقفنا عندها في الحلقة السابقة أو الحلقات السابقة هو ما يتعلق بمسألة (وأشركه في أمري) قلنا أن هذا المقطع وأن هذا المقدار من المضمون ورد في القرآن الكريم، باعتبار ان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بمقتضى حديث المنزلة القطعي الصدور قال إن منزلة علي مني، يعني من رسول الله كمنزلة هارون من موسى، هذا بينه رسول الله في حديث المنزلة القطعي الصدور، فعندما جئنا إلى القرآن الكريم وجدنا بأن من منازل هارون بالنسبة إلى موسى أنه شريك في الأمر (وأشركه في أمري).
من هنا دخلنا في بحث الشراكة قلنا ما هي الأمور المشتركة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين علي أمير المؤمنين عليه السلام، ذكرنا شمة عن بعض تلك المشتركات وإلا المشتركات كثيرة جداً ولكنه لا ننسى دائماً (إلا أنه لا نبي بعدي، إلا أنه لا نبوة بعدي). هذه القضية من مسلمات فكر الإمامية، ومن يحاول أن يغالط في هذه الجهة واقعاً أنا أعبر عنه إما مغرض وإما جاهل ليس من أهل العلم، وإلا تصريح حديث المنزلة (إلا أنه لا نبوة بعدي، ولا نبي بعدي).
ومن هنا نحن لا نعتقد في أحد بالنبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، إذن ما هي الأمور المشترك فيها؟ أشرنا إلى بعضها ومن أهمها أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوكل بيان جملة من المعارف الدينية جعل إبلاغها الابتدائي بتوسط علي عليه السلام، قلت جملة منها، بعضها أوكلها لعلي وفوض أمرها لعلي، وكّل فيها علياً كما تقدم في مسألة إبلاغ سورة براءة، حيث اتضح بشكل واضح أنه قال له (لا يؤدي عني) وقد شرحنا هذا المعنى (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي).
وأهم نتيجة ترتبت على هذه الحقيقة وهي الإبلاغ الابتدائي للوحي، لا أحتاج أن أكرر ولكن من باب الاستذكار، أقول: يعني أن رسول الله قبل أن يبين للأمة يقول لعلي بيّن هذه الحقيقة للأمة، يعني أن المسؤولية مسؤولية ملقاة على عاتق رسول الله، عندما يأتي الوحي من السماء (نزل به الروح الأمين على قلبك) إذن وظيفته أن يبين هذا الوحي، فتارة هو يبين يتصدى للإبلاغ الابتدائي للوحي، وأخرى يوكل الأمر إلى علي عليه أفضل الصلاة والسلام.
ما هي النتيجة الخطيرة المترتبة على ذلك؟ يترتب على ذلك أن ما يقوله علي هو إبلاغ للوحي الإلهي، وليس اجتهاداً، هذا معناه أنه إذا وقع الاختلاف بين ما يقوله علي وبين ما يقوله باقي الصحابة فالحق مع علي، ولذا ورد في بعض النصوص التي لا اريد أن أدخل في سندها ودلالتها (الحق مع علي، علي مع الحق والحق مع علي).
المقدم: ولأن الذي يبلغ يجب أن تكون فيه صفات خاصة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نفس الصفات المطلوبة في رسول الله من الطاعة ومن العصمة وعدم السهو وعدم النسيان وعدم الغفلة وعدم الاشتباه وعدم ... وإلا لا قيمة لذلك الإبلاغ الذي يبلغه هذا الذي هو مفوض من قبل رسول الله، يعني متى تكون هناك قيمة لهذا الإبلاغ للوحي؟ إذا كان ذلك الإنسان قيمته قيمة رسول الله، كلامه كلام رسول الله، حديثه حديث رسول الله، بيانه بيان رسول الله (لتبين للناس ما نزل إليهم) ولكن هذا البيان تارة يتباه رسول الله وأخرى يوكله إلى علي عليه السلام. وبعد ذلك سيتضح لماذا أن الأئمة جميعاً يقولون حديثنا حديث جدنا رسول الله، لا نقول شيئاً من عند أنفسنا، وهذه الحقيقة سنبحثها لاحقاً. ولكن هذه بودي أن يلتفت لها المشاهد الكريم لو لم تكن هذه القيمة المعرفية لحديث علي بن أبي طالب لما كان إذن شريك الأمر لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولذا تجدون في الحديث الصحيح كما ينقل ابن عباس وينقل هذه الرواية الحافظ العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8، ص424) للحافظ العسقلاني وعليه تعليقات مهمة للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، قال: (فقد روى ابن سعد بإسناد صحيح عن ابن عباس) إذن الرواية رواية معتبرة وصحيحة السند (قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لم نتجاوزها). لأن حديثه حديث رسول الله، لأنه شريك يبلغ الوحي الإلهي بأمر من رسول الله، (إذا حدثنا ثقة) ولذا قلت أن في الحلقة السابقة قلنا لابد أن يثبت أن علياً قال فإذا ثبت أن علياً قال فلا يمكن لأحد أن يخالف علياً. قال: (إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لم نتجاوزها) هذا أولاً.
ومن هنا يتضح لنا بأنه أساساً الرواية التي قالت (يد الله مع الجماعة) المراد من الجماعة لا الكثرة في قبال القلة، لا الجماعة في قبال الوحدة، ليس هذا المراد، وإنما المراد الحق في قبال غير الحق. ولذا تجدون وهذا ما أشرنا إليه في الحلقة السابقة، قلنا أن العلامة الألباني في كتابه (فتاوى الشيخ العلامة الألباني، ص47) دار عالم الفوائد، قال: (فلما كان من الثابت عندنا أن الترجيح بالأكثرية ليس مرجحاً) لا يقول قائل إذن نحن الأكثر إذن نحن الحق، نحن مليار مسلم إذن نحن الحق، لا ابداً، المدار ليس مدار الأقلية والأكثرية من حيث الكم والعدد، (فإذن يمكن أن يكون الحق مع الأقلية والخطأ مع الأكثرية، فلو كان الحق مع الأكثرية ... ولو كان الحق مع الفرد فكما يقول ابن مسعود الجماعة من كان معه الحق ولو كان واحداً).
ومن هنا أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة الواضحة وهي أنه لا يجوز لأحد. نعم، في مورد واحد يكون حقاً وهو إذا اجتمعت الأمة بكل علمائها وزعمائها وأئمتها وأعلامها لا تجتمع أمتي على ضلالة. أما إذا انقسمت الأمة أو انقسم الصحابة لا يقول لنا أن أغلبية الصحابة ذهبوا إلى هذا، هذا لا يكفي، لماذا؟ لأن الحق لا يدور مدار الأغلبية العددية، وإنما يدور الحق حيث ما دار علي، لماذا؟ لأنه لا يقول إلا الحق، لأنه شريك للأمر مع رسول الله. وأنا أتصور هذه القضية وهذه المنقبة وهذه الخصوصية وهذه الفضيلة، عبر عنها ما تشاء، هذه فضيلة ومنقبة ومقام لم يحصل ولم يثبت لأحد من الصحابة، بل لم يثبت عشر معشارها لأحد من الصحابة، إن كان دلونا (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) أين الدليل على ذلك؟
وعند ذلك تفهمون جيداً لماذا أن من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني. من سب علياً فقد سبني. لأنه شريك مع رسول الله، فهو ورسول الله شريكان، هما يشتركان في هذه المشتركات، ولذا بقول مطلق قال: (من أحب علياً فقد أحبني) لماذا؟ لأن علي شريك رسول الله (وأشركه في أمري) (ومن أبغض علياً فقد أبغضني، من سب علياً فقد سبني) ومن أبغضني وسبني فقد أبغض الله وسب الله.
وعند ذلك يتضح لماذا أن حب علي إيمان وبغض علي نفاق. (عهد عهده إلي حبيبي رسول الله أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) هذه كلها ... هذا الإطار العام لها هو (وأشركه في أمري) هذه كلها نستطيع أن ندخلها تحت هذه الدائرة، هذا الإطار الذي أوضحناه في حديث المنزلة القطعي السند والقرآني المضمون، لأنه قلنا (وأشركه في أمري) لم يأت في حديث المنزلة وإنما جاء في النص القرآني (وأشركه في أمري).
إذن هذا الحديث أتصور هذا القدر بهذا المقدار في حديث المنزلة كان مهم أن نقف عنده وإن أطلنا فيه قليلاً.
المقدم: حديث (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي) هذا الأصل الذي بينه رسول الله وهذا المبدأ الذي ثبته الرسول صلى الله عليه وآله هل له تطبيقات أخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن أشرنا إلى مجموعة من تطبيقاته، ولكن أنا أبحث عن التطبيقات في حديث رسول الله.
المقدم: أنا أحب أن تعبر عن هذا بمقام علي، وليس بفضيلة أو خصوصية.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً عبرت وقلت مقام وفضيلة ومنقبة، واقعاً مقام لم يشاركه ولن يشاركه فيه أحد، إلا ما دل الدليل بعد ذلك، إن دل الدليل فنقول أن هذا ثابت، وإلا من الصحابة سواء كانوا من المبشرين بالجنة أو لم يكونوا، سواء كانوا من الخلفاء أو لم يكونوا كل هؤلاء لم يثبت لهم مقام (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) هذا الحديث كما أشرنا في حلقات سابقة لم يستطع حتى ابن تيمية أن يناقش في سند هذا الحديث ولذا اضطر إلى مناقشة مضمون ودلالة وفقه هذا الحديث.
أما تطبيقات أخرى لقاعدة (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي).
من الأمور الثابتة أن رسول الله صلى الله عليه آله أولى بالمؤمنين من أنفسهم، هذه أيضاً من تطبيقات واشركه في أمري. ومقتضى هذا يأتي هذا السؤال: وهو أن علي بن أبي طالب هل هو شريك في هذا أو لا؟ نعم، روايات صريحة ولكنه أريد أن أبين التطبيق لها. رسول الله صلى الله عليه وآله بمقتضى هذه الآية المباركة يقول: وعلى هذا الأساس أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وترك ديناً وليس له مال يوفى به الدين فأنا أقضي دينه. وهذا يكشف لنا أن الآية التي تكلمت عن الأولوية ليست هي فقط امتياز لرسول الله وإنما بالإضافة إلى ذلك تحمله المسؤولية، يعني أنه أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم هذه الأولوية بكلا بعديها، يعني قانون، يعني فيه امتياز ومسؤولية، لا فقط امتياز لرسول الله وإنما مسؤولية أيضاً على عاتق رسول الله.
في (الجامع الصحيح للبخاري، صحيح البخاري، ج4، ص616) الرسالة العالمية، كتاب الفرائض رقم 82، باب قول النبي من ترك مالاً فلأهله، قال: (عن النبي قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم) إشارة إلى الآية (فمن مات وعليه ودين ولم يترك وفاء فعلينا قضاءه) من يؤدي دينه؟ ولي الأمر، لا فقط ولي الأمر، أولى بالمؤمنين من أنفسهم (ومن ترك مالاً فلورثته). إذا كان له يعطى للورثة وإذا لم يكن عنده يتحمل ولي الأمر، الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
سؤال: لو أن رسول الله كان علي دين وذهب وليس له مال يقضى عنه من يقضي عنه؟ بمقتضى هذا من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، بمقتضى ما قاله رسول الله، إذا ذهب مسلم وعليه دين وليس له مال يقضى عنه فولي الأمر يتحمل المسؤولية والذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، نريد أن نطبق هذا على رسول الله. ذهب وعليه دين وليس له مال يقضى عنه، من يتحمل؟ يقول من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يقول علي يقضي عنه.
المقدم: في حين أنه كانت له زوجات وكان له قرابة ...
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الحديث بشكل واضح وصريح في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص631، رقم الحديث 1980) للعلامة الألباني، التفتوا إلى تعبير العلامة الألباني، يقول: (من خصائص علي) يعني هذه من مختصاته ولا يشاركه فيها أحد، لا يقول أنه قرابته فيوجد من هو أقرب منه، بنته موجودة، أزواجه موجودة، (من خصائص علي) إذن غير مرتبطة بالقرابة وإلا كان هناك أقرباء آخرين (من خصائص علي) (علي يقضي ديني).
المقدم: لماذا يا رسول الله؟
سماحة السيد كمال الحيدري: لأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. قانون بينه كما قرأنا في صحيح البخاري. وهذه أيضاً (وأشركه في أمري) النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وعلي شريكه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. (علي يقضي ديني). وفي (ص633) يقول: (قلت: فإذا ضم هذا إلى الذي قبله ارتقى الحديث بمجموعهما إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى) إذن هذه الرواية معتبرة محسنة عند العلامة الالباني.
فتحصل إلى هنا: حتى نغلق هذا الحديث إلى هنا وندخل في الأحاديث الأخرى.
فتحصل إلى هنا: هذا مقام ثبت لعلي يشاركه فيه أحد من الصحابة أو لم يشاركه؟ من مختصاته، الألباني يقول ومن خصائصه. وكذلك عبر عن ذلك الحافظ النسائي عندما قال (خصائص أمير المؤمنين علي بن ابي طالب) وذكر حديث المنزلة في خصائص علي. إذن من مختصاته، لا يوجد لغيره. وقد اتضح لنا أن حديث المنزلة يشير إلى مقام (وأشركه في أمري) وهذا مقام لا أنه لا يشاركه أحد من الصحابة، بل لا يدانيه أحد من الصحابة. يعني أساساً أين علي وأين باقي الصحابة. لا فقط أنه الفارق درجة ودرجتين، لا. سؤال: هل يوجد أحد من الصحابة غير علي، أحد من الصحابة يدنو من مقام رسول الله، يدنو لا أن يشارك، هل يجرأ أحد ويقول أن الصحابي الفلاني كان دانياً وقريباً من مقامات رسول الله، أين مقام رسول الله وأين ... أين الثرى من الثريا. وعلي لا أنه دنا من رسول الله بل صار شريكه، وأشركه في أمري.
السؤال: أنا الآن لا أريد أن أتكلم بلغة وبمنطق وبأدلة مدرسة أهل البيت، أريد أن أتكلم بلغة أهل السنة بلغة علماء أهل السنة، يقولون الأفضل هو الأحق بالإمامة والخلافة والولاية بعد رسول الله، وهذا يصرح به نفس ابن تيمية في منهاج السنة. أمامكم هذا كتاب (منهاج السنة، ج4، ص513) لابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، دار الفضيلة، يقول: (لأن الأفضل عندهم) عند الإمامية (أحق بالإمامة) إذا صار أحد من الصحابة أفضل من الباقين فهو الأحق. وهذه الأحقية أحقية تعيينية، لا أن الآخرين لهم الحق، لا، أصلاً هو الحق وليس للآخرين الحق، (لأن الأفضل عندهم أحق بالإمامة) ليس معناه أن علي أحق والآخرين لهم حق، لا لا، بل المراد من أحق يعني له الحق وليس لغيره ... من قبيل (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) ما معناه؟ يعني التوحيد أفضل من الشرك، أفضلية بأي معنى، لا أفعل التفضيل، يعني الشرك فيه فضل ولكن التوحيد أفضل، لا لا، معناه أن هذا حق وذلك باطل. هذا حق وذاك غير حق. يقول: (لأن الأفضل عند الإمامية أحق بالإمامة، وهذا قول الجمهور من أهل السنة). إذن الجمهور من أهل السنة يقولون إذا ثبت أن صحابي هو أفضل فالخلافة متعينة فيه. ثم يشرح ابن تيمية في آخر الصفحة فيقول: (فلأن النبي أفضل الخلق وكل من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك) رسول الله أفضل الخلق وخليفته لابد أن يكون أشبه به وتبين من أية وأشركه في أمري كان أشبه به أو شريك معه. أعلى من شبيه. قال: (والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكاً فمن خلف النبي وقام مقامه كان أشبه به) يعني أن يكون أشبه به (ومن كان أشبه به كان أفضل) كل من كان أشبه برسول الله فهو أفضل. أنا أترك المسألة للمشاهد الكريم لأهل العلم ولأهل التحقيق ولطلاب الحقيقة، أن يعرفوا بناء على حديث المنزلة من كان أشبه الناس خلقاً وخلقاً بل من كان شريكاً لرسول الله بنص القرآن الكريم وحديث المنزلة. فإذا كان علي عليه السلام هو أشبه الناس خلقاً وخلقاً وأقرب الناس وأولى الناس بل شريك رسول الله كما أشرنا أنا لا أتصور أنه يحق لأحد أن يدعي الخلافة لغيره مع حفظ باقي المقامات، الآن لسنا بصدد الحديث عن الصحابة الآخرين أنه ما هي مقاماتهم، هل هم مبشرون أو لا ... قال: (ومن كان أشبه به كان أفضل فالذي يخلفه أشبه به من غيره والأشبه به أفضل فالذي يخلفه أفضل) يعني الذي يخلفه ينبغي أن يكون هو الأفضل، وبهذا الحديث ثبت أن علياً هو الأفضل.
المقدم: ابن تيمية ربما يدلس في هذه القضية.
سماحة السيد كمال الحيدري: قلنا هذا فيما سبق والآن لا أريد الدخول فيه، قلنا أنهم غيروا المصداق وقالوا أن الأفضلية للخليفة الأول أن الأفضلية للخليفة الثاني أن الأفضلية للخليفة الثالث وجعلوا علياً رابعاً. نحن الآن واقعاً نتكلم على منطقهم نقول اتفقنا جميعاً على أن الأفضل هو الذي يحق له الخلافة لا غير، تعالوا نبحث في النصوص الصريحة والصحيحة المتفق عليها والمجمع عليها.
المقدم: أساساً الحجة هو الوحي سواء كان في القرآن أو في السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: قد يقول قائل أنه عندنا روايات عديدة في صحيح البخاري تقول أن الخليفة ... أقول: هذه ليست حجة علينا، إنما الحجة تكون إذا كان هناك إجماع وصراحة وصحيحة، إذن الصريحة الصحيحة المجمع عليها لأن أمتي لا تجتمع على ضلالة، وحديث المنزلة كذلك، وحديث المنزلة أوضح مصاديق الصحيحة الصريحة المتفق عليها.
إذن بهذا نصل إلى هذه النتيجة المهمة وهو أن حديث المنزلة. قد يقول لي قائل: سيدنا لماذا دخلتم هذا المدخل لإثبات خلافة علي من حديث المنزلة. أقول: دخلت هذا المدخل لأن هذا المنطق يقبله حتى أهل السنة، لو كنت أريد أن أقول أنه نص كما أن النبوة نص الإمامة نص، يقولون: هذا غير متفق عليه. أما أن ندخل مدخل أن الأفضل هو الذي له الحق بالخلافة لا غير، هذا متفق عليه. وأنا أثبت الآن أن حديث المنزلة كما أثبت الشراكة مع رسول الله أثبت الخلافة لعلي بعد رسول الله مباشرة. وهذا ما وعدنا به الأعزاء في آخر شهر رمضان قلنا إن شاء الله تعالى عندنا طريق آخر لإثبات خلافة علي من خلال حديث المنزلة لا يمر بالطرق المتعارفة، وهذا الطريق هذا الذي أشرنا إليه وهو الطريق المتفق عليه بين السنة والشيعة، بين علماء أهل السنة كما صرح به الشيخ ابن تيمية قال: (وهذا يقول به جمهور أهل السنة أن الأفضل هو أحق بالخلافة بعد رسول الله) ونحن أثبتنا لكم. والذي يوجد عنده برهان في قبالنا لإثبات أن غير علي هو الأفضل (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) مع حفظ هذه الشروط الثلاثة: أولاً أن تكون صريحة، ثانياً: أن تكون صحيحة. ثالثاً: أن يكون مجمع عليها. نحن ذكرنا لكم نصاً وهو حديث المنزلة لإثبات هذا المقام لعلي، إن قلتم أن هذا المقام ثابت لغيره سواء الأول أو الثاني أو الثالث أو العاشر أو المئة من الصحابة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
المقدم: سماحة السيد ثبت هذا المقام اليوم لعلي ومن خلال هذه الأفضلية أثبتم ولاية علي، أثبتم خلافة علي، أثبتم أحقيته في هذا الامر، هل هذا المقام من اختصاص الأئمة الأحد عشر الآخرين الذين هم من ذرية علي أم أنه خاص بعلي وحده؟
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا المقام ثبت (واشركه في أمري) وقلنا من مصاديق الشراكة في الأمر هي الإبلاغ الابتدائي للوحي، ما معنى الإبلاغ الابتدائي؟ يعني أن رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه الوحي من السماء يأتيه خبر السماء فمسؤوليته أن يبلغ ذلك فهل أنه أشرك غيره في هذا الإبلاغ الابتدائي أم لا؟ أجبنا نعم أعطى هذا التفويض والتوكيل في بعض المصاديق التي أشرنا إليها كما في بحث الآيات الأولى من سورة براءة.
هل أن هذا المقام وهو الإبلاغ الابتدائي للإبلاغ خبر السماء وخبر الوحي والمعارف الدينية أعم من أن تكون أصول أو فروع عقدية إيمانية أو عملية فقهية، هل هذا اختص بعلي أو أنه يشاركه باقي الأئمة؟
اسمحوا لي لدقائق أن نقف عند هذه القضية في هذه الليلة وذلك لسببين:
السبب الأول: أن يطلع شيعة أهل البيت والذين يتابعون هذا البرنامج أن يعرفوا أنه هذا الأمر هل هو مختص بعلي أو يجري في باقي الأئمة الأحد عشر أيضاً، هذا أولاً.
وثانياً: أن يتعرف أبناء السنة وأهل السنة، يتعرفوا على مسألة نحن نعتقدها، بغض النظر وهم أحرار في أن يقبلوها منا أو لا، لأنهم يتهموننا أن الشيعة يقولون أن الأئمة يوحى إليهم، لا لا، سيتضح من هذا الكلام أنه نحن نعتقد أنه يوحى إلى الأئمة أو أنه أغلق باب الوحي وباب النبوة وباب الرسالة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. بشكل واضح وصريح أقول انظروا رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته مرة واحدة بين كل المعارف الدينية أو بينها على فترة ما يتجاوز عقدين من الزمان؟ لا إشكال أن المعارف بدأت تنزل على رسول الله من مكة وبعد ذلك في المدينة، إذن كانت هناك معارف وأحكام في مكة وكانت هناك معارف وأحكام في المدينة. سؤال: لماذا لم تنزل مرة واحدة؟
الجواب: يأتي ويقول لنا مباشرة يقول باعتبار أن الأحكام والمعارف كانت تنزل من السماء بحسب حاجة الناس، فإذا توفرت الظروف والشروط الزمانية والمكانية وقدرة تحمل الناس ووعي الناس الله سبحانه وتعالى كان ينزل إليهم وحي السماء. ولذا استمر نزول الوحي لمدة 20 عاماً أو ما يزيد على ذلك.
نحن نعتقد، التفتوا جيداً يا أتباع آل محمد، هذا خطابي أولاً موجه لكم قبل أن يكون موجهاً لأهل السنة، يا أهلنا ... نحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله نزلت عليه الشريعة أصولاً وفروعاً كلها كاملة على قلبه المبارك، (نزل به الروح الأمين على قلبك) فتم الوحي برسول الله، انقطع. فلهذا انقطع بموته ما لم ينقطع بموت أحد من العالمين، لأن باقي الأنبياء كانوا عندما يموتون لا ينقطع الوحي، أما رسول الله عندما مات انقطع الوحي من السماء، لماذا؟ لأنه لا نبوة بعدي، لا وحي بعدي، لا رسالة بعدي. إذن لماذا أنتم تقولون أن علياً يبين بعضها؟ الجواب: أن هذه التي بينها رسول الله أبلغها للأمة والتي لم يأتِ وقت بيانها بينها لعلي، وقال له بينها في الموضع المناسب وفي الظرف المناسب وفي الشرط المناسب. أليس كذلك؟ علي بلغها جميعاً؟ نعتقد لا، يعني لم يبينها، لماذا؟ لأن ظروف بعضها لم تأتٍ، أيضاً بقي بعضها بينها الإمام الحسن، ثم بين بعضها الإمام الحسين، ثم بين بعضها الإمام السجاد، ونحن نعتقد أن هناك بعض المعارف الدينية التي نزلت على قلب الخاتم لم تبين إلى يومنا هذا وسيبينها الإمام الثاني عشر عند ظهوره عليه السلام. هذه من اعتقادات مدرسة أهل البيت.
إذن ماذا أريد أن أقول أن كل ما يقوله علي وأهل بيته من الإمام الحسن إلى الإمام الثاني عشر هو حديث رسول الله، وهو الوحي الذي نزل على قلب الخاتم، ولكن علي وأولاد علي شركاءه في الإبلاغ الابتدائي فقال لهم في الوقت المناسب بينوا الحقيقة الكذائية. وبهذا تنحل عندنا قضية أساسية وهو أن هذه المعارف التي يبينها الأئمة نزل بها الوحي أو لم ينزل بها الوحي؟ الجواب: على هذا البيان نزل، ولكن رسول الله بلغها للأئمة أو لم يبلغها للأئمة؟ تقول: لماذا كتم رسول الله؟ لا لا، لم يكتم، لأن ظرفه لم يأتِ، كما أن رسول الله هل بلغ الوحي في أول ساعة نزل عليه من السماء، هل بلغه في أول سنة أو استمر 23 سنة؟ استمر 23. لماذا؟ لأن الظروف لم تتحقق.
المقدم: هذه قضية كبيرة سماحة السيد وخطيرة. أتصور لو أن المسلم فهمها بدقة كما أشرتم تنحل وتفهم الكثير من حقائق مدرسة أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: أساساً مدرسة أهل البيت تفهم، يعني الإمام الصادق ينقل عنه عشرات الآلاف من الأحاديث، هذه الأحاديث يشكل علينا مثلاً يقال في الفضائيات أن هذه الأحاديث لم ترد عن رسول الله. الجواب: رسول الله بلغها لعلي وعلي أودعها عند الحسن والحسن أودعها عند الحسين وهكذا عند السجاد والباقر والصادق الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري، وهناك قسط منها ستظهر مع الإمام الحجة. ولا يتبادر إلى الذهن أن هذه مقولتي، أبداً، هذه مقولة أعلام مدرسة أهل البيت وفي هذه الليلة أشير إلى كلمة من كلمات واحد من أعلام مدرسة أهل البيت وهو السيد الخوئي قدس الله نفسه سيدنا الأستاذ السيد الخوئي الذي درست عنده سنتين وهو من أعلام ... أنا أقول هذا الكلام ... الشيعة يعرفون ذلك، ولكن أقوله لطلاب العلم وطلاب الحقيقة من أهل السنة حتى يعرفون، أن السيد الخوئي يعد علماً من أعلام الطائفة المعاصرين وقد وفقني الله أن أحضر عنده لسنتين في حوزة النجف.
في (مستند العروة الوثفى، كتاب الخمس، ص196) يقول: (بناء على ما سلكناه من تدريجية الأحكام وجواز تأخير التبليغ عن عصر التشريع) يجوز أن يتأخر عن عصر التشريع، وإلا عصر التشريع انتهى برسول الله، ولكن إبلاغه مرتبط إما برسول الله وإما بعد ذلك. سؤال: لماذا تأخر ولم يبلغه رسول الله؟ يقول: (بإيداع بيانه من النبي إلى الإمام) النبي أوكل ... لأن الإمام شريكه في الأمر والإبلاغ (ليظهره في ظرفه المناسب له) لماذا لم يبينه؟ يقول لأنه يحتاج إلى ظرف مناسب والى شروط مناسبة (حسب المصالح الوقتية الباعثة على ذلك) كما كان على عهده كذلك (بل قد يظهر من بعض النصوص أن جملة من الأحكام والمعارف الدينية لم تنشر لحد الآن) يعني حتى العشرة الأئمة بعد الإمام علي بن أبي طالب لم يبينوها، لماذا؟ باعتبار أنه لم يأتِ وقتها المناسب لحد الآن (وأنها مودعة عند ولي العصر عجل الله تعالى فرجه وهو المأمور بتبليغها متى ما ظهر وملئ الأرض قسطاً وعدلاً) هذا البحث إن شاء الله تعالى أعد المشاهد الكريم سنقف عنده في الأطروحة المهدوية، وهي أن هناك مجموعة من المعارف الدينية سوف تظهر على يد الحجة.
سؤال: هذه المعارف من أين أخذها؟ أخذها من السماء ومن الوحي؟ انقطع الوحي. إذن ممن أخذها؟ أخذها من أبيه وأبوه عن جده وهكذا إلى أن يأتي إلى علي وحديث علي حديث رسول الله.
أعزائي أين قال أهل البيت هذا المعنى، توجد أدلة؟
في كتاب (أصول الكافي، ج1، ص148) الذي يعد من كتبنا المهمة في هذا المجال، تحقيق قسم إحياء التراث مركز بحوث دار الحديث، وفي الطبعة المؤلفة من سبع مجلدات في (ج1، ص58). يقول: (سأل رجل أبا عبد الله الصادق عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت) ثم سأل سؤال ثم سأله (أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها) فرض فرضاً وقال ما هو رأيكم فيها؟ انظروا إلى جواب الإمام، (فقال له: مه) أي أسكت (ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله، لسنا من أرأيت في شيء) نحن لا يوجد عندنا رأي من عندنا. نعم، إذا قلنا فهو حديث رسول الله، من المتكلم؟ الإمام الصادق عليه السلام. يا ابن رسول الله من أين أخذت الحديث؟ يقول أخذته من أبي الباقر، والباقر أخذه من السجاد والسجاد من الحسين والحسين من الحسن. ليس أنه نزل علينا وحي السماء. ولذا تجدون أن العلامة المجلسي في كتابه (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج1، ص201) في شرح هذا الحديث يقول: (قوله أرأيت لما كان مراده أخبرني عن رأيك) يعني السائل سأله عن رأي الإمام الصادق (الذي تختاره بالظن والاجتهاد نهاه عليه السلام عن هذا الشيء من الظن وبين له أنهم لا يقولون شيئاً إلا بالجزم واليقين وبما وصل إليهم من سيد المرسلين) والأحاديث في ذلك كثيرة جداً ولذا نحن لا نبحث في سندها، لماذا؟ لأنه يعضد بعضها بعضاً فتكون معتبرة.د
منها ما ورد في (بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد، ج2، الرواية 1067) للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين أبو جعفر الصفار، المتوفى سنة 290هـ يعني في الغيبة الصغرى من أصحاب الإمام الحسن العسكري، تحقيق السيد محمد السيد حسين المعلم، (عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لو أنا حدثنا برأينا ضللنا كما ضل من كان قبلنا ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا).
المقدم: إذن كل المعارف نزلت على النبي وتنقل إلى الأمة ...
سماحة السيد كمال الحيدري: ولكن إبلاغها تدريجي وإلا النزول (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين).
المقدم: ربما هنا نفتح قضية أخرى ربما يسأل سائل.
سماحة السيد كمال الحيدري: عندي روايات أخرى.
المقدم: قبل أن تكمل الروايات ربما يكون الجواب في الروايات، يعني ما ورد في القرآن الكريم (اليوم أكملت لكم دينكم ...).
سماحة السيد كمال الحيدري: اتضحت، أكمله رسول الله وهو أنه أودعه ... لا أن الدين كان ناقصاً فكمل بعلي وبالأئمة بعد ذلك، لا، كمل برسول الله ولكن إظهاره أخذ زماناً كثيراً.
المقدم: والخطاب للرسول وليس للأمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه هي النكتة الأساسية وهو أن الإكمال حصل للدين بجميع معارفه من الفقه الأكبر والفقه الأصغر من العقائد والأمور الإيمانية والحلال والحرام والرسالة ... كل ما يحتاج إليه الإنسان للوصول إلى الله نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين، كله، لا يوجد عندنا شيء لم ينزل على الخاتم وبعد ذلك نزل على علي أو على أحد الأئمة من بعده. أبداً. كمل الدين وتمت النعمة بنبينا وبعلي وعند ذلك.
وجواباً على سؤال الأخ علاء وهو أنه كمل الدين؟ نعم، كمل، لو لم يجعل الخلافة لعلي للزم أن يكون جزءاً من الدين لا يبين، فإذن يكون الدين.
المقدم: وهذا يفسر في تلك الواقعة أكملت لكم.
سماحة السيد كمال الحيدري: الواقعة تريد أن تقول الدين نزل على قلب الخاتم والدين بلغ ولكن لم يبلغ لجميع الأمة وإنما بلغ لعلي وعلي أمر أن يبلغه للأمة. وهكذا وهكذا إلى ان نأتي إلى الإمام الحادي عشر الإمام العسكري ثم بعد ذلك أودعت العلوم والمعارف عند الإمام الثاني عشر الذي سيأتي.
أقرأ بعض الروايات:
في الرواية (1068) قال: (عن أبي عبد الله الصادق قال سمعته يقول إنا لو كنا نفتي الناس برأينا) كأي مجتهد آخر (وهوانا لكنا من الهالكين) يا ابن رسول الله إذن هذا الذي تقوله ما هو (ولكنها آثار من رسول الله). آثار رسول الله، نحن أثر من آثار رسول الله، أي جاهل يستطيع أن يقول أن أهل البيت مقام هؤلاء يجعلون مقام الأئمة كمقامات النبي الأكرم، أبداً، أهل البيت يقولون نحن أثر من آثار رسول الله، أثر من آثاره، نحن ثمرة مباركة من هذه الشجرة الطيبة التي (أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين) ينقطع هذا الثمر أو لا ينقطع؟ وإن شاء الله تعالى سيأتي واحدة من أدلتنا لإثبات ضرورة وجود معصوم بعد رسول الله وحي يرزق الآن هذه الآية المباركة، لأن الآية تقول (تؤتي أكلها كل حين) وفي هذا الزمان تؤتي ... تلك الشجرة الطيبة.
قد يقول قائل: سيدنا هذه للمجتهد.
أقول: لا أبداً، لأن المجتهدين يختلفون ونحن نريد الثمرة الصافية المعصومة التي لا يوجد فيها أي اختلاف. قال: (ولكنها آثار من رسول الله وأصل علم نتوارثه كابر عن كابر). هذا إرثنا عن آبائنا وأجدادنا، ليس الذهب والفضة.
في (ص73، رقم الحديث 1073) (سأل رجل الإمام الصادق عن مسألة فأجابه فيها فقال الرجل إن كان كذا وكذا ... فقال له: مهما أجبتك بشيء فهو عن رسول لسنا نقول برأينا من شيء أبداً).
المقدم: ولذلك لا يساوى رأيهم برأي غيرهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا الذي قلناه واستفدناه من قوله (وأشركه في أمري) لأن هؤلاء شركاء الأمر مع رسول الله.
رواية أخرى (عن جعفر الصادق أنه قال: إنا على بينة من ربنا) يعني عندك ارتباط مباشر أيها الإمام الصادق مع الله فهذه نبوة؟ الجواب (بينها لنبيه فبينها نبيه لنا) واسطة الفيض وواسطة العلم وواسطة وصول المعارف إلى الأرض من هو؟ الرسول صلى الله عليه وآله، ويكون في علم الأعزاء حياً وميتاً، لا يتبادر إلى ذهن أحد فقط في حال حياته الدنيوية كان هو الواسطة، لا، في حياته الدنيوية وبعد رحلته عن هذا العالم.
قد يقول أستاذ علاء هذا كلام ثقيل.
المقدم: لا أنا أحب هذا الكلام. وأردت أن أطلب ... لأننا قريبون من أيام وموسم الحج إن شاء الله نريد حلقات في فضل زيارة النبي.
سماحة السيد كمال الحيدري: سأبين للأعزاء وهو أنه بالنسبة لنا واقعاً حياة النبي ومماته لا يفرق بالنسبة إلينا، نحن لا نعتبر أنه إذا مات يعني انقطع عن الدنيا، أبداً أبداً، تبقى علاقته قائمة بهذه الدنيا إن لم أقل بشكل أقوى فليس بشكل أضعف. لأنه بعد ذلك سيأتي دليلنا على ارتباطه بهذا العالم سيكون بشكل أقوى وهو في هذا العالم، ومن هنا فهو واسطة الفيض يبقى لا يأتي شيء إلى هذا العالم إلا ويمر برسول الله، ولذا بعد ذلك إن شاء الله تعالى إذا وفقنا وأردنا أن نقف على بعض مباحث الأئمة، الأئمة سلام الله عليهم يقال لهم في ليلة القدر أنتم تنزل عليكم بعض المعارف، هذه المعارف كان يعلمها رسول الله أو لا يعلمها، يقول: لا ينزل إلينا شيء إلا وبدأ بأولنا برسول الله، ثم بعلي ثم بالحسن ثم بالحسين إلى الإمام الذي بين ظهرانيكم، لماذا يا ابن رسول الله؟ يقول: حتى لا يكون آخرنا أعلم من أولنا. وإلا لو نزل إلينا شيء ولا يعلم به رسول الله للزم أن نكون نحن أعلم منه. أو أعلم من علي أو أعلم من الحسن، وكيف يمكن لشخص أن يكون أعلم وأفضل من رسول الله وسيد الأئمة وسيد الأوصياء وأبو الأئمة علي أمير المؤمنين يقول لذلك الذي سأله أفنبي أنت؟ قال: (ويلك أنا عبد من عبيد محمد). أيعقل ...
المقدم: ثم يأتي البعض ويقول أن الشيعة يقولون خان الأمين.
سماحة السيد كمال الحيدري: في (أصول الكافي) إذا وفقت أن أجد الرواية هي من الروايات القيمة في هذا المجال قال: (ويلك ثكلتك أمك أنا عبد من عبيد محمد). (أصول الكافي، ج1، ص227، رقم الرواية 245) هذا ما نعتقده لأئمتنا، (عن أبي عبد الله قال أتى حبر من الأحبار) اليهود (أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين متى كان ربك، قال: ويلك إنما يقال متى كان لما لم يكن) إذا لم يكن ثم كان يعني له زمان لم يكن يسأل عنه متى (فإما ما كان فلا يقال متى كان) فأما الذي هو أزلي وأبدي فلا معنى لأن يسأل عن متى، متى يسأل عن الذي له زمان من البداية (كان قبل القبل بلا قبل، وبعد البعد بلا بعد، ولا منتهى غاية لتنتهي غايته، فقال له ذلك الحبر: أفنبي أنت؟) هذه المعارف ليست معارف إنسان متعارف، طبعاً أنا أجيب، هذا نسي أنه هذا شريك رسول الله في المعارف (فقال له أنبي أنت، فقال: لأمك الهبل إنما أنا عبد من عبيد رسول الله). أين تذهب أنت، صحيح أنا شريكه في ... أنا أثره وثمرة من هذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت ... فإذا كان سيد الأئمة وسيد الأوصياء علي ابن أبي طالب هذا مقامه فما بالك بباقي الأئمة.
المقدم: الأخ أمير ...
الأخ أمير: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أمير: تحية إلى سماحة السيد كمال الحيدري، سماحة السيد عندي مداخلة وسؤال واحد. نحن عندنا مثل شعبي في العراق واعتقد أنت تعرفه نحن نقول (ليس كل كروي جوز) الجوز له نكهته وشكله وطعمه، ولكن محمد بن عبد الوهاب يرون كل شيء كذلك. سؤال طبعاً السؤال هو أنت تعرف هذه الثورات التي حصلت والربيع العربي، اخواننا المسيح من الطائفة الكريمة المسيحية هؤلاء خائفون ومرعوبون مما يحدث، لأن بعض الفتاوى كفرتهم كما من قبل الوهابية ولا تسمح للناس بالتعامل معهم، السؤال ما هو نظرة جمهور وعلماء مذهب علي بن ابي طالب إلى الطائفة المسيحية.
المقدم: هذا الأمر يرتبط بحياة الناس. معنا الأخ محسن من السعودية.
الأخ محسن: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محسن: فيما يخص حديث الغدير لإكمال الدين بإمامة علي أن رسول الله أكمل الدين، ولكن اختلاف التدوين وأن أهل البيت كانوا مفسرين للدين، هل هذه المقولة صحيحة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا، خطأ.
المقدم: الأخ فارس من العراق.
الأخ فارس: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ فارس: الحديث الذي تكلمت فيه يد الله مع الجماعة، وإن كان فرداً، نستطيع أن نستدل بالآية القرآنية (إن إبراهيم كان أمة) وهو شخص واحد، الله يخاطبه بأنه أمة.
المقدم: أبو كوثر من السعودية.
الأخ أبو كوثر: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو كوثر: عندي سؤالين: السؤال الاول وردت في بعض البحوث التي طرحها السيد (نتوارثها كابر عن كابر) كيف يتم توارث هذا العلم لأن بعض الأئمة مات في الصغر.السؤال الثاني: هل يدل ذلك على وجود فوارق في علم كل إمام عن الآخر.
المقدم: معنا الأخ الشيخ المقدسي من إيران.
سماحة الشيخ المقدسي: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سماحة الشيخ المقدسي: إضافة إلى ما تفضلتم به بالنسبة إلى أهل البيت هم الذين يظهرون الأحكام في زمانهم، أن الآية الكريمة عندما نأتي لها (اليوم أكملت لكم دينكم) لما يأتي أحد إلى أيام الإمام علي وأيام بقية الإمام وخصوصاً أيام الإمام علي وأيام الخلفاء حدثت حوادث التي أي أحد من الصحابة ليس عنده أي معلومة عن هذا الحكم، مثلاً في أيام الأول أقبل إليه بعضهم وقالوا أنهم شاهدوا فلان يشرب الخمر، فتحير ما هو الجواب، سأل الصحابة لم يكن عندهم جواب، فسأل الإمام علي عليه السلام فقال: خذ بيده ومر على الصحابة وسلهم هل أن أحداً قرأ آية تحريم الخمر عليه أم لا، فإن كان قرأه عليه أحد فأقم عليه الحد وإلا يترك، فمثلاً هذا حكم لم يعلم به أحد من الصحابة. وهكذا في أيام الخليفة الثانية فتاة كانت ترعى الإبل فجيء بها وأقرت على نفسها بأنها مكنت من نفسها فأمر الخليفة برجمها، فوقف الإمام علي عليه السلام قال: أنها مضطرة كانت، لأنها أرادت الماء وأشرفت على الهلاك والرجل ذلك الفاجر لم يقبل إعطاءها الماء إلا أن تمكن نفسها، قال هذا من قوله سبحانه وتعالى (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه) هذا حكم المضطر، فمن كان من الصحابة يعرف هذا. وهكذا كل علماء السنة يقولون ما كنا نعرف أحكام البغاة إلا من علي بن أبي طالب، وهل معنى هذا أن الدين كان ناقصاً، وإنما الله سبحانه وتعالى أكمله كما تفضلتم بأن النبي قسم منه أخبر الناس به والصحابة والباقي كله أودعه عند علي سلام الله عليه وأودعه عند ا لأئمة عليهم السلام حتى إذا صار وقت المسألة ووقت الحكم أو وقت المعرفة يذكرونها للناس، ولذلك قال سبحانه وتعالى (وإن لم تفعل فما بلغت رسالتك) يعني تبليغ الرسالة بنصب علياً إماماً وعنده جميع الأحكام.
المقدم: الأخ فراس من ألمانيا.
الأخ فراس: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ فراس: عندي سؤال وهو عن كيفية انتقال هذه العلوم من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلى الإمام أو من الإمام إلى الإمام هل هي بالطريقة العادية للتعلم أو بطريقة أخرى لا نعرفها، وهل أن طريقة الانتقال من الرسول الأكرم تختلف عن طريق الإمام إلى الإمام.
المقدم: السؤال عن كيفية انتقال هذه العلوم من الرسول إلى الإمام أو من إمام إلى إمام آخر.
الأخ عمار من العراق.
الأخ عمار: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عمار: عندي مداخلة، الشطر الأول من الحلقة يقول ابن تيمية يجب أن يكون شبيه الرسول أن يكون هو المبلغ عن الرسول، هل ابن تيمية أن الرسول لم يعلم بحادثة المباهلة أن الإمام علي هو نفس الرسول ولم يتوقف على الشراكة، إنما هو نفس الرسول وهو أحق أن يكون إماماً.
المقدم: يظهر أنه نسي. أو أنكر.
الأخ عمار: الشطر الآخر من المداخلة يدعي البعض أن الشيعة يقولون بأن الأئمة يوحى لهم، وهم يقولون عليهم السلام حدثني أبي عن أبيه عن أبيه ... حتى يصل إلى رسول الله.
المقدم: الأخ أم زهراء من العراق.
الأخت أم زهراء: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت أم زهراء: لو ربطنا موضوع الحلقة السابقة بالحلقة الحالية نلاحظ أن الرسول عندما خلف أمير المؤمنين في المدينة في غزوة تبوك قطع الطريق على المنافقين بمقتضى حديث المنزلة، بينما نلاحظ عندما أرسل أبو بكر بسورة براءة ألحقه بأمير المؤمنين وأمره بأن يعطيه إياها، وعندما سأله عن سبب ذلك قال لا يبلغ عني إلا رجل مني. وبذلك أثبت منقبة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام، فلماذا لم تثبت المنقبة لأبي بكر بأنه سيكون بعده أو أي شيء آخر.
السؤال الثاني: هل أن واجبات الإيمان بالله تعالى الإيمان بالصحابة وأن الكفر بهم هو من موجبات الإشراك.
المقدم: سماحة السيد نبدأ من الأخ أمير حول نظرة مدرسة أهل البيت للاخوة المسيحيين.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية بشكل إجمال أقولها وإلا فهي تستحق حلقة مستقلة قائمة على اساس كلام صدر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما أوصى به مالك في رسالته المعروفة قال: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. ونحن نعتقد أن هذه الجملة المباركة من أمير المؤمنين تدل على نظرية المواطنة التي تقوم عليها الدولة الحديثة، يعني أن الدولة الحديثة الآن الدولة العصرية تقوم على أساس المواطنة لا على أساس الفكر والإيديولوجية، ومن هنا المواطن له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات بلا أدنى نظر إلى دينه أو مذهبه أو عرقه أو اتجاهه له جميع الالتزامات وعليه جميع المسؤوليات وله جميع الحقوق والإمكانات، لا فرق بين مسلم وغير مسلم إلا ضمن ضوابط القانون التي يقرها أي دستور قائم في ذلك، وهذا هو المستفاد من كلام أمير المؤمنين أو نظير لك في الخلق. نظرية أهل البيت قائمة على أساس التعايش الاجتماعي لا على أساس الإيديولوجية المحضة، يعني إذا كان موافق معي في المذهب أو موافق معي في الدين فأنا أتعامل معه، أو إذا كان مخالف ... طبعاً كما قلت عزيزي وهو أن الوهابية وابن تيمية بالخصوص يقول أن النصارى لابد أن لا يسلم عليهم ولابد من احتقارهم. ولكن نظرية أهل البيت قائمة على خلاف ذلك بشكل واضح وصريح.
المقدم: قول القرآن الكريم أن إبراهيم كان أمة. هل يمكن الاستدلال عليها ...
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أريد أن أقول استدلال، ولكن استفادة جيدة، يعني عندما يكون شخص واحد إذا كان فيه الحق فيمكن أن يمثل أمة وإن كانت هناك استفادات أخرى من هذه الآية المباركة.
المقدم: في حديث الغدير كما أشرتم بين رسول الله صلى الله عليه وآله بين المعارف كاملة لأهل البيت إلى علي وهم يبينوها للناس.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني بعبارة أخرى بنصب علي كمل الدين، يعني إن لم يسمح لعلي أن يقوم بدوره وقع ما وقع في صدر الإسلام من الحروب والفتن والتقاتل، وآثاره إلى يومنا هذا، يعني بعبارة أخرى يصل الطلقاء إلى الحكم كما وصل بنو أمية إلى حكم المسلمين يشربون الخمر وهم أمراء المؤمنين، يضربون الكعبة بالمنجنيق وهو أمير المؤمنين، يجعلون المدينة المنورة في كذا وكذا من الانتهاكات وهو كذا، يقتلون سبط رسول الله سيد شباب أهل الجنة وهو أمير المؤمنين، هذا الذي كان يخشاه رسول الله، قال إن تمسكتم بعلي لوجدتم أنه يدلكم على الصراط المستقيم وعلى المحجة الصحيحة كما قرأنا سابقاً في رواية صحيحة.
المقدم: الأخ أبو كوثر من السعودية وفراس من ألمانيا سألا عن كيفية التوارث.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: تعلمهم ليس كتعلمنا، يعني ليس كما نحن نقرأ في كتاب أو نسمع من أحد، أما ما هي الطريقة؟ فأنا أدل الأعزاء إلى أحد كتابين: إما كتاب (علم الإمام) وإما كتاب (الراسخون في العلم) وأدعو الله سبحانه وتعالى أن أوفق في بعض المباحث على حقيقة علم الإمام وكيفية التوارث، وإلا بشكل إجمالي أقول ليست بالطريقة المتعارفة لا بقراءة الكتب ولا بالسماع من أحد.
المقدم: هل هناك فوارق بين علم الأئمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: نعم، يوجد هناك مشتركات بين الأئمة وهناك تفاضل بين الأئمة، مشتركاتهم كالعصمة وأخذ الحلال والحرام وتفاضلهم في أمور أخرى، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
المقدم: الأخت أم زهراء سألت هل الإيمان بالله يلزم الإيمان بالصحابة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، لم يثبت أنه يجب الإيمان بالصحابة ... نعم، من ثبت على الإيمان وعلى العمل الصالح وكان ضمن الموازين يجب أن يحترم وأن يكرم وأن يترضى عليه، أما أن يكون جزءاً من العقيدة والإيمان فهذا لم يثبت بأي دليل.
المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.