من حكم وأقوال الإمام الهادي عليه السلام*
ومن حِكمه وأقواله الكريمة ( عليه السلام ) :
( مَن رضيَ عن نفسه ، كثرَ السّاخطون عليه ) .
( راكب الحَرون أسير نفسه ، والجاهل أسير لسانه ) .
( النّاس في الدّنيا بالأموال ، وفي الآخرة بالأعمال ) .
( المصيبة للصابر واحدة ، وللجازع اثنتان ) .
( الهزَل ـ الهزء ـ فكاهة السفهاء وصناعة الجهّال ) !
( السهر ألذّ المنام ، والجوع يزيد في طيب الطعام ) ـ يريد ( عليه السلام ) بالسّهر الحثّ على قيام الليل بالعبادة ، وصيام النّهار ـ .
( اُذكر مصرعك بين أهلك ، فلا طبيب يمنعك ، ولا حبيب ينفعك ) .
( المقادير تريك ما لا يخطر ببالك ) .
وقال ( عليه السلام ) لرجل ، وقد أكثر من إفراط الثناء عليه :
( أقبل على شأنك ؛ فإنّ كثرة المَلَق يهجم على الظّنة ، وإذا حللتَ من أخيك في محلّ الثقة فاعدل عن المَلق إلى حُسن النيّة ) ـ والمَلق : التودّد والتذلّل باللسان دون القلب ـ .
( الحكمةُ لأنجع في الطّباع الفاسدة ) .
( إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجَور ، فحرام أن تظنّ بأحدٍ سوءاً حتى تعلم ذلك ، وإذا كان زمان الجَور فيه أغلب من العدل ، فليس لأحدٍ أن يظنّ بأحدٍ خيراً حتى يرى ذلك منه ) (1) .
***
وقال سهل بن زياد : ( كتبَ إليه بعض أصحابنا يسأله دعوةً جامعةً للدّنيا والآخرة ، فكتبَ إليه :
( أكثِر من الاستغفار والحمد ؛ فإنّك تدرك بذلك الخير كلّه ) .
***
وقال للمتوكل في جواب كلامٍ دارَ بينهما :
( لا تطلب الصفاء ممّن كدّرتَ عليه ، ولا الوفاء ممّن غدرتَ به ، ولا النّصح ممّن صرفتَ سوء ظنّك إليه ، فإنّما قلب غيرك كقلبك له ) .
***
قال ( عليه السلام ) لبعض مواليه : ( عاتِب فلاناً وقل له : إنّ الله إذا أرادَ بعبدٍ خيراً ، إذا عوتِبَ قَبِلَ ) (2) .
وقال ( عليه السلام ) :
( إنّ لله بقاعاً يَحبّ أن يُدعى فيها فيستجيب لِمن دعاه ، والحَيْر ـ كربلاء ـ منها ) .
( مَن اتّقى الله يُتّقى ، ومَن أطاعَ الله يُطاع ، ومَن أطاع الخالق لم يبالِ سخط المخلوقين ، ومَن أسخطَ الخالق فليوقِن أن يحلّ به سخط المخلوقين ) .
( مَن أمنَ مكر الله وأليم أخْذه ، تكبّرَ حتى يَحلّ به قضاؤه ونافذ أمره ، ومَن كان على بيّنةٍ من ربّه هانَت عليه مصائب الدّنيا ولو قُرّض ونُشر..) .
( الشاكر أسعد بالشّكر منه بالنّعمة التي أوجبت الشّكر ؛ لأنّ النِعَم متاع ، والشكر نِعم وعُقبى ) .
( إنّ الله جعلَ الدّنيا دار بلوى ، والآخرة دار عقبى ، وجعلَ بلوى الدّنيا لثواب الآخرة سبباً ، وثواب الآخرة من بلوى الدّنيا عوضاً ) .
( إنّ الظالم الحالم يكاد أن يُعفى على ظلمه بحِلمه ، وإنّ المحقّ السّفيه يكاد أن يطفئ نور حقّه بسفهه ) .
( مَن جَمعَ لك ودّه ورأيه ، فاجمَع له طاعتك ) .
( مَن هانت عليه نفسه ، فلا تأمن شرّه ) .
( الدّنيا سوق ، ربحَ فيها قوم ، وخسرَ آخرون..) .
***
وقال أبو هاشم الجعفريّ رحمه الله تعالى :
( دخلتُ على أبي الحسن ، صاحب العسكر ( عليه السلام ) ، فجاء صبيّ من صبيانه فناولهُ وردةً أو ريحانةً ووضَعها على عينيه ، ثمّ ناولنيها وقال : ( يا أبا هاشم مَن تناولَ وردة أو ريحانة فقبّلها ووضعها على عينيه ، ثمّ صلّى على محمد والأئمة صلوات الله عليهم ، كتبَ الله له من الحسنات مثل رمل عالِج ، ومَحا عنه من السيئات مثل ذلك ) (3) .
وقال ( عليه السلام ) : ( إنّ أكل البطّيخ يورث الجذام .
فقيل له : أليس قد أمنَ المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنةً من الجنون والجذام والبرص ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم ، ولكن إذا خالفَ المؤمن ما أُمرَ به ممّن آمنهُ ، لم يأمن أن تصيبه عقوبة الخلاف ) !
ــــــــــــــــ
* من كتاب الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) مع مروق القصر وقضاة العصر / لمؤلفه كامل سليمان
(1) الأنوار البهيّة : ص 257 ـ 258 .
(2) جميع الكلمات القصار ، تجدها في تحف العقول : من ص 481 إلى ص 483 .
(3) عالج : مكان كثير الرمال ، والخبر في حلية الأبرار : ج 2 ص 457 .