قال العباسي: ان الشيعة تنكر إيمان الخلفاء الثلاثة، وهو غير صحيح اذ لو كانوا غير مؤمنين فلماذا صاهرهم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟
قال العلوي: الشيعة يعتقدون انهم -اي الثلاثة- كانوا غير مؤمنين قلباً وباطناً وان أظهروا الاسلام لساناً وظاهراً والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل إسلام من تشهّد بالشهادتين ولو كان منافقاً واقعاً وكان يعاملهم معاملة المسلمين، فمصاهرة النبي لهم ومصاهرتهم للنبي من هذا الباب.
قال العباسي: وماهو الدليل على عدم إيمان ابي بكر؟
قال العلوي: الأدلة القطعية على ذلك كثيرة جداً، ومن جملتها: انه خان الرسول في مواطن كثيرة، منها: تخلّفه عن جيش أسامة ومعصية أمر الرسول في ذلك، والقرآن الكريم نفى الأيمان عن كل من يخالف الرسول، يقول تعالى: (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليما).
فأبو بكر عصى أمر الرسول وخالفه فهو داخل في الآية التي تنفي إيمان مخالف الرسول.
وأضف الى ذلك ان رسول الله(ص) لعن المتخلّف عن جيش اسامة وقد ذكرنا سابقاً ان ابابكر تخلّف عن جيش اسامة: فهل يلعن رسولُ الله المؤمن؟
طبعاً: لا.
قال الملك: اذن يصح كلام العلوي انه لم يكن مؤمناً!
قال الوزير: لأهل السنة في تخلّفة تأويلات.
قال الملك: وهل التأويل يدفع المحذور، ولو فتحنا هذا الباب لكان لكل مجرم ان يأتي لإجرامه بتأويلات؟
فالسارق يقول: سرقت لأني فقير، وشارب الخمر يقول: شربتُ لأنني كثير الهموم، والزاني يقول كذا وهكذا.. ويختل النظام ويتجرأ الناس على العصيان، لا.. لا.. التأويلات لاتنفعنا.
فاحمرّ وجه العباسي، وتحيّر، ماذا يقول، واخيراً... تلعثم وقال: وماهو الدليل على عدم ايمان عمر؟
قال العلوي: الأدلة كثيرة جداً، منها: انه صرّح بنفسه بعدم ايمانه!
قال العباسي: في أي موضع؟
قال العلوي: حيث قال: (ماشككتُ في نبوة محمد(ص) مثل شكّي يوم الحديبية) وكلامه هذا يدل: على انه كان شاكاً دائماً فيث نبوة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، وكان شكّه يوم الحديبية اكثر واعمق واعظم من تلك الشكوك، فهل -ايها العباسي- قل لي بربك: الشاك في نبوة محمد(ص) يعتبر مؤمناً سكت العباسي وأطرق برأسه خجلاً.
فقال الملك- موجّهاً الخطاب الى الوزير-: هل صحيح قول العلوي ان عمر قال هكذا؟
قال الوزير: هكذا ذكر الرواة!
قال الملك: عجيب.. عجيب جداً.. اني كنت اعتبر عمر من السابقين الى الاسلام، واعتبر ايمانه ايماناً مثالياً، والآن ظهر لي ان في اصل إيمانه شك وشبهة!
قال العباسي: مهلاً ايها الملك، ابق على عقيدتك، ولا يخدعك هذا العلوي الكذاب.
فأعرض الملك بوجهه عن العباسي وقال مغضباً: ان الزوير نظام الملك يقول: ان العلوي صادق في كلامه، وان قول عمر الوارد في الكتب وهذا الأبله - يعني العباسي- يقول انه كاذب، اليس هذا العناد بعينه؟