اعتماد ابن تيمية على حديث فيه كلام
  • عنوان المقال: اعتماد ابن تيمية على حديث فيه كلام
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:14:35 1-10-1403

السؤال:

إن من أدلة تكفير ابن تيمية عندكم هو قوله أن الله يضع قدمه في جهنم حتى تقول قط قط ، وقولكم في أنه قال هذا صحيح ، لأنه قال ذلك .
ولكنه ليس الوحيد الذي قد قال هذا من علماء السنة ، فالأحاديث الواردة في خصوص هذا الموضوع قد نقلها كبار العلماء ، بحيث أصبح الحديث متواتراً ، ويجب الأخذ به .

 

الجواب:

في إسناد هذا الحديث كلام ، ننقل لكم بعض المصادر السُّنِّية التي تحدثت حول هذا الحديث :

أولاً : جاء في كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم  ص ۲۳۶ ما نصه :

ثنا عقبة بن مكرم ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جهنمُ تسأل المزيد حتى يضع تبارك وتعالى قدمه فيها ، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط ) .

حديث صحيح بما تقدم له من الشواهد ، وأما إسناده فساقط بعبد الغفار ابن القاسم وهو أبو مريم الأنصاري ، قال ابن المدني وأبو داود : كان يضع الحديث ، وقال الدارقطني : متروك . ويبدو لي أنه قد في على المصنف رحمه الله تعالى ، وإلا لما استجاز إن شاء الله تعالى أن يروي له في هذا الباب لا سيما وفيه ما يغني عنه كما سبق .

ثانياً : وجاء في ضعفاء العقيلي ۱ / ۱۱۱ :

وأخبرنا أبو يزيد القراطيسي يوسف بن يزيد قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا أيوب بن خوط عن قتادة قال حدثنا محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع الله تبارك وتعالى قدمه فيها فينزوى بعضها إلى بعض ويقول قط قط ) .

قال : وهذا أيضا ليس بمحفوظ عن قتادة عن محمد بن سيرين ، وقد رواه حرمى بن عمارة ، عن شعبة عن قتادة ، عن أنس ، ولم يتابع عليه .

ورواه أبان ، والحكم بن عبد الملك أيضاً ، عن قتادة ، عن أنس .

وفي هذه الرواية مقال .

وأما عن محمد بن سيرين فرواه يزيد بن إبراهيم التستري ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، موقوفاً قال : حدثَنِيه جدِّي رحمه الله ، قال : حدثنا حجاج بن المنهال ، قال : حدثنا يزيد بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد : قال أبو هريرة : ( اختصمت الجنة والنار ، فقالت النار : يدخلني الجبارون والمتكبرون ، وقالت الجنة : يا رب مالي يدخلني ضعفاء الناس وسقطهم ) .

قال : ( فقال للجنة : أنت رحمتي أصيب بك من أشاء ، وقال للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء ، ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما الجنة فإن الله لا يظلم الناس شيئاً وينشئ لها من يشاء ، وأما النار فيلقى فيها فيقول هل من مزيد ويلقى فيها ويقول هل من مزيد ويلقى فيها فيقول هل من مزيد ، فيضع قدمه فيها فحينئذ تمتلئ وينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط ) .

قال : وأيوب هذا يحدث بأحاديث كثيرة لا أصل لها ، ولا يتابع منها على شئ وهذان الحديثان من أقرب ما حدث به وأسنده .

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ۸ / ۵۷۸ : في سنده موسى بن مطير وهو متروك .