سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
09/12/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. عظم اجوركم وأجورنا وأعظمها بذكرى شهادة سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه على آبائه وأبنائه الطيبين الطاهرين إذ نعيش هذه الأيام في أيام شهر محرم الحرام التي وقعت فيها هذه الملحمة الكبيرة والفاجعة الأليمة التي سطر فيها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه أروع صور الفداء والتضحية والبطولة، نحييكم أطيب تحية مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الخامس) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد في البدء نحن نعيش أيام عاشوراً هذه الأيام التي لا يمكن أن تمر من غير أ، تقفوا معها وقفة تلائم وتناسب هذه المناسبة، فماذا تودون أن تقولوا في هذه المقدمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وناخت برحلك، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
في الواقع كما تعلمون بأن هذه الليالي والأيام هي الليالي التي اختصت بسيد الشهداء الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة ورياحنة رسول الله ومن الذين قال الله عنهم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) ومن هنا ينبغي على المؤمنين وخصوصاً أتباع مدرسة أهل البيت والمحبين للحسين ولأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله أن يجعلوا من مثل هذه الايام والليالي أيام حزن وأيام بكاء وأيام تعظيم هذه الشعيرة الإلهية، لأنها من أوضح مصاديق قوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب) ومن هنا دعوتي وألتمس أخواني واخواتي وأبنائي جميعاً أنهم إن شاء تعالى إذا وفقوا لزيارة الإمام الحسين في مثل هذه الليالي والأيام أن يذكروني في صالح أدعيتهم عند قبر أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما أفضل الصلاة والسلام.
أعزائي عندما أقول بأن هذه الليالي والأيام ينبغي أن تتخذ أو يتخذ فيها الحزن والبكاء والمصيبة على الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام لا يتبادر إلى ذهن أحد أن هذه بدعة ابتدعها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وإنما هذا العمل هو الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وآله قبل رحلته وانتقاله من هذا العالم كما أشرنا إلى نصوص ذلك بشكل واضح وصريح وصحيح من كتب علماء المسلمين من كتب علماء أهل السنة، بل نحن نجد أن رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم العاشر من المحرم كما رآه ابن عباس في روايات صحيحة السند أشرنا إليها أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله مغبر وكان عليه أفضل الصلاة والسلام بيده قارورة يجمع فيها دم الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ودم أصحابه عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما أشرت في المقدمة وكما أشار أخي العزيز الدكتور سالم أني لا أريد أن أطيل في هذه الليلة في هذا البحث لأني عرضت له في السنة الماضية، ولكن على نحو الإجمال اشير بنحو التذكر والتيمن بمثل هذه الحادثة أو لذكر الأحاديث التي ترتبط بهذه الحادثة والمصيبة.
في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج4، ص59، الرواية 2265) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، توجد رواية عن ابن عباس قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وآله) وذكرنا مراراً وتكراراً أن رؤية أصحاب النبي للنبي في المنام هذه رؤيا صادقة، لماذا؟ لأن ابن عباس يعرف رسول الله إذن لا يمكن للشيطان أن يتمثل برسول الله بصورته ولو بصورة كاذبة ويدعي أنه رسول الله، فابن عباس يعرف رسول الله، إذن الشيطان لا يتمثل بي وهي رواية متفق عليها وصحيحة إذن ابن عباس رآه حقيقة، إذن هي رؤية صادقة، رأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام بنصف النهار أشعث أغبر. ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فقط قوله حجة وإنما قوله وفعله وتقريره ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). قال: (رأيت النبي في المنام بنصف النهار أشعث أغبر) إذن مقتضى (ولقد كان لكم في رسول أسوة حسنة) أننا في يوم العاشر من محرم أن نظهر هذا المعنى، أشعث أغبر، (معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتبع فيها شيئاً، قال: قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه) إذن القضية واقعاً عندما نحن نقف عند أصحاب رسول الله ولا نساوي بهم أحداً لأنهم نحن لم يرد عندنا في أصحاب غير أصحاب الإمام الحسين هذا المقام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله يأخذ قارورة ويجمع دماء أصحاب الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام.
لم يفعل ذلك، لم يرد عندنا أنه فعل ذلك مع أصحابه، الآن أنا لست بصدد المفاضلة وإنما بصدد بيان الرواية، قال: (دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم) يعني من أول النهار، يعني منذ أن بدأت هذه الدماء أنا أتتبعها. قال عمار وهو الناقل عن ابن عباس (قال عمار فحفظنا ذلك اليوم) باعتبار أن الأخبار لم تكن تصل بسرعة إلى المدينة، (فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم) إذن في نفس التوقيت هؤلاء الذين واقعاً لا يعرفون الحقائق أن رسول الله ميت، أن رسول الله جماد، أن رسول الله لا يضر ولا ينفع، أن رسول لا يعلم، هذه كلمات واقعاً لا تصدر إلا من بائس في فكره ومن ضعيف في مبانيه.
قال: (إسناده) العلامة الأرنؤوط يقول: (إسناد قوي على شرط مسلم).
ولذا يقول (وأخرجه الطبراني والحاكم من طرق عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي ...).
إذن هذه الرواية فيها مضامين عالية جداً أن رسول الله صلى الله عليه وآله مطلع على تفاصيل ما يجري منا، ليس فقط على تفاصيل ما يجري على الإمام الحسين، وهذا له بحث آخر ولا أريد أن أقف عند هذه النقطة.
إذن الرسول صلى الله عليه وآله اعتبر يوم عاشوراء يوم حزن ويوم مصيبة فلهذا كان أشعث أغبر، وإلا لو كان يوم عيد وسرور لكان ظهر مسروراً فرحاً يقول قتل ابني والتحق بالرفيق الأعلى ولكن نجد الرواية تقول خلاف ذلك.
ومن هنا نجد أن أعلام كبار أمثال ... وأنا أنقل كلمات هؤلاء باعتبار أن هؤلاء يمثلون النهج الأموي وهم من أتباع معاوية وبني أمية وابن تيمية ونحو ذلك ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينفوا هذه الحقيقة في مثل هذا اليوم.
في كتاب (البداية والنهاية، ج11، ص573) لابن كثير الدمشقي، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، يقول: (وقال الإمام أحمد ... تفرد به أحمد وإسناده قوي) ابن كثير يقول ذلك. وبعدما ينقل ماذا وقع للحسين وماذا فعلوا برأسه الشريف يقول: (فكل مسلم) يقولون هذا تعليق الحكم على الوصف يشعر بالعلية، يعني إذا كانت مسلماً حقيقياً فإذا وجدتهم لا يعتنون بهذا اليوم فهم ليسوا مسلمين واقعيين، نعم بالظاهر يكون مسلم وباللقلقة يكون مسلماً ولكنه في الواقع ليس كذلك. يقول: (فكل مسلم) لا فكل مؤمن، (فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله رضي الله عنه) هذا ابن كثير ... والغريب يخرجون هنا وهناك ويتكلمون في الفضائيات وعلى المنابر أنه لا هذا، هذا يوم بركة ولابد أن نفعل كذا وكذا ... شيء غريب لا يصدقه الإنسان ألم يقرأوا هذه ا لكتب أم لحاجة في نفس يعقوب قضاها، هؤلاء امتداد للنهج الأموي ولبني أمية وامتداد لأولئك الذين رضوا بقتل الإمام الحسين عليه السلام. البعض يقول لماذا تقولون أمة قتلتك لأننا نعتقد أن من رضي بفعل قوم حشر معهم، نحن إنما نقول لثارات الحسين باعتبار أنه يوجد الآن من هو امتداد لمن قتل الحسين عليه السلام، اخرجوا على الفضائيات تبرءوا من بني أمية ومن يزيد ومن أفعاله لا فقط في ذلك الزمان بل قبل ذلك وبعد ذلك، نقول نعم أنتم محبون لأهل البيت، أما أننا نجد أنكم بألسنتكم تقولون شيئاً وبأفعالكم وبياناتكم ومقالاتكم تقولون شيئاً آخر، كيف يمكننا أن نصدق أقوالكم وهي تخالف أفعالكم.
قال: (فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله التي هي أفضل بناته وقد كان عابداً وشجاعاً وسخياً).
يعني أنا أسأل هؤلاء الذين يدعون أننا لا نتخذ هذا اليوم حزناً، يعني عندما يموت أمير بلاد من بلادكم أو يموت ملككم أو يموت من تعتقدون أنه ولي أمركم، هل لا تبالون هذا اليوم وتتخذون فرحاً لكم أو لا تبالون وتمر عليه مرور الكرام ... ألا تنكس الأعلام، إلا يعلن الحداد الوطني، إلا يستحق أن يأخذ يوم التاسع والعاشر من محرم يوم حداد للمسلمين ويوم حزن للمسلمين مؤاساة لرسول الله الذي خرج وهو أغبر أشعث. كما يقول في الرؤية، يقول رأيته أشعث أغبر، ألا يحق لنا أن نقتدي، واقعاً نحن واسينا رسول الله واقتدينا برسول الله صلى الله عليه وآله، فلذا جعلنا من يوم التاسع والعاشر نخرج حفاة بجزع ومصيبة وحزن وغيرها.
نعم، قد يشكلون علينا أن بعض الشعائر كذا، أنا لا أتكلم في التفاصيل بل أتكلم عن أصل القضية.
وهذا ما أكدته نصوصنا المتواترة خلافاً لما يقول، لأن أهل البيت عليه السلام اتخذوا من هذا اليوم يوم حزن وجزع.
أنا أقرأ بعض الروايات وإن طال بنا الوقت، الروايات أنا أنقلها لكم من كتاب (بحار الأنوار) وهي روايات فوق حد الإحصاء لا نحتاج إلى النظر إلى السند لأنها متواترة وفوق حد التواتر، (بحار الأنوار، ج44، باب ثواب البكاء على مصيبته ومصائب سائر الأئمة) للعلامة المجلسي، اقرأ منه بعض الروايات:
الرواية الأولى: عن الإمام الرضا قال: (من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبكي عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) هذه هي آثار مجلس الإمام الحسين، لماذا؟ لأن هذه من الشعائر الإلهية ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب، لم تمت القلوب، أما أولئك الذين يمرون مرور الكرام أو يهرجون هؤلاء واقعاً لم يعرفوا حقيقة القرآن.
رواية أخرى: وهي الرواية الرابعة عشر وهي عن الإمام الصادق عليه السلام قال لفضيل (تجلسون وتحدثون) ماذا تقولون في مجالسكم (قال: جعلت فداك، قال: أن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه) تقول لي ما هي العلاقة؟! باعتبار أن العين لا تدمع نفاقاً لا يمكن، لا تدمع إلا حقيقة، إذن على هذا الأساس.
رواية أخرى: وهي الرواية السابعة عشر في هذا المجال وهي عن الرضا عليه السلام، قال: (إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال) الذين لا دين لهم الجاهلة الأولى (أما فاستحلت فيه دمائنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونسائنا وأضرمت النار في مضاربنا ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء) إذن هذه هي المجالس التي أكد عليها تبعاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وآله، وإلا لماذا يخرج في يوم العاشر من المحرم وهو أشعث أغبر (فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ... كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين) ولذا وردت عندنا روايات عجيبة تشير إلى مسألة أنه من اتخذ يوم عاشوراء (ومن كان يوم عاشوراً يوم مصيبته وحزنه وبكاءه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ومن سمى يوم عاشوراً يوم بركة) أنا بودي أن الأعزاء يرجعون إلى النشريات والمواقع يؤكدون يعني النهج الأموي وبعض أتباع الأمويين والوهابيين يصرحون بأنه يوم مبارك، ولكن لماذا؟ لأنه يوم استطاع بنو أمية أن يأخذوا ثأرهم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. أربأ بنفس أن أنقل كلماتهم ولكن بودي أن المشاهد الكريم يرجع ليرى ماذا يعبرون عن هذا اليوم.
(ومن جعله ومن سمى يوم عاشوراً يوم بركة لم يبارك له فيه أبداً).
ولذا هنا واقعاً أوجه دعوتي إلى جميع المؤمنين إلى جميع المسلمين في العالم إلى محبي أهل وهم 99% في العالم الإسلام بغض النظر أنهم شيعة أو ليسوا بشيعة، لأنه لا يمكن لأحد أن يمر من مقتل الحسين وهو لا يعتني وهو لا يبالي إلا إذا لم تكن له في قلبه محبة لأهل البيت، إذن ينبغي أن يتخذ هذا اليوم يوم مصيبة وعزاء ويوم لإحياء شعائر الله لأن هذه الشعيرة وهذه الحقيقة وهذه الواقعة التي حصلت إنما هي من أوضح مصاديق ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب.
المُقدَّم: إذن حتى يتواصل الأخوة والأخوات مع الحلقة السابقة هل يمكن أن تذكروا خلاصة لما تقدم.
سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق ببحثنا وهو التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه من الذين يقتدون ويجعلونه إماماً لهم في كل المعارف وبالأخص معارف التوحيد يعني الوهابية المعاصرة التي تدعي أن كل معارفها الحقيقية إنما تؤخذ من شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا ما قرأناه في الأبحاث السابقة ولا نحتاج إلى الإعادة.
قلنا فيما يتعلق بالتجسيم والتشبيه يوجد اتجاهان أساسيان:
الاتجاه الأول: وهو الاتجاه العام عند جميع علماء المسلمين بمختلف توجهاتهم ومبانيهم وفرقهم يقولون أن التجسيم والتشبيه من صفات النقص ولابد أن ينزه الله سبحانه وتعالى عنها فهي من قبيل الجهل والعجز والحدوث ونحو ذلك، فإذا صح إطلاق العجز عليه يصح إطلاق الجسم عليه باعتبار أن الجسمية من صفات المخلوقين والله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). أعد المشاهد الكريم في الحلقات القادمة إن شاء الله سأقرأ كلمات علماء المسلمين يعني كلمات علماء أهل السنة بالإضافة إلى كلمات علماء مدرسة أهل البيت الذين يرون أن القول بأن الله له جسم أو هو جسم هذا لازمه أنه فيه نقص، هذه صفة من صفات النقص. هذا الاتجاه الأول.
الاتجاه الثاني: وهو اتجاه التجسيم والتشبيه، قلنا في هذا الاتجاه الذي هم أقلية قليلة جداً بين المسلمين هؤلاء انقسموا إلى أصناف وطوائف ثلاثة: طائفة صرحت بالتجسيم والتشبيه وكلامنا ليس مع هؤلاء، وصنف قالوا أن الله جسم ولكن لا كالأجسام، هذه الطائفة الثانية أثبتوا الجسمية ولكن نفوا التشبيه وهذا ما مميزنا بينهما في الحلقة السابقة، قلنا لا ملازمة بين التجسيم والتشبيه بحسب الظاهر وإلا باعتقادنا توجد ملازمة بين التشبيه والتجسيم، يعني من يقول بالجسيمة يقول التشبيه أيضاً. المهم أن هؤلاء ظاهراً يقولون بالتجسيم ولا يقولون بالتشبيه ولذا قالوا جسم لا كالأجسام، ومن هنا تجد أن هؤلاء عندما أثبتوا له هذه الصفات العينية اليد والرجل والوجه واللسان والحنجرة وغيرها قالوا بلا تكييف ولا تشبيه ولا تحريف ولا تأويل ولا ... ولم يقولون ولا تجسيم، هذا يكشف عن أنهم أثبتوا الجسمية ولكن نفوا الكيفية، نفوا كيفية الجسمية.
الطائفة الثالثة قالوا ... التفتوا لي جيداً إلى هذه النقطة ... قالوا نحن لا نعبر عنه أنه جسم ولا ننفي عنه أنه جسم ولكن نلتزم بصفات حتى لو أدت إلى الجسمية نلتزم بذلك. إذن يقولون لأنه لم يرد في الكتاب والسنة لفظ الجسم لا إثبات الجسمية ولا نفي الجسمية نحن لا نقول لا أنه جسم ولا ننفي الجسمية ولكن نلتزم بلوازم الجسمية، ما هي لوازم الجسمية، الجهة، المكان، التحيز، الصعود والنزول ... كل هذه يلتزمون بها، نقول لهم بأنه هل هو جسم، يقولون لا لم يرد في الكتاب والسنة أنه جسم، فلا نثبته، نقول تنفون الجسمية يقولون لا، لا ننفي الجسمية لأننا نلتزم بالكتاب والسنة ولم يرد في الكتاب والسنة لا إثبات الجسمية ولا نفي الجسمية. هذه هي الطوائف الثلاثة.
سؤال: ابن تيمية أين موقعه؟
في الواقع قلنا أن ابن تيمية يتردد، تجده تارة مع الطائفة الثانية يثبت الجسم ولكن لا كالأجسام وتارة أخرى مع الطائفة الأولى، وتارة ثالثة يصرح بأنه جسم. وهذا الذي نريد إنشاء الله تعالى في هذه الليلة أن نقف عنده تفصيلاً، أنه واقعاً في النتيجة ابن تيمية يصرح بالجسمية، على أي هذه الطوائف الثلاثة، على أي الأصناف الثلاث الصنف الأول الذي يصرحون بالجسمية الصنف الثاني الذين يقولون أنه جسم لا كالأجسام، الصنف الثالث الذين يثبتون اللوازم ولا يثبتون الملزوم.
المُقدَّم: ما الخطوات المتبعة عند ابن تيمية في إثبات ...
سماحة السيد كمال الحيدري: بودي في هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة وهي من ليالي هذه العشرة التي ترتبط بشهادة الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام هذه الليالي العظمية على أهل البيت في حزنها ومصيبتها وأحزانها، التفتوا إلى هذا البحث، وهو أنه ما هي الخطوات:
الخطوة الأولى التي حاول أن يدخل فيها ابن تيمية ليصل إلى النتيجة قال أنه نحن لا نثبت الجسمية ولا ننفي الجسمية، وأتصور هذه الخطوة نحن وقفنا عندها في البحث السابق ولذا هذه الليلة لا نطيل الكلام فيها.
الخطوة الثانية: التي أشار إليها، ماذا فعل؟ هو يقول بأنه نحن لا نثبت الجسمية ولا ننفي الجسمية لأن السلف الصالح وأئمة المسلمين لا أثبتوا ولا نفوا ولكنه نجده في الخطوة الثانية يصر على أنهم ذموا من نفوا الجسمية ولا يشير إلى ذم من أثبت الجسمية. بالملازمة يريد أن يقول عندما ننظر إلى كلمات علماء المسلمين نجد أن هناك ذم شديد لمن نفى الجسمية، ينبغي أن تقول ولمن أثبت الجسمية، لأنك تقول أنهم لم يثبتوا ولم ينفوا، لماذا فقط تصوب سهمك إلى من نفى الجسمية، تقول هؤلاء هم المذمومون هم الذين ذموا ولم يرد عندنا أي ذم يذم به من أثبت الجسمية.
هذا الكلام ورد بشكل واضح وصريح في (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج1، ص373 ) لشيخ الإسلام ابن تيمية، يقول: (والموصوف بهذه الصفات) هذا الذي قلت أن كلامه مردد (وقالوا أيضاً أن اليد والوجه لا تكون إلا جسماً) لماذا يقولون ذلك لأنهم قالوا أنكم تقولون بالصفات العينية وبعد ذلك أميز بين الصفات العينية وبين الصفات المعنوية (فيد الله ووجهه كذلك) يعني لا يكون إلا جسماً (والموصوف بهذه الصفات لا يكون إلا جسماً فالله تعالى جسم لا كالأجسام) هذا الذي قلنا في الاتجاه الثاني أو في الصنف الثاني (قالوا وهذا مما لا يمكن النزاع فيه لكن أي محذور في ذلك) أن يكون جسماً لا كالأجسام (وليس) التفتوا إلى هذا فهو محل الشاهد (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم) إذن هو ماذا؟ من أين تنفون الجسمية، ولا يقول الجملة اللاحقة، يقول لما لم يكن في كلمات السابقين هذا إذن لماذا تنفون أنتم. (ليس في كتاب الله وسنة رسوله الله) مفروض أنه إذا يريد أن يقول لا نفي ولا إثبات، يقول كما لا يوجد نفي لا يوجد إثبات، نجده يصر على أنه لا يوجد نفي، حتى لا أقل يوصل إلى القارئ إذن يوجد ... إذا أثبتنا فلا مشكلة. المعادلة واضحة لأنه كما قالوا هذه منفصلة حقيقية كما قرأنا في المنطق إذا بطل أحد الطرفين يثبت الطرف الآخر، لأن الأمر يدور بين النفي وبين الإثبات، إما جسم وإما ليس بجسم، فإذا لم ينفي الكتاب والسنة وكلمات علماء المسلمين الجسمية إذن أثبتوها. قال (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأئمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساماً وأعراضاً) لا هذه موجود، لا هو ليس بجسم ولا صفاته ليست بأجسام، يعني هو جسم وصفاته أجسام. (وعلى هذا الأساس فنفي ألفاظ) يعني الجسمية (فنفي ألفاظ لم ينفِ معناها) معنى تلك الألفاظ يعني الجسمية (بنفي ألفاظ لم ينفِ فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل) هذه المعاني التي توصل للجسمية، (بنفي ألفاظ لم ينفِ معناها شرع ولا عقل جهل وضلال) جهل وضلال. نعم، أخاف تخافون أن تسمون جسم، ولكنه معنى الجسمية ثابت، أنه هو جسم وأن صفاته أجسام، نعم تقولون أين ورد في الكتاب والسنة. أقول: نحن لأجلكم لا نسميه جسم وإلا معاني الجسمية كلها ثابتة، لأنه لم يرد لا في الكتاب وفي السنة ولا في قول أحد من السلف وائمة المسلمين نفي الجسمية، فإذا لم يثبت النفي فيثبت الطرف الآخر وهو الإثبات، نعم كل ما في الأمر تريدون أن تخدعوا المسلمين أو هو يريد أن يوهم المسلمين أنه لا يقول بالجسم ولكن قائل ... هذا من قبيل أحد يقول أنا أثبت له معنى العلم ولكن لا أسميه عالم، نحن نريد الحقيقة والنزاع ليس نزاعاً لفظياً حتى تقول نسميه أو لا نسميه، هذه من المغالطات، الإنسان الذي يريد أن يوهم الآخرين وإلا واقع الأمر يقول المعاني نثبتها كما هي عليه. هذه هي الخطوة الثانية.
الخطوة الثالثة: وهذه من الخطوات أيضاً التي هي أكثر من هذه، يقول تعالوا معنا لنرى أن إثبات الجسمية هل هو بدعة وضلالة أو ليس كذلك. التفتوا لي في هذه الأبحاث لأن هذه من مفاصل اختلافنا مع ابن تيمية وأتباعه يعني الوهابية. إذا يتصورون أن اختلافنا معهم في زيارة القبور فهم إما جهلة إما لا يعرفون شيئاً، اختلافنا الأساسي مع ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومن يسوق لابن تيمية في العالم الإسلام كونوا على ثقة لا قضية سياسية ولا قضية الزيارة ولا قضية الدعاء ولا قضية التوسل ولا قضية الاستغاثة ولا قضية الصلاة في القبور، أبداً، القضية الأساسية التي لابد أن نسويها مع هؤلاء أولاً أصل أصول المعارف الدينية وهي التوحيد، يا أتباع ابن تيمية يا وهابية يا من تعتقدون أن كل معارفكم رأسها ابن تيمية إمامكم الشيخ ابن تيمية، نسألكم بشكل واضح يقول الشيخ ابن تيمية إثبات أن الله جسم ليس ببدعة ضلالة. نعم، إثبات أنه الله ليس بجسم هي بدعة ضلالة. التفتوا جيداً، يعني بعبارة أخرى يريد أن يقول كل من أنكر جسمية الحق سبحانه وتعالى وأن الله جسم فهو مبتلى ببدعة ضالة، وكل ضلالة في النار، يعني كل المسلمين في النار. إما أن تقولوا بالجسمية وإما أنكم تعيشون بدعة ضلالة.
ثم يقول حتى لو تنزلنا وقلنا أنه إثبات الجسمية أيضاً بدعة، كما أن نفي الجسمية بدعة إثبات الجسمية أيضاً بدعة، لأنه لم يرد في الكتاب والسنة، نقول أن هذه البدعة دون تلك البدعة، تلك أعظم وهذه أقل. ثم يترقى يقول لا، لعله تلك بدعة مذمومة، بدعة ضلالة وهذه بدعة حسنة، ثم يترقى أكثر يقول لعل إثبات الجسمية لله هي أقرب للسنة من نفي الجسمية عن الله. أعزائي ومع ذلك تخرج بعض الأصوات هنا وهناك واقعاً عندما استمع إلى هؤلاء أشفق عليهم لأنهم لا يعرفون مباني الشيخ ابن تيمية، هذه تصريحاتهم، قد يقول لي قائل هذا الكلام أين موجود بشكل صريح. في هذا الكتاب وهو من أهم كتب الشيخ ابن تيمية وهو (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج1، ص248) للشيخ ابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، دار الفضيلة، الرياض السعودية، أنا استميح المشاهد عذراً لأني أريد أن أقف قليلاً عند هذه العبارة وإن كانت تحتاج إلى توضيح، يقول: (وقال لكم فليكن هذا لازماً للرؤية وليكن هو جسماً أو قال لكم أنا أقول أنه جسم ... لم يكن لكم أن تقولون له أنت مبتدع في إثبات الجسم) يقول يعني إذا أنت رأيت ابن تيمية لا يحق لكن أن تقول له أنت مبتدع في إثبات الجسم له (فإنه يقول لكم وأنتم مبتدعون في نفي الجسمية عنه) إذا قلت لقائل بالجسمية أنت صاحب بدعة هو يرجع عليه ويقول أنت أيضاً صاحب بدعة (فالبدعة في نفيه) نفي الجسمية (كالبدعة في إثباته إن لم تكن أعظم) يعني البدعة في نفي الجسمية أعظم من البدعة في إثبات الجسمية. هذه مرحلة. (بل الناسي) للجسمية (أحق بالبدعة من المثبت) أصلاً هذا يستحق أن يسمى أهل بدعة وذاك لا يسمى أهل بدعة، التفتوا جيداً كيف أنه يترقى مرتبة بعد مرتبة، يقول الذي ينفي الجسمية أحق أن يقال له أهل بدعة أما من يثبت الجسمية فلا يستحق أن يقال له أهل بدعة (لأن المثبت) للجسمية (أثبت ما أثبتت النصوص) يعني النصوص أثبت الجسمية (وذكر هذا معاضدة للنقول) يعني ذكر الدليل العقلي ليؤيد النصوص التي دلت على الجسمية (وتأيداً لها وموافقة لها فإن قدر أنه ابتدع في ذلك) يعني ليس بمبتدع ولكن للتسليم يعني لو تنزل (فإن قدر أنه ابتدع في ذلك) يعني في إثبات الجسمية (كان بدعته أخف من بدعة من نفى ذلك نفياً عارض به النصوص) إذن الذي ينفي الجسمية يعارض النصوص (قال الشافعي البدعة بدعتان) الآن يريد أن يقسم البدعة، يريد أن يقول من نفى الجسمية وقع في بدعة الضلالة أما من أثبت الجسمية لم يقع في بدعة الضلالة بل لعلها بدعة حسنة. قال: (قال البدعة بدعتان) ينقل عن الشافعي (بدعة خالفت كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه بدعة ضلالة، وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك) هنا إذن إذا كان بدعة لم تخالف فكثير من الأعمال التي يقوم بها المسلمون عند القبور وغيرها هذه بدعة لم تخالف كتاباً وسنة لماذا تقولون مشرك مشرك، نعم لم يرد من رسول ولكن ليس كل ما لم يرد عن رسول الله فهو بدعة. انظروا كيف ألزموا أنفسهم، قالوا البدعة الضلالة إذا خالفت كتاب الله وسنته إما إذا لم تخالف أنا أريد أن أمشي مشياً إلى كربلاء، قالوا بدعة لأنها لم يفعلها رسول الله ولم يفعله رسول الله، أنا أريد أن أبكي على الحسين قالوا لم يبكِ رسول الله، لم تخالف الكتاب والسنة، انظروا هذه القاعدة وإن شاء الله إذا وقفنا على مسألة الزيارة والمشي والحزن وهذه الشعائر التي يقوم بها المسلمون جميعاً في كل بقاع الأرض وفي كل البلاد الإسلامية سيتضح أنها ليست داخلة في القسم الأول من البدعة إن فرض أنها بدعة، لا يقول لي قائل غداً أن السيد الحيدري يقول أن هذه الأفعال بدعة. لا لا، أصرح أنا ألزمكم بما ألزمت به أنفسكم وهو أنكم تقولون أن البدعة بدعتان بدعة خالفت كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً عن بعض أصحاب رسول الله فهذه بدعة ضلالة وبدعة لم تخالف شيئاً من ذلك، فهذه يعني البدعة التي لم تخالف (فهذه قد تكون حسنة) عجيب وغريب!! هل يمكن أن تكون بدعة حسنة وبدعة ضلالة، إذن التفتوا جيداً هذه من المغالطات التي يستعملها هنا وهناك، يقولون بدعة وليس كل بدعة ضلالة، هذا الإمام الشافعي وهذا الشيخ ابن تيمية يؤيده ويقول أن البدعة قد تكون بدعة ضلالة وقد تكون بدعة حسنة، ما هو المائز بينهما؟ المائز بينهما أن بدعة الضلالة هي التي خالفت الكتاب، نعم لابد أن نأتي إلى أي فعل صدر من المسلمين في الزيارة والاستغاثة والتوسل وفي غيرها لنرى أنها خالفت كتاباً وسنة وأثراً أم لم تخالف. فإن خالفت تكون بدعة ضلالة وإن لم تخالف وإن لم ترد عن رسول الله إذن لا يأتي قائل يقول لماذا تحتفلون بمولد رسول الله الصحابة لم يحتفلوا بمولد رسول الله حتى لو لم يحتفلوا، فأننا لم نخالف الكتاب والسنة في ذلك. لماذا أنكم تزورون الصحابة لم يزوروا، هذا فهموا لا علاقة لي. افترضوا أنه لا يوجد حدث من النبي، نريد أن نفترض لا يوجد نص لا في الإثبات ولا في النفي. ثم قال: (وبدعة) التفتوا إلى هذه العبارة وأعد المشاهد بأني سأقف عند هذه الحقيقة (وبدعة لم تخالف شيئاًَ من ذلك فهذه قد تكون حسنة لقول عمر نعمت البدعة هذه) الآن لا أريد أن أدخل في هذه القضية مع أنه لم يفعلها رسول الله، لماذا صارت باءكم تجر باء خلفائكم تجر وباء أئمة أهل البيت لا تجر، أي منطق هذا، هذا من قبيل الدول الغربية ومجلس الأمن عندما يتعاملون مع القضايا الدولية هنا تعمل حقوق الإنسان ولكن في افغانستان والعراق وفلسطين لا تعمل حقوق الإنسان، لماذا؟!
يقول: (لقول عمر نعمت البدعة هذه، هذا الكلام أو نحوه رواه البيهقي بإسنادها الصحيح في المدخل).
هذه قاعدة أسسها، سؤال: يا شيخ الإسلام ابن تيمية، التفتوا إلى السؤال جيداً حتى تعرفوا الجواب، يا ابن تيمية أين تضح مثبتي الجسمية من أثبت الجسمية لله ومن نفى الجسمية لله؟ يقول: من نفى الجسمية لله فداخل في بدعة الضلالة، إذن هو يعتقد أن النصوص دالة على ... يقول: (نفاة الجسمية ابتلوا ببدعة الضلالة) يعني لمخالفتهم الكتاب والسنة، ولازمه أن مثبتي الجسمية لم يخالفوا الكتاب والسنة. (ومن المعلوم أن قول نفاة الرؤية) يعني الرؤية البصرية (والصفات) يعني الصفات العينية لا المعنوية (والعلو) يعني العلو المكاني (على العرش والقائلين بأن الله لم يتكلم) لأن هؤلاء يقولون لا يجوز لنا أن ننفي أن لله حنجرة ولسان وسيأتي ذلك في محله (ونفيهم ذلك لأن إثبات ذلك تجسيم هو إلى مخالفة الكتاب والسنة وإجماع السلف والآثار أقرب من قوله من أثبت ذلك). هذا الضال الذي نفى ليس الضال الذي أثبت (وقال مع ذلك ألفاظ يقول أنها توافق معنى الكتاب والسنة) لأنه يريد أن يهرب من اللفظ (لا سيما والنفاة متفقون على أن ظواهر النصوص تجسيم عندهم وليس عندهم في النفي نص) إذن القائلون بإثبات الجسمية عندهم نص. إذن بدعة مذمومة أو حسنة؟ (فهم) يعني النافون (فهم معترفون بأن قولهم هو البدعة وقوله منازعيهم أقرب إلى السنة) منازعي النافين يعني المثبتون. ومع ذلك يخرج البعض ويقول لماذا تتهمون هذا الرجل ...
إلى هنا اتضح للمشاهد بشكل تفصيلي يريد أن يقول بأن الله سبحانه وتعالى جسم وله جسم وصفاته أعراض جسمية وإذا قال قائل أنه كما أن نفي الجسمية بدعة إثبات الجسمية بدعة نقول (هذه بدعة أخف من البدعة الأولى) بل نقول أنها بدعة حسنة وهي أقرب إلى السنة من النفاة الذين نفوا الجسمية.
المُقدَّم: يعني هو الآن عندما ذكر رواية الخليفة عمر اتخذه سنة فهو يدعوا إلى أن يحتذى بالتجسيم كما احتذي بسنة عمر بن الخطاب.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا واضح جداً، وإلا ما هو منشأ هذا الكلام الذي ينقله عن الشافعي. (قال الشافعي البدعة بدعتان) يعني بشكل واضح وصريح يريد أن يقول لنا يقول نحن ... أريد أن أفسر كلام ابن تيمية، يريد أن يقول أنا قائل بأن الله جسم وله جسم وصفاته أجسام فإن قلت هذا لم يرد في الكتاب والسنة، قال: هذه بدعة ولكنها بدعة حسنة كما قال عمر. لماذا؟ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة ما ينافيها، نثبتها ولابد أن تكون هي البدعة كما ابتدع أسلافه هو يريد أن يبتدع الجسمية، أسلافه ابتدعوا البدعة في الأمور العملية والفقهية والعبادية هو يريد أن يبتدع في أهم مسألة عقدية وهي أن الله سبحانه وتعالى جسم أو ليس بجسم. إذن أعزائي هذه من العبارات.
ثم أنتقل إلى مرحلة أخيرة من كلام الشيخ ابن تيمية، في النتيجة قد يخرج قائل من هنا وهناك ويقول لي سيدنا تذهب يميناً ويساراً لا تستطيع أن تخرج من كلام الشيخ ابن تيمية أنه يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى جسم، لم يصرح بهذا، أنت هذا فهمك من العبارة.
في هذه الليلة نريد أن نقرأ مع الأعزاء لنرى أننا نستطيع أن نصل إلى هذه الحقيقة أو لا نستطيع. يعتقد الشيخ ابن تيمية أنه ما من موجود أعم من أن يكون واجب الوجود أو ممكن الوجود، أن يكون خالقاً أو مخلوقاً، أن يكون غنياً أو فقيراً، يقول إما هو جسم إما قائم بجسم. وهذه قاعدة، وبالتالي الله لا يخرج عن الجسمية لأن الله لا يمكن أن يكون قائم بجسم لأنه يكون محتاج إلى محله، إذن هو جسم. أين قال ذلك؟
في (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص359) قال: (ويقولون، بل قامت القواطع العقلية وأن الموجود القائم بنفسه) الله أيضاً قائم بنفسه أو بغيره؟ بنفسه (وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسماً، وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً) يعني الله إذا كان موجود لابد أ، يكون جسماً وإذا لم يكن جسماً فهو معدوم، الله يعلم أردت أن أمرر المشاهد الكريم والأعزاء خصوصاً أهل العلم والتحقيق والمراجعة حتى يرجعوا ويعرفوا أن المنهج العلمي كيف لابد أن نسير مع الشخص، قال: (وأن الموجود القائم بنفسه لا يكون إلا جسماً وما لا يكون جسماً لا يكون إلا معدوماً).
إذن الله أيها المسلمون يا علماء المسلمين في العالم إذا نفيتم الجسمية عن الله فقد نفيتم الوجود عن الله. (ومن المعلوم أن هذا أقرب إلى الفطرة). يعني إثبات الجسمية.
إذن الأمر الأول الذي يعتقده الشيخ ابن تيمية يعتقد أن ما من موجود إلا جسم، وحيث أن الله موجود فلابد أن يكون جسماً وإلا لو لم يكن جسماً لكان معدوماً. هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: ابن تيمية يعتقد أن الأجسام تنقسم إلى حادثة وإلى قديمة، لأنه قد تقول له كل جسم حادث فيلزم أن يكون الله حادث، يقول: لا، لم يثبت عندنا بحسب الاستدلال العقلي ما كان جسماً فهو حادث، نعم بعض الأجسام حادثة وبعض الأجسام قديمة، والله جسم قديم، يصرح بذلك.
أنا أرجع وأقرر كلام الشيخ ابن تيمية، الشيخ ابن تيمية هنا أيضاً أقول للمشاهد الكريم هذا البحث لعله كان في عمق ودقة، بودي إن شاء الله تعالى لا أقل تقفون عليه بالتكرار أو من خلال موقعنا بودي أن تدققوا فيه.
الشيخ ابن تيمية يعتقد بأنه لا موجود إلا وله جسم، ما من موجود إلا وهو جسم، وما لا جسمية له فهو معدوم. إذن إذا لم يكن جسماً فهو معدوم، هذا السؤال. فإن قلت للشيخ ابن تيمية يلزم من كلامك أن الله يكون حادثاً لأن كل جسم فهو حادث، يقول: لا، لا نوافق معكم أن كل ما هو جسم فهو حادث. لا. الأجسام تنقسم إلى قسمين قسم منها حادث وهي المخلوقات وقسم منها قديم وهو الله، فالله جسم قديم. يصرح بذلك.
تعالوا معنا إلى (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص401) الذي حققه الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي، قال الشيخ ابن تيمية: (فأقول إذا كانت هذه الحجة التي عارضتموني بها مستلزمة لكون بعض الأجسام قديمة من غير أن تعين جسماً أمكن أن يكون ذلك) يعني يوجد عندنا جسم قديم، أمكن أن يكون ذلك. (أمكن أن يكون ذلك الذي يعنون) يعني الذين قالوا بالجسمية (بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه) هل يوجد أحد يتردد بأنه ابن تيمية قائل بأن الله جسم وله جسم، يصرح بأنه هو جسم قديم، يقول: (بأنه الجسم القديم هو الله سبحانه كما يقوله المثبتون) الذين أثبتوا الجسمية، إذن يقول نحن نلتزم بأن الله سبحانه وتعالى له جسم وجسمه قديم. إذن في النتيجة يا ابن تيمية يا أتباع ابن تيمية ماذا تقولون الله جسم أو ليس بجسم. إن نفيتم خالفتك شيخكم وإمامكم، فإن قلتم نعم، جسم لا كالاجسام، يعني نحن جسمنا حادث وهو جسمه قديم، ولكن جسم، كل الصفات التي توجد للجسم من الطول والعرض والعمق والحجم والجهة والحيز والمكان والانتقال والحركة والتبعض والتجزء واليمين واليسار والأعلى والأسفل كلها تكون ثابتة لجسم الله سبحانه وتعالى. نعم، إنما يتميزان أن جسم الله قديم وأن جسم المخلوقات حادث.
(وبهذا نحن نلتزم) بماذا تلتزم شيخنا؟ يقول: (نلتزم أن الله سبحانه وتعالى إذا ثبت أن له جهة فله جسم وإذا ثبت أن له جسماً فله جهة فالجهة والجسمية متلازمتان عقلاً).
إذن عندما أنت تقول الله فوق يعني تثبت له الجهة فإذا أثبت الجهة أثبت له الجسم. هذا يصرح به إمامكم أيها الوهابية، أنا حديث هذا واقعاً موجه إلى أهل العلم فيهم، أولئك الذين يتكلمون للناس، وإلا عموم الوهابية هم أبنائنا واخواننا لا يعلمون هذه الحقائق، وأنا في هذه الليلة أدعوهم أن يذهبوا إلى المكتبات العامة والمواقع ويرجعوا ويروا أن هذا الذي أقوله ... نعم كل ما استطاعوا أن يقولوه أن السيد الحيدري لا يقرأ الكلام الذي قبله والكلام الذي بعده، أخي العزيز أنا لا استطيع أن أقرأ خمسين صفحة قبله وخمسين بعده، أساساً أنتم عندما تناقشون العلماء تقرأون الكلام الذي قبله والذي بعده أم تأخذون مقطعاً منه، عندما ناقشتم كتبي على فضائياتكم أخذتم سطراً واحداً من كتابي وناقشتموه بلا أن تفهموا ما قبل ذلك ولا ما بعده. لماذا؟ لأن المدار على العبارات. هذه عبارته، وأنا هنا أضمن للمشاهد الكريم فليرجع وليقرأ قبل ذلك وبعده. يقول في (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص402): (في الوجه العاشر إذا كانت إحدى هاتين المقدمتين الضروريتين تستلزم أنه جسم فقد ثبت بموجب هاتين المقدمتين صحة قول القائلين بالجهة) إذا ثبت أن الله جسم فقد ثبت أنه في جهة (وقول القائلين بأنه جسم وكونه جسماً يستلزم القول بالجهة) إذا قال أن له جهة فله جسم، إذا قال له جسم فله جهة، فهما متلازمان، وحيث أنكم تعتقدون أنه جالس فوق السموات، وترفعون أيديكم، إذن الله يقول ابن تيمية جسم. (وقول القائلين بالجهة يستلزم أيضاً القول بالجسم كما تقولون أنتم) نعم يستلزم.
إذن أعزائي الكرام لا أدخل في تفاصيل هذا البحث أكثر من ذلك، وإنما ألخص ما تقدم إلى هنا، نصيحتي لكل أعزائي أن يتابعوا هذا البرنامج بدقة وعمق لأنه بشكل واضح وصريح أن الشيخ ابن تيمية يعني إمام النهج الوهابي يعني إمام محمد عبد الوهاب ومن يتبع محمد عبد الوهاب، يعتقد أن الله سبحانه وتعالى جسم وأن ما لم يكن جسماً وليس له جسم فليس بموجود، بل هو معدوم، وتقدم فيما سبق فإن قلت له يا شيخ الإسلام في الكتاب والسنة لم تثبت الجسمية، هذه بدعة؟ يقول: البدعة بدعتان بدعة ضلالة وهي التي تخالف الكتاب والسنة وإجماع السلف والآثار الصادرة من الصحابة، وبدعة حسنة وهي التي لم يصدر في الكتاب والسنة وآثار السلف ما ينفيها، فليكن إثبات الجسمية من النوع الثاني، يعني من البدعة الحسنة.
المُقدَّم: لماذا لم يقولون هذا في الإمامة، يقولون أين الآية في الإمامة.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل في كثير من أفعال المسلمين، في زياراتهم وتوسلاتهم، افترضوا لم يرد في الكتاب والسنة شيء لماذا تجعلونها شركاً وكفراً ... لماذا تبدعون الناس بها وتقولون أن المسلمين مشركين.
إذن عبارات الشيخ واضحة في أن الله سبحانه وتعالى له جسم وصفاته صفات جسمية.
المُقدَّم: الأخ علاء من السعودية، تفضلوا.
الأخ علاء: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علاء: عظم الله أجوركم، حقيقة سيدنا الكريم من خلال استعراضكم لأقوال ابن تيمية حول التجسيم ونفيه وأن من نفى هذه الصفات أو التجسيم فأنه مبتدع ضال، لا أعلم لقد أثار بحثكم لدي ملاحظة وهي أن الرواية التي يرويها مسند أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنه عندما سُئل عن الآية الكريمة يوم يكشف عن ساق، ابن عباس نفى الجسمية وقال أن هذا يوم كرب وشدة، فهل ابن عباس، هذه ملاحظة للأخوة وأتمنى من السيد أن يركز عليها، هل ابن عباس هنا جهمي ومبتدع لأنه نفى الساق عن الله سبحانه وتعالى، وأشكركم على هذا البرنامج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المُقدَّم: يقول ابن عباس صحابي وقد نفى الجسمية فهل يكون مبتدع.
سماحة السيد كمال الحيدري: سيتضح أن الصحابة ماذا فهموا من هذه الآيات وماذا فهم علماء المسلمين من هذه الآيات.سيأتي بحثها إن شاء الله.
المُقدَّم: الأخ أبو زين العابدين من الكويت، تفضلوا.
الأخ أبو زين العابدين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو زين العابدين: سيدنا السؤال الأول الآن لما يتكلم ابن تيمية في الله عز وجل ويقول الله سبحانه وتعالى أو يقول الله عز وجل هذا السبحانية وهذه العزة والإجلال تنزيهاً لمن؟ إذا كان هذا معتقد فالتنزيه والسبحانية ما هو مدارها وما هو معناها. السؤال الثاني هل نستطيع الآن أن أقول للوهابية ولأتباعهم أن الإسلام الذي ينادون به دون غيره القائم على اعتقاد ابن تيمية ناشئ أصلاً من بدعة، إذا كان نفي الجسمية وإثباته لم يقره السلف، والإثبات بدعة والنفي بدعة فهل أستطيع أن أقول لهم أن هذا الإسلام المحمدي الخاتم قائم على إثباته من خلال بدعة، يعني ليس هناك نصوص صريحة تقودنا إلى هذا الإسلام المحمدي، يعني هو لما يقول أنا أصيل، ودوني كله حادث، وكلها مبتدعات سواء من اليونان أو من الأفكار الغربية وغيرها ونأتي الآن إلى تأسيس هذا الإسلام يقول: هي بدعة واسسها ابن تيمية والآن أنتم تدافعون عن هذه البدعة بغض النظر عن كون هذه البدعة حسنة أو ضلالة، فهل استطيع أن أقول لهم هل أن هذا الإسلام الذي تدعون مواكبته واتباعه قائم على بدعة.
المُقدَّم: معنا الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: عظم الله أجوركم، عندي مداخلة بسيطة، وهي جبرائيل عليه السلام لما عرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء وعُرج به إلى موضع يقول فيه جبرائيل عليه السلام لو تقدمت أنا خطوة لاحترقت، بمعنى أن النبي صلى الله عليه وآله عرج به إلى السماء ووصل إلى موضع ذلك الموضع الذي وصله النبي بمعنى أن ... السؤال يتعلق بموضوع.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ يريد أن يسأل من خلال ما ذكره بأن الله له مكان، أخي العزيز إن شاء الله تعالى إذا وقفنا على مسألة المعراج وأنه هل كان مادياً جسمانياً جسدياً أو لم يكن كذلك وأنه أساساً دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، هل كان هذا القرب مكانياً وجسمانياً أو لم يكن كذلك، أما هذا البحث ليس بحثنا في هذه الليلة، ادعوا الله سبحانه وتعالى عندما نصل إلى مباني نظرية أهل البيت في ذلك سيتضح أن هذا القرب وهذا الدنو وهذا الذي قاله جبرائيل لم يكن مرتبطاً بعالم المادة والجسمانيات وإنما كان مرتبطاً بعالم المعنى، لأنه سوف نميز بين عالمين أساسيين عالم الأعيان المادية وعالم الأمور المعنوية التي هي ما وراء المادة. فكل ما ذكر في هذه النصوص مرتبط بالعالم الثاني.
المُقدَّم: حتى لو سلمنا أن النبي عرج به إلى جهة، فهذا لا يعني أن الجهة الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، يعني مرتبط بالقرب الإلهي، أنا أعرف سؤال الأخ وله محل آخر.
المُقدَّم: الأخ أبو ناصر من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو ناصر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو ناصر: عندي بعض الأسئلة، السؤال الأول أتمنى أن تعرضوا نبذة بسيطة عن الجهمية الذين ينقدوهم ابن تيمية في كتابه، السؤال الثاني هل من الممكن أن الكتب التي تستعرضها في البرنامج لابن تيمية، اكيد هو ألفها في مراحل مختلفة من عمره، فهل يجوز أن أفكاره بالنسبة للتجسيم وغيرها تغيرت في اواخر حياة عمره، السؤال الثالث بماذا تفسرون الدفاع المستميت للشيخ ابن تيمية عن قضية التجسيم.
المُقدَّم: معنا الأخ عمر من العراق، تفضلوا.
الأخ عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عمر: أحلف بالله العظيم أشكر السيد الحيدري على هذه المحاضرات القيمة، نتابع هذا البرنامج بصورة صحيحة، الشيخ يرينا الكتاب والمصدر والطبعة، نشكر الشيخ ونحمد الله ونسأل الله أن يحفظ الشيخ الحيدري ولكم جزيل الشكر.
سماحة السيد كمال الحيدري: سلامي إلى الأعزاء والأخوة في ديالى وغيرها من المحافظات العراقية.
المُقدَّم: الأخ سلمان من البحرين، تفضلوا.
الأخ سلمان: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ سلمان: مجرد سؤال استفساري وليس استنكاري، سيدنا أنت ذكرت آخر العبارات الشيخ ابن تيمية واضحة جداً في التجسيم، فلماذا سيدنا صبرت وصبرنا معك حلقات طويلة إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة. مجرد سؤال عن المنهج.
المُقدَّم: الأخ أبو زين العابدين من الكويت قال أن ابن تيمية عندما كان يقول عز وجل، عز وجل مماذا؟
سماحة السيد كمال الحيدري: هو كان يقول عز وجل من الجهل والعجز والحدوث، ولا يقول الله عز وجل يعني يتنزه عن الجسمية أو عن الإشارة إليه أو عن المكان أو عن الفوقية والحيز والحد، يقول هذه ليست نقصاً حتى ننزه الله سبحانه وتعالى، بل بعد ذلك والله أنا لا أريد أن أطيل على المشاهد الكريم، هذا كتاب (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ج3، ص61) لابن باز، وهو من علماء الوهابية المعاصرين، يقول: (ثم ذكر الصابوني تنزيه الله سبحانه عن الجسم والحدقة والصماخ واللسان والحنجرة، وهذا ليس بمذهب أهل السنة) يعني لا ينبغي أن تنزه الله عن صماخ، أنا لابد أسألوا الوهابية هذا صماخ الله كم حجمه، حنجرته كم طولها، حدقة عينه كم حجمها، انظروا هذه كلمات المعاصرين، لا يتبادر إلى الذهن أننا ناقش أمور من التاريخ بل نناقش الوهابية المعاصرة، (وهذا ليس بمذهب أهل السنة بل هو من أقوال أهل الكلام المذموم وتكلفهم ... والحق أنه من كلام أهل البدع لا من كلام أهل السنة) يعني تنزيه الله عن الجسم والحدقة والصماخ واللسان والحنجرة هذا من كلام أهل البدع. تعرفون من هم أهل البدع، أريد أن يعرف المشاهد، أهل البدع يعني الإمام البيهقي (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد) تحقيق أبو عبد الله إبراهيم أبو العينين، دار ابن حزم، يقول: (وأن اتيانه ليس باتيان من مكان إلى مكان وأن مجيئه ليس بحركة وأن نزوله ليس بنقله) هذا رد على ابن تيمية (وأن نفسه ليس بجسم وأن وجهه ليس بصورة وأن يده ليست بجارحة وأن عينه ليست بحدقة) يقول هؤلاء أهل البدع، بمجرد أن الإمام البيهقي قال ليس له حدقة قال هذا كلام أهل البدعة، مشكلتنا مع هؤلاء مع الأئمة، وإلا كلامي ليس موجهاً إلى هؤلاء الصغار، هؤلاء الذين يتسمون باسم العلم وليسوا شيئاً من العلم، وآخر قد تسمى عالماً وليس به بل أخذ جهائل من جهال كما قال أمير المؤمنين، حديثي ليس مع هؤلاء، بل حديثي مع كبار علماء الوهابية المعاصرين ابن باز والعثيمين وغيرهم، وإن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة مرة أخرى أعد المشاهد الكريم سألخص نظرية ابن تيمية وإن شاء الله تعالى أقرأ كلمات المعاصرين والقدماء الذين أيدوه.
المُقدَّم: الأخ أبي زين العابدين هل نفهم من أقوالهم أن الإسلام الآن ...
سماحة السيد كمال الحيدري: بناء على التصنيف الذي ذكره الشيخ ابن تيمية يقول بدعة ولكنها بدعة حسنة لقول عمر، هذا الحديث ليس لرسول الله بل من عمر.
المُقدَّم: يعني هل يمكن أن تكون الرسالة الخاتمة قائمة على بدعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً لابد أن يُسئل الوهابية المعاصرون إن كانوا يعلمون، واقعاً أنا أشك أن كثيراً من هؤلاء الذين يتكلمون لم يقرأوا هذه الكتب.
المُقدَّم: الأخ محمد من السعودية ...
سماحة السيد كمال الحيدري: أردت أن أبين كل مباني الشيخ ابن تيمية، يعني مجمل نظريته، الإنسان لا ينبغي أن يرجع إلى مصدر واحد، كل كلماته لابد أن يستوعبها حتى يتضح للمشاهد الكريم من أين بدء والى أين انتهى.
المُقدَّم: وهو جواب للأخ سلمان من البحرين ... لكي لا يعترض بأقواله الأخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: لأني قد أقول هذا ويقولون في مكان آخر جسم لا كالأجسام. فأنا أردت أن أستوعب كامل النظرية في هذا المجال.
المُقدَّم: شكراً جزيلاً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.