سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
08/10/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين اسعد الله أوقاتكم مشاهدينا الكرام بكل خير مشاهدي قناة الكوثر الفضائية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة عنوان حلقة الليلة (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم الثالث عشر) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: حياكم الله سماحة السيد، يعني في بداية الحديث معكم سماحة السيد، ما هو الأصل وما هو المحور الذي من خلاله عرض أهل البيت سلام الله عليهم معارف التوحيد؟
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين، اللهم صل على محمدٍ وآل محمد، وعجل فرجهم، في المقدمة بودي أن أقدم اعتذاري لكل الأعزاء المشاهدين والذين حاولوا من خلال اتصالاتهم المباشرة ومن خلال المواقع التي وصلت إليّ رسائلهم والأسئلة أن يقولوا بأنه تأخر بحث ما يتعلق بنظرية اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام في مسألة الحد لله وان الله هو محدودٌ بحد او ليس محدوداً بحد، في الواقع إن شاء الله تعالى احاول بعد هذه المقدمة المختصرة التي هي الأساس لكل ما تطرحه مدرسة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام في معارف التوحيد، هذه نقطه بودي ان المشاهد الكريم يقف عند هذا الاصل وعند هذا المحور الذي يعد هو الحجر الأساس لكل المعارف التوحيدية في القرآن والمعارف التي عرض لها القرآن في مباحث التوحيد، القرآن الكريم ينطلق من هذا الاصل، انا بودي اولاً يعرف القاعده المشاهد الكريم، بعد ذلك ندخل الى ترتيب بيان المصاديق، القرآن الكريم عندما نأتي اليه في الآيه سبعه من سورة آل عمران يقول (هو الذي انزل عليك الكتاب منه آياتُ محكمات هن ام الكتاب وأُخرُ متشابهات) هذه الآية الصريحة انها قسمت الآيات القرآنية إلى محكمات وإلى ماذا؟ متشابهات، وهذا من أهم اصول المعارف القرآنية، يعني الإنسان لا بد ان يكون بيده الرابط ليتعرف أولا على انه ما هو المحكم القرآني وما هو المتشابه القرآني حتى لا يقع في المتشابه ويترك ماذا؟ ويترك المحكم، لذا قال تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) اذاَ من أخذ المتشابه القرآني وفصله وعزله عن المحكم القرآني، فقد وقع أين؟ فقد وقع في الزيغ، والزلل والضلال والانحراف... و. و..و ..الى غير ذلك.
اذا كان الأمر كذلك، السؤال الأول المطروح في المباحث القرآنية ايها المشاهد الكريم، عزيزي حبيبي، التفت إلى هذه الحقيقة، الأصل الاول انا اجد ان البعض مع الأسف الشديد يأتي الى الآيات القرآنية يتعامل معها كأن الآيات القرآنية جميعاً هي ماذا؟ كلها محكمات! لا ليس الأمر كذلك، القرآن الكريم بيّن ان القرآن منه آياتٌ (من للتبعيض) (منه آياتٌ محكمات) (هنّ) التفتوا جيداً، والعجيب ان النص القرآني، وأنا لا اريد ان ادخل في تفسير الآية المباركة، والعجيب ان الآيه ما قالت (هنّ أُمهاتُ الكتاب) لم تجمع وتقل امهات، يعني ان القرآن محكماته يرجع الى ماذا؟ إلى محكمٍ واحدٍ أساسي، لهذا عبرت الآية (هنّ أم الكتاب) اصل الكتاب، اذاً اصل الكتاب حقيقة ماذا؟ واحده، وها انا اقولها للمشاهد الكريم، اصل الكتاب في التوحيد واصل المعارف القرآنية في التوحيد يرجع الى قوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) هذه اهم وأم المحكمات في المعارف القرآنية، في معارف التوحيد، هذا الأصل انطلق منه ائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام بمقتضى هذه الآية من سورة آل عمران وبمقتضى قوله تعالى ( ليس كمثله شيء) ولذا تجد ائمة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام عندما جاؤوا في كل كلماتهم هذه الحقيقة واضحة، منها ما ورد في كتاب (التوحيد، ص41) للشيخ الجليل الأقدم الصدوق، بعد لا نطيل على المشاهد الكريم ً، هذا الكتاب نحن بيّناه في المباحث السابقة، في صفحه 41 من هذا الكتاب، قال فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، الرواية واردة عن الإمام أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام، التي هي وارده، فصعد المنبر، فقعد ملياً لا يتكلم، عفواً هذه الرواية واردة عن الإمام الرضا، ونفس المضمون ايضاً واردة عن الامام امير المؤمنين، على أي الاحوال، قال ( فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه وكل ما يمكن في الخلق يمتنع من صانعه)، هذه القاعدة احفظوها احفظوها كل من يريد ان يعرف مدرسة اهل البيت عليه ان يلتفت، طبعاً هذه القاعدة ليست مختصه بالأفعال، هي ثابتة في الافعال، في افعال الله، وفي صفات الله، وفي ذات الله، يعني ليس كمثل ذاته ذات احد، وليس كمثل صفاته صفات احد، وليس كمثل افعاله افعال احد، ابداً لا يمكن، في كل شيء، في كل ما يرتبط بالحق، سبحانه وتعالى لا يوجد له ماذا؟ لا يوجد له مثل، على سبيل المثال، الآن اضرب لكم بعض الأمثلة، فإذا كان المخلوقات محدودةٌ بحد، فالله له حد او ليس له؟
المُقدَّم: ليس له.
سماحة السيد كمال الحيدري: وإلا لو كان له حدٌ، للزم ان يكون مثله شيء، فإذا كانت المخلوقات لها جسميه، لها طول وعرض وعمق وحجم ومكان وأين وفوق وتحت وحركه وسكون ونزول وصعود وامام وخلف و.. و.. و..الخ، اذاً هذه كلها موجودة في المخلوقات، اذاً ليس ماذا؟ يستحيل ان تكون في من؟ في الصانع، فإذا ثبت ان للمخلوقات شكلاً وصورةً ووجهاً ويداً ورجلاً وقدماً وساقاً..و..و..و ، الله سبحانه وتعالى ماذا؟ ليس له صورة ولا شكل، لأنه بمجرد أن تجعل له صوره، يكون مثله ماذا؟ يكون مثله شيء، وهنا مراد من المثلية، مو يعنى انه اذا كان هذا ابيض هو ابيض، لا وإنما المراد من المثلية يعني اذا كانت اصل الجسمية هنا موجودة، اذا كان الله له جسمٌ، يكون اذا هو مثلٌ لأن باقي الاجسام ايضاً لها، باقي الاجسام ايضاً لها جسمية، اذاً التفتوا الى هذه الحقيقة التي لا يمكن المناقشة فيها قرآنياً، ولذا تجد الامام امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام في (نهج البلاغة، الخطبة 185، ص290) هذه النسخة شرح الشيخ محمد عبده، خرج مصادره محمد خليل فلان، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت لبنان، يقول في (الخطبة 151) يقول (الحمد لله الدال على وجوده بخلقه، وبمحدث خلقه على ازليته) يعني حيث ان المخلوقات حادثه اذاً هو ماذا؟ لو كان حادثاً لكان مثل خلقه، اذا لا بد ان يكون ازليا، وباشتباههم اللا شبه له، يعني حيث ان المخلوقات متشابهه يعني الله اذا كان متشابه معهم، له صورة وجسم وكذا، اذاً يلزم ماذا ان يكون مثله شيء، لا تستلمه المشاعر لأنه اساسا المشاعر من الحواس يمكن ان تراه يمكن ان تحسه يمكن ان تلمسه يمكن ان تشمه يمكن .. يقول لما كانت الممكنات والمخلوقات تستلمها المشاعر، الله ماذا؟ لا تستلمه ولا تحجبه السواتر، المخلوقات تحجبها السواتر، الله اذاً ماذا؟ لا تحجبه السواتر، لافتراق الصانع والمصنوع والحاد والمحدود، لا بد اذا صار المخلوق محدوداً لا يمكن ان يكون من حدها اذاً ماذا؟ محدوداً مثلها، والرب والمربوب بما لا مجال فيه في صفحه مائتين وتسعه وتسعين، ايضاً اشار الامام سلام الله عليه الى هذه الحقيقة بنحوٍ واضحٍ قال ( ما وحده من كيفه) لأن الموجودات ماذا؟ مكيفة، فإذا قال احدُ ان الله له كيف، اذا عرفه او لم يعرفه؟ قال ( ولا حقيقته اصاب من مثله) التفتوا جيداً الى هذه الكلمات، هذه قواعد وضعها الامام امير المؤمنين، يقول من مثله اذاً اصابه ام لم يصبه، لا (ولا اياه عنى من شبهه ولا صمده) الله الصمد (ولا صمده من اشار اليه ) الى ان يقول عليه افضل الصلاة والسلام (وبمضادته بين الامور عُرف الاّ ضد له) لأن الموجودات متضاده، النور والظل، الحرارة والبرودة، الله له ضد او ليس له ضد؟، اذا كان الله له ضد، صار له مثله، وهو ليس كمثله شيء، التفتوا الى القاعدة، ولذا اخواني الاعزاء، طبعاً الامام سلام الله عليه يضرب امثلة كثيرة، يقول (وبمضادته بين الامور عُرف الاَ ضد له وبمقارنته بين الاشياء عُرف أن لا قرين له) يعني تجد ان القرائن موجودة، الزوج والزوجة، احدهما قرين للآخر ماذا؟ للآخر، الله له قرين او ليس له قرين؟ (ضاد النور بالظلمة، ضاد الوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل والحرور بالصلد ، مؤلفٌ بين متعادياتها، مقارنٌ بين .. ). سؤال: التفتوا جيداً اذاً الامام امير المؤمنين، تبعاً للنص القرآني، الذي هو اهم المحكمات القرآنية، يقول اذا اردت ان تعرف الله سبحانه وتعالى، يقول في المخلوق فيمتنع على ماذا؟ على خالقه، الآن التفتوا جيداً، هذا الاتجاه الذي مشى به ماذا؟ ائمة اهل البيت علماء مدرسة اهل البيت، أما في المقابل ماذا فعلوا؟ في المقابل وهي مدرسة ابن تيميه ومقلدي ابن تيميه، يعني المدرسة الوهابية ويتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة يعني في ليلة الجمعة السابقة قلنا بأنه هم يقولون هذا اسم شريف، شرف لهم، نحن نشرفهم بهذا الاسم. الوهابية قرأنا عن ابن باز ويتذكر المشاهد الكريم ويعلم المشاهد أني لم أكن أسميهم بهذا الاسم ولكن لما وجدت أنهم يتشرفون بهذا الاسم فنحن ننسبهم إليه ننسبهم الى الوهابية بدل أن ينسبون الى الإسلام الأصيل، وبدل أن ينسبون الى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، الإسلام المحمدي الأصيل، بدل أن ينسبوا الى آل البيت الى علي وأهل بيته، بدل أن ينسبوا الى كبار صحابة النبي أرادوا أن ينسبوا أنفسهم الى محمد بن عبد الوهاب، هنيئاً لكم لا علاقة لنا في ذلك، ولا مشاحة في التسمية والاصطلاح.
ابن تيمية، أتباع ابنتيمية ماذا فعلوا؟ ذهبوا الى الآيات المتشابهة في القرآن الكريم، القرآن الكريم قال: (يد) وقال (وجه) وقال (كرسي) وقال (عرش) بدل أن يرجعوا هذه الى أم المحكمات القرآنية وهي قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) وقفوا عند ظواهر هذه الآيات، وهذا ليس كلامي، كلام كبار علماء مدرسة أهل السنة والجماعة لا يتبادر الذهن أني أريد أن اتهم أحداً، انظروا ماذا يقول الإمام القرطبي في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج6، ص695) تأليف الإمام الحافظ القرطبي، المتوفى سنة 656هـ، انظروا الى الرواية التي ينقلها في هذا الباب، وهي الرواية الواردة في كيفية التفقه في كتاب الله، كتاب العلم، باب كيفية التفقه، يقول: (والتحذير من اتباع ما تشابه منه عن عائشة قالت: تلا رسول الله (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ...) قالت: قال رسول الله: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فأحذروهم). الذين ذهبوا الى ماذا؟ بدل أن يذهبوا الى (ليس كمثله شيء) ذهبوا الى المتشابهات في القرآن، انظروا ماذا يقول الإمام القرطبي في ذيل هذه الرواية: (وقوله إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم فاحذروهم يعني يتبعونه ويجمعونه طلباً للتشكيك في القرآن وإضلالاً للعوام أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلت المجسمة) يقول هؤلاء من مصاديق الذين (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون) يقول من مصاديقه الذين اعتمدوا ظواهر المتشابهات في القرآن فوقعوا في التجسيم (الذين جمعوا ما وقع في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل واصبع تعالى الله عن ذلك فحذر النبي عن سلوك طريقهم). طبعاً نفس هذا الكلام نقله تلميذه في (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنمه من السنة وآي الفرقان، ج5، ص22 في ذيل هذه الآية) تأليف القرطبي المتوفى 671هـ، هذا المفسر تلميذ ذلك الذي شرح لمسلم، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، شارك في تحقيق هذا الجزء فلان، الجزء الخامس، مؤسسة الرسالة، يقول: (قال شيخنا أبو العباس) ولا يعلق عليه يعني راض بما ذكره.
قد يقول لي قائل: سيدنا لماذا تتهم ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلديه من الوهابية والسلفية الحديثة بأنهم يقولون بالتجسيم، أليسوا قالوا بأنه جسم لا كالأجسام. والجواب: يتذكر المشاهد أن ابن الجوزي الحنبلي في كتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) تأليف الإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 597هـ، هناك بعد أن نقل كلامهم في (ص99 و 100) قال: (فصنفوا كتباً) هؤلاء الذين ذهبوا الى ظواهر الآيات المتشابهة من غير أن يرجعوها الى محكمات القرآن بل الى أم المحكمات القرآنية (فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب) يقصد به المذهب الحنبلي (ورأيتهم قد نزلوا الى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينيني وفماً ولهوات وأضراس وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين ثم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل) يقول عندما اكتشف العوام لعبتهم أن هؤلاء حقيقة من المجسمة ومن المشبهة ضللوا العوام، دلسوا وغرروا العوام وقالوا لهم جسم لا كالأجسام، يد لا كالأيادي، وجه لا كالوجوه ...
إذن أنا أتصور أنه بهذه المقدمة وإن طالت قليلاً اتضح للمشاهد الكريم بنحو واضح ودقيق منهج مدرسة أهل البيت يسير بأي اتجاه، باتجاه يقوم على أساس قول تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وبتعبير الإمام الرضا (فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه وكل ما يمكن في الخلق يمتنع من صانعه). هذا هو الأصل وفي المقابل الأصل الذي سار عليه ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية وأتباعه من الوهابية وغيرهم أنهم ذهبوا الى متشابهات آيات الصفات في القرآن الكريم ذهبوا إليها وقطعوها عن أصولها ومحكماتها وعزلوها مع أن القرآن الكريم صريح يقول (هن أم الكتاب) ثم يقول، عجيب أن القرآن الكريم وأنا أتصور (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) يقول (وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه).
المُقدَّم: يتركون المحكم ويذهبون الى المتشابه.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، فقط يعزلوها عنها، وإلا هذا القرآن بأيدينا (فأما الذين في قلوبهم زيغ) وانحراف وضلال ومرض (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) عجيب القرآن الكريم يقول هؤلاء حتى عندما يطرحون التوحيد يبتغون من طرح التوحيد إيجاد الفتنة في الأمة والشاهد على ذلك أننا ذكرنا في الحلقة السابقة أن أولئك طرحوا التوحيد، التوحيد الذي ينبغي أن تكون هذه الكلمة المباركة تكون كلمة التوحيد سبباً ومنشئاً ومنطلقاً لتوحيد كلمة الأمة وجدنا أنهم جعلوا من كلمة التوحيد منشئاً ومنطلقاً لتفريق الأمة، فقسموهم الى مشركين وإلى غير مشركين، وإلى مبتدعة وإلى غير مبتدعة، وإلى عباد القبور وإلى غير عباد القبور. يا أخي العزيز قل هذا اعتقادي واذهب الى ربك لست أنت الحاكم، الله هو الحاكم الذي يحكم أن هذا موحد وذاك مشرك أن هذا أهل بدعة وذاك ليس أهل بدعة لا أنتم، من الذي فوض لكم هذا الأمر وأعطاكم هذه الصلاحية حتى تقولون أن المسلمين جميعاً يعيشون في البحر المحيط من الشرك والضلال والانحراف والبدعة والكفر ... كما قرأنا في الحلقة السابقة.
المُقدَّم: يعني المحتم في هذه الحلقة وأشرتم في الحلقات السابقة الى بعض تصريحات أهل البيت عليهم السلام في نفي الحد لله تبارك وتعالى فهل هناك كلمات أخرى في هذا المجال.
سماحة السيد كمال الحيدري: قرأنا مجموعة من الكلمات من أئمة أهل البيت أنهم جعلوا محور الأبحاث التوحيدية هو نفي الحد عن الله وبينت مراراً أن البعض يحاول أن يغرر بالامة واقعاً يغرر بالمشاهدين، يقول مرادنا من الحد ليس كما كذا يقول فلان، لا ابداً، أنتم صرحتم في كتب الذين كتبوا المراد من الحد يعني النهاية يعني الغاية، حتى أن المشاهد الكريم أيضاً يتذكر هذا البحث بشكل دقيق انظروا الى هذا الكتاب وهو كتاب (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه، ص23) صنفه الدشتي، المتوفى 665هـ، قال: (قال الخليل حد: فصل ما بين كل شيئين حد بينهما ومنتهى كل شيء حده) نهايته، المحدودية، لا العلو، (وقال ابن فارس الحد له أصلان الثاني طرف الشيء) يعني النهاية، (وقال أبو القاسم التيمي الاصبهاني: حد كل شيء موضع بينونته عن غيره). كيف ينتهي، ينتهي حتى يبين عن غيره حتى يبدأ غيره (فكل موجود له حد ينتهي إليه ويميزه عن غيره ...) وهذا المعنى في الرسالة التي ذكرها في آخر الكتاب، أنا أقرأ الرسالة (ملحق فيه الرد على منكر الحد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية من كتابه بيان تلبيس الجهمية أنه كتب رسالة وكتاب مستقل للإنكار على من ينكر الحد) ثم ينقل عبارة الدارمي في هذا المجال، يقول: (قال عثمان ابن سعيد الدارمي وأدعى المعارض) يعني المنكر للحد (أنه ليس له حد ولا غاية ولا نهاية) وهذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في كتاب (رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، ص23) تحقيق محمد حامد الفقي، هناك بشكل واضح وصريح يقول: (فقال قائل ممن ... قال أبو سعيد وأدعى المعارض وهذا الأصل الذي بنى عليه جهم والجهمية جميع الضلالات) يعني من انكر الحد فهو ضال، بل أكثر من ذلك يقول (كافر) هذا تصريح الى أن يقول في (ص24) (فمن أدعى أنه ليس لله حد فقد رد القرآن وادعى أنه لا شيء) يعني أساساً هناك ملازمة عقلية بين المحدودية وبين الموجودية، فمن هو موجود لابد أن يكون محدود، ولا فرق بين أن يكون واجباً وأن يكون ممكناً، لا فرق بين أن يكون خالقاً وبين أن يكون مخلوقاً، إذن هؤلاء شبهوا الخالق بالمخلوق أو شبهوا المخلوق بالخالق، وهذا الذي قلنا هو الأصل الذي يخالفه القرآن والذي تخالفه مدرسة أهل البيت يقولون (ليس كمثله شيء) طبعاً هو صريح العبارة يقول: وأدعى أنه لا شيء لأن الله وصف حد مكانه، لا فقط وصف حده، بل مكانه أيضاً له حد، وإذا كان المكان محدوداً هل يمكن الجالس والقاعد على المكان غير محدود، هذا محال، ولذا تجدون أن الأئمة سلام الله عليهم عندما جاءوا الى هذه الحقيقة قالوا لا نوافق على أن الله سبحانه وتعالى يكون كذلك، قال (سبحانه وتعالى حد الأشياء) انظروا الى كتاب أمير المؤمنين في توحيد الصدوق، يقول: (حد الأشياء كلها عند خلقه إياها فهو الحاد) وليس هو المحدود. أما المخلوقات فهي المحدودة وليست هي الحادة لنفسها، الذي حدها هو خالقها وموجدها وصانعها وفاطرها، ولذا تجدون أن الأعلام قالوا إذا ثبت، علماء المسلمين جميعاً قالوا إذا ثبت أن الله محدود لابد أن يكون محدثاً، لابد أن يكون مخلوقاً، لا يعقل أن يكون محدوداً وأن يكون مخلوق، غير معقول، لأن المحدودية تحتاج الى من يحد الشيء فإذا ثبت أن الله محدود يعني مخلوق، يعني حادث، ولذا هذا المعنى تجده كبار علماء المسلمين أشاروا الى هذه الحقيقة منهم الإمام البيهقي في كتاب (أسماء الله وصفاته، ج3، ص1044) المتوفى 458هـ، يقول: (وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث) يكون محدثاً، لا يكون قديماً، يكون مخلوقاً لا يكون خالقاً، يكون مربوباً ولا يكون رباً. يكون فقيراً لا يكون غنياً. وهذا هو القانون الذي بنى عليه القرآن الكريم وأتباع القرآن من هم عدل القرآن وهم أهل البيت وأئمة أهل البيت قال: (والحد يوجب الحدث لحاجة الحد الى حاد خصه به) أن الأشياء حدودها مختلفة، لماذا هذا حده 5 سم، وهذا حده 5 كيلو متر، من الذي جعل الحد لهذا ولذاك (الى حاد خصه به) لا أريد أن أدخل في مباحث الترجيح بلا مرجح يلزم في المقام وما هي اللوازم على ذلك، نفس هذا البيان تجده في كتاب (الأمالي، المجلس الثلاثون) للشيخ المفيد المتوفى 413هـ، قال: (لشهادة العقول أن كل محدود مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالقاً ليس بمخلوق) وهذه القواعد التي، من أين جاءت هذه القواعد؟ هذه القواعد قواعد عقلية قبل أن نأتي الى النقل ولكن القرآن الكريم صريحاً أدى وبين هذه الحقيقة.
هذه الحقيقة أنا أتصور واضحة ولكن مع ذلك أؤكدها حتى يتضح ا، القضية متواترة وإذا صارت القضية متواترة في مدرسة أهل البيت لا نحتاج الى البحث السندي أن العبارة صحيحة أو ليس بصحيحة لأن القضية تعد من الضروريات، مسألة أن الله ليس له حد ينتهي عنده يعد من ضروريات مذهب ومدرسة أهل البيت، فمن أنكر ذلك خرج من المذهب، يكون في علم المشاهد كيف أنه عندنا ضروريات في الفقه والعقائد من قبل من أنكر عصمة أئمة أهل البيت في مدرسة أهل البيت يكون مؤمناً مسلماً ولكنه ليس بإمامي اثني عشري، لأن الإمام الاثني عشر من يعتقد بالأئمة الاثني عشر وأنهم معصومون وأنهم أوصياء رسول الله وأن الثاني عشر منهم حي، فمن أنكر هذه الضروريات للإمامة، في ضروريات التوحيد الضرورة عندنا من أنكر هذا الأمر، يعني من أثبت أن الله محدود فقد خرج ... الروايات الواردة في ذلك كثيرة وأنا أشير الى بعضها.
في كتاب الكافي، الطبعة الجديدة لثقة الإسلام الكليني، المتوفى 329هـ، (الكافي، كتاب العقل والجهل، الأحاديث 1- 758، ج1، ص250، الحديث 5) تحقيق قسم إحياء التراث، مركز بحوث دار الحديث، وهو ما ورد في كتاب التوحيد، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف الله به نفسه ... يقول: (فكتب عليه السلام بخطه: سبحان من لا يحد) لا يمكن أن يحد، منزه عن المحدودية وعن الحد، من أهم ما هو منزه عنه كيف هو منزه عن الجهل منزه عن الحد، لأن الحد والمحدودية نقص وليس كمال، اذهبوا الى عقولكم وإلى فطرتكم انظروا أن العلم إذا كان محدود كمال أو إذا كان لا محدود كمال. الإمامة عن الإمام الجواد، (فكتب بخط يده عليه السلام سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شيء وهو السميع العليم أو قال وهو السميع البصير، سبحان من لا يحد) كما قلت ارجعوا الى عقولكم علم محدود كمال أم العلم اللامحدود كمال، أيهما؟ الحياة المحدودة كمال أم الحياة اللامحدودة؟ أيهما أكمل العلم المحدود أكمل أم العلم اللا محدودة الحياة المحدودة أكمل أم الحياة اللامحدودة، وهكذا كل صفاته وأفعاله، أنا أتصور أن كل إنسان بالفطرة يرى أن اللامحدود أكمل، وقد ثبت في محله من الأبحاث العقلية أساساً ليس فوقه فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى، الله سبحانه وتعالى ليس فقط لا يتناهى، بل وفوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى، وهذه أبحاث عقلية الآن لا أريد أن أدخل في تفاصيلها. هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ورد في (ج1، ص311، ح1) من نفس الكتاب، في باب الحركة والانتقال، الرواية عن أبي إبراهيم يعني الإمام الكاظم عليه السلام، كتاب التوحيد، باب الحركة والانتقال، يعني الباب 19 من كتاب التوحيد، الرواية طويلة الذيل قال: (ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل على السماء الدنيا) هذا الذي كتبوا فيه الرسائل والكتب أن الله ينزل الى السماء الدنيا، فقال (إن الله لا ينزل ولا يحتاج الى أن ينزل) (ليس كمثله شيء) (لأن الذي يحتاج الى النزول) أنا وأنت نريد أن نعرف شيء فننزل أما الله سبحانه وتعالى وهو المحيط بكل شيء ولا يعزب عن علمه مقدار ذرة لماذا ينزل ويصعد (أن الله لا ينزل ولا يحتاج الى أن ينزل إنما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد ولم يحتج الى شيء بل يحتاج إليه، أما قول الواصفين أنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك من ينسبه الى نقص). النزول والصعود ليس كمال وإنما هو نقص، فصار مثل خلقه، قال: (إنما يقول ذلك من ينسبه الى نقص أو زيادة وكل متحرك محتاج الى من يحركه أو يتحرك) الأداة التي يتحرك بها (فمن ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فإن الله جل وعز عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين) لأن كل ما ننعته نحن بعقولنا أو نصفه بعقولنا أو نتوهمه بأوهامنا فهو مخلوق مثلنا، لا يمكن أن يكون هو الخالق، لأنه ليس كمثله شيء، هذا الأصل، هذا المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في (ص346، في كتاب التوحيد، باب جوامع التوحيد، ح7) (خطب أمير المؤمنين يوماً خطبة بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته وما ذكره من تعظيم الله جل جلاله قال أبو إسحاق: فقلت للحارث أما وحفظتها، قال قد كتبتها فأملاها علينا من كتابه) إذن يظهر أن تلامذة أمير المؤمنين كانوا يكتبون، ومنع الخليفة الأول والثاني للكتابة لم يؤثر، (الحمد لله اللابس الكبرياء بلا تجسيد ... والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم ليس له حد ينتهى الى حده، محال أن يكون له حد يحد) هذه القضية تعد مفتاح معارف التوحيد في مدرسة أهل البيت، هذا الذي قلته مراراً وتكراراً للمشاهد أن هذه تعد مفتاح معارف أهل البيت في التوحيد، من أراد أن يعرف توحيد مدرسة أهل البيت عليه أن يحقق في هذه المسألة أولاً.
ومنها أيضاً ما ورد في (ص353، كتاب التوحيد، باب النوادر، ح6) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام وهي (بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة) غني عن العالمين، (فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه) لا فقط أن الله لا حد له ويمكن أن يكون له حد بل يستحيل أن يكون له حد، فرق، أنا الآن لا أملك كذا، ولكن يمكن أن أملك كذا، الله لا أنه فقط ليس بمحدود بل يستحيل أن يكون محدوداً، قال: (استحال الحد والكيف فيه فأفهم إن شاء الله تعالى).
المُقدَّم: إذا كان الأمر كذلك وبينتم معتقد الجانبين فما هو منشأ الإيمان بأن لله حد ينتهي إليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية بودي أن المشاهد الكريم يتدبر فيها أن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بينوا منشأ الذهاب إلى المحدودية، وهذه نقطة أساسية، أمثال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يعني امثال هؤلاء المعاصرين الوهابية والسلفية وهؤلاء الذين ضاع منهم التوحيد الحقيقي، لماذا ذهب هؤلاء إلى الحد مع أن علماء المسلمين وبالخصوص أئمة أهل البيت بشكل واضح وصريح قالوا بأن المحدودية إنما تنسجم مع المخلوقية وأن المحدود لا يكون إلا مخلوقاً، الجواب في كلمة واحدة أشار لها الإمام أمير المؤمنين في خطب نهج البلاغة، ارجع وأقول في الأعم الأغلب من خطب نهج البلاغة خطب مسندة ولها أسانيد قوية وصحيحة سواء على مستوى النهج السندي أو على مستوى النهج المضموني، وبودي أن المشاهد الكريم يعرف منهجي في قبول الرواية وعدم قبولها، ليس فقط أنا أقبل الرواية ولا أقبلها على أساس أن السند صحيح أو ليس بصحيح، رب رواية صحيحة ولكنها مخالفة للأصل القرآني فلا قيمة لها ونرمي بها عرض الجدار، القرآن الكريم إذا أثبت لنا وقد أثبت (ليس كمثله شيء) إذا وجدنا رواية فيها الجسمية نضرب بها عرض الجدار ولو جاءت من علية صحابة رسول الله، لا قيمة لها، لأنها مخالفة لنص القرآن الكريم. وهذا هو المنهج المضموني، والعكس كذلك لو جاءت عندنا روايات عندما نعرضها على القرآن الكريم نعرضها على الروايات الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام نجد أن هذا المضمون وارد، إذن المضمون صحيح وإن لم يكن. هذا مضافاً إلى أن هذه الكلمة التي يحاول البعض ان يدلس بها أن نهج البلاغة صدر من أمير المؤمنين وأن الشريف الرضي كان في القرن الخامس من الهجرة كيف هذا السند، إذا كان الأمر كذلك فكل كتب الحديث كتبت في القرن الثالث والرابع والخامس إذا كان بمجرد يوجد فاصلة زمانية يعني أن الكتاب لا قيمة له، نعم تعالوا قولوا لماذا لا يوجد في هذا الكتاب أسانيد ذاك بحث آخر نبحثه معكم مفردة مفردة في هذا المجال.
الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام بين بشكل واضح وصريح قال: (أول الدين معرفته) هذا في (نهج البلاغة، الخطبة الاولى) شرح محمد عبده، قال: (الحمد لله لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعمائه العادون) باعتبار أن نعمه لا تحصى (ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن) السلام عليكم لا يا إمام التوحيد، طبعاً عندما أقول إمام التوحيد لا يذهب ذهن بعض العوام أو الجهلة أو المغرضين ويقول أنه أعلم من رسول الله، لا، هو تلميذه (علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح منه ألف باب) بل بتعبيره عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال له يهودي: أفنبي أنت. قال: ويلك أنا عبد من عبيد محمد. هكذا نحن نعتقد في علي وآل بيته بالنسبة إلى خاتم الأنبياء والمرسلين.
قال: (الذي ليس لصفته حد محدود) هنا سؤال إذا كانت الصفة غير محدودة هل يعقل أن يكون الموصوف محدوداً، لأن الصفة قائمة بموصوفها، فإذا كان الإمام يقول صفاته غير محدودة إذن ذاته أيضاً غير محدودة، هم يتكلمون في تحديد الصفات في التوحيد الصفاتي، في توحيد الصفات يقولون محدودة (الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ...) إذا أردتم أن تعرفوا الله ليس له حد (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به) طبعاً أنا لا أشرح هذه الخطبة لأن المشاهد الكريم أو بعض المشاهدين يعلمون أني شرحت هذه الخطبة في قناة المعارف، بإمكان الأخوة الأعزاء أن يستفيدوا من هذه الحلقات، نحن تكلمنا في أربعين حلقة في هذه الكلمات للإمام أمير المؤمنين.
قال: (وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيد، وكمال توحيده الإخلاص به، وكمال الإخلاص له نفي الصفات ... فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه ... ومن جهله فقد أشار إليه) أولئك الذين يقولون يوم القيامة نقول هذا ربنا، يعني يشيرون إليه إما إشارة حسية أو حتى إشارة عقلية لا يمكن الإشارة إليه سبحانه، لأن الله غير محدود ولا يمكن للمحدود أن يشير إلى غير المحدود حتى ولو كانت إشارة عقلية، لا يمكن، فضلاً عن الإشارة الحسية، يا أمير المؤمنين لماذا هؤلاء قالوا بأنه يشار إليه؟ قال: (ومن جهله فقد أشار إليه) جهلوا حقيقة الخالق، إذن سبب الإشارة إليه هو جهلهم (ومن أشار إليه فقد حده) إذن منشأ الحد هو الجهل.
اخواني الأعزاء المشاهد الكريم أعزائي من كل المدارس والمذاهب الإسلامية أوجه كلامي إلى الجميع لا أريد منهم جزءاً ولا شكوراً وإنما همي الأصلي أن يذهبوا ويتثبتوا من توحيدهم ومن معرفتهم بالله سبحانه وتعالى لأنها هي الأصل في جميع المعارف إذا لم تتثبت من هذا الأصل وإذا بطل هذا الأصل الأصيل بطل كل شيء، ألم نقرأ أن الصلاة عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، كذلك التوحيد عمود كل شيء، ذاك على مستوى الفروع وهذا على مستوى الاعتقادات والأصول، التوحيد عمود عقائدنا إن قبل التوحيد قبل ما سواه، وإن كان هناك شرك إذن لا يقبل (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والإمام سلام الله عليه هنا يقول أن منشأ الذهاب إلى الحد هو الجهل، وهنا أبين لك حقيقة جديدة بودي أن تلتفت إليها وتتدبر، الإنسان إذا لم يكن توحيده على أساس صحيح عند ذلك لا يستطيع أن يعرف النبوة أيضاً لأن هذا الرسول مرسل من قبل ذلك المرسِل فإن لم تعرف المرسِل كيف تستطيع أن تتعرف على المرسَل، إذا لم تعرف المرسِل كيف تستطيع أن تتعرف على المرسَل ورسالة ذلك المرسَل، وإذا لم تتعرف عليه كيف تستطيع أن تتعرف على حقيقة الإمامة وعلى حقيقة المعاد وعلى حقيقة العدل، ومن هنا عندي بحث وهي رسالة مختصرة في كتاب (بحوث عقائدية) وهو في ثلاث رسائل، الرسالة الأولى العرش والكرسي في القرآن الكريم، الرسالة الثانية مراتب العلم الإلهي وكيفية وقوع البداء فيه، الرسالة الثالثة التوحيد أساس جميع المعارف القرآنية، ما لم نحكم هذا الأصل تكون باقي المعارف على شفا، تنهار واقعاً ولا تبقى له قيمة. المهم أن الإمام عليه السلام بشكل واضح وصريح يقول: (ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده) إذن القائلون بأن الله يشار إليه يوم القيامة من حيث شاءوا أم أبوا هم قائلون بأن الله محدود، لأن الإشارة لا تكون إلا في موضع معين، أنا عندما أقول هذا أمامي لا يعقل أن يكون خلفي.
في الآونة الأخيرة عندما يتكلمون قالوا أن الله قال من سبع سمواته، يعني يشيرون إليه أنه قاعد وجالس، كما قرأنا أنه قاعد وجالس فوق سبع سماوات، وبأنه قاعد وجالس على عرشه، إذن يشار إليه. والإمام سلام الله عليه أمير التوحيد يقول (ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده).
ولذا تجد تلميذه وتجد إمام آخر من أئمة أهل البيت وهو الإمام الرضا انظروا ماذا يقول عن هذه الحقيقة، يقول: (فليس الله عرف من عرف بالتشبيه ذاته، ولا إياه وحد من اكتنه ... ولا به صدق من نهاه) غير مصدق بالله، بل بشيء آخر، وهو ليس الله، إذن هو لا يعتقد بالله، بل يعتقد بأمر ليس له مصداق، ولا حقيقة له، أمر وهمي، كلما ميزتموه بأدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم، لماذا قال كلما ميزتموه يعني جعلتموه محدوداً. قال: (ولا به صدق من نهاه، ولا إياه عنى من شبهه) قال جسم لا كالأجسام (ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه .... وبالعقول تعتقد معرفته) وهذا أصل آخر من أصول مدرسة أهل البيت، معرفة الله ليست قضية نقلية حتى نذهب إلى هذه الرواية ونعرف سندها، بل القضية مرتبطة بالعقل، هؤلاء الذين يناقشون العقل ليس له بضاعة في معرفة الله سبحانه وتعالى، قال: (وبالعقول تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته) إذن إلى هنا يتضح وهذه قضية لا أريد أن أطيل الكلام فيها وهو أن منشأ الإيمان بأن الله محدود في ذاته ومحدود في صفاته منشئه الجهل بالله سبحانه وتعالى، يعني من لم يعرف الله ذهب إلى هذه الأمور.
المُقدَّم: قد يأتي سؤال يقول أنتم الآن أثبتم من هذه الطرق المتعددة، ولكن إذا لم الحق تعالى محدوداً بحد فكيف يتميز عن خلقه وخلقه كيف يتميزون عنه.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أنا أتصور واحدة من الأسباب التي أدت، هذه من المناشئ غير مسألة الجهل، هو أن هؤلاء القائلين بالمحدودية تصوروا بأنه لا طريق لإثبات البينونة والتميز بين الله وبين خلقه إلا بإثبات أن الله محدود. قالوا أن الله سبحانه وتعالى لو كان ممتداً في كل الأبعاد، هذا من باب المثال لان هذا جسم والله ليس بجسم، لو كان ممتداً بكل الأبعاد إذن لا يوجد مجال لأن يوجد الكتاب الثاني، هذا الكتاب لو فرضنا أنه ممتد إلى ما لا نهاية يشغل كل الفضاء فلا مجال لأن يوجد الثاني، إذن قالوا لكي يوجد الثاني ولكي يوجد المخلوق فلابد أن يكون الأول محدود بحد، إذن قالوا لا طريق لإثبات البينونة والتميز بين الله وبين خلقه إلا بإثبات أن الله محدود بحد، وإلا إذا لم نقل ذلك لما أمكننا إثبات التميز والبينونة، هذا لعله أهم عامل في أذهان القائلين بالمحدودية لإثبات أن الله محدود ويستحيل أن يكون غير محدود، ويستحيل أن يكون غير متناهي.
هؤلاء أيضاً وقعوا في نفس الإشكالية السابقة لأني سأقف عند هذا البحث تفصيلاً في الحلقة القادمة، نحن إذا أردنا أن نميز بين مخلوقين نستطيع أن نميز بالحد، نقول هذا ينتهي ويبدأ الآخر، وإلا لو استمر هذا إلى ما لا نهاية فلا يبقى مجال للآخر، ولكن هذا التمايز بين المخلوقات فلو قلنا أن الله يتمايز من خلقه بهذا النحو من التمايز إذن صار مثله شيء، وقد قالت القاعدة (ليس كمثله شيء). القاعدة ماذا قالت، ارجع وأقرأ النص، المشاهد الكريم يعرف ماذا قرأت، النص قال: (فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه) والتمايز بهذا الطريق يوجد في المخلوقات، إذن لو وجد التمايز بين الخالق والمخلوق بنفس هذه الطريقة للزم أن مثله شيء، قلت لكم هذا الأصل هو الأصل الأصيل والمحور الأساس في كل حركتنا المعرفية.
لو قلنا أن الله تعالى الخالق يتميز عن مخلوقاته جميعاً كما تتميز المخلوقات بعضها عن بعض إذن لزم أن يكون مثله شيء، والله ليس كمثله شيء، ولذا تجد الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عندما وصل إلى هذه الحقيقة، وسأبين أنه إذا لم يتميز هو عن خلقه بهذا النحو من التمايز إذن بماذا تمايز، أن أقرأ هذا النص الذي ورد في (توحيد الصدوق، ص43) قال: (حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها) إذن لا هي تشبهه ولا هو يشبهها، فلو تميز عنها أي عن المخلوقات بما تتمايز المخلوقات بعضها عن بعض إذن لزم أن يكون شبهه شيء، سيدي يا أمير المؤمنين كيف قال: (فلم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن) الله سبحانه وتعالى ليس حالاً في الأشياء، هذا مهم نفى الحلول، (ولم ينأى عنها فيقال هو منها بائن) لأنه إذا بان منها كما يبين هذا عن هذا إذا تميز كما يتميز هذا عن هذا إذن لزم ماذا؟ ولذا تجد الإمام أمير المؤمنين يؤكد على هذه الحقيقة بما لا مجال للكلام فيه يقول (داخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء) لأنه إذا دخل فيها كدخول شيء في شيء شابه خلقه ومخلوقاته (وبائن من الأشياء لا كمباينة شيء لشيء) لأنه لو باينها هكذا للزم أيضاً نفس المحذور، هذا المعنى أشار إليه أمير المؤمنين في (الأصول من الكافي، ج1، ص214، الحديث2) قال: (داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء) وإلا يلزم الحلول (وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء) وإلا لو خرج من الأشياء كخروج هذا عن هذا للزم أن يكون مثله شيء، ولذا قال (سبحانه هو هكذا ولا هكذا غيره...).
وهذا أصل قرآني فلو رجعت إلى القرآن تجده يقول (وهو معكم أينما كنتم) ولذا اضطر السلفية وابن تيمية وأتباعه بأنه علمه، لأنهم ما استطاعوا. قال: (وهو معكم أينما كنتم) وقال: (أينما تولوا فثم وجه الله). قال: (وإذا سألك عبادي عني فأني قريب). هو قريب. (لا يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
إذن هذه الحقيقة أنا أتصور لا نحتاج إلى التأويل كما أوله هؤلاء وإنما نقول الله ليس بائن عن خلقه كبينونة شيء عن شيء، وإلا يلزم مثله شيء، وليس داخلاً في الأشياء كدخول شيء في شيء، حتى يلزم الحلول. إذن يبقى هذا التساؤل إذن بماذا تميز وبماذا باين سيأتي بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
المُقدَّم: لأنه حد خلقه امتاز عنهم بهذا الحد امتاز عنهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا وحدة من وجوه أنه أساساً الأشياء محدودة وهو غير محدود وهذا أهم امتياز لأن المحدود فقير واللامحدود غني.
المُقدَّم: الأخ أبو مشاري من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو مشاري: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو مشاري: أني أحبك في الله، بارك الله فيك، جزاك الله عنا وعن المسلمين ألف خير، يا طويل العمر الحق نور فاصل والشمس لا يغيبها الغربان، أشهد الله أن الحلو في كل كلامك وأفعال، عالم شلت الكتب التي ما تشيلها اجمال، وصرنا نقرأها معاً، أنت منصور والنصر من رب العالمين، منصور من يوم صديت الجهال، وجندلتهم بسيف العلم وصاروا مثل الحباري من جاءها الصقر .... والتوحيد الصحيح والتوحيد الكاذب، والتوحيد أنواع على ما قالوا، ونحن صدقنا بقولهم وكنا في ميادين الشبهات والضلال، والتوحيد عندهم عرش وأرجل وأيدي واستغفر الله وأتوب إليه، أعوذ بالله، وعندما حق الحق نبحث عنهم فلا نجدهم سود الله وجوههم، وأنت صار لك أشهر وتؤسس للتوحيد وهم بتوحيد المرقع لم نسمع لهم صوت لا عندكم ولا في محطاتهم. ويوم تهجم ذاك الهجين على أم المؤمنين عائشة سمعنا أصواتهم جلجلت وتحس بأن الساعة قد قامت، ونادوا بالجهاد الجهاد، وهذا يثبت أنهم سماعون للفتن أما في ميادين العلم فهم صم.
لترى الناس أنهم مهزومون، أين أنتم تناقشون العلم بالعلم، أين أنتم يا أعداء المرأة، أنت تذكر بالعلم الذي يوحد العرب والمسلمين، وهمهم جمع الأموال، يملك أحدهم ما يملك، كرهوا الناس بملة الإسلام، كرهوا الإنسان بنا، أعوذ بالله، ونحن أولاد بلدهم المسلمين لم نسلم منهم، يمشونا بالعصا والنفر والنفير. وأبسط ما عندهم يا ضال يا فاسق، أخلاق سيئة، ووجوه عكرة، يقول لك يا كافر يا زنديق، أترجاك، واجب عليك التفكير، ونحن نبايع لك، والزكاة علينا واجبة، وكلامك هذا يروي ضمانا، حياتنا لرب العالمين سبحانه وتعالى، وأقسم بالله أنهم يقولون فيكم شيعي أو سني، الذي أنا متأكد منه أنك أنت شيخ الموحدين، ونتبع كلمة الحق ونتبع قائلها، وأنتم الشيعة والله أنتم رجال وبصراحة أشهد الله ثم اشهد الله أنتم رفعتم رأسنا ونصرتم المسلمين وناطحتم أمريكا الظالمة المجرمة المستكبرة، وأذللتم الصهاينة الكفار أعداء الإنسانية القتلة، هزمتموهم، والحمد الله اختراعات ونووي تبارك الله، أعداء المرأة حائرين بالمرأة تسوق أو لا تسوق.
سماحة السيد كمال الحيدري: هناك مجموعة من النكات في مداخلة الأخ، من أهمها بأن يقول بان هؤلاء غاروا على عرض النبي ولكن لا يغارون على توحيد الله سبحانه وتعالى، إذا كانت قلوبكم محترقة على الدين أيهما أهم، الأهم هو توحيد الناس أو الاهم هو عرض النبي الأكرم، لا إشكال نحن لا نريد أن نتاجر، لأننا نتصور أنكم جعلتم عرض النبي في مزايدة ونحن براء من هذا المنهج، ولكنه هذا التوحيد تعالوا بينوه، هذا رجل مسلم الآن أمامكم وأنا عندي يقين أنكم غداً ستبدءون بالتعليق وأن هذا مأجور وأن هذا أعطي مالاً وأنه كذا.
يا أخي واقعاً بيني وبين الله ما وصل إليه بفطرته، والله يعلم لا نعرفه ولعله لا يعرفنا إلا من خلال هذه البرامج.
المُقدَّم: معنا الأخ خالد من الأمارات، تفضلوا.
الأخ خالد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ خالد: الله يحفظكم سماحة السيد كمال الحيدري، بالنسبة لمن يدعي أن الله سبحانه وتعالى له تسع وتسعين اسماً من اسماء الله الحسنى، طبعاً نحن نعرف الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، ونعرف أنه الله له، الإشكال أنه الله سبحانه وتعالى له الاسم الأعظم سواء كان من أمهات الأسماء أو أسماء الأسماء.
المُقدَّم: معنا الأخ عصام من سوريا، تفضلوا.
الأخ عصام: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عصام: عندي ثلاثة اسئلة، أول سؤال بالنسبة لموضوع الرؤية، الرؤية في الدنيا ممتنعة ولكن هناك من يقول أنه في الآخرة. السؤال الثاني بالنسبة إلى إثبات الحد والمحدودية بالنسبة لله سبحانه وتعالى عند الأشاعرة والماتردية، هل يؤمنون بهذا الاعتقاد أو لا.
سماحة السيد كمال الحيدري: هم لا يؤمنون، هذا تقدم بحثه، تقدم فيما سبق أن الذين يذهبون إلى أن الله محدود عدد محدود وبالخصوص في الآونة الأخيرة الوهابية وأتباع ابن تيمية. ولا يوجد في علماء المسلمين من يقول بالحد لله عز وجل.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو كوثر من هولندا، تفضلوا.
الأخ أبو كوثر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ أبو كوثر: عندي مداخلة قصيرة بسيطة وبعدها سؤال، بالنسبة لقولهم جسم لا كالأجسام، في الحقيقة لو كان عندهم علم تعلمنا منهم وإذا كانوا من أصحاب الحجة اتبعناهم، فعليهم إما أن يوضحوا كيفية لا كالأجسام، أو تبطل حجتهم تماماً لأنهم لم يوضحوا إطلاقاً ولا يشيروا إلى هذه الكيفية وفي هذه الحالة تبطل حجتهم لأنه لا دليل لديهم. وبالنسبة للسؤال حقيقة هم لما أرادوا أن يشيروا إلى الحد وجسمية الله سبحانه وتعالى بهذا أرادوا أن يضربوا معنى التوحيد، وإذا ضربوا معنى التوحيد نتيجة لذلك سوف يضرب الدين الإسلامي وإذا ضرب الدين، وكانت لديهم أجندات تنفع أديان أخرى كاملة في ذلك الوقت.
المُقدَّم: يعني سماحة السيد ذكر أن الجهل هو السبب الذي أدى بهم إلى أن يحدوا الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا منشأه الجهل والعامل الثاني الذي أشرنا إليه وهو أنهم تصوروا أن لا طريق للتميز إلا المحدودية.
المُقدَّم: معنا النابلسي من سوريا، تفضلوا.
الأخ النابلسي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ النابلسي: كيف حالكم سماحة السيد، أنا من السنة المتشيعين في سوريا، من عاصمة بني أمية أتكلم معكم، الله يحفظكم لنا ويحفظ قناة الكوثر التي بينت الحقيقة، وأريد أن أقول إلى القنوات الأخرى أن هذه القنوات التي تسب بالشيعة على مدار اليوم ما زادتنا إلا تشيعاً ولن نتنازل عن مذهب أهل البيت ولو قطعنا أرباً أرباً في الشام.
المُقدَّم: الأخ أحمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: سؤال سريع جداً، سيدنا الكريم بالنسبة للآية التي تقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) عندما نتكلم مع الطرف الآخر يقولون لا تقفوا عند (ليس كمثله شيء) أكملوا الآية وهو (السميع البصير) فسؤال هو البشر والمخلوقات بعضهم يسمعون فبالتالي هل سمع الله سبحانه وتعالى فيه تشبيه لمخلوقاته. هذا السؤال، وعندي ملاحظة على مداخلة الأخ أبو مشاري من السعودية حبذا لو لم يستخدم بعض الألفاظ.
سماحة السيد كمال الحيدري: ونحن نؤدي الأخ العزيز على الملاحظة التي أشار لها المتصل حول استخدام بعض الألفاظ، ولكنه بعض المتداخلين لا نستطيع أن نضبط كلماته، وإلا نحن لا نؤيد ذلك.
المُقدَّم: معنا الأخ ميثم من ألمانيا، تفضلوا.
الأخ ميثم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ميثم: عندي مداخلة بسيطة حول قول أمير المؤمنين عليه السلام (داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة) نحن رددنا على ابن يتيمة قوله أنه جسم لا كالأجسام، وقوله داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة، نحن نقول داخل.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا داخل ولا خارج، نحن لا نقول داخل، فرق كبير بين أن نقول جسم، أنا أريد أن أقول أنه يتمايز، هل يتمايز كما تتمايز هذه الأجسام، الجواب كلا، إذن كيف يتمايز؟ هذا يحتاج إلى بحث، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بين قال لا هذا ولا ذاك، لأنه إذا قلنا دخل في الأشياء حصل الحلول، وإذا خرج من الأشياء خروج شيء عن شيء، والله سبحانه وتعالى إذا خرج عن الأشياء كخروج هذا عن هذا إذن ماثله شيء. قول أمير المؤمنين دقيق جداً الإمام أمير المؤمنين يعطي كأنه الصراط المستقيم أحد من السيف وأدق من الشعرة، يريد أن يقول لا تقولوا خارج كخروج شيء عن شيء لأنه يصير مثله شيء، ولا تقولوا داخل في الأشياء كدخول شيء في شيء فيحصل مثله شيء.
داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة.
المُقدَّم: حول آية (كمثله شيء وهو السميع البصير).
سماحة السيد كمال الحيدري: في الأسبوع القادم سأبين أن المخلوقات كيف تسمع وهو كيف تسمع، أن المخلوقات كيف تبصر وهو كيف يبصر، إذا كان يبصر كما تبصر لزم أن يكون ...
المُقدَّم: ذكرتم فيما سبق أن هناك صفات مشتركة.
سماحة السيد كمال الحيدري: الله موجود، الله عالم، الله سميع، الله بصير، الله مريد، هذه كلها صفات، ولكنه ليس كمثله شيء.
المُقدَّم: بهذا اتضحت الكثير من الأمور وإن شاء الله في الأسبوع القادم سيأتي توضح باقي الأمور، شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم أيها الأخوة والأخوات جميعاً. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.