الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(9)
  • عنوان المقال: الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(9)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 10:51:33 2-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

06/09/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة هو: (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم التاسع) مرحباً بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد. قبل البدء

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل هناك تتمة لبحث أمس فيما يتعلق بنظرية ابن تيمية في معرفة الله تعالى.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

بودي في المقدمة أن أشير أنه نحن إنما جعلنا محور هذه الأبحاث هو معرفة ما يقوله الشيخ ابن تيمية في معرفة الله باعتبار أن هذا الاتجاه وأن هذه النظرية وأن هذه الاطروحة في معرفة الله امتداداتها موجودة إلى يومنا هذا، بل أولئك الذين يعتقدون بالتوحيد الذي أسس له الشيخ ابن تيمية يعتقدون أنه هو التوحيد الحقيقي وأنه هو التوحيد الخالص وأن من لا يعتقد بمثل ذلك التوحيد فهو زنديق، فهو كافر، وهو مرتد ونحو ذلك. ولو كانت القاضية رأي ذكر في التأريخ لعالم من العلماء لتجاوزنا ذلك الرأي والإجماع على خلاف ذلك الرأي فلا نقف عند ذلك الرأي، ولكن عندما نجد امتدادات لذلك الرأي بالنحو الذي من لو يؤمن بتلك النظرية فأنه سوف يكون زنديقاً وخارجاً عن الملة وصاحب بدعة ونحو ذلك. على سبيل المثال بالأمس نحن قلنا أن الشيخ محمد عبد الوهاب ممن يعتقد بهذا الاعتقاد وهو تلميذ، بل مقلد من مقلدي الشيخ ابن تيمية، لا يوجد أي تجديد عنده وإنما كل الذي عنده أراد أن يبلغ آراء ابن تيمية بعد أن عفى عنها الزمن.

انظروا إلى ما يقوله الشيخ محمد عبد الوهاب في كتابه (الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الصفات، ص95) تأليف الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان آل مرمر، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي تقرير معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، دار البشير، نجد أن نفس النظرية التي قرأناها فيما سبق يقول مؤلف هذا الكتاب أنها هي نظرية الشيخ محمد عبد الوهاب، (ومن قال أن الله ليس في جهة قيل له ما تريد بذلك، فإن أراد بذلك أنه ليس فوق السماوات رب يعبد ولا على العرش إله يصلى له ويسجد له ومحمد صلى الله عليه وآله لم يعرج به إلى الله فهذا معطل) يعني لابد أن تعتقد أن الله فوق السماوات وأنه له جهة وكذلك من قال أن الله متحيز بنفس البيان الذي تقدم. إذن نفس النظرية التي آمن بها الشيخ ابن تيمية في إثبات المكان والجهة والحيز والحد ونحو ذلك بشكل واضح وصريح يؤمن بها الشيخ محمد عبد الوهاب ومن هم أتباع محمد بن عبد الوهاب في عصرنا الحاضر. بل أكثر من ذلك أن هؤلاء صرحوا بأن من يؤمن بذلك فهو زنديق وكافر، انظروا إلى هذا الكلام في كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي المتوفى سنة 1392هـ، يقول: (وذكر النبي في معنى قول الله تعالى (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، فقولك فليس فوقك شيء نص في أنه تعالى فوق جميع المخلوقات).

المُقدَّم: وقضية ليس تحته شيء.

سماحة السيد كمال الحيدري: لم يبينها لأنها لا تخدمه، لأنك إذا فسرت الفوق بمعنى الفوقية المفروض أن تفسر التحتية لأنه يقول أن الباطن ليس دونك شيء، إذا كان فوق كيف يمكن أن يكون ليس دونه شيء. دونه السماوات والارضين لأن كرسيه أو عرشه على السماوات والأرض إذن السماوات والأرض دونه وتحت وهو سقف العالم، هذه الروايات قرأناها بالأمس، هذا هو التناقض والتهافت، ولكنه كما ذكرت للمشاهد الكريم بالأمس أن هؤلاء أنا أشك أنه عندهم قدرة على التدبر وقدرة على التأمل وقدرة على التفكير العقلي والتأمل العقلي، لأن هؤلاء فقط يحفظون مجموعة من الروايات من غير أن يفقهوا معاني الروايات، فقط تقليد وتقليد مرة الإنسان يقلد عن بصيرة لكن هؤلاء يقلدون عن عمى وعدم فهم، قال: (وأنت الباطن فليس دونك شيء) كيف يمكن أن يكون ليس دونه شيء مع أن السماوات والأرض دونه (فقوله ليس فوقك شيء نص في أنه تعالى فوق جميع المخلوقات) أي فوقية، الفوقية المكانية في قبال التحت واليسار والأمام والخلف (وهو الذي ورد عن الصحابة والتابعين من المفسرين وغيرهم في معنى قوله (الرحمن على العرش استوى) أن معنى استوى استقر وارتفع وعلا) وهذا خلط لأن العلو والارتفاع معاني مختلفة وليست مترادفة (وكلها بمعنى واحد) اشتباه آخر (لا ينكر هذا) محل الشاهد هذه الجملة، يعني كل علماء المسلمين الذين أنكروا هذا فهم (إلا جهمي زنديق) واقعاً نحن مشكلتنا مع هذا النهج من التفكير وهو أما أن تتفق معه وأما أنت زنديق وكافر ومرتد وأما أنه أن تقتل ويتقرب بك إلى الله بأن يقتلك. بل يقتل المئات وأنتم تجدون الآن هذه العمليات الانتحارية التي يقومون بها تجدهم يقتلون عموم الناس، منشأه النظري ورأس ماله النظري هو أنه يقولون أن هؤلاء لا يعتقدون بأن الله فوق السماوات والأرض جالس على عرشه، قاعد على عرشه، إذن لابد من قتلهم. (وقد زاد الشيخ ابن تيمية) واقعاً زاد نغمة أخرى، ما هي هذه النغمة، هناك رأي أن الله سبحانه وتعالى عندما يجلس على العرش ثقله أول من يحس حملة العرش لأن للعرش حملة، فإذا ثقل وزن الله من يحس ومن يعلم به أولاً ومن يظهر عليه الأثر؟ حملة العرش.

تقول: أين يوجد ما تقول.

التفتوا إلى هذه الرواية في كتاب (إثبات الحد، ص164) للدشتي، الرواية أنه قال: (إن الرحمن عز وجل سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون صفف عن حملة العرش) وأنت إذا أخذت الكرة الأرضية صحيح أن نصفها نهار، ونصفها الآخر ليل، فعندما يكون هذا النهار أو هذا المقدار من النهار يصبح ليل فالنصف الآخر يكون نهار فالله سبحانه وتعالى كل وقته ثقيل، هذا يعني أن كل وقته هو ثقيل، فكيف يكون نصف ونصف، إلا أن يقول أن الكرة الأرضية مسطحة، هذه الرواية. هذه الرواية ينقلها هنا، يقول: (ليثقل على حملة العرش) له وزن، هذه الرواية ينقلها من كتاب (السنة، قسم العقيدة، الجزء الثاني، ص453) للإمام أبي عبد الرحمن عبد الله ابن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، المتوفى 290هـ تحقيق ودراسة الدكتور محمد بن سعيد بن سالم القحطاني، طبعاً هذا كتاب السنة مشكوك في أمره ولكن المدرسة السلفية الحديثة تقبله، دار ابن الجوزي، الرواية رقم 1026، حدثنا أن الرحمن ليثقل. في الحاشية بعد أن ينقل الرواية يقول في سندها فلان. في الحاشية الدكتور القحطاني وجد أن هذه القضية واقعاً ثقيلة أن تقبل أن الله يتصف بالثقل، ولذا قال: (والذي اراه أن هذا كلام في كيفية الصفة) وهم يقولون بلا تكييف، ولذا هو يريد أن يقول لا ينبغي أن نتكلم أن الله ثقيل أو ليس بثقيل، (والذي أراه أن هذا كلام في كيفية الصفة لا يدعمه دليل صحيح وما صح في كتاب الله وسنة رسوله يغنينا عن هذا) فلا نحتاج أن نقول أن الله ثقيل أو خفيف، يكون في علم المشاهد الكريم أن عبد الله بن أحمد الحنبلي ينقل مجموعة من الروايات التي يصححونه، يقول في قوله (السماء منفرط به) قالت: مثقلة به، يعني أن السماء ثقيلة بسبب ثقل العرش والعرش منصوب كالقبة على السماوات فيكون الثقل على السماوات فتنفطر.

هذا المعنى كما قلت أن المحقق الدكتور القحطاني يقول لا ضرورة لذلك، مباشرة المتصلبون والمغالون في نظرية ابن تيمية ونظرية التجسيم مباشرة يقفون له بالمرصاد، يقول له من أين تقول أن الله لا يتصف بالثقل، انظروا إلى كتاب (إثبات الحد، ص164) قدم له وعلق عليه أبو معاذ مسلط بن بندر العتيبي، وعادل بن عبد الله آل حمدان، بعد أن ينقل كلام القحطاني يقول: (قلت) المعلق والمحقق (قلت إن كان مراده إنكار ما دل عليه هذا الأثر من نسبة الثقل لله تعالى فهو كلام مردود مخالف لما عليه السلف الصالح) وأنا لا أعلم من هم هؤلاء السلف الصالح، (والحمد لله فقد أراحنا ونسب هذا القول إلى محض رأيه) لأنه عبر والذي أراه (أما ما دل عليه هذا الأثر من نسبة الثقل لله تعالى فقد شهدت له النصوص وتواردت عليه كلمات السلف وأهل العلم من غير نكير ومن ذلك) يعدد أولئك الذين قبلوا أن الله له صفة الثقل يقول: (ومنهم ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية) نحن الآن نريد أن نراجع ابن تيمية لنرى أن هذا الذي ينسبه إليه صحيح أو أن النسبة لا توجد فيها صحة وأمانة علمية.

الشيخ ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص 266- 268) حققه الدكتور أحمد معاذ حقي، أريد أن أبين منشأ هذا الأثر، يقول: (أتى رجل كعباً) كعب الأحبار، اليهودي المعروف، يكون في علم المشاهد الكريم هذا الإنسان وإن كان فيه ما فيه لكن هم بالنسبة لهم ثقة، يقول محقق الكتاب في (ص231) يقول: (كعب تابع مخضرم ثقة من أوعية العلم) وعاء من أوعية العلم، أما عندما تصل إلى شيعة علي بن أبي طالب فأنهم يسقطون ويكونون أصحاب بدعة، أما كعب الأحبار عن المنهج الأموي والسلفي يكون ثقة ومن أوعية العلم، هذا هو منهج هؤلاء القوم عندما تصل القضية إلى إنسان مشكوك في إيمانه فضلاً أن يكون ثقة لم يعلم أنه أسلم حقيقة أم لا يكون ثقة ومن أوعية العلم. انظروا ماذا يقول عنه الشيخ في (ص267) (أتى رجل كعباً وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله، فقال كعب، دعوا الرجل فإن كان جاهلاً تعلم وإن كان عالماً ازداد علماً، ثم قال كعب: أخبرك أن الله خلق سمع سماوات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك وجعل بين كل أرضين كما في السماء الدنيا والأرض ... ثم رفع العرش) فوق السماوات، لا أعلم الله قبل أن يرفع العرش أين كان (فاستوى عليه) واتضح أن معنى استوى عند ابن تيمية استقر وجلس وقعد (فاستوى عليه فما في السماوات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلا في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن) السماوات واقعاً فلهذا قرأنا الروايات منفطر به. قال: (من ثقل الجبار فوقهن) انظروا إلى تقييم وتعليق وبيان الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا النص، يقول: (وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب) لأنه لم تثبت صحتها والراوي كعب الأحبار فلابد أن يرد علمها إليه وأن يشك (وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب، أما ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة) هذا الاحتمال الثاني هو الصحيح عنده فيبني عليه، طبعاً هو لا يقول أن أبني عليه ولا يقول لي قائل: سيدنا من أين تقول. إذا لم يرد عندما يقول ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة (ورواية أهل الكتاب) يقول إن قلت وهو دفع دخل مقدر، إن قلت لعله من رواية أهل الكتاب يقول نعم إذا كانت الرواية من أهل الكتاب ولا يوجد عندنا ما يدفعه ويرده فنقبله، التفتوا جيداً للقاعدة التي يؤسس لها شيخ الإسلام ابن تيمية إن الذي جاء من أهل الكتاب يعني الإسرائيليات إذا لم يوجد عندنا يكذبه وما يدفعه فهو مقبول، يقول: (ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدفعها ولا يصدقها ولا يكذبها) إذن يسكت، يعني يقبلها (فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناد) في إسناد هذا الخبر (هم من أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكراً في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه) إذن ليس بمنكر. إذن إلى هنا يتضح لنا أن الشيخ ابن تيمية لا أقل حتى أكون أميناً لا أقل لا ينكر أن الله يكون له ثقل.

حتى اختم هذا البحث وانتقل إلى البحث اللاحق انظروا إلى مجموعة من أعلامهم هم، عندما وصلوا إلى هذه القضية لم يتحملوا الشيخ ابن تيمية ولكن لم يصرح أحد منهم، على سبيل المثال نحن نجد في (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ص6) يقول: (وأما ما لا يوجد عن الله ورسوله إثباته) ولا نفيه كالحيز والجوهر والجسم والعرض والجهة ونحو ذلك (لا يثبتون) يقول أهل السنة هكذا (لا يثبتونه ولا ينفونه فمن نفاه فهو مبتدع ومن أثبته فهو مبتدع). وهذا معناه أن الشيخ ابن تيمية الذي أثبت الجهة والحيز يكون مبتدعاً، هذا يقولوه ولكنهم ينسوه (لا يثبتونه ولا ينفونه فمن نفاه فهو مبتدع ومن أثبته) مثل هشام بن الحكم كما يعتقدون وغيره فهو عندهم مبتدع. وعلى هذا الأساس فابن تيمية مبتدع. ولذا تجد كما قلت بالأمس أن بعض أعلامهم المعاصرين التفتوا إلى هذه القضية كما نجد في كتاب العلامة الهراس (فتاوى الأستاذ الدكتور العلامة محمد خليل هراس، ص27) جمع وترتيب عبد الكريم عبد المجيد الدرويش، دار طيبة، (ما هو التفسير الصحيح لقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) الجواب: لا تفسير لقوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) إلا أنه علا وارتفع وكل ما قيل بخلاف ذلك فهو تفسير باطل وتحريف لكلام الله عز وجل) هذا بالملازمة أن ما ذكره الشيخ ابن تيمية وأتباعه ومن يعتقد بأنه مراد من استوى يعني استقر وجلس وقعد كله يعتقد من التفسير الباطل والتحريف لكتاب الله العزيز.

هذه خلاصة نظرية الاتجاه الأول، إن شاء الله التتمة تأتي بعد شهر رمضان وهو أن الشيخ ابن تيمية ومن يتبع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب ومن يتبع محمد بن عبد الوهاب يعني السلفية المحدثة والحديثة هؤلاء يعتقدون أن الله محدود من الجهات الست وأن له حيز وأن له جهة وأن له جسم وأنه في مكان وفي موضع وأن له ثقل. ومع الأسف الشديد أن هذا نسبوه إلى أهل السنة والجماعة، وسيتضح لاحقاً أن هذا مقبول أو غير مقبول.

المُقدَّم: إذن اتضح سماحة السيد نظرية الشيخ ابن تيمية وأتباعه من حيث إثبات الحيز والجهة والحد والمكان والتجسيم وأضافوا الثقل.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أتصور أن هناك تصور إجمالي وإن كان قضايا كثيرة أخرى وهي الصورة والشكل وأن شكله على صورة آدم، هذه أبحاث إضافية ستأتي لاحقاً، ولكن بنحو الإجمال اتضح ان هؤلاء يعتقدون أنه جسم وله ثقل وله جهة وحيز ومحدود من الجهات الستة.

المُقدَّم: ما هي نظرية أهل السنة والجماعة في مثل هذه المسائل.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً لننظر ماذا يقول أهل السنة والجماعة في هذا المجال. أنا أشير إلى أربعة أو خمسة مصادر.

المصدر الأول كتاب (أسماء الله وصفاته، ج3، ص1041) للإمام الحافظ البيهقي، المتوفى سنة 458هـ حققه وعلق عليه محمد محب الدين أبو زيد، الناشر مكتبة التوعية الإسلامية للتحقيق والنشر. بعد أن ينقل الإمام البيهقي مجموعة من الروايات في ذيل قوله تعالى (ثم استوى على العرش) ينقلها عن ابن عباس، يقول: (يقول عن ابن عباس ثم استوى على العرش يقول استقر على العرش ويقال امتلأ به) يعني العرش امتلأ بالله، إذا لم يكن له جهة وكتلة فما معنى الامتلاء إلا أن يقولوا كما تعودنا منهم امتلاء لا كالامتلاء، (ويقال امتلأ به ويقال قائم على العرش وهو السرير) تبين أنه أيضاً بعض الأحيان الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى سرير ليستريح عليه، كما ورد في نصوص التوراة، يستلقي ويضع رجله اليمنى على اليسرى، يقول: (امتلأ به ... فهذه الرواية منكرة) إلى أن يأتي في (ص1044) قال الإمام البيهقي (وكيف يجوز أن يكون مثل هذه الأقاويل صحيحة عن ابن عباس) غير معقول هذا (ثم لا يرويها ولا بعضها أحد من أصحابه الثقات) هذا يكشف عن أنها مكذوبة وموضوعة على لسان ابن عباس، وإلا لو كانت واردة عن ابن عباس لنقلها تلامذته (ثم لا يرويها ولا بعضها أحد من أصحابه الثقات الاثبات مع شدة الحاجة إلى معرفتها) باعتبار أنها مرتبطة بالمعرفة الإلهية بمعرفة الله (وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد) وكأنه هذا من أوضح الواضحات إذا لزم من الإيمان بشيء بصفاته لزم منه الحد نقول إذن باطل، يقول هذا اللازم من أوضح الأمور المسلم بطلانها إذا لزم من إثبات صفة لله لزم الحد فهو واضح البطلان، (يقول وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث) يعني أن يكون محدثاً لا أن يكون قديماً وإذا صار محدثاً يكون ممكناً لا أن يكون واجباً ويكون حادثاً لا قديماً، إذن الإمام البيهقي يربط بين وجود الحد وبين أن يكون الشيء حادثاً يعني بين الحد وبين المخلوق وبين الممكن، ولذا نجد أن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في (نهج البلاغة، الخطبة 163) يقول: (فالحد لخلقه مضروب) يعني أن الموجود إذا صار مخلوقاً فله حد أما إذا كان الموجود خالقاً واجباً غنياً قديماً فيستحيل أن يكون له حد، وبعبارة أخرى هناك ملازمة بين الحد وبين الإمكان والحدوث وهذه قضية من أوضح مباني كل علماء المسلمين، أعم من أن يكون من علماء مدرسة أهل البيت أو علماء أهل السنة والجماعة. ولذا يقول: (والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى حاد خصه به) ولذا وردت في رواياتنا عن أئمة أهل البيت، يا حاد كل محدود. إذا وجدتم شيء حاد يأتي هذا السؤال، لماذا هذا الحد (أ) وليس الحد (ب) ولماذا الحد (ب) وليس الحد (ج) من الذي خصه بهذا الحد دون حد آخر، فلابد من مرجح والمرجح إذا كان هو محدود فمن الذي حده. قال: (لحاجة الحد إلى حاد خصه به والباري قديم لم يزل) إذن يلزم وهذه من أخطر نتائج الإيمان بالحد، أيها المسلمون، أيها الذين تعقلون ما أقول سواء كنتم من أهل السنة والجماعة أو كنتم من أتباع الشيخ ابن تيمية أو من أتباع محمد بن عبد الوهاب، كونوا على ثقة الله يعلم نحن ليس لنا غرض إلا بيان حقيقة التوحيد لكم، أن تعرفوا حقيقة معبودكم عندما تقفون وتقولون إياك نعبد وإياك نستعين، بمن تستعين وإلى من تتعبد، تتعبد إلى موجود حادث، إلى موجود يحتاج إلى من يخلقه، ولذا قال: (والباري قديم لم يزل). والمعلق على الكتاب وهو محمد محب الدين أبو زيد في (ص1045) يقول: (ومن أثبت الحد لله عز وجل وقصد به أنه محصور ومحدود بشيء من الأمكنة) يعني نظرية ابن تيمية (فهو مبتدع بل كافر). هذا ليس اتهام من الشيعة لأتباع محمد عبد الوهاب وأتباع ابن تيمية، هذه نظرية أهل السنة والجماعة، وهذه ليست جديدة وبعد ذلك سأبين ذلك وأن كلمات كل علمائهم أجمعت على هذه القضية، من كبار علمائهم والجميع يعرف ماذا أقول، من كبار علمائهم كالعلامة الإمام الشيخ سليم البشري وهو من كبار أعلام مدرسة الصحابة وأئمة الأزهر، ماذا ينقل عنه، في كتاب (فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان) تأليف صاحب الفضيلة العلامة المدقق المحدث الفقيه الصوفي الحائز للرشاد والقائم بالإرشاد الأستاذ الشيخ سلامة القضاعي الشافعي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، بعد أن بين نظرية أن الله يستحيل عليه الحد والجهة يقول: (تتمة: ونختم هذا الفصل بذكر فتوى بهذا الموضوع صدرت من شيخ الإسلام بحق) يلمز إلى شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: (شيخ الإسلام بحق) وهو البشري لا ابن تيمية (ورأس المحققين الأعلام أستاذ الأساتذة الشيخ سليم البشري تغمده الله برحمته وأعلى في الفراديس درجاته ونص السؤال والجواب ... سألوه: ما قولكم دام فضلكم في رجل من أهل العلم) كأنه محل الابتلاء في هذا اليوم وهو قبل عقود، يا علماء الأزهر، يا من تعتقدون أن مرجعيتكم الدينية في الأزهر وهم أهل السنة والجماعة حقيقة (ما قولكم دام فضلكم في رجل من أهل العلم هنا الذين يوصفون بالتفقه في الدين تظاهر باعتقاد ثبوت جهة الفوقية لله سبحانه) يعني نظرية محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية ومن جاء بعدهم (ويدعي أن ذلك مذهب السلف) لا أنه يقول رأيه وإنما يقول السلف الصالح وأئمة السلف (وتبعه على ذلك البعض القليل من الناس وجمهور أهل العلم ينكرون عليه والسبب في تظاهره بهذا المعتقد هو أنه عثر على كتاب لابن تيمية في إثبات الجهة للباري سبحانه) يظهر أن الكتب لم تكن منتشرة في ذلك الزمان، يقول عثر على كتاب لابن تيمية يثبت الجهة واعتقد بها (وليكن معلوماً أنه يعتقد الفوقية الذاتية، يعني أن ذاته سبحانه فوق العرش بمعنى ما قابل التحت) هذا الذي يصرون عليه أن الله فوق، (ويخطأوا العلماء وبالجملة هو مخطأ لكل من يقول بنفي الجهة مهما كان قدره) لا فقط يخطأ لابد كان يتعلم من محمد عبد الوهاب ومن أمثاله أنه يزندق ويحكم بكفرهم وارتدادهم.

انظروا إلى جوابه، يعني الإمام سليم البشري يقول (ص72-74): (الجواب: اعلم أيدك الله بتوفيقه أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون) إذن رأي ابن تيمية ومن تبعه رأي أهل السنة أم شاذ أهل السنة؟ واقعاً شاذ أهل السنة. إمام مثل سليم البشري يقول هذا وهو من أئمة الأزهر وأهل الأزهر يعرفون وأهل العلم يعرفون، يقول: (إن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث، مخالف لها في جميع سمات الحدوث ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دل على ذلك البراهين القطعية فإن كونه في جهة يستلزم قدم الجهة أو المكان وهما من العالم ... هذا وقد خذل الله أقواماً أغواهم الشيطان وأزلهم اتبعوا أهوائهم وتمسكوا بما لا يجدي فاعتقدوا ثبوت الجهة تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً واتفقوا على أنها جهة فوق) هذه نظرية ابن تيمية (إلا أنهم افترقوا) بعضهم قال جسم مماس وبعضهم قال جسم ليس بمماس (وهؤلاء) هذا حكم صادر من كبير من علماء أهل السنة والجماعة، طبعاً يكون في علمكم أن العلامة الألباني ومع الأسف كتاب التوحيد غير موجود معي الآن وهو يعتقد أن راعية غنم أعلم من كبار علماء الأزهر. لأنه يعتقد أن الله له أين وفوق ومكان. ولذا يحمل هذه الحملة الألباني على كبار علماء الأزهر.

يقول: (وهؤلاء لا نزاع في كفرهم ومنهم من أثبت الجهة مع التنزيه، فإن أثبتوا الجهة مع فهم فساق وإن لم يثبتوا الجهة مع التنزيه فهم كفار). ونحن نقول أن الشيخ ابن تيمية يدعي الجهة مع التنزيه (وهؤلاء ضلال فساق في عقيدتهم) وهذا الذي نعبر عنه الفسق العقدي، لا الفسق العملي (وإطلاقهم على الله ما لم يأذن به الشارع) كما قالوا هم في الدرر السنية أن هذا لم يرد فيه إثبات ولا نفي فمن نفاه فهو مبتدع ومن أثبته فهو مبتدع (ولا مرية أن فاسق العقيدة أقبح وأشنع من فاسق الجارحة بكثير سيما من كان داعية أو مقتدى به وممن نسب إليه القول بالجهة من المتأخرين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي من علماء القرن الثامن في ضمن أمور نسبت إليه خالف الإجماع فيها عملاً برأيه وشنع عليه معاصروه بل البعض منهم كفروه ولقى من الذل والهوان ما لقي) هذا كلام أحد كبار أعلام مدرسة الصحابة وأهل السنة والجماعة.

وكذلك ما ورد في كتاب (إكمال المعلم بفوائد مسلم أو شرح صحيح مسلم) للقاضي عياض، للإمام موسى بن عياض المتوفى 544هـ، أنا أريد ان أبين أن هذا الرأي الذي ذهب إليه ابن تيمية وبعض من يخرجون ويدعون أنهم من أهل العلم ويقولون هذا رأي السنة والجماعة وأن الشيخ ابن تيمية هو أهل السنة والجماعة وأن اتباع محمد بن عبد الوهاب هم أهل السنة والجماعة، هذا ليس له واقع، واقعاً هذا يجانب الأمانة العلمية. قال القاضي: (لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم) لا فرق بين المجتهد والمقلد والفقيه والمتكلم (أن الظواهر الواردة بذكر الله في السماء كقوله (أأمنتم في السماء) أنها ليست على ظاهرها) لأنها تفيد الجهة والمكان (إن الظواهر الواردة بذكر الله) يعني أن الله في السماء سواء في ظرفية أو في بمعنى على، في النتيجة له مكان (والمسألة بالجملة ... ثم يسامح بعضهم) هؤلاء الذين قالوا بلا تكييف وجسم لا كالأجسام (ثم يسامح بعضهم في فصل منه بالكلام في إثبات جهة تخصه) يعني جهة العلو (أو يشار إليه بحيز يحاذيه) وهذا واضح وهي نظرية ابن تيمية، وإلا فهو ليس كلام ابن تيمية لأنه متقدم على ابن تيمية، يريد أن يشير إلى نفس النظرية التي تبناها ابن تيمية (أو يشار إليه بحيز يحاذيه) التفت إلى الجملة التي يقولها هذا الإمام وهو من أئمة أهل السنة والجماعة (وهل بين التكييف من فرق) هذا عين التكييف، (أو بين التحديد في الذات والجهات بون) إذن هذا أيضاً علم آخر من علماء هؤلاء.

وأيضاً من الأعلام الذين ذكروا هذا المعنى ما ورد في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج2، ص143) تأليف الإمام القرطبي، المتوفى 656هـ، حققه وعلق عليه مجموعة من الأعلام، دار ابن كثير، دمشق، يقول: (أين ظرف يُسأل به عن المكان كما أن متى ظرف يسأل به عن الزمان وهو مبني لما تضمنه ... وهو لا يصح إطلاقه على الله تعالى بالحقيقة؛ إذ الله تعالى منزه عن المكان كما هو منزه عن الزمان بل هو خالق الزمان والمكان ولم يزل موجوداً ولا زمان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ولو كان قابلاً للمكان لكان مختصاً به ويحتاج إلى مخصص ولكان فيه إما متحركاً وإما ساكناً وهما أمران حادثان وما يتصف بالحوادث حادث على ما بسط الكلام فيه في محله).

المُقدَّم: كما يعلم الأخوة والأخوات أن هناك طلبات كثيرة من المشاهدين الكرام أنه هل سيستمر البرنامج بموضوع التوحيد بعد شهر رمضان المبارك، طبعاً بعد شهر رمضان موضوع التوحيد والجسيم والتشبيه ستكون مستمرة في كل يوم خميس يعني ليلة الجمعة وليلة السبت ستكون خاصة بالأطروحة المهدوية.

سماحة السيد كمال الحيدري: سيكون بحثنا ليلة الغد تتمة لهذا البحث لبيان نظرية أهل البيت، لأنها لها شيء ارتباط بالإمامة وماذا يقول أئمة أهل البيت في الحد والمكان.

المُقدَّم: يعني حلقة يوم غد خاصة بنظرية أهل البيت في مسألة الحد لله.

الأخ أبو علي من أمريكا، تفضلوا.

الأخ أبو علي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو علي: سيدنا قد يحصل بعض الارتباط والإشكال من خلال متابعة البحوث المرتبطة بالصفات والتوحيد، هل أن قول (الله أكبر) يشير من الجسمية وهل يعني أن هناك أكبر وأصغر.

المُقدَّم: الأخ فؤاد من المغرب، تفضلوا.

الأخ فؤاد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ فؤاد: يعني أود الإشارة إلى أن إدعاء السلفية المحدثة إلى أنهم يتبعون السلف فيه نوع من التلبيس لأن السلف فيه كثير من المخالفة لما يقوله هؤلاء وأضرب مثالاً واحداً فقط فيما أخرجه الحاكم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه في تأويله لقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) قال ابن عباس: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب. والحال أن هذا الحديث صححه الحاكم، وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وحسن الحاكم.

المُقدَّم: الأخ أبو علي من الامارات، تفضلوا.

الأخ أبو علي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو علي: بعدما أورد سماحة السيد نظرية الحد هذا يتعارض مع نظرية صحيحة البخاري وهم من المذهب الواحد، في الجزء الأول، في فضل السجود من كتاب الصلاة، والجزء الرابع، وصحيح مسلم الجزء العاشر. عندما روى عن أبي هريرة أنه قال أن النار تزفر فلا تسكن حتى يضع الرب قدمه فيها فتقول قط قط حسبي حسبي.

المُقدَّم: بالنسبة للأخ الكريم يقول عندما نقول سبحان ربي العظيم ثم نقول الله أكبر.

سماحة السيد كمال الحيدري: عندما يأتي البحث في نظرية أهل البيت عندما نقول أكبر ليس المراد الكبر الكمي، لو كان المراد من قولنا الله أكبر يعني أكبر الموجودات جسماً وأكبر الأجسام كان يرد ولكن ورد عندنا في روايات صحيحة ومعتبرة عن أئمة أهل البيت أن الله أكبر من أن يوصف بصفات المخلوقين وصفات المبتدعات وبصفات الامور المحدثة، يعني أن الله سبحانه وتعالى لا ينبغي أن يُذكر بأي صفة هي من صفات المخلوقين لأنه أكبر من أن يتصف بصفات المخلوقين.

المُقدَّم: معنا الأخ عبد الرحيم من أسبانيا، تفضلوا.

الأخ عبد الرحيم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الرحيم: فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا فقد نورت عقولنا كثيراً، يعني إذا كان الله عز وجل ليس له حد وليس له جهة ولا فوق ولا تحت يعني أنه سبحانه وتعالى كان كما كان يعني عندما خلق السماوات والأرض يعني وجود السماوات الأرض ليس منفكاً عن وجوده سبحانه وتعالى، يعني كنا مخلوقون منذ وجوده.

المُقدَّم: الأخ أبو ليث من كربلاء المقدسة، تفضلوا.

الأخ أبو ليث: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو ليث: جزاكم الله ألف خير، وأسأل الله أن يحفظكم ويوفقكم لمثل هذه البرامج.

المُقدَّم: معنا الأخ عندنا من السعودية، تفضلوا.

الأخ عدنان: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عدنان: أنا أحببت الإشارة أريد سماحة السيد أن يتكلم فيها من اعتمادهم على الأخبار والآيات أثبتوا أن الأرض ليست كروية ثم جاء العلم كحقيقة علمية ثابتة فوقعوا في المحذور، أتمنى أن يتكلم السيد من معرفة العلوم الطبيعية لعله يثبت أن كل هذا العالم المادي منظور، العلماء يمكن أن يثبتوا أنه محتاج وحادث.

المُقدَّم: معنا الأخ أحمد من نيجيريا، تفضلوا.

الأخ أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أحمد: سماحة السيد نحن نتابع برنامجكم القيم المفيد فجزاكم الله خيراً، عندي سؤال وهو أريد مزيداً من البيان بالنسبة لما قرأتموه في توحيد الصدوق، قلتم أن كل ما يوجد في المخلوق لا يوجد في الخالق، فماذا نقول في صفة الله أنه حي وأنه سميع وأنه بصير.

المُقدَّم: معنا الأخت من بلجيكاً.

الأخت بلجيكا: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت المتصلة من بلجيكا: أرجوا سيدنا في البحوث القادمة أيضاً تتناولوا تفسير بعض الآيات كالتي ذكرتموها من قبل التي توحي في ظاهرها بالجهة خصوصاً قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء) أو كقوله تعالى في سورة السجدة (يدبر الأمر من السماء) وكذلك قوله تعالى (قاب قوسين أو أدنى) وحكاية المعراج، نتمنى مزيد من الشرح، وهل كان ذاك الانتقال المكاني للرسول الأعظم.

المُقدَّم: معنا الأخ كيلاني من العراق، تفضلوا.

الأخ كيلاني: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ كيلاني: نسأل الله أن يهديكم سماحة السيد، الحقيقة فيما يخص حديث أن الله يضع قدمه في النار، نحن أهل السنة والجماعة لا نشبه ولا نجسم بل نأخذ الرواية على ما هي. لكن ما ورد في كتاب من كتبكم سلمكم الله في قضية الفناء، ونحن نعتقد أن الجنة والنار لا تفنى، وإن كان قد نقلت عن السلف، فيما يخص قضية الفناء، ولكن حضرتك تعتقد بها كما في كتابك (العرفان الشيعي، ص150) وتعتقد بالفناء.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز، يظهر أنك حفظت شيئاً وغابت عن كل الأشياء، الفناء الذي أنا أقوله في كتبي ليس هو الفناء بمعنى العدم، وإنما هو الفناء العرفاني وأنت قلت في كتابي العرفان الشيعي، والفناء اصطلاح عند العرفاء والصوفية يختلف، رجائي منك إذا كنت من أهل المطالعة أولاً أن تذهب وتتعلم الاصطلاح، لأن الفناء له اصطلاح قد يطلق الفناء لغة ويراد منه العدم وقد يطلق الفناء اصطلاحاً عند العرفاء وعند الصوفية وأنا أتصور أن الصوفية يعرفون بأن الفناء ليس أمراً عدمياً، وأنا لا أعتقد كما تتهمي وتنسب لي أني أعتقد بفناء الجنة والنار، بل أنا أعتقد أن الجنة والنار خالدة وباقية ما دامت السموات.

المُقدَّم: الأخ فؤاد يقول أن ابن عباس يرفض ما ذكروه.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا معناه أنه يريد أن يقول بناء على نظرية ابن تيمية لابد أن يكون من المعطلة والجهمية.

المُقدَّم: بالنسبة لقضية وقع البخاري.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا تستعجلوا الأبحاث إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى الشكل والصورة والقدم والساق لابد أن نعرف بأن هذه الروايات الواردة في صحيح البخاري واقعاً هذا معناه الذي يقوله الأخ أو لا.

أما ما ذكره الأخ نحن نعتقد بأنها رواية وردت ولا نكيف.

أخي العزيز نحن قلنا فيما سبق أن هذا لقلقة لسان وتلاعب بالألفاظ وتشويش للعوام أنه لا نكيف ولا نشبه، وعندما تقول ساق ارجع إلى اللغة العربية ما هي الساق يقوله هذا معنى الساق، وهذا معنى الرجل، وهذا معنى اليد، نعم إلا أن تقول نقول هي رجل ولكن لا تشبه هذه الأرجل، إذن اثبت أصل الرجلية وأصل القدمية وأصل الساقية ونفيت شبهها لهذه.

المُقدَّم: بالنسبة للأخت من بلجيكا تطلب تفسيراً للآيات.

سماحة السيد كمال الحيدري: أن هذه الآيات التي اشرنا إليها وعرضنا لها سنذكر في تفاسير أعلام المفسرين من علماء السنة والجماعة أولاً ومن علماء مدرسة أهل البيت ماذا يريدون بهذه الآيات ولكن بشرط أن تصبروا معنا إلى آخر الأبحاث.

المُقدَّم: بالنسبة للأخ عبد الرحيم من أسبانيا كيف نوفق بين عدم وجود الحد وبين الانفكاك عن وجود المخلوق.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية عرض لها الإمام أمير المؤمنين بشكل واضح وصريح قال: (فلم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن) سلام الله عليك يا أمام التوحيد يقول لا هو حلولي ولا يقول بالبينونة التي بين الأشياء، لأن نحن إذا قلنا أنه يباين خلقه كما يباين هذا الكتاب هذا الكتاب إذن صار مثله شيء، يعني إذا قلنا أن المباينة بينه وبين خلقه كالمباينة بين مخلوقاته انتقض قوله ليس كمثله شيء، إذن المباينة التي نقولها في الحق تختلف عن المباينة بين الأشياء.

المُقدَّم: وكيف تقرن به المخلوقات، وشكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته.