معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (7)
  • عنوان المقال: معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (7)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:1:59 2-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

05/08/2010

المُقدِّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (معاوية وظاهرة وضع الحديث، القسم السابع) وهو القسم الأخير قبل أيام شهر رمضان المبارك لأن البرنامج سيكون خلال أيام شهر رمضان ابتداء من يوم الخميس والجمعة والسبت والأحد. أرحب باسمكم بضيفنا الدائم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدِّم: سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة أن من الإجراءات ا لتي أتخذها النهج الاموي والحكم الأموي وضع الأحاديث في فضائل معاوية خصوصاً، فهل هناك شواهد أخرى تثبت هذه الحقيقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع قلنا في هذا المجال نجد أن هناك كثير من الروايات التي وضعت لبيان فضائل معاوية بالخصوص، طبعاً قلنا في الحلقات السابقة أن الروايات كثيرة في فضائل بني أمية، في فضائل معاوية، في فضائل بعض الصحابة الذين والوا معاوية وعادوا علياً وأهل بيته، ولكنه كما هو واضح أن الوقت لا يسع أن ندخل في تفاصيل هذه الأبحاث والنصوص التي وضعت وإثبات أنها موضوعة، ذكرنا في الحلقة السابقة أنه اتفقت كلمة العلماء والمحققين بأن كل الروايات وكل النصوص التي وردت تبين فضيلة من فضائل معاوية بالخصوص فهي موضوعة وهي كاذبة وهي لا أصل لها، الآن قد يتبادر إلى الذهن بأنه اساساً هم أنفسهم يعني علماء السنة وعلماء مدرسة الصحابة هم قالوا أنها موضوعة، إذن هذا ليس جديداً ما تقولون؟ الجواب: كلا، فإن جملة من هؤلاء الذين كتبوا في فضائل معاوية وبني أمية لم يشيروا إلى أن هذه الروايات روايات موضوعة وكاذبة وإنما أثبتوا وثبتوا أنها فضائل صحيحة والآن في هذه الليلة أنا أقف عند بعض هذه الشواهد لإثبات هذه الحقيقة.

من الكتب التي عرضت لهذه المسألة ما ورد في كتاب (الرد على المبتدعة، ص267) تصنيف أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البناء الحنبلي، المتوفى سنة 471هـ، تحقيق أبي عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان دار الأمر الأول للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الرياض، يقول: (فصل: ومعاوية بن أبي سفيان كانت إمامته بعد علي بن أبي طالب وإنما طالب بدم عثمان ولعن قاتله) يعني لم يلعن ولم يسب علي بن ابي طالب وإنما لعن قاتل عثمان، هذا التدليس الأول وقد ثبت فيما سبق بأنه كان يعلن بسب ولعن علي بن أبي طالب (فلما حصل الأمر للحسن خلع نفسه) الإمام الحسن خلع نفسه قربة لله باعتبار أن معاوية أصلح من الإمام الحسن الذي هو سيد شباب أهل الجنة فخلع نفسه راضياً وأعطاها لمعاوية، هذا هو التدليس الذي يوجد ولعله نوفق للإشارة إلى ذلك. قال: (وردها إليه) عجيب وكأنه هذا كان حق أبيه وحق بني أمية غصبه الإمام الحسن والإمام علي والآن ردها لأهلها، هذا هو التدليس الواضح، هذا هو التلاعب بالتاريخ (فلما حصل الأمر للحسن خلع نفسه وردها إليه وسمي عام الجماعة) باعتبار أن علي كان يعيش عام الفرقة والفتنة، هذا هو التدليس الإعلامي، وأنتم تجدون الآن، الآن الذي يخنع لإسرائيل يسمى معسكر الاعتدال، إما الذي يحاول أن يطرد الاحتلال فيسمى معسكر الإرهاب، هذا هو منطق التأريخ، العجيب، هذا هو المنطق، الآن أنتم تجدون في العراق من يحارب الاحتلال يكون إرهابياً، والذي يسكت عن الاحتلال ويوقع مع الاحتلال ويوافق عليه يكون وطنياً، يقول: (فلما حصل الأمر للحسن خلع نفسه وسمي ... قال: أحمد) هذا ينقله ابن البناء الحنبلي عن أحمد بن حنبل (قال أحمد: بقي أربعين سن) معاوية (عشرون إمارة وعشرون خلافة) عجيب أيضاً هو من الخلفاء، إذن الخلافة لم تنتهي بثلاثين عاماً، وإنما تستمر إلى معاوية (وعشرون خلافة ولم يوجد من أحد إلا شكره وترضى عنه) هذا الذي فعل ما فعل وقتل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج على إمام زمانه. ثم ينقل الروايات الواردة في فضله، يقول: (عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله) أبو هريرة وما أدراك ما أبو هريرة (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: أئتمن الله على وحيه ثلاثة جبريل وأنا ومعاوية) المشاهد الكريم بودي أن يلتفت، المحقق في الحاشية يقول أن الرواية موضوعة، وإلا صاحب الكتاب لا يقول أنها موضوعة، يستشهد بها، لا يدلس البعض ويخرج هنا وهناك نحن قلنا أنها موضوعات، لا، أنتم لم تقولوا أنها موضوعة، أنتم كذبتم على الناس، دلستم على الناس، حاولتم أن توهموا أن معاوية وردت فيه روايات في بيان فضائله.

الرواية الثانية (عن جابر بن عبد الله أن رسول الله أعطى معاوية سهماً في غزوة بني خليد فقال: يا معاوية خذ هذا والقني به في الجنة).

ومن الروايات (عن أنس قال: قال رسول الله: إني لا أفقد في الجنة إلا معاوية بن أبي سفيان). لا فاطمة، لا الحسن، ولا الحسين، ولا أبو بكر وهو أفضل الصحابة باعتقادكم، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عائشة التي تقولون أنها كانت أحب نسائه إليه، هؤلاء كلهم لا يفتقدهم رسول الله بل يفتقد معاوية فقط. (إني لا أفقد في الجنة إلا معاوية بن أبي سفيان فإذا كان بعد كذا وكذا رأيته، فأقول: أين كنت. فيقول: عند ربي ويقول: هذا بما نيل من عرضك في دار الدنيا). هذا من المتقدمين، المتوفى كما قلنا سنة 471هـ.

أما المعلق فانظر ماذا يقول وماذا يقول، المعلق وهو أبو عبد الله عادل ابن عبد الله آل حمدان، يقول: (عقد المصنف هذا الفصل لبيان منزلة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان) عندما يصلون إلى علي لا يقولون الصحابي الجليل بل يقولون علي (معاوية بن ابي سفيان وإثبات إمامته) وأنه إمام (وصحتها وذكر ما روي في حقه من الفضائل والآثار) هذا المعلق يقول هذا، المحقق الذي علق على هذا الكتاب. (وقد اعتنى أهل السنة وغيرهم) أنا في اعتقادي لم يعتن أهل السنة وإنما أهل النهج الأموي من اعتنى (وقد اعتنى أهل السنة وغيرهم بذكر فضائله فأوردوا في هذا الباب كل ما روي عن النبي مما صح ولم يصح) إذن يعتقد المحقق أن هناك روايات صحيحة في فضل معاوية، ويعلم المشاهد قرأنا فيما سبق أن كل الروايات لا أصل لها. (وأفردوا في الثناء عليه المصنفات الكثيرة) التي لم يصنفوها حتى في الخلفاء الراشدين بحسب اصطلاحهم، كل ذلك لماذا؟ (رداً على الرافضة وغيرهم ممن أعلن الطعن على هذا الصحابي الجليل ونصبوا العداء له ...) إلى أن ينقل مجموعة من الكلمات وأنا بودي أن أنقل بعضها، (قال عبد الله بن المبارك: معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً اتهمناه على القوم أعني على أصحاب محمد) فلا يحق لك أن تنظر إلى معاوية شزراً (وقال مالك: من شتم أحداً من أصحاب النبي أبا بكر أبو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمر بن العاص) ولم يذكر علي بن أبي طالب، وإنما معاوية وعمر بن العاص، التفتوا جيداً (فإن قال كانوا على ضلال قتل) لا يحق لك أن تقول بأنه ضل الطريق، هذا منطقهم، مالك من هو: لعله نوفق للكلام عن مالك، (فإن قال كانوا على ضلال قتل، وإن شتمهم بغير هذا) لم يقل على ضلال ولم يقل أنهم كانوا على كفر (بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداً، وقال أحمد) هذا كلام مالك (وقال أحمد: من انتقص من أصحابه أو أبغضه ... عن أبي الحارث، قال: وجهنا رقعة إلى ابي عبد الله أحمد بن حنبل، ما تقول فيمن قال: لا أقول أن معاوية كاتب الوحي) مع أن الرواية موضوعة ولكن مع ذلك (ما تقول فيمن قال: لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً) باعتباره غصب الخلافة (قال أبو عبد الله: هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس ...) ثم ينقل كلام ابن تيمية، ا لتفتوا جيداً بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى كلام ابن تيمية منظر النهج الأموي والمنظر لمعاوية، يقول: (قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة) أنا لا أعلم أي علماء الذين اتفقوا هذا، هذه تدليسات ابن تيمية وهو أنه في الموضع الذي يحتاج ويريد يقول اتفق، أجمع، إما في الموارد التي لا تنسجم مع النهج الأموي حتى لو كان مجمع عليه يشكك فيه. يقول: (اتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك كان ملكه ملكاً ورحمة كما جاء في الحديث) سواء كان الحديث صحيحاً أو لا فإن هذا لا يهم المهم أنه يخدم معاوية (كما جاء في الحديث يكون الملك نبوة ورحمة ثم تكون خلافة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة) حتى يشمل معاوية. هذا هو منطق ابن تيمية، ولكنه عندما يصل إلى علي يقول غير متفق عليه بل مختلف عليه ولهذا لم تنعقد إمامته، ولذا خروج معاوية عليه لم يكن خروجاً على إمام زمانه، باعتبار أن علي لم تنعقد له الخلافة والإمامة بشكل صحيح، بشكل صريح واحدة من المباني التي يدافع بها الأمويون عن معاوية يقولون أن معاوية لم يخرج ولا ينطبق عليه خارج عن إمام زمانه وباغ عن إمام زمانه باعتبار أن بيعة علي لم تكن بيعة تامة وصحيحة لانه مختلف فيه، يقول (ثم تكون خلافة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره وأما من قبله ...). ولذا المشاهد الكريم بودي أن يلتفت أنه كتب كتاباً مستقلاً للدفاع عن معاوية وعن ملك معاوية سماه (الخلافة والملك) تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق حماد سلامة، راجعه الدكتور محمد عويضة، مكتبة المنار، الأردن، الزرقاء، من رسائل شيخ الإسلام، الرسالة الرابعة، كلها دفاعاً عن معاوية.

إذن القضية اخواني الأعزاء المشاهد الكريم بودي أن يلتفت أنه صحيح أن بعض المحققين علقوا وكتبوا أن هذه الروايات موضوعة ولكن التدليس كان ماشياً على مر التأريخ، ومن أهم الشواهد على ذلك أيضاً ما ورد في كتاب (طبقات الحنابلة، ج3، ص128) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي، المتوفى سنة 526هـ، كما قلنا حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، مكتبة العبيكان، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى أنه بعض الزهاد وبعض المغفلين وبعض وعاظ السلاطين وبعض الذين كانوا لا يعلمون ماذا يفعلون ولكن كانوا يفعلون، يقول: (أخبرنا أحمد نزيل دمشق، قال: سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر الزاهد أن  الأشراف والكتّاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عنده) يعني عند أي عمر الزاهد (ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها) كتب الأدب عند ثعلب (وكان له) لأبي عمر الزاهد (وكان له جزء) يعني كتاب وقرطاس ورسالة (وكان له جزء قد جمع فيه الأحاديث التي تروى في فضائل معاوية) جهد إعلامي منظم وممنهج (فكان) أبو عمر الزاهد (فكان لا يترك أحداً منهم يقرأ عليه شيئاً حتى يبدأ بقراءة ذلك الجزء) أولاً لابد أن يتعلم،  يفتتحون بفضائل معاوية كأنهم يفتتحون بذكر القرآن وبذكر فضائل الأولياء والأوصياء والخلفاء والأنبياء، لا يفتتحون بذكر فضائل النبي أو فضائل الخلفاء بل بذكر فضائل  معاوية يقول (حتى يبدأ بقراءة ذلك الجزء ثم يقرأ بعده ما قصد له) بعد ذلك يسمح له أن يتعلم منه. كان يشترط إذا أردت أن تتعلم شيئاً عندي لابد أن تتعلم فضائل معاوية. إذن الشواهد في ذلك كثيرة جداً وإنشاء الله لعله في مناسبات أخرى سنقف عندها.

المُقدِّم: هل هناك إجراءات أخرى اتخذها الحكم الأموي للقضاء على ذكر علي وأهل بيته صلوات الله عليهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع المشاهد الكريم يعلم في هذه الحلقات التي بدأناها منذ أشهر هناك شواهد كثيرة وإجراءات ممنهجة قديماً وحديثاً لإقصاء علي وأهل بيته لإقصاء ذكر علي، لإقصاء اسم علي، فضلاً أن يكون لعلي موقع. قد يقول قائل: واقعاً أن معاوية فعل ذلك؟ الجواب بشكل واضح وصريح أنا الآن أذكر الشواهد بالقدر الذي يسعه الوقت.

في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج5، ص101، رقم الترجمة 35) للإمام الذهبي، مؤسسة الرسالة، انظروا إلى اسم المترجم له، عُلي بن رباح، عُلي وليس علي، بالتصغير، يقول: (هو الإمام الثقة، أبو موسى اللخمي المصري، سمع من عمر بن العاص وعقبة بن عامر، وأبي قتادة الأنصاري ... وعبد الله بن عمر وطائفة من الصحابة ...) ثم يقول في (ص102) (وكان من كبار علماء التابعين) إلى هنا لا توجد مشكلة (قال أبو عبد الرحمن المقرئ) الذهبي يقول (قال أبو عبد الرحمن المقرئ: كانت بنو أمية) القضية كانت سيرة عامة واضحة وممنهجة (كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه) لا أنه يوالي علياً، لا أنه على خط علي، جرمه أن أبويه سموه علياً، كانوا يقتلونه،  هذا الذهبي يقوله. (كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه فبلغ ذلك رباح فغيّر اسم ابنه) فصغره، كان علي ولكن لما سمع أن هؤلاء هكذا يفعلون سماه عُلي، هذه كانت سيرة بني أمية هؤلاء الذين يخرجون ويقولون وهم مجموعة من الجهلة الذين لم يقرءوا التأريخ يقولون أنه بين الصحابة كانت هناك تزاور كان بعضهم يحب بعضاً (كانوا إذا سمعوا بمولود اسمه علي) قد يقول لي قائل: هل يوجد شاهد آخر يثبت هذه الحقيقة؟ نعم هناك شواهد أخرى كثيرة.

(سير أعلام النبلاء، ج10، ص400، ترجمة العلامة الحافظ الصادق أبو الحسن المدائني) يقول: (نزل بغداد وصنف التصانيف وكان عجباً في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب مصدّقاً فيما ينقله، عالي الإسناد) كل الذي نحتاجه موجود، انظروا ماذا يقول هذا الرجل، هذا الرجل يقول (ص402) (حكى المدائني أنه أدخل على المأمون فحدثه بأحاديث في علي فلعن بني أمية) يعني المأمون لعن بني أمية لما رآه (فقلت) المدائني (حدثني المثنى) الذي يقول بأنه لا يوجد أصدق منه ولا يوجد أعلى سند منه (فقلت حدثني المثنى بن عبد الله الأنصاري قال: كنت بالشام فجعلت لا أسمع علياً ولا حسناً إنما أسمع معاوية، يزيد، الوليد ...) أرادوا أن يمحوا اسمه من تأريخ الإسلام والمسلمين، من المجتمع الإسلامي، أن لا يذكر أحد اسم علي بن أبي طالب. لا يقول لي قائل: سيدنا كان في ذلك الزمان. أقول: وفي هذا الزمان أيضاً، ارجعوا إلى بعض المناطق، ارجعوا إلى بعض البلدان تجدون، الآن في شمال أفريقيا والى مصر والى بلدان إسلامية أخرى تجدون أن أسماء أهل البيت موجودة كعلي والحسن والحسين وباقر وصادق، ولكن في بعض المناطق لن تجد إلا نادراً اسماً لأهل البيت. الآن لا أريد أن أدخل في هذه التفاصيل. وهنا رواية قيمة عن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام، الإمام الصادق دخل عليه أحد الأشخاص، والرواية في تحف العقول، قال له: يا بن رسول الله أنا من محبيك، قال: من أي المحبين أنت. السائل استغرب قال: يا بن رسول الله وكم عدد أقسام محبيكم، قال: محبينا إلى ثلاثة أقسام، قسم يحبونا في السر دون العلن، يعني في قلبه يحبنا ولكنه لا يظهر، إما يخاف وإما مصالحه لا تقتضي, وقسم أحبونا في العلن دون السر، وقسم أحبونا في السر والعلن وهم النمط الأعلى. أنا أتصور أن بعض هؤلاء الذين من حيث التسمية لا يسمون أبنائهم بأسماء الأئمة ومع ذلك يلقلقون بالألسنة أننا نحب علياً وفاطمة والحسن والحسين.

إذن القضية واضحة جداً، إذن أنا أريد أن أقول بأنه أساساً هؤلاء أرادوا أن يمحوا اسم علي، فضلاً عن الولاء لعلي، فضلاً عن نهج علي، فضلاً عن خط علي عليه أفضل الصلاة والسلام.

هذا هو الإجراء الآخر وهو القضاء على ذكر علي عليه أفضل الصلاة والسلام.

المُقدِّم: هل هناك إجراء آخر غير ما ذكرتموه.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه هناك إجراءات أخرى اتخذها النهج الاموي ومن هذه الإجراءات، ومن اعقدها وأخطرها هذا الإجراء الذي سأشير إليه، في هذه الليلة أحاول أن أنهي البحث أخرى حتى نعطي وقتاً كافياً للمداخلات باعتبار أنها الحلقة الأخيرة في هذا الموضوع. من هذه الإجراءات التي سنتحدث عنه مفصلاً بعد شهر رمضان هو قلب الحقائق والمعارف الدينية، الحقائق التي وردت عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) جعلوها بشكل مقلوب، حتى يتضح ماذا فعل هؤلاء أنا أقرأ بعض عبارات أبن أبي الحديد، قد يقول لي قائل: سيدنا هم يتهمون ابن أبي الحديد بالتشيع، بعد ذلك سيتضح أنه شيعي أو ليس بشيعي، أولاً، ثم نذكر الشواهد لإثبات هذه الحقيقة، بغض النظر عن أن ما قاله صحيح أو ليس بصحيح. ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة، ذيل الخطبة 203) في ذيل قوله ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، يقول: (ثم كتب معاوية إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة ولا تتركوا خبرا يرويه أحد  من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة) يعني كلما ذكرت رواية صحيحة في علي، يعني قال رسول الله أنت مني بمنزلة هارون من موسى قولوا في صحابي أن رسول الله قال فيه أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إذا قال رسول الله كذا وكذا أنتم ضعوا الحديث في أحد وخصوصاً الصحابة الذين عادوا عليا حتى تكون الفضيلة مشتركة أو تتميع الفضيلة، (فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته واشد إليهم من مناقب عثمان وفضله). هذا الكلام قاله ابن أبي الحديد المعتزلة، طبعاً يكون في المشاهد الكريم ابن أبي الحديد المعتزلي لا فقط أنه ليس متهم بالتشيع بل هو من مخالفيه وأعداء التشيع، قد يقول لي قائل: سيدنا هذا له شاهد. انظروا إلى (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، ج11، ص49) يقول: (فصل فيما وضع الشيعة والبكرية من الأحاديث) الأحاديث الموضوعة، يقول أن هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة التي وضعها الشيعة وأنصار أبي بكر، الوضع بدأ على أيدي الشيعة لا على أيدي غيرهم، ومع ذلك يأتي بعض الجهلة يقول أن أبن أبي الحديد شيعي. يقول: (أعلم أن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة) فكيف يكون شيعياً، الإنسان يعبر عن هؤلاء جهلة أم ماذا (إن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة فإنهم وضعوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلفة في صاحبهم في قبال ذلك فلما رأت البكرية ما صنعت الشيعة وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث) تصريح من ابن أبي الحديد، ومع ذلك يأتي بعض العوام والمغفلين ومن لا خبرة له ولا علم له ولا معرفة له. لأنه قال علي أفضل، فلابد أن يتهم بالتشيع وإلا هو يصرح بهذا.

في هذه الليلة اشير إلى نموذجين أو ثلاثة:

النموذج الأول ما ورد في (سير أعلام النبلاء، ج16، ص216) للإمام الذهبي يتذكر المشاهد الكريم تكلمنا مفصلاً في حلقات سابقة (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) الرواية (قال حدثنا معلى بن هلال عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق) تبدلت من علي إلى أبي بكر وعمر، فلهذا يقول الذهبي (معلى ترك) متروك، والمحقق شعيب الأرنؤوط في الحاشية يقول: (بل اتفق النقاد على تكذيبه) متفق على أن هذا الإنسان كذاب، هذا الذي ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي وهو أن معاوية بدأ أنه كل فضيلة وردت في علي أن يأتي بمقابلها في صحابي. ولذا ابن الحديد بعد ذلك يقول (ومن هنا فشا الكثير من الحديث) هذا المورد الأول يقول (معلى ترك) والارنؤوط يقول (بل اتفق النقاد على تكذيبه كما قال الحافظ في التقريب) هذا النموذج الأول.

النموذج الثاني ما ورد (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) وهذا الحديث من الأحاديث المتفق عليها ولا يوجد مخالف في هذا الحديث ورواياته صحيحة السند ولا خلاف فيها، ولكنه تعالوا معنا إلى الإضافات التي وجدت بعد ذلك في كتاب (سنن الترمذي، ج6، ص248، رقم الحديث 3994) تحقيق شعيب الأرنؤوط، الرواية عن أنس (قال رسول الله لأبي بكر وعمر: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ثم قال لعلي لا تخبرهما يا علي) هذه روايات ثلاثة ينقلها، هذه هي الأولى والرواية الثانية عن الزهري وهو من أشد النواصب والرواية الثالثة ينقلها عن الشعبي عن الحارث عن علي، أنا لا أريد أن أعلق على الروايات. انظروا إلى الأرنؤوط كيف يعلق على الروايات، الرواية الأولى يقول (حديث صحيح بشواهده) يعني هو حديث صحيح السند ولكن من خلال الشواهد المتابعات يريد أن يصححه، محمد بن كثير وهو ابن أبي عطاء اختلف فيه فضعفه قوم ووثقه آخرون فهو ضعيف. الحديث الثاني، يقول عنه الترمذي، (قال الوليد بن محمد الموقري يضعف في الحديث). الرواية عن الزهري عن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب، يعني الإمام السجاد نقل مباشرة عن علي أبي طالب، هو يقول: (ولم يسمع علي بن الحسين من علي بن أبي طالب)، هناك واسطة ساقطة في الرواية. يقول: (حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف). يعترفون أن الإسناد صحيح. وهكذا عندما يأتي إلى الثالث يقول: (صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث) فالروايات كلها أما من وضاعين أو من ضعفاء بخلاف روايات (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) هذا هو النموذج الثاني.

المُقدِّم:  قال رسول الله أنه لا يدخل الجنة عجوز.

سماحة السيد كمال الحيدري: إنشاء الله تعالى بعد شهر رمضان سنقف عند هذا، أنا الآن فقط أعنون البحث أن هؤلاء النهج الأموي ماذا فعل في تراثنا وفي الروايات الواردة وهو أنه كما قال ابن أبي الحديد قال: الذي يضعوا الحديث أينما وجدتم فضيلة لعلي بن أبي طالب ضعوا ما يضاهيها في غيره.

النموذج الثالث الذي لا أطيل الحديث فيه وهي قضية سدوا الأبواب إلا باب علي، هذه الروايات من الموارد المتفق عليها وإنشاء الله سيأتي حديثها بعد شهر رمضان، ينقل البخاري عن عكرمة (صحيح البخاري، ج1، ص167، الحديث 467) الرواية عن عكرمة عن ابن عباس قال: (خرج رسول الله في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت ابا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوْخة في هذا المسجد غير خوْخة أبي بكر) هذا الرواية صحيحة أو لا، ذكرنا ويتذكر المشاهد الكريم أن هناك رواة في صحيح البخاري هم من النواصب وهم من الخوارج وهم من أعداء علي وأهل البيت عليهم السلام، ومنهم عكرمة وسيأتي الحديث عنه لاحقاً، هذه نماذج ثلاثة، لذا أحاول أن أختم حديثي بما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة، ج11، ص49) من الكتاب يقول:  (فلما رأت البكرية ما صنعت الشيعة وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث) لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت ابا بكر يقول هذا من الأحاديث التي وضعتها البكرية، يقول: (فإنهم وضعوا في مقابلة حديث الإخاء) الذي أخا فيه رسول الله بينه وبين علي (ونحو سدوا الأبواب فأنه كان لعلي فقلبته البكرية إلى أبي بكر ونحو أأتوني بدواة وبياض أكتب فيه لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه اثنان ... يأبى الله تعالى والمسلمون إلا أبا بكر فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي عنه في مرضه أأتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبداً فاختلف ... لقد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله ونحو حديث أنا راض عنك فهل أنت عني راضي) ونحو ذلك من الأحاديث الموضوعة. هذه نماذج، وأنا بإذن الله تعالى بعد شهر رمضان نقف عند هذا الإجراء الخامس وهو بحث أساسي ومهم لنميز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث السقيمة والموضوعة التي وردت في الصحابة.

اختم حديثي بالنص الوارد في كتاب (مسائل الإمام أحمد بن حنبل، رواية إسحاق بن إبراهيم بن هاني النيسابوري، الرقم 1866) أعدها للنشر أبو الأشبال أحمد بن سالم المصري، دار التأصيل ودار المودة، يقول: (وسمعت أبا عبد الله) يعني أحمد بن حنبل (وقال له دلويه سمعت علي بن الجعد) أنا قبل أن أقرأ النص أريد أن أقول من هو دلويه ومن هو علي بن الجعد. أما دلويه فقد ورد في (سير أعلام النبلاء، ج12، ص120) قال: (الإمام المتقن الحافظ الكبير ... ويلقب أيضاً دلويه، قال: حدث عنه البخاري، وأبو داود، والترمذي والنسائي ... وقال أبو حاتم: صدوق، وقال إبراهيم بن أرومة: ليس على بسيط الأرض أحد أوثق من زياد بن أيوب) هذا دلويه.

أما علي بن الجعد فقد ورد في (سير أعلام النبلاء، ج10، ص459) يقول: (علي بن جعد، الإمام الحافظ الحجة، مسند بغداد ... حدث عنه البخاري وأبو داود ويحيى بن معين وخلف بن سالم وأحمد بن حنبل شيئاً يسيراً ...) في سند هذا النص يوجد. (وسمعت أبا عبد الله) الراوي يقول (وقال له دلويه سمعت علي بن الجعد) وهو من شيوخ البخاري (يقول) لأبي عبد الله يعني لأحمد بن حنبل (مات والله معاوية على غير الإسلام) الآن هؤلاء انظروا ماذا تقول مدرسة الصحابة وانظر ماذا تقول مدرسة النهج الأموي، يجعلوه في قبال أبي بكر. (مات والله معاوية على غير الإسلام) هذا الذي كنت أريد أن اقوله للمشاهد وتتمة الأبحاث إنشاء الله تأتي بعد شهر رمضان، وإنشاء الله من ليلة الجمعة القادمة سنبدأ أبحاثنا في التوحيد.

المُقدِّم: معنا الأخ محمد من الأردن، تفضلوا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

الأخ محمد: شيخنا الجليل الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين الطاهرين، ليت أمثال بني أمية ولا أمثال ابن تيمية ولا أمثال النهج الأموي يا سيدنا، نشكرك على هذه البرامج ونشكر هذا النور الساطع من قناة الكوثر، نتمنى من الله أن يديمكم أنتم آل البيت الكرماء أصحاب هذه المدرسة العظيمة التي تنير درب مدرسة الصحابة، فوالله أنّا نستمد منكم هذا العلم العظيم ومن أين يا سيدنا جئتم بها، أنكم من سليل علي عليه السلام وآل بيته الطاهرين والحمد لله رب العالمين.

المُقدِّم: معنا الأخ أبو صادق من العراق، تفضلوا.

الأخ أبو صادق: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

الأخ أبو صادق: بأي حق سمي معاوية أنه خال المؤمنين، علماً أن محمد بن أبي بكر بن الخليفة الأول وهو من العشرة المبشرة بالجنة وهو أخ أم المؤمنين عائشة وله ما له من صفوة، كيف أن محمد بن أبي بكر لا يقال عنه خال المؤمنين ويقال أن معاوية خال المؤمنين.

المُقدِّم: بل أن الأمويين قتلوه وفعلوا به ما فعلوا.

المُقدِّم: معنا الأخ عمر من سوريا، تفضلوا.

الأخ عمر: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

الأخ عمر: عبد الله بن عمر أنه قال: أتيت الرسول صلى الله عليه وآله يدخل عليكم رجل يموت على غير ملتي فدخل معاوية، وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله يقال: يموت معاوية على غير ملتي. هذه الرواية موجودة في أنساب الأشراف، ج5، ص134، تاريخ الطبري ج10، ص58، نهج البلاغة، ج5، ص113. وأنا استغرب لماذا هذا الكيل بمكيالين بكل ما يخص الإمام علي وأهل البيت، وفقكم الله سيدنا لكشف هؤلاء الذين يدعون العلم والمعرفة الذين يخرجون على الفضائيات البائسة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

المُقدِّم: سيتم التحقق من هذه الأحاديث.

سماحة السيد كمال الحيدري: الروايات التي  تنقل هنا أنا لا استطيع أن أوافق عليها ولا أن أردها باعتبار أنها تحتاج إلى دقة في السند وفي رجال السند وأنها صحيحة أو غير صحيحة، ولكن نحن الآن قرأنا بعض النصوص واشرنا إلى بعض الذين أشاروا إلى هذه الحقيقة.

المُقدِّم: معنا الأخ أبو بكر من بلجيكا، تفضلوا.

الأخ أبو بكر: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

الأخ أبو بكر: أقدم تحياتي لفضيلة الشيخ جزاه الله خيراً على هذا البرنامج، أنا أتابعكم منذ ستة أشهر منذ أن بدأتم هذا البرنامج، أنتم توضحون مذهب الصحابة جزاكم الله خيراً فأن كثير من الأخوة يدعون لكم بالخير إنشاء الله، بارك الله فيكم وأطال عمركم وجزاكم الله خيراً.

المُقدِّم: معنا الأخ إبراهيم من البحرين، تفضلوا.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: أنا أسأل عن البرنامج في شهر رمضان.

المُقدِّم: معنا الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: عندي مداخلة بسيطة وهي أن الشيخ حريص على الطعن بالصحابة من بعيد، ولسنا بحاجة إلى المرويات التي يذكرها بتضعيفها، فالقرآن قد شهد للصحابة بالسبق فقال الله عز وجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) فأبو بكر الصديق من السابقين فلا داعي للطعن من قريب أو بعيد، أما أن البخاري روى عن بعض الخوارج فالخوارج مبغوضين من قبل أهل السنة ومن قبل البخاري، وأما كون البخاري قد روى عن بعضهم لأن الخوارج يرون أن الكذب مخرج عن الإسلام، فهم لا يقولون إلا صدقاً، ولكن مشكلتهم في التأويل وليست في النقل فلذلك نقل عنهم البخاري لأنهم يرون أن الكذب من كبائر الذنوب ومرتكب الكبيرة خارج عن الإسلام، فارجوا من الشيخ أن يكون فاهماً لعقيدة أهل السنة.

المُقدِّم: الأخ أبي محمد من السعودية قال أن القرآن يقول ...

سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بالقرآن الكريم وأنه تكلم عن المهاجرين والأنصار يقيناً أن معاوية ليس من المهاجرين ولا من الأنصار وإنما هو من الطلقاء، فهذه الآيات المباركة لا علاقة لها بمعاوية وبني أمية والطلقاء. أما قول الأخ الكريم بأني طعنت بأبي بكر فأتصور أن الأخ كان نائماً أو التبس عليه الأمر، أنا لم أطعن ولم أكن بصدد الطعن لا في أبي بكر ولا عمر ولا غيره، أنا قلت أن مجموعة من الروايات التي وردت في أبي بكر وعمر هي من موضوعات بني أمية، إذن أن تكون هناك روايات موضوعة في أبي بكر وهم اعترفوا بأنه كانوا يضعون الحديث، إذن إن تحملني أني كنت بصدد الطعن بأبي بكر وتذهب إلى القرآن. أما فيما يتعلق بالآيات القرآنية فأنا قلت فيما سبق أن الآيات القرآنية لم تعين أسماء أبي بكر وعمر ولم تتكلم عن الصحبة حتى نقول أن هؤلاء من الصحابة وإنما تكلمت عن المهاجرين والأنصار وتكلمت عن الذين أتبعوهم بإحسان ومن المؤمنين وغير ذلك وهذا حديث تقدم فيما سبق.

أما ما يتعلق بمسألة أهل السنة والجماعة أنا قلت بأنه أساساً لابد أن نميز بين نظرية الصحابة وبين نظرية النهج الأموي والمنهج الأموي وأما ما ذكره الأخ من أن البخاري ينقل عن الخوارج ولا ينقل إلا لأنهم صادقون، الكلام هنا، كيف يمكن أن يكون الخارجي يعني المنافق، أنت أما أن تقبل حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) فإذا كان خارجياً يعني يكون منافقاً لأنه لا يبغضك إلا منافق، وإذا كان منافقاً فالمنافقون هم الكاذبون بنص القرآن، والله يشهد أن المنافقين لكاذبون، يعني واقعاً أن البخاري أصدق من الله قيلاً، يعني الله يقول أن المنافق كاذب والبخاري يقف في مقابل القرآن ويقول أن المنافق صادق، أهذا المنطق الذي أنت تقول به، هذا مضافاً، واقعاً إذا كان هو يبحث عن الصادق لينقل عنه ولو كان خارجياً ألم يكن في أئمة أهل البيت وخصوصاً الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام أن يكون صادقاً ليروي عنه، لا اقول أنه يروي عن الشيعة حتى تقولون كما تقولون أنتم أتباع ابن تيمية تقولون أن الشيعة هم أكذب الناس، أنا لا أعلم أن هذه القاعدة من أين جاءتكم أن الشيعة أكذب الناس وأن الخوارج أصدق الناس، وهذا هو النهج الأموي. أخي العزيز تذهب يميناً ويساراً، الإنسان مخبوء تحت لسان تجدون أن فلتات لسانك تخبر عما في باطنك وهو أنك أموي الهوى واعتقاداً من أتباع ابن تيمية فلهذا تجد بكل وضوح يدافع عن من؟ بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن الأخ العزيز يدافع عن الخوارج ويدافع عن البخاري أنه نقل عن الخوارج إلا أنه لماذا لم ينقل عن أئمة أهل البيت واقعاً ينبغي على الأخ الكريم أن يجيب.

أما قولك بأني لبست على السنة ولبست على المشاهدين، هذا حكمكم أتركه للمشاهد الكريم ليرى أني لبست على أحد أو لم أُلبس؟! وإنما ذكرت الحقائق من كتب القوم.

المُقدِّم: نذكر الأخوة الكرام أن البرنامج سيبدأ الخمس القادم وهو أول أيام شهر رمضان الكريم، سيكون برنامجاً مستمراً على مدى أربعة أيام من كل أسبوع أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد في الساعة 12.20 ليلاً بتوقيت طهران أي الساعة 10.50 بتوقيت مكة المكرمة. سيكون عنوان البحث في التوحيد في التجسيم والتشبيه، ستكون فرصة طيبة في ليالي شهر رمضان المبارك لتتابعوا هذا البرنامج وبعد انتهاء شهر رمضان سنعود إلى أبحاثنا المعتادة هي برنامج الأطروحة المهدوية وبرنامج مطارحات في العقيدة، أشكركم مشاهدينا الكرام وأشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.