سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
23/08/2010
المُقدِّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة هو: (خصائص نظرية المجسمة، القسم الثالث) في البدء أود أن أقرأ عليكم هذا الإعلان وهو بشرى للأخوة المشاهدين، نزولاً عند الكم الهائل من طلبات المشاهدين الكرام الواردة على المواقع الالكترونية ومن خلال الاتصالات تفضل سماحة آية الله السيد كمال الحيدري بإضافة حلقة أخرى تكون يوم الاثنين، يعني ابتداءً من ليلة يوم غد الاثنين القادم، يوم الاثنين من نفس الوقت وهي خاصة بإجابة المشاهدين على أسئلتهم الخاصة بمباحث الإمامة الواردة على موقع قناة الكوثر الفضائية وموقع سماحة السيد كمال الحيدري وموقع الإسلام الأصيل والأسئلة التي تأتي من خلال اتصالاتكم، أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدِّم: سماحة السيد هل هناك تتمة تودون ذكرها لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قلنا أنه هناك اتجاهان في بيان معرفة الله سبحانه وتعالى، الاتجاه الأول الذي أشرنا إلى بعض خصائصه وملامحه في الحلقات السابقة وانتهينا إلى أن هذا الاتجاه من أهم خصائصه وملامحه يعتقد أن الله سبحانه وتعالى له مكان مخصوص وليس هو في كل مكان، ورتبوا على هذه الحقيقة أو على هذه المسألة العقدية آثار كثيرة أولاً قالوا أن من لم يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى له مكان ومكان مخصوص فهو أهل بدعة ومن المبتدعة وثانياً قالوا أنهم من الكفار وثالثاً قالوا أنهم من المرتدين.
وذكرنا في بحث الأمس وفي الحلقات السابقة أنهم على هذا الأساس قالوا أن عموم علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم من الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والصوفية وغيرهم هؤلاء كلهم من المبتدعة وكلهم من الكفار وكلهم من المرتدين، بل يتذكر المشاهد الكريم بالأمس أن الألباني وصلت به الوقاحة إلى أن يقول بأن راعية غنم هي أعلم وأدق في التوحيد من كبار علماء الأزهر وقد قرأنا هذا بالأمس. هذا هو المنطق الذي يحكم هؤلاء، أنه إما أن تتفقوا معنا وإما أنتم أهل بدعة وأهل كفر وأنكم مرتدون وأنكم لا تفهمون التوحيد. بالإضافة إلى التهم، يعني قائمة التهم من أبناء هذه المدرسة وأتباع هذه المدرسة التي هي مدرسة ابن تيمية وقبل ذلك وبعد ذلك.
من أبناء وأتباع وتلامذة هذه المدرسة التي إلى يومنا موجودة وتمثلها المدرسة أو المنهج الذي يتبعون الشيخ محمد عبد الوهاب، هؤلاء نجد أنه بالإضافة إلى التهم السابقة التي قرأناها هناك تهم جديدة أضافوها إلى التهم السابقة، يعني فيما سبق كانت هناك تهمة البدعة وتهمة الكفر وتهمة الارتداد، في هذا اليوم أريد أن أقرأ للمشاهد الكريم أن هؤلاء ليسوا أهل بدعة وكفر وارتداد فقط بل هم أهل شرك، يعني عموم علماء المسلمين هم من المشركين.
هذا الكلام ورد في كتاب (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، ص144) الدكتور صالح الفوزان، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء في الرياض، وعضو هيئة كبار العلماء، دار ابن الجوزي، الطبعة الثالثة عشر، في صفر 1429، المملكة العربية السعودية. يقول: (ونصوص الصفات) يعني يد الله فوق أيديهم، كل شيء هالك إلا وجهه وغير ذلك من الصفات التي وردت في القرآن الكريم (ونصوص الصفات من المحكم لا من المتشابه) يعني عندما نقرأ قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) فلا نحتاج إلا الرجوع إلى اللغة العربية ونفهم ما المراد من اليد، واللغة العربية تقول أن اليد هي الجارحة، عندما يقول كل شيء هالك إلا وجهه نرجع إلى اللغة العربية باعتبار أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فلابد أن نرجع إلى اللغة العربية، في المحكمات نحن لا نحتاج في فهمها إلا الرجوع إلى المعجم حتى نفهم ما هو المراد من تلك اللفظ أو المصطلح أو المعنى المستعمل فيه. يقول: (ولا من المتشابه) أنا لا أريد الدخول في هذا البحث لأنه سيأتي. سؤال: إذا كانت هذه الآيات من المحكمات فلماذا تقولون وجهاً لا كالوجوه، إذا كان محكماً لماذا تقولون لا كالوجوه، لماذا تقولون يد لا كالأيدي، لماذا تقولون لابد هذه الآية لكي نفهمها نرجعها إلى قوله تعال: (ليس كمثله شيء) فتبين أن تلك هي المحكمة وهذه هي المتشابهة. قال: (ونصوص الصفات من المحكم لا المتشابه، يقرأها المسلمون ويتدارسونها ويفهمون معناها) إذن المعنى معلوم أو مجهول؟ إمام الحرمين بالأمس قال المعنى مجهول والكيفية مجهولة ولكن مدرسة ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يقولون اللفظ معلوم والمعنى معلوم والكيفية فقط مجهولة (ويفهمون معناها ولا ينكرون منها شيئاً) يعني هذا المعنى اللغوي الذي نفهمه. (وإنما ينكرها المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة) وأنتم تعلمون أن عموم المسلمين الآن هم من الأشاعرة (الذين ساروا) وهذا هو محل الشاهد، التهمة الجديدة التي يتهم فيها أتباع محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية يتهمون علماء المسلمين (الذين ساروا على منهج مشركي قريش) إذن عموم علماء المسلمين إلا شرذمة قليلون هم على نهج مشركي قريش. هذا هو الاحترام الذي يدعونه، يقولون نحن نحترم الرأي الآخر ويتكلمون في نواديهم العلمية وفي كل مكان وقد ملئوا الدنيا صراخاً أنهم يحترمون الرأي الآخر ويقبلونه ولكنه في الواقع عندما نأتي إلى كتبهم وهي مطبوعة في السنوات الأخيرة يعني 1427هـ، إذن التهمة الجديدة أن علماء المسلمين إلا أتباع ابن تيمية من المعتزلة والأشاعرة والصوفية، الإمامية من البدء أخرجوهم، هؤلاء علماء المسلمين الذين هم علماء أهل السنة والجماعة في نظر أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أن منهجهم هو منهج مشركي قريش. هذه هي التهمة الأخرى التي ذكروها في المقام.
ثم رتبوا على ذلك أن من قال أن الله في كل مكان، لأن الحديث كان عن هذا، أن الله في كل مكان فإن الصلاة خلفه باطلة، لا تجوز الصلاة خلفه، لأنه أولاً أهل بدعة وثانياً أهل كفر وثالثاً أهل ارتداد ورابعاً منهجه منهج المشركين. هذا ما ورد في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج7، الصلاة، رقم 2، ص361) جمع وترتيب أحمد الدويش، دار المؤيد، يقول: (الفتوى رقم 6825، الصلاة خلف الحلولية) يعني الذين يقولون أن الله في كل مكان، يعني رأي الأشاعرة ورأي جمهور المسلمين ورأي أهل السنة والجماعة (مسجد يجتمع فيه حوالي 500 من المسلمين، ولكن للأسف فإن إمام هذا المسجد يعتقد عقيدة فاسدة وحلولية، يعتقد أن الله في كل مكان ... وسؤالي هو هل يجوز لي أن أصلي خلف هذا الإمام أم لا، مع أني أحب أن أصلي صلاة الجماعة) قائل بنظرية الأشاعرة، بنظرية أهل السنة والجماعة عموم المسلمين وليس قائلاً بنظرية ابن تيمية. يقول: (إنهم كفار ولا تجوز الصلاة خلفهم ولا تصح). الآن تبين أن مدرسة ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب أضافوا قيداً جديداً لمن يريد أن يصلي خلف إمام، أيها المسلمون في العالم عندما تريد أن تصلي خلف إمام في أي مكان ينبغي أن تسأله أولاً أنت تؤمن أن الله جالس على العرش يعني في مكان مستقر وجالس وقاعد هناك أو أن الله في كل مكان، فإذا قال واعتقد بنظرية المجسمة ونظرية ابن تيمية ومن هو على شاكلته فالصلاة تجوز خلفه، يعني هذا شرط جديد في جواز الصلاة خلف إمام الجماعة. بعبارة أخرى لابد أولاً أن تمتحن إمام الجماعة وإمام الجمعة لترى أنه هل هو حلولي بتعبير ابن تيمية واتباع محمد بن عبد الوهاب أو ليس حلولياً، فإذا كان حلولياً فالصلاة خلفه لا تجوز. أيها السلفية أيها الذين أنتم ...، مع أنه واضح للجميع وأنا لا أتصور، من قال لكم أن اجتهادكم هو الحق وأن اجتهاد الآخرين باطل، أنتم تعتقدون وهذه من أهم اعتقاداتكم وأركان اعتقاداتكم أنه لا يوجد معصوم بعد رسول الله، إذن لماذا تعطون العصمة لرأي ابن تيمية وفتوى ابن تيمية ونظرية ابن تيمية، هذا رأي في قبال رأي آخر، هذا اجتهاد في قبال اجتهاد آخر، أنا بيني وبين الله أسألك هذا السؤال، نحن ليست هذه طريقتنا ولا منهجنا، يعني إذا وصل اجتهادنا إلى أنكم أنتم المشركون وأنتم الكفار، يعني أصحاب وأتباع ابن تيمية وأتباع محمد بن عبد الوهاب، انتهى اجتهادنا إلى هذا، كما انتهى اجتهادكم أن المسلمين جميعاً أهل بدعة وأهل شرك وأهل كفر وأهل ارتداد ولا تجوز الصلاة خلفهم، فلو فرضنا نحن أيضاً وصل اجتهادنا إلى هذا أنتم أهل الشرك، بينكم وبين الله ألستم تتهموننا لماذا تكفرون المسلمين، نحن واقعاً لا نكفر أحداً ولا نتهم أحداً بالشرك ولكن نقول هذا هو منهجكم هذا الذي تتهمون الآخرين أنهم أهل تكفير اتضح أنه من الناحية النظرية ومن الناحية العقدية أنكم أنتم أهل التكفير.
المُقدِّم: ذكرتم سماحة السيد في الحلقة السابقة المحاولة الثانية لأصحاب اتجاه التجسيم في الدفاع عن أنفسهم، هل هذه المحاولة صحيحة أم لا؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه إذا يتذكر المشاهد الكريم بالأمس قلنا أن كلام أصحاب هذا الاتجاه لو لم يشم منه رائحة التجسيم والتشبيه لما كانوا بحاجة إلى أن يقولون لا كالأجسام ولا كالأيدي ولا كالوجوه، من أول الأمر كما هي نظرية عموم المسلمين تسألهم هل أن الله جسم أو ليس بجسم، بشكل واضح وصريح يقول ليس بجسم، تسأله هل أن الله في مكان أو ليس في مكان، يقول ليس في مكان، طبعاً يكون في علم الأخوة إن شاء الله تعالى بعد ذلك سننقل للمشاهد الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد في أحاديثنا بشكل واضح وصريح يقول أن الحق تعالى ما هو، في (توحيد الصدوق، ص46، باب التوحيد ونفي التشبيه) للشيخ الصدوق، يقول: (المحتجب بنوره دون خلقه في الآفق الطامح فوق كل شيء علا ومن كل شيء دنا) هذا هو كلام رسول الله صلى الله عليه وآله، (فوق كل شيء علا ومن كل شيء دنا) وهذا هو مقتضى قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) (عالم في دنوه ودانٍ في علوه) وهذا إن شاء الله تعالى سيأتي.
في الواقع بأنه قلنا أن هذه المقولة وهذا الكلام من هؤلاء لو لم يكن يشم منه رائحة التجسيم لما كانوا بحاجة أن يقولوا لا كالأجسام لما كانوا بحاجة أن يقولوا بلا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تشبيه، عندما تقول بلا لا لا، يعبر عنه بالاصطلاح العلمي هذا دفع دخل مقدر، يعني أن كلامك يشم منه رائحة التشبيه ويشم منه رائحة التمثيل ويشم منه رائحة التجسيم ويشم منه رائحة المثلية فأنت تضطر أن تقول بلا تشبيه وبلا تمثيل إلى غير ذلك. وإلا لماذا أنت تحتاج أن تقول في قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم) تقول بلا تشبيه ولا تمثيل ...، هذا معناه أن كلامك لو لم يكن دالاً على هذه الأمور لما احتجت أن تقيده بقيد بلا تشبيه ولا تجسيم. وإن قلنا بالأمس أن هؤلاء لا يوجد في أي كلام وفي أي تصريح من تصريحاتهم عندما يقول بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تأويل ونحو ذلك، لا يوجد فيه ولا تجسيم أبداً، فلو كانوا لا يعتقدون بهذه الجسمية كانوا أن يقولوا بلا تجسيم هذا مقتضى القاعدة لأنهم عندما يقولون بلا كيفية يعني هذه الكيفية المتعارفة بلا تشبيه يعني أن نشبه بمخلوقاته، بلا تحريف المراد من التحريف التأويل والتأويل أما تأويل لفظي وإما تأويل معنوي، وعندما يقولون بلا تمثيل يعني أن يكون مثله شيء، إذا كانوا يعتقدون أنه أيضاً ليس جسم كهذه الأجسام كان ينبغي أن يصرحوا بلا تجسيم، ولكنه مع الأسف الشديد نجد أن هذه لا توجد في عباراتهم. هذه الاصطلاحات أنا بودي أن المشاهد الكريم إذا أراد الرجوع إليها موجودة في كتاب (عقيدة السلف وأصحاب الحديث) أو (الرسالة في اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة) تأليف الإمام عبد الرحمن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، المتوفى سنة 449هـ دراسة وتحقيق الدكتور ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع، دار العاصمة للنشر والتوزيع، في الحواشي يبن ما هو المراد، يقول في (ص162 و ص163 و ص164) يقول: (التشبيه ينقسم إلى قسمين، تشبيه المخلوق بالخالق كتشبيه النصارى عيسى بالله، وتشبيه المشركين أصنامهم بالله، وتشبيه الخالق بالمخلوق كتشبيه صورة الله بصورة الناس) ما هو المراد من التحريق، يقول: (التحريف اللفظي والتحريف المعنوي) يعني ما هو التحريف المعنوي يعني أن ينقل اللفظ من معناه إلى معنى آخر، ما هو المراد من التكييف يعني أن تقف على كنه صفات الحق سبحانه وتعالى، ما هو المراد من التعطيل أن تنفي أن الله سبحانه وتعالى متصف بهذه الصفات، ولعل بعض كلمات المعتزلة يشم منها رائحة التعطيل، لأنهم يؤمنون بنظرية نيابة الذات عن الصفات وأن الذات تقوم مقام الصفات وهذا بحث أوضحته مفصلاً في كتاب (التوحيد). في كلامهم لا تجدون ولا في مورد واحد يقولون بلا تجسيم، وفي المتن يقول: (وقد أعاذنا الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف) والتجسيم هل أعاذكم الله أم لا، هذه الدعوى غير صحيحة وكاذبة فهؤلاء ليسوا هم أهل السنة بل هم أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب هؤلاء الذين لا يوجد في كلامهم نفي التجسيم في هذه الجملة. لا يقول لي قائل: في مكان آخر قلنا جسم لا كالأجسام. هناك بينا في المحاولة الأولى أن هذه العبارة لا تنفي الجسمية وإنما تنفي أن يكون مشابهاً لأجسام الآخرين، ينفي التشبيه لا ينفي أصل الجسمية، أخواني الأعزاء ألخص حديثي.
المحاولة الأولى لا تنفي الجسمية وإنما تنفي التشبيه فقط فأصل الجسمية ثابت، والمحاولة الثانية لا يوجد فيها، بل يوجد فيها بلا تحريف بلا تكييف بلا تعطيل بلا تمثيل، ولكن لا يوجد بلا تجسيم. وهذا يكشف عن أنهم يؤمنون بالجسمية ولكن لا يشبهون جسمه تعالى بأجسام المخلوقين، ولكن أصل الجسمية يؤمنون بها. أبين هذا باعتبار أن الأسئلة تردني، أنا من خلال هذا البيان أريد أن أجيب على الأسئلة الواردة.
إذن السؤال عن كون هذه المحاولة تامة أو غير تامة.
أولاً اتضح أن هذه المحاولة فيها خلل وهو أنها لا تنفي الجسمية، ثانياً تنفي الكيفية وتنفي المثلية أو لا تنفي؟
أولاً أريد أن ابين هذه الحقيقة للمشاهد الكريم، أن هذا الكلام لو لم يشم منه رائحة التشبيه والتمثيل لما قالوا بلا تشبيه ولا تمثيل، هذا الكلام وجدته في كلام الإمام محمد عبدة وهو من كبار علماء الأزهر ومدرسة مصر، هذا ليس من اتباع ابن تيمية، أنقل هذا الكلام من كتاب (دفع شبهة التشبيه، ص8، الحاشية رقم 2) للإمام عبد الرحمن أبي الحسن الجوزي، المتوفى 597هـ تحقيق وتعليق محمد زاهد الكوثري، الناشر المكتبة الأزهرية للتراث، (يقول الأستاذ الشيخ محمد عبدة فيما كتبه على العضدية عند الكلام على حديث افتراق الأمة، فإن قلت أن كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وآله مؤلف من الألفاظ العربية ومدلولاتها معلومة لدى أهل اللغة) القرآن عندما قال وجه في اللغة العربية معنى الوجه واضح، عندما قال يد معنى اليد واضح في اللغة العربية، عندما قال مجيء المجيء معناه واضح في اللغة العربية، يقول (ومدلولاتها معلومة لدى أهل اللغة فيجب الأخذ بحاق مدلول اللفظ كان ما كان) بمقتضى نزل بلسان عربي مبين ان نلتزم بهذا، التفتوا ماذا يقول الإمام محمد عبدة، تلامذة محمد عبدة الذين يعرفون الإمام محمد عبدة وتفسيره، يقول: (قلت لو التزمنا بهذا) وهذه هي نظرية أتباع ابن تيمية يقولون أن الصفات في القرآن والروايات نحملها على ظاهرها ونمررها على ظاهرها بلا تصرف في اللفظ والمعنى وإلا يلزم التأويل ونحن لسنا من المؤولة، يقول: (قلت حينئذ) يعني لو كنا نحن واللغة والمعجم اللغوي (حينئذٍ لم يكن ناجياً إلا طائفة المجسمة)، يقول لو كان الأمر كذلك إذن كل النظريات والاتجاهات والمدارس العقدية والفكرية تكون إلى النار وباطلة لأنهم مشركين والموحدين هم المجسمة فقط. يقول: (وهذا مما لا يمكن الالتزام به) لا يمكن أن نقبل هذه الحقيقة، ولذا يقول: (حينئذٍ لم يكن ناجياً إلا طائفة المجسمة الظاهريون القائلون بوجوب الأخذ بجميع النصوص وترك طريق الاستدلال رأساً) لماذا تدخلون عقولكم، لماذا تدخلون الاستدلالات العقلية لتقول أن هذا يصح وأن ذاك لا يصح، كونوا مجسمة وخلصوا أنفسكم، يقول: (مع أنه لا يخفى ما في آراء هذه الطائفة من الاختلال مع سلوكهم طريقاً ليس يفيد اليقين بوجه) هذا طريق باطل، بالأمس أحد الأخوة اتصل وينقل كلام عن الشيخ محمد عبدة أنه يمدح ابن تيمية، لعل الشيخ يمدح الشيخ ابن تيمية في أماكن أخرى ولكن فيما يتعلق بالتجسيم لا مجال لأن يمدح أحد محمد عبدة في التجسيم، يقول: (فإن للتخاطبات مناسبات فلا سبيل إلا إلى الاستدلال حتى ننقل وتأويل ما يبدي بظاهره نقصاً إلى ما يفيد الكمال) إذا وجدنا أن لفظاً يفيد الجسمية ويفيد الحدوث، يفيد الحاجة، يفيد الفقر لا يمكننا أن ننسبه إلى الله لأن (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
إذا اتضح ذلك الآن ارجع إلى أصل الكلام أن هذه المحاولة التي ذكرت هل هي محاولة تامة أو غير تامة.
في الواقع الآن يأتي هذا السؤال أن هذه المحاولة التي حاولها أصحاب اتجاه التجسيم والتشبيه بإضافة قولهم بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا كذا، هل أنجتهم من التجسيم من هذه التهمة الموجهة أو لا.
في الواقع أنا أريد أن استند إلى كلام أحد العلماء المتقدمين وأحد الأعلام المتأخرين لنرى أنهم ماذا يقولون أن هذه الإضافة هل تنفع في دفع تهمة التجسيم عن نهج ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يعني محمد عبد الوهاب وهذه المدرسة المعاصرة وهي السلفية الحديثة أو لا تنفع.
المورد الأول الذي أريد أن أقوله، كلام نفس ابن الجوزي، لأن ما قرأناها كان حاشية محمد عبده في كتاب ابن الجوزي، الآن في نفس كتاب (دفع شبهة التشبيه، ص6) يقول: (ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ورأيتهم) من أصحابنا يعني الحنابلة لأن ابن الجوزي من الحنابلة (ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله سبحانه خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينين وفماً ولهوات وأضراس وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس فقط) أنا لا أعلم يعقل أن نتصور وجه ولهوات وأضراس ولا نتصور وجهاً، لا أعلم أي منطق يحكم هؤلاء، هؤلاء أعطوا عقولهم لغيرهم، خرجت عقولهم من رؤوسهم ألم يقرأوا قول القرآن (ألا يعقلون) (أولوا الألباب) هذا العقل، قال: (عينين وفماً ولهوات وأضراس وأضواء لوجهه هي السبحان ويدين واصابع) طبعاً بعد ذلك سنقرأ أن له نفساً ولهذا يقولون أن الرياح هي من نفسه، (ويدين وأصابع وكف وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس وقالوا يجوز أن يمس ويُمس) يعني تستطيع أن تمسه كما تستطيع أن تمس الكتاب، فيكون محسوساً، يعني جسم، إذا لم يكن جسماً كيف يحس بالإحساس المادي، هذا ليقرأها الأخوة حتى يحتجوا بها على من يدعي أن منهج ابن تيمية أو منهج بعض الحنابلة ليس هو التجسيم (وقالوا يجوز أن يمس ويُمَس ويدني العبد من ذاته) أي دنو، ليس الدنو المعنوي وإنما الدنو المكاني (وقال بعضهم ويتنفس) وأنا لا أعلم ماذا يتنفس، يقول (وقال بعضهم ويتنفس) ثم قالوا هذه الرياح سببها نفس الله (ثم أنهم) التفتوا إلى هذه العبارة، القائل لها ابن الجوزي ولست أنا ولا علماء الشيعة وإنما واحد من أعلام الحنابلة يقول هذا. يقول: (ثم أنهم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل) هذه الـ (لا) التي تكون في لا كالأجسام ولا بتكييف يقول هذه لخداع العوام لأن العوام إذا قلت له يد ورجل ونفس وجلوس وقعود واستلقاء واستراحة لعله نوم وقد ينسبون إليه بعد ذلك زوجة وأولاد، كل شيء يجوز على هؤلاء. يقول حتى يسكتوا العوام (ثم أنهم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل) إذن هذه الجملة للتعمية والتمويه على العوام (وقد تبعهم خلق من العوام) طبعاً هذا الرجل قبل ابن تيمية لأن تاريخ وفاته 597هـ تبين أن هذه النظرية كانت موجودة عند شرذمة من علماء المسلمين وأصل لها ابن تيمية قال: (وقد تبعهم خلق من العوام وقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل واتباع وإمامكم الأكبر) يعني أحمد بن حنبل (أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط كيف أقول ما لم يقل) أساساً لم يأتي الجواز أن نقول أن الله كذا وكذا (فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ثم قلتم في الأحاديث تحمل على ظاهرها فظاهر القدم الجارحة) إذا قلتم تحمل على ظاهرها فظاهر القدم الجارحة وظاهر اليد الجارحة وظاهر الوجه الجارحة، ثم يذكر شاهداً يقول (فإنه لما قيل في عيسى) يعني القرآن قال (ونفخت فيه من روحي) (لما قيل في عيسى روح الله اعتقدت النصارى أن لله سبحانه وتعالى صفة هي روح ولجت فيه) يقول أن هذه الروح ظاهره هو هذا الروح المعارف، لماذا عندما تقولون يد تقولون بانها ليست، إذا حملناها على ظاهرها فهذا هو المراد، قال: (ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه سبحانه مجرى الحسيات).
ثم يتألم من بعض علماء الحنابلة يقول (فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه) يعني هذه الدعوى وهي دعوى التجسيم (فقد كسيتم هذا المذهب شيئاً قبيحاً) وهو التجسيم (حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم) تبين أن القضية كانت واضحة عند علماء المسلمين أنه من صار حنبلياً صار مجسماً، من قبيل الآن من صار إمامي معروف بأنه يعتقد عصمة أهل البيت معروف أنه يعتقد بأن الأئمة اثنا عشر، معروف بأنه يعتقد بإمامة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، معروف بأنه يعتقد بأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن، معروف عنهم أنهم يعتقدون أن الولاية التكوينية، هذه من قواعدهم. قد تقول لي: سيدنا بعض علماء مدرسة أهل البيت لم يقولوا ذلك، إن شاء الله تعالى هذه الأبحاث في نفس هذا الوقت أحاول أن أخصص حلقة أو حلقتين كل يوم اثنين بعد حلقات مطارحات تكون للأسئلة والأجوبة عن هذه التساؤلات التي طرحت في الآونة الأخيرة وواقعاً مما أسف له أنها طرحت من أناس لا استطيع أن أعبر عنهم إلا أن أقول ضعف الطالب والمطلوب، لا السائل يعرف ما يسأل ولا المجيب يعرف ما يجيب، لا هذا من أهل الاختصاص في السؤال ولا المجيب من أهل الاختصاص في الجواب، وهذا إن شاء الله ما سأقف عنده لاحقاً.
هذا كلام ابن الجوزي، هذا الاتهام من ابن الجوزي، دفع شبهة التشبيه، هنا لابد أن أقول أقسم أنا أقسم بالله أن عموم أتباع الحنابلة وعموم أتباع مدرسة ابن تيمية وعموم أتباع محمد بن عبد الوهاب لا يعرفون هذه الحقائق، ولذا من هنا أوجه خطابي إليهم أخواني أعزائي هذا هو رأي علمائكم في التوحيد، لا أقل اذهبوا وابحثوا عن الحقيقة، أنا لا أدعوكم مباشرة أن تقولوا أن مدرسة أهل البيت هي الحق أو مدرسة الأشاعرة هي الحق، لا والله أبداً، وإنما أدعوكم إلى التحقيق اذهبوا إلى شيوخكم وإلى أهل العلم واسألوهم هذه الأسئلة، قولوا لهم واقعاً نحن نعتقد أن له يد بظاهره ونعتقد بان له رجل وساق وقدم وجلوس واسترخاء واستلقاء. ونقل لي بعض الأخوة أنه في الكتب الدرسية الآن في المدارسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بدأوا يبدلون المناهج ويدخلون فيها منهج التجسيم، يعني فيما سبق في كتبهم كان يعلمون التلميذ إذا سؤال أين الله يكتبون في كل مكان، الآن بدأوا يكتبون أنه في السماء، تحققوا لي من هذا الأمر، نقل لي هذا الأمر بعض الأخوة ولا استطيع أن أثبتها لأن لست متأكداً من الأمر إلى الآن ولا أنقلها على وجه اليقين حتى لا اتهم.
يقول: (حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم) ابن الجوزي كان قلبه ممتلئاً على هؤلاء (ثم زينتم مذهبكم أيضاً بالعصبية ليزيد بن معاوية) طبعاً لا يريد أن يقول ان كل علماء الحنابلة، يعني أمثال ابن تيمية، الذي الله الآن لا يسألنا عن أحد لماذا لم تلعنه، نعم لا يسألنا، ولكنه يجب التبرء من أعداء الله أو لا يجب، ويزيد عدو لله أو ولي لله، أيها المسلم أيها المؤمن، أيها المنصف، أيها التابع لابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أسألك يزيد ولي لله أم عدواً لله، أي منهما. لا يمكن أن يكون لا هنا ولا هنا، لا توجد هناك حالة وسطية بين الجنة والنار. إذا كان ولياً لله فيتولى ويحب وإذا كان عدواً لله فيتبرأ منه ويلعن، (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) أنتم تسيرون بالاتجاه المعاكس لمنطق القرآن الكريم. يقول: (حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم بالعصبية ليزيد بن معاوية وقد علمتم أن صاحب هذا المذهب أجاز لعنته) وقرأنا عباراته، يتذكر المشاهد في مطارحات في العقيدة (وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم) يقول في الحاشية هو القاضي أبو يعلى المتقدم (يقول في بعض أئمتكم لقد شان المذهب) أبو يعلى الذي سيأتي بحثه بعد ذلك (لقد شان المذهب شيناً قبيحاً لا يغسل إلى يوم القيامة) سواء كان في عقيدة التوحيد أو كان في تولي يزيد وبني أمية. هذا كلام ابن الجوزي في نقد بعض علماء الحنابلة. ولو سمع كلمات ابن تيمية أن عز الإسلام بيزيد ومعاوية وبعبد الملك وأولاد عبد الملك وعز الإسلام بمن هدم الكعبة وعز الإسلام بمن قتل الحسين ماذا يفعل ابن الجوزي. هذا كلام أحد المتقدمين في تقييم قولهم بلا تكييف، لا كالأجسام، يقول هذا للتعمية على العوام، إذن أيها الناس أتباع الحنابلة، أما أتباع الأشاعرة فمبناهم واضح يقولون بأن كل هذا باطل، أما أنتم الذين تقولون، نعم أحمد بن حنبل لم يقل هناك خلاف في مذهبه وبعد ذلك سيأتي الكلام، ولكن الآن اذهبوا وانظروا إلى علمائكم وشيوخكم واساتذتكم لتعرفوا هذه الحقيقة.
من المعاصرين الذين حاولوا أن يقولوا أن هذه المحاولة صحيحة أو باطلة ما ورد في كتاب الإمام محمد أبو زهرة (ابن تيمية حياته وعصره، آراءه وفقهه، ص223، الفقرة 286) دار الفكر العربي، سنة 1429هـ. يقول بعد أن يطرح نظرية ابن تيمية في مسألة التجسيم وأنه لا كالأجسام بلا تكييف وغير ذلك.
المُقدِّم: معنا الأخ واثق من فنلندا، تفضلوا.
الأخ واثق: السلام عليكم.
المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ واثق: سيدنا حول ما طرحتموه قضية جداً مهمة، التعامل مع النصوص لو تعاملوا مع هذه الآية (كل شيء هالك إلا وجهه) فإذن إذا تعاملوا بهذا النص أنه بعض أجزاءه ستهلك يعني لن يبقى إلا وجهه، هذا أولاً. لا يبقى إلى وجهه. وثانياً أنه يضع قدمه في النار حتى تقول قط قط من أكبر القدم أم النار، وكذلك جلوسه على العرش عندما يجلس على العرش الله أكبر أم العرش.
المُقدِّم: كما رد سماحة السيد على مسألة الروضة الخضراء.
سماحة السيد كمال الحيدري: أشكر الأخ الكريم على مداخلته.
المُقدِّم: معنا الأخ أبو إبراهيم من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو إبراهيم: عندي ثلاث أو أربع نقاط سريعة، قد يقول البعض من الأخوة من أهل السنة والجماعة إذا لم يكن المعنى الصحيح لاستوى والساق واليد هو الجسم فقد البعض يتساءل فما هو البديل الصحيح والمنطقي لهذا، يا حبذا لو نبهنا لهذه النقطة. وثانياً بعد أن أثبتنا أن هذه المعتقدات فاسدة يعني التجسيم لو تعرضون لمعنى التوحيد في مدرسة أهل البيت ليكون لدى المشاهد الكريم البديل المنطقي، يعني كان بعض المشاهدين عنده معتقد وتبين أن هذا المعتقد فاسد فقد يتساءل ما هو البديل عن هذا. وبالنسبة إلى التأويل إذا كان القرآن يأخذ بظاهره ولا يؤول إذن ما هو معنى قوله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) إذا أخذنا فقط بظاهر الآية، يعني إذا كان أحد أعمى فسوف يحشره الله اعمى وإن كان مؤمناً بدليل هذه الآية. النقطة الأخيرة لكل شيء ثمرة، التوحيد فقط ليس هو شيء محدود بذاته بل له ثمار، وثمرة التوحيد هي الإيمان ووجود رهبة لله وخشوع في قلب المؤمن، وكل هذه السمات بعد معرفته المعرفة الحقيقية فإذا كانت المعرفة فاسدة فهل سوف تكون لله أيضاً عظمة ورهبة في قلوب المؤمن أن الله جسم وأن الله محتاج لأجسام، حقيقة كثير من الناس الذي نحتكم معهم في السعودية تجد أن مفهوم الإله ومفهوم الرب مفهوم جداً لو تقارنه بمدرسة أهل البيت مفهوم جداً سطحي، بعض الأشخاص حتى لا يحترم بعض صفات الله سبحانه وتعالى.
المُقدِّم: معنا الأخ أحمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: شكراً لكم لإتاحة الفرصة لنا، أريد أن أتكلم مع الشيخ، شهركم مبارك يا شيخنا، جزاك الله خيراً، برنامجكم جميل جداً وفيه إيضاحات كثيرة جداً لعوام المسلمين، أنا من عوام المسلمين ولست صاحب علم في الأسماء والصفات، فكيف يتضح لي الاعتقاد الصحيح في هذا الموضوع، يعني كيف أفهم الاعتقاد الصحيح في الأسماء والصفات، وهل سوف يسأل كل مسلم عن اعتقاده في صفات الله. هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية أيضاً هناك أفعال وأقوال في العبادات كيف يتضح لعامة المسلمين من ليسوا بأصحاب علم عن الأفعال والأقوال الشركية المنافية لهذا الموضوع، كيف يختار والطريقة المثلى لتحديد اختياره في هذه العبادات.
المُقدِّم: معنا الأخ إبراهيم حمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ إبراهيم: أسألكم عن الآية (يد الله فوق أيديهم) وتفسير يد الله فوق أيديه ليس هي يد الله فوق أيديهم بل هي إرادة الله فوق إرادتهم. فالذين يشبهون الله بالأجسام ويقولون أن الله ليس موجوداً في كل مكان.
المُقدِّم: معنا الأخ أبو عثمان من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو عثمان: السلام عليكم.
المُقدِّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عثمان: أنا من المتابعين لحلقات البرنامج، أنا أقولها بيني وبين الله أنا عمري الآن 45 سنة، هذه المعلومات عندما أرجع لها أجدها كلها صحيحة، لم يذكر الشيخ أي معلوم إلا وكانت صحيحة وموثقة عندي بفضل الله، أنا كيف أصلح نفسي. وأما صلاة التراويح أرجوا بيان أمرها لنا.
المُقدِّم: بالنسبة للأخ الكريم واثق قلتم أن هذا سيأتي، عن التعامل مع الآية.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا سيأتي عندما نقف عند هذه الأبحاث في الوجه واليد.
المُقدِّم: بالنسبة للأخ أبي إبراهيم من السعودية، قال ما هو المعنى الصحيح لقوله (استوى على العرش).
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز اطمأنوا عندما نقف عند هذه الأبحاث، وسندخل في بيان أركان نظرية التجسيم من يوم الخميس القادم سندخل في بيان أركان نظرية التجسيم التي هي أربعة، أن الله له حد، أن الله له جسم، أن الله له صورة، وأن هذه الصورة على شكل آدمي، ثم نأتي إلى أشكال وأجزاء هذه الصورة، في كل مفردة عندما أشير إلى نظرية أهل التجسيم سأبين أيضاً نظرية مدرسة أهل البيت بالإضافة إلى نظرية علماء المسلمين كالأشاعرة، يعني أهل السنة والجماعة، بشكل إجمالي وإلا إذا أردنا أن ندخل تفصيلاً فالوقت لا يسع لذلك، إذن سوف أذكر أيضاً هذا الاقتراح الذي ذكرته ما هو البديل المنطقي، سأذكر البديل المنطقي بنحو الإشارة لا أكثر.
إذا سمح لي الدكتور أن أقرأ رواية هي من الروايات القيمة، سنقف عند توحيد الشيخ الصدوق، وهنا لابد أن اشير إلى مقدمة للمشاهد الكريم، نحن عندما ننقل رواية من كتبنا ليس معناه أن كل ما يرد في ذلك الكتاب من الأحاديث صحيحة، نحن لا يوجد عندنا كتاب في الأحاديث كله صحيح، طبعاً في الأعم الأغلب صحيح، لا يقول لي قائل: إذن كل ما ورد في توحيد الشيخ الصدوق صحيحاً، ليس الأمر كذلك، هذه ليست نظريتنا.
انظروا إلى هذه الرواية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، الرواية قيمة جداً، عن ابن عباس قال: (جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم) الرواية تكون جواباً لبعض الأخوة أنه ما هو تكليفنا ونحن من العوام، الآن ماذا نفعل، (قال: علمني من غرائب العلم، قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه، قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله، قال: معرفة الله حق معرفته) التفتوا جيداً إذن اول الدين ليس الشرك والعبادة ليس التوحيد الربوبية، ليس توحيد العبادة والإلوهية وإنما توحيد المعرفة الإلهية، معرفة الله وقوام معرفة الله إنما هي بمعرفة الذات والأسماء والصفات قال: (معرفة الله حق معرفته، قال الاعرابي: وما معرفة الله حق معرفته) الاعرابي يسأل، يعني هذا التوحيد في ذاك الزمان (قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وأنه واحد أحد ظاهر باطن أول آخر لا كفء له ولا نظير فذلك حق معرفته) رسول الله يقول ذلك بلا مثل ولا شبه. ولكنه انظروا إلى ابن تيمية ماذا يقول، رسول الله يقول بلا مثل ولا شبه.
هذا الكتاب لم أشر له سابقاً وهو (الجواب الصحيح لمن بدل دين التوحيد بدين المسيح، ج3) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني المتوفى سنة 728، أنا أقول عنه شيخ ليس لأن معتقد به ولكن أقول ذلك احتراماً، تحقيق وتعليق الدكتور بن حسن بن ناصر والدكتور عبد العزيز إبراهيم العسكر، دار العاصمة، أنا أقرأ العبارة وسيأتي توضيحها ليلة الجمعة، قال: (ولفظ التوراة) كتاب اليهود (ولفظ التوراة سنخلق بشراً على صورتنا يشبهنا) يعني النظرية السبأية واليهودية، نحن نعلم أن التوراة محرف، يعني ليس حقائق التوراة، إذن نظرية التشبيه وأن الله خلق آدم على صورة الرحمن أصلها عند السبأية وعند اليهود، يقول: (لم يقل على مثالنا وهو كقول النبي في الحديث الصحيح لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته) يقول في الحديث الصحيح عندنا، إذن عقيدة ابن تيمية، رسول الله في توحيد الصدوق عندنا يقول بلا شبه ولا مثل، ولكن ابن تيمية يقول مع الشبه أن الله خلق آدم على صورته.
طبعاً الوقت لا يسع، هم ملئوا الكتب ما هي وجوه الشبه بين الشيعة وبين اليهود، ملئوا الكتب بهذا ولكن في الواقع اتضح أنه في العقيدة من يشبههم هو ابن تيمية وأتباعه.
المُقدِّم: اذكر الأخوة مرة أخرى سيكون في نفس الوقت يوم غداً برنامج مطارحات في العقيدة ولكن خاصة بأسئلة الإمامة. شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام. إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.