سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
المنهج الصحيح في فهم المعارف الدينية القسم الأول
17/09/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة من مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة اليوم: المنهج الصحيح في فهم المعارف الدينية، القسم الأول، برنامج حلقة اليوم سيسلط فيها الضوء على المنهج المتبع في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وفي برنامجنا هذا خصوصاً في كيفية فهم المعارف الدينية، ما السبب، ما الدليل الذي يدل على صحة المنهج المتبع في فهم المعارف الدينية، ما سبب الاختلاف بين المدارس ما دام مصدر التشريع ومصدر الفهم العقائدي لدى المسلمين الكتاب والسنة، كتاب الله وسنة رسول الله، فما سبب هذا الاختلاف، هناك أمور مهمة ستقفون عندها إنشاء الله تعالى في حلقة اليوم من برنامج مطارحات في العقيدة. نحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المقدم: سماحة السيد في بداية الحديث أول ما نطرح على جنابكم السؤال الآتي، يسأل السائل عن السبب الحقيقي في اختلاف المسلمين في فهم المعارف الدينية ما دام المصدر واضحاً وهو القرآن والسنة وكلاً يدعي الوصل بليلى، فلماذا هذا الاختلاف.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع سؤال وجيه وسؤال مركزي وسؤال أساسي وهو أنه بعد أن اتفقت الأمة الإسلامية وأجمعت على أن المصدرين الأساسيين في فهم المعارف الدينية وتلقي وأخذ المعارف الدينية إنما يتلخص في القرآن الكريم المصدر الأول والأساسي والمصدر الثاني الذي هو بيان له وهو السنة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأنا لا أتصور أنه يوجد خلاف بين أحد من المسلمين في هذين المصدرين، وهو أن الإنسان إذا أراد أن يقف على الحقائق الدينية والمعارف الدينية على سعة دائرتها فيما يتعلق بالعقائد فيما يتعلق بالفروع فيما يتعلق بالأحكام فيما يتعلق بالأخلاق فيما يتعلق بالعلاقات فيما يتعلق ببيان النشئات التي قبل نشأتها هذه، فيما يتعلق بالعوالم والنشئات التي بعد نشأتها من عالم البرزخ إلى عالم الحشر الاكبر إلى الجنة إلى النار إلى الخلود وعشرات بل مئات بل آلاف المسائل سواء كان ما يرتبط منها بالأصول العقدية والأركان الإيمانية أو ما يتعلق بالأمور العملية والأبحاث التي ترتبط بالبعد العملي لا بالبعد الإيماني والعقدي والكلامي. من هنا يُطرح هذا التساؤل الذي طرحه الأخ العزيز، وهو أساساً إذا كان المصدر الأساسي هو القرآن الكريم، والقرآن الكريم يقول (تبيان لكل شيء) وكذلك المصدر الثاني الذي هو المصدر وهو السنة النبوية التي وردت الآيات لتؤكد على هذا المعنى منها هذه الآية وهي الآية 44 من سورة النحل نجد أن القرآن الكريم أشار إلى هذه النقطة بشكل واضح وصريح وهو قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم ولعلهم يتفكرون) طبعاً الآية التي قبلها واضحة قال: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبيان والزبر وأنزلنا إليك – خطاب موجه إلى الرسول الأعظم- الذكر لتبين للناس) إذن توجد هناك بيانات وهي السنة النبوية تبين القرآن الكريم (لتبين للناس ما نُزل إليهم) ثم أشارت الآية (ولعلهم يتفكرون) ما هو دور الفكر؟ وما هو دور التفكير، وما هو دور التدبر، وما هو دور التعقل، وما هو دور العقل والاستدلالات العقلية، الآن لا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه الأبحاث، ولكن هذا القدر المتيقن وهو أن المصدر الأول هو القرآن الكريم باعتبار أنه (وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) ولكن هذا التبيان فيه مبين، هذا المبين هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهنا لابد أن يعلم، وأيضاً اتفقت كلمة علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتها الفقهية والكلامية وغيرها على أن ما جاء من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إنما هو من الوحي باعتبار أن القرآن الكريم أمرنا بذلك قال: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) أنا لا أتصور أن توجد آية أوضح دلالة من هذه الآية المباركة (ما آتاكم) وعندما نقول (ما آتاكم) يعني كل الاتيان سواء كان اتياناً قولياً أو فعلياً، تقريرياً، موضوعاً، حكمياً، يكون شاملاً لكل هذه الأبعاد. وهذا دليل لماذا أن الله سبحانه أمرنا أن نأخذ بكل ما آتانا وننتهي عن كل ما نهانا عنه، باعتبار أن القرآن قال: (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) إذن القضية واضحة جداً، إذن على هذا الأساس نحن من حيث الواقع ومن حيث إن صح التعبير الاصطلاح ومن حيث الثبوت المصدران اللذان يمكن الاستناد إليهما هما الكتاب والسنة النبوية التي هي لتبيين ما في الكتاب (لتبين للناس ما نزل إليهم) الآن يأتي هذا التساؤل الأساسي وهو أنه إذن لماذا وقع الاختلاف بين المسلمين في هذين المصدرين، ما هو منشأ هذا الاختلاف، ما هي فلسفة هذا الاختلاف، ما هو دليل هذا الاختلاف، نحن لا نريد الآن أن نتكلم في النوايا أنه كانت هناك مؤامرة أو لم تكن، كان هناك من يبيت أن يدمر هذا الدين أو لم يكن، كان هناك من يريد أن يقضي على معارف ...، هذه أبحاث أخرى الآن لا أريد أن أدخل لا بصدد إثباتها ولا بصدد نفيها، لها حديث آخر، أنا أريد أن أبحث من الناحية المعرفة، من الناحية النظرية لماذا وقع هذا الاختلاف بين المسلمين وفي يومنا هذا وأنتم تعلمون بأنه في مثل هذه الأيام المدارس الإسلامية، الاتجاهات، المذاهب، البيانات، الأدلة تجدونها واقعاً مختلفة على مسافة 180 درجة، من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، في الواقع أن سبب هذا الاختلاف في أخذ المعارف من القرآن والسنة يرجع إلى المرجعية التي اعتمدناها في فهم الكتاب والسنة، يعني من أين طريق نأخذ السنة وعلى أي فهم نفهم كتاب الله سبحانه وتعالى. كتاب الله بأيدينا هذا الكتاب الذي نزل على قلب الخاتم (صلى الله عليه وآله) لم يزد فيه شيء ولم ينقص فيه شيء، خلافاً لبعض هذه الدعاوى التي تصدر من هنا وهناك، من هذه الجهة من هذه المدرسة أو تلك بأنهم يقولون بتحريف القرآن، هذه كلمات واقعاً لا فقط ذهب زمانها مع الأسف الشديد أنها تُكرر بهذه الطريقة الفجة التي لا تنم على أي أساس علمي صحيح، الآن بأعلى أصواتنا أو بأعلى أصوات علماء مدرسة أهل البيت يقولون أن هذا القرآن هو الذي نزل على قلب الخاتم لم يقع في تحريف لم تقع فيه زيادة لم يقع فيه نقصان ونحو ذلك، وكتب علمائنا بحمد الله مليئة بذلك. نعم، قد تقول بعض العلماء قالوا كذا أقول هذا ليس فقط في مدرسة أهل البيت بل موجودة في المدارس الأخرى والاتجاهات إن لم يكن أكثر مما عندنا فليس هو أقل مما عندنا، ولا يمكن أن نحمل المدرسة ونحمل الاتجاه بشكل عام بسبب أن يصدر كلام من شخص أو شخصين أو ثلاث أو عشرة يقولون بهذا الرأي أو بذاك الرأي وسأشير إلى بعض الشواهد على ذلك.
الجواب على هذا السؤال الأساسي والمركزي، وبودي أن المشاهد الكريم خصوصاً وأنا أطرح هذا البحث وأنتم تعلمون الآن ماذا يجري على بعض الفضائيات او القنوات الفضائية التي تحاول أن تشوش على كثير من الأبحاث العلمية من خلال هذا الطريق.
في اعتقادي بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعني بعد ذهاب الرسول الأعظم وجدت مدرستان في فهم القرآن الكريم، وبعبارة أدق وأشرت إلى ذلك في أبحاث سابقة هناك طريقان في فهم الكتاب والسنة الصادرة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، المدرسة الأولى هي مدرسة الصحابة وعندما أقول الصحابة مرادي علية القوم، علية الصحابة، كبار الصحابة، وأسمائهم معروفة ولا أحتاج إلى ذكر الأسماء. الاتجاه الآخر أو المدرسة الأخرى هي مدرسة علي وأهل البيت من بعده (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إذن عندما نقول علي لا يتبادر إلى ذهن أحد أننا نريد أن نجعل الإمام علي في قبال الصحابة، فالإمام علي صحابي من الصحابة، هذا مما لا ريب فيه، وإنما أريد أن أقول يعني إذا أردنا أن نميز نجد بأن جماعة أو مدرسة حاولت أن تستند إلى بعض الصحابة في قبال بيانات ومدرسة الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام أو لا أقل، قد يقول الاتجاه الآخر يعني مدرسة الصحابة تقول لا، نحن أيضاً نقبل الإمام علي، الجواب هم يقبلون الإمام علي في قبال الصحابة، يعني هو صحابي في قبال صحابة أخرى، قد يرجحون عليه غيره، بل في الأعم الأغلب يرجحون، إذا وقع الاختلاف بينه وبينهم يرجحون الغير عليه ويصرحون بأن الأول والثاني والثالث هم أفضل من علي عليه أفضل الصلاة والسلام، بل يصرحون أن الأول والثاني والثالث هم أعلم من الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام. وهنا المفارقة، وهنا الميز، وهنا الفصل بين المدرستين، مدرسة أهل البيت يعني مدرسة الإمام علي تعتقد بأنها هي المدرسة وهي التي لها كلمة الفصل في كيفية فهم القرآن الكريم وأخذ السنة الصحيحة الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، القضية الأساسية هذه، في قبال اتجاه آخر يعتقد أن السنة من أين تأخذ، تأخذ من الصحابة، والصحابة هم الذين إذا فسروا القرآن الكريم وفهموا آية من الآيات فأن فهمهم سوف يكون حجة على من جاء بعدهم من الناس، ومن الأمة الإسلامية ومن العلماء، يعني إذا جئنا إلى فهم الصحابة وجئنا إلى فهم التابعين وتابعي التابعين أو من جاء بعدهم من العلماء ووقع التعارض بينهم يقولون الحجية لقول الصحابة. وهذا ما يصرحون به. الآن أنا لا أملك الوقت الكافي لأدخل في تفاصيل هذه الكلمات ولكن بنحو الإجمال أشير إليهم.
فيما يتعلق بهذا المجال انظروا ماذا يقول الشاطبي في الموافقات هذه عبارته، يقول: سنة الصحابة سنة يعمل عليها ويرجع إليها والدليل على ذلك أمور، إذن يعطون المرجعية للصحابة، طبعاً ليس كل الصحابة، وهذا واضح، العنوان وإن كان عاماً ولكن المقصود به الخواص نفر معدود من الصحابة، وإلا يقيناً لا يريدون 20 ألف 30 ألف صحابي 100 ألف صحابي 12 ألف صحابي، ليس هذا مقصودهم، وإنما المقصود يعني العنوان عام ولكن المقصود مجموعة وثلة وخواص ونخبة من الصحابة وبالأخص الذين تولوا أمر المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعني الأول والثاني والثالث، كل همهم إثبات المرجعية والأفضلية والأعلمية لهؤلاء في قبال علي وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
قال: والأدلة على ذلك كثيرة، ثناء الله عليهم، من قبيل (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، أو الاستدلال بما جاء في الحديث من الأمر باتباعهم وأن سننهم في طلب الاتباع كسنة النبي، وهذا حديث ينقلونه في صحاحهم، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، أو تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: ومن هي يا رسول الله، قال: ما أنا عليه وأصحابي، وعنه أنه قال: اصحابي مثل الملح لا يصلح الطعام إلا به. إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين والنبيين، واختار لي منهم أربعة فلان وفلان جعلهم خير أصحابي وفي أصحابه كلهم خير، أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم، وعشرات النصوص التي وردت في المصادر الحديثية للقوم في مدرسة الصحابة التي تعطي المرجعية لمدرسة الصحابة، وعلى أقل التقادير تجعل علياً واحدا منهم أو متأخراً عن كثير منهم. هذا الكلام يمكن مراجعته في الموافقات للشاطبي.
فيما يتعلق بعنوان آخر في هذا المجال أيضاً نجد بأنه في المستصفى، للغزالي، ج1 يقول: ذهب قوم إلى أن مذهب الصحابي حجة مطلقاً، يعني كل ما يقوله الصحابي فقوله حجة يعتمد عليه، سواء استند فيه إلى النبي أو لم يستند، باعتبار أنهم يعتقدون الصحابي إذا قال شيئاً باعتبار أنهم جميعاً عدول فلا يقولون شيئاً من عند أنفسهم وإنما يقولون ما أخذوه من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقوم إلى أن الحجة في قول الأول والثاني خاصة (اقتدوا بالذين من بعدي) أو اللذين من بدعي. وقوم إلى أن الحجة في قول الخلفاء الراشدين إذا اتفقوا أما إذا اختلفوا فليس بحجة.
هذا هو الاتجاه الأول الاتجاه الذي يعتقد أن الطريق لفهم الكتاب ولأخذ السنة يمر من أي طريق ومن أي مجرى ومن أي قناة؟ هي قناة الصحابة. ولهذا أنتم تجدون الآن عندما تراجعون صحاح القوم، عندما تراجعون مسانيد القوم عندما تراجعون المصادر الأساسية الحديثية للقوم تجدون أنها 99% الروايات منقولة عن الصحابة، وأنهم يستندون إليها في فهم القرآن وفي أخذ الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وآله). طبعاً الغزالي عنده كلام جيد هنا، أنا فقط أشير إليه إجمالاً ومناقشته لعله موقوف إذا توقفنا اليوم ونبحث مذهب الصحابي وسنة الصحابي والى أي حد يمكن الاعتماد على هذا المذهب وعلى هذه السنة على هذه المدرسة متروك إلى دراسات أعمق، ولكن بنحو ا لإجمال أقول، يقول الغزالي في المستصفى: إن من يجوز عليه الغلط والسهو - باعتبار أنهم يقولون أنه لا يوجد معصوم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)- ولم تثبت عصمته فلا حجة في قوله. كيف يمكن إثبات الحجية إن لم تثبت له العصمة، فكيف يحتج بقولهم مع جواز الخطأ، وكيف تدعى عصمتهم من غير حجة متواترة. ومن هذا يتبين أن القائلين بسنة الصحابي صحيح لم يقولوا بعصمة الصحابة ولكن عملاً التزموا بعصمتهم، لأنهم قالوا أن قولهم حجة ولا تجوز مخالفتهم، بأيهم اقتديتم اهتديتم. فهذا الإنسان إذا لم يكن معصوماً فكيف إذا اقتديت به اهديت، فقد يكون مشتبهاً فكيف أكون مهتدياً إذا اقتديت به. يعني إذا لم يكن معصوماً وأنا اقتديت به وهو كان في ضلال، وإن لم يكن عمداً كنت على ضلال، ولكن مع ذلك هم يقولون بأيهم اقتديتم اهتديتم، هذا يكشف بأنه من الناحية العملية وإن كان من الناحية النظرية لم يصرحوا بهذا المعنى ولكن عملاً التزموا بعصمة الصحابة، ولذا تجد أن الغزالي كاملاً التفت وأنتم تعلمون أن الغزالي علم من أعلام مدرسة الصحابة. قال: وكيف تدعى عصمتهم من غير حجة متواترة، وكيف يتصور عصمة قوم يجوز عليهم الاختلاف، إذا كانوا معصومين فكيف وقع الاختلاف بينهم، وكيف يختلف المعصومان وكيف وقد اتفقت الصحابة على جواز مخالفة الصحابة، هم قبلوا أن يخالف بعضهم بعضا، فلم ينكر أبو بكر وعمر على من خالفهما بالاجتهاد بل أوجبوا في مسائل الاجتهاد على كل مجتهد أن يتبع اجتهاد نفسه ولهذا تجدون إن الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عندما وضع في الشورى قيل له: أن تعمل بالكتاب والسنة وسيرة الشيخين. فقال عليه السلام: أعمل برأيي، يعني لم يقبل بالعمل بسيرة الشيخين. ولو كان بأيهم اقتديتم اهتديتم كان الأولى أن يقتدي بهم أمير المؤمنين، أن يقتدي بهم علي وهو أعرف بحالهم، فلهذا في جملة واحدة، قال: فانتفاء الدليل على العصمة ووقوع الاختلاف بينهم، وتصريحهم بجواز مخالفتهم ثلاث أدلة قاطعة على عدم الحجة. هذا كلام المستصفى في الجزء الأول، يمكن للأخوة أن يراجعوا. طبعاً بعد لم أنتهي من البحث.
أن الذين قتلوا الخليفة الثالث هم الصحابة أنفسهم فهل نقتدي بهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: وفي الصحابة منافقون وفي الصحابة من في قلبه مرض، وفي الصحابة من هم فاسقون، عبد الله بن أبي ألم يكن من الصحابي، ألم ينهى رسول الله عن قتله قال: أخشى أن يقال أنه يقتل أصحابه، من أصحابي ولكنه، ألم يرد في صحيح البخاري على أنه هناك مجموعة من أصحابي يذادون عن الحوض، إلى النار، اقول لماذا؟ يقول: لا تعلم ماذا أحدثوا بعدك فأنهم ارتدوا القهقرى، هذه روايات صريحة في مصادر القوم. فأين العصمة فأين الحجية فضلاً عن العصمة.
مدرسة الصحابة تعتقد أن المرجعية لها في فهم القرآن الكريم وأخذ السنة النبوية إنما يمر من خلال الصحابة بشكل عام وإن كان كلامهم بشكل عام إلا أن مرادهم نخبة من الصحابة، وأعطوا المرجعية والحجية لأقوالهم مطلقاً بنحو لا تجوز مخالفتهم بأي نحو من الأنحاء. ولذا الآن أنت عندما ترجع إلى الاتجاهات السلفية الحديثة تجد أنهم يحاولون أن كل شيء يقولونه يرجعونه إلى صحابي من الصحابة، وهذا هو معنى السلف، وهذا هو منهج السلفية سواء الحديثة أو القديمة منها، كلها تحاول عندما تقول شيء ترجعه إلى صحابي، ليس بالضرورة أن ترجعه إلى حديث ورد عن رسول الله من صحابي، بل تقولون أن الصحابة لم يفعلوا كذا، فعل الصحابة كذا، عملهم كان كذا، سلوكهم كان كذا، وهذا معناه إعطاء المرجعية الفتاوائية إعطاء المرجعية القولية إلى الصحابة بشكل عام.
في قبال هذه المدرسة توجد مدرسة أهل البيت، يعني مدرسة الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام وبعد ذلك امتدادات هذه المدرسة الحسن والحسين والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد إلى باقي الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام. إذن منشأ الاختلاف الأصلي يمر من هذه النقطة، وأنا من هنا بودي أن أوجه خطابي وندائي إلى جميع الأخوة المتداخلين في الفضائيات والذين يتكلمون في المسائل العقائدية بشأن خاص والمعارف الدينية بشكل عام، أخواني الأعزاء في أبحاث المناظرة وفي المناظرات ما لم يحل في الرتبة السابقة هذا النزاع ما لم يحل لا يمكننا أن ننتهي إلى نتيجة، لأنه هو يستعين بطريق للوصول إلى فهم القرآن الكريم ولأخذ السنة من النبي ونحن نستعين بطريق آخر وبمرجعية أخرى لفهم القرآن الكريم وأحاديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ولذا أنتم تجدون أنه عندما نأتي إلى المصادر الحديثية الأساسية عند مدرسة الصحابة أنت لا تجد من رواياتنا شيء هناك، وعندما تأتي إلى مصادرنا الحديثية لا تجد من روايتهم شيء عندنا مع نقاط قوة موجودة عندنا سأشير إليها بعد ذلك.
إذن في الرتبة السابقة لابد أن تفعل، من هنا يحاول البعض أن يغالط ويقول: أنتم ما دمتم لا تقبلوا أحاديثنا ونحن لا نقبل أحاديثكم إذن فلنتكلم في القرآن، لأنه متفق عليه. الجواب: لا يمكن هذا المنهج، وإلا لو كان هذا المنهج يصح إذن لما قال الله لرسوله (تبين للناس) لقال ليفهموا، وهذا يكشف عن أن السنة ركن أساسي لفهم المعارف الدينية، ولا يمكن فهم المعارف الدينية من غير دور سنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). وإلا للزم ذلك أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان كناقل بريد، نقل إلينا رسالة وانتهى دوره، مع أنه صريح القرآن الكريم هذا دور النبي أو له دور أوسع (لتبين للناس ما نُزل إليهم) ومن هنا أمرنا الحق سبحان هو تعالى قال: (ما آتاكم الرسول فخذوه) فإن لم تكن بيانات من الرسول الأعظم لماذا ما آتاكم الرسول فإذا كان القرآن فالقرآن يجب الأخذ به ولا يحتاج ما آتاكم الرسول، إذن يظهر أن هناك بيانات صدرت من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، إذن دعوى أن نضع السنة بكلا شقيها إلى جانب يعني السنة الموجودة عندهم والسنة الموجودة عندنا ثم نرجع إلى القرآن هذا معناه حذف الركن الثاني الأساسي في فهم المعارف. طبعاً يكون في علمكم صحيح أن هذه المقولة اشتهرت (حسبنا كلام الله) ولكن عملاً لم يعملوا بها، يعني في الواقع أسسوا منظومة حديثية كاملة، وإلا ماذا تقول أنت في صحيح مسلم وفي صحيح البخاري وفي المسانيد وفي المراجع والمصادر الحديثية الأخرى، هذه كلها أسست، إذا كان حسبنا كتاب الله، فمن أين جاءت هذه الرواية. إذن من هنا نكتشف أنه لا يمكن فهم المعارف الدينية إلا من خلال هذين الركنين القرآن والسنة النبوية الصادرة من النبي، نعم، الاختلاف في الطريق الموصل إلى فهم القرآن والى السنة النبوية.
لماذا يصرون على حذف السنة، أخواني الأعزاء هناك نقطة أساسية وهي أنه في مصادرهم الحديثية كثير من الحقائق الدينية التي تدعم نظرية مدرسة أهل البيت ومدرسة أهل البيت موجودة عندهم، فهم يريدون أن يسقطوا هذا عن الاعتبار حتى لا نستدل به، لماذا يحاولوا بما أوتوا من جهد أن يسقطوا كتاب الكافي، وأن لا يدخلوا كتاب البخاري على الخط، لأنه إذا أردنا أن ندخل كتاب البخاري على الخط يكون من فمك أدينك، بعضهم يقول أنتم لا تقبلون كتاب البخاري، نعم، أولاً نحن لا نقول أننا لا نقبل كتاب البخاري مطلقاً، بل نقول أن الكثير مما في البخاري يمكن أن نستدل عليه قرآنيا، وعندنا روايات تؤكد هذا المعنى، نحن لا نقبل من البخاري ما انفرد به البخاري، ونستدل به لأنه ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، لأن القاعدة العقلائية والقاعدة العقلية والقاعدة المنطقية أنت تقبل أن صحيح البخاري حجة عليك، لا علاقة لك في باب المناظرة أني أقبل أو لا أقبل، كما أننا نحن عندما نأتي إلى اليهود والنصارى نحتج عليهم بالإنجيل والتوراة، والقرآن أيضاً فعل ذلك (عندكم التوراة فأتلوها) يعني هذا معناه أنه القرآن والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يعتقد بكل ما ورد في التوراة، لا ليس الأمر كذلك، وإنما يريد أن يحتج عليهم بما أمنوا به، إذن عندما نستدل نحن نستدل من باب من فمك أدينك، وألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، وهذه قاعدة تامة صحيحة في محلها، إذن من هنا ينبغي في آداب المناظرة التي نحن نجدها الآن في بعض الفضائيات ويحاول أن يدخل إليها بعض من لا خبرة له في فن المناظرة التفتوا أيها الأخوة الأعزاء الذين يدخلون في هذه الأبحاث والمناظرات يلتفتوا إلى أن كل همهم إسقاط السنة لأنهم يعرفون أنه إذا سقطت السنة نحن لا نستطيع بالقرآن وحده، لأنه حمال ذو أوجه، وثانياً هذا معناه إسقاط الركن الأساسي في المعارف الدينية وفي فهم الدين وهو السنة النبوية. يعني السنة النبوية ليس دورها دور هامشي، السنة النبوية دورها لتبين للناس ما نُزل إليهم، كيف تريد أن تعزل هذا الدور الأساسي للسنة النبوية، ومن هنا هم يحاولون. ولذا أنا أعتقد، في باب المناظرة نحن عندما نريد أن ندخل في أي بحث، ينبغي أن نميز جيداً، مرة أنا أتكلم إلى أناس يعتقدون بمدرسة أهل البيت، إذن استطيع أن استدل لهم بما ورد في كتاب الكافي ضمن الشرائط التي ذكرت في محلها، وإلا ليس كل ما ورد في أصول الكافي هو مقبول عندنا، لأن هذا الرجل يعتقد بمدرسة أهل البيت وبمرجعية أهل البيت وأنهم هم الطريق لفهم القرآن ولأخذ السنة من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مرة هكذا. ومرة لا، أنا أدخل في مناظرة مع طرف آخر لا يقبل مرجعية أهل البيت، إذن ما هو الطريق، يعني من قواعد باب المناظرة هو أن نحدد المرجعية، المرجعية هو أن نقول أن المرجعية هي الكتاب هو القرآن الكريم أولاً والسنة الصحيحة المتفق عليها، لا إسقاط جميع السنة، وهذه هي المغالطة التي يحاول بعض من لا خبرة له، وأنا لا أريد أن أقول أن هؤلاء مغرضين أن هؤلاء يحاولون أن يشوشوا، أقول لا خبرة لهم أهل جهل وإن كانوا يتلبسون بلباس العلم ولكن واقعهم، بتعبير الإمام علي في نهج البلاغة يقول: وآخر قد تسمى عالماً وليس به، أخذ جهائل من جهال، ظاهره - العالم ولكن واقعه واقع الجهل- وآخر قد تسمى عالماً – يسمي نفسه العالم، والحمد لله الآن الفضائيات الآن كالزرع يومياً تخرج لنا فضائيات ويعرف فيها العلماء والأكابر وأنهم أعلام وأنهم محققون وأنهم مفكرون وأنهم ...، والواقع بتعبير الإمام أمير المؤمنين: وآخر قد تسمى عالماً وليس به، أصلاً ليس بعالم. يقول: أخذ جهائل من جهال، مجموعة من الجهالات التي يشوشوا بها على هؤلاء وعلى هؤلاء وبلغات مبطنة. يا أخواني كذا، ويا أبنائي كذا، ويا ضعفاء السنة كذا، ويا ضعفاء الشيعة كذا، هذه اللغة أتصور قد عفى عليها الزمن، ينبغي أن يكون البحث بحثاً علمياً مدروساً. على أي الأحوال، ما هو الصحيح إذا كان البحث بحث مناظرة، لا أن نسقط السنة عن الاعتبار، هذا المنهج الذي حاوله البعض عندما قال حسبنا كتاب الله، وإنما أن نستند إلى ما اتفقت عليه كلمة علماء المسلمين، وبحمد الله نحن توجد عندنا روايات كثيرة اتفقت عليها كلمة علماء المسلمين.
المقدم: معنا الأخ أحمد من فرنسا، تفضلوا.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: أتابع البرامج التي تظهر على الفضائيات وأرى أن كلا الفريقين لا يعترفان بمصادر الفريق الأخر، السنة والجماعة لا يعترفون بالكافي وبعض الكتب الأخرى، والآخرون لا يعترفون بصحيح البخاري ومسلم، أريد أن يقوم سماحة الشيخ مناظرة مع العرور أو مع الشيخ صالح وبعض المشايخ لماذا لا تقوم بمناظرة لكي يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، القنوات الأخرى أنتم تقولون ما عندكم وهم يقولون ما عندهم لكي يفهم المسلمون ما هي الحقيقة، ما هي حقيقة الصحابة، هل كانوا كذابين، هل كانوا يفترون على النبي (صلى الله عليه وآله).
المقدم: معنا أبو فهد من السعودية.
الأخ أبو فهد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو فهد: عندي نقطتين مهمتين أحب أن أطرحها، أولاً ما هي قضية الخلاف بين السنة والأخوان في المعتقد الجعفري، خلاف في المنهج، يعني في كتب الروايات التي هنا أو التي هناك، ما هو الخلاف، الخلاف أساساً على منهجين، فإذا اعتبرنا أن المنهج الأساسي هو القرآن الكريم فلنبدأ بالأمور خطوة خطوة، يعني لنأخذ القرآن الكريم ونطبقه على منهج الطرفين فمن يتوافق مع الطرف الأقوى تكون حجته على فيما لدى الطرف الآخر.
المقدم: سماحة السيد قبل قليل بيّن وقال القرآن ما لم تبينه السنة كيف نعلم أن ينطبق على مذهب الجعفرية أم على مذهب أهل السنة أو الجماعة، لأنه (لتبين لهم) نحن من يبين لنا.
أنا عندي مداخلة وهي أن الشيخ عدنان العرور أو أي شخص آخر يأتي إلى قناتكم الموقرة، ونجلس مع الشيخ الفاضل وأنا أقدم دعوى للشيخ الفاضل الموجود عندكم لمناظرة الشيخ عدنان في أي قناة، سواء في قناة المستقلة أو قناة صفا، حتى لو كان في القناة التي يحبها في العراق الشقيق أو في إيران الشقيق، من أي مكان، أنا مستعد أن أقدم للشيخ الفاضل ما دام لديه رؤية ولديه نظر قد تكون صائبة ترضي الطرف الآخر، نحن كمستمعين نجد أن عدنان العرور حجته مقنعة، لم نجد أطراف أخرى، وقال الشيخ الفاضل أن الناس الذي يناظرون الشيخ العرور قاصرين، نحن لا مشكلة عندنا نوجه دعوى للشيخ الفاضل أن يتقدم لمناظرة الشيخ عدنان في قناتكم الموقرة أو في أي قناة تحبون.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ أحمد من فرنسا والأخ أبو فهد، يوجد اقتراح مشترك منهما، أنا بودي أن أبين هذه النقطة المركزية وهو أنه الله يعلم أنا من الناس الذين لا أعتقد أن المناظرات المباشرة التي تكون في مجلس واحد نافعة للناس وإنما فقط الذين تؤديه هو التشويش على الناس، أنا معتقد بمناظرة بشكل آخر، فلتقل ما تريده المستقلة أو أي قناة فضائية أخرى، فلتقل ما تريد أنا في عقيدتي أنه ينبغي علينا حتى ولو في قناة واحدة، ينبغي علينا أن نأتي إلى موضوع محدد وهو هل أن الصحابة لهم مرجعية أو ليست لهم مرجعية، يعطى لي الوقت سواء كان في المستقلة أو في غيرها من القنوات الفضائية، يعطى لي مجال لخمسة أيام من غير مقاطعة ومداخلة واتهام وتسفيه وتكفير وتشويه واتهام بالارتباط بالفرس والمجوس يا أخي العزيز أنت أتصور أنت تتابع بعض الفضائيات لم يبق شيء إلا واتهم به أحد الطرفين الطرف الآخر، بينكم وبين الله أمن ا لإنصاف هذا الكلام، مئات الملايين من المسلمين سواء كانوا بهذا الاتجاه أو بذاك الاتجاه كلهم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، وكلهم يتوجه إلى الكعبة في اليوم والليلة خمس مرات وكلهم يؤمن أن هذا القرآن هو الكتاب المنزل على قلب الخاتم ثم يأتي زيد من هذا الاتجاه أو عمر من ذاك الاتجاه سواء كابن شيخ فلان أو سيد فلان، سواء كان من مؤسسة كذائية تدعي التصحيح أو تدعي التخريب أو من شخص آخر يدعي أنه من أعلام كذا ويتهم بالكفر والزندقة والتحريف. أنا بودي في هذا اليوم أو بالأمس أو في الليالي القادمة، أنت تعرف ماذا قيل في مدرسة أهل البيت؟ أن هؤلاء لا يؤمنون أن القرآن (كنتم خير امة أخرجت للناس) يعتقدون (كنتم شر أمة) هذا المنطق أخي العزيز ليس منطق حوار وليس حوار مناظرة، وليس منطق علم وليس منطق المنهج العلمي، لذا اقتراحي بودي أن الأخوة سواء كان الأخ من فرنسا أو الأخ أبو فهد وأعزاء والحق والإنصاف اقتراح وجيه في محله، أنا اقتراحي هذا، وهو أن يعني موضوع معين يعين افترضوا مرجعية الصحابة ومرجعية أهل البيت، نحن نعتقد بمرجعية أهل البيت ونستند إلى قوله تعالى في حديث الثقلين، وهم يعتقدون بمرجعية الصحابة ويستندون إلى قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) أنا أأتي إلى أي فضائية تقترحون أتكلم بلا مداخلة وبلا معد للبرنامج وبلا قطع وبلا اتهام أقول وجهة نظري لمدة يوم يومين ثلاث أربع خمس، ثم فليأت من بعدي أو قبلي ويقول وجهة نظره، ثم الناس أحرار (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ولكنه هذه الطريقة التي أنتم تجدون كلها محاولة للتسفيه والتخطئة والتكفير ولشحذ الهمم والنفوس لتخريب المزارات أو لتخريب الحرم، أو لتخريب المؤمنين إلى غير ذلك. يا أخي افترضوا أني اعتقد بالإمام المهدي عليه السلام ليس من المنطقي أن يأتي ويقول خرافة المهدي، لماذا يا أخي تتكلم معي بهذه اللغة التي لا هي لغة أخلاقية ولا لغة علمية ولا لغة دينية، في النتيجة أنا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يا أخي احترم رأيي كما تحترم رأي اليهود والنصارى، انظر إلى المستقلة عندما يتكلم عن الطرف الآخر يقول لابد أن يحترم الجميع، أنا اعتقد بأطروحة المهدي وأعتقد أن الإمام المهدي الثاني عشر من أئمة أهل البيت حي يرزق، لماذا تتعامل بلغة التسفيه وبلغة الخرافة، هذا ليس منطقاً علمياً.
أنا اعتقد أن الاقتراح وجيه، وإذا أردنا أن تكون مناظرة لابد أولاً أن ينقح المنهج العلمي والمرجعية في الفهم، هذا أولاً، وثانياً أنا لا أوافق على نظرية أن نبدأ من القرآن، أساساً القرآن والسنة النبوية توأمان لا يفترقان، لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر، لا يمكن أن يلغى دور النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في فهم معارف الدين.
أنتم تقولون وأنتم تعتقدون أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو ركن المعارف القرآنية وهذا نص القرآن (لتبين للناس ما نُزل إليهم) إذن كيف يمكنني أن ألغي الآن دور السنة وأدخل إلى القرآن هذا أولاً.
وثانياً: إذا قبلنا هذا الأصل حتى أنه لا أخرج كثيراً عن البحث، إذا قبلنا هذا الأصل الموضوعي فلابد أن نتفق من الآن أولاً أن نتفق على مرجعية لفهم القرآن الكريم لا يقول قائل بأنه في صحيح البخاري قال كذا، أنا لا أوافق عليه، أنا أقول له في صحيح الكافي كذا هو لا يوافق. إذن على ماذا نتفق؟ نتفق على تلك النصوص النبوية الصحيحة المجمع والمتفق عليها بين الفريقين، حتى يكون عندنا هناك نقطة انطلاق وإلزام لكلا الطرفين وهذه الأحاديث نحن نعتقد وهذه نقطة قوة مدرسة أهل البيت هو أنه كثيراً من معتقدات مدرسة أهل البيت وكثير من المباني والأحاديث التي تستند إليه مدرسة أهل البيت هي موجودة في كتب ومراجع ومصادر صحاح مدرسة الصحابة إن لم يكن من مصادرنا الحديثية فليس أقل من ذلك.
على سبيل المثال حديث الثقلين، قد تقول أنه مختلف فيه بعض يقول (وعترتي) وبعض يقول (وسنتي) أنا أأتي إلى هنا لعشرة ليالي وأقف عند هذا الحديث ليتضح أن لفظ (وسنتي) لها أصل أو ليس لها أصل. لفظ (وسنتي) لا أصل له هذه بدعة ابتدعها البعض لإسقاط هذا الحديث عن محتواه، لأنهم لم يستطيعوا أن ينكروا سنده فحاولوا أن يغيروا بعض ألفاظه، حديث الثقلين، والخصوصية الموجودة في حديث الثقلين (كتاب الله وأهل بيتي) حتى يقال أن أهل البيت يشمل نساء النبي كما فعلوا في آية التطهير، قالوا أن أهل البيت يشمل نسائه وأقاربه وأولاد عمه، لا خلاف في أن العترة مختصة بهؤلاء ولا يوجد خلاف في هذه المسألة. فلنبدأ من حديث الثقلين، فلنبدأ من حديث المنزلة (أنت مني بمنزلة ...) الذي لم يخالف فيه حتى أكثر المتشددين في السند كابن تيمية لم يستطع أن يخالف سند هذا الحديث، وهذا يكشف لنا، أنا لماذا أشير إلى هذه الأحاديث، باعتبار أن هذه الأحاديث ما هي متواترة لأنها رويت من قبل المدرستين.
هذه مناظرة على الهواء الطلق هم قالوا رأيهم ونحن قلنا رأينا والمشاهد الكريم له عقل (فمن شاء فليؤمن ومن شاء ..).
المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات ملتقانا وإياكم الأسبوع القادم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.