معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (6)
  • عنوان المقال: معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (6)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:32:24 2-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

29/07/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (معاوية وظاهرة وضع الحديث، القسم السادس) نرحب باسمكم بضيفنا الدائم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل من تمهيد وخلاصة كما عودتم المشاهد الكريم لما سبق إجمالاً في الحلقة السابقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اتضح لنا في الحلقة السابقة أن رسول الله ص(صلى الله عليه وآله) بمقتضى أحاديث صحيحة السند لعن الحكم بن أبي العاص وهذه حقيقة ثابتة لا يمكن لأحد أن يشكك فيها، وقرأنا الروايات الصحيحة والصريحة التي تثبت هذه الحقيقة، وممن صرح من الأعلام المعاصرين والمحققين المتتبعين للأحاديث ويعرفون قواعد الجرح والتعديل، ممن صرح من المعاصرين بذلك هو الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) كما تقدم وكذلك ما ذكره  الأرنؤوط في (مسند الإمام أحمد بن حنبل) وقرأنا هذه الروايات والنصوص والاسناد التي تثبت هذه الحقيقة.

نعم، هنا تكملة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها وهو أن الحديث الوارد عن رسول الله كان فيه لعن الحكم بن أبي العاص من هنا قد يأتي هذا التساؤل وهو أنه إذن من أين قال أم المؤمنين عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أن اللعن يشمل من كان في صلب الحكم بن أبي العاص وهو مروان، كما صرحت الروايات الصريحة واشرنا إليها، ومن أين قال عبد الله بن الزبير أن الحكم بن أبي العاص كان معلوناً هو ومن في صلبه إلى يوم القيامة، أنا أقرأ الرواية كما وردت في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج2، ص200) لمؤرخ الإسلام الذهبي تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، الرواية هي: قال وقال الشعبي: سمعت ابن الزبير يقول ورب هذا البيت، يقسم، إن الحكم بن أبي العاص وولده، يعني من كان في صلبه إلى يوم القيامة، ملعونون على لسان محمدٍ (صلى الله عليه وآله) ويقول الذهبي: إسناده صحيح، طبعاً هنا المحقق يعني الدكتور بشار يقول أخرجه أحمد والبزار والحاكم وقال هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه. الآن لا أريد أن أقف عند تصحيح الحاكم، وإنما أريد أن أقف عند تصحيح الذهبي، الإمام الحافظ الذهبي الذي يقول إسناده صحيح، إذن القضية، نعم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن لم يصرح أن اللعن شامل للحكم ومن هو في صلب الحكم إلى يوم القيامة، ولكنه أنتم تعتقدون من باب قاعدة الزموهم بما الزموا به أنفسهم، أنتم تعتقدون أنه فهم السلف الصالح حجة عليكم، ومن أولى من أم المؤمنين عائشة فهماً حتى تتبع في هذا المجال، وكذلك ابن الزبير. هذا مضافاً إلى أنه توجد هناك روايات عديدة ومتعددة وكثيرة ومتضافرة في لعنه ولعن من في صلبه وولده إلى يوم القيامة، ولذا تجدون قال ابن الأثير في (اسد الغابة) أن النصوص في نفيه ولعنه كثيرة. أما تلك النصوص التي صرحت بأنه رسول الله لعنه، لأنه لا يمكن لأحد أن يقول أن عائشة قالت هذا الكلام من عند نفسها، أو أن ابن الزبير قال ذلك من عند نفسه، والشاهد على ذلك مجموعة من الروايات أنا أشير إلى هذه الروايات وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها.

من هذه الروايات، الذهبي يبين أيضاً السبب في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لماذا نفاه وطرده ولعنه.

في (تاريخ الإسلام، ج2، ص198) للذهبي الرواية، يقول أسلم يوم الفتح وقدم المدينة فكان فيما قيل يفشي سر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتبين أنه كان جاسوساً للمشركين وقريش، فطرده وسبه وأرسله إلى بطن وجن وهي الطائف، فلم يزل طريداً إلى أن ولي عثمان، واقعاً هنا بحث ولعله إذا صارت مناسبة نقف عندها، بأي عنوان أن عثمان بن عفان خالف أمر رسول الله، ولم يجرأ على ذلك لا أبا بكر ولا عمر، يعني لا الخليفة الأول ولا الخليفة الثاني قام بهذا العمل، ولكن عثمان قام به، هذا بحث سيأتي في محله. فأدخله المدينة ووصل رحمه وأعطاه مئة ألف درهم، إنشاء الله المئة ألف درهم كان من ماله الخاص، وإلا إذا كان من بيت المال فالويل له، لأنه كان عم عثمان بن عفان وقيل أن ما نفاه رسول الله إلى الطائف لأنه كان يحكيه في مشيته وبعض حركاته، يعني يستهزأ بمشية رسول الله وبحركات رسول الله حتى يضحك الناس على رسول الله (صلى الله عليه وآله).الذهبي لا يعلق على هذه الرواية ولا يقول شيئاً.

الرواية الأخرى قال حماد بن فلان عن أبي يحيى قال كنت بين مروان والحسن والحسين، والحسين يساب مروان، باعتقادي يساب يعني يلعن مروان لأن رسول الله لعنه، فقال مروان: أنكم أهل بيت ملعونون، عجيب، أهل بيت النبي يكونون مطهرون، عدل القرآن الكريم، الحسن والحسين ريحانتي من الدنيا، سيدا شباب أهل الجنة وإذا بمروان يقول أنهم ملعونون، ومع ذلك تجد النهج الأموي، تجد ابن تيمية، تجد من يقلد ابن تيمية، تجد اتباع النهج الاموي المعاصرين يمجدون مروان وأولاد مروان، هؤلاء القردة الذين نزوا على منبر رسول الله، قال: أنكم أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن وقال: والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صلبه، كما قالت عائشة أم المؤمنين، طبعاً الذهبي يقول أبو يحيى مجهول، قلنا مراراً أن المجهول غير الكذاب وغير الوضاع، فإذا اجتمعت عدة روايات من مجهول يجبر بعضها بعضا، وهذه القاعدة قد حققناها في الأبحاث السابقة.

رواية أخرى عن أبي هريرة أن رسول الله رأى في المنام كأن بني الحكم ينزون على منبره فأصبح كالمتغير، وقال: ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة، إذن تبين بأنه هؤلاء، طبعاً أنا لا أريد أن أقف على هذا البحث لأنه طويل، لماذا القردة؟ لأنه جعلناهم قردة خاسئين كما في بني إسرائيل، رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمثل من في صلب الحكم بأنهم قردة، إذن يكونون ملعونون، يعني من مصاديق الذين وقع عليهم اللعن من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

رواية أخرى وهي  عن ابن عمر قال: كنت عند النبي فدخل علي يقود الحكم باذنه فلعن نبي الله ثلاثاً، قال الدارقطني تفرد به معتمر.

رواية أخرى وهي عن عبد الله بن عمر قال كان الحكم يجلس إلى رسول الله وينقل حديثه إلى قريش فلعنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن يخرج من صلبه إلى يوم القيامة. هذه الرواية صريحة في هذا المجال، وإن كان يقول تفرد به سليمان بن قر وهو ضعيف، المهم الآن لا أريد أن أدخل في التفاصيل، يكفيني أن هؤلاء ضعفاء وقد قرأنا القاعدة في ذلك في سبق التي تقول أن الرواة إذا كانوا ضعفاء ولم يكونوا من الكذابين والوضاعين يجبر بعضها بعضاً. إذن الروايات صريحة وواضحة في لعن الحكم ومن في صلب الحكم إلى يوم القيامة. والذي يؤيد هذا المعنى، لماذا يكونون ملعونيين مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) لو كان فيهم مؤمن لما لحقته اللعنة، لماذا؟ الجواب: لأنهم جميعاً كانوا من النواصب وكانوا ممن يبغض علياً وأهل بيته. إن قال قائل: سيدنا ما الدليل على هذه الدعوى، أن بني مروان جميعاً كانوا من النواصب؟ الجواب: في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج5، ص113) للإمام الذهبي، الرواية هذه: يقول بعد أن ينقل خلافة سليمان في فلان، يقول: وخلافته سنتان وتسعة أشهر وعشرون يوماً، عفى الله عنه في آل مروان نصب ظاهر. لا أنه ينصبون العداء ويتخفون نصف ونصف، لا، يعني يعلنون النصب والعداء لعلي وأهل بيته، وبمقتضى الحديث الثابت عند  علماء المسلمين (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) إذن هؤلاء بني مروان كلهم من المنافقين، ولذا محقق الكتاب وهو شعيب الأرنؤوط في الحاشية يقول: في آل مروان نصب ظاهر، يقول: أي بغض لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه. هؤلاء كانوا يبغضون علياً، قامت دولتهم على أساس البغض لعلي وأهل بيته. هذه القضية أتصور من الواضحات التي لا تحتاج إلى دليل.

في هذه الليلة أريد أن أنبه ذهن المشاهد الكريم، انظروا إلى الحكم والى أبي سفيان وإلى معاوية وإلى يزيد وإلى مروان بن الحكم وإلى عبد الملك بن مروان وإلى أولادهم هؤلاء كلهم بصريح ما قاله الذهبي أنهم كانوا أهل نصب ظاهر، هؤلاء كلهم يكونون بعضهم من الصحابة وبعضهم من الخلفاء الاثني عشر، وكلهم في الجنة ولكنه من دافع عن رسول الله إلى آخر نفس في حياته أمثال أبي طالب يكونون في ضحضاح من النار هذا هو المنطق الأموي، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى أنه كيف أن هؤلاء قلبوا موازين التأريخ، يعني الذين يدافع عن رسول الله إلى آخر نفس من حياته يكون ي ضحضاح من النار كما في البخاري وغير البخاري، ولكن الذي يعادي رسول الله ويتجسس عليه ويستهزأ ويكون ملعوناً بشكل صريح وصحيح على لسان رسول الله يكون له جزء من الصحبة ويكون من أهل الجنة، فيخرج بعض هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأهل العلم يقول كل الصحابة، ويؤكد على كل الصحابة، كل الصحابة في الجنة، فإذا كان كل الصحابة في الجنة فيشمل أمثال الحكم المعلون على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله). بودي أن أقرأ رواية واحدة لضيق الوقت، في كتاب (صحيح السيرة النبوية، ص31) بقلم محمد ناصر الألباني، ما صح من سيرة رسول الله، وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه للحافظ ابن كثير بقلم محمد ناصر الالباني، المكتبة الإسلامية، عمان، الاردن،  يقول: عن عائشة رضي الله عن النبي قال: ما زالت قريش كاعة حتى توفي أبو طالب. أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، يقول الألباني: قلت: في عقبة المجدر ولم يخرج له الشيخان وهو صدوق فالإسناد جيد. وما هو المراد بكاعة، يقول: جبناء، يعني أن دفاع أبي طالب عن رسول الله كان بنحو أنه جبن كل قريش. هذا يكون في ضحضاح من النار هذا المنطق الأموي، ولكن الذين عابوا واستهزءوا وتجسسوا عليه ولعنهم يكون لهم أدنى نصيب من الصحبة ويكونوا في الجنة. هذا هو المنطق الأموي ولذا على المحقق والمدقق والباحث عن الحقيقة أن يلتفت إلى أن الموازين التي وضعها النهج الأموي كلها مقلوبة، أن أبوي رسول الله في النار، أن أبا طالب في النار، أما بني أمية وأمثال الحكم وأبي سفيان ومعاوية هؤلاء الذين نصبوا العداء خلقت الجنة لهم، هذه مقدمة كان بودي أن أذكرها.

المُقدَّم: النصوص واضحة وصريحة في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن الحكم ابن أبي العاص ولعن من في صلبه إلى يوم القيامة، ما هو موقف علماء النهج الأموي من هذه النصوص الصريحة.

سماحة السيد كمال الحيدري: بودي أن المشاهد الكريم يتأمل ليعرف ماذا جرى على تأريخ الإسلام وعلى رواياتنا وعلى نصوصنا، قرأنا أمامكم النصوص الصحيحة والصريحة التي تثبت أن رسول الله لعن الحكم  ومن في صلب الحكم إلى يوم القيامة. ولكنه اتباع النهج الأموي على الطريقة التي أشرنا إليها فيما سبق وعلى القاعدة التي أسسوها أن القضية عندما تصل إلى بني أمية إلى أمثال الحكم لابد أن يوجهوا وأن يضعفوا كما فعلوا في حديث (لا أشبع الله بطنه) يتذكر المشاهد الكريم أنه حاول النهج الأموي وأئمة النهج الأموي أن يوجهوا هذا الحديث بدل أن يكون مذمة لمعاوية صار منقبة وفضيلة لمعاوية. الآن هنا أيضاً حاولوا بكل ما أوتوا بقوة أن يضعفوا هذه النصوص ويخالفوا النص الصريح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي صرح بلعن الحكم ومن في صلبه إلى يوم القيامة، ولا أريد أن أقف طويلاً عند هذه الكلمات، أقف عند نموذجين، النموذج الأول وهو ما ورد في (الإصابة في تمييز الصحابة، ج2، ص592) للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية بدار هجر، الدكتور عبد السيد حسن يمامة، الطبعة الأولى سنة 1429هـ، يقول: الحكم بن أبي العاص ابن أمية القرشي الأموي، عم عثمان بن عفان، ووالد مروان، قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ثم نفاه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، ومات بها وقال ابن السكن: يقال أن النبي دعا عليه ولم يثبت ذلك. أولاً لا يصرح باللعن وثانياً لم يثبت، كل هذه الروايات الضعيفة والحسنة وغيرها التي قرأناها من الذهبي وصححها الأرنؤوط وصححها الألباني كلها لم يثبت، لا أعلم والله لو كان هذا الحديث ورد في علي بن أبي طالب هل يقولون لم يثبت؟! ما لكم كيف تحكمون! واقعاً يوم القيامة يسألون ما لكم كيف تحكمون، روايات صحيحة وصريحة في أن الرسول لعن الحكم، يقول: ولم يثبت ذلك. انظروا إلى دليله، ما الدليل على عدم ثبوت ذلك؟ يقول في (ص594) وروى ابن أبي خيثمة كما قرأنا في التأريخ الكبير من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله لعن أباك وأنت في صلبه، يتذكر المشاهد هذه الرواية قرأناها في التأريخ الكبير عن أبن أبي خيثمة. قلت، العسقلاني: يريد أن يكذب عائشة أم المؤمنين، ولكنه لا بطريق مباشر لا يقول أن عائشة أخطأت أو كذبت، قلت: واصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة، القصة موجودة ولكن الزيادة (لعن أباك وأنت في صلبه) غير موجود، يعني يريد أن يقول أن عائشة تكذب، إذن القضية عندما تصل إلى معاوية وبني أمية وبني مروان هؤلاء يضحون لا بأزواج النبي فقط بل يضحون بالنبي نفسه كما رأينا. يقول: قلت: وأصل القصة عند البخاري، سأقرأ الرواية من البخاري، قلت: واصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة، إذن يريد أن يقضي على هذه الزيادة ويقول لا قيمة لها.

الآن تعالوا إلى البخاري لنقرأ منه القصة، لنرى نهج البخاري وهذا الذي نحن ذكرناه مراراً للمشاهد الكريم أن هوى البخاري هوى أموي، وإلا لماذا يتلاعب بالنصوص بهذه الطريقة، الرواية واردة في (صحيح البخاري، ج3، ص291، رقم الحديث 4827، في سورة الأحقاف) المكتبة السلفية، الرواية حدثنا فلان ... كان مروان على الحجاز، أستعمله معاوية، هذا الذين لعن وهو في صلب أبيه معاوية يستعمله على الحجاز، يعني على خلاف ما يريد رسول الله وفي بلد رسول الله، ويرتقي نفس المسجد الذين لعن فيه أبوه وهو في صلبه، قال: فخطب مروان فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً، عجيب! عبد الرحمن قال له: أهرقلية هي، كيف عبد الرحمن بن أبي بكر يتهم مروان بأنها هرقلية فبدل اللفظ بدل أن يبين كلام عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال له شيئاً، فقال مروان: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني) فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، لم تقل: أن رسول الله لعنك وأنت في صلب أبيك! هذه الأمانة العلمية لصحيح البخاري أخواني الأعزاء، ولذا تجدون واقعاً في بعض الأحيان يُشكر وإن كنا نختلف معه كثيراً، ولكن يشكر عليه كثيراً العلامة الألباني، العلامة الألباني في هذا المقام بعد أن ينقل ما ورد في الإصابة وأن هذه الزيادة غير موجودة في البخاري يقول في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج7، القسم الثاني، ص724) يقول: فأقول بعد أن يقول قلت، يعني بعد أن ينقل كلام العسقلاني، قلت: أصل القضية عند البخاري بدون هذه الزيادة، فأقول: ما قيمة هذا التعقب، وهو يعلم، العسقلاني يعلم، وهو يعلم أن هذه الزيادة صحيحة السند. عجيب! تصريح من الألباني يقول: كذب هنا ابن حجر العسقلاني لأنه يعلم بأنها صحيحة السند لماذا يقول أن هذه الزيادة لم تأت في البخاري حتى يموه على المشاهد أنها غير صحيحة، حتى يكذب عائشة أم المؤمنين، هؤلاء الذين يقولون نحن نحترم أصحاب رسول الله وأزواج رسول الله أمهات المؤمنين، أمنا أمنا ويبكون في الفضائيات، والله كذبتم وخسئتم أنتم إذا كنتم تحبون أم المؤمنين عائشة لدافعتم، قلتم لماذا تكذب أيها العسقلاني على أم المؤمنين عائشة، أم المؤمنين عائشة تقول لعن أباك وأنت في صلبه، واللطيف أن الرواية هذه كما قرأنا للمشاهد الكريم، قال: ولكن رسول الله لعن أباك ومروان في صلبه فضض من لعنة الله، يعني لحقه نصيب من هذه اللعنة، هذا ما قالته أم المؤمنين عائشة، يقول: وهو يعلم أن هذه الزيادة صحيحة السند وأنها من طريق غير طريق البخاري، من قال أن كل ما لم يرد في البخاري فهو ليس بصحيح، وليس هذا فقط. بل ولها شواهد صحيحة كما تقدم اكتفيت بها عن ذكر ما قد يصلح للاستشهاد به، هناك شواهد كثيرة كما أشرنا نحن وقلنا روايات ضعيفة ولكن تصلح أن تكون شاهداً ومؤيداً وينجبر بعضها على بعض. إذن هذا الموقف الأول لأمثال ابن حجر العسقلاني، هذا الموقف الأول.

الموقف الثاني ما ورد في (تاريخ الإسلام) للذهبي، والعجيب أنه ورد أيضاً في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) لمؤرخ الإسلام الذهبي، أنا بودي أن المشاهد الكريم ينظر ماذا يقول هذا الإنسان، لا أعلم المنصف غير المنصف، الذي له أمانة علمية ليست له أمانة علمية، أنظروا ماذا يقول بعد أن ينقل هذه النصوص التي في لعن ونفي الحكم بن أبي العاص، يقول: وقد رويت أحاديث منكرة في لعنه. يعبر عنها بأحاديث منكرة، انظروا التناقض، الله سبحانه وتعالى كيف يوقعهم في التناقض، هو يقول صحيح الإسناد، ويقول هنا أحاديث منكرة. يقول لا يجوز الاحتجاج بها، وهي صحيحة! وليس له في الجملة خصوص الصحبة بل عمومها، لابد أن نثبت أنه صحابي ولكن أدنى درجات الصحبة، ليس من الأصحاب الخواص بل من العوام، فيدخلون الجنة لأنهم كلهم عدول، كلهم عدول،  كلهم في الجنة، هكذا يقول جهلتهم على الفضائيات، كلهم في الجنة، وكأن هو الحاكم يوم القيامة، لا أن الحاكم أحكم الحاكمين الله سبحانه وتعالى، كأنه هؤلاء هم يحكمون على الله أنه يجب عليك أن تدخلهم، يعني جزماً على الله أن يدخلهم الجنة لأن بني أمية يريدون ذلك. الله على لسان رسوله يلعن وهؤلاء يجيبون عليه الدخول، هذا في (199). أما في (ص200) يقول: إسناده صحيح، الذهبي يتناقض مع نفسه. الذهبي أنا لا أريد أن أقف طويلاً، طبعاً الذهبي ادعاءات أخرى له في هذا المجال، الرواية صحيحة السند وردت في موارد كثيرة ومنها في (المستدرك على الصحيحين، ص481) للحاكم النيسابوري، الرواية: ... فبلغ عائشة، فقالت: كذب ما هو به، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله عز وجل. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولذا اضطر الذهبي أن يقول أن الحديث مقطوع مع أن الحديث ليس بمقطوع ولم يصرح بأنه مقطوع إلا هو. ولا أريد أن أدخل في البحث السندي لضيق الوقت.

إلى هنا اتضح هنا أن النهج الأموي ما هي القاعدة التي يمشي عليها، وهي أنه إذا وصلنا إلى الروايات التي تذم معاوية وبني أمية وبني مروان الفرع السفياني والفرع المرواني نجد أنهم لابد أن تضعف ولابد أن تقول منكرة حتى يبرأوا ساحة وكرامة بني أمية من أي ذنب حتى ولو كان على حساب أم المؤمنين عائشة، بل حتى ولو كان على حساب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا هو النهج الذي رأيناه في قوله (صلى الله عليه وآله): لا أشبع الله بطنه. ورأيناه أيضاً في قوله: تقتلك الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. إنشاء الله سيتضح عندما نقف عند هذه المقولة الأساسية والتي تثبت أن معاوية من الدعاة، يعني (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) هو من الدعاة والأئمة الذين يهدون إلى النار، إنشاء الله تعالى سيتضح أن النهج الأموي سيقوم أيضاً بنفس هذه المحاولات البائسة.

المُقدَّم: ما هي أهم الإجراءات الأخرى التي اتخذها علماء البلاط الأموي في هذا المقام.

سماحة السيد كمال الحيدري: يتذكر المشاهد الكريم قلنا بأن علماء البلاط الأموي وبعض الصحابة وكثير من التابعين عندما وجدوا أن بني أمية يريدون أن يسلبوا المشروعية عن علي وأهل بيته ويقضوا على كل فضيلة لهم ويجعلوا هذه الفضائل لبني أمية عندما وجدوا الأمر كذلك قاموا بعدة إجراءات أشرنا إلى الإجراء الأول وهو دفن وإعدام ما ورد من ذم في بني أمية ومعاوية خصوصاً، وجملة من الصحابة الذين والوا معاوية، حاولوا ذلك وقرأنا العبارة في الحلقة السابقة.

الإجراء الثاني هو توجيه وتضعيف ما ورد في ذم بني أمية ومعاوية ومروان وبني مروان إلى غير ذلك، كما في (لا أشبع الله بطنه) وسيأتي في مسألة (الفئة الباغية).

الإجراء الثالث وهو أن الحكم الأموي والسلطة الأموية والنهج الأموي والقيادة الأموية سمها ما شئت والملك الأموي هؤلاء قاموا بعملية واسعة وممنهجة لوضع الأحاديث الكاذبة والمكذوبة والموضوعة على لسان النبي في فضائل بني أمية عموماً ومعاوية خصوصاً وجملة من الصحابة الذين والوا معاوية وانحفوا عن علي عليه السلام، هذه هي السياسة، هذا هو الإجراء الجديد، وواقعاً مع الأسف الشديد نحن نقترب من شهر رمضان وهذا البحث لعله يتوقف إلا أنه لابد أن أشير إلى المشاهد الكريم أشير وأتمم البحث إنشاء الله، في هذا المجال يمكن أن نقف طويلاً، ماذا فعل الحكم الأموي في وضع الأحاديث المكذوبة على لسان أقرب الناس إلى رسول الله، مثلاً على لسان عائشة هناك مجموعة من الروايات وضعها بنو أمية على لسان عائشة حتى يصدق الناس، يقولون عائشة أم المؤمنين وهي أقرب الناس إليه، المهم التفتوا جيداً، هذه الحقيقة أشار إليها علي أمير المؤمنين في (نهج البلاغة) لا يقول لي قائل: سيدنا أن القوم لا يقبلون نهج البلاغة، أنا فقط سأقرأ المقطع من كلمات الإمام أمير المؤمنين ثم كل مفردة وردت في خطبة الإمام سأقيم عليها دليلاً من كتبهم الصحيحة، أنا فقط أريد أن ألخص الحديث في كلام أمير المؤمنين، لا أستدل بما ورد في نهج البلاغة حتى يكون خلاف النهج الذي مشينا عليه، حيث قلنا أننا لا نستدل بما عندنا، وإنما نستدل بما عندكم أنتم، تقول: لماذا تستدل بنهج البلاغة، أقول: أنقط البحث من كلمات أمير المؤمنين حيث أشار إلى هذه الحقيقة، ثم أأتي إلى نقطة نقطة مما أشار إليه أمير المؤمنين في كلمات أعلام المسلمين لأرى ما قاله أمير المؤمنين يوجد عليه شاهد صحيح في كتبهم أو لا يوجد.

انظروا ماذا قال علي أمير المؤمنين في هذا المجال، في (نهج البلاغة، أما الخطبة 203 وأما الخطبة 209) على اختلاف النسخ، فيما يتعلق بكلام الإمام أمير المؤمنين، ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر، فقال عليه السلام: إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً وصدقاً وكذباً وناسخاً ومنسوخاً وعاماً وخاصاً ومحكماً ومتشابهاً وحفظاً ووهماً، ولقد كُذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عهده حتى قام خطيباً فقال: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، وهذه الروايات متفق عليها، وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس، التفتوا جيداً لا اشير إلى ثلاثة بل أشير إلى صنف واحد من هؤلاء الرجال، قال: رجل منافق، مظهر للإيمان، متصنع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمداً فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ولكنهم قالوا صاحب رسول الله، له صحبة. هذا المنطق الأموي الذي الآن تجدونه على الفضائيات وعلى المنابر، أما المنطق العام، منطق أهل السنة والجماعة ليس هذا، يقولون أن في الصحابة يوجد منافق ويوجد مؤمن، أما المنطق الأموي فيقول كلهم في الجنة وكلهم عدول. يقول: صاحب  رسول الله (صلى الله عليه وآله) رآه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله، لأجل هذه الصحبة، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك، ثم  بقوا بعده،  بعد رسول الله، فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار، الذي من أوضح مصاديقه معاوية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وعلى رأسها معاوية في الفئة الباغية، الإمام يشير إلى بعض المصاديق التي منها معاوية. قال: فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان، فولوهم الأعمال، صار والياً على الحجاز ويصعد في مسجد رسول الله، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاماً على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهذا أحد الأربعة.

وشخص آخر يقول: بيني وبين الله إنسان زاهد، عالم، متقي، ولكن صدق هؤلاء، يعني مغفل، وإن كان هو متعمد، اثم أو ليس كذلك، لا ليس كذلك، هذا هو المنطق الذي قاله أمير المؤمنين.

الآن نريد أن نعرف أنه واقعاً هكذا يوجد أو لا يوجد، في المقدمة أريد أن أطبق هذه القاعدة التي أشار إليها أمير المؤمنين بالنسبة إلى فضائل معاوية بن أبي سفيان رأس الخط السفياني في بني أمية، اتفقت الكلمة أن كل فضيلة لمعاوية فهي لا أصل لها وموضوعة ويتذكر المشاهد الكريم أننا قرأنا ذلك، وممن صرح بذلك ابن يتيمة في (منهاج السنة، ج4، ص287) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، نشر دار الفضيلة ومؤسسة الريان، على طريقته ابن تيمية يريد أن يقول أن الأحاديث الواردة في معاوية وفضائله كلها موضوعة ومكذوبة ولكنه لا يستطيع أن يقولها بمفردها، يجمعها ويقول كما هو الأمر في علي ابن ابي طالب كذلك، يعني يجعل علياً ومعاوية في صف واحد، ليواسي الخط الأموي والنهج الأموي، يقول ليس الأحاديث وضعت في فضل معاوية مثلها وضع في فضل علي، ولم يستطع أن يثبت لنا ولو برواية، أنا لا أتكلم في الروايات المختصة بأهل البيت بل أتكلم في الروايات المتفق عليها، المهم يقول في (ج4، ص287) في الطبعة الحديثة، أما الطبعة المتكونة من ثمان مجلدات ففي (ج7، ص371) يقول: روى الجمهور  كافة كذب عليهم فإن حديث الطير لم يروه أحدٌ من أصحاب الصحيح، وإنشاء الله سنقف عند حديث الطير لنرى أنه يصدق هذا الإنسان الذي لا أعبر عنه واقعاً كذا ولكن يصدق هذا الإنسان أو أنه خالف الامانة العلمية، يقول: ولا صحح أئمة الحديث ولكن هو مما رواه بعض الناس، كما رووا أمثاله في فضل غير علي، بل قد رووا في فضائل معاوية أحاديث كثيرة. سؤال من وضع هذه الأحاديث، يعني الملائكة وضعت هذه الأحاديث أو كانت لجان متخصصة في وضع الأحاديث في فضائل معاوية، لا يستطيع أن يقول أحد أن هذه الأحاديث وضعها أعداء معاوية، بل من وضعها هم أتباع معاوية، يقول: بل رووا في فضائل معاوية أحاديث كثيرة وصنف في ذلك مصنفات، الآن أشير إليها، وأهل العلم بالحديث لا يصححون لا هذا ولا هذا، يساوي بين علي ومعاوية، لا يستطيع، بغضه لعلي لا يستطيع أن يجعله فوق معاوية، لابد أن يجعله أما دون معاوية وأما مساوياً لمعاوية، أموي بامتياز، قال: لا يصححون لا هذا ولا هذا. طبعاً ليس هو فقط صرح بأن هذه كلها موضوعة.

انظروا إلى ما ورد في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج3، ص128)، يقول: فمن الأباطيل المختلقة وينقل مجموعة من الروايات في فضائل معاوية ... مثلاً وعلى سبيل المثال قال: ابن عمر يا معاوية أنت مني وأنا منك، لتزاحمني على باب الجنة. هذه روايات في فضائل معاوية، الرواية واردة في علي يا علي أنت مني وأنا منك، صارت في معاوية. والله لا أعلم ماذا أقول، أريد أن أقرأ للمشاهد الكريم بعض هذه الروايات، منها في كتاب (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) لشيخ الإسلام الشوكاني، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى اليماني، أشرف على تصحيحه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، هذه الرواية عجيبة وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، الرواية عن رسول الله، يقول: هبط معي جبرائيل ومعه قلم من ذهب ابريز فقال جبرائيل إن العلي الأعلى يقرأك السلام ويقول لك: حبيبي قد أهديت هذا القلم من فوق عرشي إلى معاوية بن أبي سفيان فأوصله إليه ومره أن يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم ويشكله ويعجمه ويعرضه عليك فإني قد كتبت له من الثواب بعدد كل من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة. ورواية أخرى بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها، أن رسول الله قال: لا افتقد أحداً من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان في الجنة. دخل رسول الله إلى الجنة وهو لا يفتقد أحداً لا أبو بكر ولا عمر ولا عائشة ولا علي ولا فاطمة، بل يفتقد إلى معاوية فقط، لا أراه ثمانين عاماً أو سبعين عاماً، ثمانين رسول الله في الجنة ويسأل عن معاوية ومعاوية غير موجود، ورسول الله يتضجر ألماً لأن معاوية غير موجود معه، هذا هو المنطق الأموي وملأت الكتب به. ثم يقبل علي على ناقة من المسك الاذفر حشوها رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول معاوية، فيقول: لبيك، فأقول: أين كنت منذ ثمانين عاماً، فيشكر الله أنه لم يكن أحد من اتباع بني أمية عندما يقول لبيك فيقول له مشرك مشرك، لأن معاوية في ذاك الزمان لا يعلم أن اتباعه بعد ذلك يقولون لكل أحد مشرك مشرك، فيقول: لبيك، فأقول: أين كنت منذ ثمانين عاماً. فيقول: في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه، أعلى منك يا رسول الله، لأن رسول الله مع عموم الناس ومعاوية عند مليك مقتدر وليس رسول الله، يقول: هذا عوض عما كنت تشتم في الدنيا، معاوية يعلم أنه كان يشتم في الدنيا، نحن في هذه الأبحاث نريد أن نرفع مقام معاوية فنبين ما ذمه به القرآن وما ذمه به رسول الله وما قاله علماء الإسلام في هذا المنافق، بل هو رأس النفاق.

أنا في الحلقة السابقة سأل بعض الأخوة عن برنامجنا في شهر رمضان، إنشاء الله تعالى بعد أن تتهيأ الظروف من قبل قناة الكوثر، أنه سوف يكون لنا برنامج لأربعة ليالي متتالية إنشاء الله تعالى يعني ليلة الجمعة والسبت والأحد والاثنين، وفي ساعة مشخصة أعلن عنها في الأسبوع القادم، سأعرض فيها مسألة التوحيد عند ابن تيمية واتباع ابن تيمية، ليس خصوص ابن تيمية ولكن كل من في هذا المنهج وسيتضح للمشاهد الكريم أن هؤلاء موحدون حقيقة التي يتبجحون بها على الآخرين ويريدون أن يعلمون الناس التوحيد ويدعون أنهم أهل التوحيد أو يتضح للمشاهد الكريم أنه موحدون أم أنهم مشركون مجسمون مشبهون، سيأتي هذا البحث مفصلاً حتى يقف المشاهد الكريم أقرأ رواية أو روايتين في هذا المجال. (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه) جالس، لا مستوي، وقاعد كما نقعد، صنفه الدشتي المتوفى 665هـ وبذيله الرد على منكر الحد، في هذا الكتاب يقول الرواية عن أبي هريرة، إذا ضرب أحكم فليجتنب الوجه ولا يقول قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته. إذن عندما يقول قبح الله وجهك يقول قبح الله وجه الله، وهم يقولون نحن لا نقول بالتشبيه، والرواية تقول ووجه من أشبه وجهك، فهم مشبهة بامتياز. والرواية كما يقول حديث صحيح وسيأتي بحثه.

والرواية الثانية وهي عبيد الله بن حنين قال: بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال انطلق بنا إلى أبي سعيد الخدري فأنه قد أخبرت أنه قد اشتكى، مريض، فانطلقنا حتى دخلنا على ابي سعيد فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، يعني وضع اليمنى على اليسرى، فسلمنا وجلسنا فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل سعيد فقرصها قرصة شديدة فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابن أم أوجعتني، لماذا. فقال له: ذاك أردت، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى. فأنت تتشبه بالله، هم يقولون بلا كيفية، أيها الجهلة إذا كانت هذه ليست كيفية، فهذا ما. إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، هذا توحيد بني أمية هذا توحيد الأمويين هذا توحيد ابن تيمية، هذا توحيد من يدافعون الآن عن ابن تيمية، ووضع الله إحدى رجليه على الأخرى، وقال: لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا. ولا يقول لي قائل هذا الحديث صحيح أو لا. يقول: الحكم على الحديث، قال ابن القيم في اجتماع الجيوش إسناده صحيح على شرط البخاري.

إنشاء الله سيأتي والمشاهد سيرى واقعاً أن ابن تيمية هل هو موحد أو أنه مشرك بالله، هذا الذي يحاولون الآن أن يسوقوه للعالم الإسلامي، هذا النهج الذي يعبرون عن أنفسهم أنهم أهل التوحيد وأنهم أهل السنة والجماعة، كذبوا وخسئوا ليس أهل السنة والجماعة كذلك، واقعاً أهل السنة والجماعة ليسوا معتقدين لا بالتجسيم ولا بالتشبيه وابن تيمية ومن على شاكلته إلى يومنا هذا في فضائياتهم وفي قنواتهم وفي مساجدهم وفي منابرهم إلا أن يقول قائل أنهم لا يفهمون ما يقولون عند ذلك لا نحملهم على الصحة، وأما إذا أدركوا ما يقولون سيتضح أنهم يعيشون ويرفلون في الشرك، وكيف يكون لفاقد الشيء أن يكون معطياً له أنتم أهل شرك حقيقي، شرك ظاهر، شرك جلي، لا شرك خفي، وهذا إنشاء الله تعالى سنقف عنده مفصلاً إذا وفقنا في ليالي شهر رمضان.

النقطة الثانية إنشاء الله تعالى هذه الأبحاث وهي معالم الإسلام الأموي صارت 30 حلقة إنشاء الله تعالى آذنت قناة الكوثر لقناة الدعاء الفضائية أن تعرض أو تكرر هذه الأبحاث بعد بحثي في شهر رمضان ليلياً في شهر رمضان، يعني 30 حلقة متسلسلة بعد الاستئذان ومن هنا نشكر قناة الكوثر التي سمحت ببث هذه البرامج من قناة أخرى.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد من غزة، تفضلوا.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كيف حالكم يا أهل غزة، أهل الصمود والبطولات.

الأخ أبو محمد: كيف الحال يا شيخنا الجليل، نحن والله يا شيخنا الجليل نعلم أنكم أهل النصرة وأهل البيت فأنتم آل البيت الكرماء، أنتم أشرف الناس، أنتم أصحاب الغيث يا أخي العزيز، يا شيخنا الكريم، أنتم الذين تنصرون بنا الله وتنصرون الضعفاء حتى لو كانوا هؤلاء الضعفاء حتى لو كانوا غير مسلمين، لا نسمع من يدعون أنهم من مذهبنا ويقولون لا يجوز نصرة هؤلاء لأنهم ليسوا في رباط، نحن نعلم ما يقولون في فضائياتهم المجرمة، فضائياتهم نسمعها ونسمعكم يا شيخنا الكريم، والله بيننا وبينهم، نحن نعلم ما يقولون هم لا يذكرون فلسطين في كلمة ولا يذكرون غزة في كلمة، والغيث لا يأتي إلا منكم من وراء البحار، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أتت الرايات السود فأقبلوا عليها، فشيخنا الجليل ودكتورنا الجليل نثمن موقفكم الكريم ونشكركم على هذه البرامج.

سماحة السيد كمال الحيدري: نشكر هذه المداخلة الكريمة من الأخ الكريم وفقه الله لكل خير وأنزل الله عليهم النصر عاجلاً.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الرحمن من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو عبد الرحمن: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحقيقة يا شيخ انا من المتابعين للبرنامج من بدايتها، أتابع الحلقة والإعادة حرصا على ان لا يفوتني شيئاً، والحقيقة في البدايات كنت أريد أرى فيما كما تقولونه شيء من خلل او من إضافات غير موجودة ولكن والحمد لله كان أمور كثيرة انجلت أمام عيني بعد ما تابعت وكنت انت ما شاء الله عليك بهذه الكتب وبهذه الاستدلالات وضحت حقائق كثيرة ظلت مطموسة وكأنما هي غير موجودة.

وسبحان الله يعني انا الحقيقة اوجه رسالة لعلمائنا الماضين الله يغفر لهم يعني رأينا البخاري والذهبي والامام مالك جميعاً والنيسابوري حتى من بعدهم الآن الارنؤوط والالباني الحقيقة المفروض الامانة العلمية يعني نحن كنا نتوقع ان يكون هناك في خلل فلنفترض عند واحد من العلماء يناقضه عالم آخر وإلا العالم نفسه هو يكون له اقوال ونصوص ويضع ضوابط للقواعد سواء في علم الرجال أو في علم الحديث ثم نفس القاعدة ينقضها بنفس الكتاب، ولربما في نفس المجلد هذا بُعد في الحقيقة ، وهذه أمانة علمية، فلذلك انا اقول رحمهم الله يعني يجب على علمائنا الحاضرين ان ينورونا.

الرسالة الثانية: إلى الاخوان الذين يتصلون بالذات من عندنا، من هنا ويتكلمون ويريدون مناظرة ويريدون مطارحة بين الشيخ بارك الله فيه ومشايخنا يا جماعة الانسان يرى الحقيقة أمام عينه يعني ماذا تفعلون إذا تكلم  يعني الدكتور عرعور والا غيره اذا قال الحقيقة لقاعدة فقهية أو لقاعدة حديثية في علم الرجال والأصول وان الراوي الفلاني كذاب أو وضاع أو ضعيف أو يختلق الاحاديث وهو نفسه يضع قاعدة تضعف روايته وتسقطها او انه حديثه متروك وفي الوقت نفسه يأتي لحديث ما أكان لغرض ما، الله اعلم به، ويثبت له الرواية ويطبق النظرية التي وضعها.

أنا أسأل الدكتور عرعور وغيره ماذا تفعلون؟ يعني هذه قاعدة ومبنى علمي وضعه أولئك ثم نقضه يعني تدينونا بالمتناقضات ، هذه لا يقبلها العقل.

أو انك تقول لنا أن كل كلامهم صحيح، وعندما تقول أن غير صحيح معناه أن كتبنا كلها نرميها في البحر، هذه الكتب التي فيها كلامنا التي مشينا عليها.

والرسالة الثالثة: انا اطلب من الشيخ والسميحة ان الله يطول في عمره الآن هو ما قصر يعني هدم مباني كبيرة، حقيقة يعني يبحث لأي مسألة يفككها قطعة قطعة ومهما كانت عقولنا بسيطة وعوام يستطيع ما شاء الله يدرسنا ونحن لنا نظر ولنا بصيرة، من منهم عالم في امور الدنيا ومن منهم عالم في التجارة ومنهم من هو عالم في امور ثانية، يعني لنا عقول ونحن ماشين، ولما يأتي يفكك لك الرواية ويفكك لك وضع الحديث، كما الآن مثلا بغض الامام علي كلنا نحب آل البيت ولا أحد يقول فيهم شيء، ولكن يوم يأتي الذين يلعنوهم والذين يتكلمون عليهم ونحن ما ندريهم أنهم ينصبون العداوة أو يعادون أهل البيت على أساس علمائنا ينورونا ويقولون لنا. لأنه الآن صار عندنا خلل كبير ما ندري أين نذهب ونتبع من.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً أشكر الأخ الكريم  وواقعاً هدفي من هذه الأبحاث هو انكشاف الحقيقة، أنا لا أطلب الأخ الكريم أن يكون شيعياً، بل كل ما أريده هو انكشاف الحقيقة له، اتضح له أن هذا التراث كيف تلاعب به.

يقول العلامة الأرنؤوط في (ج7، القسم الثاني من السلسلة الصحيحة للألباني) وإني لأعجب أشد العجب من تواطئ بعض الحفاظ المترجمين للحكم، لا يقول أنهم اشتبهوا بل يقول أنهم تواطؤا يعني العسقلاني وابن كثير والذهبي وابن تيمية هؤلاء تواطؤا أن يخفوا حقيقة الحكم، يقول: من تواطئ بعض الحفاظ المترجمين للحكم على عدم سوق بعض هذه الأحاديث وبيان صحتها في ترجمته أهي رهبة الصحبة وكونه عم عثمان وهم المعروفون بأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم، أم هي ظروف حكومية أو شعبية كانت تحول بينهم وبين ما كانوا يريدون ...

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما أشكركم أيها المشاهدين الكرام، نلتقيكم إنشاء الله في الحلقات القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.