سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
23/7/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية اينما كنتم ورحمة الله وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم (القسم الخامس). في هذه الحلقة مشاهدينا الكرام سنقف عند جملة من المحاور اهمها هل يحتاج الإمام إلى هاد في سلّم الصعود وقوسه ام لا؟ أيضاً سنقف مرة أخرى عند المعنى المراد من الجعل في قول الله تبارك وتعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) في ضوء المعطيات التي سيتم طرحها ان شاء الله تعالى في محاور حلقة اليوم.
تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد فيما سبق في الحلقة السابقة تحديدا يعني قدمتم تفسير لقول الله تبارك وتعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) السؤال الآن ما القاعدة المستفادة من هذا التفسير من قول الله تبارك وتعالى (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا).
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع بانه لكي يحفظ تسلسل البحث في هذه الآية المباركة من سورة البقرة وهي قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) التي تعد من غرر الآيات القرآنية انما استعمل هذا التعبير باعتباره ان جملة من المفسرين ومنهم السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان عندما يصل إلى تلك الآيات التي تعد مفتاحا لمعارف اساسية في القرآن الكريم يعبّر عنها بانها هذه من غرر الآيات القرآنية، وذكرنا مرارا وتكرارا ان المراد من مثل هذه الآيات إذا اردنا ان نستفيد من كلام الإمام أمير المؤمنين فهي آية يفتح منها باب الف آية في القرآن الكريم، تعد من المفاتيح الأساسية لمعارف القرآن الكريم لان القرآن الكريم توجد فيه مجموعة من الاسس من المفاتيح وبتعبير السيد الطباطبائي من الغرر غرر الآيات التي يمكن ان يؤسس عليها باقي معارف القرآن الكريم وهذه الآية من تلك الفصيلة ومن تلك الطبقة من الآيات التي تعد من غرر الآيات القرآنية ومن المفاتيح في فهم المعارف القرآنية.
يتذكر المشاهد الكريم ان تسلسل البحث كان قد بدأ من هذه النقطة وهو انه ما هو المراد من قوله تعالى عندما قال لابراهيم الخليل (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ما هو المراد من هذه الإمامة التي جعلت لابراهيم الخليل في اخريات حياته، قلنا بانه يوجد هناك اتجاهات أو توجد هناك اتجاهات متعددة في فهم وبيان حقيقة هذه الإمامة.
الاتجاه الثالث الذي انتهينا إليه أو ذكرناه قلنا مراد الإمامة السياسية وذكرنا بان كثير من المفسرين من المدرستين مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة ذهبوا إلى ان المراد من هذه الإمامة هي الإمامة السياسية الا اننا اشرنا بان هناك اتجاه رابع ونظرية رابعة تعتقد ان هذه الإمامة ليست هي الإمامة السياسية وانما هي الإمامة الوجودية، وانما هي الإمامة التي ترتبط بوساطة الفيض في قوس الصعود وبيّنا المراد من هذه الحقيقة لعله في حلقات متعددة واكدنا وفصلّنا الكلام في بيان هذه الحقيقة واستدللنا على ذلك، اما سؤال الأخ الدكتور بانه ما هي القاعدة المستفادة من قوله تعالى (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) بناء على النظرية الأخيرة في فهم الإمامة.
في الواقع بانه القاعدة المستفادة من هذه الآية المباركة التي وردت لا اقل في موردين في القرآن الكريم تشير إلى هذا الأصل وهو ان الإنسان اي إنسان في صراط تكامله وصعوده إلى الله سبحانه وتعالى لابد من اين يكسب الفيض من الله سبحانه وتعالى حتى يمده للصعود إليه لان القرآن صريح يقول (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) إذن يحتاج إلى مد الهي، يحتاج إلى عطاء الهي، يحتاج إلى فيض الهي.
السؤال المطروح هنا وهو انه عندما نأتي إلى الهداية التشريعية كيف يصل الإنسان إلى الهداية التشريعية هل يأخذ الهداية مباشرة من الله أو يأخذها بتوسط الانبياء والمرسلين، بطبيعة الحال (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) إذن الإنسان في الهداية التشريعية لا يأخذ الفيض والهداية من الله سبحانه وتعالى مباشرة وانما يأخذها بتوسط الانبياء بتوسط العلماء بتوسط المرسلين بتوسط الاوصياء ونحو ذلك.
السؤال المطروح وهو انه هذا في الهداية التشريعية الذي هو اراءة الطريق، في الهداية التكوينية التي هي الايصال إلى المطلوب أيضاً يأخذ الفيض هل يأخذ الفيض والعناية والمد الالهي من الله مباشرة أو يأخذ المد من الله سبحانه وتعالى والامداد والفيض من الله بتوسط احد؟ من هي هذه الوسيلة ومن هي هذه الواسطة، نحن بينا في الاتجاه الرابع في النظرية الرابعة ان هذا هو دور الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني، يعني القرآن عندما قال بناء على النظرية الرابعة عندما قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يريد هذه الإمامة، اي إمامة؟ الإمامة التي ترتبط بالايصال إلى المطلوب، الإمامة التي ترتبط بوساطة الفيض في ان الإنسان المؤمن عندما يريد ان ينتقل من درجة وجودية معنوية إلى درجة وجودية معنوية أخرى ايمانية أخرى يحتاج إلى وسيلة، يحتاج إلى واسطة يحتاج إلى طريق لكي يصل إليه الفيض من ذلك الطريق، من يقوم بهذا الدور؟ هذا هو دور الإمامة الوجودي في القرآن الكريم وهذه هي النظرية التي قلنا ان السيد الطباطبائي تعد من أصول معارفه القرآنية.
يعني الإنسان ما لم يفهم هذا الأصل كثير من المعارف التي طرحت في تفسير الميزان لا يستطيع ان يلتفت اليها هذا المعنى في موارد متعددة اشار إليه ومن تلك الموارد في الجزء الأول من الميزان في ذيل هذه الآية (124) من سورة البقرة قال وبالجملة فالإمام، أي إمام؟
المشاهد الكريم لابد ان يلتفت، ما نتكلم عن الإمام أمير المؤمنين، ما نتكلم عن أئمة أهل البيت، نتكلم عن الإمامة القرآنية يعني عن إمامة (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) قال وبالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي وبيّنا في الحلقة السابقة ان المراد من الأمر الملكوتي (إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) إذن الآية المباركة بيّنت ان الأمر (كنْ) مرتبط بعالم الملكوت أم مرتبط بعالم الملك والشهادة؟
صريح الآية المباركة الإنسان عندما ينظر اليها وهي الآية لعله الأخيرة من سورة يس هناك عندما نقف عند هذه الآية نجد بشكل واضح القرآن الكريم اشار إلى هذه الحقيقة يقول (إِنَّمَا أَمْرُهُ) لان الآية قالت يهدون بامرنا فلو سألنا القرآن على أساس قاعدة القرآن يفسر بعضه بعضا ما هو امره؟ قال: (انما امره إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) إذن (كُنْ فَيَكُونُ) هو ملكوت الاشياء، في سورة الانعام (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) هذا هو مقام الإمامة.
إذن بهذا يتضح الآن التعبير لماذا ان السيد الطباطبائي يقول بأمر ملكوتي مراده من الأمر الملكوتي ما هو؟ (إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وذكرنا في الحلقة السابقة قلنا هذا الأمر الملكوتي الذي هو كن فيكون واحد لا يتعدد قال (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) كما في سورة القمر الآية (50)، قال فالإمامة بحسب الباطن، إذن الإمامة ما هي؟ قال الإمامة ظاهرية عندنا وهي الهداية التشريعية وهو انه يدعو الناس إلى الحق والى سبل الهداية قال اما الإمامة الباطنية ما هي الإمامة الملكوتية ما هي؟ فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في اعمالها.
إذن هو الذي يتولى امرها وليهم لكي يصعدهم درجة بعد درجة لان الإيمان على عشر درجات، قال وهدايتها ما معنى هداية الإمام؟ قال ايصالها إلى المطلوب ليس اراءة الطريق وقلنا فيما سبق يتذكر المشاهد الكريم ميزنا جيدا بين الهداية بمعنى اراءة الطريق التي هي التشريعية وبين معنى هداية الايصال إلى المطلوب التي هي التكوينية قال دون مجرد اراءة الطريق الذي هو شأن النبي والرسول وكل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح والموعظة الحسنة، الهداية التشريعية ليست خاصة بشخص معيّن، النبي له هداية تشريعية الإمام له هداية تشريعية المؤمن له هداية تشريعية العالم له هداية تشريعية اما الهداية الملكوتية الهداية الباطنية هل هي عامة أو خاصة هذا ما سنتوفر عليه لاحقا.
إذن ننتهي من هذا المطلب وهو ان القاعدة المستفادة من هذه الآية المباركة انها تعيّن لنا وظيفة الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني يعني لو سألنا سائل يا مدرسة أهل البيت انتم الذين تعتقدون انه توجد إمامة وراء النبوة هذه الإمامة ما هو دورها هل هو نفس دور النبي؟
الجواب نقول حيثية النبوة لها دور وهو اراءة الطريق وحيثية الإمامة لها دور وهي الايصال إلى المطلوب وقد يجتمعان كما في ابراهيم الخليل يعني كان نبياً ورسولاً وكان إماما يعني له اراءة الطريق وله الايصال إلى المطلوب كما في نبينا كل انبياء اولو العزم اجتمعت فيهم النبوة والإمامة إذن القاعدة مرة اخرى، ما هي القاعدة؟
في جملة واحدة القاعدة هي ان هؤلاء هم الوسيلة هم الواسطة في اخذ الفيض من الله سبحانه وتعالى بيد واعطاءها للعبد لايصاله إلى مطلوبه وغايته بيد اخرى.
المقدم: احسنتم كثيرا، إذن صار واضحا سماحة السيد ما تفضلتم به، يعني تفريعا على ما تفضلتم به الآن يعني هل لهذا الإمام الذي يهدي هذه الهداية الخاصة التي تحدثتم عنها له شرائط معينة الذي يقوم بها وهل هي متأتية لكل من يهدي كما في الهداية التشريعية ام لا تتأت للبعض دون البعض الآخر.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم هذا السؤال انا اتصور بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى الجواب جيدا لأنّه من خلالها سوف نتوفر على اهم شرائط الإمامة القرآنية، لأنّه نحن يتذكر المشاهد في الحلقات السابقة قلنا عندنا محاور متعددة.
المحور الأول: ما هو المراد من الإمامة المحور الآخر ما هي شرائط هذه الإمامة، يعني إذا قلنا هذه الإمامة هي الإمامة الوجودية أو الإمامة الملكوتية أو التي تهدي بأمر ملكوتي ما هي شرائطها وهذا ينصب بذاك الاتجاه ومن خلاله سوف يتضح بانه واقعا ان هذه الإمامة هل تصلح لكل احد أو لا تصلح؟ وعلى أساس هذا السؤال والجواب عن هذا السؤال سيتضح الفارق الأساسي بين شرائط الإمامة في الهداية التشريعية وبين شرائط الإمامة في الهداية التكوينية، يعني بين شرائط الهداية بمعنى اراءة الطريق وبين شرائط الهداية بمعنى الايصال إلى المطلوب وهذه من النقاط الأساسية التي لابد ان يلتفت اليها جيدا.
في الواقع بانه نحن عندما نأتي إلى الهداية التشريعية يعني من يدعو الناس إلى طريق الحق هذا الذي يدعو الناس إلى طريق الحق هل يشترط ان يكون هو مهتديا بنفسه أو لا يشترط؟
الجواب لا، يمكن ان يكون مهتديا ويمكن ان يكون ذلك الإنسان فاسقا فاجرا وصريح القرآن في سورة الصف قال هذا المعنى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) يعني قد الإنسان يهدي غيره إلى صراط الحق ولكن هو يعمل به أو لا يعمل به، لا يعمل به، إذن الهداية التشريعية هل تتوقف على ان يكون الإنسان عاملا بما اهتدى بما يهدي به الغير أو لا يشترط فيه ذلك؟ لا يشترط، طبعا في النبي يشترط ذلك اما في غير النبي عالم يدعو الناس، خطيب يصعد المنبر، مبلغ مؤمن يدعو الناس، ولذا تجد القرآن الكريم بشكل واضح وصريح قال في مؤمن آل فرعون (وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) هذا الذي يدعو الناس إلى سبيل الرشاد هل بالضرورة لابد ان يكون هو مهتديا إلى سبيل الرشاد أو قد لا يكون مهتديا؟ ممكن ان يكون مهتديا وممكن ان لا يكون مهتديا، إذا كان نبيا كان وصي نبي يكون مهتديا هو ويهدي الناس إلى سبيل الرشاد، هذا امر.
الأمر الثاني في الهداية التشريعية هذه الخصوصية الاولى، الخصوصية الثانية هذا الذي يهدي الناس في الهداية التشريعية هل يشترط ان يكون هو هدايته من الله مباشرة أو يمكن ان يكون ضالا ويهتدي بهداية إمام أو نبي؟
إذن الخصوصية الأولى ان الذي يهدي الناس بالهداية التشريعية يعني يريهم الطريق وبتعبير القرآن الكريم (أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) هو بالضرورة ان يكون مهتدي إلى سبيل الرشاد، يمكن ان يكون كذلك ويمكن ان لا يكون كذلك، إذا كان نبيا إذا كان رسولا إذا كان وصي نبي إذا كان عالما عاملا بعلمه يكون هو مهتدي إلى سبيل الرشاد ويهدي الآخرين إلى سبيل الرشاد ويمكن ان لا يكون كذلك كما قرأنا في سورة الصف (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) هذا الأمر الأول أو الخصوصية الاولى.
الخصوصية الثانية هذا الذي يهدي الناس إلى سبيل الرشاد ويهديهم إلى طريق الخير (لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) هل هو مهدي وهدايته بتوسط الله سبحانه وتعالى يهديه مباشرة أو هو مهدي بتوسط الانبياء؟ الجواب يمكن ان يكون مهديا من قبل الله ويمكن ان يكون مهديا بتوسط الانبياء، يعني عموم الناس عندما يكون عالما ومهديا يهتدي بتوسط الانبياء وبعد ذلك يهدي غيره (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) لكن من اين تعلم الموعظة الحسنة؟ تعلمها من الانبياء إذن هو مهدي بذاته أو مهدي بغيره؟ من الواضح انه مهتد بتوسط الغير إذن الخصوصية الثانية في الهداية التشريعية لا يشترط في الهادي في الهداية التشريعية ان يكون مهتديا بنفسه بل يمكن ان يكون مهتديا بنفسه ويمكن ان يكون مهتديا بتوسط غيره وهم الانبياء.
هاتان خصوصيتان يمكن ان توجد في الهداية بالهداية التشريعية وهي اراءة الطريق. يعني اولا لا يشترط فيها ان يكون مهتد هو في سبيل الرشاد. وثانيا إذا كان مهتديا لا يشترط ان يكون اهتداءه بذاته بل قد يكون اهتداءه بتوسط الغير إذا اتضح ذلك الآن نأتي إلى هذه الهداية التكوينية.
الجواب في جملة واحدة والوقت ضيق لا يسعنا واريد ان اكمل الحديث وهو انه الذي يريد ان يقوم بالدور الذي هو الايصال إلى المطلوب وهي الهداية التكوينية بمعنى الايصال إلى المطلوب لابد ان يكون اولا مهتديا لا انه ان لا يكون مهتديا، وثانيا ان يكون اهتداءه لا بتوسط الغير بل يكون اهتداءه بذاته من الله سبحانه وتعالى بعناية من الله، انا وأنت هدايتنا ليست بلا واسطة اما الذي يريد ان يهدي بالهداية التكوينية لابد ان تكون هدايته بلا واسطة بلا وسيلة بلا طريق آخر، انا وأنت عندما نهتدي نهتدي بطريق النبوة بطريق الإمامة اما الإمام يريد ان يهتدي اما النبي يريد ان يهتدي لا يهتدي بتوسط غيره بل يهتدي بلا واسطة بينه وبين ربه.
إذن الآن تبيّن فرقان اساسيان في الإمامة التي تهدي بالهداية التشريعية وفي الإمامة التي تهدي بالهداية التكوينية الخاصة يعني الايصال إلى المطلوب، اكررهما مرة أخرى وبودي ان المشاهد يلتفت، في الهداية التشريعية لا يشترط في الهادي ان يكون هو عاملا بما يهدي الناس إليه قد يكون مهتديا وقد لا يكون مهتديا هذا اولا وثانيا إذا كان مهتديا لا يشترط ان تكون هدايته بلا واسطة من الله وقد تكون بلا واسطة وقد تكون مع الواسطة ما هي الواسطة؟ الانبياء، اما عندما نأتي في الهداية التكوينية الخاصة وهي الايصال إلى المطلوب وهي الذي عبر عنها القرآن (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) لابد من توفر شرطين الشرط الأول ان يكون هو مهتديا أولاً، الشرط الثاني هل يكفي ان يكون مهتديا بغيره أو لابد ان يكون مهتديا بنفسه؟ مهتديا بتوسط الغير أو لا بتوسط الغير؟ لا بتوسط الغير.
من هنا واقعا يطرح هذا التساؤل وهو انه هل يوجد دليل قرآني على هذه الحقيقة أو لا يوجد؟ ومن هنا سوف نقف على السؤال الذي طرحتموه ما هي شرائط الإمامة التي هي للدور الوجودي؟ سؤال: القرآن الكريم اشار إلى هذه الحقيقة ولكن اشار اليها بشكل دقيق وعميق وتحتاج إلى تأمل كثير واقعا، نحن عندما نرجع لعله لا توجد أيضاً في القرآن ثانية لهذه الآية المباركة وهي الآية (35) من سورة يونس قال تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) هذه الآية من الآيات التي وقع فيها كلام كثير بين المفسرين، في قراءة الآية هل هي يهدّي ام يهدي المهم القراءة المشهورة والقراءة التحقيقية يهدّي ومرجعها ومآلها هذه الكلمة (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) يعني امن لا يهتدي الا ان يهدى، فإذا اردنا ان نقرأ الآية على أساس هذه القراءة المشهورة والمقبولة عند المحققين من القرّاء واصحاب القراءات وأئمة القراءة الآية هكذا تقول: أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِتدي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.
هنا توجد اشكالية في مضمون الآية المباركة وانه لماذا ان الآية قابلت بين هذين الشقين، رجاء ورجاء ورجاء للمرة لعله العاشرة بودي ان المشاهد يتدبر فيما اقول، بحسب منطق التقابل عندما نقول هذا قائم في قباله الذي يقابله ليس بقائم، القائم ما يقابله لماذا ليس بقائم، الموجود ما يقابله ليس بموجود، المهتدي ما يقابله غير مهتدي هذا منطق المقابلة وهذا امر فطري واضح لا يحتاج، من البديهيات من الأمور الواضحة، سؤال الآية المباركة قالت (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ) ماذا يقابلها؟ يهدي إلى الحق الطرف الآخر لابد ان يكون لا يهدي إلى الحق.
إذن الآية مفروض كانت تقول افمن يهدي إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي إلى الحق فمالكم كيف تحكمون مع ان الآية ما جعلت المقابلة بين من يهدي إلى الحق وبين من لا يهدي إلى الحق، مقتضى قانون التقابل ان يكون في مقابل يهدي إلى الحق ماذا يوجد؟ لا يهدي إلى الحق مع ان الآية قالت يهدي إلى الحق وماذا قابلتها؟ لا يهتدي الا ان يهدى.
سؤال: انا لكم اسألكم يا دكتور لا يهتدي الا ان يهديه الغير ماذا يقابله؟ ليس انه يهدي إلى الحق، يعني يهتدي بنفسه إذن الشق الأول من الآية يقابلها لا يهدي إلى الحق، الشق الثاني من الآية يقابلها من لا يهتدي الا ان يهدى الذي يهتدي ولا يحتاج إلى هداية يعني يهتدي بنفسه، بعبارة أخرى الشق الثاني من الآية تقول انه لا يهتدي الا بغيره يقابله يهتدي لا بغيره، يهتدي بنفسه، إذن إذا نظرت إلى الآية المباركة واقعا تجد تقابل بين الشق الأول والشق الثاني أو لا يوجد تقابل، في الظاهر مختلفان، إذن لماذا هذا الاختلاف.
المقدم: كأن الآية جمعت بين اربعة اشياء ولكن اختصرت.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، احسنتم وهذه النكتة التي اريد ان أصل اليها وهي ان الآية كأنه ذكرت شقين ذكرت نقطتين ذكرت امرين ولكن كل واحد منهما له مقابل غير الذي ذكرته الآية المباركة إذن لماذا فعلت الآية هكذا ولذا قلت ان هذه الآية تعد من غرر الآيات القرآنية ونحن لعله لا توجد عندنا آية في القرآن تشابه هذه الآية المباركة من سورة يونس وانتم تجدون انا فقط من باب اخرج كجملة معترضة، وانتم تجدون ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من اهم الآيات التي استندوا اليها لاثبات إمامتهم هي هذه الآية المباركة وقد يقول قائل ما العلاقة بهذه الآية، هذا الذي جعلني في هذه الليلة أحاول ان اقف عند هذه الآية ليتبيّن وجه ارتباط هذه الآية بالإمامة القرآنية التي من مصاديقها إمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
إذن اعيد للمشاهد الكريم مرة أخرى المسألة، مقتضى المقابلة في الآية المباركة صدر الآية (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ) يقابلها ماذا لابد يكون؟ لا يهدي إلى الحق، يعني الآية لابد كانت تقول افمن يهدي إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي إلى الحق فمالكم كيف تحكمون كان المفروض هذا الشكل ولكن الآية ما فعلت هكذا، الشق الثاني قالت (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) قلنا مآل هذه القراءة امن لا يهتدي الا ان يهدى، امن لا يهدّي يعني امن لا يهتدي الا ان يهدى يعني يحتاج إلى الغير لكي يهتدي هو والا بذاته يستطيع ان يهتدي أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، إذن الشق الأول لها مقابل والشق الثاني له مقابل آخر.
من هنا يأتي هذا التساؤل وهو امن لا يهدّي الا ان يهدى لماذا ان الآية المباركة جعلت الشق الثاني في قبال الشق الأول ولماذا جعلت الشق الأول في قبال هذا الشق الثاني؟ هذه الآية المباركة تريد ان تصل إلى هذه النتيجة طبعا اتكلم على مستوى ان صح التعبير على مستوى الفتاوى والا إذا اردت ان افصل الكلام تحتاج إلى حلقة مستقلة، هذه الآية المباركة كأنه هكذا ارادت ان تقول، تريد ان تقول ايها الناس من يريد ان يهدي إلى الحق لابد ان يكون مهتديا بنفسه لا ان يكون مهتديا بغيره.
المقدم: فاقد الشيء لا يعطيه.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. هذا الذي يريد ان يهدي إلى الحق لابد ان يكون مهتديا بغيره لو مهتديا بنفسه؟ يكون مهتديا بنفسه حتى يحق له ان يكون هاديا إلى الحق اما إذا صار الإنسان مهتديا بغيره فهل من حقه هل يمكن ان يكون هاديا إلى الحق أو لا يمكنه؟ لا يمكنه.
إذن الآية المباركة بصدد انما قابلت الإشارة إلى هذه النكتة الأساسية وهي ان الذي يريد ان يهدي إلى الحق لابد ان يكون مهتديا بتوسط هداية الغير أو بهداية من نفسه؟ من نفسه، اما إذا صار لا يهتدي الا ان يهدى بعد من حقه ان يهدي إلى الحق أو ليس من حقه ذلك؟ ليس من حقه، فلهذا اختصرت الآية اختصار عجيب وهو انه ارادت ان تبين شرط الهادي إلى الحق، شرط الهادي إلى الحق ما هو؟ ان يكون مهتديا بنفسه اما إذا صار مهتديا بغيره بعد هادي إلى الحق يمكن اتباعه أو لا يمكن؟
المقدم: لا فضل له على من يهديه لانهما متساويان.
آية الله السيد كمال الحيدري: الآن يأتي هذا السؤال دكتور إذا تسمحوا لي، سؤال هذه اي هداية التي لابد ان يكون فيها الإنسان مهتديا بنفسه هذه ليست الهداية التشريعية لان الهداية التشريعية قلنا بانه سواء كان مهتديا بنفسه أو مهتديا بغيرا يمكن ان يكون هاديا تشريعيا.
المقدم: ينسب كتابا ويهدي الناس له.
آية الله السيد كمال الحيدري: سواء عمل أو لم يعمل واذا عمل كان بتوسط الانبياء أو لم يكن، إذن هذه الآية ما تتكلم عن الهداية التشريعية تتكلم عن هداية أخرى هداية وهي تكوينية التي شرطت هذا الشرط والا لو نظرنا إلى الهداية التشريعية يوجد فيها شرط ان يكون مهتديا بنفسه أو لا يوجد؟ لا يوجد فيها، هذه المقدمة التي اشرنا اليها.
إذن الخص كلامي إذا تسمحوا لي دكتور، إذن لو كانت الهداية بالآية المباركة هي الهداية التشريعية من الواضح انها لا يشترط فيها ان يكون الهادي مهتديا بنفسه حتى لو كان مهتديا بغيره كما في مؤمن آل فرعون قال (أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ) وهو مهتد بتوسط الانبياء، إذن من هذه الآية نستكشف ان هذه الهداية المبحوث عنها في سورة يونس وهي الآية (35) هي ليست الهداية بمعنى اراءة الطريق بل هي الهداية بمعنى الايصال إلى المطلوب وشرطها الأساسي ان يكون مهتديا بنفسه من هنا يأتي هذا التساؤل لعله الوقت لا يسع وهو انه ما معنى ان يكون مهتديا بنفسه؟ يعني ما معنى ذلك الجملة التي كررتموها في هذه الليلة عشرات المرات ان يكون لا بتوسط الغير ما معنى هذه الجملة؟
المقدم: نأخذ جوابها بعد ان نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد، معنا الأخ الاستاذ الأخ حسن من المغرب تفضلوا.
المتصل الأخ الاستاذ حسن من المغرب: السلام عليكم سيدنا.
آية الله السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله.
المتصل الأخ حسن من المغرب: سيدي الآية الشريفة في سورة الانعام المباركة (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) ابراهيم (عليه السلام) والخصوص من ذريته هل هم مولاي مهتدون بدون واسطة؟ الآية الأخرى اظن من سورة الاحزاب (الصحيح سورة الحج) (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) هذه الهداية مولانا هل هي الهداية التكوينية؟ الآية الأخرى اظن من سورة النمل (الصحيح سورة سبأ) (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إلى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) هل هذه الهداية مولانا هداية تشريعية؟ وما الفرق بين ويرى وليعلم الذين، ما الفرق بين يرى الذين وليعلم الذين اوتوا العلم؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: يعني فيه تشعبات سؤال الاخ، معنا الأخ ابو سيف من العراق، تفضلوا.
المتصل الأخ ابو سيف من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو سيف من العراق: سلامي إلى سماحة السيد كمال الحيدري حفظه الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل الأخ ابو سيف من العراق: تبيان حقيقة الآية القرآنية التي كانت في صددها (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي).
المقدم: شرح سماحة السيد ما هو السؤال.
المتصل الأخ ابو سيف من العراق: هل هناك الآن في الساحة هل موجود الذي يهدي إلى الحق وبحق تبعيته الآن وما هو مقامه.
.المقدم: سؤالكم واضح شكرا لكم، معنا الأخ ابو محمد من الامارات تفضلوا.
المتصل الأخ ابو محمد من الامارات: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو محمد من الامارات: عندنا سؤالين، السؤال الأول بالبداية إلى الهداية التشريعية والهداية التكوينية، جناب السيد اشار إلى وجود الواسطة هكذا فهمنا من سماحته فالهداية التشريعية كأنه عند الانبياء سيدنا هكذا فهمنا من التعبير، قلتم انه وجود وساطة هكذا بالتعبير اما بالهداية التكوينية ما تحتاج إلى وساطة فما هي الوساطة الموجودة في الهداية التشريعية والتي كانت اكمل بالهداية التكوينية واصبحت الهداية التكوينية اوسع منها؟ وشهداء الأعمال سيدنا، اين يكون موقع شهداء الأعمال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه جنابكم بالحلقة قبل الماضية اشرتم اليها، شهداء الأعمال هنا اين يكون دورهم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) اصبح قبل ان ترفع العمل والا هم يجب ان يمرون على العمل وبعد ذلك يرفع هذا العمل وتكون الوساطة موجودة، وجزاكم الله خير الجزاء ولا تنسونا بطيب دعاءكم.
المقدم: نبدأ بسؤال الأخ حسن.
آية الله السيد كمال الحيدري: يعني سؤال الأخ حسن من المغرب الحق والانصاف قرأ مجموعة من الآيات الآن انا ما استطيع ان اتتبع كل تلك الآيات واقف عندها تفصيلا، خصوصا الآية الأولى التي قرأها وهي من سورة الانعام اي آية كانت.
المقدم: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
آية الله السيد كمال الحيدري: أخيالعزيز هذه الهداية هي الهداية التكوينية الخاصة وهي المختصة بمقام الإمامة ولذا تجدون الآية المباركة قالت (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)، (لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) اي نحو من انحاء الظلم، من ادناه إلى اعلاه الذي هو الشرك الذي (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) إذن الآية المباركة من الآيات التي تتكلم ان الله سبحانه وتعالى هو الذي هداهم ولكن بشرط ان لا يلبسوا ايمانهم بظلم وهذا يكشف عن انه من لبّس ايمانه بظلم ما ولو آن ما في حياته بعد لا يستحق مقام الإمامة (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) لان الآية المباركة قالت (لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) هذه ليست الهداية التشريعية العامة، هذه الهداية الخاصة، يعني نحن عندما نرجع كما ذكر الأخ في سورة الانعام الآيات لعله الآيات (87) وغيرها يقول قال تعالى (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (ثم قال) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (ثم قال) وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ) هذه ليست الهداية العامة هذا الاصطفاء هذه الهداية الخاصة هذا الذي ان شاء الله تعالى سيتضح في الحلقة القادمة، ما معنى الهداية بلا واسطة وما معنى الهداية مع الواسطة (وَهَدَيْنَاهُمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ).
إذن نسب الهداية لنفسه يعني توجد واسطة أو لا توجد واسطة؟ لا توجد واسطة، (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) هذه هداية خاصة، اما الهداية التشريعية فليست هي يهدي به من يشاء من عباده بل هدى للناس جميعا، (الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، اما هنا ماذا يقول (يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) يعني خاصة بطبقة معينة هذه كل الآيات التي اشار اليها، لعله أكثر الآيات هي الهداية الخاصة التكوينية وهي التي عبّر عنها القرآن الكريم (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ) التي هي بلا واسطة يعني الله سبحانه وتعالى اقتضت عنايته وحكمته ان يهدي هؤلاء إلى تلك الهداية التكوينية الخاصة التي هي الايصال إلى المطلوب.
المقدم: احسنتم ومن هنا زال العجب ان الائمة وهم صغار يجيدون ولا يحتاجون إلى من يهديهم.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، لأنّه هؤلاء يهتدون بتوسط الله سبحانه وتعالى لا بتوسط الغير اما بخلاف غيرهم فيحتاجون إلى الغير للهداية.
المقدم: بالنسبة إلى أبي سيف من العراق.
آية الله السيد كمال الحيدري: أخيالعزيز هذه الآية المباركة من هو مصداقها في زماننا، الجواب بضرس قاطع وبدليل بيّن قرآني وروائي وبنحو متواتر مصداقها هو الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) اما غيره قد يوجد من اولياء الله من له مثل هذا المقام هو الذي يصطلح عليه بالمرشد أو غيرها كما في بعض الاصطلاحات ولكنه نحن لا توجد عندنا حجة على صحة ما يقوله اولئك، ما توجد عندنا الحجة وقامت عليه الحجة هو الإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) هو الذي له الولاية التكوينية والهداية التكوينية الخاصة وهو الذي احق ان يتبع فما لكم كيف تحكمون.
المقدم: احسنتم كثيرا، بالنسبة للاخ أبي محمد من الامارات أيضاً سأل عن بالنسبة للهداية التشريعية الواسطة هل للانبياء ايضا.
آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب نعم، هذه من الخصوصيات التي اشرت اليها، بينت قلت ان الهداية التشريعية لا يشترط فيها ان يكون الذي يهدي الآخرين هو مهتدي ابدا، قد يكون مهتديا وقد لا يكون.
المقدم: الانبياء مهتدون بانفسهم.
آية الله السيد كمال الحيدري: لا لا بنفسه الآن ما ادخل قلنا شرطين امرين إذا تتذكرون قلنا هل يشترط ان يكون هو مهتدي إلى سبيل الرشاد أو لا يشترط؟ قد يكون مهتدي إلى سبيل الرشاد وقد لا يكون، الآن إذا كان مهتديا إلى سبيل الرشاد هل يشترط ان يكون مهتديا بنفسه أو قد يكون مهتديا بغيره؟ قلنا أيضاً لا فرق الذي يريد ان يهدي الهداية التشريعية سواء كان مهتديا ام لا، والمهتدي سواء كان مهتدي بنفسه أو بغيره يستطيع ان يقوم بدور الهداية التشريعية، اما عندما نأتي إلى الهداية التكوينية الخاصة وهي الايصال إلى المطلوب لابد من توفر شرطين اولا ان يكون مهتديا وثانيا ان يكون مهتديا بنفسه لا بغيره.
المقدم: بالنسبة لشهداء الأعمال علاقتهم بقول الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: شهداء الأعمال مرتبط بهذا البحث ارتباط وثيق لماذا؟ لاننا ذكرنا بانه هذا الذي يريد ان يأخذ بيد زيد من المؤمنين ولا يأخذ بيد عمر من المؤمنين، فلماذا يأخذ بيد زيد ليرفعه درجة اما الآخر لا يأخذ بيده ليرفعه درجة؟
الجواب لأنّه شاهد على اعماله يجد ان هذا يستحق ان يرفع درجة فيرفعه درجة وذاك لا يستحق ان يرفع درجة فلا يرفعه درجة إذن (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) البعض يتصور ان الشهادة على الأعمال فقد آثارها تظهر على الآخرة، لا يا أخي العزيز الشهادة على الأعمال اثارها اولا تظهر في الدنيا يعني هذا التوفيق الخاص هذه العناية الخاصة سيراها هنا وبعد ذلك ستظهر آثارها في النشأة الآخرة.
المقدم: احسنتم. معنا الدكتور هادي من عمان قبل ان ينتهي الوقت، تفضلوا.
المتصل الأخ الدكتور هادي من عمان: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ الدكتور هادي من عمان: بالنسبة للآية (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ) ارجو توضيح للناس مدى ارتباط هذه الآية في الاحق بالحاكمية من الناحية العقلية ومن ناحية ما جاء في القرآن اي توضيح انه الربط بين هذه الآية بين من يهدي إلى الحق وبين من هو احق ان يحكم من الناس مثال انه في آية (105) من سورة النساء (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ (اي للنبي) لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ).
المقدم: طيب دكتور هادي شكرا، نظرا لضيق الوقت.
آية الله السيد كمال الحيدري: دكتور هذه ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم سوف اقف عند هذه الآية مادام انه هناك تساؤلات كثيرة حولها سوف اقف عند هذه الآية كاملة وابين ما يستفاد من هذه الآية وما هو النتائج والمعطيات التي يمكن استفادتها وهو انه إذا ثبت انه يهدي إلى الحق هل انه تكون الحاكمية السياسية مختصة به أو يمكن ان يكون يهدي إلى الحق ولكن الحاكمية السياسية لغيره، كل هذه الأبحاث ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم أحاول باذن الله تعالى ليس فقط هذه لأنّه نحن كنا بصدد بيان شرائط الإمامة أو الهداية التكوينية الخاصة.
المقدم: شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة شكرا جزيلا لكم، كما نشكر الاخوة المشاهدين الكرام والى اللقاء في الاسبوع القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه