سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
28/5/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام اينما كنتم ورحمة الله تعالى وبركاته واعظم الله تعالى اجورنا واجوركم بهذه المناسبة الاليمة المؤلمة المحزنة وهي مناسبة رحيل سيدة نساء العالمين وبضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيدة نساء أهل الجنة اجمعين فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها)، ثم احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، هذه الحلقة ستكون ان شاء الله تعالى ستكون استمرارا للحلقات السابقة التي كانت تحمل عنوان: عصمة أهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر. سنقف ان شاء الله تعالى عند جملة من الأمور تتعلق بهذا الموضوع ولكن في البداية سيكون لنا ان شاء الله تعالى حديث خاص بهذه المناسبة التي اسأل الله تعالى لنا ولكم ان يعظم الاجر باذنه تبارك وتعالى. تحية لكم مجددا مشاهدينا الكرام احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد. آية الله السيد كمال الحيدري: مرحبا بكم دكتور. المقدم: حياكم الله. سماحة السيد إذن ان شاء الله تعالى بين يدي موضوع حلقة اليوم لابد من مقدمة أو في الواقع نلتمس من جنابكم الكريم ان تقولوا كلمة بهذه المناسبة عن بعض مقامات الزهراء سيدة نساء العالمين (صلوات الله وسلامه عليها). آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه الحديث عن الزهراء (سلام الله عليها) عن سيدة نساء العالمين، من الواضح بانه لا يمكن ان يمكن ان يكون في حلقة أو حلقتين أو لعله في اسبوع أو اسبوعين لان الأبحاث المرتبطة بسيدة نساء العالمين الإنسان الواقف يقف أمامها حائرا من كثيرة التفصيلات التي وردت عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، لعلي استطيع ان أقول ان ما ورد من النصوص الروائية في بيان حياة الزهراء (سلام الله عليها) وعندما أقول حياة الزهراء (سلام الله عليها) اقصد حياتها الدنيوية وحياتها الملكوتية، وبعبارة أخرى اقصد حياتها المشاهدة والمحسوسة لنا وحياتها غير المشاهدة وغير المحسوسة لنا، الروايات التي تكلمت عن تفاصيل وجزئيات حياة سيدة نساء العالمين لعلّي استطيع ان أقول بشكل واضح انه لم يوجد مثل هذه التفصيلات لاحد من الانبياء أو الاوصياء أو الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولعلّي ان شاء الله تعالى في هذه الليلة سأشير إلى بعض النكات التي تتعلق بذلك، فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك إذن من الواضح بانه في نصف ساعة أو في ساعة لا يمكننا ان نقف ولا اقل ان نجمل الحديث في كل هذه المقامات فضلا عن التفصيلات، إذا تسمحولي دكتور انا بودي ان اشير إلى بعض المقدمات في هذا البحث. المقدمة الأولى: التي بودي ان يلتفت اليها لا فقط في هذا البحث ولكنه وخصوصا في هذا البحث، أساساً النصوص الواردة التي اشارت وبينت هذه الحقيقة وهي ان هذه الذوات المقدسة يعني النبي الاكرم، علي بن أبي طالب، الزهراء البتول، أئمة أهل البيت، هذه الذوات المقدسة لا يمكن معرفتها على ما هي عليها يعني لا يمكن الاحاطة بحقيقتها ومن هم هؤلاء، هذه قضية اكدها أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). يعني بعبارة واضحة أقول كما ان الله (سبحانه وتعالى) لا يمكن الاكتناه ولا يحيطون به علما كذلك بالنسبة إلى هذه الذوات المقدسة لا يمكن الاحاطة بها علما وهذا ما صرحوا بهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هنا انا اشير لا اقل إلى نص أو نصين في هذا المجال، النص الأول وارد في البحار في الجزء السادس والعشرين الصفحة الثانية هناك الرواية عن الإمام أمير المؤمنين يقول: اعلم يا ابا ذر انا عبد الله عز وجل (امير المؤمنين سلام الله عليه يعرّف نفسه لأبي ذر وابو ذر له من المقام ما له) وخليفته على عباده (اولا في المقدمة اشار إلى هذه الحقيقة يعني لا يتبادر إلى ذهن احد ان هؤلاء إلهة لا سامح الله) لا تجعلونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم، انا ذكرت هذه الحقيقة مرارا قلت ليس معنى هذه الجملة يعني قولوا في فضلنا ما شئتم يعني فليقل اي واحد ماذا يريد لا، هناك موازين هذه قولوا في فضلنا ما شئتم يعني ضمن الموازين القرآنية والروائية والعقلية. المقدم: يعني اهم شيء دون الله. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، لا فقط دون الله لأنّه قد يأتي احدهم ويصفهم بصفة يخرجهم عن الحالة البشرية هذا ليس فضلا لهم لان هؤلاء بشر بلغوا مثل هذه المقامات فإذا أنت جردتهم عن الحالة البشرية صاروا ملائكة إذن ليس لهم هذا الفضل، الفضل لهم انهم بشر بلغوا ولذا تجد القرآن الكريم يقول (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يؤكد على هذه الحقيقة حتى يكون له الفضل وإلا إذا كان ملكا من الملائكة لا يملك لا شهوة ولا غضبا ولا كذا ثم رفعته إلى اعلى الدرجات لا قيمة لذلك ولذا تجد القرآن الكريم يؤكد على مسألة بشرية الانبياء يريد ان يقول ان هؤلاء مع كونهم يملكون ما يملك البشر العادي ولكن بلغوا من المقامات ما ارتفعوا على مقامات الملائكة المقربين. إذن ليس معنى قولوا في فضلنا ما شئتم يعني ماذا تريدون قولوا لا ليس الأمر كذلك وانما هناك ضوابط. التفتوا إلى هذه الجملة قال: لا تجعلونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته، هذا محل الشاهد هذه الجملة المباركة من الإمام، فان الله عز وجل قد اعطانا اكبر واعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب احدكم فإذا عرفتمونا هكذا فانتم المؤمنون، لا اقل انتم لا تستطيعون ان تحيطوا بكنه معرفتنا ولكن هذا القدر تعرفون انكم لا تستطيعون هذا من كمال المعرفة للانسان الذي يوالي ويؤمن بإمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذا النص الاول. النص الثاني قريب من هذا المعنى الرواية تقول: يا سلمان، ذلك الخطاب كان لأبي ذر هنا لسلمان قال: لبيك صلوات الله عليك قال انا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي وايدت بروح العظمة وانما انا عبد من عبيد الله لا تسمونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر. إذن هذه الحقيقة في المقدمة انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت وهو انه كل ما نقوله لا يتبادر إلى ذهن احدنا انه كل هذه مقامات وانتهى كل شيء يعني احطنا بمقامات أئمة أهل البيت أو احطنا بمقامات الزهراء البتول (سلام الله عليها) هذه المقدمة الاولى. المقدمة الثانية إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك والنصوص تؤيد هذه الحقيقة إذن ما هو الطريق من يعرفهم لنا، نحن لا نستطيع ان نعرفهم من انفسنا هذه حقيقة إذن ما هو الطريق لمعرفتهم وهذا أيضاً عندما نرجع إلى الروايات نجد ان هناك تأكيد ان طريق معرفتهم انما يمر من خلال تعريف الله (سبحانه وتعالى) بهم، من خلال تعريف النبي (صلى الله عليه وآله)، من خلال تعريف أمير المؤمنين، من خلال تعريف الإمام نفسه لأنّه ثبتت لنا عصمته إذن يستطيع كل ما يقوله عن نفسه حق لا ريب فيه اما من عند انفسنا نستطيع ان نعرّفهم أو لا نستطيع؟ لا يمكننا ذلك، انظروا إلى هذا النص الوارد في زيارة الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا النص وارد في مفاتيح الجنان الاخوة يمكنهم ان يرجعوا وهي من الزيارات التي فيها مقاطع كبيرة جدا وعظيمة وفيها معارف كثيرة، الزيارة هذه: السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى، الآن الإمام (سلام الله عليه) اي مقام له حتى يستطيع ان ينظر إلى شجرة طوبى في ليلة المعراج الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بلغ عندها، وسدرة المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي يطفى ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) مظهر نوره في عالمنا هو الحجة، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا حجة الله على من في الأرض والسماء. التفتوا جيدا محل الشاهد هذه الجملة انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى الجملة وهذه هي القاعدة الأساسية في معرفة النبي وعلي وأئمة أهل البيت والزهراء البتول: السلام عليك سلام من عرفك بما عرّفك به الله. إذن الطريق لمعرفتهم يمر من أين؟ من الله سبحانه وتعالى، هو الذي لابد ان يعرّفه لنا التفتوا جيدا: السلام عليك سلام من عرفك بما عرّفك به الله ونعتك ببعض نعوتك. إذن كل ما قيل في أئمة أهل البيت وما قيل في الحجة وما قيل في الزهراء فهو بعض نعوتهم بعض صفاتهم بعض مقاماتهم: ونعتك ببعض نعوتك التي أنت اهلها وفوقها. التفتوا إلى النص، النص عظيم جدا يقول كل ما ورد في بيان مقامات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذه بعض نعوتهم وبعض مقاماتهم التي هم اهلها وفوقها وهذا الذي قال عنه الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قبل قليل بأنه لا يبلغ احد كنه معرفتنا ولو معشار العشر، هذه هي المقدمة الثانية. إذا اتضحت هاتين المقدمتين انا بودي واقعا ان اتكلم بناء على هذين الاصلين الأصل الأول والاصل الثاني يعني الأصل الأول الذي لا يمكن الاحاطة بمعرفتهم واكتناه معرفتهم والاصل الثاني ان الطريق يمر من خلال تعريف الله (سبحانه وتعالى) أو النبي الأكرم أو علي (سلام الله عليهم) وهكذا، بناء على هذا يمكن واقعا ان يقال ولو بنحو الإجمال كما هو اجمالا واقعا انه يمكن ان يكون الآن إذا بعض الاخوة وبعض المشاهدين أيضاً من اصحاب القلم ومن اصحاب التأليف واقعا انه هذا الذي اشير إليه هو فهرسة وهيكل لكتاب يمكن ان يكون عن الزهراء (سلام الله عليها) ممكن ان نقسم مراحل حياة الزهراء (سلام الله عليها) إلى اربع مراحل. المرحلة الأولى: مرحلة وجودها قبل هذه النشأة لأنّه نحن نعتقد بأن هذه الوجودات المقدسة كان لها وجود قبل ان تأتي إلى عالمنا هذا والنصوص تكلمت عن ذلك بشكل تفصيلي. المرحلة الثانية: مرحلة كيفية انعقاد نطفتها المباركة وولادتها وهذه المرحلة يعني في خصوص هذه المرحلة نحن لا نجد ان رواية من الروايات تكلمت عن احد من الانبياء والاوصياء كما تكلمت عن الزهراء (سلام الله عليها) يعني أنت انظر نحن لا يوجد عندنا أفضل من خاتم الانبياء والمرسلين نحن لا يوجد عندنا تفاصيل عن كيفية انعقاد نطفة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولكنه هناك روايات مفصلة عن كيفية انعقاد نطفتها وكيفية حديثها مع امها وكيفية ولادتها وغير ذلك من التفاصيل وهذه من مختصات سيدة نساء العالمين الزهراء البتول (عليها أفضل الصلاة والسلام). الثالثة: حياتها هنا يعني وهي في هذا العالم ما هي الدرجات التي وصلت اليها في قوس الصعود ان صح التعبير ما يتعلق بالمقام الأول أو المرحلة الأولى والمرحلة الثانية يرتبط بقوس النزول لأنّه كما تعلمون اي واحد منا انا لله وانا إليه راجعون، في قوس النزول يمكن ان نضع المرحلة الأولى والمرحلة الثانية يعني حياتها ما قبل هذه النشأة مقاماتها ما قبل هذه النشأة ثم انعقاد نطفتها وولادتها ثم عندما جاءت إلى هذه النشأة نشأة الدنيا الآن بدأت سفرا وبدأت طريقا وبدأت تتحرك للقاء الله (سبحانه وتعالى) وهو المعبّر عنه بالصعود إلى الله أو بقوس الصعود إلى الله وهذا قوس الصعود اخواني الاعزاء مرارا انا ذكرت في هذه الأبحاث يعني المرحلة التي يبدأ الإنسان فيها بالسير والصعود إلى الله لان القرآن الكريم يقول (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) إذن الإنسان يأتي من الله إلى هذه النشأة ثم لابد ان يرجع إلى الله، منه اتينا واليه نعود، هو الأول هو الآخر، انا لله وانا إليه راجعون، في قوس الصعود لابد ان نقف واقعا على ما هي المقامات التي اكتسبتها الزهراء (سلام الله عليها) في قوس صعودها إلى الله في اي مرتبة من المراتب لأنّه ان شاء الله تعالى إذا وسعنا الوقت دكتور سأشير إلى بعض الاسفار السفر الأول السفر الثاني وغيره من الاسفار المعروفة عند العرفاء والحكماء ابين ان الزهراء (سلام الله عليها) اي درجة من هذه الدرجات بلغت. المرحلة الرابعة: كيفية حشرها في الحشر الاكبر، هذه هي المراحل الاربع التي يمكن ان نقف عليها بشكل تفصيلي وفي كل مرحلة من هذه المراحل هناك ابحاث تفصيلية يمكن ان نقف عندها، اما المرحلة الأولى طبعا انا ما ادخل في كل المراحل لأنّه الوقت لا يسع، اما المرحلة الأولى على سبيل المثال في المرحلة الأولى انظروا بأنه الروايات كيف تكلمت عن هذه الحقيقة، في البحار المجلد الخامس عشر الصفحة السابعة انا فقط اكتفي بروايتين في هذا الباب، الرواية الأولى واردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين من قبل ان يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. الآن اعتذر للمشاهد الكريم لا استطيع ان ادخل في شرح الرواية ان المراد من الاعوام ما هي هنا، هل المراد السنين المادية وهي قبل خلق السماوات والارض ذلك بحث آخر، السائل معاذ بن جبل: قلت فأين كنتم يا رسول الله إذا كان قبل خلق السماوات والارض إذن اين كنتم انتم؟ قال: قدام العرش إذن كانوا هؤلاء مقامهم اين؟ في عرش الله سبحانه وتعالى العرش الذي عبّر عنه القرآن الكريم فقط انا اريد ان ابيّن مقام العرش في ذهن المشاهد الكريم، القرآن الكريم يقول (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) إذن القرآن يبين ان الكرسي يسع السماوات والارض، الرواية واردة عن طريق الفريقين ان نسبة الكرسي إلى العرش كنسبة الدرهم الملقاة في الفلاة انظروا إلى عظمة العرش، إذا كان الكرسي يسع السماوات والارض إذن فما ظنك بالعرش، هؤلاء كان مقامهم عند العرش ليس عند الكرسي ولذا الآن انا قلت ما اريد ان ادخل في التفاصيل لأنّه إذا دخلنا في التفاصيل اخواني واقعا حلقات لا تكفينا لشرح رواية واحدة من الروايات الواردة في هذا المقام، قال: قدام العرش نسبّح الله ونحمده ونقدسه ونمجده، قلت على اي مثال؟ قلت اشباح نور حتى إذا اراد الله عز وجل ان يخلق صورنا (يعني اجسادنا في هذا العالم) صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم اخرجنا إلى اصلاب الآباء وارحام الامهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر. هذه الرواية الأولى الواردة في البحار المجلد الخامس عشر صفحة (7) الحديث السابع باب بدء خلقه وما يتعلق بذلك لا تبين لنا بأنه أساساً الله سبحانه وتعالى خلق هؤلاء الخمسة في عرض واحد يعني هو بيده خلق محمد (صلى الله عليه وآله) ثم خلق عليا ثم خلق فاطمة ثم خلق الحسن والحسين أو بطريقة اخرى؟ قلت في البحث السابق قلت بأن الرواية الأولى بينت بأن الله سبحانه وتعالى خلق هؤلاء الخمسة اصحاب الكساء، في النصوص توجد هناك خصوصية لاصحاب الكساء الخمسة الذين وضعهم رسول الله في آية التطهير تحت الكساء. الرواية الثانية واردة عن النبي أيضاً عن سلمان، قال يا سلمان فهل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة بعدي؟ فقلت الله ورسوله اعلم، قال يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فاطعت، التفتوا جيدا إذن اول ما خلق من؟ نور نبيكم (صلى الله عليه وآله) وهذا الذي وقفنا عنده إذا تذكرون دكتور في حلقات مفصلة اول ما خلق نور نبيكم، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) خلق بلا واسطة الله سبحانه وتعالى هو الخالق لنوره (صلى الله عليه وآله) ولكن التفتوا إلى النص ثم يقول: وخلق من نوري عليا وهذا يكشف من ان عليا (سلام الله عليه) خلق بتوسط رسول الله فهو وارث رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا الذي قلناه حتى في ذلك العالم يعني الاصالة للرسول الأعظم والوراثة لعلي. وبعبارة أخرى ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو واسطة الفيض بالنسبة إلى نور أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، المشاهد الكريم فليلتفت ثم قالت الرواية: وخلق من نوري ونور علي فاطمة، فاذن فاطمة هو الزواج هو النكاح الواقعي بين نور علي ونور (صلى الله عليه وآله). المقدم: زوج النور من النور. آية الله السيد كمال الحيدري: هذا بحث آخر، احسنتم، هذا في الدنيا الآن نحن نتكلم في عالم الملكوت في عالم الغيب هناك احكام النور لها احكام أخرى قوانين أخرى خصائص أخرى الآن لا ندخل فيها تفصيلا فقط اشارة اشير اليها ثم قالت الرواية: وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين. إذن واسطة الفيض بالنسبة لفاطمة رسول الله وعلي، واسطة الفيض بالنسبة إلى الحسن والحسين رسول الله وعلي وفاطمة، ومن الواضح ان الحسن والحسين أفضل من باقي الانبياء اللاحقين ومن هنا تجدون بأن الروايات قالت بأنهم نحن حجة الله عليكم وفاطمة حجة الله علينا، لماذا؟ لان هي واسطة الفيض بالنسبة إلى باقي الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذا كان بودي حتى ابين أساساً عندما قلت المرحلة الأولى هذه المرحلة الأولى تتكلم تفصيلا عن مقامات الزهراء وعن نور الزهراء وما هو درجتها في عالم الملكوت وفي عالم الغيب. تعالوا معنا إلى المرحلة التي هي في هذه الدنيا، واقعا فيما يتعلق بهذه الدنيا ومقاماتها في قوس الصعود البحث مفصل جدا انا لا اريد ان ادخل فيه تفصيلا إلا بنحو الإشارة حتى بحثي في هذه المقدمة لا يخلو من مثل هذه الاشارة، إذا يتذكر المشاهد الكريم انا قلت هذه الحقيقة ان طريق معرفتها (سلام الله عليها) انما يمر من خلال تعريف الله سبحانه وتعالى، وان المعرفة يمكن ان تكون اكتناهية واحاطية أو لا يمكن؟ قلنا أيضاً هذا غير ممكن، إذن ما هو الطريق؟ الطريق هو من خلال معرفة اسمائها وهذه بودي ان اشير إلى مقدمة ولو مختصرة. الله سبحانه وتعالى ما هو الطريق لمعرفته، لا يوجد طريق لنا لمعرفة الله الا من خلال اسمائه وصفاته يعني الله سبحانه وتعالى لو لم يتسم بأي اسم من اسمائه هل يمكن معرفته أو لا يمكن؟ لا يمكن، ولله الاسماء الحسنى، من طريق الاسماء يمكن معرفته عندما نقول قادر يمكن معرفته، عالم يمكن معرفته، حي، رازق، معطي، مانع، باسط إلى آخره، الله سبحانه وتعالى يقول إذا اردتم ان تعرفوا فاطمة فاعرفوها من الاسماء التي انا سميتها وهذه عجيبة هذه الخصوصية وهي ان هذه الاسماء اسماء سمى الله بها سيدة نساء العالمين وهذه نقطة اساسية بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها وروايات متعددة في هذا الباب انا انقل رواية واحدة في هذا المجال وهي الرواية الواردة في عوالم العلوم والمعارف للبحراني الاصفهاني في الجزء السادس صفحة (23) الرواية هكذا، الرواية عن عبد العظيم الحسني عن يونس إلى آخره قال: قال ابو عبد الله الصادق لفاطمة (عليها السلام) تسعة اسماء عند الله (عز وجل), إذن من الذي سماها بهذه الاسماء؟ الله سبحانه وتعالى، فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء. هذه تسعة اسماء ثم انا بودي ان المشاهد الكريم واقعا إذا اراد ان يقف على قطرة من معارف من مقامات الزهراء فليرجع إلى النصوص الروائية كل واحد من هذه الاسماء التي سميت بها فسرت بتفسيرات متعددة لماذا سميت سيدة نساء العالمين بانها فاطمة، لانها فطمت ذريتها من النار، فطمت شيعتها من النار و.. والى غير ذلك، لماذا سميت الزهراء؟ لانها كانت تضيء للملائكة، كانت تزهر للملائكة، كانت تزهر عندما تقف في محرابها. لماذا سميت المباركة؟ لانها من نسلها كان الائمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهكذا النصوص مولانا بشيء عجيب وتفصيل وايضا هذا المعنى نحن لا نجده لا في نبي ولا في وصي يعني انه يذكر كل اسم ثم تذكر خصوصيات ذلك الاسم يعني لماذا سمي بهذا الاسم للخصوصيات الكذائية اولا ثانيا ثالثا رابعا، ولذا تجدون الرواية مباشرة بينت قال السائل: ثم قال (عليه السلام) اتدري اي شيء تفسير فاطمة؟ قلت اخبرني يا سيدي، قال فطمت من الشر. هذا واحد من تفسيرات فاطمة وهناك تفسيرات اخرى، إذن واقعا انا انصح المشاهد الكريم إذا كان بصدد المطالعة أو بصدد الكتابة عن هذه الحقيقة فليذهب خلف هذا النهج وهو ان يأخذ كل اسم من اسماء الزهراء (سلام الله عليها)، طبعا انا عندي مجموعة من المحاضرات تكلمت عن المحدثة عن الطاهرة عن سيدة نساء العالمين عن.. إلى غير ذلك، هذه كلها واحدة واحدة الروايات بينتها بشكل تفصيلي والآن لا يوجد وقت للاشارة اليها، ما اريد الإشارة إليه في هذه الليلة وهو انه اريد ان اقف عند نقطة واحدة من مقاماتها (عليها أفضل الصلاة والسلام) وهي التي عبرت عنها الروايات بانها الراضية والمرضية وهي التي عبّرت عنها نصوص متواترة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضب فاطمة؟ هذه الروايات التي هي متواترة تقريبا من ناحية المضمون بالسنة مختلفة ومتعددة واردة هذه الروايات واقعا ليست بصدد فقط اثبات ان الزهراء (سلام الله عليها) معصومة، نعم لا إشكال ولا شبهة أن الزهراء (سلام الله عليها) معصومة لانها هي أيضاً مشمولة لقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) هي مشمولة لحديث الثقلين: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهي من العترة وبتعبير الالوسي في تفسيره وهي سيدة العترة، سيدة العترة لا انها من العترة. إذن انا اتصور بأن القضية فيها عمق اكبر من انها تريد هذه الرواية ان تبين عصمة الزهراء (سلام الله عليها)، طبعا هناك ابعاد سياسية لهذا النص لأنّه إذا كان رضا الله في رضاها إذن من رضيت عنه له حساب من غضبت عليه له حساب الآن لست انا بصدد البحث الكلامي ان صح التعبير ولا البحث السياسي لهذه الجملة أو لهذا الحديث الوارد عن النبي (صلى الله عليه وآله) وانما اريد ان اشير ان صح التعبير إلى القراءة العرفانية لهذا النص الوارد عن النبي (صلى الله عليه وآله). اخواني الاعزاء بنحو الإجمال في دقائق لان الوقت لا يسع اريد ان ادخل في بحثي الاصلي، اخواني الاعزاء في كتاب (من الخلق إلى الحق) بينت ان الإنسان عموم الناس هم في نوم ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا. ولكن عندما أقول نوم ليس المراد النوم المادي وانما النوم المعنوي يعني لم تحصل لنا يقظة ولذا ذكروا في اول مراتب درجات السلوك هو اليقظة يعني ينبغي الإنسان ان يستيقظ، ما معنى يستيقظ؟ يعني ان يبدأ سفره إلى الله سبحانه وتعالى، ان يبدأ بالصعود إلى الله (سبحانه وتعالى) وإلا إذا لم يبدأ هذا السفر فلهذا القرآن الكريم يقول ( أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ) يشير إلى هذه الحقيقة ان هؤلاء صحيح بشر ولكنهم باطنا والصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان كما يقول الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة إذن ظاهره ظاهر انساني ولكن واقعه حياته حياة نفس الآمال ونفس الخوف والرجاء والطلب وكذا عندما تنظر اليها تجد انها كلها امور مرتبطة بهذه الدنيا أو خطوة ما وراء هذه الدنيا إذن ما هي المسيرة الحقيقية؟ المسيرة الحقيقية ان يبدأ الإنسان السفر إلى الله (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)، (يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ) هذه إلى ربك يعني صعود، أو "تعالوا" تعالوا يعني اصعدوا اليّ، (مَنْ أَنْصَارِي إلى اللَّهِ) يعني عيسى يطلب حتى يذهبون سفرهم إلى الله (سبحانه وتعالى)، من هنا ذكر العرفاء ان الاسفار اربعة، السفر الأول هو السفر من عالم الدنيا والعلائق الدنيوية للسفر إلى عالم الغيب وعالم الملكوت السفر من الخلق إلى الحق (سبحانه وتعالى)، الآن ما ادخل في التفاصيل لأنّه في كتاب من الخلق إلى الحق انا بينت تفاصيل يمكن المشاهد الكريم ان يرجع إلى ذلك، طبعا هذا لا يحصل إلى للاوحدي من الناس ثم عندما يصل هذا الإنسان السالك إلى مقام السفر الثاني هذا السفر الذي يعبّر عنه أمير المؤمنين: اه من قلة الزاد وبعد السفر. هذا يا سفر الإمام يتكلم عنه سفر مادي لو سفر معنوي؟ من الواضح ان الإمام لا يتكلم عن سفر مادي وانما يتكلم عن السفر المعنوي، هذا السفر الثاني المعبّر عنه في كلماتهم بسفر الولاية، يعني ان الإنسان عندما يصل إلى الغيب عندما يصل إلى الملكوت عندما يصل إلى باطن هذا العالم لا ظاهر هذا العالم هناك يبدأ بأن يتخلق بالاخلاق الالهية، يعني ماذا يتخلق باخلاق الالهية؟ يعني انه يكون شيئا فشيئا بصيرورة بحركة جوهرية عبروا ما شئتم يبدأ بالصعود لان يكون نموذجا تتحق من خلاله الاسماء الالهية، يكون مظهرا من مظاهر الاسماء الالهية، حتى اضرب مثال للمشاهد الكريم افترضوا ملك الموت، ملك الموت هو مظهر لاسم الله المميت الله (سبحانه وتعالى) يحيي ويميت ولكنه ملك الموت وصل إلى مرحلة صار هو مظهر المميت أو ابراهيم (سلام الله عليه) اراد ان يصل إلى مظهر ان يكون مظهر الاسم المحيي (ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا) يعني انه وصل إلى مقام يستطيع ان يفعل فعلا هو فعل الحق (سبحانه وتعالى) لان الاحياء والإماتة بيد الله (سبحانه وتعالى) ولكن ملك الموت وصل إلى هذه الدرجة، ابراهيم الخليل وصل. إذن الإنسان في السفر الثاني الذي هو السفر من الحق إلى الحق بالحق ولا ادخل في شرح هذا الاصطلاح ولكنه هنا يبدأ الإنسان بأن يتخلق بالاخلاق الإلهية هنا في هذا السفر يوجد هناك باصطلاح العرفاء قربان، القرب الاول، قربان تثنية للقرب، القرب الأول قرب النوافل والقرب الثاني قرب الفرائض، أيضاً لا ادخل في التفاصيل ولكنه اريد ان أقول ان الزهراء البتول (سلام الله عليها)، طبعا قرب الفرائض اعظم من قرب النوافل، الزهراء البتول (سلام الله عليها) في السفر الثاني الذي هو السفر المعنوي وصلت إلى مقام قرب الفرائض، ما معنى مقام قرب الفرائض؟ فقط في جملة واحدة أو في جملتين حتى ان شاء الله ندخل في البحث وهو انه الله (سبحانه وتعالى) تارة ان العبد بحسب كمالاته وبحسب رقيه وصعوده يصل ان يكون الله لسانه وعينه: مازال عبدي يتقرب اليّ بالنوافل حتى احبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وكنت بصره الذي يبصر به وكنت عينه وكنت يده وكنت وكنت إذن هذا الإنسان عينه عين الهية، بصره بصر الهية، ينظر بعين الله، هذه النصوص تشير إلى هذه الحقيقة إلى قرب النوافل، عندما يسمع يسمع بسمع الله، عندما يرى يرى بنور الله وهكذا، هذه المرتبة الاولى. إذن انا كما قلت وهو انه أساساً قرب النوافل ان الإنسان يصل إلى مقام يكون الله (سبحانه وتعالى) حتى احبه فإذا احببته كنت عينه التي يبصر بها، ويده التي يبطش بها، واذنه التي يسمع بها، إذن الله يكون عين العبد اما في قرب الفرائض ماذا يصل الانسان؟ يصل الإنسان إلى مقام ان الله إذا اراد ان يرى شيئا يراه من خلال هذا العبد يعني يكون العبد عين الله (سبحانه وتعالى) ولذا ورد في النصوص عندنا: انا عين الله، أمير المؤمنين (سلام الله عليه) يقول: انا جنب الله الذي فرطتم فيه. إذن العبد في المقام الثاني أو في قرب الفرائض يصل إلى ان يكون جارحة من جوارح الحق (سبحانه وتعالى) يعني الله إذا اراد ان يضرب أو يبايع أو يرمي فبيد من يرمي؟ بيد هذا العبد ولذا تجد القرآن الكريم ماذا يقول عن رسوله يقول (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) سؤال هو الذي رمى رسول الله أو الله؟ في الواقع ظاهرا الذي رمى رسول الله ولكن يقول رسول الله صار يدي التي ارمي بها، أو قوله تعالى (يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) هي يد من كانت؟ كانت يد رسول الله ولكن الله يعبّر عنها انها يد الله، التفت فرق كبير بين ان يكون الله يدك وبين أنت ان تصل إلى مقام تكون يد الله (سبحانه وتعالى). المقدم: اطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، يصل العبد إلى مقام ان يكون بمنزلة جوارح الحق (سبحانه وتعالى). سؤال الآن نريد ان نعرف ان هذه الرواية بنحو الإجمال عندما يقول ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضب فاطمة هل هي قرب النوافل أو قرب الفرائض يعني الدرجة الدنيا أو الدرجة العليا، ما الفرق بين قرب النوافل وقرب الفرائض في رضا الله، مرة ان العبد يصل إلى مقام يرضى لرضا الله (سبحانه وتعالى) يعني يجعل رضاه تابعا لرضا الله ويجعل غضبه تابعا لغضب الله سبحانه وتعالى وهذا مقام العصمة يعني إذا وصل الإنسان ان يجعل كل ما يرضاه عنه لرضا الله ويغضب لغضب الله هذه درجة من درجات العصمة، الرواية تريد ان تشير إلى هذه الحقيقة؟ الجواب كلا، التفتوا جيدا الرواية ماذا تريد ان تقول، تريد ان تقول لا ان فاطمة وصلت إلى مقام جعلت رضاها تابعا لرضا الله وغضبها تابع لغضب الله بل وصلت إلى مقام جعل الله رضاه تابعا لرضا فاطمة وغضبه تابع لغضب فاطمة وأين هذا من ذاك، يعني بعبارة أخرى في قرب النوافل رضا فاطمة تابع لرضا الله سبحانه وتعالى وغضب فاطمة تابع لغضب الله سبحانه وتعالى، اما في المقام الثاني وهو قرب الفرائض لا، الله يجعل رضاه تابعا لرضا فاطمة، رضا الله يكون من رضا فاطمة يعني رضاه تابع لرضا فاطمة اي مقام وصلت الزهراء الذي الله سبحانه وتعالى بكل عظمته يجعل رضاه تابعا لرضا عبد من عبيده وعبد من عباده اي مقام هذا، واقعا المقام لا يسع ان اشير هذا مقام الفناء الذي يقول عنه العرفاء ان هذه وصلت إلى درجة من درجات الفناء أساساً إذا رضيت يرضى الله لرضا فاطمة واذا غضبت يغضب الله لغضب فاطمة، ولذا انا اعتقد انه هذا الحديث لابد ان نعبّر عنه بان فاطمة رضا الله سبحانه وتعالى كيف نقول بأنه أمير المؤمنين عين الله، فاطمة رضا الله سبحانه وتعالى. إذن القضية ليست قضية انه الرواية تريد ان تثبت العصمة لا اخواني الاعزاء هذا الفهم الكلامي للرواية وهو صحيح ما فيه إشكال ومفيد أيضاً ولكنه الرواية تريد ان تبين مقاما اعظم من قضية البحث الكلامي وقضية العصمة ونحو ذلك وانما تريد ان تبين ان فاطمة في قوس الصعود في مقاماتها المعنوية في سفرها الالهي في السفر الثاني في السفر من الحق إلى الحق وصلت إلى مقام قرب الفرائض الذي هو فوق مقام قرب النوافل، طبعا هذا البحث يحتاج إلى توسعة وتفصيل ولكنه انا بنحو الإجمال اشرت اليه، الآن إذا مقدار شمة قطرة من معارف ومقامات سيدة نساء العالمين وقفنا عندها عند ذلك نعرف ان أمير المؤمنين (سلام الله عليه) كما ورد في نهج البلاغة الروايات الواردة في مصيبة الزهراء كثيرة جدا ولكن انا اقرأ فقط هذا النص الوارد في نهج البلاغة والسبب باعتبار ان الطرف الآخر والرأي الآخر لا اقل يقبل يقول أين هذا في نهج البلاغة. انظر ماذا يقول أمير المؤمنين وهو ما ورد في شرح نهج البلاغة طبعا الخطبة (195) بحسب هذا الكتاب وإلا بحسب صبحي الصالح الخطبة رقم (202) يقول روي عنه انه قال عند دفن سيدة النساء، هذا تعبير ابن أبي الحديد، فاطمة (عليها السلام) كالمناجي به رسول الله عند قبره السلام عليك يا رسول الله عني وعني ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي. الآن ماذا حدث إذا كانت القضية زوج وذهبت من أمير المؤمنين فامير المؤمنين (سلام الله عليه) تزوج من بعدها، إذن القضية لم تكن قضية انه فارق زوجا فارق ام اولاده، ابدا، فامير المؤمنين (سلام الله عليه) لم يعهد انه قال هذا الكلام في غير هذا الموضع الآن لماذا يقول؟ لأنّه يعرف من هي الزهراء (سلام الله عليه)، الرواية تقول: الا ان لي في التأسي اما حزني فسرمد واما ليلي فمسهد إلى ان يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك ابنتك (محل شاهدي هذه الجملة فليفكر فيها الإنسان المنصف تفكيرا مليا وليتدبر فيها جيدا)، وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها. ليس بتظافر جماعة وليس بتظافر بعض الاصحاب لا لا وانما بتظافر الامة، واي حق كان لها الذي تظافرت الامة على هضمها واقعا كان فدك يعني لاجل الدنيا انه الإمام يقول يا رسول الله اسألها عن فدك ما اعطونها اصلا ممكن ان أمير المؤمنين في تلك الساعة كان في ذهنه لأنّه لم يعط فدك مثلا! يقول: وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها فاحفها السؤال واستخبرها الحال هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر، هذا اي عهد الذي الإمام (سلام الله عليه) يشير اليه. ولذا ابن أبي الحديد في الشرح اولا هذه الجملة تظافر امتك على هضمها لا يشرحها ولا يشير اليها لا من قريب ولا من بعيد. المقدم: لأنّهلا يستطيع تأويلها. آية الله السيد كمال الحيدري: واقعا ماذا يقول فيها، انا فقط اوجه كلامي إلى اولئك الذين يقولون ان ابن أبي الحديد هو شيعي! اين شيعيته، ثم بعد ذلك يقول هذا النص واضح عندما قال الإمام (سلام الله عليه) ولم يطل العهد يعني اشارة إلى النص التفتوا ماذا يقول: يقول واعلم ان الاخبار إلى ان يقول هذه الجملة يقول فان قلت فما هذا الأمر الذي لم ينس ولم يخلق ان لم يكن هو النص على علي أمير المؤمنين، هذا النص الإمام (سلام الله عليه) يشير إلى هذه القضية، قلت قوله اني مخلّف فيكم الثقلين، يقول يشير إلى هذه النقطة ليس انه يشير إلى مسألة الخلافة والإمامة انظروا كيف انه المضمون يحرفوه عن محله، إذن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) بشكل واضح وصريح هنا يشير إلى هذه الحقيقة. المقدم: إذن سماحة السيد ندخل في بحثنا ان شاء الله تعالى وطبعا السؤال الذي يتصدر محور حلقة الليلة هل ان النصوص الروائية تؤيد تلك الأمور التي استظهرتموها من الآية المباركة التي تتحدث عن عصمة اولي الامر. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. في الواقع بانه إذا نرجع إلى الروايات الواردة في هذا المجال انا بودي قبل ان اقرأ الروايات الواردة في هذا المجال وهي عشرات الروايات الواردة والنصوص الروائية الواردة في ذيل الآية في ذيل قوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) فقط اذكر المشاهدين الكريم انه النتائج التي استفدناها أو الأمور التي استفدناها أو الحقائق التي استظهرناها من الآية المباركة يمكن تلخيصها في عدة حقائق: الحقيقة الأولى: ان الاطاعة الموجودة في الآية هي اطاعة مطلقة وليست اطاعة مقيدة وبينا فيما سبق الفرق بين الاطاعة المطلقة والاطاعة المقيدة. الحقيقة الثانية: ان الاطاعة المطلقة تفيد العصمة المطلقة أيضاً يعني إذا كانت الاطاعة مطلقة فهي تفيد العصمة المطلقة وهذا أيضاً بينا كيف ان هناك ترابط بين الاطاعة المطلقة والعصمة المطلقة. الحقيقة الثالثة: ان اولي الأمر في الآية المباركة بمقتضى العطف على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أيضاً تجب طاعتهم المطلقة يعني كما تجب اطاعة الرسول مطلقا تجب اطاعة اولي الأمر أيضاً مطلقا وهذا يكشف انه كما ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) معصوم إذن اولي الأمر أيضاً من المعصومين ويترتب على ذلك هذا الأمر وهو ان هذه الآية لا يمكنها ان تشمل غير المعصوم يعني لا يمكن ان نقول ان المراد بها امراء السرايا لا يمكن ان نقول ان المراد بها الفقهاء، لا يمكن ان نقول ان يراد بها الحكام اعم من ان يكونوا عدول أو غير عدول هؤلاء ليسوا مشمولين بالآية المباركة. الحقيقة الرابعة: الأخرى أو الحقيقة الأخيرة التي استفدناها من الآية ان الأمر في قوله تعالى اولي الأمر لا يختص بالشأن السياسي أو التشريعي وانما يشمل الشأن السياسي والتشريعي والوجودي التكويني أيضاً بالنحو الذي شرحناه فيما سبق هذه هي الحقائق الأربع التي استفدناها من الآية المباركة وانا اتذكر ان المشاهد الكريم يتذكر في ابحاث سابقة نحن ذكرنا ما هو منهجنا في التعامل مع النص القرآني وما هو دور الرواية في النص في فهم الآيات القرآنية، نحن قلنا فيما سبق بأن الروايات نحن لا نعتمدها كأساس في تفسير الآية المباركة وانما نحاول ان نستفيد الحقيقة من الظهور القرآني من الآيات القرآنية ثم نرجع إلى الروايات لنرى ان ما فهمناه هل يمكن تأييده من الروايات أو لا يمكن فإذا وجدنا ان الروايات تثبت نفس ذلك المعنى الذي استظهرناه هذا يوجد لنا الاطمئنان ويوجب لنا الاطمئنان بان ما فهمناه فهما صحيح وليس فهما خاطئا، على هذا الأساس طبعا توجد فقط في تفسير نور الثقلين للحويزي في المجلد الأول في ذيل هذه الآية المباركة من سورة النساء لا اقل هناك نقل ثلاثين رواية في هذا الباب ليس رواية أو روايتين. نحن نحاول ان شاء الله تعالى في هذه الليلة في الدقائق الباقية لنرى بأنه اي مقدار من هذه الروايات لا اقل مهمة الروايات نقرأها، الرواية الأولى عن ابن اذين عن بريد العجلي قال سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) قال ايانا عنى ايؤدي الأول إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ثم قال. التفتوا محل الشاهد هذه الجملة، ثم قال للناس بعد ان امرنا بان نؤدي الامانة كل إمام يؤدي الامانة للإمام الذي بعده هذه وظيفتنا كأئمة ما هي وظيفة الناس، ثم قال للناس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) ايانا عنى خاصة إذن هذه الآية تشمل غير المعصومين أو لا تشمل؟ لا تشمل، هذا المعنى الذي نحن استفدناه من الآية ولو كانت تريد ان تقول كل حاكم اعم من ان يكون عادل أو غير عادل بعد الإمام (سلام الله عليه) لا معنى ان يقول ايانا عنى خاصة. إذن من هنا نستكشف بأن الإمام ليس بصدد بيان المصداق حتى يشمل غيرهم أيضاً مثلا في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ) نحن نجد ان هناك بعض الروايات تقول بأنه على رأسهم أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ولكن هذا من بيان المصداق انا وأنت أيضاً مشمولين بقوله اما هل هذه الآية أيضاً عامة وأهل البيت من مصاديقها أو انها مختصة باهل البيت (عليهم السلام) يعني هل هي من قبيل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ) أو من قبيل ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ)؟ من الواضح ان آية سورة الاحزاب مختصة باهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولاتشمل غيرهم هنا الإمام يقول: ايانا عنى خاصة امر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا. هذه الرواية الاولى. الرواية الثانية الواردة في المقام هذه طبعا الرواية رقم (328)، الرواية الثانية رواية رقم (330) الرواية ينقلها عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة للطوسي هناك يقول الرواية عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر في قول الله (عز وجل) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) قال الائمة من ولد علي وفاطمة إلى ان تقوم الساعة. فاذن واضحة أيضاً تقول ان هذه الآية منحصرة بالائمة من ولد علي وفاطمة. المقدم: لم يقل عليكم حتى تشمل كل من ولي الامر. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، الائمة من ولد علي وفاطمة إلى ان تقوم الساعة. الرواية الثالثة الواردة في المقام وهي الرواية الواردة عن جابر بن عبد الله الانصاري قال لما انزل الله (عز وجل) على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن اولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ التفتوا جيدا ان جابر التفت جيدا إلى ان اولي الأمر لابد ان يكونوا طبقة خاصة لان هؤلاء قرنوا برسول الله قرنوا بالله سبحانه وتعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) إذن لابد ان تكون خصوصية وهذا يكشف ان الأسئلة التي وردت في صدر الإسلام عن هذه الآية كثيرة جدا ولكن مع الاسف الشديد انها حذفت انها عندما احرقت المصاحف عندما منع من كتابة الحديث عندما احرقت السنّة عندما منعوا من تدوين الحديث كان همهم ان يقضوا على هذا التراث على هذه السنّة الواردة من رسول الله وإلا لا يعقل ان القرآن الكريم (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) ثم لا يأتي سائل ويسأل رسول الله يا رسول الله من هؤلاء الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك وطاعة الله سبحانه وتعالى، هذه الرواية تكشف عن انه كانت أسئلة موجودة، يا دكتور انا استغرب أن البعض يقول بانه لا توجد روايات القرآن الذي يقول ( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) يعني هؤلاء كانوا يسألون ما لا يعنيهم فكيف يمكن ان نتصور ان تحدث وتنزل آيات على هذا المستوى من الاهمية ولا يسألون عنها، منطقي هذا! يعني بمنطق الاحداث بمنطق الأمور هؤلاء الذين القرآن الكريم عبّر عنهم ( لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) كانوا يسألون عن كل شيء فلماذا لم يسألوا عن مثل هذه إذن سألوا، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضاً اجاب ولكنه السلطات الحاكمة حذفت كل هذا التراث وقضت على كل هذا التراث. المقدم: احسنتم يعني سماحة السيد هنا أيضاً قضية للتأكيد ما تفضلت به بايجاز اذكرها الحاكم هو سيطاع قهرا فكيف الله يأمر باطاعة الحاكم مهما كان. آية الله السيد كمال الحيدري: باضافة ذلك ان الله سبحانه وتعالى جعلهم عدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ ) وكما هو هنا فقال هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي اولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم النبي (صلى الله عليه وآله) يذكر الاسماء واحدا بعد واحد إلى ان يقول ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في ارضه وبقيته في عباده ذلك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي .. إلى آخره. إذن الرواية صريحة بانها مختصة بالائمة الاثني عشر (عليهم أفضل الصلاة والسلام). الرواية الثالثة الواردة في المقام هذه الرواية، الرواية سمعت أمير المؤمنين يقول احذروا على دينكم إلى قوله ولا طاعة لمن عصى الله انما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر، التفتوا، ولا طاعة لمن عصى الله، يعني لمن يمكن ان تصدر منه معصية الله كيف يجعل طاعته على حد طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله). المقدم: ويأمر بقتالهم ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ). آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. قال وانما امر الله تعالى بطاعة الرسول الرواية صريحة وواضحة تثبت المعنى الذي استفدناه من الآية، ان ما امر الله تعالى بطاعة الرسول لأنّه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية، الله انما امر باطاعته المطلقة لأنّه علم انه لا يأمر بمعصية والا لو كان يعلم ان شخصا قد يأمر بمعصية ولو اشتباها ولو خطأ ولو نسيانا لا معنى لان يأمر باطاعته المطلقة وانما امر بطاعة اولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية. المقدم: وصريح القرآن (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، إذن الرواية أيضاً صريحة في ان الآية المباركة مختصة بالمعصومين. المقدم: سماحة السيد ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة نكمل هذا الحديث لأنّه أيضاً روايات مهمة جدا. آية الله السيد كمال الحيدري: جدا مهمة وتعنينا كثيرا في ذيل هذه الآية، وانا استغرب دكتور ان البعض يأتي على الفضائيات ويخرج ويقول ان هذه الآية المباركة لا تدل على العصمة، ايها الإنسان لا اقل راجع الروايات التي ترى بأن هناك مئات الروايات التي قالت ان هذه الآية دالة على العصمة. المقدم: احسنتم كثيرا. إذن مشاهدينا الكرام نستقبل اتصالاتكم وما لديكم من مداخلات. الظاهر ان لدينا اتصالا سماحة السيد من العراق الأخ حقي تفضلوا. المتصل الأخ حقي من العراق: السلام عليكم. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ حقي من العراق: الله يحفظكم سلامي للسيد كمال الحيدري ورحمة الله وبركاته، سيدنا احب ان اطرح عليكم سؤال، في حلقة سابقة حاولت اتصل لم استطع ان احصل البرنامج، في مسألة دخول الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في مجموعة الستة، مسألة دخول الإمام الا يعطي شرعية لهؤلاء الستة في الحكم؟ المقدم: احسنتم، وصلت الفكرة شكرا. معنا الأخ حسين من العراق، تفضلوا اخ حسين. المقدم: انقطع الاتصال، نعم سماحة السيد إذن لحين ورود باقي الاتصالات، يقول ان الإمام دخل في الشورى الستة؟ آية الله السيد كمال الحيدري: واضح انا اتصور لأنّه الأخ الكريم لو تابع تلك الحلقات قلنا ان الإمام (سلام الله عليه) بعد ان وجد انه بناء من لهم التأثير وهم أهل الحل والعقد في الصدر الأول من الإسلام بنوا على عدم قبول النص من الإمام وانه الإمام غير منصوص عليه (عليه أفضل الصلاة والسلام) من هنا بدأ يتعامل معهم بقاعدة الزموهم بما الزموا بهم انفسهم. يعني الإمام (سلام الله عليه) من اول الأمر صار بناؤه ان يتكلم معهم بالمنطق الذي يقبلون وحيث ان الإمام بنى على هذا فمن الطبيعي انه لابد ان يدخل في الشورى. المقدم: اسففت اذ اسفوا وطرت اذ طاروا. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، لماذا؟ لأنّه هؤلاء بنوا على عدم قبول النص للإمام أمير المؤمنين وإلا لو كانوا يقبلون النص لما جعلوه واحد من ستة. المقدم: احسنتم كثيرا والقرآن الكريم (أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) فهم كرهوا النص. آية الله السيد كمال الحيدري: كرهوا النص إذن لابد ان يتعامل الإمام معهم بمنطق آخر وهو المنطق الذي وافقوا عليه. المقدم: احسنتم، معنا الأخ حمزة من العراق تفضلوا. المتصل الأخ حمزة من العراق: السلام عليكم. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ حمزة من العراق: سيدنا لدي سؤالين إذا سمحت، السؤال الأول هل ان السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي الكوثر المذكورة في الآية (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، والسؤال الثاني ذكرتم في حلقة سابقة ان كل من يدعي الوحدانية نطلق عليه نحن الإمامية لقب مؤمن فهل من يكفّر علماءنا ويدعو إلى قتل شيعتنا هو مؤمن يا سيدي؟ المقدم: وصلت الفكرة، شكرا للاخ حمزة، إذن سماحة السيد بالنسبة للاخ حمزة نبدأ بالاجابة عن اسئلته، السؤال الأول يقول هل السيدة فاطمة هي المقصودة بقوله تعالى (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )؟ آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب أخي العزيز انا مرارا ذكرت هذه الحقيقة قلت لا توجد عندنا رواية تقول ان المراد من قوله تعالى ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) يعني انا اعطيناك الزهراء (سلام الله عليها)، ابدا، المراد من الكوثر في الآية المباركة يعني الخير الكثير ومن مصاديق الخير الكثير هي فاطمة، يعني من اوضح مصاديق الكوثر ما هو كوثر رسول الله؟ كوثر رسول الله من هي؟ هي الزهراء (سلام الله عليها) وذريتها لأنّه هم الخير الكثير إذن فرق بين ان نقول ان هذه الكلمة كوثر يعني مقصود بها فاطمة كما قال محمد مقصودة منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ليس الأمر كذلك، يعني هذه الآية ليس المقصود بها بشكل مباشر يعني الزهراء (سلام الله عليها) ولكن من حيث ان الكوثر في القرآن (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) الذي هو الكوثر مصداقه الاتم هي الزهراء البتول (سلام الله عليها). المقدم: يعني سماحة السيد لعلهم ربطوا بين الأول والآخر. آية الله السيد كمال الحيدري: تصوروا انه المصداق يعني التفسير مع انه ليس الأمر كذلك. المقدم: لقوله (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ). آية الله السيد كمال الحيدري: جيد ولكنه لا دليل من رواية انه المراد هذا المعنى، السؤال الثاني. المقدم: ولو ان الأخ ابا ياسين معنا ولكن بايجاز يقول قضية المؤمن. آية الله السيد كمال الحيدري: أخي العزيز ذكرت في البحث السابق قلت بشرط ان لا ينصب العداء وإلا إذا كان معاديا وينصب العداء خرج عن حد الإيمان، نعم بقي في حد الإسلام وهو عندما يقول اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله، إذا كان قاصرا إذا كان جاهلا إذا لم تقم عنده الحجة اما اولئك الذين يكفّرون هذا معناه (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) هؤلاء لا ينطبق عليهم عنوان الايمان. المقدم: ولا يبغضك الا منافق فهؤلاء منافقون. آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، هؤلاء منافقون باطنا وان اظهروا الإسلام ويعملوا بظاهر الاسلام. المقدم: احسنتم، معنا الأخ ابو ياسين التونسي من غرفة الإسلام الاصيل تفضلوا ابا ياسين. المتصل الأخ ابو ياسين-موقع مركز الإسلام الاصيل: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المتصل الأخ ابو ياسين-موقع مركز الإسلام الاصيل: حياكم الله يا دكتور وحيا الله العلّامة السيد كمال الحيدري وعظم الله اجورنا واجوركم. عندي والله أسئلة كثيرة من غرفة الإسلام الاصيل ان سمحتم لنا نستعرض لكم كل الأسئلة ام كيف يكون. المقدم: اقرأوا الأسئلة بايجاز وما يستطيع سماحة السيد الاجابة عليه يجيب. المتصل الأخ ابو ياسين-موقع مركز الإسلام الاصيل: عندي أسئلة حول فضائل فاطمة وحول غضبها وعندي أيضاً أسئلة حول الآية المباركة، اولا حول فضائل فاطمة هناك اختلاف في ولادة السيدة فاطمة (عليها السلام) وباعتبار ان نطفتها انعقدت من ثمار الجنة هناك من يقول كانت في السنة الثالثة أو قبل الهجرة وبعضهم يقول في السنة السابعة وبعضهم يقول في السنة الأولى والثانية والثالثة وبعضهم يقول بان فاطمة ولدت قبل البعثة، هذا سؤال، السؤال الآخر حول غضب فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وحول عمر فاطمة الزهراء، اما حول العمر يقولون بانه الشيعة يقولون بان فاطمة توفيت ولها من العمر ثمانية عشر سنة واخواننا يقولون بانها توفيت ولها ثمانية وعشرين سنة فما هو سبب الاختلاف. آية الله السيد كمال الحيدري: خارج ابحاثنا الأخ ابو ياسين فلتكن الأسئلة ضمن البحث الذي طرحناه والا ذلك لابد ان نطرح الروايات الواردة في سنها الروايات الواردة في المعراج الآن حاولوا ان تكون الأسئلة ضمن محور البحث. المتصل الأخ ابو ياسين-موقع مركز الإسلام الاصيل: لا بأس عندي سؤال في صلب الموضوع فيما يتعلق بالغضب وفيما يتعلق بقول النبي ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، ونقرأ في الرواية الصحيحة التي وردت في صحيح البخاري في الجزء الرابع صفحة (42) عن الزبير عن عائشة اخبرته ان فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألت أبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما فاء الله عليه، فقال لها ابو بكر ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت ابا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). المقدم: إذن وصلت الفكرة نكتفي بهذا أخي الكريم ابا ياسين شكرا لكم. آية الله السيد كمال الحيدري: هذه النقطة الأخيرة التي ذكرها هذه اشرت اليها في نهج البلاغة. المقدم: معنا من الجزائر الأخ مصطفى، تفضلوا. المتصل الأخ مصطفى من الجزائر: عظم الله اجوركم لاسيما إلى سماحة السيد حفظه الله. آية الله السيد كمال الحيدري: الله يحفظكم. المتصل الأخ مصطفى من الجزائر: مولانا بالنسبة للآية الكريمية حول (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ ) في قضية اولي الأمر منكم لم نجد الآية تكرر اطيعوا الله واطيعوا الرسول... المقدم: أيضاًانقطع الاتصال، بامكانه ان شاء الله في الحلقات القادمة ان يتصل.
آية الله السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الأخ ابو ياسين بانه أساساً ما نقله عن صحيح البخاري هو الذي انا اشرت اليه، وهو ان الإمام (سلام الله عليه) عندما يقول بانه تظافرت امتك على هضمها، واضح ما هو المراد من اولئك الذين حاولوا هضم حقها وحقوقها وقلنا بأنها ليست هي قضية فدك وقضية شخصية وملك شخصي حتى يقال بان الزهراء (سلام الله عليها) كانت مرتبطة بامور دنيوية وانما هؤلاء كانوا يخافون بأنهم لو استجابوا لقضية فدك يعني لو قبلوا وصدقوها في هذه القضية لابد ان يصدقوها في مكان آخر والخلافة وغيرها هذه قضية واضحة من الأمور الواضحة التي هم منعوا هنا تصديقها وطالبوها بالبينة حتى إذا ارادت ان تقول الخلافة أيضاً يطالبوها بالبينة والا لو قبلوا انها الصادقة المصدقة الطاهرة المطهرة التي يرضى الله لرضاها فهي طالبت بالإمامة والولاية لامير المؤمنين (سلام الله عليه) فلم يستمع اليها احد. آية الله السيد كمال الحيدري: انا مرارا ذكرت للاخوة واستميحهم عذرا انه الأبحاث التي تكون خارج بحثنا انا لا اريد اشوش المشاهد الكريم انه اتكلم يمينا ويسارا رجائي ان تكون الأسئلة في محور البحث حتى نستطيع ان نثري البحث في الآية المباركة لعلنا ان شاء الله تعالى إذا تكلمنا عن الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) سنتكلم عن هذه الآية المباركة التي تكلمت عن هذه الحقيقة. المقدم: احسنتم كثيرا، ان شاء الله تعالى، إذن سماحة السيد بقي لنا في حدود دقيقتين إذا كان لديكم خلاصة. آية الله السيد كمال الحيدري: انا في قناعتي بانه الخلاصة التي اريد ان اقولها بشكل واضح وصريح ان هذه الآية المباركة التي وقفنا عندها من الآيات التي تبين عصمة اولي الأمر (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذه الآية حصرا تبين ان اولي الأمر لابد ان يكونوا معصومين واذا كان الأمر كذلك فلا يمكن ان تشمل غير المعصوم بأي وجه من الوجوه سواء كان ذلك الحاكم عادلا أو غير عادل ذلك بحث آخر لكن هذه الآية المباركة مختصة بالمعصومين هذا اولا، ولم يثبت في القرآن غير أهل البيت انهم من المعصومين إذن هذه الآية بضميمة قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) مختصة ان اولي الأمر يراد منها أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). المقدم: احسنتم كثيرا سماحة السيد جزاكم الله تعالى خيرا وان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة أيضاً تبينوا باقي الروايات، اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري على هذا الحضور وعلى هذه المعلومات القيّمة وايضا اشكر الاخوة الكرام على مداخلاتهم وعلى حسن متابعتهم والى اللقاء في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه