سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
2/4/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة استمرار للحلقتين السابقتين وهو: الإمامة الابراهيمية في القرآن الكريم القسم الثالث. مشاهدينا الكرام أيضاً في هذه الحلقة ستسلط الأضواء على عهد الله تبارك وتعالى المتمثل بالإمامة الإبراهيمية والتي هي بعد ذلك إمامة محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله عليه وعليهم اجمعين). تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
المقدم: سماحة السيد في البدء لا بأس ان تقدموا حديث موجز عن ما سبق عرضه في الحلقة السابقة لكي يتواصل المشاهدون الكرام مع موضوع حلقة اليوم.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. يتذكر المشاهد الكريم اننا في الحلقات السابقة أو لا اقل في الحلقتين السابقتين اللتين تحدثنا فيهما عن الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل باعتبار ان نص الآية في سورة البقرة قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) قلنا توجد هناك احتمالات متعددة في المراد من هذه الإمامة وانتهينا إلى النظرية الثالثة التي ذكرت في المقام وهي النظرية التي تعتقد ان النبوة والرسالة لا تستبطن بالضرورة الإمامة السياسية باعتبار ان النبوة والرسالة مرتبطة بمقام البيان والتبليغ ولكنه الإمامة السياسية مرتبطة بالتطبيق والتنفيذ واقامة الحدود الإلهية واقامة الدين في حياة الناس واقامة الدين واقامة الحلال والحرام في حياة الناس شيء وابلاغ وبيان الحلال والحرام للناس شيء آخر كما هو واضح، وذكرنا ان هناك مجموعة من الشواهد الروائية التي تبين هذا المعنى اشرنا إلى بعض تلك الشواهد ومنها هذا الشاهد الذي يقول فيه الإمام: الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، ماذا يحل حلال الله، هل يبين؟ لا، يعني يطبق الحلال يعني يقيم هذه الحدود الإلهية يعني من يتعدى الحدود الإلهية يجد ان هناك من يقف أمام من يتعدى الحدود ولذا قال ويقيم حدود الله، هذه وظيفة الإمامة السياسية، النبوة والرسالة والبيان لا يستبطن الإقامة بيان الحكم للناس شيء وتطبيقه في حياة الناس شيء آخر، البيان بأنه الإنسان افترض إذا افطر في شهر رمضان يجب عليه أو يقام عليه حد هذا شيء واقامة الحد في المجتمع الإسلامي على المفطر عمدا في شهر رمضان شيء آخر، قال: ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله قال الإمام ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة إلى آخره، شواهد قرأناها في هذا المجال، على هذا الأساس قلنا بأن المراد من الجعل في الآية المباركة إذا قبلنا أو فهمنا من الإمامة في الآية الإمامة السياسية يكون المراد من قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يعني اني نصبتك للناس إماما وهذا معناه ان الإمامة السياسية تحتاج إلى جعل والى نصب والى نص من قبل الله (سبحانه وتعالى) ولا اقل على مستوى إمامة ابراهيم الخليل يعني بعبارة أخرى كما ان النبوة والرسالة تحتاج إلى جعل ونص ونصب من قبل الله كما قال في قوله تعالى (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) كذلك الإمامة السياسية التي اعطيت لابراهيم الخليل أيضاً تتوقف على نصب وجعل ونص من قبل الله (سبحانه وتعالى) هذه تقريبا خلاصة ما تقدم الحديث عنه في الحلقتين السابقتين.
المقدم: احسنتم كثيرا ولذا قال واقام الصلاة، اقام الصلاة غير تشريع الصلاة.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، غير بيان الصلاة غير ان الإنسان يصلي اقامة الصلاة واقامة الحدود وحفظ الثغور وحفظ المجتمع الإسلامي ونحو ذلك كما الآن نحن نجد بأنه أساساً المرجعية في الحوزة العلمية افترضوا العلماء والمراجع في الحوزات العلمية ماذا يفعلون، يبينون الحرام والحلال ويبينون الاحكام ويبينون الشريعة ويبينون حدود الله ولكنه من شاء يلتزم ومن شاء لا يلتزم اما إذا كانت الدولة هي المتصدية لتطبيق ذلك يعني هناك فرق بين ان يبين المرجع أو الفقيه الجامع للشرائط ان يبين المسائل في رسالة عملية يقول هذه رسالتي العملية وبين ان يأتي شخص ويتبنى القضاء ويتصدى للقضاء ويتصدى للحكم الإسلامي في المجتمع الإسلامي لتطبيق الحكم الالهي في ذلك المجتمع.
المقدم: ولذا سمي مبسوط اليد.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ما معنى مبسوط اليد؟ هو هذا المعنى يعني هذه من اصطلاحاتنا الحوزوية انه مراد مبسوط اليد يعني يستطيع ما أمر الله به يقيمه في المجتمع وما نهى الله عنه يستطيع ان يقف أمامه ويمنعه في المجتمع ولذا انتم تجدون الآن في مجتمعاتنا تارة ان الاحكام التي تطبق فيها احكام وضعية موضوعة من قبل البشر واخرى قد تكون الاحكام احكام الهية يعني ان المتصدي وان القائم وان الإمام وان ولي الأمر سمه ما شئت تارة يطبق الاحكام القوانين الوضعية واخرى يطبق الإمامة السياسية في المصطلح القرآني هو الذي يقيم الحد الالهي في المجتمع الاسلامي.
المقدم: احسنتم كثيرا، جزاكم الله خيرا سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: طبعا هذه انا أيضاً اؤكد مرة أخرى بودي ان المشاهد الكريم يلتفت يعني إذا ثبتت ان هذه الإمامة هي الإمامة السياسية وانها تحتاج إلى جعل ونص ونصب من قبل الله سبحانه وتعالى فإذا استطعنا ان نثبت وسنثبت ان شاء الله تعالى قرآنيا وروائيا نثبت ان هذه الإمامة الابراهيمية استمرت في ذرية ابراهيم إذن ننتهي إلى ما نحن نعتقده في مدرسة أهل البيت ان الإمامة السياسية تحتاج إلى نص ونصب وجعل من قبل الله سبحانه وتعالى وهذه هي نظرية النص التي تؤمن بها مدرسة أهل البيت، ارجع واكرر لعله لاهمية المسألة اخواني الاعزاء لا يتبادر إلى ذهن احد ان هذه الأبحاث ابحاث مرتبطة بالانبياء السابقين، لا ابدا، القرآن يجري مجرى الشمس والقمر لا معنى لان نقول هذه الآية مرتبطة بابراهيم الآن لا يوجد وقت دكتور انتم اعلم بهذه المسائل وتعرفون جيدا في علوم القرآن عندنا قاعدة الجري قاعدة التطبيق يعني ان الآية إذا نزلت في زمان في مكان في مجتمع في شخص ليس معناه انها منحصرة في ذلك المورد لان المورد لا يخصص الوارد وان التطبيق جار صحيح ان الآية مرتبطة بابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولكن هناك شواهد نص الآية ومن آيات أخرى تقول ان هذه الإمامة استمرت إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها فإذا ثبت ان الإمامة الابراهيمية بالنص والجعل من قبل الله واستطعنا ان نثبت ان إمامة أئمة أهل البيت هي امتداد للإمامة الابراهيمية إذن الإمامة السياسية بعد رسول الله أيضاً تحتاج إلى نص وجعل من قبل الله سبحانه وتعالى وهذا ما تعتقده هذه واحدة من اهم أصول ومباني مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: ولذا بلغها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم قال (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) وهذا ان شاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة ستأتي ان شاء الله.
المقدم: طيب السؤال الآن سماحة السيد هل ان الإمامة عهد بين الله تعالى والإمام أم عهد بين الامة والإمام.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، سؤال مهم واساسي وانا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى محاور البحث التي يطرحها أخي العزيز الدكتور سالم وهي انه أساساً انظروا إلى الآية المباركة الصريحة بعد ان وصل ابراهيم الخليل إلى مقام الإمامة وجعلت له الإمامة الآية المباركة قالت (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) هذا المقام قال ومن ذريتي يعني هذا المقام الذي اعطيك وجعلت لي الإمامة هل توجد في ذريتي أو لا توجد، الآية المباركة ما قالت لا ينال الإمامة الظالمين، ولم تقل أيضاً لا ينال العهد الظالمين وان كان ان قالت كذلك أيضاً تفيد المعنى لان اللام لام العهد ولكن الآية حتى تصرح قالت (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) التفتوا جيدا، الآن قد يقول قائل ما هو المراد من هذا العهد، اطمئنوا اتفقت كلمة المفسرين ان المراد من قوله عهدي هي الإمامة التي قالها الله (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا).
المقدم: وهذا واضح لا يحتاج إلى دليل.
آية الله السيد كمال الحيدري: المهم اريد ان أقول بأنه مع انه واضح لأنّه أنت قد تجد طرفك يقول من قال من المفسرين ان المراد من عهدي يعني الإمامة.
المقدم: لأنّه ردا على سؤال ومن ذريتي.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنت جزاكم الله خيرا وهذه نفس النقطة التي ذكرها الفخر الرازي، الفخر الرازي في ذيل هذه الآية المباركة من سورة البقرة قال (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) جواب لقوله (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) واضح هذا، واضح انه لا ينال عهدي هذا يريد ان يجيب سؤال ابراهيم الخليل وقوله من ذريتي طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى لابراهيم، إذن عندما قال ابراهيم الخليل ومن ذريتي يعني هل ان هذه الإمامة التي اعطيت وجعلت لي هل هي مختصة بي أو انها موجودة في ذريتي أيضاً فاجابه الله فوجب ان يكون المراد محل الشاهد التفتوا جيدا فوجب ان يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة لماذا، يقول ليكون الجواب مطابقا للسؤال إذا لم يكن المراد من عهدي الإمامة لم يكن الجواب واستجابة الله لدعاء ابراهيم لم يكن مطابقا لسؤال ابراهيم ولدعاء ابراهيم وهذا لا ينسجم مع الكلام المتعارف فكيف بكلام الله سبحانه وتعالى، فتصير الآية كأنه تعالى هكذا قال تأكيدا انظروا ما يقول الفخر الرازي فتصير الآية كأنه تعالى قال لا ينال الإمامة الظالمين، سؤال هنا بودي ان المشاهد يلتفت، لماذا القرآن الكريم بدل الإمامة بالعهد ولو كان يقول لا ينال الإمامة الظالمين لكان اوضح واصرح، لماذا لم تقل الآية عندما طلب ابراهيم الخليل الإمامة لذريته قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) قال ومن ذريتي لماذا لم تقل الآية لا ينال الإمامة الظالمين لماذا بدل، الجواب لو كان يبين لسان الآية كان الإمامة لما اتضح ان الإمامة هل هي عهد بين الله وبين الإمام أو انها عهد بين الامة وبين الإمام يعني عقد الاجتماع تكون الآية ساكتة عن ذلك، لو عبّرت الآية اؤكد مرة أخرى التفت جيدا القرآن الكريم اخواني الاعزاء هذه كلمات الله هذا ليس نقل بالمضمون أو نقل بالمعنى أو نقصت قرينة أو زادت قرينة هذه نص الكلمات التي نزل بها امين الوحي على قلب الخاتم هذا اعتقادنا في القرآن الكريم لم ينقص منه شيء ولم يوجد فيه شيء إذن لماذا استبدل التعبير من الإمامة إلى عهدي النكتة لهذه، حتى يبين الله الإمامة لا يتبادر إلى ذهن احد ان الإمامة هي عقد قائم بين الامة وبين الإمام كما تقول بعض النظريات الحديثة في علم الاجتماع السياسي ابدا، وانما ارادت ان تقول ان الإمامة السياسية لابراهيم بل هي عامة في كل الشرائع السماوية ان الإمامة السياسية ليس موكول امرها إلى الناس لينصبوا لانفسهم وليختاروا لانفسهم إماما عليهم لا، وانما الإمامة لابد ان تكون عهد من الله للإمام اختيار من الله للإمام نص ونصب من الله للإمام وهذه نقطة لم تكن تتحقق لو كانت الآية تقول لا ينال الإمامة الظالمين، الآية لا تستطيع ان تقول لا ينال إمامتي الظالمين هذا لا معنى له لكن عندما قال لا ينال عهدي الظالمين إذن يكشف لنا ان الإمامة هل هي عهد بين الامة وبين الإمامة فيختارونه الآن بالشورى أو بأي طريق آخر باهل الحل والعقد أو ان الإمامة عهد الله.
المقدم: جعلناهم أئمة يهدون.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذه استمرار الإمامة التي ان شاء الله تعالى بعد ذلك بحثها سيأتي، إذن السؤال الأول الذي طرحتموه هل ان الإمامة في الآية المباركة هل هي عهد بين الامة وبين الإمام أو انها عهد بين الله وبين الإمام فمن الواضح الآية المباركة قالت لا، هذه من العهود الإلهية فإذا كانت الإمامة عهدا بين الله وبين الإمام تحتاج إلى نص من قبله أو لا تحتاج؟ نحن من اين نعرف ان هذا إمام بينه وبين الله عهد لابد الله سبحانه وتعالى ينص عليه ينصبه يجعله حتى اعرف هذا هو الشخص الذي بينه وبين الله عهد وهذا بيان آخر لاثبات ان الإمامة تحتاج إلى ماذا الإمامة الابراهيمية الإمامة في الآية المباركة هذه الإمامة لا تتحقق بالشورى ولا باهل الحل والعقد ولا بالانقلاب العسكري ولا بأي طريق من الطرق لا طريق لها إلا النص والنصب من قبل الله سبحانه وتعالى وهذا ما نعتقده نحن في الإمامة السياسية في القرآن الكريم، إذن الإمامة السياسية في القرآن الكريم لا تحل إلا بنصب من قبل الله سبحانه وتعالى، من حق المشاهد الكريم ان يسأل هذا السؤال ولعله ان شاء الله تعالى إذا وفقنا في حلقات قادمة باذن الله انا بودي ان اقف عند هذه القضية وهو انه إذا كانت الإمامة بنص من قبل الله سبحانه وتعالى إذن كيف تعتقد مدرسة أهل البيت باقامة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة مع ان الإمام في عصر الغيبة مبسوط اليد أو ليس مبسوط اليد؟ ليست له القدرة على اقامة الحدود فكيف نوفق بين نظرية ان الإمامة هي نص ونصب من قبل الله سبحانه وتعالى وبين انها نجد في عصر الغيبة انها اعطي امرها بيد الامة، الامة تنتخب إماما كما لا اقل في الجمهورية الإسلامية ان الامة لها دور في تشخيص مصداق ولي الأمر والإمام القائم في المجتمع الإسلامي في ايران، هذا ان شاء الله تعالى لعله في الحلقة القادمة باذن الله تعالى اقف عند هذه النقاط.
المقدم: ان شاء الله تعالى، احسنتم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: إذن في جملة واحدة كما قال الفخر الرازي ان الإمامة عهد بين الله وبين الإمام وليست الإمامة عهد بين الامة وبين الإمام يعني ليست هي عقد اجتماع كما يقول (روسو) ولا اي طريق آخر لنصب الإمامة في المجتمع الإسلامي الا من طريق النص والنصب والجعل من قبل الله سبحانه وتعالى.
المقدم: إذنسماحة السيد تبين ما تفضلتم بتفصيله وهو ان الإمامة عهد بين الله تعالى وبين الإمام ولذا اضاف إليه فقال لا ينال عهدي الظالمين.
آية الله السيد كمال الحيدري: والا لو كان لا يريد ان يبين هذه النقطة كان يقول لا ينال الإمامة الظالمين.
المقدم: احسنتم، إذن سماحة السيد قد مع هذا يعني مع ما تفضلتم به مع انه واضح قد يقول قائل هل توجد شواهد تؤيد هذا.
آية الله السيد كمال الحيدري: انا اتصور انه الشواهد الروائية في هذه المسألة فوق حد الاحصاء لان كل النصوص التي تكلمت عن ان الإمامة تحتاج إلى نص ونصب من قبل الله سبحانه وتعالى هذه تدل على انه إذن الإمامة هي عهد الله سبحانه وتعالى، ولذا نجد ان الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعد ذلك التسلسل المنطقي الذي قرأناه في الحلقة السابقة إذا يتذكر المشاهد الكريم الإمام (سلام الله عليه) قال ان الإمامة خص الله (عز وجل) بها ابراهيم الخليل، إذن هذا مقام مخصوص لابراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ثم ابراهيم سرورا بها فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين فابطلت هذه الآية التفتوا إلى النكتة إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، إذن الإمام (سلام الله عليه) فهم من الآية انها مختصة بإمامة ابراهيم ام انها مستمرة إلى يوم القيامة التفتوا جيدا وهذه هي القاعدة العامة التي ذكرناها في اول البحث وهي ان الآيات القرآنية وان نزلت في زمان معيّن في مكان معيّن في قصة معينة في مورد معين في شخص معين في واقعة معينة هذا لا يمنعها من انها فيها قابلية التطبيق ولذا عبّر أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ان القرآن ما مضمون الروايات يجري مجرى الشمس والقمر ثم قالوا ان الآية لو نزلت في شخص ومات ذلك الشخص لماتت الآية إذا لم يكن لها تطبيق قائم مع ان هذا القرآن الله سبحانه وتعالى ما انزله الينا حتى نقرأه لنحصل على الثواب لا ابدا، انزله إلينا نور، انزله إلينا هداية، انزله الينا ليوصلنا إلى الكمال الالهي والقرب الالهي إذن الإمام (سلام الله عليه) فهم من هذه الآية المباركة ان هذه الإمامة هي إمامة مستمرة وليست منقطعة ثم قال فلم تزل في ذريته هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم وقرأنا هذه العبارات فيما سبق ثم التفت ان الإمام (سلام الله عليه) بعد ان يتسلسل هذا التسلسل المنطقي والذي ان شاء الله نحن بعد ذلك نحن سنبين كيف ان الإمام انتقل من نص الآية المباركة التي هي في ابراهيم الخليل ليثبت انها شاملة لذرية ابراهيم الخليل وهم من ذريته غير الظالمين كما اشرنا اليه، قال إذا كان الأمر كذلك فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات إذن الإمام (سلام الله عليه) انتقل ان الإمامة إذن يمكن ان تكون بالاختيار بالشورى باهل الحل والعقد بالانقلاب العسكري بالارث الملكي الملكية القائمة هل ان الإمامة تثبت بهذا؟ الجواب كلا بنص القرآن الكريم لا الملوكية ولا الجمهورية ولا الشورائية ولا أهل الحل والعقد ولا الانقلاب ولا اي طريق للإمامة السياسية في القرآن الكريم الا من خلال النص الالهي والجعل الالهي ولذا بعد لا يتقائل ويقول لنا بانه هؤلاء ولاة الأمر انه يأتي إلى هؤلاء الملوك الذين هم بعضهم ظاهر الفسق والفجور يقول ان هؤلاء هم ولاة الأمر اولي الأمر منكم، ابدا، اولو الأمر اولئك الذين جعلهم الله اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم اولي الأمر الذين طاعتهم طاعة رسول الله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله واي ولي امر الآن يوجد في المجتمعات الإسلامية يمكنه ان يدعي انه من اطاعه مطلقا فقد اطاع الله (سبحانه وتعالى).
المقدم: الا ان يكون معصوما.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم وهذا ما سيأتي بحثه ان هذه الآية المباركة هل تدل على اشتراط العصمة في الإمامة السياسية أو لا، إلى الآن نحن لم نتكلم في هذه النقطة دكتور، ان شاء الله تعالى باذن الله تعالى سنثبت بنص هذه الآية المباركة ان الإمامة السياسية إذا كان طبعا المقصود من الآية هي الإمامة السياسية الآن لماذا أقول إذا كان إذا كان باعتبار ان العلّامة الطباطبائي قدس الله نفسه في (تفسير الميزان) لا يعتقد ان هذه الإمامة هي الإمامة السياسية وانما هي الإمامة بالامر الالهي وله نظريته الخاصة وان شاء الله بعد ذلك ساطرحها التي هي مرتبطة بإمامة وساطة الفيض لا الإمامة السياسية التي هي من الأمور الاعتبارية، بحثها مفصلا سيأتي لأنّه هذه الآية اخواني الاعزاء واقعا لو اردنا ان نكتب فيها كتابا كاملا في مجلد كامل من خمسمئة صفحة لاستطعنا ان نكتب من هذه الآية لانها من الآيات المحورية في بحث الإمامة السياسية في القرآن الكريم حتى اقيد كلامي، الإمامة السياسية لا إمامة أهل البيت، الإمامة السياسية في عموم القرآن لأنّه هذه الإمامة إمامة اعطيت لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) إلى ان يقول فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ثم التفت الإمام يتسلسل الإمام الرضا يقول اتظنون ان ذلك يوجد في غير آل الرسول، الآن قائل يقول يابن رسول الله الآية مرتبطة بابراهيم لماذا أنت وصلت بها إلى آل الرسول؟ اجيب في جملة واحدة وهذا سأثبته أيضاً قرآنيا انه نحن امتداد آل ابراهيم نحن امتداد ابراهيم الخليل نحن ذرية ابراهيم الخليل غير الظالمين، لان القرآن الكريم استجاب له قال (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يعني ذريتك ستنال الإمامة والعهد الالهي ولكن بشرط ان لا يكون من الظالمين، إلى ان يقول رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله وأهل بيته إلى اختيار ... والقرآن يناديهم انظروا إلى استدلالات الإمام الرضا والقرآن يناديهم وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وقال عز وجل (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) هذا هو استدلال الإمام، ثم يستمر الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه، الآن لماذا الإمام (سلام الله عليه) هذا آخر الحديث، لان الإمام بعد ذلك يبين صفات الإمام يقول الإمام (سلام الله عليه) الإمام المطهر من الذنوب المبرء عن العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم نظام الدين وعز المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين التفتوا جيدا، الإمام يجلس في بيته فقط يعطي فتاوى لماذا يكون بوار الكافرين لا يكون بوارا للكافرين لماذا؟ لأنّه افتي ما تشاء ولكن إذا بيده قوة يستطيع ان يقيم حكم الله وحدود الله في الأرض عند ذلك يكون غيظ المنافقين وبوار الكافرين، الإمام واحد دهره لا يدانيه احد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب. هذا هو الإمام الذي اعطي هذه هي الإمامة السياسية هذه شرائط الإمامة السياسية في القرآن الكريم ولهذا بعد ذلك الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) بشكل واضح وصريح يقول فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه، كيف يستطيعون ان يشخصوا ان هذا هو المورد الالهي كيف يستطيعون ان يشخصوا ان هذا معصوم كيف يستطيعون انه هذا واحد دهره، كيف يستطيعون ان يشخصوا انه مبرأ من العيوب والذنوب هذه كلها غير مقدورة لان ليست امور ظاهرية حتى تعرف وانما هي امور معنوية امور باطنية امور ما خلف الشهادة والظاهر إذن تحتاج إلى من يعلمنا بأن هذه الشرائط موجودة في هذا الشخص ثم قال عليه أفضل الصلاة والسلام فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه تعدوا وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء فنبذوه واتبعوا اهواءهم فذمهم الله ومقتهم واتعسهم فقال جل وتعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وقال فتعسا لهم واضل اعمالهم، لأنّه من الواضح كما هو صريح القرآن الكريم (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) هذه صريح الآية انا اتصور ان المشاهد الكريم لا يحتاج ان اوضح وان اصرح ببعض المسائل الآية صريحة ان هناك في صدر الإسلام من شاق الرسول وانشق عن الرسول وانحرف عن الرسول لا اجتهادا اجتهد فاخطأ مع الاسف الشديد لا بل هناك علم من بعد ما تبين لهم الهدى يعني هؤلاء لم يكونوا على جهل لم يكونوا على قصور بل كانوا على علم بتعبير القرآن الكريم (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ) هؤلاء كانوا يعلمون الحق.
المقدم: قالوا بخ بخ لك يابن أبي طالب.
آية الله السيد كمال الحيدري: واقعاً قلت لك لا اريد ان تعرف أنت مزاجي دكتور انا ما ادخل في التفاصيل في مثل هذه المسائل اكتفي بالاشارات وعلى النبيه العاقل ان يتدبر وان يلتفت إلى ما أقول إذن البعض يقول الصحابة اجتهد بعضهم على بعض فقتل بعضهم بعضا فسيدنا فلان قتل سيدنا فلان هذا المنطق لا يقبل عليه القرآن الكريم القرآن يقول ان في صدر الإسلام من هم شاقوا الرسول وانحرفوا عن الرسول لا اجتهادا لا خطأ لا جهلا لا قصورا لا لا .. إلى غير ذلك وانما شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى أو في آيات أخرى جاءهم الهدى، إذن صريح القرآن الكريم انظروا الإمام (سلام الله عليه) الإمامة كانت الآية المرتبطة يعني الاستدلال بدأ بابراهيم الخليل ولكن الإمام انتهى بها إلى ان الإمامة تكون بالاختيار أو لا تكون بالاختيار، ان الإمامة بعد رسول الله يمكن ان تكون بالاختيار بالشورى باهل الحل والعقد والسقيفة أو لا يمكن؟ لا يمكن، وانتم تعلمون بأنه انتم عندما تأتون إلى صدر الإسلام تجدون ان الإمامة كيف عقدت هل عقدت بنص من الله وبجعل ام انها اما عقدت بالسقيفة واما عقدت بنفر واحد الأول يوصي بها إلى الثاني واما عقدت من خلال أو ثلاث أو اربعة أو ستة انفار التي عقدت.
المقدم: أو استيلاء كما فعل معاوية استولى عليها.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاك الله خيرا، وهذا هو الذي الآن نجده أيضاً تعطى له المشروعية من بعض الاتجاهات الإسلامية مع الاسف الشديد، إذن انتهينا إلى هنا ألخص حديثي إذا تسمح لي دكتور وهو انه إذن القرآن الكريم صريح في هذه الآية المباركة ان الإمامة السياسية التي اعطيت لابراهيم الخليل اولا انها مجعولة من قبل الله أي منصوصة اي منصوبة من قبل الله سبحانه وتعالى، وثانيا ان الإمامة السياسية التي اعطيت لابراهيم الخليل عبر عنها القرآن الكريم بانها عهدي يعني ان الإمامة عهد بين الله وبين الإمام فإذا كانت كذلك لا معنى لان يمكن ان ينال احد هذه الإمامة، نعم يريد ان ينال إمامة أخرى لا علاقة لنا بها ايريد الإمامة السياسية المشروعة التي قبلها القرآن (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا) يعني ورضيت لكم الإمامة لابد ان تكون هي عقد بينه وبين الإمام بين الله وبين الإمام لا ان تكون بالشورى ولا ان تكون بالسقيفة ولا ان تكون بأي طريق آخر.
المقدم: لأنّه(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ) الله هو الذي يختار كيف انتم.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم صريح الآيات التي اشرنا اليها وقرأناها.
المقدم: احسنتم سماحة السيد جزاكم الله تعالى خيرا، يعني هنا أيضاً يرد سؤال كيف يوفق سماحة السيد بين ما تفضل ببيانه وبين قول الله تبارك وتعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، في الواقع بانه دكتور إذا تسمح لي بانه انا ابين مسألة أخرى التي انتم أيضاً طرحتموها كسؤال رابع انا أفضل نقف عند هذا البحث حتى اتمم مسألة العهد الالهي وانتقل إلى التوفيق.
المقدم: إذنسماحة السيد نقدم هذا السؤال وهو انه هذا العهد إذا ثبت وقد ثبت انه عهد الله لا عهد بين الناس.
آية الله السيد كمال الحيدري: صريح قال عهدي يعني الله سبحانه وتعالى نسبه اليه، القرآن الكريم دكتور إذا تسمح لي جملة من الأمور ينسبها إلى نفسه قال (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) هذه لا تكون للبشر، هذا معناه انه توجد خصوصية في هذه الروح لم يقل في مكان آخر أو عندما يأتي إلى بيته يقول وان المساجد لله ولكن عندما يأتي إلى البيت الحرام بيتي، إذن هذا معناه انه يفهمك انه توجد هنا خصوصية إذن هنا القرآن الكريم عندما لم يقل عهد لان القرآن الكريم كما تعلمون (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) مضافا إلى انه اوفوا بالعقود كما في اول سورة المائدة إذن تبين هنا توجد خصوصية عندما يعبر عن الإمامة بأنها عهدي يعني يضيفها إلى نفسه ان عهدي (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
المقدم: احسنتم، إذن هو عهد الله، طيب هل هذا العهد يجب الوفاء به والتقيد به والايمان به والالتزام به ام لا انه يجوز أو لا يجوز، يعني قبل ان تجيبوا سماحة السيد على السؤال معنا السيد موسى من غرفة الغدير من امريكا تفضلوا السيد موسى السلام عليكم.
المتصل الأخ السيد موسى من امريكا: المختصين بالبحث يعني من المذاهب الأخرى يقدمون الأسئلة وعندنا رجاء للبرنامج رجاء زيادة وقت البرنامج ولو ربع ساعة، وسلامي لكم وللسيد ولاسرة البرنامج.
المقدم: حياكم الله، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ السيد موسى من امريكا: احد الاخوان يسأل يقول بعض ابناء الائمة ادعو الإمامة هل ادعاءهم كان الإمامة التي هي من الله هل ادعوها هذا السؤال الاول، السؤال الثاني يقول نحتاج من جناب السيد ان يفسر لنا هذه الآية (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) هل يدل هذا ان الإمام علي مؤمن ومعاوية وبالنسبة للإمامة التي طرحتموها يقول ما هو الامتياز الذاتي في ابراهيم وفي الإمام علي (عليهما السلام) الذي جمعه في إمامة واحدة، سؤال آخر يقول حتما النبي كان إماما فهل لها مقاما اعلى من إمامة الإمام علي بن أبي طالب هذا سؤال آخر، يقول الإمامة الإلهية مرتبطة بالذرية من ابراهيم (عليه السلام) كما اوردتم في تفسيركم للآية السؤال هنا يقول هل كذلك تكون الإمامة بالنسبة للائمة الذين يدعون إلى النار هل هؤلاء كذلك ذرية بعضها من بعض، السؤال الاخير يقول وامرهم شورى لو طبقنا هذه الشورى عند الإنسان المتحضر والذي يحترم العقل الا يكون منتخبا بهذه الشورى ذلك الإمام الذي عينه الله وبذلك نجمع ما بين الشورى وبين التنصيب الالهي ويكون على البعدين هو إمام وجزاكم الله خير الجزاء وان شاء الله نتواصل ونشكركم شكرا كثيرا وسلامنا وتحية كل الاخوة في الغدير لكم جناب السيد ولاسرة البرنامج وللمقدم الطيب الذي اغنانا عن كثير من الأسئلة جزاه الله خير، شكرا في امان الله.
المقدم: حياكم الله شكراً جزيلا، جزاكم الله تعالى خيرا، شكراً للاخ الكريم السيد موسى، إذن سماحة السيد اولا السؤال الذي كان قبل الفاصل ثم تدخلون في إجابة الاخ.
آية الله السيد كمال الحيدري: في الواقع إذا تسمحوا لي انا اجيب على ذلك التساؤل وهو انه بعد ذلك ان شاء الله نجيب على بعض الأسئلة ان بقي الوقت، في الواقع هذا التساؤل الذي سألتموه وهو انه قد يقول قائل صحيح ان هذا عهد بين الله ولكنه من قال بأنه يجب الوفاء بمثل هذا العهد الالهي كثير من العهود موجودة الآن عندنا في الفقه التي التي هي فيها ابعاد ابتدائية لا يجب الوفاء بها لماذا أو ماذا تقولون ومن اين تقولون ان هذا العهد الذي هو عهد الإمامة يجب الوفاء به والالتزام بمقتضيات الإمامة السياسية، معنى الوفاء بالإمامة السياسية يعني الالتزام بمقتضيات الإمامة السياسية وبعبارة أخرى يعني طاعة هذا الإمام يعني انه تجب طاعة الإمام من اين تقولون ذلك، في الواقع عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد ان القرآن الكريم بشكل واضح وصريح على نص القاعدة أو أصل القاعدة التي اشرنا اليها مرارا وتكرارا ان القرآن يفسر بعضه بعضا وان القرآن يشهد بعضه لبعض وان القرآن ينطق بعضه ببعض بناء على هذه القاعدة نجد الآية (40) من سورة البقرة تقول (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) إذن آية (125) من سورة البقرة قالت ان الإمامة عهدي، قالت لا ينال عهدي، ثم الآية اربعين من سورة البقرة قالت واوفوا بعهدي يعني اوفوا بالإمامة، لا يقول لنا قائل ان الآية المباركة في سورة البقرة مرتبطة باسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) وهذا قبل قليل مرارا بيناه قلنا ان الآية تجري مجرى الشمس والقمر وإلا إذا كانت هذه الآية مرتبطة ببني اسرائيل فانتهى بنو اسرائيل إذن ماتت الآية المباركة إذن قاعدة الجري والانطباق التي بيّنها أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تقول لنا بأن هذه الآية ليست فقط فيه نعم من مصاديقها بنو اسرائيل لا إشكال على ذلك إذن هذه الآية المباركة بشكل واضح وصريح توجب علينا تأمرنا بالوفاء تأمرنا بأن نفي بعهد الله سبحانه وتعالى وهو الإمامة.
المقدم: احسنتم، معنا الأخ ابو رائد من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ ابو رائد من العراق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو رائد من العراق: مولانا الآيات (89-90) من سورة الانعام هل تدخل في صلب الموضوع هذا.
المقدم: شكراً لكم. معنا الأخ ميثم من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ ميثم من العراق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ميثم من العراق: سلامنا الكثير على سيدنا الجليل السيد كمال الحيدري.
آية الله السيد كمال الحيدري: مرحبا بكم أخي العزيز.
المتصل الأخ ميثم من العراق: سؤالي هو انه كيف تكون الواسطة بين علم الله سبحانه وتعالى وعلم النبي...
المقدم: إذناخ ميثم عاود الاتصال مرة أخرى للاسف الشديد الأخ ميثم لم يصلنا صوته يعني لم يصل الينا بصورة واضحة. نعم سماحة السيد بالنسبة للاخ ابو رائد إذا تودون التعليق على سؤاله، يقول بالنسبة للآية (89).
آية الله السيد كمال الحيدري: الآيات بنحو من الانحاء نعم لها ارتباط ولكن إذا نريد ان نقرأها لابد نقرأ الآيات السابقة عليها لأن الآيات هذه تبدأ من قوله تعالى (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا (الى ان تقول) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (ثم تقول) أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا) نعم بالمنطق الذي اشرت إليه والقاعدة التي اسستها وهي ان القرآن الكريم آياته تنطبق على كل زمان ومكان يعني ليست الآية مختصة بزمان معين بمكان معين بشخص معين بنبي معين ابدا وانما لها قابلية الانطباق ولكن بعد معرفة الشرائط المحيطة حتى نعرف الانطباق من عدم الانطباق.
المقدم: (فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم يمكن الاستفادة منها خصوصا الآية تقول (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) الخطاب موجه إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ).
المقدم: احسنتم كثيرا، لعل الوقت انتهى اخ موسوي، إذن سماحة السيد في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى أيضاً أسئلة الأخ من امريكا، وبقية المحاور ايضا، اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما اشكركم مشاهدينا الكرام والى اللقاء في الحلقة القادمة استودعكم الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.