سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
5/2/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: إمامة كل نبي أفضل من نبوته ورسالته القسم الثالث. في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنتواصل معكم مشاهدينا الكرام في هذا الطرح الذي سبق الحديث عنه في الحلقتين السابقتين ليتبين لكم ما بقي من تفاصيل هذه المسألة وهل ان إمامة كل نبي فيها تفصيل أم انها مطلقة اضافة إلى ان هناك امور تتعلق بالائمة (صلوات الله وسلامه عليهم) وماذا ورثوا من نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله). تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد في بداية الحلقة ان شاء الله تعالى ارجو من جنابكم الكريم ان تقدموا خلاصة موجزة لما سبق عرضه.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بأنه النتائج التي انتهينا اليها في الأبحاث السابقة من مجموعة حلقات يمكن تلخيصها في نقاط ثلاث، النقطة الأولى اتضح من خلال الآيات القرآنية أو من خلال هذه الآية والنصوص الواردة في ذيل هذه الآية ان مقام الإمام غير مقام النبوة والرسالة، ولا يمكن ان نفترض ان قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يعني اني جاعلك للناس نبيا أو اني جاعلك للناس رسولا، هذا المعنى الاول.
المقدم: لأن الأنبياء جميعا يشتركون في هذه الخصيصة.
آية الله السيد كمال الحيدري: مضافا إلى انه قلنا هناك مجموعة من القرائن الداخلية والمضمونية والادبية والروائية تقول بأنه الإمامة انما اعطيت بعد ان كان ابراهيم الخليل نبيا ورسولا. النقطة الثانية التي اريد ان اقف عندها هو انه أساساً ان الإمامة بالضرورة وبالاولوية بينها انها لابد ان تكون أفضل من النبوة ومن الرسالة، وإلا لا يمكن ان الإنسان إذا كان قد حصل المقام الاعلى ان يعطى المقام الادنى لأنّه هو عندما يحصل على الاعلى فهو قد حصل على الادنى أيضاً بالبيان الذي تقدم فيما سبق. النقطة الثالثة التي لابد ان يشار اليها واشرنا اليها في آخر الحلقة السابقة وهو انه المراد من الافضلية ليس المراد ان إمامة كل إمام هي أفضل من نبوة ورسالة كل نبي، يعني بعبارة أخرى عندما نأتي إلى القرآن الكريم عندما يعبّر عن بعض انبياء بني اسرائيل يقول (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) هذا ليس معناه انهم إذا كانوا أئمة فهم أفضل من جميع الانبياء بما فيهم انبياء اولي العزم فيكونوا أفضل من ابراهيم وموسى وعيسى والخاتم (صلى الله عليه وآله) هذا ليس المقصود وانما المراد هذا المعنى وهو اننا إذا قايسنا الإمامة والنبوة والرسالة في شخص واحد فعند المقايسة فان إمامة ذلك الشخص هي اعلى من نبوته ومن رسالته، هذا ما نعتقده، طبعا انا بودي ان المشاهد الكريم يعلم ان هذه القضية هي مورد خلاف بين المحققين من علماء المسلمين، يعني لا يتبادر إلى ذهن احد انه هذه المسألة مسألة فقط مختصة بمدرسة أهل البيت، نحن عندما نرجع إلى كلمات الالوسي في هذا المجال، يعني في الجزء الخامس عشر صفحة (333) هذه عبارة الالوسي، عبارة الالوسي يشير إلى هذا المعنى بشكل واضح ثم إلى ان يقول وان الولاية مطلقا أفضل من النبوة وان كان الولي فلان وهو مردود عند المحققين، نعم قد يقع تردد في نبوة النبي وولايته ايهما افضل، إذن القضية مطروحة في كلمات علماء المسلمين ليست القضية انا اطرحها الآن أو يطرحها بعض العرفاء مثلا الذين تنسب اليهم هذه القضية وانما يقول بأن هذه المسألة مورد تردد مورد بحث بين العلماء انه إذا كان هناك شخص هذا الشخص كان نبيا وكان وليا أو كان نبيا وكان إماما طبعا الولاية يقصدونها هنا الولاية بالمعنى القرآني لا الولاية بالمعنى السياسي أو الكلامي أو الفقهي وبحثه سيأتي، بمعنى آخر المهم شيء وراء النبوة والرسالة، هذا البحث الذي نحن وقفنا عنده هل يوجد هناك بحث بين الاعلام، يقول نعم، نعم قد يقع تردد في نبوة النبي وولايته ايهما أفضل فمن قائل بأن نبوته أفضل من ولايته ومن قائل بأن ولايته أفضل من نبوته، إذن يوجد قولان في المسألة يوجد رأيان في المسألة، نحن من خلال الشواهد والآيات القرآنية ومن خلال هذه الآية ومن خلال الشواهد الروائية انتهينا إلى هذه النتيجة وهي انه أساساً الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل هي اعظم من مقام نبوته ورسالته، الآن إذا تسمحون لي اريد ان آخذ نتيجة عامة، انا اتذكر بأن المشاهد الكريم في الحلقات السابقة يعني كان عندنا ابحاث في ابحاث النبوة هناك اثبتنا قلنا بأنه إذا صار الإنسان نبيا ليس بالضرورة انه هو رسول قد يكون نبيا وليس برسول، ولكن إذا كان الشخص رسولا فبالضرورة هو نبي، لأنّه كل رسول فهو نبي وليس العكس، وليس كل نبي بالضرورة هو رسول، هذا بحث، البحث الآخر الذي هو يرتبط ببحثنا وهو النبوة والرسالة والإمامة ليس كل نبي ورسول بالضرورة انه إمام، قد يكون نبيا ورسولا وليس بإمام كما كان في ابراهيم الخليل فانه قبل ان يقال له (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) كان نبيا وكان رسولا ولم يكن إماماً، إذن وبالعكس أيضاً يصح وهو قد يكون إماما وليس بنبي ولا برسول كما نعتقده نحن في أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، ان شاء الله سيتضح في الأبحاث اللاحقة اننا نعتقد ان هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل استمرت في ذريته (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) إذن استمرت في ذريته ولكن لا تشمل الظالم من ذريته، إذن موجودة في ذريته ولكن حيث ان النبوة والرسالة قد ختمت إذن الإمامة موجودة ولكن لا نبوة ولا رسالة ، هذه نقطة، هذه نتيجة الأبحاث السابقة.
المقدم: قبل ان ننتقل إلى السؤال الثاني سماحة السيد، يعني قد يسأل السائل يقول مثلاً عندنا الرسل غير الانبياء، هل ثبت ان رسولا منهم ليس بإمام، يعني عندنا دليل مثلاً داوود (صلوات الله عليه) وهو من ذرية ابراهيم غير الظالمين.
آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب، نحن في الواقع بأنه هذه القضية نستطيع ان نتكلم فيها بشكل عام، اما بيان المصاديق هذا موكول اما إلى بيان القرآن الكريم واما إلى بيان الروايات، لماذا؟ باعتبار انها ليست هي قضية عقلية حتى نستدل عليها عقلياً وانما هي قضية مرتبطة بنقل اما النص القرآني واما النص الروائي الوارد عن النبي وأئمة أهل البيت، نحن ثبت عندنا ان كل نبي ورسول إذا كان من انبياء اولي العزم فهو إمام بالضرورة، هذا لا شك فيه، يعني نوح وابراهيم وموسى وعيسى والخاتم بالاضافة إلى انهم انبياء ورسل هم أئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، ولكنه باقي الانبياء وباقي المرسلين لأنّه الرسل نحن في أبحاث سابقة ذكرنا ان عددهم (313)، باقي الرسل هل هم أئمة أو ليسوا بأئمة؟ الواقع ان القرآن إذا اشار إلى بعضهم انه إمام قبلنا، إذا لم يشر إليه اشارت الروايات انه بعضه يعني بالاضافة إلى نبوته والى رسالته إذا ثبت انه إمام أيضاً نثبت الإمامة، إذا لم يثبت من خلال النص القرآني أو الروائي فنقول نحن لا نعلم.
المقدم: كما لم يخبرنا باخبار بعض الانبياء اصلاً.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، كما ان منهم من قصصنا عليك ومنهم لم نقصص، بعضهم اشير اليهم وإلا القرآن الكريم لم يشير إلى جميع الانبياء اشار إلى بعضهم.
المقدم: جزاكم الله خيرا، إذن السؤال الثاني سماحة السيد هنا، يعني قد يقول القائل وماذا ورث أهل البيت والعترة الطاهرة من الخاتم (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال مهم، نحن عندما نرجع إلى الروايات الواردة بل الآيات ثم (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) في القرآن الكريم باضافة الروايات وانا بودي ان المشاهد الكريم يرجع إلى هذين الكتابين، كتاب علم الإمام الذي انا نقلت روايات الوراثة وان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ورثوا النبي الاكرم، و(كتاب الراسخون في العلم) الذي خرج لي اخيرا أيضاً اشرت إلى هذا البحث مفصلا هناك، السؤال المطروح، نحن عندما نأتي إلى الخاتم (صلى الله عليه وآله) نعلم ان الخاتم كان نبيا وكان رسولا بل كان خاتم الانبياء والمرسلين، (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) إذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو رسول وهو نبي بل هو خاتم الانبياء والمرسلين، هذه نقطة. النقطة الثانية إذن ماذا ورث هؤلاء من جدهم (صلى الله عليه وآله) العترة وأهل البيت ماذا اخذوا من مقامات جدهم، نحن عندما نرجع إلى انبياء بني اسرائيل كما كانوا يستطيعون ان يرثوا من ابراهيم الخليل مقامات الإمامة أو مقام الإمامة كان بامكانهم ان يرثوا مقام النبوة والرسالة، لماذا؟ باعتبار ان مقام النبوة والرسالة لم تختم بعد، إذن كان يمكنهم ان يرثوا مقام النبوة ومقام الرسالة بالاضافة إلى مقام الإمامة لذا قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ (يعني بعض انبياء بني اسرائيل) أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) ولكن عندما نأتي إلى الخاتم (صلى الله عليه وآله) النص القطعي القرآني والروائي لما اثبت لنا ان النبوة ختمت لا نبي بعدي وان الرسالة ختمت لا رسول بعد رسولنا (صلى الله عليه وآله) إذن هذان المقامان مقام النبوة ومقام الرسالة ختم، إذن لا يمكن وراثة في هذا الأمر هذا الباب يغلق، ولذا نحن في نصوص كثيرة يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: يا علي انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبي. هذه القضية منتهية ولذا الآية التي قرأناها (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) هذا على مستوى النص القرآني، على مستوى النص الروائي التي هي رواية أيضاً مقبولة ومتواترة بين علماء المدرستين يعني مدرسة أهل البيت ومدرسة الصحابة وهي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي. لماذا؟ باعتبار انه هارون من موسى كما ورث منه الوصاية ورث منه النبوة، فهل انه عندما ينزل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عليا منه بمنزلة هارون من موسى في كل المقامات بما فيها النبوة والرسالة، لا، لا نبوة بعدي.
المقدم: ولو كانت بعدي لكنت.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولو كان هناك نبي لكنت، ولكنه باعتبار انه لا نبي بعدي، إذن بهذا البيان القطعي العقلي نستطيع ان ننتهي، البيان النقلي انا في عقيدتي هذا بيان نقلي وان كان يمكن الاستدلال عليه ببعض الوجوه العقلية ولكن الآن ليس حديثنا، ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لم يرثوا من جدهم إلا مقام الإمامة وهذا أيضاً ما قرأناه في رواية أصول الكافي عن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) الآن لا اعيد الرواية حتى لا نأخذ الوقت، ان الإمام (سلام الله عليه) يقول بأنه الإمامة استمرت في الخاتم (صلى الله عليه وآله) وما زال يرثها أهل بيته وعترته واحدا بعد آخر إلى ان انتهت إلى الإمام علي بن أبي طالب ومن بعده إلى قيام الساعة، إذن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ورثوا مقام إمامة النبي لا مقام نبوته ورسالته لانها قد ختمت لانها انتهت لا نبوة لا نبي لا رسول بعدي، ومن هنا نحن نعتقد بيني وبين الله ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم يتعبدون ويتشرعون بشريعة جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اما لو كانت لهم نبوة ورسالة أخرى لكانت لهم شريعة خاصة بهم مع انه ليس كذلك، ولذا نحن نعتقد ان باب التشريع بمعنى انه الإطار العام للشريعة ونزول بشريعة أخرى ونزول بالشريعة الناسخة للشريعة السابقة هذا اغلق بابه وتوقف انتهى بخلاف ما قبل النبي الاكرم، كنا نجد بأنه توجد هناك نبوة نوح وشريعة نوح ولكن قد تأتي شريعة ابراهيم وتنسخها، توجد شريعة ابراهيم تأتي شريعة موسى وتنسخها، توجد شريعة موسى وتأتي شريعة عيسى وتنسخها، أما عندما جاءت شريعة النبي الأكرم بما لها من الاطار العام بما لها من الاسس التي قامت عليها هذه تنسخ إلى قيام الساعة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ام لا تنسخ، لا تنسخ، ولكن هذا لا ينافي انه هناك دوائر من التشريع اعطيت للنبي الأكرم ولأهل البيت ولذا مع اننا نعتقد انا شخصا اعتقد ان النبي له دائرة من دوائر التشريع وان أئمة أهل البيت أيضاً فوض إليهم دائرة من دوائر التشريع ولكن في الاطار العام للشريعة التي جاء بها القرآن الكريم وجاء بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إذن الخلاصة في جملة واحدة هو ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ورثوا من جدهم كل ما يتعلق بمقام الإمامة القرآنية هذا المقام الذي اعطي لابراهيم الخليل ولذريته.
المقدم: احسنتم كثيرا، وقد بينه الرسول (صلى الله عليه وآله) وقال انا مدينة العلم وعلي بابها، وفتح هذا الباب.
آية الله السيد كمال الحيدري: والروايات في هذا الباب فوق حد الاحصاء.
المقدم: احسنتم سماحة السيد شكرا لكم. إذن سماحة السيد انتهيتم من ان أهل البيت (صلوات الله عليهم) ورثوا من الخاتم (صلى الله عليه وآله) مقام الإمامة اما النبوة والرسالة فقد توقفت وختمت. طيب وهنا يرد مثل هذا السؤال هل يلزم من هذا ان إمامتهم (صلوات الله وسلامه عليهم) يعني أهل البيت، فوق نبوته وافضل من نبوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) على اعتبار ان الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، وهذا الذي ادى بالبعض، سؤال أساسي انا لعلّي اوضحه أكثر السؤال قبل ان اجيب، هذا الذي ادى بالبعض ان يتصور ان مدرسة أهل البيت يفضلون ائمتهم على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، هؤلاء عندما قرأوا مثل هذه الحقائق في بعض كتب مدرسة أهل البيت لم يلتفتوا جيدا، فتصوروا انه نحن عندما نقول ان مقام إمامة النبي فوق مقام نبوته ورسالته اولا، ثم قلنا ان أهل البيت ورثوا مقام الإمامة لا مقام النبوة والرسالة ثانيا، ولما كانت الإمامة فوق النبوة والرسالة ثالثا إذن هؤلاء ورثوا ما هو الافضل من النبوة والرسالة، إذن بحسب مقام إمامتهم هم أفضل من مقام نبوة النبي (صلى الله عليه وآله)، هذا هو السؤال وهذه هي الاشكالية، والجواب اخواني، بودي ان يلتفت اليها المشاهد الكريم جيدا هذه الأبحاث فيها بعد واقعاً تحقيقي، فيها بعض الأبحاث عميقة جدا، نحن لا نستطيع ان نشرحها كاملا وإلا لازمه انه في كل ساعة نتكلم عن سؤال واحد وجواب واحد وهذا واقعا حوصلة البرنامج لا تسع لذلك لذا بودي ان يلتفت المشاهد الكريم جيدا لما اقول، اخواني الاعزاء إذا كانت هذه الإمامة ليست هي وراثة من شخص، نعم يمكن ان تكون الإمامة هذه أفضل من نبوة ورسالة شخص آخر، يعني ان أهل البيت لو كانت إمامتهم مستقلة عن إمامة الرسول الأعظم وعن علم الرسول الأعظم ولم يكونوا من ورثته، نعم قد يقول قائل ان هذه الإمامة أفضل من النبوة والرسالة، ولكنه الإمامة على نحوين، إمامة هي بالاصالة وإمامة هي بالوراثة، الإمامة الثابتة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالاضافة إلى نبوته ورسالته إمامة بالاصالة لا انها بالوراثة من احد اما عندما نأتي إلى إمامة أئمة أهل البيت فإمامتهم بالاصالة أم ان إمامتهم بالوراثة؟ بالوراثة، فإذا كانت إمامة أئمة أهل البيت وراثة عن الرسول الأعظم وهذا ما ثبت من كتب الفريقين: علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه الف باب، بعبارة أخرى إمامة النبي تكون هي الأصل وإمامة أهل البيت تكون أصلاً ام تكون فرعا؟ فرعاً، بودي ان المشاهد يلتفت لا أقول انها فرع مطلقا حتى هي فرع على إمامة إبراهيم، لا، لا، إنما هي فرع على إمامة الخاتم (صلى الله عليه وآله)، ومن الواضح هل يمكن ان يزيد الفرع على أصله، هذه أمور وجودية، أمور تكوينية، وليست أمور اعتبارية ليست أمور جعلية، إذا كانت امور وجودية لا يمكن ان يكون الفرع اكبر من اصله، لا يمكن ان يكون الفرع اعظم واعلم وافضل من اصله، فإذا كان الأمر كذلك إذن هذه الإمامة وإن كانت إمامة النبي اعظم من نبوته ورسالته وأهل البيت ورثوا الإمامة ولكن لانها فرع على إمامة النبي فهل يكونون أفضل من النبي أو لا يكونون؟ لا يمكن ان يكونوا أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله)، وبهذا نحن نعتقد بأنه مهما بلغ أئمة أهل البيت من المقامات فهي دون مقام الخاتم (صلى الله عليه وآله) لانها كلها هذه وراثة عن الخاتم (صلى الله عليه وآله)، هذه كلها متفرعة عن كمالات الخاتم عن الكمالات التي انتهى اليها الخاتم (صلى الله عليه وآله)، إذن على هذا الأساس التفتوا جيدا، اعيد القاعدة، اخواني الاعزاء، المشاهد الكريم لابد ان يلتفت للقاعدة، نحن نقول ان إمامة احد لو كانت متفرعة على إمامة ونبوة شخص آخر يستحيل ان تكون اعظم منها، أما إذا لم تكن متفرعة منها يمكن ان تكون أعلى منها ويمكن ان تكون مساوية لها ويمكن ان تكون أقل منها، هذا السؤال لماذا اطرحه؟ باعتبار انه عندنا بحث آخر وهو ان أهل البيت إمامتهم وإن كانت دون إمامة الخاتم ودون مقامات الخاتم ولكن هل هم دون مقامات كل نبي أو قد يكونون أفضل من الانبياء السابقين، ذلك بحث آخر، إذن القاعدة انه لا يمكن لإمام وارث لإمام ونبي آخر ان تكون إمامته أفضل ممن ورثه، ممن كان أصلاً له، وهذا ما يصرح به علماؤنا الاجلاء منهم من الاعلام الذين في هذا المجال هو الميرزا هاشم الأشكوري له تعليقات قيّمة على كتاب (مصباح الانس) هناك في صفحة (25) هذه عبارته، إذا يسمح لي المشاهد الكريم اقرأ العبارة يقول: فظهر ان جهة الولاية (مراد من جهة الولاية يعني الإمامة التي نحن نعتقدها بصددها) اشرف وافضل واكمل من جهة النبوة والرسالة إذا اجتمعت في شخص واحد واذا لوحظت الجهات. إذن في شخص واحد إذا قايسنا بين هذه المقامات الثلاثة مقام الإمامة أفضل من النبوة والرسالة، واذا تأملت فيما ذكرته (يقول الاشكوري) حق التأمل من ان منشأ التقدم والشرافة هو خصوصيات الولاية والإمامة والكمال وشدتها لا تشك (محل الشاهد هذه الجملة) إنّ تقدم النبي والرسول على الولي ليس على اطلاقه وعمومه. يعني ليس كل نبي متقدم على كل إمام، لا، وإنما النبي والرسول متقدم على الإمام الذي من ورثته، إذن عندما نقول ابراهيم الخليل نبي ورسول ليس بالضرورة يكون أفضل من أئمة أهل البيت، لا، وانما هو أفضل ممن؟ من كل من جاؤوا وورثوا علم ابراهيم الخليل، وورثوا مقامات ابراهيم الخليل، يقول ليس على اطلاقه وعمومه بل على الولي الذي يكون من اوصيائه وخلفائه وتوابعه وورثته، إذن على أساس هذه القاعدة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يكون مقدما على ورثته، يكون مقدم على عترته، وهذا ما صرحت به النصوص الواردة قال الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما نأتي إلى هذه الجهة نجد انهم يصرحون بانه واما النبي (صلى الله عليه وآله) فله مقامه الخاص، كلنا قرأنا الرواية من أصول الكافي يتذكر المشاهد الكريم قال: أفنبي أنت، قال: ويلك انا عبد من عبيد محمد. لأنّه هؤلاء كلهم ورثة الخاتم (صلى الله عليه وآله).
المقدم: احسنتم كثيرا، سماحة السيد الظاهر ان لدينا اتصالا، بعد الاتصال ان شاء الله نعود معكم. انقطع الاتصال. إذن سماحة السيد قبل ان ننتقل إلى سؤال آخر أيضاً له صلة بالغة بهذا الموضوع، يعني قد يقول القائل سماحة السيد قال هل يلزم من هذا ان مقام الإمامة الذي ورثه أهل البيت (صلوات الله عليهم) أفضل من نبوته لا من إمامته (صلى الله عليه وآله).
آية الله السيد كمال الحيدري: قلنا لا، ليس كذلك، قلنا بأنه مقام إمامة أهل البيت ليست أفضل من مقامة نبوة ورسالة وإمامة النبي، لان هؤلاء ورثة وهو اصل، هذا مما لا ريب فيه، نعم يبقى بحث آخر واقعا، وانا اتصور انه بذهنكم إلى ذلك البحث وهو انه بالضرورة إذا كان أهل البيت صاروا ادنى مرتبة من الخاتم (صلى الله عليه وآله) فهم ادنى مرتبة من كل نبي ورسول أو لا ملازمة بينهم؟ يعني الآن نحن اثبتنا ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم ادنى من الناحية العلمية ومن ناحية الفضل والقرب الالهي هم ادنى من مرتبة الرسول (صلى الله عليه وآله)، هل لازم ذلك انهم يكونوا ادنى من كل نبي ورسول يعني إذا قايسنا بينهم وبين ابراهيم الخليل، قايسنا بينهم وبين نوح، بينهم وبين موسى، عيسى، أو باقي الانبياء، هل بالضرورة ان النبوة والرسالة لها الفضل على مقام كل إمام ولوكان وصي الخاتم (صلى الله عليه وآله) أو لا ملازمة، السؤال هنا يعني محور البحث هو هذا، هو انه هل توجد ملازمة إذا صار شخص نبيا صار رسولا وبالخصوص إذا كان من انبياء اولي العزم هل بالضرورة يكون أفضل من كل ولي ومن كل إمام حتى لو كان اوصياء وأئمة اوصياء وورثة للخاتم (صلى الله عليه وآله) أو لا، هذه هي مسألة خلافية بين علماء المسلمين، أيضاً واقول لا يتبادر إلى ذهن البعض ان هذه المسألة فقط يطرحها علماء مدرسة أهل البيت، هي مورد خلاف شديد بين علماء المسلمين سواء كانوا من مدرسة الصحابة أو كانوا من مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، ومنشأ هذا الاختلاف ما هو، انا بودي ان اذكر المنشأ القرآني لهذا، منشأ هذا البحث له أصل قرآني، ما هو أصل هذا البحث، أصل هذا البحث جاء في سورة الكهف نحن عندما ننتهي إلى سورة الكهف الآيات (64) وما بعد قال (فَوَجَدَا عَبْدًا) يعني موسى والذي كان معه، لأنّه الآيات كما تعلمون مرتبطة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أو أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا.. إلى آخره) الآيات تقول فوجدا موسى والفتى الذي كان معه (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا - الآن لا ادخل في التفاصيل لان هذا وقفت عنده مفصلاً في كتاب علم الإمام وفي كتاب الراسخون في العلم- قَالَ لَهُ مُوسَى - بعد الخطاب، كان فوجدا يعني موسى والفتى ولكن يظهر ان القضية الآن من المتكلم؟ موسى- هَلْ أَتَّبِعُكَ - إذن ذلك العبد الصالح يكون متبوع، يكون إمام، وهذا يكون مأموم يكون تابع لان الآية صريحة- عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) لا اريد ان اقف عند تفاصيل الآية، أولاً انه يطلب قبول التبعية ليس انه شيء آخر، يقول تقبلني ان اكون تابعاً أو لا تقبلني، أولاً، وثانياً، لماذا؟ حتى تكون أنت المعلم وانا المتعلم (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ)، وثالثا ماذا تعلمني؟ ليس تعلمني كل ما تعلم (مِمَّا عُلِّمْتَ) "مما" تعرفون جيدا تفيد التبعيض، يعني ان موسى كان يستطيع ان يحتمل كل ما يعلمه ذلك العبد الصالح أو لا يحتمل؟ يحتمل بعضه، ولذا موسى لم يطلب من ذلك العبد الصالح ان يعلمه كل ما يعلمه وانما يعلمه مما علّمت وهذا العلم يكون علم فيه الرشد فيه الهداية، التفتوا جيدا إلى الجواب.
المقدم: وموسى كليم الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: ونبي من انبياء أولي العزم، هذا محل شاهدي هذا، إذن التفتوا جيدا هذه الآية إلى هنا انا لا اريد ان ادخل إلى التفاصيل والنصوص الروائية والتفسير، إذن يمكن ان نفترض ان هناك شخصاً هذا الشخص مع انه يوجد عليه نبي من أنبياء أولي العزم هو يكون أعلم منه، هذا نص الآية، والآية لم تقل لنا ان ذلك العبد كان نبيا، عبدا، إذن لا يقول لنا قائل نعم ذلك كان نبيا، أقول هذا بحث من الخارج، بحث الآية لا تقول ان ذلك العبد من عبادنا الذي آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما كان نبيا، الآية تقول كان عبدا من عبادنا آتيناه من لدنا، إذن يمكن بنص الآية بل وقع ذلك لأن الامكان كما تعلمون كما يقال أعم من الوقوع، يمكن ان نفترض ان هناك عبدا صالحا لله ويكون اعلم وافضل من نبي من انبياء اولي العزم، نعم يبقى بحثه وهو انه في زماننا يوجد مثل هذا الإنسان أو لا يوجد، هذا بحث صغروي من حيث المبدأ ومن حيث القاعدة، الآية لا مانع منه، الآن واقعاً لا اريد ان ادخل في تفاصيل هذه الآية المباركة انتم التفتوا جيدا ان ذلك العبد الصالح ماذا يقول لموسى (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) مثل الآن يأتيني تلميذ يقول سيدنا انا اريد ان اتعلم تسمح لي؟ أقول في الواقع تتحمل أو لا تتحمل، التفت ماذا يقول له ذلك العبد الصالح ولم يعترض القرآن الكريم ولم يكذب القرآن الكريم هذه الدعوى، لماذا انك لا تستطيع، التفتوا القرآن يقول (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، التفتوا لماذا لا تستطيع معي صبرا قال (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا)، أساساً أنت مقامك صحيح نبي من انبياء اولي العزم ولكنه اوتيت هذا المقام الذي به تتحمل هذا العلم الذي عندي أو لم تؤت هذا المقام، لم تؤت، التفتوا جيدا انتم في خارج البحث وفي داخل الاستوديو كم مرة سألتموني دكتور، قلتم ما الذي ينقص النبي إذا لم يكن عنده هذا المقام، وهو ان هناك نوع وحقيقة ومجموعة من الحقائق لا يستطيع ان يحتملها كل احد ولذلك يقول ذلك العبد الصالح لموسى وكيف تستطيع وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، أساساً أنت لم تعط تلك القابلية وذلك الاستعداد حتى تستطيع ان تحتمل ما انا مسؤول عنه واستطيع ان احتمله، هذا المعنى الذي فهمته من الآية واقعا عندما رجعت إلى كلمات وروايات علماء المسلمين وجدت ان هذا المضمون بشكل واضح وصريح موجود في كلماتهم، طبعا من علماء الفريقين لا فرق، سواء من مدرسة الصحابة أو مدرسة أهل البيت، انظروا إلى هذه الرواية الواردة في صحيح البخاري، الاخوة الذين يريدون ان يراجعونها، يراجعوها في كتاب التفسير من صحيح البخاري سورة الكهف باب (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا) الحديث (4726) انظروا ماذا يقول، الرواية اخرجها البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من حديث ابن عباس قال حدثني ابن كعب قال: قال رسول الله موسى رسول الله قال ذكر الناس يوما، إلى ان تقول الرواية، قال جئت (يعني موسى يقول للعبد الصالح، رسول الله يقص القصة على اصحابه) لتعلمني مما علّمت رشدا، قال ذلك العبد الصالح لموسى، قال: ما يكفيك ان التوراة بيديك وان الوحي يأتيك يا موسى ان لي علما لا ينبغي لك ان تعلمه وان لك علما لا ينبغي لي ان اعلمه. بل أكثر من ذلك رواية أخرى عن الإمام الرضا قال: اني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا اطيقه. إذن تبين يمكن ان يكون نبيا من انبياء أولي العزم ومع ذلك لا يطيق كل علم، يوجد من هو اعلم منه، يوجد من هو اقدر منه، هذا نص القرآن وببيان علماء المدرستين هم صحيح البخاري وهم تفسير القمي، يعني الرواية الأولى عن الإمام الرضا التي قراناها واردة في تفسير القمي وهذه الواردة في صحيح البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذن نص القرآن الكريم هذا أصل أساسي انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليه، لان البعض يقول يا أخي هذا الكلام من أين تأتون به ان أئمة أهل البيت هم أفضل من الانبياء السابقين حتى انبياء اولي العزم، يا أخي هذا أصل القرآن، القرآن يؤصل له، يؤسس له، انه أساساً نبي من انبياء اولي العزم وكليم الله ومع ذلك يتعلم من العبد الصالح، الآن أقول الخضر لان القرآن لم يقل لنا من هو، فقط بيّن لنا الاصل.
المقدم: جزاكم الله خيرا. سماحة السيد معنا اتصال من الأخ اياد من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ اياد من العراق: السلام عليكم سيدنا.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ اياد من العراق: سيدنا سؤالي (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) آية قرآنية، ولا ينال عهد الله من كان مشركا، ولكن هل ان الإسلام يجبّ ما قبله طبعا يجيز هذه الصفة وهي ان يكون ظالما حال كونه مشركا، أو إذا تاب من ذنب استحق ان يوصف به بالظلم هل ان هذه بعد التوبة وبعد الإسلام يكون قد ازيلت هذه الصفة وهي ان يكون ظالما ولا ينشمل بالآية (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
المقدم: السؤال واضح. معنا الأخ عبد الحسين من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ عبد الحسين من العراق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ عبد الحسين من العراق: السؤال هو حديث ينقل عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) يقول: ما ارسل نبي ولا رسول إلا وآمن بنبوتي وولاية علي بن أبي طالب. فإذا على هذا الحديث يمكن ان يشمل حتى ابراهيم (عليه أفضل الصلاة والسلام) بإمامته وإمامة علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذه من جهة، من جهة ثانية اخذ الميثاق في عالم الذر انه اول من آمن بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو علي فبهذه المرتبة يكون هو قد فاق الانبياء جميعا توضيحكم على هذا سيدنا والشكر الجزيل.
المقدم: ان شاء الله. معنا الأخ ابو زينب من البحرين، تفضلوا.
المتصل الأخ ابو زينب من البحرين: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو زينب من البحرين: عندي مداخلة، اردت ان اثبت لما فتح رسول الله مكة واراد الإمام علي ان يحمل رسول الله.
المقدم: الأخابو زينب إذا سؤال بايجاز تفضلوا حتى نستثمر الوقت، لو تتفضلون بطرح السؤال.
المتصل الأخ ابو زينب من البحرين: فقط مداخلة بسيطة لو سمحت، فاردت ان اثبت ان رسول الله اعظم من أي مخلوق..
المقدم: الظاهر ان الاتصال قد قطع، شكرا جزيلا للاخ أبي زينب، ان شاء الله في الحلقات القادمة يواصل الاتصالات، إذن سماحة السيد بالنسبة للأخ اياد من العراق.
آية الله السيد كمال الحيدري: الأخاياد في الواقع انه هذه المسألة أخي العزيز ان شاء الله انا عرضت لها في كتاب (العصمة) وعرضت لها في كتاب (بحث الإمامة) والآن اشير اليها في جملتين ليس اكثر، وهو انه لابد ان نعرف ان الآية المباركة عندما تقول ان الظالم لا ينال، مراد من الظالم حين ظلمه لا ينال الإمامة، أو من تلبس بالظلم ولو آنا ما في حياته بعد هذا لا يستحق الإمامة، ان شاء الله تعالى سيتضح بأنه لا معنى انه يقال ان احد يطلب الإمامة لذريته الظالم فعلا، وانما يطلب الإمامة لمن لم يقع منه ظلم، وهل يعقل ان ابراهيم يطلب الإمامة لمن هو متلبس في الظلم، إذن هذا الذي يقال ان الإسلام يجبّ عما قبله هذا بحث فقهي وقاعدة فقهية مرتبطة بمحلها ولا علاقة لها بمحل الكلام وان الظلم الذي ذكرت الآية ان الظالم إذا تلبس به لا ينال الإمامة وعهد الإمامة هو الظلم آنا ما ولو آمن بعد ذلك واسلم وصلح ايمانه فانه لا يستحق مقام الإمامة الابراهيمية.
المقدم: احسنتم وهذا ما جبّ الإسلام ما قبله عنه قد يأتم بمن لم يقع منه ظلم اصلا.
آية الله السيد كمال الحيدري: لابد ان يأتم بمن لم يقع منه أي ظلم.
المقدم: وإلا لتساوى النبي وغير النبي ومعصوم وغير المعصوم، احسنتم كثيرا. بالنسبة للاخ عبد الحسين.
آية الله السيد كمال الحيدري: أخيالعزيز هذا السؤال خارج عن محل كلامنا ولكن مع ذلك اشير اليه، وهو انه أساساً انا ذكرت في ابحاث متعددة انه ينبغي ان نفصل هذا الإيمان وهذا آمن برسالتي وبإمامة علي هذه مرتبطة بعالم الملكوت لا بعالم المادة، لا بعالم التكليف، لا يتبادر إلى الذهن بتعبير الأخ هو نفسه بانه مرتبطة بعالم الذر، وإن كان الروايات عبّرت ولكن عالم الذر كاصطلاح ما عندنا، المهم انه هذه القضية مرتبطة هناك وليست مرتبطة هنا، نعم في ذلك العالم اول من آمن بالله (سبحانه وتعالى) وقال بلى هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، واول من صدّق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو علي، ولذا في روايات كثيرة قال صدّقته وآدم بين الماء والطين.
المقدم: احسنتم كثيرا، لعله يشير سماحة السيد إلى قول الله (تبارك وتعالى) (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) حينما خاطب الله الانبياء.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذه مرتبطة بعالم الملكوت لا بعالم الدنيا، يعني نحن لابد ان نميز بين هذين العالمين ولا نخلط احكام هذين العالمين وإلا قد يقول قائل آخر كيف يعقل ان علي بن أبي طالب الذي يأتي في آخر الزمان ولكن يؤمن به ابراهيم الذي قبله بمئات السنين هذا غير معقول، أقول نعم بيني وبين الله في عالم الدنيا أمير المؤمنين زمانا متأخر عن ابراهيم ولا معنى بأن يؤمن المتقدم بالمتأخر انما الكلام في عالم الملكوت المتقدم هو النبي اول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير، فإذا نظرنا إلى ذلك العالم نجد ان المتقدم هو النبي، ان المتقدم هو علي، ان المتقدم هو أهل البيت وان الانبياء هم الذين آمنوا بهم وهم متأخرون عنهم رتبة ووجوداً وشرفا.
المقدم: احسنتم كثيراً، شكرا لكم سماحة السيد، إذن مشاهدينا الكرام اشكركم واشكر باسمكم سماحة السيد آية الله السيد كمال الحيدري ونلتقيكم ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.