سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية
11/12/2008
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) صدق الله العلي العظيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين، ورحمته تعالى ورضوانه على الصحب الكرام الميامين الذين آووا ونصروا وما بدلوا تبديلاً حتى أتاهم اليقين. اسعد الله ايامكم مشاهدينا الكرام بحلول ذكرى عيد الغدير الاغر، ذلك العيد الذي يرمز إلى اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علياً (صلوات الله وسلامه عليه) إماماً للمسلمين وخليفة من بعده، ثم أيضاً نهنئكم بحلول الذكرى الثالثة لقناة الكوثر الفضائية، أيضاً احييكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج (مطارحات في العقيدة) هذا البرنامج الذي حاز على المرتبة الأولى في البرامج الدينية في قناة الكوثر الفضائية وطبعاً بجهود سماحة آية الله السيد كمال الحيدري.
مشاهدينا الكرام عنوان هذه الحلقة: تحليل مضمون واقعة الغدير. مشاهدينا الكرام، لا شك ان يوم الغدير كان يوماً مهماً وكان يوماً مفصلياً في حياة المسلمين ذلكم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يحج حجة الوداع وهو يخاطب امته (صلى الله عليه وآله) فيقول: ايها الناس انما انا بشر واوشك ان أُدعى فأُجيب، الا واني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ثم يقول ألستُ أولى بالمؤمنين من انفسهم، فقالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيدي علي (عليهما السلام) وقال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. إذاً يعني حدث كهذا لابد من الوقوف عنده كثيراً ولابد من تحليل مضامين مثل هذا الحديث وضمن موضوعنا العام موضوع الإمامة في القرآن الكريم، إذاً سنبحث محاور هذه الحلقة بإذن الله تعالى. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً وأُحيي بإسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد وايضاً نبارك لكم عيد الغدير الاغر وايضاً حصول هذا البرنامج المبارك على المرتبة الأولى وهو في الواقع تشخيص دقيق من قبل السادة المشاهدين ويدل على انتفاع الناس من جهودكم القيّمة سماحة السيد. أيضاً سماحة السيد لا بأس الآن ندخل في موضوع حلقة اليوم من برنامج: (مطارحات في العقيدة) وهو كما ذكرنا عنوانه تحليل مضمون واقعة الغدير، في البدء سماحة السيد أُريد من جنابكم الكريم ان تُبينوا الأدوار الأساسية التي أُنيطت إلى مقام الإمامة في مدرسة أهل البيت (صلوات الله عليهم).
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. وانا بدوري أيضاً أُبارك للعالم الإسلامي وخصوصا أتباع مدرسة أهل البيت هذا العيد العظيم الذي يُعبّر عنه في النصوص الروائية كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنهُ أفضل أعياد أُمتي ولعله لم يرد أيضاً في النصوص ما يسمى عيد الله إلا هذا العيد، يعني نحن عندما نأتي إلى الاعياد الأخرى نجد أنه جعلته للمسلمين عيدا، فهو عيد المسلمين، أما عندما نأتي إلى عيد الإمامة والولاية ونصب الإمام أمير المؤمنين للخلافة بعد رسول الله نجد ان الله (سبحانه وتعالى) يعبّر عنه أو النصوص الروائية عبّرت عنه بأنه عيد الله الأكبر، أما ما هي النقطة لعله ان شاء الله في مناسبة أُخرى. في الواقع انه في المقدمة انا بودي أن أعتذر للمشاهدين الاعزاء هذه الفترة مدة الشهر التي غبنا فيها بشكل مباشر عن الاخوة والاخوات وذلك لسفر الحج وما نسينا الاخوة والاخوات من الدعاء هناك، هذا أولاً. وثانياً قبل ان أدخُل في هذا البحث بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هندسة هذا البحث إن صح التعبير، يعني ان الإنسان إذا أراد أن يبني بناء أولاً لابُد أن يأتي المهندس يضع خريطة هذا البناء، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت بأن الخريطة التي بدأنا بها بحث الإمامة في الرؤية القرآنية ان هذه الخريطة كيف بدأت وكيف تسير وما هو السياق العام الذي نحاول ان نسير فيه وما هي النتائج التي نريد ان نأخذها من هذا البحث، منهجة البحث بهذه الطريقة أو سياق البحث بهذا المنهج هو انه أساساً نحنُ أولاً ندخُل إلى البحث القرآني لنرى ان الإمامة لها أصل في القرآن الكريم أو ليس لها أصل في القرآن الكريم، أتصور من الأبحاث السابقة بنحو الإجمال ويأتي بحثه مفصلاً بعد ذلك اتضح ان الإمامة لها أصل قرآني ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )، ( وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )، إذن الإمامة لها أصل قرآني، هذه نقطة، النقطة الثانية ان هذه الإمامة التي لها أصل قرآني هل هي مستمرة حتى في الشريعة الخاتمة يعني في شريعة الخاتم (صلى الله عليه وآله) أو لا، ان شاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة، هذا بعد لم نبحثه، في الأبحاث اللاحقة في الحلقات القادمة سنبين ان هذا الأصل القرآني له استمرارية غير منقطعة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، يعني ليست ظاهرة الإمامة القرآنية كظاهرة النبوة إلا انه لا نبي من بعدي، لا ليس الأمر كذلك، النبوة ظاهرة قرآنية واصل قرآني منقطع الآخر وإن كان له ابتداء ولكنه منقطع الآخر، اما الإمامة القرآنية والولاية القرآنية والخلافة القرآنية سيتضح ان شاء الله تعالى من خلال الحلقات القادمة انها مستمرة ولن تنقطع لأن القرآن الكريم يقول ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً ) وجاعل يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الفعل المضارع الذي يدل على الاستمرارية، كذلك ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) يدل على الاستمرارية، على اي الأحول بحثه سيأتي مفصلاً إذا ثبت وسيثبت بعد ذلك ان الإمامة ظاهرة أو أصل قرآني مستمر وليس منقطعاً، الإمامة ليست منقطعة إذا يأتي هذا التساؤل من هم الائمة وما هي شرائطهم في الشريعة الخاتمة، يعني بعد النبي، يعني من هم الائمة بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، كما في انبياء بني اسرائيل كانوا هناك أئمة ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) كذلك أيضاً للنبي الأكرم أو بعد النبي الأكرم هناك أئمة أيضاً موجودون إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، هذه هندسة البحث، هذه منهجة البحث، بحثنا في هذا اليوم يدخل في هذا القسم في هذه الدائرة وهو انه أساساً ماذا حدث في واقعة الغدير النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ماذا فعل ماذا قال، ماذا اراد ان يبين للامة والذي لم يبينه في المدة السابقة من رسالته، طبعاً لم يبينه هذا البيان العام والاعلان العام وإلا بيّن في مناسبات مختلفة في أكثر من مناسبة وبيان، على اي الأحول إذا اتضح ذلك انا قبل ان اشير إلى بيان ما ذكره الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في واقعة الغدير ومضمون واقعة الغدير واقعاً هذا السؤال الأساسي الذي طرحتموه انه ما هي الادوار التي انيطت إلى الإمامة في مدرسة أهل البيت، يعني في الشريعة الخاتمة ما هي الادوار التي انيطت إلى الإمامة، طبعاً هنا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه النقطة، نحن عندما نقول الإمامة أصل قرآني لا يتبادر عند البعض ان الإمامة أصل قرآني متواطئ بحسب اصطلاح علم المنطق، بمعنى لا يتبادر بذهن احد ان الإمامة التي كانت لابراهيم هي نفس الإمامة التي كانت في قوله ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، كما ان الانبياء والمرسلين يتفاضلون فيما بينهم الإمامة أيضاً فيها درجات تفاضل فيها مفاضلة، يعني لا يتبادر إلى الذهن انها درجة واحدة وانما لها درجات متعددة فكما ان النبوة (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) والانبياء أيضاً فضّل بعضهم على بعض كذلك الائمة يتفاضل بعضهم على بعض سواء على مستوى الإمامة في شريعتنا والإمامة السابقة على ذلك، أو حتى على مستوى الائمة في شريعتنا، يعني نحن عندما نأتي إلى الإمامة الموجودة لابراهيم الخليل والإمامة الثابتة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا ريب ان إمامة الخاتم هي فوق إمامة ابراهيم الخليل، كما ان نبوته ورسالته اعظم وافضل من نبوة ورسالة ابراهيم الخليل، كذلك عندما نأتي إلى الائمة في مدرسة أهل البيت نحن نعتقد ان إمامتهم وخلافتهم ووصايتهم وولايتهم اعلى من الائمة الآخرين الذين ثبتوا في القرآن الكريم، فليقبل مني المشاهد الكريم ان هذه ان صح التعبير فتاوى عقائدية لا فتاوى فقهية، فتاوى عقائدية واثباتها كأصول موضوعة ان شاء الله بعد ذلك سنقيم الدليل القرآني والنصوص المتواترة عليها.
المقدم: عيسى يصلي خلف المهدي، هذا مظهر من المظاهر.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، وهذا مما اتفقت عليه كلمة علماء المسلمين يعني هذه الروايات التي تقول ان عيسى يأتم بالإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذه روايات ليس نقلها مختص بمدرسة أهل البيت، وهذا يكشف عن انه لابد ان يكون أفضل من عيسى، على اي الأحول ادلة كثيرة تثبت هذه الحقيقة من القرآن الكريم ومن الروايات الواردة من طرق علماء المسلمين هذا بحثه ان شاء الله سيأتي لاحقا، إذا لكي تتضح لنا حقيقة واقعة الغدير ومضمون هذه الواقعة المباركة لابد ان نشير أولاً إلى الادوار التي نعتقدها لإمامة أئمة أهل البيت كما في مدرسة أهل البيت، في المقدمة انا اتصور ان المشاهد الكريم يعلم هذه الحقيقة بشكل واضح، نحن قلنا انه توجد هناك رؤيتان بالنسبة إلى الإمامة، الرؤية التي تبنتها مدرسة الصحابة وهذا اوضحناه فيما سبق وبينا بانه هذه الرؤية لا تستند إلا على أو لا تعتقد الا ان الإمامة ليس لها دور الا دور سياسي وادارة لقيادة الامة سياسياً واجتماعياً وادارياً ونحو ذلك، وذكرت بعض الشرائط البسيطة وهناك بعض الموانع التي تمنع هذه الإمامة، اما عندما نجيء ونتجه صوب مدرسة أهل البيت نجد ان الإمامة تأخذ ابعاد أخرى وادوار أخرى ومسؤوليات اساسية انيطت لهذه الإمامة، ولهذا المقام الالهي الذي عبّر عنه في القرآن الكريم ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )، لا يقول لنا قائل سيدنا طبعاً انا في الوسط أقول حتى انه بعد ذلك يأتي بحثه، سيدنا (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) سيدنا هذه مرتبطة بابراهيم لماذا تطبقونها على أئمة أهل البيت، بعد ذلك سيتضح ان هذه الإمامة التي توجد لائمة أهل البيت هي وراثة لإمامة ابراهيم وانها هي استمرار لذلك الخط الاصيل الذي ثبت قرآنيا، يعني كما ان النبي الأكرم هو وارث الانبياء والمرسلين كذلك أئمة أهل البيت هم ورثة إمامة ابراهيم، الكلمة باقية في عقبه إلى آخره والروايات والنصوص الواردة في هذا المجال كثيرة جدا، اما ما هي هذه الادوار، بنحو الإجمال انا استطيع ان أُلخص طبعاً بودي ان المشاهد الكريم أيضاً يلتفت انا لا اريد ان ادخل في البحث التفصيلي ولكن أُبيّن البحث الاجمالي اننا نريد في حلقة واحدة ان نقف على هذه المسألة، الادوار ثلاثة، الدور الأول هو الدور التشريعي، الدور الثاني هو الدور السياسي، الدور الثالث اصطلح عليه بالدور الوجودي، الدور الوجودي الذي اصطلح عليه شخصيا في كتاباتي وفي محاضراتي غير مسألة الولاية التكوينية لا يصير خلط بين الولاية التكوينية وبين الدور الوجودي، الدور الوجودي شيء غير الولاية التكوينية، أو لا اقل اوسع بكثير دائرة وتأثيرة من الولاية التكوينية. قد يقول لنا قائل انه أساساً ما الفرق سيدنا بين الدور التشريعي والدور السياسي، انا حتى ابيّن اقرب هذه الحقيقة إلى ذهن المشاهد الكريم بودي ان يلتفت، تارة ان الشخص يأتي ويبين انه من قام بهذا العمل فعليه الحد الكذائي، يقول بأنه من ملك مالاً بهذا القدر فعليه الزكاة بهذا القدر يعني يشرّع الحكم الشرعي كما انه شخص يرتقي المنبر أو عالم يبين الاحكام الشرعية، هذا هو حد الدور التشريعي يعني بيان التشريعات بيان الاحكام بيان الأمور المرتبطة بهذه المسائل، اما إذا الشخص أو المجتمع تخلّف عن اداء هذه الاحكام هنا بعد لا يقوم الشخص المبين المفتي بتطبيق هذه الاحكام على المجتمع، فرق كبير بين ان يبين حكم الزكاة وبين ان يأخذ الزكاة من الناس، ولذا تجد القرآن الكريم بشكل واضح من جهة يبين احكام الزكاة ولكن من جهة أخرى يقول للرسول الأعظم (خذ من اموالهم صدقة)، من الواضح انه بيان حكم الزكاة هو الدور التشريعي اما (خذ من اموالهم صدقة) هذا بيان دور القيادة بيان دور الإمامة في الامة حتى انه ليس فقط يأمر بالزكاة وانما يأخذ الزكاة بنحو إذا امتنع منها احد يعاقب على ذلك، مرة يأتي المفتي أو المشرّع يبين احكام الحدود في الشرع، يقول الزنا هذا حكمه اللواط هذا حكمه، السرقة هذا حكمه ومرة انه من يسرق يقيم عليه الحد، من الواضح ان الدور الأول دور تشريعي اما اقامة الحد هذا ليس دور تشريعي هذا دور حكومة هذا دور التنفيذي، هذا دور التطبيق، حتى اقرّب المطلب إلى ذهن المشاهد أيضاً مرة أخرى بمثال آخر انظروا الآن في الجمهورية الإسلامية ، في الجمهورية الإسلامية يوجد مقام في الدستور وفي القانون الأساسي وهو مقام ولاية الفقيه، ولاية الفقيه مقام مرتبط بالدور السياسي بادارة الامة بقيادة الامة اما الفقهاء الذين يجلسون في حوزة قم ويفتون الناس هذا مرتبط بالدور التشريعي يعني الذي يشرّع له الحكم إذا لم يرد ان يلتزم به لا يستطيع الفقيه ان يفعل له شيئا، يقول بانه من افطر متعمداً بلا عذر وتجاهر بافطاره حكمه كذا، يعذر مرة مرتين ثلاث رابعة بعد ذلك يقام عليه الحد الكذائي، الفقيه فقط يبين ذلك اما يستطيع ان ينفذه في المجتمع أو لا يستطيع، لا، من الذي ينفذ؟ الذي ينفذه هو ولي الامر، الذي تنفذه هي الحكومة، الأمر في العراق الآن هذه القضية واضحة، انظروا إلى المرجعية القائمة في النجف وانظروا إلى البرلمان أو الحكومة القائمة في بغداد، هناك يبينون التشريع ولكن الذي يطبق وينفذ هو من؟ الذي بيده السلطة، إذا لابد ان نميز جيدا في الإمامة التي نعتقده أولاً يوجد دور تشريعي وهو بيان احكام الشريعة ومعارف الدين بعبارة أخرى ان الإمام له مرجعية دينية لبيان الدين، الدور السياسي ما هو؟ هو الذي يكون مسؤولاً عن تطبيق هذه الاحكام وهذه الشريعة في المجتمع وفي الحياة الاجتماعية والفردية للناس، ولذا انتم عندما تأتون إلى كلمات أئمة أهل البيت تجدون ان هذه القضية واضحة بشكل جلي، في كلمات الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا المعنى في الرواية يقول الواردة في أصول الكافي في الجزء الأول كتاب الحجة صفحة (200) يقول: ان الإمامة زمام الدين، اشارة إلى البعد السياسي إلى القيادة السياسية، ونظام المسلمين، ان الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمامة تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، التشريع وحده لا يتم الا مع التطبيق إذاً الإمام هو الذي يطبق هذه الامور.
المقدم: احسنتم سماحة السيد، ومما يؤيد كلامكم سماحة السيد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يعط الحق في المقاتلة للتأويل الا لامير المؤمنين فقال: يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله.
آية الله السيد كمال الحيدري: وهذا مرتبط بالقيادة السياسية، وهذا مرتبط بإدارة الامة.
المقدم: احسنتم سماحة السيد. ذكرتم سماحة السيد الفرق بين الدور التشريعي والدور السياسي.
آية الله السيد كمال الحيدري: ولذا تجدون الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعد ان يبين ذلك يقول: وتوفير الفيء والصدقات هذه توفير الفيء والصدقات ليس من الادوار التشريعية للإمام وانما هي من الادوار القيادية في الامة، قال وامضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والاطراف، واضح انه هذا هو الدور القيادي السياسي في الامة يعني دور قيادة الامة، إذن لابد ان نميز جيدا بين الدور التشريعي للإمام وبين الدور القيادي والسياسي في قيادة الامة للإمام، يبقى عندنا الدور الوجودي، الدور الوجودي بودي ان المشاهد الكريم يعذرني في هذه الحلقة لا ادخل فيه تفصيلاً، مرادي من الدور الوجودي ان كل نظام عالمنا يعني عالم الامكان انما يصل إليه الفيض والرحمة من الله بتوسط الإمام المعصوم هذا هو الدور الوجودي، ولا يصعد شيء إلى الله (سبحانه وتعالى) يعني كما في قوله (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) الا بتوسط الإمام المعصوم.
المقدم: فهو أمان لأهل الارض.
آية الله السيد كمال الحيدري: هو هذه الروايات كلها تصب في هذا الاتجاه، يعني لولا الحجة لساخت الأرض باهلها، أو ماجت باهلها، بكم فتح الله وبكم يختم، إلى آخره، هذه كلها تصب في بيان هذه الحقيقة وهي ان هذا العالم إذا اردت ان اقرب إلى ذهن المشاهد الكريم كيف ان الإنسان إذا لم يكن هنا اوكسجين يستطيع ان يعيش آن واحد أو لا يستطيع، لا يستطيع، كذلك هذا النظام لا يمكن ان يبقى على حاله الا بتوسط أو بوجود حجة لله (سبحانه وتعالى) اما ظاهر مشهور واما غائب مستور، يعني انظروا فقط نص أو نصين يشير إلى هذه الحقيقة النص الأول يقول: ونحن أمان أهل الأرض (كما تفضلتم) كما ان النجوم امان لاهل السماء ونحن الذين بنا يمسك السماء ان تقع على الأرض الا باذنه وبنا يمسك الأرض ان تميد باهلها، وبنا ينزّل الغيث، وبنا ينشر الرحمة، وبنا يخرج بركات الارض، ولولا ما في الأرض منا لساخت باهلها، ثم يبين الإمام الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول هذه سنّة الهية، ثم قال: ولم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم، إذاً المسألة انه لابد من حجة لله اما ظاهر واما غائب باطن هذه سنّة الهية.
المقدم: واخواننا لا ينكرون ذلك يقولون: لا تخلو الأرض من حجة.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم ولكن للاسف الشديد لا يلتزمون بها عملياً. أو انظروا إلى هذا النص الوارد، انا اتصور بعد الاخوة الذين يبحثون عن صحة الزيارة الجامعة انا ذكرت مراراً ان النصوص التي تثبت كل فقرة من فقرات الزيارة الجامعة فوق حد الاحصاء، يقول: بكم فتح الله، يعني ان عالم الامكان بمن بدأ؟ بهم (صلوات الله عليهم)، بدأ بهم: اول ما خلقت نور نبيكم ثم خلق منه كل خير، وبكم يختم، إذاً في قوس النزول يبدأ بهم وفي قوس الصعود ينتهي بهم، وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض، نفس هذه النصوص التي قرأناها إلاّ باذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر وعندكم إلى آخره. ثم يقول في هذا المقطع العام الذي انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت يقول ان ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه، ومن الواضح انه أي خير أفضل من خير الوجود لأنّ الخير قد يكون خيراً عملياً وقد يكون خيراً نظرياً يعني يرتبط بعالم الوجود، أساساً كل خير فهو يبدأ بهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: ولولاهم ما خلق الارض.
آية الله السيد كمال الحيدري: جيد جداً هذا في قوس الصعود، إذاً على هذا الأساس نحن نعتقد ان لأئمة أهل البيت ابتداءاً بالإمام أمير المؤمنين وانتهاءاً بالإمام الحجة، طبعاً وإمام الائمة أيضاً كذلك يعني الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لأنّه له نفس هذه الادوار هو إمام أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل إمام الائمة كما هو الشهيد على الشهداء جميعاً هو الإمام على الائمة جميعاً، نفس هذه الادوار موجودة له ولذا انا في أبحاث سابقة بودي ان المشاهد الكريم يلتفت ويرجع لا أقل اما إلى كتابي (بحث حول الإمام) أو إلى كتاب (الراسخون في العلم) انا اشرت إلى هذا البحث بنحو أكثر تفصيل من هذا البحث وهو انه أساساً الادوار الأساسية لأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ليست منحصرة بالقيادة السياسية حتى إذا حرموا منها لا يبقى هناك اي دور لأئمة أهل البيت، القيادة السياسية واحدة من الادوار التي أُنيطت اليهم بالاضافة إلى دورهم السياسي يوجد هناك الدور التشريعي ويوجد هناك الدور الوجودي والذي انا اعتقد ان هذا الدور الوجودي يحتاج إلى توضيح أكثر ويحتاج إلى بحث أكثر ويحتاج إلى تعميق لهذه النظرية يعني نظرية الإنسان الكامل في القرآن، انا اصطلح عليها بنظرية الإنسان الكامل في القرآن ان القرآن الكريم ماذا تكلم عن الإنسان الكامل، هل له ضرورة في كل زمان أو ليس له ضرورة، ما هي الشرائط للإنسان الكامل، ما هي مواصفات الإنسان الكامل، ما هي الموانع التي تمنع عن أن يكون الإنسان أو أن يكون متصفاً بهذا المقام وهو الإنسان الكامل وهذا ان شاء الله ما سنتوفر عليه باذن الله تعالى في الأبحاث اللاحقة.
المقدم: احسنتم سماحة السيد. إذاً الآن على خلفية الادوار الثلاثة التي تفضلتم بعرضها ما الذي تحقق فعلاً في واقعة الغدير من هذه الادوار.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله خيرا. سؤال أساسي ومهم، وهو انه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ماذا اراد ان يقول للناس في واقعة الغدير، يعني في غدير خم عندما جمع الناس، والآن سأقرأ النص من كتاب (الغدير) هذا النص المبارك وهذا الكتاب المبارك أيضاً لبيان هذه الحقيقة، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ماذا اراد ان يقول للناس في هذه الواقعة، يعني هل اراد ان يبين الدور التشريعي لعلي (عليه أفضل الصلاة والسلام)، أو اراد ان يبين الدور السياسي والقيادة السياسية لعلي (عليه السلام)، أو اراد ان يبين الدور الوجودي والقيادة والإمامة الوجودية لعلي (عليه أفضل الصلاة والسلام) أو لا، لا هذا ولا ذاك ولا ذاك وانما اراد ان يبين ايها الناس ينبغي ان تحبوا عليا، وان تنصروا عليا، وان تودوا عليا، يعني من قبيل قوله تعالى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) النبي (صلى الله عليه وآله) اراد ان يذكر الناس ايها الناس حبوا عليا، ودوا عليا، كونوا من محبيه ممن تنصرونه ونحو ذلك كما يحاول البعض ان يقول هذا المعنى، في الواقع انا بودي هنا ان اشير إلى نقطة منهجية بودي أيضاً المشاهد يلتفت اليها، اخواني الاعزاء الادلة التي تكلمت عن الإمامة سواء في القرآن الكريم أو في النصوص الروائية هذه ليست جميعاً في سياق واحد، يعني بعض الادلة تكلمت عن الدور الوجودي، عندما نقول بنا فتح الله وبنا يختم هذه لا تريد ان تتكلم عن الدور التشريعي أو تريد ان تتكلم عن الدور السياسي تريد ان تتكلم عن الدور الوجودي، اما عندما يقول ما ان تمسكتم بهم لن تضلوا بعدي ابدا اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم ظاهر الحديث يريد ان يشير إلى الدور التشريعي، نعم قد يستفاد منه الدور السياسي ايضاً، إذا حديث الثقلين لبيان المرجعية الدينية لأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، لا لبيان القيادة السياسية وإن كان بنحو من الانحاء يمكن أيضاً بيان القيادة السياسية من حديث الثقلين، سؤالنا المطروح هنا إذاً لابد ان يلتفت ان ليس كل دليل من الادلة القرآنية والروائية هي بصدد إثبات كل هذه الادوار وانما كل دليل وكل لسان بصدد اثبات دور من هذه الادوار، نعم وبعض هذه الالسنة وبعض هذه الادلة تثبت جميع هذه الادوار، وهذا ما اصطلح عليه انا بتصنيف الأدلة، يعني ينبغي على علماء الكلام عندما يأتون إلى أبحاث الإمامة ينبغي ان يصنفوا الادلة يقسموا الادلة، يفصلوا الادلة بعضها عن بعض، يقولوا هذا الدليل لإثبات هذا المعنى وهذا الدليل لإثبات هذا المعنى، على أساس هذه القاعدة المنهجية وهذا الأصل المنهجي السؤال المطروح هنا، وهو ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ماذا اراد ان يثبت لعلي في غدير خم، في الواقع نحن عندما نرجع إلى هذا الحديث المبارك بالنص الذي اورده العلامة الأميني في كتابه القيّم (الغدير) انظروا نص الحديث. قال: فلما قضى مناسكه (باعتبار كان رجوع من حجة الوداع) وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورة وصل إلى غدير إلى خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق اليمنيين والمصريين والعراقيين وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل عليه جبرائيل الامين فقال: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) المهم محل الشاهد هذا الكلام، قال: الحمد لله نستعينه ونؤمن به، رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدأ الخطبة بعد ان تهيأت المقدمات ارجعوا الذين تقدموا، حبسوا الذين كانوا متأخرين واجتمع هذا العدد الكبير من الحجاج وهذا الموقف الكبير والعظيم والتأريخي، قال: ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا إلى ان قال: اما بعد، ايها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انه لن يعمر نبي إلى آخر، ثم قال واني اوشك ان ادعى فأُجيب واني مسؤول وانتم مسؤولون فماذا انتم قائلون إذا سُئِلتُم عني، قالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: الستُم تشهدون ان لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله وان جنته حق وناره حق إلى اخره، قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد. ثم قال: ايها الناس الا تسمعون، يعني اطمأن ان الجميع يسمع صوته، قالوا: نعم، قال: فاني فرط على الحوض اسابقكم على حوض الكوثر وانتم واردون عليّ الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبُصرى إلى ان يقول فيه اقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين، فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله، ومع الاسف الشديد ان الوقت لا يسع كيف يعقل ان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول خلفائي من بعدي إثنا عشر في عشرات المناسبات ولا يسأله شخص من هؤلاء الاثنا عشر! لأنّه أنت عندما تراجع هذه النصوص في مدرسة الصحابة تجد ان هذه الرواية موجودة ولكن لا يسأل احد ابداً رسول الله من هم هؤلاء الاثنا عشر، هؤلاء الذين كانوا يسألون أسئلة قال عنها القرآن الكريم (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) أيعقل ان رسول الله في عشرات المناسبات يقول خلفائي من بعدي اثنا عشر ولا يسأله سائل من هم هؤلاء، سمّاهم وعرّفهم ولكن ايدي المنع وايدي الحذف والايدي التي منعت تدوين الحديث بعد رسول الله منعت من تدوين هذه الاحاديث وذلك بحث آخر، يقول: فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله؟ فقال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله وطرف بايديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر الاصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم اخذ بيد علي (محل الشاهد) فرفعها حتى رؤي بياض اباطهما، وعرفه القوم اجمعون، فقال: ايها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم، الست أولى بالمؤمنين من انفسهم، اشارة إلى الآية (7) من سورة الاحزاب، قالوا الله ورسوله اعلم، قال ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين، انا مولى المؤمنين يعني انا محب المؤمنين لو انا قائد المؤمنين، قائدهم واولى بهم من انفسهم وانا مولى المؤمنين وانا أولى بهم من انفسهم، إذن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسّر معنى المولى في النص ولكن مع الاسف الشديد لم يؤخذ بالتفسير، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث أو اربع، ثم قال: إلى آخر الحديث.
انا الآن فقط اريد ان اشير إلى نقطة، هذا القدر من النص (الستُ أولى بالمؤمنين من انفسهم) اشارة إلى الآية كما قلنا في سورة الاحزاب، ما هو المراد من الاولوية في هذه الآية المباركة، في الواقع انه بحث تفسيري قرآني مهم ولكنه كما تعرف ان الوقت لا يسع ان ندخل، فقط انا اشير بنحو الإجمال إلى هذا المعنى في كتاب (دراسات في ولاية الفقيه) لبعض الاعلام المعاصرين في الجزء الأول صفحة (38) من الكتاب (انا بودي ان المشاهد الكريم يرجع إلى تفسير هذه الآية ولكنه اكتفي فقط بالاحتمالات)، يقول توجد احتمالات اربعة في الآية المباركة انه ما هو المراد من الاولوية في الآية (النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ما هي هذه الاولوية التي اشير اليها، النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم، وهي الآية (6) من سورة الاحزاب، ما معنى اولويته، معنى اولويته بودي ان المشاهد الكريم يدقق يعني تقدمه على جميع المؤمنين في كل ما يقوله أو يريده ويريدونه، إذا اراد هذا المؤمن شيء واراد رسول الله شيئاً آخر فالتقدم لرسول الله، هذا صريح القرآن (النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنِينَ)، ليس لهم الخيرة، سؤال هذا التقدم في الأمور الفردية فقط أو في الأمور الفردية والاجتماعية والسياسية والادارية والاقتصادية وفي جميع الشؤون؟ في كل الشؤون، إذا قضى الله ورسوله امرا أولاً أو الآية المباركة (النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) لم تقيد، حذف المتعلق يدل على العموم يعني لم تقل انه أولى منهم في قضاياهم الشخصية أو هذه القضية أو في تلك القضية، أولى منهم في قضاياهم الاجتماعية اما في قضاياهم الشخصية فليس أولى منهم، إذن نستفيد من هذه الآية المباركة بقرينة الروايات أو بمعونة الروايات الواردة في المقام والآيات الأخرى التي تؤيد هذا المعنى ليست لهم الخيرة من امرهم نستكشف انه النبي في كل شأن من شؤون المؤمنين والمسلمين والامة الإسلامية سواء كانت شؤون فردية أو شؤون اجتماعية أو اي شأن آخر فالنبي أولى منهم.
المقدم: احسنتم (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
آية الله السيد كمال الحيدري: جيد جدا، إذن على مستوى هذه الآية يتضح لنا ان النبي (صلى الله عليه وآله) بصدد البيان الدور التشريعي للإمام أمير المؤمنين لو بصدد بيان الدور السياسي للإمام أمير المؤمنين؟ واضح انه يريد ان الإمام يريد يبين الدور القيادي لان القائد هو الذي لابد ان يطاع في كل شأن من شؤونه، وإلا الدور التشريعي فيبين المشرع شيئا وأنت حر في ان تلتزم أو لا تلتزم، كما انه الآن مرجعك الفقهي يبين في الرسالة العملية شيء ولكن أنت إذا اردت ان تخالف ماذا يفعل لك، لا يستطيع ان يفعل، فقط يحذرك ينذرك اما يستطيع ان يطبق ان يعاقب ان يقيم الحد عليك ان يأخذ الحق منك فهو لا يستطيع، إذن نحن نستفيد من هذا النص المبارك وهو النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وانه نفس هذه الاولوية في غدير خم اعطيت لعلي (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذن ليس النبي (صلى الله عليه وآله) بحسب نص هذا الحديث، ليس هو بصدد بيان الدور الوجودي، وليس هو بصدد بيان المرجعية والدور التشريعي وليس هو بصدد بيان المودة والمحبة لا أبداً، وانما بصدد بيان الدور القيادي والسياسي والإمامة والخلافة السياسية في الامة بعده (صلى الله عليه وآله).
المقدم: احسنتم، وهو هذا العقل، يعني ما معقول ان رسول الله يجمع الناس هذا الجمع لقضية.
آية الله السيد كمال الحيدري: انظروا هذا كله بعد انا انظر إليه من قضايا خارجية وقرائن خارجية ومقتضى الأمور وطبيعة المنطق العقلائي، لا، نحن والنص، نريد ان نعرف مضمون هذه الواقعة، نحن الآن لماذا عنونتم هذا البحث بعنوان تحليل مضمون واقعة الغدير، بودي ان المشاهد يلتفت، طبعاً هذا الحديث الاخوة الذين يبحثون عن الدليل هذا الحديث متواتر بين المسلمين، الآن قد يقول لنا قائل لا بعض علماء المسلمين لا يقبلون، جيد، هذا الحديث متواتر بين اتباع مدرسة أهل البيت لا يوجد مخالف ولو لشخص واحد في هذه المسألة، إذن لا اقل على مستوى مدرسة أهل البيت هذا الحديث قطعي الصدور من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعني نحن نجزم ان هذه الالفاظ صدرت من فمه المبارك.
المقدم: توجد لها نظائر في صحيح مسلم وغيره.
آية الله السيد كمال الحيدري: جيد انا قلت، انا معتقد، طبعاً العلامة الاميني يثبت تواتر هذا الحديث على مستوى مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت، الآن لو جاء احدهم ويناقش ويقول لا لم يثبت تواتره على مستوى مدرسة الصحابة هذا لا يضرنا كثيرا لماذا؟ لأنّه نحن عندنا متواتر هذا الحديث، فإذا كان متواتراً يعني نقطع بصدور هذه الكلمات المباركة من فم الرسول الاعظم، فإذا قطعنا بذلك ينطبق عليه قوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) فإذا انطبق عليه ذلك (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، وهنا اُمرنا وجُعل ولينا وجُعل إمامنا وجُعل قائدنا السياسي بحسب هذا المضمون بحسب هذا النص جُعل قائدنا السياسي علي أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذن على مستوى هذا النص الوارد في واقعة الغدير نحن نستطيع ان نستكشف بشكل واضح ودقيق ان الإمام أمير المؤمنين هنا ثبتت له الاولوية على المؤمنين جميعاً على حد الاولوية الثابتة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن كنت مولاه هذه الاولوية، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، ما هو المراد من المولى هنا يعني الاولى، لأنّه قرأتم في النص المقدمة، ارجع واقول قد يقول لنا قائل سيدنا هذا النص ليس موجود في كتب مدرسة الصحابة، أقول لا يضرني شيئا لأنّه انا اريد ان اتكلم الآن مع اتباع مدرسة أهل البيت يعني لو سأل سائل لأنّه نحن كما تعلمون في مدرسة أهل البيت لا يحق لنا ان نعتقد وان ندين بشيء إلاّ إذا تم البرهان عليه، إلاّ إذا تم الدليل عليه (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، الآن نحن نريد ان نعتقد هل يوجد لدينا دليل قطعي متواتر لاثبات الإمامة السياسية لعلي أو لا يوجد
الجواب: ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا أولى بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه، يعني فمن ثبتت له عليه هذه المولوية عليه فهي ثابتة لعلي.
المقدم: وهذا لا يقبل التأويل.
آية الله السيد كمال الحيدري: ابدا ، صريح. فعلي مولاه. ثم قال: اللهم وال ... وامر طبيعي عندما صار إماماً للمسلمين عندما صار قائداً للمسلمين، عندما صار أولي الأمر على المسلمين (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) هنا قال رسول الله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واحب من احبه، بعد هذه كلها لوازم الإمامة والقيادة والخلافة السياسية.
المقدم: (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، إذن الحب بالاتباع.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. إذن مضمون هذا الحديث بشكل واضح وصريح يثبت لنا كما قلت بحسب تصنيف الادلة يثبت لنا الإمامة السياسية لأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، طبعاً انا هنا استميح من المشاهدين عذرا انه الوقت ضاق بعد لا يبقى وقت كثير ولكن كثير من الرسائل الالكترونية والاتصالات المباشرة يطلبون منا بشكل مباشر انه سيدنا قللوا وقت الأسئلة واكثروا من الوقت الذي يشار فيه إلى البحث.
المقدم: نأخذ الآن سماحة السيد اتصال من الاخت زهراء من الجمهورية الإسلامية في ايران، تفضلوا.
المتصلة الاخت زهراء من ايران: السلام عليكم ورحمة الله.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة الاخت زهراء من ايران: سؤالي فيما يرتبط بادوار الإمام الثلاثة، هل نستطيع ان نقول ان حاجة الامة للإمام (عليه السلام) في غيبته منحصرة في حاجتها بدوره الوجودي باعتبار ان نواب الإمام (عليه السلام) في غيبته وهم الفقهاء العدول يتصدون دور الإمام التشريعي والسياسي كولي امر المسلمين، وشكراً جزيلاً.
المقدم: حياكم الله، إذن شكراً لك شكراً للاخت زهراء. إذن سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: وهذه من آثار هذا التقسيم الذي بينته، يعني من الآثار التي تترتب على ذلك، لأنّه نحن إذا حصرنا دور الإمام في الدور السياسي والدور التشريعي أو الدور القدوة ففي زمن الغيبة هذه الادوار موجودة أو غير موجودة؟ هذه غير موجودة، يبقى الدور الوجودي، وان شاء الله تعالى إذا وفقنا في الأبحاث اللاحقة بعد لا نتكلم الاسبوع القادم، في الأبحاث اللاحقة في الحلقات القادمة سنبين ان أصل هذه الادوار جميعاً هو الدور الوجودي، يعني الشجرة المباركة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء اصلها ثابت هو الدور الوجودي، اما هذه الدور السياسي والدور التشريعي والدور القدوة والادوار الأخرى هذه شؤون هذا الدور الوجودي.
المقدم: سماحة السيد معنا الأخ ابو محمد من العراق، تفضلوا.
المتصل الأخ ابو محمد من العراق: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله.
المتصل الأخ ابو محمد من العراق: اسمى التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الغدير الاغر لسماحة السيد، اطال الله في عمره ونرجو له العمر المديد وجزاه الله خير جزاء المحسنين ان شاء الله.
آية الله السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيرا، الله يحفظكم ويتقبل اعمالكم ان شاء الله.
المقدم: حياكم الله. ظاهراً ان الاتصال سماحة السيد قطع على كل جزاه الله خيرا، بقي لنا سماحة السيد تقريباً ثلاثة دقائق من الوقت.
آية الله السيد كمال الحيدري: إذنلابد ان يلتفت جيداً بأنه أساساً ان الإمامة عندنا في مدرسة أهل البيت لا ينحصر دورها في القيادة السياسية والتشريعية، بل هناك ادوراً متعددة اخرى، ويترتب على هذا الأصل الأساس هو ان الشرائط والمواصفات التي نشترطها في الإمام تختلف عن الشرائط والمواصفات التي تذكر في الإمامة في مدرسة الصحابة، يعني أنت عندما تأتي إلى مدرسة الصحابة تجد انهم لا يشترطون إلاّ العدالة على أفضل الأحول كما قرأنا، أو لا يشترطون إلاّ العلم العادي، اما عندما نأتي إلى هذه الادوار التي نقولها لائمة أهل البيت نجد بأن العدالة بعد غير كافية وانه العلم المتعارف غير كافي، ولذا نحن في كتاب (علم الإمام) بينا ان علم الإمام ليس هو من العلوم المتعارفة، ليس من العلوم التي تخطأ وتسهو وتنسى ابدا، وانما سنخ العلم يختلف وسائل تحصيل العلم تختلف، ادوات تحصيل العلم تختلف، هذا سببه ما هو؟ سببه ان الادوار التي انيطت بالإمامة في مدرسة أهل البيت تختلف عن الدور الذي انيط بالإمامة في مدرسة الصحابة، إذن لابد ان المشاهد الكريم يلتفت لأنّه بعض الفاكسات التي وصلت والرسائل الالكترونية تقول سيدنا أنت لم تشر إلى مسألة وساطة الفيض، الآن اتصور بنحو الإجمال انا بينت بانه الدور الاساسي، وانا ما بينته في الأبحاث السابقة باعتبار انه بعد وقته لم يأت يعني كثرة من الأسئلة التي تأتي إلى موقع البرنامج كلها تشير انه سيدنا فلان قضية لم تبينها، أخي العزيز اطمئنوا نحن سنبقى اسابيع طويلة وفي مدة طويلة في بيان هذه الحقائق المرتبطة بمدرسة أهل البيت.
المقدم: احسنتم سماحة السيد، ولذا الرسول (صلى الله عليه وآله) شبه غيبة الإمام بالشمس وقد غطاها السحاب، فلابد من وجودها.
آية الله السيد كمال الحيدري: وتأثيرها.
المقدم: وان لم يرها الناس.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خيرا.
المقدم: ولذلك كان لابد من وجود الحجة. اشكركم بختام هذه الحلقة سماحة السيد آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً جزيلاً لكم، حياكم الله على هذا الحضور وعلى هذه المعلومات القيّمة، وان شاء الله تعالى في الحلقات القادمة أيضاً نتواصل معكم، مشاهدينا الكرام أيضاً اشكركم شكراً جزيلاً والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.