السؤال:
ما هي عقيدة الشيعة بالأئمة الإثني عشر ( عليهم السلام ) ؟
الجواب:
إنَّ الشيعة الإمامية تعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين ، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء ، والأهل ، والمُربِّين ، بل يجب النظر فيها كما يجب في التوحيد والنبوة .
ثم تعتقد أن الإمامة لا تكون إلا بالنصِّ من الله تعالى على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو الإمام الذي قبله .
فليست الإمامة بالاختيار ، أو الانتخاب من الناس .
وتعتقد أنه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفروض الطاعة ، منصوب من الله تعالى ، سواء كان حاضراً أم غائباً .
فقال الله تعالى : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد ۷ .
وقال تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ ) فاطر ۲۴ .
وتعتقد أن الإمام لا بُدَّ أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش من سِنِّ الطفولة إلى وفاته .
ويجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان ، لأن الأئمة حَفَظَة الشَّرع ، والقوَّامون عليه ، وحالهم حال النبي ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك .
قال تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ۳۳ .
وعلى ما تقدم ، فإن الإمامة إذا كانت بالنص ، فقد نصَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على إمامة علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) .
حيث قال (صلى الله عليه وآله) في عِدَّة مواطن ، ومنها في حجة الوداع عند غدير خم : ( أَلاَ من كنتُ مَولاه فَهذا عليٌّ مولاه ، اللَّهُمَّ وَالِ مَن والاه ، وعَادِ مَن عاداه ، وانصُرْ من نصره ، واخذُلْ مَن خَذَله ، وأدِرِ الحَقَّ مَعَهُ كَيفما دار ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) في موارد أُخَر عندما دعا أقربائه وعشيرته : ( هَذا أخي ، وَوَصِيِّي ، وَخليفَتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) في عِدَّة مواضع : ( أنتَ مِنِّي بمنزلَةِ هَارونَ مِن مُوسى ، أَلا أنَّه لا نَبِيَّ بَعدي ) .
وقد نزلت هذه الآية المباركة التي تثبت الولاية العامَّة لعلي ( عليه السلام ) ، فقال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة ۵۵ .
وقد نزلت في علي ( عليه السلام ) عندما تصدَّق بالخاتم وهو راكع .
وقد نصَّ علي ( عليه السلام ) على إمامة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
والحسين ( عليه السلام ) نصَّ على إمامة ولده زين العابدين ( عليه السلام ) .
وهكذا إماماً بعد إمام ، ينصُّ المتقدِّمُ عَلى المتأخِّرِ إلى آخرهم وهو الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) الغائب ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعدما تُملأُ ظُلماً وجَوراً .
وقد ورد في كتب أهل السنة كصحيح البخاري وغيره ، أنَّ عدد الأئمة إثنا عشر خليفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تقوم الساعة ، كلهم من قريش ، من ولد فاطمة .
وهذه الروايات كثيرة وليس لها تفسير إلا على عقيدة الأئمة الإثنى عشر .
وهذه الروايات أثبتها البخاري في كتابه المكتوب قبل شهادة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري ( عليه السلام ) بسنين .
وهي حجة على أهل السنة ، وليس لها تفسير صحيح إلا ما تقوله الشيعة الإمامية .