الحبّ والبغض في سبيل الله
  • عنوان المقال: الحبّ والبغض في سبيل الله
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:36:39 1-9-1403

الحبّ والبغض في سبيل الله

يا أيّها الذينَ آمنوا، لا تَتَّخِذوا اليهودَ والنصارى أولياء (1).

الجليل الجبّار الإله العظيم، العالِم المتّصف بالكمال، العزيز ذو الجلال.. ينادي عبيده بنداء الكرامة، ويُناغيهم بلطف وحنان؛ لِيرُدّ قلوبهم ـ برأفة ورحمة ـ إليه من التعلّق بالأغيار. يقول: لا تَتّخِذوا الأغيار أحبّاء، ولا تَرتضوا الأعداء أصدقاء. أحِبّوا مَن يرتضيه الله. اتَّخِذوا أحباباً في الله، وارتَضُوا أصدقاءً في دين الله. إذا طلبتم حقائقَ الإيمان فاطلبوها في موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الدين. قال المصطفى صلّى الله عليه وآله: «أوثَقُ عُرى الإيمان: الحبّ في الله، والبُغض في الله».
وأعداء الدين الذين فُرِض علينا أن نُعاديهم، أحدهم: الشيطان ، والآخر: النفس الأمّارة. والنفس أشدّ العدُوَّين(2)، ذلك أن الشيطان لا مطمع له في إيمان المؤمن، بل يطمع في معصيته. وإنّما نفسه تجرّه إلى الكفر، وتطمع أن يكفر. والشيطان يهرب بـ «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله».. لكنّ النفس لا تهرب.
يوسف الصدّيق ابتُلي أنواع البلايا: إلقاؤه في غَيابة الجُبّ، وبيعه عبداً مملوكاً، ومكوثه في السجن بضع سنين، لكنّه ما شكا أيّاً منها كما شكا النفسَ الأمّارة: إنّ النفسَ لأمّارةٌ بالسوء (3).
وقد قيل: أعدى عدوّك نفسُك التي بين جَنْبَيك(4). (153:3 ـ 154)

--------

1 ـ المائدة، من الآية 51.
2 ـ قال الإمام عليّ عليه السّلام: الهوى أعظَم العدوّين. غُرر الحكم، الرقم 1678.
3 ـ يوسف، من الآية 53. ومن المفسرين مَن عَدّ هذا القول من كلام يوسف عليه السّلام، ومنهم من قال: إنّه من كلام امرأة العزيز التي راودت يوسف في بيتها عن نفسه فاستعصم، وقد اختار الميبدي القول الأوّل.
4 ـ هذا حديث مرويّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. لاحظ: تنبيه الخواطر، لورّام 259:1، 115:2. وقال صلّى الله عليه وآله: «والذي نفسي بيده، ما من عدوّ أعدى على الإنسان من الغضب والشهوة، فاقمَعوهما واغلِبوهما واكظِموهما». تنبيه الخواطر 259:1. وقال الإمام عليّ عليه السّلام: «نفسُك أقربُ أعدائك إليك». غرر الحكم، الرقم 9957.