من أنبياء الله تعالى، بعثه إلى قوم ثمود، وهم أمّة من العرب سكنوا أرض اليمن بالأحقاف(1)، فدعاهم إلى عبادة الله سبحانه ـ وكانوا مشركين يعبدون الأصنام تقليداً لآبائهم وأجدادهم ـ. فذكرّهم بنِعم الله تعالى عليهم، وأنّه استخلفهم في الأرض بعد قوم عاد، فاتَّخَذوا سُهولَها قصوراً ونَحَتوا جبالها بيوتاً، فاستكبروا. وكانوا قد طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة بيّنة، فأخبرهم أنّ الله تعالى أخرج لهم من الجبل ناقةً، وطلب منهم أن يَدَعوها ترعى في أرض الله سبحانه، وحذّرهم مَغبّةَ قتلها، فتواطأوا بينهم فعقروا تلك الناقة، ثمّ جابهوه بعناد وتمرّد غير نادمِين على ما بدر منهم: ائتِنا بما تَعِدُنا إنْ كنتَ من المرسَلين (2)، فأتاهم عذاب الله تعالى، فأُهلكوا بصاعقة سماويّة اقترنت بصيحة هائلة ورجفة في الأرض، فسقطوا على وجوههم ورُكَبهم هالكين(3).
وقد أشار القرآن الكريم إلى قصّة صالح عليه السّلام مع قومه في سورة الأعراف الآيات 73 ـ 79، وفي سورة هود 61 ـ 68.
------------
1 ـ الأحقاف: جمع حِقْف، وهو الرمل المُعْوَجّ. (مجمع البحرين، للطريحيّ 432:1).
2 ـ الأعراف: 77.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 187:8 ـ 189 ملخّصاً.