من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى بني إسرائيل، ذكره الله تعالى في سورة الأنعام في عِداد الأنبياء والصالحين(1).
وقد قصّ الله سبحانه في سورة آل عمران أنّ زكريّا عليه السّلام كَفَلَ مريم عليها السّلام ـ وكانت فقدت أباها عمران ـ وأنّه كان كلّما دخل عليها المحراب وجد عندها رِزقاً.
قيل: كان يرى عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء(2).
قال: يا مريمُ أنى لكِ هذا ؟! قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق مَن يشاء بغير حساب. ثمّ قال تعالى: هنالكَ دعا زكريّا ربَّهُ قالَ ربِّ هَبْ لي مِن لَدُنْكَ ذُرّيّةً طيّبةً إنّك سميعُ الدعاء (3).
ثمّ قصّ علينا سبحانه في أوّل سورة مريم قصّة البشارة التي جاءت بها الملائكة لزكريّا عليه السّلام وهو قائم يصلّي في المحراب.
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إنّ طاعةَ الله خِدمتُه في الأرض، فليس شيء مِن خدمته تعدل الصلاة ، فمِن ثَمَّ نادت الملائكة زكريّا وهو قائم يُصلّي في المحراب(4).
وقد وردت أخبار متكاثرة أنّ قوم زكريّا عليه السّلام قتلوه ، وذلك أنّ أعداءه قصدوه بالقتل، فهرب منهم والتجأ إلى شجرة فانفرجت له، فدخل جوفها ثمّ التأمت، ثمّ ظفر به أعداؤه فنشروا الشجرة وقطعوه نصفين(5).
وروي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله دخل على فاطمة الزهراء عليها السّلام يوماً، فإذا جَفنة مِن خبز ولحم، قال: يا فاطمة، أنّى لكِ هذا ؟ قالت: هو من عندالله إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال صلّى الله عليه وآله: ألا أُحدّثك بمَثَلك ومَثَلها ؟ قالت: بلى، قال: مَثَل زكريّا، إذا دخل على مريم المحراب ـ الحديث(6).
------
1 ـ في قوله تعالى: «وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ من الصالحين» الأنعام: 85.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 740:2.
3 ـ آل عمران: 38.
4 ـ تفسير العيّاشيّ 196:1 حديث 46.
5 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 26:14.
6 ـ تفسير العياشي 195:1 حديث 41.