النصوص العلمية في القرآن الكريم بين التفسير وأحاديث الأئمة (ع)
  • عنوان المقال: النصوص العلمية في القرآن الكريم بين التفسير وأحاديث الأئمة (ع)
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 0:36:32 2-9-1403

4- (الذي جعل لكم الأرض مهادا) (طه) (53).

(لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر و لا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) (يس) (40).
ونصوص اخرى تؤكد حركة الأرض والشمس والقمر الا ان الماضين وكثيراً من اللاحقين ذهبوا الى القول بغير ذلك، فالفخر الرازي مثلاً اشترط بعض الشروط لاستقرار الأرض كان من بينها كون الأرض ساكنة، ووقف الطبرسي موقفاً حيادياً بين سكون الأرض وحركتها بينما قال السيد الخوئي بأن الاية (طه) (53) تشير الى حركة الأرض لم تتضح الا بعد قرون، فالمهد يهتز بنعومة لينام فيه الطفل مستريحاً هادئاً و كذلك الأرض مهد البشر وملائمة لهم من جهة حركتها الوضعية والانتقالية.
اكد الإمام علي (ع) وجود ثلاث حركات للشمس والقمر ضمن الخطبة الاولى من (نهج البلاغة) بقوله (ع) وأجرى فيها سراجاً مستطيرا و قمراً منيرا في فلك دائر و سقف سائر ورقيم مائر، فالسراج استعارة عن الشمس اخذه (ع) من قوله تعالى (و جعل القمر فيهن نوراً و الشمس سراجا) (نوح) (16) و في قوله (ع) تأكيد بأن الشمس (السراج) مستطير أي انه ينتشر في كافة الاتجاهات بعكس القمر الذي يعكس ضوء الشمس نورا باتجاه واحد و يبقى الوجه الاخر منه مظلماً كما اكد الإمام علي (ع) و جود عدة حركات للارض ضمن خطبة الاشباح من (نهج البلاغة) بقوله (ع): و عدل حركاتها بالراسيات من جلاسيرها. و في الخطبة منه قال (ع) : فسكنت على حركتها من ان تميد باهلها او تسبح بحملها او تزول عن مواضعها ففي قوله (ع) تاكيد حركتها وان سكونها (استقرارها) قد جعله الله تعالى فيها رغم حركتها وفي صيغة الجمع (مواضعها) دليل تعدد مواضع الأرض في الفضاء الذي يدل على حركتها المنتظمة و اكد حركة الأرض كذلك الإمام الصادق (ع) ضمن احتجاجه على الزنديق كما في (الاحتجاج) للطبرسي بقوله (ع) بأن الاشياء تدل على حدوثها من دوران الفلك بما فيه وتحرك الأرض ومن عليها.
5- في نصوص استقرار الأرض ذهب البعض الى ان الأرض قد استقرت او ارتكزت على قرن ثور او عملاق او غيره بينما قال الإمام علي (ع) ضمن الخطبة (186) وانشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال و ارساها على غير قرار واقامها بغير قوائم ورفعها بغير دعائم و حصنها من الاود و الاعوجاج وقال ضمن (خطبة الاشباح) :
كبس الأرض مورا امواج مستفحلة ولجج بحار زاخرة .....الخ وقال (ع) ضمن الخطبة (211): وارسى ارضاً يحملها الاخطر المتعنجر و القمقام المسخر قد ذل لامره واذعن لهيبته ....الى ان قال (ع) :
فسبحان من امسكها بعد موجان مياهها واجمدها بعد رطوبة اكنافها فجعلها لخلقه مهاداً وبسطها لهم فراشا فوق بحر لجي راكد لا يجري وقائم لا يسري تكركره الرياح العواصف و تمغضه الغمام الذوارف واذا علمنا ان الرسول (ص) قد امر ان يكلم الناس على قد ر عقولهم كذلك كان الإمام علي (ع) فاستعمل المصطلحات التي تستوعبها عقولهم مقرباً اليهم المعاني بأمثلة من واقع حياتهم، علمنا من خلال الجمع بين النصوص اعلاه ان كتلة الأرض بجميعها لا تستقر على اية قاعدة ولا تقوم على اعمدة و لا ترفعها دعائم وانما استقرت قشرتها الأرضية و هي كرة فوق سوائل مضربة ساخنة قد تأثرت بثقل القشرة الأرضية فسكنت الأرض واستقرت فوق سوائلها.
6- جاءت نصوص خلق الإنسان في القران الكريم ضمن ايات كثيرة تبدوا انها مختلفة وغير منسجمة و لكن الإمام علي (ع) اوضح تفاصيل ذلك ومراحل خلق الإنسان ضمن الخطبة الاولى من (نهج البلاغة) بقوله (ع) : ثم جمع سبحانه من خرق الأرض وسهلها وعذبها و سبغها تربة سنها بالماء حتى خلصت ولاطلها بلبله حتى لزبت فجيل منها صورة ذات احناء ووصول واعضاء وفصول فأجمدها حتى استمسكت واصلدها حتى صلصلت للوقت معدود
واجل معلوم ثم نفخ فيها من روحه فمثلت انساناً ذا اذهان يجليها و فكر يتصرف بها و جوارح يختدمها و ادوات يقلبها ومعرفة يفرق بها بين الحق و الباطل و الاذواع.
ان النص يؤكد الخلق المستقل لادم و عدم ولادته من ابوين كما ادعى البعض و ينفي صحة نظرية التطور العضوي التي حاول البعض القول بعدم تناقضها مع مفاهيم الفكر الاسلامي رغم ان النظرية قد دحضها الكثير من علماء الطبيعة.
7- (افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد) (ق) (15).
في احاديث الائمة السجاد الباقر و لصادق (ع) وردت في (بحار الانوار) و (مشارق الانوار) و (الخصال) بأن الله تعالى خلق اكثر من ادم قبل ادم الذي نحن من ذريته وقد حاسب ذرياتهم واسكن المؤنين الجنة والعصاة في النار في نص الحديث عن الإمام الباقر (ع) كما في (الخصال)
قال: والله ليخلقن خلقاً من غير فحوله ولا اناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه و يخلق لهم ارضاً تحلهم و سماء تظلهم وذلك بعد ان يحاسب النوع الحالي ن البشر اذا جعلنا هذا النص مفسر للنصوص القرانية التي اشارت الى تكاثر الإنسان من نطفة، نطفة، مشاج، ماء مهين، من ذكر وانثى .....الخ علمنا ان هذه النصوص تؤكد عدم امكانية توصل الباحثين الى جعل الإنسان يتكاثر بما يعرف بالاستنساخ او الاستنسال الحيوي فقد قضت اردة الله تعالى ان يتكاثر النوع الحالي من البشر بما هو سائد حالياً من الزواج بين الذكر والانثى حصراً و انه تعالى بقدرته سيجعل النوع اللاحق من البشر يتكاثر دون الحاجة الى وجود الذكورة و الانوثة وربما تم بالاستنساخ كما ان وجود اثار البشر قبل مئات الالاف و ملايين السنين يدل على وجود سلالات بشرية خلقها الله تعالى من ادم او عدد منه فتناسلوا و تكاثروا ثم افناهم فحاسبهم واسكن المؤمنين منهم الجنة واسكن العصات النار فهم ليسوا اجداداً للبشر الحالي كما يرى انصار التطور العضوي وانما هم فئات من البشر خلقوا منفصلين ثم ختم فنائهم جميعاً وخلق ادم الذي نحن من ذريته من تراب منفصلاً عن سابقته.
8- في قصت لنبي ادم (المائدة) (27-31) يرى البعض ان اباء ادم تزوجوا من نساء من الجن او من حوريات من الجنة ولكن الإمام السجاد (ع) كما في (الخصال) اكد بان الشرائع الالهية قد جرت في ان يتزوج كل ولد من ابناء ادم من اخته الغير التوئم معه في الجيل اللاحق تم تحريم الزواج الإخوة من الأخوات وما زال وقد قدم السيد الطباطبائي الادلة على صحة هذا الزواج بين ابناء ادم من الناحية التاريخية و عدم تعارضه مع فطرة الله تعالى في خلقه وان الشرع الالهي قد حدد ذلك لعدم وجود غير الاخوة و الاخوات في اول جيل من البشرية وان نصوص القران الكريم تؤكد ذلك ولا تنفيه.
9- في قصة الملكين هاروت وماروت (البقرة) (102) ورد في كثير من التفاسير انهما اتيا بأمرءة وشربا الخمر وقتلا النفس بغير حق و مارسا الزنا ثم عرجت المراءة الى السماء فمسخها لله تعالى كوكب الزهرة وقال السيد الطباطبائي بان المفسرين قد اختلفوا في تفسير الاية اختلافاً عجيباً لا يكاد يوجد نظيره في اية اخرى من ايات القران المجيد.
عن الإمام العسكري (ع) كما في (عيون اخبار الرضا) قال :
ان ملائكة الله معصومون محفظون من الكفر و القبائح بالطاف لله تعالى ثم استدل (ع) من بعض نصوص القران على ذلك ثم نقل عن اباءه (ع) عن رسول الله (ص) قوله بان الله تعالى اختار الانبياء والاوصيائهم والملائكة المقربين بعلم منهم بانهم لا يواقعون ما يخرجون عن ولايته وينقطعون به عن عصمته و ينتمون به الى المستحقين لعذابه ومعصيته وقد ذكره لطبرسي في (الاحتجاج) كذلك.
ثم نقل الشيخ الصدوق في (عيون اخبار الرضا) جواب الإمام الرضا (ع) عن سؤال للمأمون بان الزهرة وسهيل كوكبان ثم اكد (ع) بان الله عز وجل لا يمسخ اعدائه انوارا مضيئة ثم يبقيها ما بقيت السموات والأرض و ان الممسوخ لم يبقى اكثر من ثلاثة ايام حتى ماتت و ما تناسل منها شيء و ما على وجه الأرض ليوم مسخ و قد انكر السيد الطباطبائي قصة مسخ كوكب لزهرة دون ان ينقل احاديث الائمة (ع) المشار اليها اعلاه.
10- وردت في بعض التفاسير ان الشمس تطلع وتغرب بين قرني شيطان الا ان الإمام الحجة المنتظر (عج) اجاب عن سؤال حول ذلك فقال:
اما ما سئلت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، فلئن كان كما يقول الناس:
(ان الشمس تطلع بين قرني شيطان وتغرب بين قرني شيطان فما ارغم انف الشيطان افضل من لصلاة فصلها و ارغم لشيطان انفه كما في الاحتجاج مع بعض لتغير ورد في (اكمال الدين واتمام النعة ) واجابنا اية الله العظمى السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم شفوياً بان النصوص المعتمدة لا تشير الى كراهية اداء الصلاة عند طلوع الشس وغروبها و سخر الشيخ باقر شريف القرشي في (حياة الإمام المهدي) من حديث طلوع الشمس وغروبها بين قرني شيطان وقال بأنه من مهازل الافكار والاقوال.
اذا كان الله تعالى وكنا نعذر الماضين في عدم ذكرهم لنصوص احاديث الائمة (ع) اعلاه فلا احد يقبل عذر المعاصرين في اهمال الاشارة اليها خصوصاً وسائل الاعلام من مجلات و محطات تلفزة وما التوفيق الا من عند الله تعالى.