القبلة
  • عنوان المقال: القبلة
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:49:36 1-9-1403

القبلة في اللغة اسم للحالة التي عليها المقابل، نحو الجِلسة والقِعدة، ثمّ صار اسماً للمكان المقابل المتوجَّه إليه في الصلاة(1).
وفي الحديث: إن الله تبارك وتعالى جعل الكعبة قِبلةً لأهل المسجد، وجعل المسجد قِبلة لأهل الحرم، وجعل الحرم قِبلة لأهل الدنيا(2).
وكانت قِبلة المسلمين الأولى هي المسجد الأقصى، وكان اليهود يُعيّرون المسلمين في تبعيّة قبلتهم ويتفاخرون عليهم، فحزن رسول الله صلّى الله عليه وآله لذلك، فخرج في سواد الليل يقلّب وجهه في السماء ينتظر الوحي من الله سبحانه وكَشْف همّه(3)، فنزل قوله تعالى: قد نَرىَ تَقلُّبَ وجهِكَ في السماءِ فلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلةً ترضاها فَوَلِّ وَجهَك شَطرَ المسجدِ الحرام (4).
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ تحويل القبلة إلى الكعبة حصل بعد هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة بسبعة أشهر(5).
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: فوَلِّ وجهكَ شَطرَ المسجدِ الحرام» قال: استقبل القِبلة بوجهك ولا تقلب وجهك من القبلة فتفسد صلاتك، فإنّ الله يقول لنبيّه في الفريضة « فولِّ وجهك... » الآية(6).
وفي الحديث أنّه نُهي عن الجُماع مستقبل القِبلة ومستدبرها، ونُهي عن استقبال القبلة ببولٍ أو غائط(7).
وهذا الجمع للناس ـ على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ـ على التوجّه إلى نقطة واحدة، يمثّل وحدتهم المعنوية وارتباطهم والتئام قلوبهم، وهذا ألطف روح يمكن أن تنفذ في جميع شؤون الأفراد في حياتهم الماديّة والمعنويّة(8).

--------
1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 392.
2 ـ من لا يحضره الفقيه، للصدوق 177:1 ـ 178 حديث 2.
3 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 328:1.
4 ـ البقرة: 144.
5 ـ تفسير القمّي 63:1.
6 ـ تفسير العيّاشي 83:1 حديث 116.
7 ـ من لا يحضره الفقيه 180:1حديث 11.
8 ـ تفسير الميزان 341:1 ـ 342.