القُدْس والتَّقديس: تنزيه الله تعالى، والقُدّوس: الطاهر المنزَّه عن العيوب والنقائص(1).
وقد ورد اسم « القدّوس » ـ وهو من أسماء الله تعالى ـ في القرآن الكريم مرّتين (2): في قوله عزّ من قائل: هُوَ اللهُ الذي لا إله إلاّ هو الملِكُ القُدّوس (3)، وقوله عزّوجلّ: يُسَبِّحُ للهِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ الملِكِ القُدّوسِ العزيزِ الحكيم (4).
وقيل في معنى « القدّوس » في الآيتين الكريمتين: القدّوس هو البريء من شوائب الآفات الموجبات للجهل(5). وقيل: أي الطاهر من كلّ عيب ونقص وآفة، المنزّه عن القبائح. وقيل: هو المطهَّر عن الشريك والولد، لا يُوصف بصفات الأجسام، ولا بالتجزئة والانقسام. وقيل: هو المبارك الذي تَنزل البركات من عنده(6).
والتقديس هو التطهير والتبريك، وفي التنزيل: ونحنُ نُسَبِّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك (7) أي نُطهّر أنفسَنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدّسه، أي نُطهرّه.
ومن هذا « بيت المَقْدِس » أي البيت المطهَّر، أي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب(8).
وقيل في معنى « نقدّس لك »: أي نُنزّهك عمّا لا يليق بك من صفات النقص، ولا نُضيف إليك القبائح(9).
-----------
1 ـ لسان العرب، لابن منظور 61:11 « قدس »، مجمع البحرين، للطريحي 1450:3.
2 ـ انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: «قدس».
3 ـ الحشر: 59.
4 ـ الجمعة: 1.
5 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 360:2، تفسير نور الثقلين، للحويزي 296:5.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 400:9.
7 ـ البقرة: 30.
8 ـ لسان العرب 61:11. تفسير مجمع البيان 178:1.
9 ـ تفسير مجمع البيان 178:1.