من صفات الله عزّوجلّ، الذي لا تَعزُب عن حفظه الأشياءُ كلّها، وقد حفِظ سبحانه على خلقه وعباده ما يعملون من خير وشرّ، وحفِظ السماوات والأرض بقدرته، لا يَؤودُه حِفظُهما وهو العليّ العظيم.
الحافظ والحفيظ: الموكَّل بالشيء يحفظه، والحفَظَة: الملائكة الذين يُحصُون الأعمال ويكتبونها على بني آدم(1).
والحِفظ: العِلم، ومنه قوله تعالى: وربُّكَ على كلّ شيءٍ حَفيظٌ (2)، أي عالِم لا يفوته عِلم شيء من أحوالهم(3)، وقوله تعالى: بما استُحفِظوا مِن كتابِ الله (4)، أي بما عُلِّموا وأُودعوا(5).
والحِفظ: الصيانة والتعاهد، ومنه قوله تعالى: إنّ رَبِّي عَلى كُلّ شيءٍ حَفيظ (6)، يحفظه من الهلاك إن شاء، ويُهلكه إذا شاء. وقيل: إنّ ربيّ يحفظني عنكم وعن أذاكم(7)، وقوله تعالى: فَمَا أرسلناكَ عَلَيهم حَفيظاً (8)، أي حافظاً(9).
والحِفظ: ضدّ النسيان، ومنه قوله تعالى: والَّذين اتّخذوا مِن دُونِه أولياءَ اللهُ حَفيظٌ علَيهم (10)، أي حافظ عليهم أعمالَهم، لا يَعزُب شيءٌ منها عنه، ليُجازيهم على ذلك كلّه(11)، وقوله تعالى: وعِندَنا كتابٌ حَفيظ (12)، أي حافظ لأعمالهم(13).
----------
1 ـ لسان العرب، لابن منظور 242:3 «حفظ».
2 ـ سبأ: 21.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 609:8.
4 ـ المائدة: 44.
5 ـ قاموس القرآن، للدامغاني 138.
6 ـ هود: 57.
7 ـ تفسير مجمع البيان 259:5.
8 ـ النساء: 80. الشورى: 48.
9 ـ لسان العرب 243:3. المفردات، للراغب الإصفهانيّ 124.
10 ـ الشورى: 6.
11 ـ تفسير مجمع البيان 34:9.
12 ـ ق: 4.
13 ـ المفردات 124.