أحد ملائكة الله المقرّبين الأربعة، وهم: جبرئيل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، وجبرئيل أفضلهم.
وقد أشير إليه في ثلاث آيات قرآنيّة، هي: الآية 97 والآية 98 من سورة البقرة، والآية 4 من سورة التحريم.
سُميّ جَبرئيل في القرآن الكريم والسنّة بأسماء أخرى، أشهرها: «روح القُدُس» و «الرُّوح الأمين»، قال تعالى: قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُس مِن ربِّكَ (1)، وقال تعالى: نَزَلَ بهِ الرُّوحُ الأمينُ * على قَلبِك (2)، وقال: قُل مَن كانَ عَدُوّاً لجِبريلَ فإنّه نَزّلَهُ على قلِبكَ بإذنِ الله (3).
وأُشير إليه بأسماء أخرى، من أمثال: «شديد القُوى»(4) و «رسولٌ كريم»(5) و «الرُّوح»(6). وذكرت سورة النجم أمر رؤية النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السّلام، في قوله تعالى: ذو مِرّةٍ فاستوى * وهُو بالأُفقِ الأعلى (7)، حيث قال المفسّرون: إنّ جبرئيل عليه السّلام كان يأتي النبيّ صلّى الله عليه وآله في صورة الآدميّين، فسأله النبيُّ صلّى الله عليه وآله أن يُريه نفسه على صورته التي خُلق عليها... وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله بـ «حِراء»، فطَلعَ له جبرئيل عليه السّلام من المشرق، فسدّ الأُفق إلى المغرب(8).
وجاء في كثير من الروايات أنّ جبرئيل عليه السّلام كان يأتي النبيَّ صلّى الله عليه وآله في هيئة شابّ وسيم يُدعى دِحيةَ الكَلْبيّ.
وكان لجبرئيل عليه السّلام حضور فاعل طوال مسيرة الإسلام، منذ أن نزل على النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله في غار حِراءَ بأوّل آيات القرآن، وقرأ عليه سورة العَلَق، ومروراً بمساندته المسلمين مع سائر الملائكة في حروبهم، وخاصّة في معركة بدر، ثمّ مرافقته النبيَّ الكريم صلّى الله عليه وآله في مِعراجه.
ونُقل أنّه نزل على إبراهيم عليه السّلام خمسين مرّة، وعلى موسى عليه السّلام أربعمائة مرّة، وعلى عيسى عليه السّلام عشر مرّات، وعلى محمّد صلّى الله عليه وآله أربعة وعشرين ألف مرّة(9).
--------
1 ـ النحل: 102.
2 ـ الشعراء: 193 و 194.
3 ـ البقرة: 97.
4 ـ في قوله تعالى: «علّمه شديدُ القُوى» النجم: 5.
5 ـ في قوله تعالى: «إنّه لَقولُ رسولٍ كريم» التكوير: 19.
6 ـ في قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ فيها بإذنِ ربِّهم من كلِّ أمر» القدْر: 4.
7 ـ النجم: 6 و 7.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 262:9.
9 ـ مجمع البحرين، للطريحي 266:1.