لاعجاز الالهى ...فى وصف النوم بالسبات
  • عنوان المقال: لاعجاز الالهى ...فى وصف النوم بالسبات
  • الکاتب: دكتور أحمد شوقى ابراهيم
  • مصدر: عضو كلية الأطباء الملكية بلندن
  • تاريخ النشر: 3:1:17 2-9-1403

يقول تعالى "وجعلنا نومكم سباتا "جاء التعبير القرآنىفىالآيةالكريمة فى أسلوب تشبيه حذفت منه أداة التشبيه
وبذلك صار المشبه عينالمشبه به ، فصار النوم سباتا ، ومن معانى السبات الموت وبهذا المعنى شبه النومبالموت .. فالنوم موتة صغرى كما قال الله عز وجل " وهوالذى يتوفاكم بالليل " (الأنعام 60 ) ومن هذا نفهم بعض المعانى فىالحديث النبوى الشريف:"كما تنامون فكذلكتموتون ، وكما تستيقظون فكذلك تبعثون " .
وفىاللغة : السبات هو الانقطاع عنالعمل والتمدد على الفراش،والسبات أيضا هوالنوم الذى لا يخالطه ازعاج، لذلك سميتالراحة والانقطاع عن العمل سباتا ،
" ويذهب الانسان الىفراشه لينام اذا أحس بالخمول يسرى فى جسده ، ليقوم بعد ذلك من نومه نشيطا ، وفى ذلكيقول الله عزوجل"ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا"( آل – العمران 154 )والأمنة
الأمن، والنعاس الفتور أو النوم ، أى أعقبكم بعد الجهد والتعب أمناتنامون
فيه وقال تعالى أيضا( اذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ( الأنفال 11 ) .
فالنوم نعمة من نعم الله على عباده،وآية منه كمافى قوله " ومن آياتهمنامكم بالليل والنهاروابتغاؤكم من فضله"( الروم 32 ) فقوله تعالى فى سورةالنبأ  "وجعلنا نومكم سباتا " اشارة الى نعمة من نعم الله تعالى على عباده وآية من آيات خلقه،ولا شك أن عالم النوم الذى نعيشه عالم عجيب وملئ بالأسرار .. الاأن تعود الناس عليه أزال عنهم العجب منه، فلم يعد يلفت انتباههم أو يثيردهشتهم.
وسمى النوم بالموت الأصغر ، لأن النائم لا يعيش عالم الزمن والوعىوالادراك ،ولكنه يعيش بعقله ونفسه وروحه فى عالم آخر ، لا يعى فيه أمرا ولا يدركفيه شيئا،ولا يحس بمرور الزمن ، واذا لم يستيقظ الانسان من نومه ، يكون قد دخلفىحالةالموت الأكبر ، وفى ذلك يقول الله تعالى : " الله يتوفى الأنفس حينموتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى أجلمسمى ان فىذلك لآيات لقوم يتفكرون" ( الزمر 42 )
والنومضرورى للانسان ولا يستطيع أىانسان أن يقاوم الرغبة الملحة للنوم اذاحرم منه أياماقلائل ولو حاول أن يقاوم الرغبة الملحةللنوم، فان النوم سيغلبه حتمافينام،ولو كانعلى قارعة الطريق ولو كان تحت أشعة الشمس
الحارقة،ولو كان فوق الجليد،ولو حرمأحدالسائقين من النوم يوما أو يومين فسوف ينام على عجلة القيادة أثناء قيادتهلسيارته ، وهذا من أسباب حوادث السيارات التى تؤدى بحياة كثير من الناس .
وقديتحمل الانسان الحرمان من الطعام والشراب أياما عديدة ، ولكنه لا يتحمل الحرمان منالنوم أياما قليلة
الى هذا الحد تبلغ حاجةالانسان الى النوم، ومن هذا ندرك أن النوم نعمة من نعم الله تعالى على عبادهورحمةمنه بهم كما فى قوله تعالى على عباده ورحمة منه بهم كما فى قوله تعالى"ومنرحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوامن فضله ولعلكم تشكرون "( القصص 73 )،وفى قوله تعالى:"ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ان فى ذلكلآيات لقوم يسمعون " ( الروم23 ) وسواء كان النوم فى ليل أو نهار فهو نعمة ورحمة منالله تعالى لعبادة .
ان كل انسان يعيش فىحياته فى عالمين مختلفين كلالاختلاف،عالم اليقظةوعالم النوم ، ويحدث النوم على درجات أو مراحل متعددة .أولمرحلة فى النوم تسمى النعاس ، انه السنة فهى مغالبة النوم للانسان . كما قال الشاعر :وسنان أقصده النعاس فرنقت فى عينه سنة وليس بنائم
"رنقت فى عينه سنة " أىخالطت عينه سنة فالنعاس والسنة يحدثان فتورا فى بالجسم وهو أول مرحلة من مراحلالنوم،فيثقل الجسم ، ويغالب الغمض الجفون فهو ليس نوما حقيقيا ولكنه مقاربةالنومالجفون وأول مايحدث هو النعاس ثم السنة ثم النوم كما قال الله عز وجل عن نفسه " لاتأخذه سنة ولا نوم " ( البقرة 255 )
ويسترخى الجسم أثناءالنوم استرخاءعضليا ونفسياوذلك يحقق شفاء نفسياوبدنياللانسان ولا تتغيرالعمليات الحيوية فى الجسم أثناء النوم ولكن تتغير العلاقة بينالجسم والروح.