شذراتُ نورانيّة (2)
الأذان
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يُغفَر
للمؤذّن مَدَّ صوتهِ وبصره، ويُصدّقه كلُّ رطبٍ ويابس، وله في كلِّ مَن
يصلّي بأذانه حَسَنة » ( بحار الأنوار 104:84 / ح 3 ـ عن: المُقنعة للشيخ
المفيد:15 ).
• وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « لِيُؤذِّنْ
لكم أفصَحُكم، وليَؤمَّكم أفقهُكم » ( بحار الأنوار 161:84 / ح 65 ـ عن:
دعائم الإسلام للمغربي التميمي 147:1 ).
• وقال الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما
السلام: « وحقُّ المؤذّن أن تعلمَ أنّه مُذكِّر لك ربَّك عزّوجلّ، وداعٍ لك
إلى حظّك، وعونُك على قضاء فرض الله عليك، فاشكُرْه على ذلك شكراً للمحسن
إليك » ( بحار الأنوار 7:74 / ح 1 ـ عن: الخصال للشيخ الصدوق:569 / ح 1 ـ
باب الخمسين وما فوق، من رسالة الحقوق وجوامعها ).
• وعن أسماء بنت عُمَيس قالت: حدّثتني فاطمة عليها
السلام لمّا حَمَلَت بالحسن بن عليّ وولدته جاء النبيّ صلّى الله عليه وآله
وأذّن في أُذنه اليُمنى، وأقام في اليسرى... فلما كان بعد حَولٍ وُلد
الحسين، وجاءني النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: « يا أسماءُ هَلُمّي ابني
»، فدفعتُه في خِرقةٍ بيضاء، فأذّن في أُذنه اليُمنى وأقام في اليسرى. (
بحار الأنوار 111:104 ـ عن: عيون أخبار الرضا عليه السلام ).
• ورُوي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: «
مَن ساء خُلقُه فأذِّنوا في أُذُنه » ( بحار الأنوار 122:104 ـ عن: مكارم
الأخلاق للطبرسي الحسن بن الفضل ).
• وعن الإمام الحسين عليه السلام قال: « كنّا
جلوساً في المسجد إذ صعد المؤذّنُ المنارة فقال: ألله أكبر الله أكبر، فبكى
أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالبٍ عليه السلام وبكينا ببكائه. فلمّا فرغ
المؤذّن قال: أتدرون ما يقول المؤذّن ؟ قلنا: اللهُ ورسوله ووصيّه أعلم،
فقال: لو تعلمون ما يقول لَضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، فلِقولِه: « ألله
أكبر » معانٍ كثيرة، منها أنّ قول المؤذّن: الله أكبر، يقع على قِدمه
وأزليّته وأبديّته، وعلمه وقوّته وقدرته، وحلمه وكرمه وجوده وعطائه
وكبريائه، فإذا قال المؤذّن: الله أكبر، فإنّه يقول: الله الذي له الخَلْق
والأمر، وبمشيّته كان الخَلق، ومنه كان كلُّ شيء للخلق، وإليه يرجع الخلق،
وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل، والآخِرُ بعد كلّ شيءٍ لا يزال، والظاهر
فوق كلّ شيءٍ لا يُدرَك، والباطن دونَ كلِّ شيءٍ لا يُحَدّ، فهو الباقي
وكلُّ شيءٍ دونه فانٍ.
والمعنى الثاني « الله أكبر » أي العليم الخبير، عَلِمِ ما كان وما يكون
قبل أن يكون. والثالث « الله أكبر » أي القادر على كلّ شيء يَقْدِر على ما
يشاء، القويّ لقدرته، المقتدر على خَلْقه، القويّ لذاته، وقدرتُه قائمة على
الأشياء كلّها، إذا قضى أمراً فإنّما يقول له: كنْ، فيكون. والرابع « الله
أكبر » على معنى حلمه وكرمه، يَحلُم كأنّه لا يَعلَم، ويصفح كأنّه لا يَرى،
ويَستُر كأنه لا يُعصى، لا يعجل بالعقوبة كرماً وصفحاً وحلماً.
والوجه الآخر في معنى « الله أكبر » أي الجواد جزيل العطاء، كريم الفعال.
والوجه الآخر « الله أكبر » فيه نفيُ كيفيّته، كأنّه يقول: اللهُ أجَلُّ
مِن أن، يَدرَك الواصفون قدر صفته الذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون
على قَدْرهم لا على قَدْر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون
صفته عُلوّاً كبيراً. والوجه الآخر « الله أكبر » كأنّه يقول: اللهُ أعلى
وأجَلّ، وهو الغنيُّ عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خَلْقه ». ( ويستمرّ
عليه السلام مُفصِّلاً حتّى يقول: ).
« وأمّا قوله: « حيَّ على الصلاة » أي هلمّوا إلى خير أعمالكم، ودعوة
ربّكم، وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربّكم، وإطفاءِ نارِكمُ التي أوقدتُموها على
ظهوركم، وفَكاكِ رقابكمُ التي رهنتموها بذنوبكم؛ ليُكفّر اللهُ عنكم
سيّئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويُبدّلَ سيّئاتكم حسنات، فإنّه مَلِكٌ كريم،
ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا ـ معاشرَ المسلمين ـ بالدخول في خدمته،
والتقدّم إلى بين يَدَيه.
وفي المرّة الثانية « حيَّ على الصلاة » أي قوموا إلى مناجاة ربّكم، وعَرضِ
حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفّعوا به، وأكثروا الِّذكْرَ
والقنوت والركوع والسجود والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجَكم، فقد أذِن
لنا في ذلك ».
( ويمضي أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام في بيانه وتفسيره للأذان، فيقول:
) « وأمّا قوله: لا إله إلاّ الله، معناه: لله الحجّة البالغة عليهم
بالرسول والرسالة، والبيان والدعوة، وهو أجَلُّ من أن يكون لأحدٍ منهم عليه
حُجّة، فَمَن أجابه فله النور والكرامة، ومَن أنكره فإنّ الله غنيٌّ عن
العالمين، وهو أسرع الحاسبين.
ومعنى « قد قامت الصلاة » في الإقامة، أي حان وقت الزيارة والمناجاة،
وقضاءِ الحوائج ودركِ المُنى، والوصولِ إلى الله عزّوجلّ وإلى كرامته وعفوه
ورضوانه وغفرانه » ( معاني الأخبار للشيخ الصدوق:38 ـ 41 / ح 1 ).
الإيذاء
• قال تعالى:
ولَقَد كُذِّبَت رُسلٌ مِن قَبلِك فَصَبَروا على
ما كُذِّبُوا وأُوذُوا حتّى أَتاهُم نَصرُنا..
[ سورة الأنعام:34 ].
ـ
فالَّذينَ هاجَرُوا وأُخرِجُوا مِن دِيارِهم
وأُوذُوا في سبيلي وقاتَلُوا وقُتِلوا لأُكفِّرنّ عَنهُم سيّئاتِهِم
ولأُدخِلَنّهم جَنّاتٍ تَجري مِن تحتِها الأنهارُ ثواباً مِن عندِ اللهِ
واللهُ عندَه حُسنُ الثواب
[ سورة آل عمران:195 ].
ـ
والَّذينَ يُؤذُونَ المؤمنينَ والمؤمناتِ بِغيرِ
ما اكتَسَبوا فَقدِ احتَملُوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً
[ سورة الأحزاب:58 ].
•• وقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: « مَن
نَظَر إلى مؤمنٍ نظرةً يُخيفُه بها أخافَه اللهُ تعالى يومَ لا ظِلَّ إلاّ
ظلُّه.. » ( بحار الأنوار 150:75 / ح 13 ـ عن: جامع الأخبار للسبزواري:415
/ ح 1151 ).
ـ « مَن آذى مؤمناً فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله، ومَن آذى اللهَ
فهو ملعونٌ في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان » ( جامع الأخبار:415 / ح
1150 ).
ـ « مَن أحزن مؤمناً ثمّ أعطاه الدنيا، لم يكن ذلك كفّارتَه، ولم يُؤجَر
عليه » ( جامع الأخبار:415 / ح 1154 ).
• وعن هشام بن