شذراتٌ نورانيّة (7)
البهتان
• قال تعالى:
ومَن يَكسِبْ خطيئةً أو إثماً ثُمَّ يَرْمِ به
بَريئاً فقدِ احتمَلَ بُهتاناً وإثْماً مُبيناً
[ سورة النساء:112 ].
وقال عزّ من قائل:
والَّذين يُؤذُون المؤمنينَ والمؤمناتِ بغيرِ ما
اكتَسَبوا فَقدِ احتَملُوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً
[ سورة الأحزاب:58 ].
كتب العلاّمة الطباطبائي رحمه الله: وأمّا إيذاؤهم بغير ما اكتسبوا ومن دون
استحقاق فيَعدُّه الله سبحانه احتمالاً للبهتان والإثم المبين. والبهتان هو
الكذب على الغير يُواجهه به، ووجه كون الإيذاء من غير اكتساب بهتاناً أنّ
المؤذي إنّما يُؤذيه لسببٍ عنده يَعدّه جرماً له، يقول: لِمَ قال كذا ؟
لِمَ فعَلَ كذا ؟ وليس بجرم، فيبهته عند الإيذاء بنسبة الجرم إليه مواجهةً،
وليس بجرم! وكونه إثماً مُبيناً؛ لأنّ الافتراء والبهتان ممّا يُدرِك
العقلُ كونَه إثماً، من غير حاجةٍ إلى ورود النهي عنهما شرعاً ( الميزان في
تفسير القرآن 339:16 )..
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن بَهَت مؤمناً أو مؤمنة، أو قال
فيه ما ليس فيه، أقامه الله تعالى يومَ القيامة على تَلٍّ مِن نار حتّى
يخرج ممّا قاله فيه » ( بحار الأنوار 194:75 / ح 5 ـ عن: عيون أخبار الرضا
عليه السلام للصدوق 33:2 / ح 63 ـ الباب 31 ).
• وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: « مَن باهَتَ مؤمناً أو مؤمنةً بما
ليس فيهما، حبَسَه اللهُ عزّوجلّ يوم القيامة في طينةِ خَبال، حتّى يخرج
ممّا قال »، قيل له: وما طينة خبال ؟ قال: « صديدٌ يخرج من فروج المومسات »
( يعني الزواني! بحار الأنوار 194:75 / ح 6 ـ عن: معاني الأخبار للصدوق:164
).
• وقال أمير المؤمنين: « لا قَحّةَ كالبُهت » ( غرر الحكم ).
وقال عليه السلام أيضاً: « البهتان على البريء أعظم من السماء » ( بحار
الأنوار 31:78 / ح 99 ).
المباهلة
• قال تعالى:
فَمَن حاجَّك فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَك مِن
العِلمِ فَقُل تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكُم ونساءَنا ونساءَكُم
وأنفُسَنا وأنفُسَكُم ثمّ نَبتهِلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ علَى الكاذبين
[ سورة آل عمران:61 ].
• « إنّ نصارى نَجرانَ لمّا وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وآله، كان
سيّدهم الأهتم والعاقب والسيّد... فقالوا: إلى ما تدعونا ؟ فقال: إلى شهادة
أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسولُ الله، وأنّ عيسى عبدٌ مخلوق يأكل ويشرب
ويُحدِث... فقال صلّى الله عليه وآله: فباهِلُوني، فإن كنتُ صادقاً
أُنزِلَت اللعنةُ عليكم، وإن كنتُ كاذباً أُنزِلت عَلَيّ. فقالوا:
أنْصَفْتَ. فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم:... إن
باهَلَنا بقومه باهَلْناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهَلَنا بأهل بيته خاصّة
فلا نباهله، فإنّه لا يَقْدِم على أهل بيته إلاّ وهو صادق..
فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين
وفاطمة والحسن والحسين... ففَرِقُوا ـ أي خافوا ـ وقالوا لرسول الله صلّى
الله عليه وآله: نُعطيك الرضى فاعفِنا عن المباهلة. فصالحهم على الجزية » (
الإمام الصادق عليه السلام، نور الثقلين 347:1 / ح 157 ـ عن تفسير القمّي
).
• وفي ( الدرّ المنثور ) كتب السيوطي في ظلّ آية المباهلة: أخرج مسلم
والترمذي وابن المنذر والحكم والبيهقي في ( السنن الكبرى ) عن سعد بن أبي
وقّاص قال: لمّا نزلت هذه الآية: « قُلْ تَعالَوا نَدْعُ... » دعا رسول
الله صلّى الله عليه وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهمّ
هؤلاءِ أهلي ».
• وعن الإمام الصادق عليه السلام قال في المباهلة: تُشبِّك أصابعك في
أصابعه ثمّ تقول: « اَللهمّ إن كان فلانٌ جَحَد حقّاً وأقرّ بباطل، فأصِبْه
بِحُسبانٍ من السماء أو بعذابٍ من عندك ».
• وجاء عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: « الساعةُ التي تُباهَل فيها ما
بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » ( الكافي 514:2 ).
البيعة
• قال تعالى:
إنَّ الَّذينَ يُبايِعونكَ إنَّما يُبايِعونَ
اللهَ..
[ سورة الفتح:10 ].
ـ
وأوفُوا بِعهدِ اللهِ إذا عاهَدْتُم ولا
تَنقُضُوا الأيمانَ بعدَ توكيدِها..
[ سورة النحل:91 ].
ـ
لَقَد رضيَ اللهُ عنِ المؤمنين إذْ يُبايِعونك
تحتَ الشجرة..
[ سورة الفتح:18 ].
• في( تفسير القمّي 315:2 ): نزلت هذه الآية في بيعة الرضوان، وقد اشترط
سبحانه عليهم أن لا يُنكِروا بعد ذلك على رسول الله صلّى الله عليه وآله
شيئاً يفعله، ولا يُخالفوه في شيءٍ يأمرهم به، فقال الله عزّوجلّ بعد نزول
آية الرضوان:
إنّ الذين يبايعونك إنّما يُبايعون اللهَ
..
• وقال تعالى في بيعة النساء:
يا أيُّها النبيُّ إذا جاءكَ المؤمناتُ
يُبايِعْنَك على أن لا يُشْرِكْنَ باللهِ شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا
يَزْنِينَ ولا يقتُلْنَ أولادَهُنّ ولا يأتينَ بِبُهتانٍ يَفتَرينَه بينَ
أيديهنّ وأرجُلِهِنَّ ولا يَعْصينَك في معروفٍ فَبايِعْهُنّ..
[ سورة الممتحنة:12 ].
• قال الإمام محمّد الجواد عليه السلام: « كانت مبايعة رسول الله صلّى الله
عليه وآله النساءَ أن يَغمِس يدَه في إناءٍ فيه ماء، ثمّ يُخرِجها وتغمسُ
النساء بأيديهنّ في ذلك الإناء بالإقرار والإيمان بالله والتصديق برسوله
على ما أخذ عليهنّ » ( تحف العقول:337 )..
• وقال تعالى:
فَمَن نَكَثَ فإنّما يَنكُثُ على نفسِه..
[ سورة الفتح:10 ].
• قال أمير المؤمنين عليه السلام: « إنّ في النار لَمدينةً يُقال لها:
الحصينة، أفلا تسألوني ما فيها! »، قيل له: وما فيها يا أمير المؤمنين ؟
قال: « فيها أيدي الناكثين » ( بحار الأنوار 186:67 / ح 7 ـ عن: ثواب
الأعمال للصدوق:227 ).
التجارة
• قال تعالى:
يا أيُّها الذين آمنُوا لا تأكُلُوا أموالكُم
بينَكُم بالباطلِ إلاّ أن تكونَ تجارةً عن تَراضٍ منكُم..
[ سورة النساء:29 ].
• وقال الإمام عليّ عليه السلام: « تَعرَّضُوا للتجارات؛ فإنّ لكم فيها
غِنىً عمّا في أيدي الناس، وإنّ الله عزّوجلّ يُحِبّ المحترِفَ الأمين » (
وسائل الشيعة 4:12 / ح 6 )..
• وعن المعلّى بن خُنَيس: رآني أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السلام وقد
تأخّرت عن السوق فقال: « أُغْدُ إلى عِزِّك ». ( وسائل الشيعة 3:12 / ح 2
).
• وعن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام قال: « لا تُخاطِرْ بشيءٍ رجاءَ
أكثرَ منه، واطلُبْ فإنّه يأتيك ما قُسِّم لك » ( تحف العقول:81 ).
ـ وقال عليه السلام: « يا معشر التجّار، الفقهُ ثمّ المَتْجَر، الفقه ثمّ
المتجر، الفقه ثمّ المتجر » ( الكافي 150:5 / ح 1 ).
• وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: « مَن أراد التجارة
فَلْيَتفَقَّهْ في دينه، ليعلمَ بذلك ما يَحِلّ له ممّا يَحرُم عليه، ومَن
لم يتفقّه في دِينه ثمّ اتّجَرَ تَورَّط في الشُّبُهات! » ( وسائل الشيعة
283:12 / ح 4 ).
• وفي آداب التجارة أيضاً قال الإمام عليّ سلام الله عليه: « يا معشرَ
التجّار، قَدِّموا الاستخارة، وتَبرّكوا بالسهولة، واقتربوا من المُبتاعين،
وتزيّنوا بالحِلْم، وتَناهَوا عن اليمين، وجانِبُوا الكذب، وتَجافَوا عن
الظُّلْم، وأنصِفُوا المظلومين، ولا تَقربوا الربا، وأوفُوا الكَيلَ
والميزانَ ولا تَبخَسُوا الناسَ أشياءَهم، ولا تَعثَوا في الأرضِ مُفسِدين
» ( وسائل الشيعة 284:12 / ح 1 ).
• وقبل ذلك جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أربعٌ مَن كُنّ فيه
طاب مكسَبُه: إذا اشترى لم يَعِبْ، وإذا باعَ لم يَحمَد، ولا يُدَلِّسُ،
وفيما بين ذلك لا يَحلِف » ( الكافي 153:5 / ح 18 ).
• وعنه صلّى الله عليه وآله قال: « مَن باع واشترى فَلْيَجتَنِبْ خمسَ
خصال، وإلاّ فلا يَبيعَنَّ ولا يشتَرِينّ: الربا، والحَلْف، وكتمانَ
العَيب، والحمدَ إذا باع، والذمَّ إذا اشترى » ( البحار 95:103 / ح 18 ).
• وقال تعالى:
وأوفُوا الكيلَ إذا كِلْتُم وزِنوا بالقِسْطاس
المستقيمِ ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً
[ الإسراء:35 ]. وقال جلّ وعلا:
وَيْلٌ لِلمُطَفِّفينَ * الذينَ إذَا اكتالُوا
على الناسِ يَستَوفُون * وإذا كالُوهم أو وَزَنُوهم يُخسِرون
[ المطفّفين: 1 ـ 3 ].
• وقد نادى رسول الله صلّى الله عليه وآله على أحدهم: « يا وَزّان، زِنْ
وأرجِحْ » ( كنز العمّال / خ 9338 )، وفيه رُوي أيضاً عنه قوله: « إذا
وَزَنتُم فأرجِحُوا » ( خ 9442 )..
• وروى الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: « مَرّ أمير المؤمنين عليه
السلام على جاريةٍ قد اشترت لحماً من قصّابٍ وهي تقول: زِدْني، فقال له
أمير المؤمنين عليه السلام: زِدْها؛ فإنّه أعظمُ للبركة » ( الكافي 152:5 /
ح 8 ).
• وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « رَحِمَ اللهُ عبداً، سَمْحاً
إذا باع سَمْحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى » ( كنز العمّال
/ خ 9453 ).
• وعنه صلّى الله عليه وآله أيضاً: « يا معشرَ التجّار، إنّ الشيطان والإثم
يحضران البيع، فَشُوبوا بيعَكُم بالصدقة » ( كنز العمّال / خ 9440 ).
ـ وعنه كذلك: « تاجرُ الدنيا مُخاطِرٌ بنفسه وماله، وتاجرُ الآخرة غانمٌ
رابح، وأوّلُ ربحه نفسُه ثمّ جنّة المأوى » ( تنبيه الخواطر 120:2 ).
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام