وهي الآية 33 من سورة الأحزاب: وقَرنَ في بيوتكنّ ولا تبرّجنَ تبرُّجَ الجاهليّةِ الاُولى وأقِمنَ الصلاةَ وآتينَ الزكاة وأطِعنَ اللهَ ورسوله إنّما يريد اللهُ لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهّركم تطهيراً .
وقد دُعيت بـ «آية التطهير» بلحاظ المقطع الأخير منها، وهو قوله تعالى إنّما يُريد الله لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهل البيت ويطهّركم تطهيراً .
أمّا المراد بـ «أهل البيت» في الآية، ففيه ثلاثة أقوال:
1 ـ الذين حرّم الله تعالى عليهم الصدقة لقرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله، منهم آل عليّ وآل عقيل وآل جعفر؛ باعتبارهم قد طُهّروا عن صدقات الناس وأوساخ أموالهم.
2 ـ نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله المخاطبات في صدر الآية.
3 ـ النبيّ صلّى الله عليه وآله، وعليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وفاطمة الزهراء عليها السّلام، والحسن والحسين عليهما السّلام، وقد أجمع أغلب علماء المسلمين على صحّة القول الثالث من بين هذه الأقوال، وذكروا في نفيهم للقول الثاني أنّ الخطاب لو كان موجّهاً إلى نساء النبيّ صلّى الله عليه وآله لكان ينبغي أن يُؤتى بالضمائر في آية التطهير بصيغة المؤنّث فيقال: (عنكنّ) و (يطهّركن)، في حين وردت تلك الضمائر بصيغة التذكير «عنكم»، «يطهّركم» الخاصّة بالرجال، وهم: رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعليّ عليه السّلام، وفيهم الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام، والحسَنان عليهما السّلام.
وقد ورد في هذا القول أحاديث جمّة عن الصحابة والتابعين، وتناقلتها المصادر، من أمثال:
جامع البيان، للطبري 705:22.
الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي 182:14.
تفسير ابن كثير 492:3.
البحر المحيط، لأبي حيّان الأندلسي 228:7.
وسواها من كتب التفسير والحديث.
كما ألّف العلماء مؤلفات عديدة في شأن هذه الآية الكريمة (لاحظ: رواق ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السّلام)