شذرات نورانيّة (1)
  • عنوان المقال: شذرات نورانيّة (1)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:8:0 2-9-1403

شذرات نورانيّة (1)

الإيثار
قال تعالى: « ويُؤْثرونَ على أنفُسِهِم ولَو كان بِهِم خَصاصة » [ الحشر:9 ].
روى أبوهريرة قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلاّ الماء، فقال: مَن لهذا الرجل الليلة ؟ فقال عليّ بن أبي طالب: أنا له يا رسول الله.
وأتى فاطمة فقال لها: ما عندكِ يا ابنةَ رسول الله ؟ قالت: ما عندنا إلاّ قوت العشيّة، لكنّا نُؤثر ضيفَنا، فقال: يا ابنة محمّد، نَوّمي الصبية وأطفئي المصباح. فلمّا أصبح عليّ غدا على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلم يبرح حتّى أنزل اللهُ عزّوجلّ: ويُؤْثِرونَ على أنفسهِم ولو كانَ بِهِم خصاصة . ( الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ السيوطي الشافعي ج 6 ص 95، تفسير نور الثقلين للحويزي ج 5 ص 285 / خ 51.. وفيه عن: الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن علي الطبرسي أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام قال في حديثٍ احتجاجيّ مفصل: « نشدتُكم بالله، هل فيكم أحدٌ نزلت فيه هذه الآية: ويُؤثرون على أنفُسِهم... ؟ »، قالوا: لا )..
وفي ( غرر الحِكم ودُرر الكَلِم ) جاءت كلمات الإمام عليّ عليه السلام هكذا:
ـ « أفضل السخاء الإيثار. الإيثار أعلى المكارم. الإيثار أعلى الإحسان. الإيثار سجيّة الأبرار، وشيمة الأخيار. كفى بالإيثار مكرمة »
وفي ( تنبيه الخواطر ) لورّام: قال موسى عليه السلام: يا ربّ، أرِني درجاتِ محمّدٍ وأمّته، قال: يا موسى، إنّك لن تُطيق ذلك، ولكن أُريك منزلةً من منازله جليلةً عظيمةً فضّلتُه بها عليك وعلى جميع خَلقي.
فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر موسى إلى منزلةٍ كادت تتلف نفسه من أنوارها وقُربها من الله عزّوجلّ، قال: يا ربّ، بماذا بلغته إلى هذه الكرامة ؟ قال: بِخُلقٍ اختصصتُه به مِن بينهم، وهو الإيثار. يا موسى، لا يأتيني أحدٌ منهم قد عمل به وقتاً من عمره إلاّ استحيَيتُ من محاسبته، وبوّأتُه من جنّتي حيث يشاء.
وفي ( تنبيه الخواطر ) أيضاً: بات عليّ بن أبي طالبٍ على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ ليلة هجرة النبيّ صلّى الله عليه وآله ـ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: إنّي آخَيتُ بينكما، وجعلتُ عمرَ الواحد منكما أطول من عمر الآخر، فأيُّكما يُؤْثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة، فاوحى الله عزّوجلّ إليهما: أفَلا كنتما مِثلَ عليّ بن أبي طالب، آخَيتُ بينه وبين محمّد، فبات على فراشه يَفديه بنفسه فيُؤْثره بالحياة ؟... فأنزل الله تعالى: « ومِنَ الناسِ مَن يَشْري نفسَه آبتغاءَ مرضاةِ الله، واللهُ رؤوفٌ بالعباد ».
• وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤُهم، وهم يدٌ على مَن سواهم، يسعى بذمّتهم أدناهم » ( أمالي الطوسي:110 ).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: « المؤمنُ أخو المؤمن، عينُه ودليله، لا يخونه ولا يَظلِمه ولا يَغشّه، ولا يَعِدُه عِدةً فيُخلفه » ( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 268:74 ).
وقال الإمام عليّ عليه السلام: « أعجزُ الناس مَن عَجَز عن اكتساب الإخوان، وأعجزُ منه مَن ضيّع مَن ظَفَر به منهم » ( بحار الأنوار 278:74 ).
وقال الإمام الرضا عليه السلام: « مَنِ استفاد أخاً في الله عزّوجلّ استفاد بيتاً في الجنّة » ( بحار الأنوار 276:74 ).
وقال الإمام الحسين عليه السلام: « إنّ أوصلَ الناس مَن وصَلَ مَن قطَعَه » ( بحار الأنوار 122:78 ).
وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « خيرُ إخوانِك مَن: أعانك على طاعة الله، وصدّك عن معاصيه، وأمرك برضاه » ( تنبيه الخواطر:362 ).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: « لا تُذهِبِ الحُشمةَ بينك وبين أخيك وأبقِ منها؛ فإنّ ذهاب الحشمة ذهابُ الحياء، وبقاء الحشمة بقاءُ المودّة » ( بحار الأنوار 253:78 ).