شذرات نورانيّة (28)
  • عنوان المقال: شذرات نورانيّة (28)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:57:22 2-9-1403

شذرات نورانيّة (28)

الحياء
مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله الحياءَ فقال: « الحياءُ لا يأتي إلاّ بخير » ( كنز العمّال / خ 5763 )، وقال: « الحياءُ خيرٌ كلُّه » ( معاني الأخبار:409 / ح 92 )، كذلك قال صلّى الله عليه وآله: « ما كان الفُحشُ في شيءٍ إلاّ شانَه، ولا كان الحياءُ في شيءٍ إلاّ زانَه » ( أمالي الطوسيّ:190 / ح 320 ).
ومدح أمير المؤمنين عليه السلام الحياءَ فقال: « الحياءُ سببٌ إلى كلّ جميل » ( بحار الأنوار 211:77 / ح 1 )، وقال أيضاً: « أحسنُ ملابس الدِّين الحياء » ( غرر الحكم / ح 2997 )، وكذلك قال عليه السلام: « الحياءُ مفتاحُ كلَِّ الخير » ( غرر الحكم / ح 340 ).
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام قولُه: « إنّ خصال المكارم بعضُها مُقيَّدٌ ببعض، يقسّمها اللهُ حيث يشاء، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده: صِدقُ الحديث، وصِدق اليأس، وإعطاء السائل، والمُكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرَّحِم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقِرَى الضيف، ورأسُهنّ الحياء » ( أمالي الطوسي:301 / ح 597 ).
وفي بيانٍ لآثار الحياء، رُويَ عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
ـ « الحياءُ يَصُدّ عن فعل القبيح » ( غرر الحكم / ح 1393 ).
ـ « سببُ العفّة الحياء » ( غرر الحكم / ح 5527 ).
ـ « على قَدْر الحياء تكون العفّة » ( غرر الحكم / ح 6181 ).
وأمّا ارتباط الإيمان بالحياء وشدّة علاقتهما، فيَتَبيَّنا من خلال هذه الأحاديث المباركة:
ـ قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: « لا حياءَ لمَن لا دِينَ له » ( بحار الأنوار 111:78 / ح 6 ).
ـ وقال الإمام الباقر عليه السلام: « الحياءُ والإيمان، مقرونانِ في قَرَن، فإذا ذهب أحدُهما تَبِعه صاحبُه » ( بحار الأنوار 177:78 / ح 45 ).
ـ وقال الإمام الكاظم عليه السلام: « الحياءُ مِن الإيمان، والإيمانُ في الجنّة. والبَذاء مِن الجفاء، والجفاءُ في النار ».
وإذا كان الحياء ممدوحاً كونه خُلقاً من أخلاق الإسلام، فإنّ حياءً آخَرَ جاء مذموماً في الروايات الشريفة، كالحياء عن الخوف والضّعة، فهو حياءُ ضَعف..
قال الإمام الصادق عليه السلام: « الحياءُ على وجهين: فمِنه ضَعف، ومنه قوّةٌ وإسلامٌ وإيمان » ( بحار الأنوار 242:78 / ح 34 ).
ومن آثار هذا الحياء المذموم انكماش المرء وتأخّره عن نوال الأرزاق ـ لا سيّما المعنويةَ منها:
ـ قال الإمام عليّ عليه السلام: « قُرِنَت الهيبةُ بالخيبة، والحياءُ بالحرمان » ( بحار الأنوار 337:71 / ح 23 ).
ـ وقال سلام الله عليه أيضاً: « الحياءُ يَمنَع الرزق » ( غرر الحكم / ح 274 ).
وهنالك أمرٌ خطير، وهو نزع الحياء من المرء، فإنّ آثاراً وخيمةً ستترتّب على ذلك، نتبيّنها من خلال هذه النصوص الشريفة:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن لم يستحي مِن الله في العلانية، لم يستحي من الله في السرّ » ( كنز العمّال / خ 5789 ).
ـ وقال الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام: « مَن لم يَتّقِ وجوهَ الناس، لم يتّقِ الله » ( بحار الأنوار 336:71 / ح 22 ).
ـ بل جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « لم يَبقَ مِن أمثال الأنبياء عليهم السلام إلاّ قولُ الناس: إذا لم تستحي فاصنَعْ ما شئت » ( عيون أخبار الرضا عليه السلام 56:2 / ح 207 ).
وللحياء حالات، منها الاستحياء من الله تبارك وتعالى:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله موصياً: « إسْتَحي من الله استحياءَك مِن صالحي جيرانك، فإنّ فيها زيادةَ اليقين » ( البحار 200:78 / ح 28 ).
ـ وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: « خَفِ اللهَ تعالى لقدرته عليك، واستحي منه لقُربهِ منك » ( بحار الأنوار 336:71 / ح 22 ).
ـ ورُوي عن الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: « أفضلُ الحياء استحياؤُك من الله »، « الحياءُ مِن الله يمحو كثيراً من الخطايا » ( غرر الحكم / ح 3112، و 1548 ).
ومنها: الاستحياء من المَلكَين:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ناصحاً: « لِيَسْتَحي أحدُكُم مِن مَلكَيه اللّذينِ معه، كما يَستَحْيِي مِن رجلَينِ صالحين من جيرانه، وهُما معه بالليل والنهار » ( كنز العمّال / خ 5751 ).
ـ ومن وصاياه صلّى الله عليه وآله لأبي ذرّ أن قال له: « يا أبا ذرّ، إستَحْيِ مِن الله، فإنّي ـ والذي نفسي بيده ـ لأَظَلّ حين أذهب إلى الغائط متقنِّعاً بثوبي أسْتَحْيِي من الملكَينِ اللَّذينِ معي » ( بحار الأنوار 83:77 / ح 3 ).
وأمّا حقُّ الحياء، فقد سُئل عنه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: « مَن استحيى مِن الله حقَّ الحياء، فَلْيَكتُبْ أجَلَه بين عينيه، ولْيَزهَدْ في الدنيا وزينتها، ويَحفَظَ الرأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، ولا ينسى المقابرَ والبِلى » ( بحار الأنوار 317:70 / ح 24 ).
لكنّ غاية الحياء يعرّفها لنا الإمام عليّ عليه السلام حيث يقول: « غاية الحياء أن يستَحْييَ المرءُ مِن نفسه » ( غرر الحكم / ح 6369 ).
وأخيراً.. هنالك رواياتٌ معرِّفةٌ ومبيِّنة لبعض أمور الحياء، منها:
ـ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن ألقى جِلْبابَ الحياء لا غِيبةَ له » ( بحار الأنوار 149:77 / ح 76 ).
ـ وقول الإمام عليٍّ عليه السلام: « ثلاثٌ لا يُستَحْيى منهنّ: خدمةُ الرجل ضيفَه، وقيامه عن مجلسه لأبيه ومعلّمه، وطلبُ الحقّ وإن قلّ » ( غرر الحكم / ح 4666 ).
ـ وقول الإمام الصادق عليه السلام: « طلبُ الحوائج إلى الناس استلابٌ للعِزّة، ومَذْهبةٌ للحياء » ( مشكاة الأنوار:184 ).
 

الخدمة
أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: ماذا تريد ؟ قال: محبّتَك، قال: فإنّ محبّتي التجاوزُ عن عبادي، فإذا رأيتَ لي مُريداً فكن له خادماً » ( مستدرك الوسائل 428:12 / ح 14520 ).
ورُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « خِدمةُ المؤمن الأخيه المؤمنِ درجةٌ لا يُدرَك فضلُها إلاّ بمِثْلِها » ( مستدرك الوسائل 429:12 / ح 14524 ).
وقال صلّى الله عليه وآله: « أيُّما مسلمٍ خَدمَ قوماً من المسلمين إلاّ أعطاه الله مِثلَ عددِهم خُدّاماً في الجنّة » ( الكافي 207:2 / ح 1 ).
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام: « المؤمنون خَدَمٌ بعضُهم لبعض »، قيل: كيف ؟ قال: « يُفيد بعضُهم بعضاً » ( الكافي 167:2 / ح 9 ).
وقال عليه السلام أيضاً: « إخدِمْ أخاك، فإنِ استخدمك فلا ولا كرامة » ( الاختصاص للشيخ المفيد:243 ).