شذرات نورانيّة (34)
  • عنوان المقال: شذرات نورانيّة (34)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 14:53:2 4-9-1403

شذرات نورانيّة (34)

الأخلاق
في التعريف بالأخلاق، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الخُلقُ وِعاء الدِّين » ( كنز العمّال / خ 5137 ).
ـ وقال صلّى الله عليه وآله: « لمّا خَلَق اللهُ تعالى الإيمان، قال: اللهمَّ قَوِّني. فقوّاه بحُسن الخُلق والسخاء » ( المحجّة البيضاء للفيض الكاشاني 90:5 ).
وفي بيانٍ لفضيلة حُسن الخُلق، جاء عن الإمام الحسن عليه السلام قوله:
ـ « إنّ أحسَنَ الحَسَن الخُلقُ الحَسَن » ( الخصال:29 / ح 102 ).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال في غُرر حِكمه ودرر كلمه:
« حُسنُ الخُلق مِن أفضل القِسَم، وأحسنِ الشِّيَم » ( غرر الحكم / ح 4842 ).
« أرضى الناس مَن كانت أخلاقه رضيّة » ( غرر الحكم / ح 3072 ).
« مَن حَسُنت خليقتُه طابت عِشرتُه » ( غرر الحكم / ح 8153 ).
وفي بيان ضرورة الأخلاق ووثاقة علاقتها بالإسلام ورسول الإسلام صلّى الله عليه وآله، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « ثلاثٌ مَن لم تكن فيه فليس منّي ولا مِن الله عزّوجلّ »، قيل: يا رسول الله، وماهُنّ ؟ قال: « حِلمٌ يَرُدّ به جهلَ الجاهل، وحُسنُ خُلقٍ يعيش به في الناس، وورعٌ يَحجِزُه عن معاصي الله عزّوجلّ » ( الخصال:145 / ح 172 ).
أمّا ما يترتّب على حُسن الخلق، فقد جاءت الروايات الوفيرة تُعرِّف به:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن حَسَّن خُلقَه بلّغَه اللهُ درجةَ الصائم القائم » ( عيون أخبار الرضا عليه السلام 72:2 / ح 328 ).
ـ « إنّ العبد لَيبلغُ بحُسن خُلقه عظيمَ درجات الآخرة وشرف المنازل، وإنّه لَضعيفُ العبادة » ( المحجّة البيضاء 93:5 ).
ـ وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « إنّ الله تبارك وتعالى لَيُعطي العبدَ مِن الثواب على حُسن الخُلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح » ( الكافي 101:2 / ح 12 ).
وقال سلام الله عليه أيضاً: « ما يَقْدِم المؤمنُ على الله عزّوجلّ بعملٍ بعد الفرائض أحبَّ إلى الله تعالى مِن أن يَسَع الناسَ بخُلقه » ( الكافي 100:2 / ح 4 ).
وأمّا في الحساب الأخروي، فكم جاءت الأحاديث الشريفة ترغّب في الأخلاق الكريمة؛ منها:
ـ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أوّلُ ما يُوضَع في ميزان العبد يومَ القيامة حُسن خُلقه » ( قرب الإسناد للحِمْيري:46 / ح 149 ).
ـ « ما من شيءٍ أثقلُ في الميزان من حُسن الخُلق » ( الكافي 99:2 / ح 2 ).
وقد أراد الله تبارك وتعالى أن يُثني على حبيبه المصطفى صلّى الله عليه وآله فقال له:
ـ « وإنّك لَعلى خُلُقٍ عظيم » [ سورة القلم:4 ].. قيل رُوي في تفسير الآية: أي « على دِينٍ عظيم » ( تفسير نور الثقلين 392:5 / ح 25 ). وفي بيانٍ آخر قال الإمام الصادق عليه السلام: « السخاء، وحُسن الخُلق » ( تفسير نور الثقلين 391:5 / ح 23 ).
أمّا حول علاقة حُسن الخلق بالنبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وبالدِّين، فقد:
ـ جاء عن رسول الله قوله: « إنّ أحبَّكم إليّ وأقربَكم منّي يومَ القيامة مجلساً أحسنُكم خُلقاً وأشدُّكم تواضعاً » ( بحار الأنوار 385:71 / ح 26 ).
ـ وقال يوماً لأمير المؤمنين عليه السلام: « ألا أُخبرك بأشبهِكم بي خُلقاً ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أحسنُكم خُلقاً، وأعظمُكم حِلماً، وأبرُّكم بقرابته، وأشدُّكم من نفسه إنصافاً » ( بحار الأنوار 58:77 / ح 3 ).
ولعلّ سائلاً يقول: آمنّا بحسن الخُلق، ولكن ـ يا تُرى ـ ما هو حسنُ الخُلق ؟
ـ جاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله مِن بين يديه فقال له: يا رسول الله، ما الدِّين ؟ فقال: « حُسنُ الخُلق »، ثمّ أتاه عن يمينه فقال: ما الدِّين ؟ فقال: « حسنُ الخُلق »، ثمّ أتاه مِن قِبل شماله فقال: ما الدِّين ؟ فقال: « حسنُ الخُلق »، ثمّ أتاه من ورائه فقال: ما الدِّين ؟ فالتفت إليه وقال: « أما تفقه ؟! الدِّينُ هو ألاّ تغضب » ( بحار الأنوار 393:71 / ح 63 ).
ـ وورد عن الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: « حُسنُ الخُلق في ثلاث: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال » ( بحار الأنوار 394:71 / ح 63 ).
ـ وقد سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن حُسن الخُلق، فأجاب سائلَه: « تُلينُ جانَبك، وتُطيّب كلامَك، وتلقى...
وربّما أحبّ بعضنا أن يتعرّف ـ لا على فضائل الأخلاق ـ بل على فضائل معاليها، إذن فليقرأ:
ـ قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله يُحبّ معانيَ الأخلاق ويَكره سَفْسافَها » ( كنز العمّال / خ 5180 ).
ـ وقولَ أمير المؤمنين عليه السلام: « لو كنّا لا نرجو جنّةً ولا نخشى ناراً، ولا ثواباً ولا عقاباً، لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق؛ فإنّها ممّا تَدُلّ على سبيل النجاح » ( مستدرك الوسائل 193:11 / ح 12721 ).
ـ « عليكم بمكارم الأخلاق؛ فإنّها رِفعة، وإيّاكم والأخلاقَ الدنيئة؛ فإنّها تَضَع الشريف وتَهدِم المجد » ( بحار الأنوار 53:78 / ح 89 ).
وفي باب الحثّ على مكارم الأخلاق، جاءت هذه الروايات المباركة:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: « إبذِلْ في المكارم جُهدَك تَخْلُصْ من المآثم، وتُحْرِزِ المكارم » ( غرر الحكم / ح 9989 ).
ـ « مِن أعوَدِ الغنائم دَولة المكارم » ( غرر الحكم / ح 9381 ).
ولكنّ نوال المكارم لا يأتي سهلاً، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: « المكارمُ بالمكاره، الثواب بالمشقّة » ( غرر الحكم / ح 43 و 44 ).
وفي بيان مكارم الأخلاق ومعانيه وتفسيره:
ـ ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله: « العدلُ حَسَنٌ ولكن في الأمراء أحسن، السخاء حسَنٌ ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسنٌ ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسنٌ ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسنٌ ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسنٌ ولكن في النساء أحسن » ( كنز العمّال / ح 43542 ).
ـ وعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: « إنّ مِن مكارم الأخلاق: أن تَصِلَ مَن قطعك ، وتُعطيَ مَن حَرَمك، وتعفُوَ عمّن ظَلَمك » ( غرر الحكم / ح 3543 ).
ـ ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « إنّ الله تبارك وتعالى خصّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق، فامتَحِنوا أنفسَكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا اللهَ عزّوجلّ وارغبوا إليه في الزيادة منها ». فذكَرَها عشرة: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والحِلم، وحُسن الخُلق، والسخاء، والغَيرة، والشجاعة، والمروءة » ( أمالي الصدوق:184 / ح 8 ).
ـ كذلك جاء عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله قوله: « جعَلَ اللهُ سبحانه مكارمَ الأخلاق صِلةً بينَه وبين عباده، فحَسبُ أحدِكم أن يتمسّك بخُلُقٍ مُتّصلٍ بالله » ( تنبيه الخواطر 122:2 ).
أمّا حول ثمار حُسن الخلق، فقد جاءت هذه النصوص المباركة:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « حُسن الخُلق يُثْبت المودّة » ( بحار الأنوار 147:77 / ح 71 ).
ـ وقال الإمام عليّ عليه السلام: « حُسنُ الأخلاق يُدِرّ الأرزاق، ويُؤنس الرفاق » ( غرر الحكم / ح 4856 ).
وقال سلام الله عليه أيضاً: « مَن حَسُنَ خُلقَه كَثُر محبّوه، وأنِسَتِ النفوس به » ( غرر الحكم / ح 9131 ).
ـ وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: « إنّ البِرَّ وحُسنَ الخُلق يَعْمُرانِ الديار، ويَزيدان في الأعمار » ( بحار الأنوار 395:71 / ح 73 ).
وقال: « قال لقمانُ لابنه: يا بُنَيّ، إن عَدِمَك ما تَصِل به قرابتَك، وتتفضّلَ به على إخوتِك، فلا يَعْدِمنّك حُسنُ الخُلق وبَسْطُ البِشْر، فإنّه مَن أحسَنَ خُلقَه أحبَّه الأخيار، وجانَبَه الفُجّار » ( قصص الأنبياء:195 / ح 244 ).