في أي قلب يكتب الله الإيمان
  • عنوان المقال: في أي قلب يكتب الله الإيمان
  • الکاتب: موقع الشيخ عبد الكريم آل شمس الدين
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 6:27:37 3-10-1403

بسم الله الرحمن الرحيم

من الآيات التي يتجلىَّ فيها بقوة قضاء الله جلَّت عظمته ، قوله تعالى : { لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ـ المجادلة ۲۲ } فالمعنى ولا قوة إلاَّ بالله :

 

أولاً

إذاً لا يكتب الله الإيمان في قلبٍ إلاَّ إذا كان من صفات صاحبه أن لا يوادَّ من حادَّ الله ورسوله ولو كان أباه أو أمه أو أبناءَه أوأخوته أوعشيرته ( أي عائلته) يعني أقرب الناس إليه … ومعنى يوادُّون ، أي يبادلونهم الودَّ والمحبة . ومعنى حادَّ الله ورسوله ، يعني تجاوز حدود الله ورسوله ، أي عصى أوامر الله تبارك وتعالى وارتكب ما نهى عنه سبحانه ، وأهم هذه الحدود ، حدود الله جلَّت عظمته ما يلي :

۱ ـ الشرك بالله العظيم . ۲ ـ الإصرار على إرتكاب المحرمات . ۳ ـ هجر القرآن الكريم . ۴ ـ عصيان الله ورسوله في ترك مكارم الأخلاق . ۵ ـ الولاء للمشركين . ۶ ـ التآمر على المؤمنين . ۷ ـ الكذب والنفاق والإفتراء . ۸ ـ التعاون مع الظالمين . ۹ ـ مصاحبة من تفرَّق عن الله ومفارقة من إجتمع إليه سبحانه . ۱۰ـ ترك الصلاة أو الصوم أو الحج { من استطاع إليه سبيلا } أو أداء الخمس أو الزكاة .

 

ثانياً

إذا كتب الله الإيمان في قلب عبد من عباده ، كما هو وارد في الآية الكريمة ، فإن هذا الإيمان لا يمَّحي أبداً .

 

ثالثاً

يؤيَّد هذا المؤمن ـ زيادة على الإيمان الذي لا يمَّحي ـ بروح ـ ملاكٍ غير الملائكة العاديين ، ينصره الله به ويؤيده في حركاته وسكناته . وفوق ذلك يؤتيه الله الخلود في جنات النعيم ، وفوق الجنات والخلود فيها ، رضى الله ورضوانه ، وفوق ذلك كلِّه ، يصنِّفه من حزبه سبحانه . وكذبَ كلُّ من يدَّعي أنه حزب لله إذا لم تكن هذه صفاته .

 

رابعاً

لن يكون حزباً لله من يوادُّ أقاربه الفسَّاق والمشركين والمنافقين .

 

خامساً

بديهي كذلك أن لا يوادَّ بقية الناس الخارجين على حدود الله .

 

سادساً

ذلك في علمه ومشيئته وإرادته وتقديره سبحانه وتعالى عما يشركون .

 

سابعاً

ذلك هو قضاؤه : { .. إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ . سورة البقرة الآية ۱۱۷}.