حزن ليس له نهاية
  • عنوان المقال: حزن ليس له نهاية
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:47:36 1-9-1403

حيث تعيش ام مع ابنها الوحيد وزوجته واطفاله… الام هجرها زوجها منذ زمن واتخذ زوجتين أخريين ..ذاقت الحزن والفاقة لتربية ولديها ..خسرت الولد الاول في حرب العراق وايران.. ظلت الام ترى في ولدها دافعا للعيش من اجله ومعه….. تذرعت بالصبر كي تظل الى جانبه وتسقيه من صدرها حنانا وعاطفة وابتهالات الى الله ان يحفظه.. وكانت فرحتها لا توصف عندما تزوج أما فرحتها الكبرى فكانت عندما رزقه الله بمولود ذكر ثم آخر..

عندما صار لديه أربعة أطفال أحست أن الحزن بدأ يودعها وان العائلة صارت كبيرة من جديد.

ولكن الحزن أبى أن يكون مفارقا لها طويلا.. ففي احد الأيام توجه الى عمله في العاصمة كما هي عادته منذ سنوات… في ذلك اليوم الذي غادر فيه بدأت تحس بأن شيئا ما سيحدث.. شيء مرعب ينتمي الى ايام تكرهها.. لا تطيق التفكير بها.. في اليوم التالي هرعت الى اخيها وطلبت منه بإلحاح ان يتصل بولدها ويحضره اليها في الحال قبل ان يقع المحذور..

ماذا حصل؟ لماذا هذا الخوف؟

تساءل الاخ من غير ان يجد اجابة منطقية فالام كانت تعرف اشياء لا يعرفها الا قلبها الذي خفق في مساء ذلك اليوم الذي غادر فيه الابن ان ثمة شيئاً مكروهاً سيحدث..

وحدث المكروه فعلا.. فعندما اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن اخبره زملاء العمل ان الشاب خرج ولم يعد.. وانهم يبحثون عنه بلا جدوى…

وتوجه الاخ الى هناك.. بحث وبحث.. وبعد عشرة ايام عثر على الجثة في احد المستشفيات.. حيث لقي الولد حتفه برصاصة في مؤخرة الرأس وكفى..

ولكن كيف يمكن اخبار الام بما حصل… كانت منهارة تماما وتعرف انه الموت قد عاد من جديد الى دارها فقلبها لا يخطئ خاصة فيما يتعلق به… عجز أشجع الشجعان عن اخبارها بالخبر الذي صار لابد من معرفته في النهاية…. وعرفت الخبر.. وعندما ألقت على ولدها نظرة الوداع.. ودعت آخر ما تبقى لها في الحياة.. في اليوم السابع وعندما كانت تحتضن حفيدها الصغير شمته في عنقه بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين ثم فارقت الحياة…