شذرات نورانيّة (32)
الاختلاف
• قال تعالى:
وما كانَ الناسُ إلاّ أُمّةً واحدةً فاختَلَفوا،
ولولا كلمةٌ سَبَقَت مِن ربِّكَ لَقُضِيَ بينَهُم فيما فيه يَختلفون
[ سورة يونس:19 ].
• قال الإمام الباقر عليه السلام: « كانوا قبلَ
نوحٍ أُمّةً واحدةً على فطرة الله، لا مهتدين ولا ضُلاّلاً، فبعَثَ الله
النبيّين » ( تفسير نور الثقلين 209:1 / ح 784 ).
• وقال تعالى:
ولَو شاءَ لَجعَلَكم أُمّةً واحدةً، ولكن
لِيبلُوَكُم في ما آتاكُم
[ سورة المائدة:48 ].
وقال عزّوجلّ:
إنّ هذهِ أُمّتُكُم أمّةً واحدةً وأنا ربُّكُم
فاعبُدون
[ سورة الأنبياء:92 ].
وقال جلّ وعلا:
وإنّ هذهِ أُمّتُكم أُمّةً واحدةً وأنا ربُّكُم فاتَّقُون
[ سورة المؤمنون:52 ].
•• قال السيّد محمّد حسين الطباطبائي في ( الميزان
في تفسير القرآن ) في ظلّ هذه الآية الكريمة: الآيات ـ خطابٌ عامّ شامل
لجميع الأفراد المكلّفين من البشر. والمراد بالأمّة النوعُ الإنسانيّ الذي
هو نوعٌ واحد.
والمعنى: أنّ هذا النوع الإنسانيّ أُمّتكم ـ معشرَ البَشَر ـ، وهي أمّة
واحدة، وأنا الله الواحد ربُّكم، ملّكتُكم، ودبّرتُ أمرَكم، فاعبُدوني لا
غير.
• وفي باب الدعوة إلى الاتّحاد والتماسك، قال الله
سبحانه وتعالى:
ـ
واعتصِمُوا بِحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفرَّقُوا،
واذكُروا نعمةَ اللهِ عليكُم إذ كنتُم أعداءً فألّفَ بينَ قُلوبِكم
فأصبَحتُم بِنعمتهِ إخواناً
[ سورة آل عمران:103 ].
•• وفي خطبة للإمام عليٍّ عليه السلام قال فيها: «
والزَموا السوادَ الأعظم؛ فإنّ يدَ الله مع الجماعة. وإيّاكُم والفُرقة؛
فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما أنّ الشاذّ مِن الغَنَم للذئب! » ( نهج
البلاغة: الخطبة 127 ).
• وفي خطبةٍ أخرى له سلام الله عليه أيضاً، قال: «
لِيَرْدَعْكمُ الإسلامُ ووَقارُه عن التباغي والتهاذي، ولتجتمعْ كلمتُكم،
والزموا دِينَ الله الذي لا يَقبَل مِن أحدٍ غيرَه، وكلمةَ الإخلاص التي هي
قِوامُ الدِّين » ( شرح نهج البلاغة 45:4 ).
• ومِن خطبةٍ للإمام الحسن المجتبى عليه السلام جاء
فيها قوله: « إنّه لم يجتمع قومٌ قَطُّ على أمرٍ واحدٍ إلاّ اشتدّ أمرُهم،
واستحكمت عُقدتُهم، فاحتَشِدوا في قتال عدوِّكم معاويةَ وجنودِه، ولا
تَخاذَلوا » ( شرح نهج البلاغة 185:3 ).
• وفي بيان آثار الاختلاف إذا استبدّ في صفوف
الأمّة، قال أمير المؤمنين عليه السلام:
« إحذروا ما نَزَل بالأُمم قَبلَكم مِن المَثُلات بسوء الأفعال، وذميم
الأعمال، فتذكّروا في الخير والشرِّ أحو