شذرات نورانيّة (32)
  • عنوان المقال: شذرات نورانيّة (32)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 12:13:29 14-9-1403

شذرات نورانيّة (32)

الاختلاف
قال تعالى: وما كانَ الناسُ إلاّ أُمّةً واحدةً فاختَلَفوا، ولولا كلمةٌ سَبَقَت مِن ربِّكَ لَقُضِيَ بينَهُم فيما فيه يَختلفون [ سورة يونس:19 ].
قال الإمام الباقر عليه السلام: « كانوا قبلَ نوحٍ أُمّةً واحدةً على فطرة الله، لا مهتدين ولا ضُلاّلاً، فبعَثَ الله النبيّين » ( تفسير نور الثقلين 209:1 / ح 784 ).
وقال تعالى: ولَو شاءَ لَجعَلَكم أُمّةً واحدةً، ولكن لِيبلُوَكُم في ما آتاكُم [ سورة المائدة:48 ].
وقال عزّوجلّ: إنّ هذهِ أُمّتُكُم أمّةً واحدةً وأنا ربُّكُم فاعبُدون [ سورة الأنبياء:92 ].
وقال جلّ وعلا: وإنّ هذهِ أُمّتُكم أُمّةً واحدةً وأنا ربُّكُم فاتَّقُون [ سورة المؤمنون:52 ].
•• قال السيّد محمّد حسين الطباطبائي في ( الميزان في تفسير القرآن ) في ظلّ هذه الآية الكريمة: الآيات ـ خطابٌ عامّ شامل لجميع الأفراد المكلّفين من البشر. والمراد بالأمّة النوعُ الإنسانيّ الذي هو نوعٌ واحد.
والمعنى: أنّ هذا النوع الإنسانيّ أُمّتكم ـ معشرَ البَشَر ـ، وهي أمّة واحدة، وأنا الله الواحد ربُّكم، ملّكتُكم، ودبّرتُ أمرَكم، فاعبُدوني لا غير.
وفي باب الدعوة إلى الاتّحاد والتماسك، قال الله سبحانه وتعالى:
ـ واعتصِمُوا بِحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفرَّقُوا، واذكُروا نعمةَ اللهِ عليكُم إذ كنتُم أعداءً فألّفَ بينَ قُلوبِكم فأصبَحتُم بِنعمتهِ إخواناً [ سورة آل عمران:103 ].
•• وفي خطبة للإمام عليٍّ عليه السلام قال فيها: « والزَموا السوادَ الأعظم؛ فإنّ يدَ الله مع الجماعة. وإيّاكُم والفُرقة؛ فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما أنّ الشاذّ مِن الغَنَم للذئب! » ( نهج البلاغة: الخطبة 127 ).
وفي خطبةٍ أخرى له سلام الله عليه أيضاً، قال: « لِيَرْدَعْكمُ الإسلامُ ووَقارُه عن التباغي والتهاذي، ولتجتمعْ كلمتُكم، والزموا دِينَ الله الذي لا يَقبَل مِن أحدٍ غيرَه، وكلمةَ الإخلاص التي هي قِوامُ الدِّين » ( شرح نهج البلاغة 45:4 ).
ومِن خطبةٍ للإمام الحسن المجتبى عليه السلام جاء فيها قوله: « إنّه لم يجتمع قومٌ قَطُّ على أمرٍ واحدٍ إلاّ اشتدّ أمرُهم، واستحكمت عُقدتُهم، فاحتَشِدوا في قتال عدوِّكم معاويةَ وجنودِه، ولا تَخاذَلوا » ( شرح نهج البلاغة 185:3 ).
وفي بيان آثار الاختلاف إذا استبدّ في صفوف الأمّة، قال أمير المؤمنين عليه السلام:
« إحذروا ما نَزَل بالأُمم قَبلَكم مِن المَثُلات بسوء الأفعال، وذميم الأعمال، فتذكّروا في الخير والشرِّ أحو