البيت الذي يخلو من ذكر الله تعالى تدخله الشياطين والوساوس، لذا يلزم على الزوجين الكريمين أن لا يغفلا عن هذه المسألة المهمة ويحاولا أن تسود في بيتهما الأمور التي تزيد البركة وترفع الوساوس الشيطانية يقول تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.(الرعد/28)
لذا نلخّص لكما بعض الأمور التي تجلب البركة وتدفع الوساوس الشيطانية وتبارك في الرزق:
1. القرآن: فالله تعالى وصفه بأنه مبارك فقال: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.(الأنعام/155)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «البيت الذي يُقرأ فيه القرآن يكثر خيره ويوسع على أهله ويحضره الملائكة ويهجره الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه يضيق على أهله ويقل خيره وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين».
2. زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام والأفضل الزيارة الجامعة وخصوصاً ليلة الجمعة وكذلك زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
3. التقوى والإيمان: ولا شكّ أنها من الأمور الجالبة للبركة، حيث يقول الله عزّ وجلّ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (الأعراف/96)
والزوج يجد البركة بتقواه مع زوجته وأولاده ورزقه وحلاله، وكذلك الزوجة بتقواها تجد المودة والرحمة في دارها ومع أولادها.
4. كثرة الشكر: وهي واضحة من قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ…}.(إبراهيم/7)
والزيادة هنا زيادة في كل شيء سواء بالمال أو الصحة أو العمر إلى آخر نعم الله تعالى لا تُعدّ ولا تُحصى.
5. التسمية: وتكون في دابة كل عمل ليمنع إشراك الشيطان في أعماله، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لكل عمل لم يبدأ باسم الله فهو أبتر»، أي مقطوع وناقص البركة، فالتسمية تبارك في أعمالنا وتجعلها خالصة من رجس الشيطان وشره.
6. الأكل الحلال: وهو الأكل الطيب (الخالي من أي شيء محرم أو نجس) الذي يبارك الله فيه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً»، فالمال الحرام لا يبارك الله به ولا يعود على أصحابه إلا بالفقر والنقص.
7. الاجتماع على الطعام: وقد بورك الأكل المجتمع على الطعام، وجعلت البركة على الطعام الذي يجتمع عليه الناس، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أحب الطعام إلى الله تعالى ما كثبت عليه الأيدي»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كلوا جميعاً ولا تفرقوا فإن البركة مع الجماعة».
8. ليلة القدر: ولا يخفى على أحد ما في هذه الليلة من البركة، فيجمع فيها رب الأسرة أفراد أسرته ويحدثهم بفضلها وبركاتها، ورحماتها، ثم يصلّون معاً ويذكرون الله تعالى في هذه الليلة المباركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}. (الدخان/2)
9. الصدقة: والتي يضاعفها الله تعالى إلى عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف، فلا شك أنها تبارك مال الإنسان وتزيده، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. (البقرة/261)
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إن الصدقة تقضي الدين وتخلف البركة».
10. البرّ وصلة الرحم: كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار».
11. التبكير: وذلك يكون في استيقاظ الإنسان باكراً وابتداء أعماله في الصباح الباكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «بورك لأمتي في بكورها»، ويتحدث كثير من الأشخاص عن سبب نجاحهم أنه التبكير في أداء الأعمال.
12. التخطيط: وهو المعبر عنه في الروايات بحسن التقدير في المعيشة، فالمؤمن مطالب في بيته أن يخطط لكل أموره بشكل جيد ومدروس حتى يكون قد أخذ بالأسباب والمقدمات الصحيحة، ليفيض الله سبحانه وتعالى عليه بالبركة والنعم.
13. أدعية وأذكار:
أ: روى الكليني في حديث معتبر عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن النقي عليه السلام: إن رأيت يا سيدي أن تعلمني دعاء أدعو به بعد صلاتي يجعل الله لي به خير الدنيا والآخرة، فكتب عليه السلام: تقول: «أعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع منها شيء من شر الدنيا والآخرة ومن شر الأوجاع كلها»، وزاد في آخره في بعض الروايات: «ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
ب: روى الكفعمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً شكا إليه العلة والفقر فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «قل بعد الفرائض: توكّلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً».
وعلى رواية أخرى قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عرضت لي شدة إلا وتمثّل لي جبرائيل وقال: «قل هذه الكلمات».
ج: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: «من قال حين يخرج من منزله: بسم الله حسبي الله، توكلت على الله، اللهم إني أسألك خير أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة، كفاه الله ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته».
د: عن الإمام الباقر عليه السلام أيضا أنه قال لزيد الشحام: «إدع للرزق في الصلاة الواجبة وأنت ساجد: يا خبر المسؤولين، ويا خير المعطين، أرزقني وارزق عيالي من فضلك، فإنك ذو الفضل العظيم».
هـ: عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدّق بصدقة، وليقل: اللهم أظلني من تحت (كنفك)، وهب لي السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة، والعافية والمغفرة واصرف أنواع البلاء، اللهم فاجعله لي أماناً في وجهي هذا، وحجاباً وستراً ومانعاً وحاجزاً من كل مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، إنك وهّاب جواد ماجد كريم».
و: إن من المناسب عند الخوف من الجن قراءة الدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو المعروف بحرز أبي دجانة، وهو: «بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول الله رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار إلا طارقاً يطرق بخير، أما بعد، فإن لنا ولكم في الحق سعة، فإن تكن عاشقاً مولعاً أو فاجراً مقتحماً فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما تمكرون، اتركوا صاحب كتابي هذا، وانطلقوا إلى عبدة الأصنام، وإلى من يزعم أن مع الله إلهاً آخر… لا إله إلاّ هو، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم، وإليه ترجعون.. حم لا ينصرون، حم عسق، تفرقت أعداء الله، وبلغت حجة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فسيكفيكهم الله، وهو السميع العليم».
ز: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إن الشيطان اثنان: شيطان الجن، ويبعد بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وشيطان الإنس ويبعد بالصلاة على النبي وآله».