شذرات نورانيّة (19)
  • عنوان المقال: شذرات نورانيّة (19)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:23:22 1-9-1403

شذرات نورانيّة (19)

الحزن
ممّا ذُكر في أسباب الحزن وبواعثه:
ـ قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: « مَن نَظَر إلى ما في أيدي الناس طال حُزنُه، ودام أسَفُه » ( إعلام الدين:294 ).
ـ وعنه صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « رُبُّ شهوةِ ساعةٍ تُورث حزناً طويلاً » ( أمالي الطوسي:533 / ح 1162 ).
ـ وجاء عن الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: « ما رأيتُ ظالماً أشبهَ بمظلومٍ من الحاسد: نَفَسٌ دائم، وقلبٌ هائم، وحُزنٌ لازم » ( بحار الأنوار 256:73 / ح 29 ).
ـ ورُوي أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: « الرغبةُ في الدنيا تُورث الغمَّ والحزن، والزهدُ في الدنيا راحة القلب والبدن » ( تحف العقول:358 ).
أمّا فيما يطرد الحزن والهمّ والغمّ، فقد رُويَ:
ـ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « إنّ الله ـ بحُكمهِ وفضلهِ ـ جعل الرَّوحَ والفرحَ في اليقين والرضى، وجعل الهمَّ والحزنَ في الشكّ والسُّخْط » ( تحف العقول:6 ).
ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: « نِعمَ طاردُ الهموم اليقين » ( بحار الأنوار 211:77 ).
ـ وعن الإمام الصادق عليه السلام قوله: « إن كان كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر، فالحزنُ لماذا ؟! » ( أمالي الصدوق:16 / ح 5 ).
ولعلّ التوكّل على الله تعالى، والتسليم لأمره، والرضى بقضائه، والزهد في الدنيا.. هي أهمُّ طاردات الحزن المذموم الذي لا يكون لله وليس فيه طاعة، لنقرأْ هاتين الآيتين الشريفتين:
ـ ألاَ إنّ أولياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهم ولا هُم يَحزَنون [ سورة يونس:62 ].
ـ ما أصابَ مِن مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكُم إلاّ في كتابٍ مِن قَبلِ أن نَبرَأَها، إنّ ذلك على الله يَسير * لكي لا تَأْسَوا على ما فاتَكمُ ولا تَفْرَحوا بِما آتاكُم، والله لا يُحبُّ كلَّ مُختالٍ فَخُور [ سورة الحديد:22 ـ 23 ].
•• ومن ظريف ما رُوي عن ابن عبّاس قوله: ما انتفعتُ بكلامٍ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله كانتفاعي بكتابٍ كتبه عليُّ بن أبي طالبٍ عليه السلام، فإنّه كتب إليّ:
« أمّا بعد، فإنّ المرء يَسوؤه فَوتُ ما لم يكن لِيُدرِكَه، ويَسرُّه دَرْكُ ما لم يكن لِيفُوتَه، فليكنْ سرورُك بما نِلتَ من آخرتك، وليكن أسفُك على ما فاتك منها. وما نِلتَ من دنياك فلا تكنْ به فَرِحاً، وما فاتك منها فلا تَأْسَ عليه حُزناً، وليكن همُّك فيما بعدَ الموت، والسلام » ( مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول لكمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي:55 ).
ـ وجاء عنه سلام الله عليه قوله المشهور: « الدهرُ يومان: يومٌ لك ويومٌ عليك، فإن كان لك فلا تَبطَر، وإن كان عليك فلا تَضجَر » ( مطالب السَّؤول:57 ).
ـ وفي باب ما يطرد الهمّ أيضاً: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « قولُ: لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله، فيه شفاءٌ من تسعةٍ وتسعين داءً، أدناها الهمّ » ( قرب الإسناد لِلِحْميَري:76 / ح 244 ).
ـ وعنه أيضاً صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « مَن أكثَرَ الاستغفارَ جعَلَ اللهُ له من كلّ هَمٍّ فَرَجاً، ومِن كلِّ ضِيقٍ مَخرَجاً، ورزَقَه مِن حيث لا يَحتسِب » ( إعلام الدين:294 ).
وأمّا الحزن المقدّس والهمُّ الشريف، فقد ذكرته أخبار وروايات، منها:
ـ أنّ داود عليه السلام قال: إلهي، أمرتَني أن أُطهِّر وجهي وبدني ورِجْلي بالماء، فبماذا أُطهِّر لك قلبي ؟ قال: بالهموم والغموم » ( بحار الأنوار 157:73 / ح 3 ).
ـ وفيما أوحى الله تبارك وتعالى إلى عيسى بن مريم عليهما السلام أن قال له: إكحُلْ عينَيك بِمِيلِ الحزن إذا ضَحِك البطّالون » ( بحار الأنوار 71:72 / ح 2 ).
ـ وسُئل رسول ال