الاصرار على النجاح يخفف عنك مرارة الفشل
  • عنوان المقال: الاصرار على النجاح يخفف عنك مرارة الفشل
  • الکاتب: الشيخ ستار الحميد العبادي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 10:45:4 2-10-1403

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
النجاح حالة يصبوا اليها كل انسان طموح  مهما  حالت بينه وبين القبول والتقدم والموفقية عوارض قويه وسدود  لايجعل  نفسه انسان مهزوم داخليا بل يجعل لها الفرص ويحاول قدر مايستطيع من ان يوصل للغايته الى اخر يوم  من عمره وحتى اذا لم تحقق وانما سر نجاحه انه كافح واصر على النجاح هذه خطوه ممتازه بحد ذاتها المهم انه يحب ان يوصل لهذا الشي وانما المصلحة والحكمة  تطلبت ذلك لاننا كثير من الامور لانعرف من يفيدنا ومن يضرنا وانما نتعامل اغلب الاحيان باحاسيسنا ورغباتنا ومرة تكون صحيحة ومرة تكون  غير صحيحة مرة تكون فائدة لنا ومرة تكو ن ضررلنا فلا نعجز ونتباطئ  عندما نريد ان نحقق الفوز والنجاح ان الفشل نجعله امر عدمي ليس له وجود في حياتنا ككل وكل فرد من المجتمع اعطاه الله موهبة ولكن منهم من يستغلها بصورة صحيحة ومنهم لم يستغلها بصورة صحيحة  وايضا لاسباب قهرية او اختيارية فلابد ان اقول ان
الفشل  .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها ، واستبدلتها بجملة  أنا لم أوفق
لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ، وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه
لا تقيّّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " ..
لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره بالعسر واليسر والفرح والحزن
" الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل"
وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .
ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟
أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟
فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح وليس كل شخص نجح في امر ما ينجح في امر اخر او يستمر في النجاح كذلك الفشل ليس كل من فشل بامر ما انه فاشل ربما يفشل في شئ وينجح في شيء اخر
ومن نرثي اليوم لفشله ، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا .
عندما كنت تقرا سيرة الصحابي " زيد بن حارثة " حِـب رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها ، أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي .
عندما أراد الصحابي زيد – رضي الله عنه - الزواج ، ولما كانت منزلته الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه واله وسلم  كان يحسبه مثل ابنه بل رباه النبي صل الله عليه واله- يشهد لها الجميع ، فقد خطب له النبي – صلى الله عليه واله وسلم - ابنة عمته زينب – رضي الله عنها وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، رغم فارق النسبين .. فقلت في نفسي :
إنهما مثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه - ويملك ما يجعله مثال الزوج الصالح في نظر أي امرأة ..
وهي إبنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ذات الأخلاق الكريمة – ولست أهلاً لأزيد من الثناء عليها رضي الله عنها .
ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق !  لمصلحه لايعلمها الا الله وكانت النتيجة ان يتزوجها النبي صل الله عليه واله هناك مصلحة تقتضي ذلك
فهل يمكنني أن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟
وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟
أليس الطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟
إذاً حسب المقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان " – وحاشا لله أن يكونا كذلك .
فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالإنفصام .. ليبدأ بعدها رباط أقوى وأسمي لكل منهما .
فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت على الجميع ، وهي إبطال التبني ، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – بحكم تبنيه له . .وكان يُدعى " زيد بن محمد صل الله عليه واله
ولأن الله أنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ، وقد تعارف الجميع على جواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته .
طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها ..
. فأدرك المسلمون أن التبني محرم ، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه
الله أكبر !
وها هي زينب قد تحولت في نظر النساء – وأنا منهن – ! إلى امرأة محظوظة " ناجحة " !
وتزوج زيدٌ من امرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة " – حب ِ ابن حبِ رسول الله صل! ى الله عليه واله وسلم .. ونجح في تربية " أسامة " الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة ، وهو في الخامسة عشرة من عمره  وقول النبي صل الله عليه واله كل من تخلف عن راية اسامة فهو ضاال فضل من ضل وزعم من ؤعم انه صغير ونحن كبار في العمر ونسيا ان الاسلام ماعنده مقياس العمر وانما مقياس الايمان  الامام علي عليه السلام رغم  انه عينه النبي صل الله عليه واله في غدير خم وقال( من كنت مولاه فهذ علي مولاه) فبايعته الصحابة حتى الخليفة الاول والثاني والثالث وقال الثاني بخ بخ لك ياعلي اصبح وليي ووليي كل مؤمن ومؤمنة وسلبت منه الامام علي الخلافة الشريعيه واعتدوا على بنت رسول الله الامانة والوديعة الوحيدة بينهم اخذوا منها نحلتها الذي وهبها ابوها اليها وهي فدك واعتدوا على بيتها وحرقوا الدار عليها ولكن لاقلل من عزم امير المؤمنين في نصرة الاسلام فصبر والصبر شجاعة وصبرت فاطمة الزهراء حتى التحقت بالرفيق الاعلى بسلامة من دينها مظلومة محتسبة وبقى امير المومنين وان زاحتوه قريش من منصبه الالهي لكن كان يدافع عن المسلمين ويشارك مع المسلمين علما وحربا وقضاءا بنفسه وولده في زمن استحواذ المنا فقين للخلافة المسلمين الغير شرعية من طرفهم حتى هلكوا وجاء دوره في الخلافة وساوه بين المسلمين لاعربي ولااعجمي وحر ولاعبد ولارجل ولا امراه في الحقوق والواجبات خلاف ماكانوا الخلفاء الثلاثه يتعاملون بالنفس الجاهلي والتعصب للقومية والدم واللغة فالكل يعيش حالة التامل وحالة الطمئنان وليس من يبوخه او من يشير اليه بانك متهم او فاشل
فأين تقييم " الفشل " و " النجاح " في ما حدث ؟!
ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر :
يتقدم طالبان  اخوة تقدما لامتحان القبول في معهد او جامعة او لغرض حصول الدبلوم او البكارليوس او اي شهاده فناله واحد ولم ينلها الاخر
ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا " النجاح " ،
بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه! ..

ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل "
فقد إصيب بالإحباط ، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم .
الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة ..
وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع .. فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات .
حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة .. وعاش حياته برضى وقناعة .. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية .
في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟
هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجها ؟
أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ، وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟!
لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول ..
و لو كنت مكان الثاني " الفاشل " لحمدت ربي على عدم توفيقي في الإمتحان ، .. " فشلي " .
إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان .
قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ، وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك ، قل الحمد لله ..
فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر الله بها خطاياك ، وأثابك على ألم الشوكة ... أفلا تقول الحمد لله ؟
تتقدم لطلب وظيفة فتـُرفض ويُـقبل غيرك رغم استحقاقك لها ، قل الحمد لله ..
فعمل ٌ أفضل منه ينتظرك ، وهو أصلح لك من الأول . وقد يكون رئيسك فيه أطيب خلقاً ، أو تجد فيه صحبة طيبة ، أو يكون محل العمل أكثر قرباً لمسكنك فتكسب الوقت لقضاء عبادة تنفعك في الآخرة ... أفلا تقول الحمد لله ؟
تتقدم لخطبة إحدى النساء اللواتي تحلم بالزواج منها ، فتعترض أمورك عوائق ، قل الحمد لله ..
فزوجتك الصالحة تتنظرك ، لتلد لك أبناءاً أصحاء ، ربما ما كانت الأولى ستلد لك مثلهم ! ... أفلا تقول الحمد لله ؟تعزم على السفر لقضاء مهام أو عقد صفقة تجلب لك المال والسمعة والوجاهة ، ولكنك تفوّت موعد الطائرة ، فتـفقد صفقتك .. قل الحمد لله ..
فربما خسرت صفقة تجلب لك مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الص! فقات اللاهثين خلف جمع المال ! .. أفلا تقول الحمد لله ؟
لا تقل " فشلت " .. بل قل .. " لم يوفقني الله في هذا الأمر ولعل توفيقي في امر آخر" .. والحمد لله على كل حال
لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب .. وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب
لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " .. بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه " .. والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب لا تقل " أنا لاشيئ " بل .. أنت شيئ .. كما أنا شيئ .. والآخر شيئ
فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيئ .وأنت شيئ .. أنت في نظري كل شيئ
يا عاقد الحاجبين ..
ابتسم من فضلك ، ولا تحزن  كما يقولها من يحبك وتشكر كل كلمة تقراها او تسمعها فيها العون والمساعدة بعدم الشعور بالتقصير المفرط
وعاود الكرة .. واستخر ربك في كل خطوة تخطوها .. وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك ..
ولا تقل بعد اليوم وكل يوم " أنا فاشل " .. بل قل :
" أنا ناجح " بإيماني .. وبتوكلي على الله تعالى
" أنا ناجح " بطموحي لإرضاء ربي ..
" أنا ناجح " لحبي لنبيي صل الله عليه واله
" أنا ناجح " لأني مسلم  احب الله ورسوله واهل البيت واحب المسلمين كافة ولم اكفرهم مادام يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله.. وهذا يكفيني  ان اعيش دائما هادئ البال مرتاح القلب وغير مضطرب ولا شاك  واجعل الحديث النبوي  احب لاخيك مثلما تحب لنفسك لما ترى اخوك موفقا وناجحا احسب نفسك بانك  انت الذي نجح وان تشارك اخاك في السراء والضراء في العسر واليسر كلما رايت اخاك سعيد ادعوا له دله باكثر سعادة ونجاح وان رايته معسرا عليك ان تعمل بما تستطيع بمساعدته لانه تذكر الحديث الشريف ان المسلم للمسلم كالجسد اذا اشتكى عضو تداعى له جميع الاعضاء بالسهر والحمى فمادام هناك انسجام من الطرفين  وقبول الاخر  لايكون حينئذ هناك فاشل او ناجح بل الكل ناجحين في الحياة