الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين محمد واله الطاهرين
الظن الحسن صفه اخلاقيه كريمه ان تظن باخيك ظنا حسنا او تلتمس له مخرجا من كلمه او فعل صدره منه قاصدا كان او لم يقصده بما نحن غير معصومين نتعرضا بين حين وحين لاختبار والامتحان مع صديق قريب اوبعيد بل من عائلتك من جيرانك من زملائك في المدرسه او العمل وقد وردت روايات كثيره منها ( احمل اخاك على سبعين محمل)
حسن الظن عبادة قلبية جليلة لم يدرك حقها كثير من المسلمين فإنها تدل على سلامة العقيدة وسلامة الفطرة وتدعم روابط الألفة والاخوة بين أبناء المجتمع فلا تحمل القلوب غلاًّ ولا حقدًا ولقد أوجب الاسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين فلا يحل لأحد منهم أن يتهم غيره بفحش أو ينسب إليه الفجور أو يسند إليه الإخلال بالواجب أو النقص في الدين أو المروءة أو أي فعل من شأنه أن ينقص من قدره أو يحط من مكانته،
بل قد أمر الله بالتثبت؛ ونهى عن تصديق الوهم والأخذ بالحدس والظن والتعليل بالتحليل، فقال ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) الاسراء 36
: عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال : ( حسن الظن حسن العبادة )
الأسباب المعينة على التحلي بـ حسن الطن :
1- الدعاء ان تدعو لاخيك بظهر الغيب وان تغفر زلته الله سبحانه وتعالى كثير يستر عليك عيوبك ويغفر ذنوبك
2- إنزال النفس منزلة الخير دائما اجعل الخير هو الاساس ولامكان للشر في نفسك
3- حمل الكلام على أحسن المحامل ورد عن اهل البيت عليهم السلام( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شراًً وأنت تجد لها في الخير محملاً)
4- إلتماس الاعذار للآخرين ولـ ننظر الى هذا المثال الرائع من حياة الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض الإمام الشافعي رحمه الله واتاه إخوانه يعوده فقال للشافعي قوى الله ضعفك قال الشافعي لو قوي ضعفي لقتلتني قال والله ما أردت إلا الخير فقال الإمام أعلم انك لو سببتني ما أردت لي إلا الخير
5- تجنب الحكم على النيات " وهذه مهمة جدا لان النية محلها القلب و يعلمها إلا الله عز وجل " وانما الاعمال بالنيات
6- استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس لأن من نتائج سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} النجم:32
وعلى العكس فإذا قدمنا سوء الظن فإن النفوس تتحطم والبيوت تتهدم والاسر تتشرد وتتقطع الاوصال والاعراض تتهم وتشوه صور مضيئة وتتردى مجتمعات والسبب سوء الظن بأخيك المسلم و المسلمة
سوء الظن مهلكة وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه فسوء الظن داء خفي له دافع من خير ودافع من شر فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة وذلك يسيء بقصد الخير والعافية وكلاهما في الحقيقة سيء الظن ولو أن القاصد للخير ما قصد إلا الخير إلا أن إساءته الظن بأخيه المسلم لربما كان أشد وطئا وفتنة ممكن أساء الظن قاصدا للنشر والوقيعة
وقد تعرض لمثل هذا النبي صلى الله عليه واله وسلم في زوجه أم المؤمنين ماريه القطبيه حين اتهمتها احد نساء النبي فهذا دليل على عدم عصمه نساء النبي لانها تفوهت بكلام على ماريه القطبيه ام ابراهيم بن النبي عليه السلام فبرئها الله تعالى وعلى المسلم والمسلمة تقديم حسن الظن على سوء الظن مهما بلغت بنا الشكوك فأحوال العباد وظروفهم وجميع ما يحيط بهم لا يعلمه إلا الله الواحد الأحد إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا ، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه ". فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان .
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين
و ان من ثمرات سوء الظن ايضا التجسس ( وهذا يوصل إلى هتك ستر المسلم ). بخلاف حسن الظن
أسباب سوء الظن: إن أهم أسباب سوء الظن هي ما يفعله الشيطان من تسويل وتحريش في قلب المسلم
فيدفعه إلى سوء ظنه، قال بعض الصالحين:«ويلكم عبيد السوء ترون القذى في أعين غيركم ولا ترون الجذع في أعينكم»
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "إياكم والظنَّ، فإن الظن أكذبُ الحديث. ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذُله ولا يحقِره. التقوى ههنا -ويشير إلى صدره- بِحَسْبِ امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وعرضُه ومالُهُ. إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم عليك ان تكون مراه لاخيك المومن تنصحه وتشجعه تنصحه ان لايعمل السوء وتشجعه لعمل الخير
فانصحه في السر. وقال ايضا: فليس لك أن تظن بالمسلم شراً , إلا إذا انكشف أمراً لا يحتمل التأويل , فإن أخبرك بذلك عدل , فمال قلبك إلى تصديقه , كنت معذوراً لأنك لو كذبته كنت قد أسأت الظن بالمخبر فلا ينبغي أن تحسن الظن بواحد وتسيئه بآخر , بل ينبغي أن تبحث هل بينهم عداوة أو حسد ,فتتطرق التهمة حينئذ بسبب ذلك . وكان سعيد بن جبير رضوان الله تعاالى ا لذ ي قتله الحجاج عليه اللعنه يدعو ربه فيقول : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك ".
واللهم ارزقنا قلوبًا سليمة طاهره ومنوره بنور محمد وال محمد واعنا على إحسان الظن بإخواننا المومنين يارب العالمين