كف الأذى
  • عنوان المقال: كف الأذى
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:46:37 2-10-1403

ورد في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله حول شهر رمضان المبارك : ومن كف فيه شره، كف الله عنه غضبه يوم يلقاه" وهو مايعطي لعنوان كف الأذى والشر عموماً أولوية في الخطاب التبليغي في شهر الله تعالى، وفي هذا الإطار يتم تقديم هذا الدرس. وفقنا الله تعالى للعلم والعمل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم            19/7/1417هجري   
بسم الله الرحمن الرحيم                    19/11/1996م       
الحمد لله رب العالمين
وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا نبي الرحمة والهدى أبي القاسم محمد وعلى آله المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
السلام على سيدنا ومولانا قائدنا وهدانا, نور أبصار الورى والبصائر بقية الله في الأرضين صاحب العصر والزمان عجَّل الله تعالى فرجه الشريف.
السلام عليكم سادتي العلماء, أيها المؤمنون جميعاً ورحمة الله وبركاته.
قال الله تعالى في مُحكم كتابه المجيد" وعنت الوجوه للحي القيُّوم، وقد خاب من حمل ظلماً " صدق الله العلي العظيم.
*  كف الأذى وموقعه من بناء النفس:
في رحاب شهر رجب وبجوار مولاتنا زينب عليها صلوات الرحمن وما بين ذكرى مولد أمير المؤمنين عليه السلام، والمبعث الشريف، والإسراء والمعراج, يتركز الحديث حول كف الأذى عن الناس.
 هذا الموضوع يمكن أن يُطرحَ بلحاظين: تارةً يكون المقصود مصلحة  الشخص ، الفرد، وتارة يكون المقصود مصلحة الجماعة , مصلحة المجتمع, المصلحة العامة. و المراد هنا كلاهما، ولكن كما يلي:
سأتحدث بشكل غيرمباشرعن كف الأذى عن الناس لتحقيق المصلحة العامة وليس هذا هو الذي أريد التركيزعليه وإن كان يتحقق تلقائياً.
 ما أريده وأنا بصدده إذا وفق الله تعالى هو التأكيد على هذا الموضوع من باب نفعه للفرد.
 بعبارةٍ أخرى ما هو موقع كف الأذى عن الناس من عملية بناء النفس؟ من عملية التدين؟
الفرد الذي يريد أن يكونَ متديناً كما أراد الله تعالى , كم ينبغي عليه أن يهتمَ بكف الأذى عن الناس؟
 سوف يتضح لنا أنَّ هذا الموضوع شديد الأهمية إلى حد أنَّ عدم التنبه له يترك مسرباً في النفس, يمكن لهذا المسرب أن يقضيَ على كل رصيدنا من الحسنات ولا يبقي لنا شيئاً.
إنَّ عدم التنبه لخطورة كف الأذى عن الناس يجعل من المستحيل أو شبه المستحيل أن يصبحَ الإنسان متديناً. إذا كان الشخص منا يصلي ويصوم ويحرص على المستحبات والأوراد ويُكثر من إستماع مجالس سيد الشهداء عليه صلوات الرحمن ولكنه مع ذلك كما يُعبر الإمام الباقر عليه السلام" وردٌ فيه شوكٌ أو شوكٌ لا ورد معه ".
إذا كان دائم الأذى أو كثير الأذى فإنَّ هذا الأذى الذي يصدر منه كفيلٌ بالقضاء على كل أعماله التي يعملها بحيث لا يبقى له شيء.
* يطل بنا على مواضيع أساسية:
 من الطبيعي أن نتنبهَ أيضاً إلى أنَّ موضوع كف الأذى يطلُّ على مواضيع أخرى كثيرة، وهي شديدة الأهمية, مثلاً: يطلُّ بنا على موضوع الظلم لأنَّ الأذى المحرم ظلم, ويطلُّ بنا على موضوع الغضب لأنَّ الغضب أجارنا الله من نار الغضب الموقد فينا, الغضب هو المناخ الطبيعي لصدور الأذى عنا.
 ويطل بنا هذا الموضوع على الغيبة لأنَّها نوع من أنواع الأذى, تسوء المغتاب الذي تمت إستغابته.
 ويطل بنا على البهتان لأنَّه من أوضح مصاديق الأذى ويطل بنا موضوع كف الأذى على اللسان عموماً
" جراحات السنان لها إلتئام    ولا يلتام ما جرح اللسان "
 الأذى عادةً يصدر من اللسان وقد يصدر بحركةٍ، بغير اللسان, قد يصدربإشارة أو بكتابة.
 يطلُّ بنا موضوع كف الأذى على مواضيع العجب والغرور والتكبر لأنَّها المنطلق عادةً الذي يجعل الإنسان راضياً عن نفسه مستسهلاً أن يؤذيَ الآخرين، ويطل بنا كذلك على الحلم والعفو وحسن المعاملة والإحسان إلى المسيئ.
أمَّا الحلم والعفو فلحاجة المؤذي إليهما ليمنعاه عن الأذى الذي يبدأ ردة فعلٍ ثم يتجاوز حدوده, وأمَّا حسن المعاملة والإحسان فالحاجة إليهما وإطلال الموضوع عليهما كنقيضين لكف الأذى.
* كف الأذى، برنامج عبادي!
 بعض علماء الأخلاق نراهم يؤكدون على أنَّ كف الأذى عن الناس هو برنامجٌ عباديٌ متكاملٌ، بمعنى أنَّ من يحمل همَّ بناء نفسه ويبحث عن عالمٍ طبيبٍ إلهيٍ يصف له البرنامج العبادي الذي يناسب حاله,  فإنَّ على الشخص الذي يحمل هذا الهم,  أن يتنبهَ إلى كف الأذى عن الناس.
" برنامجٌ عباديٌ متكامل" كأنَّ هذا المعنى يريد أن يقولَ لنا أيها الحريص على برنامجٍ عبادي، الحريص على الإستعداد لآخرته, ليكن كف الأذى عن الناس برنامجك العبادي.
 يعني لو فرضاً أنَّ الإنسان لم يعمل شيئاً من المستحبات وإقتصر أمره على مراقبة نفسه, كيف يؤذي الآخرين؟ بشكلٍ طبيعيٍ لا ينجو شخص منا بشكل عام من الحاجة إلى مسألة كف الأذى عن الآخرين, ولا أستثني نفسي.
 رُبَّ شخصٍ يطرح أمراً وهو بأمس الحاجة إلى أن يعالجَ هذا الأمر في نفسه.
 فائدة التداول في هذه الأمور أن نتنبهَ إلى خطورتها وندعو لبعضنا.
 قد لا يُستجاب دعائي في حقِّ نفسي فيُستجاب دعاؤك في حقي, إذاً كف الأذى عن الناس هو في حد ذاته يصلح أن يكونَ برنامجاً عبادياً يبذل الإنسان كل جهده ليراقب نفسه في هذا المجال ويطور وضعه.
* ماالمراد بالأذى:
 تُرى ما هو المُراد بالأذى؟
المُراد كل كلمةٍ أو حركةٍ تجرح مشاعر الطرف الآخر.
 الإنسان محترمٌ. المسلم محترم في الإسلام, المؤمن أعظم حرمةً وتصل حرمته إلى حيث إنَّه أعظم حرمةً من الكعبة, فمن يجرح مشاعر إنسان فكإنَّه يخدش شيئاً من حرمة الكعبة أو أكثر من ذلك.
 إذاً المؤمن له حرمته وطبيعي أن تُحفظَ هذه الحرمة فإذا لم نحفظها - ومن الصعب أن نحفظها - على الأقل إذا جرحنا مشاعر المؤمن فلنعتذر. ليسَجَّل في ديوان أعمالنا أنَّنا أسأنا وأنَّنا أحسنَّا فإعتذرنا.
 أما أن تكونَ العادة ويكون الدأب والديدن، أنَّنا نؤذي دون أن نعتذرَ فإنَّ موارد الأذى هذه تتجمع, ومتى نراها؟ حين تسؤنا فتسيل عينا الإنسان دماً وقيحاً, متى تتجمع؟ تتجمع في يوم القيامة, في أي مكان؟ ورد في الروايات أنَّ ذلك يكون في عقبتين على عقبات الصراط. العقبة الأولى إسمها عقبة المظالم والعقبة السابعة إسمها عقبة المظالم. ولابد أن يتمَ الحساب على كل ظلمٍ في العقبتين فإذا لم يُنجز الحساب في العقبة الأولى فلابد من إنجازه في العقبة الثانية.
لابد أولاً أن نتنبه أيها الحبيب إلى شدة إبتلائنا بمسألة الأذى ومسيس حاجتنا إلى كف الأذى عن الناس, الإنسان في يقظته ما دام متيقظاً لا يكاد يخلو من طرفٍ آخر, عادةً أي شخصٍ منا ما دام متيقظاً, في يقظته يتعاطى مع الآخرين, إمَّا من الدائرة القريبة منه أو من الدائرة البعيدة, التعاطي مع الناس محل إبتلاء بشكلٍ دائم, وما دام هذا التعاطي قائماً فنحن معرضون للأذى, لماذا؟ لاحظ كيف, أولاً التعاطي شبه دائمٍ مع الآخرين, ثانياً الأعصاب مشدودةٌ متشنجة متوترة إلا من عصم الله, ضغوط الدنيا ومشاكلها كثيرة, إبتلاءات الدنيا مختبر والبلاء يُنضجنا, لابد من البلاء ونحن لا نستطيع أن نتحملَ, ينعكس ذلك على طبيعتنا وأمزجتنا, الأعصاب مشدودةٌ والمشاكل كثيرةٌ والتنبه إلى خطورة الأذى غير موجود, بشكلٍ عام لا نتنبه إلى ذلك المصدر, بشكلٍ عام نطلِق العنان لأمزجتنا فنتصرف كما يحلو لنا, ماذا تكون النتيجة؟ تكون النتيجة أنَّ الشوك فينا يكثر والأذى للآخرين يتراكم, ما هو تأثير هذا على تديننا؟ لا نتنبه, ما الدليل على أنَّنا لا ننتبه؟ الدليل على ذلك أنَّنا نعتبر التدين غير مسألة حسن الأخلاق, نعتبر التدين أنَّ الإنسان إذا كان رجلاً فله مظاهرٌ معينة, وإذا كان هذا الإنسان إمرأة فلها مظاهرٌ تخصها, وهناك الصلاة والصوم وبعض الأعمال من هذا القبيل. الحج مرة في العمر, بعض الخصوصيات, أما كيف هي أخلاقنا؟ أما أن نفهمَ أنَّ التدين هو الأخلاق و نقطة على السطر وانتهى الأمر, فلا.
 نعم، التدين هو الأخلاق. ولدى الغفلة عن هذه الحقيقة فمن الطبيعي أن يكثر بيننا نموذج الإعتقاد بأنَّ التدين لا علاقة له بمسألة الأخلاق!
 ليس بالضرورة أن نصرحَ بهذا, لكن المجرى العملي هو هذا.
 أنا وأنت كم نحمل همَّ بناء أنفسنا, هم تهذيب أنفسنا؟
 كم مرة بكيت أنا؟ كم مرة بكيت أنت لأنَّه يصدر عنا أذى للآخرين؟
 كم حملنا هذا الهم؟ كم طال تقلبنا على فرشنا لأنَّنا لا نستطيع أن نتخلصَ من أذى الآخرين؟
أولسنا شيعة أمير المؤمنين عليه صلوات الرحمن الذي لو أعطي الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن يلقى الله بظلم, وما هو حجم هذا الظلم يا أبا الحسن؟" في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت ", هل هناك تناسب؟
إنَّا ملأنا الخافقين معاصياً  ونقول إنَّا شيعة الكرار
بُحَّ المؤذن يا علي ولم يجد   أذناً تلبي الصوت في الأسحار
 نريد أن نكونَ شيعتك رغم كل مشاكلنا, رغم كل أشواكنا وأخطائنا, والله إنَّا نحب أبا الحسن ونريد أن نصلَ إليه ولكن أيها الحبيب ألم يقل لنا أعينوني بورعٍ وإجتهاد وعفةٍ وسداد, إذا لم نتنبه لأمرٍ خطيرٍ بهذا الحجم, أذى الآخرين, فلأي أمرٍ نتنبه يا ترى؟ إذاً هذا البلاء, هذا المرض محل إبتلاءٍ كبيرٍ بالنسبة إلينا.
* هل نتنبه لأذانا للآخرين؟
 هناك بعض المجالات نتنبه فيها إلى هذا المرض بشكلٍ أو بآخر, بشكلٍ ضعيف, وهناك مجالاتٌ لا نتنبه فيها إلى هذا المرض أبداً, ما هي هذه المجالات؟
لتوضيح الفكرة: هناك ثلاث دوائر, ثلاث مساحات. الناس الذين نتعاطى معهم, يمكن تقسيمهم إلى ثلاث دوائر, أو ثلاث مساحات:
•   الدائرة القريبة منا: الأسرة , الزوجة, الأولاد, والذين تحت أيدينا يعني الموظف المسؤول عن عدد من الموظفين, الشخص الذي يكون عنده مستخدَم, الأشخاص الذين هم تحت أيدينا هؤلاء يدخلون في الدائرة الأولى القريبة, هذه دائرة.
•    الدائرة الثانية: الأشخاص الذين نعرفهم ويعرفوننا ونلتقيهم دائماً, إنسان يسكن في منطقة يخرج من بيته فيرى عدداً من الناس ويتواصل معهم بشكل أو بآخر يشتري من صاحب هذا الدكان يرى فلاناً جالساً أمام بيته, فلانٌ وجهٌ إجتماعيٌ في المنطقة التي يسكن فيها هذا الشخص على علاقة يومية أو شيه يومية، بأعداد كبيرة من الناس.
•    الدائرة الثالثة: الأشخاص الذين لا نعرفهم ولا يعرفوننا, إنسانٌ ذهب من هنا إلى الصين مثلاً, كيف يتعاطى مع الناس الذين هم حوله وهو في زيارةٍ ولا يريد أن يسكنَ هناك, هذه المجالات الثلاث, هذه الدوائر أو المساحات الثلاث, كيف نتعاطى فيها مع مرض كف الأذى عن الناس؟
أما الدائرة الأولى, الدائرة الخاصة، فإنَّنا لا نتنبه إلى إيذائنا لمن حولنا على الإطلاق الزوجة والأولاد والأشخاص الذين هم تحت أيدينا نظلمهم ولا نتنبه إلى هذا الظلم, وآخر أمرٍ يمكن أن نفكرَ فيه هو الإعتذارممن هم حولنا ونحن معهم باستمرار.
 أن يتعودَ المؤمن أن يعتذرَ من زوجته إذا أساء إليها, أن يعتذرَ من إبنه إذا ظلمه, أولسنا شيعة أبي الحسن؟ أوليس هو الحق؟ عليٌ مع الحق والحق مع علي؟ كيف يمكن لشخصٍ أن يكونَ شيعياً إذا كان لا يدور مدار الحق, من يظلم زوجته, بأي مبرر شرعي لا يريد أن يعتذر؟ ويريد أن يحملَ هذا الظلم معه إلى الآخرة؟
 رُبَّ إنسان يأتي في يوم القيامة وهو يحمل على ظهره خمسين سنة من الظلم لزوجته فيدخل النار بذلك" وقد خاب من حمل ظلماً " هذه الدائرة لا نتنبه إلى كف الأذى عن الناس فيها وكأنَّ هؤلاء ليسوا أناساً, لماذا؟ لأنَّ الشخص منا يصبح والعياذ بالله يتصرف على أساس أنَّه هو المحور, الأنا تكبر بحيث أنَّه لا يبقي وجوداً للآخرين من حوله.
 أقول موَضحاً وليكون الطرح واقعياً: نحن لسنا ملائكة، طبيعي أن نتعرضَ لأخطاءٍ في هذا المجال باستمرار، لكن الأمر غير الطبيعي أن لا نحملَ الهم, أن لا نتألم, أن لا نقلقَ لأنَّنا هكذا, لأنَّنا بعيدون عن التدين المطلوب, في توسلنا ينبغي أن تكونَ هذه المعاني حاضرة, نتوسل إلى الله عزَّ وجل بأقرب الخلق إليه ليخلصنا من هذا المرض وأمثاله.
 إذاً الدائرة الأولى, دائرة القريبين منا عادة لا نتنبه فيها إلى الظلم الذي يصدر منا والأذى الذي يصدر عنا.
 الدائرة الثانية: دائرة الناس القريبين منا الذين نتعاطى معهم, يعني  دائرة من نعرفهم ويعرفوننا غير الأسرة والخواص, هؤلاء عادةً نتعاطى معهم بحرصٍ على كف الأذى. لماذا؟ لأنَّ الإنسان يفتضح إذا لم يكف أذاه، فليس كف الأذى بسبب إدراك خطورته، بل لأن خطر الفضيحة يجعله يفكر بمصلحته الشخصية فيكف أذاه لالحفظ الآخرين بل ليحفظ سمعته، والدليل على ذلك أنه إذا رأى أن موقعه الإجتماعي يمكنه من تقريع هذا وذاك ولا يطالبه أحد لعدم الجرأة على مطالبته فإنه يبطش دون تردد!
ولافرق بين أن يكون هذا الموقع الإجتماعي الذي يشعر معه الشخص بأن باستطاعته أن يبطش بالأخرين ولايحاسب – لافرق قيه بين أن يكون مستنداً إلى وظيفة ومقام رسمي واجتماعي عموماً، أو مستنداً إلى مال حصل الشخص عليه ولو من أسوإ الطرق. المهم أن الفرد منا – عادة - إذا أصبح عنده موقع معين يمكنه من أن يؤذيَ هذا ويؤذي ذاك ولا يجد من يعترض عليه فإنَّه تقلُّ مداراته لهؤلاء في هذه الدائرة، لكن لاينافي هذا أننا بشكلٍ عام محكومون لمعادلة المداراة لمن نعرفهم ويعرفوننا.انظروا ما أرق أخلاقنا وأنعمها! زكيف نتعامل في هذه الدائرة مع بعضنا بلين!وحسن خلق !! "الشفافية!" حدث ولا حرج!
 يا ليت أنَّ هذه المداراة طبع وليست تطبعاً. ياليت أن الشفافية دائمة.
 لا أقول لا يوجد أشخاص من هذا القبيل يتحلون بالأخلاق الإسلامية، ولكن أريد أن أكونَ واقعياً, الغالب منَّا – نعم الغالب- يعاني من مشاكل في هذا المجال.
الدائرة الثانية إذاً بشكلٍ أو بآخر نراعي فيها مسألة كف الأذى.
الدائرة الثالثة, الناس البعيدون عنا, إذا كان  الشخص منا مسافراً, فكيف يتعاطى مع الأمور؟
البعيدون عنا عادة لا نراعي مسألة الأخلاق معهم وكف الأذى عنهم, لعلنا نطبق بذلك بأمانة المثل القائل: "يارايح كثر القبايح"!
 فإن خطر ببالك السؤال: من قال ذلك؟ أي أننا لا نراعي حسن الأخلاق مع البعيدين عنا؟
 الجواب: إذا أُثرنا فكيف نتعاطى؟ ليست "الشطارة" في أنَّ الإنسان بدون أن يُثار هل يتعاطى بحسن أخلاق أولاً؟ طبيعي أنَّ الإنسان إذا لم يستفز ولم يثَر، فالأصل  أن يتعاطى بأخلاق وإلا فهو مجنون, أي أنَّه بدون أن يُثار يؤذي الآخرين.
محل الكلام: عندما نؤذى ونُستثار كيف نتصرف؟ هل نحن مستعدون أن نتحمل؟ في هذه الدائرة عادةً لا نراعي هذه الخصوصيات.
* قصتان في السياق:
 1- أذكر هنا قصة بعض العلماء, ينقل عالمٌ عن أبيه المتوفى.   الذي رأى المنام, عالمٌ أبوه متوفى.
محل الشاهد أنه حتى العالم معرَّض أن يسيئ المعاملة ويؤذي الآخرين، إلا إذا هذَّب نفسه وبنى نفسه.
 هذا العالم يقول:
 رأيت أبي في المنام قلت له: كيف حالك في البرزخ؟
 قال: في ضيقٍ شديدٍ.
 سألته: كيف هو البرزخ؟
قال: لا أستطيع أن أشرحَ لك بطريقةٍ تفهم فيها البرزخ ولكن أذكر لك مثالاً, ما هو المثال؟ قال: تصور شخصاً في منطقةٍ بين جبال, لا يستطيع أن يهربَ منها على الإطلاق وهناك ذئابٌ مفترسةٌ تطارده بإستمرار, أي ضيقٍ يعيش هذا الشخص؟
 إنسانٌ في مكان من هذا النوع والذئاب تطارده؟
 يقول: وهو يتكلم مع أبيه رأى شفتي أبيه متورمتين, قال: يا أبت ما هذا؟
قال يا بني هذا من  كلمةٍ كنت أخاطب أمك بها!
 بماذا كان يخاطبها؟ إسمها سكينة فيخاطبها ب" سكو" من باب التحقير, ولعله يريد أن يشيرَ إلى أنَّ معنى الكلب كرمكم الله باللغة الفارسية سك يعني الكلب كأنه  كان يريد أن يحقِّرها إلى هذا الحد,أي أنها "كليب" " جروة"!
 كان يقول لزوجته هذا وهي بإعتبارها مستضعفة لا تجد عليه ناصراً إلا الله عزَّ وجل ولا تستطيع أن تقولَ شيئاً.
 يقول ابنه: إستيقظت من النوم ولم أكن أعلم حقيقة هذا الأمر, سأل أمه تبين أنَّها كانت تحمل في قلبها الألم الكثير من هذه اللفظة التي كانت يناديها بها!!!
2- قصة ثانية: أحد علماء الأخلاق من الأولياء الكبار وحسب معلوماتي فإنَّه أستاذ سماحة آية الله العظمى السيد الفهري دام ظله, هذا العالم الجليل مُلا أقا جان، كان معروفاً ومشهوراً بأنَّه من الأولياء, أحد العلماء في إحدى بلاد إيران عرف أنَّ العابد الشيخ مُلا أقا جان سوف يأتي وينزل في بيت الحاج فلان, قال لهذا الحاج: إذا جاء فأرجو أن تخبرني.
 يقول هذا الحاج أنا خفت أن أخبره أو لا أخبره, كيف أتصرف؟ إن أخبرته فلعل ضيفي لايرضى(وهذا يشير إلى أن "مولانا العالم" لم يكن الغالب عليه هم تهذيب النفس) وإن  لم أخبره سأحرج معه.
المهم أنه  أخبر هذا العالم عندما جاءه الملا أقا جان,
 يقول دخل عالم البلد بيتنا فنظر إليه الشيخ ( المُلا) نظرةً فيها الكثير من الدلالات, ثم جلس.
 في مطاوي الحديث وإذا بالشيخ يقول له: أنا وأنت لن نتفق، لأنَّك تتصرف مع زوجتك بطريقة لا أخلاقية, ما دمت تتصرف مع زوجتك بهذه الطريقة فلن نتفق.
طبعاً كان رد فعل الأمر على هذا العالم شديداً جداً, لماذا؟ لأنَّ هذا أمرٌ خاص وزوجته لا تستطيع أن تتكلمَ حتى أمام قريباتها من النساء لأنَّها تعيش الرعب من هيبة مولانا وجلالته وفخامته, مسألة طبيعية!! هذا سر لم يكن يعرفه أحد في تلك المنطقة, الله عزَّ وجل أطلع عبده عليه.
ثم دارت الأيام وجاء الشيخ مُلا أقا جان مرة ثانية إلى هذه المنطقة بعد فترة طويلة أيضاً هذا الحاج أخبر ذلك العالم ليأتي لزيارته, العالم الذي "حصل على المقسوم" أول مرة, ماذا ينتظره في هذه المرة؟
 العجيب أنه بمجرد أن دخل قال له مُلا آقا جان: إلى الآن ما تصالحنا, إلى الآن لم نتصالح!!  مازالت معاملتك لزوجتك كما كانت!!
يقول صاحب البيت: وفوجيء عالم البلد مرة ثانية لأنه فعلاً لم يكن قد غير معاملته لزوجته. ثم يضيف: طبعاً قي ما بعد اختلف وضعه معها جذرياً.
 أللهم بصرنا عيوبنا وأعنَّا على أنفسنا, يدعي الشخص منا أنَّه يحمل هم  حرب الشيطان, أوأنه يحمل هم الوحدة الإسلامية,أو هم إقامة العدل على مستوى العالم، وهو عاجز عن إقامة العدل في بيته!!
 أي تدينٍ هذا التدين؟
 هل هكذا يُخدم الإسلام؟
 هل هكذا يمكن أن يتقدم العمل الإسلامي الحركي؟
 أصلاً لماذا تعاني ألوان العمل الإسلامي الحركي من الضعف؟
 الجواب: لأنَّنا لا نهتم بمسألة الأخلاق كما ينبغي, نبقى نراوح مكاننا لو استمر العمل مائة سنة.
 لاحظوا سيرة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، كم  يؤكد على بناء النفس. من الأسس التي ركز عليها المصطفى الحبيب أكثر من غيرها التوحيد والمعاد, طبعاً الولاية تتبع بشكلٍ ما للتوحيد لأنَّه لا يُطاع الله عزَّ وجل إلا من الطريق الذي أمر بالسير فيه, ومن الواضح بأدنى تأمل مدى علاقة هذين المبدئين ببلورة تهذيب النفس عموماً وفي الطليعة: كف الأذى عن الآخرين.
* في النصوص:
** إذا جئنا إلى بعض النصوص لنستوضح خطورة الأذى، نجد أولاً قوله عزَّ وجل:
1- " قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذى والله غنيٌ حليم ". البقرة 263
2- " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتهم بالمنِّ والأذى كالذي ينفق أمواله رئاء الناس ...". البقرة 264
 يمكن الحديث في الآيتين على مستويين, المستوى الأول:أن الأذى بأي طريقة كان، يبطل الصدقة. يعطي إنسان إنساناً مالاً ثم يمننه، فيؤذيه بالكلام، يقول أنا أعطيتك, أو يؤذيه بشيء آخر غير التمنين. هذا الأذي يبطل صدقته.
المستوى الثاني: تتضح خطورة الأذى من عظمة الصدقة.
 إذا أردنا نأخذَ الصدقة المالية فقط, الصدقة المالية عظمتها عند الله عزَّ وجل أنَّها تطفيء غضب الرب" صدقة السر تطفيء غضب الرب "[1] وهذه الصدقة التي تطفيء غضب الرب يبطلها الأذى, إذاً واضح كم هو الأذى أمر خطير! هذه الصدقة التي ورد عن المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أنَّها جُنة عظيمةٌ من النار يعني وقاية عظيمة من النار يبطلها الأذى, كم هو الأذى خطير؟ هذا إذا أخذنا الصدقة فقط بالمعنى المالي بمعنى المال الذي نعطيه صدقة, لكن الروايات صريحة في أنَّ كل عملٍ صالحٍ صدقة, اتضح بدرجة أعلى  خطير الأذى الذي يُبطل صدقاتنا غير المالية أي  بمعنى العمل الصالح.
هكذا يمكننا أن نفهمَ وفي سياق هذا العرض كيف أنَّ الأذى الذي يصدر منا يبطل أعمالنا!
 ما معنى" الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب "[2]
زما معنى: " الغضب مفتاح كل شر " [3]
أليست الغيبة أذى كما تقدم؟ ألا يؤدي الغضب إلى الأذى؟ أليس هو المناخ الذي نؤذي فيه عادةً؟
قال في شرح الكافي: ( الغضب مفتاح كل شر ) إذ يتولد منه الحقد والحسد والشماتة والتحقير والأقوال الفاحشة وهتك الأستار والسخرية والطرد والضرب والقتل والنهب ومنع الحقوق إلى غير ذلك مما لا يحصى، وفيه حث على معالجته بحكمة نظرية وعملية .[4]  
3-  أيضاً من الآيات في هذا المجال" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما إكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "
4-       ومن الآيات، الآية التي إفتتحت بها الحديث" وقد خاب من حمل ظلماً " طه 111
وقد ورد حول الآية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" بين الجنة والعبد سبع عقباتٍ أهونها الموت " قال الراوي: قلت يا رسول الله فما أصعبها؟ إذا كان الموت أهون العقبات، فما هو أصعب العقبات ؟ فما أصعبها؟ قال:" الوقوف بين يدي الله عزَّ وجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين, وقد خاب من حمل ظلماً ".[5]
 قلت لك أنَّ العقبة الأولى على الصراط إسمها المظالم, أول ما يدخل الخلائق أجمعون إلى أرض المحشر تبدأ محكمة العدل الإلهية  في عقبة المظالم, يحيط المظلومون بالظالم, ماالمراد بالظالم؟ فقط صدام ظالم, صدام مصداق أوضح للطاغية, للظالم, صحيح, لكن الإنسان الذي يمتلك ذهنية صدام إلا أنَّه فقير ولا جاه له ولا سلطة ولا يستطيع أن يفعل شيئاً ولكن لو أوتي من السلطة ما أتيح لصدام لأصبح صداماً ولو كان أصغر منه لكنه يتصرف بذهنية صدام, أليس ظالماً في حدود مايمكنه؟
 قارون هو شخص واحد أو أنَّ كل شخص يمتلك مالاً ويتصرف بذهنية قارون هو قارون, الشخص الذي لايملك مالاً لكنه يحمل ذهنية قارون" إنَّما أوتيته على علم عندي ", هو قارون.
 فرعون هو شخص واحد؟ الظلم من أين يبدأ؟ يبدأ في ساحة النفس, يصل إلى الأسرة والمحيطين ويتدرج, ينتشر كالمرض الخبيث فيصبح الإنسان جبارا.
 معنى ذلك أن الزوج الظالم تأتيه زوجته, يأتيه أولاده, ظلمتنا, سحقت شخصيتنا, لم تترك هذه الشخصية تنمو بالطريقة التي تُمَكننا من عبادة الله عزَّ وجل كما ينبغي. تصور أنَّ الإنسان يحيط به من آذاهم بالغيبة, بالبهتان, بالإشارة, بكتابةٍ, بأي شيء, آذاهم جميعاً, يأتون يحيطون به في العقبة الأولى فإذا تمت تصفية الحساب, فهذا الملف انتهى.
 بعض الناس لا يسامحون, لا يصفحون, لا يعفون في العقبة الأولى, فيؤجل الله عزَّ وجل بقية تصفية الحساب إلى العقبة السابعة، ولا يمكن أن يدخلَ الجنة إنسانٌ يحمل الظلم لأنَّه خائب" وقد خاب من حمل ظلماً " إذا تعلق المظلومون بالظالمين, أيضاً * من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي" من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي "[6] هذا المقدار إلى هنا عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وفي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام إضافة" من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ".[7]
 هنا أمر شديد الأهمية, رُبَّ إمرأةٍ هي وليةٌ من أولياء الله, رُبَّ شخصٍ لا نعرفه أو لانأبع به، ولكنه وليٌ من أولياء الله, رُبَّ إبنٍ في بيت أحدنا هو وليٌ من أولياء الله, ويتصرف الأب مع هذه الزوجة أو مع هذا الإبن بطريقةٍ لا تترك له كرامةً على الإطلاق, هو أعلن الحرب على ولي الله. الله عزَّ وجل يعلن الحرب عليه, تصور أنَّ الإنسان أصبح في دائرة إعلان الحرب من الله عزَّ وجل عليه! إلى أي وضع يصل يا ترى؟
* أيضاً عن المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم" من نظر إلى مؤمنٍ نظرةً يخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله "[8]
 نظرة! علماؤنا يفتون بأنَّ العبوس " أن تعبسَ" في وجه أخيك حرامٌ بدون حق, إذاً ماذا نفهم؟ نفهم أنَّ هذا المؤمن كيانٌ محترم, له قيمته, له أهميته, التي قد يعلن الله تعالى الحرب على من يهينه.
 * ومن الروايات: عن المرتضى أبي الحسن عليه صلوات الرحمن" المؤمن نفسه منه في تعبٍ والناس منه في راحة " لابد وأن يتعبَ أحدنا ويتحمل, إذا أوذي لابد أن يتحمل,  ويتدرب ولو طال المدى, طبيعي أن لا يقدر أول مرة,  ولا في المرة الألف,  ولا في مليون مرة.
النفس أمَّارةٌ بالسوء شرسة, لكن نكون في هذا الصراط, مصرين, نريد أن ندربَ أنفسنا.
 ما أروع أن يكتشفَ الإنسان ضألة نفسه لأنَّه قرر أن يسيطرَ على الغضب ولم يستطع, كمرحلة أولى ما أروع  أن يعرف حقيقته  صغيراً حقيرًا، فيكون قد خرج من دائرة الرضا عن النفس, خرج من دائرة العجب والغرور, فرأى نفسه في حجمه الحقيقي فردد القلب: إلهي أعنِّي على نفسي, ثم يكمل إلى أن يصلَ إلى حيث يتخلص من هذا المرض بالتوفيق الإلهي، وببركة التوسل بالمصطفى الحبيب وآله الأطهار، صلوات الله عليهم.
 * أيضاً من الأحاديث" إياك والتجبر على عباد الله فإنَّ  كل متجبر يقصمه الله "[9]
, عن الإمام الصادق عليه السلام" فاز والله الأبرار " أتدري من هم؟" هم الذين لا يؤذون الذر "!
هنيئاً لمن كان دأبه أن لا يؤذيَ أحداً.
 أحد علمائنا الكبار المقدس الشيخ عباس تربتي رضوان الله تعالى عليه كان بالإضافة إلى مقامه العبادي يباشر التبليغ وله جهود مضنية في هذا المجال وكان أيضاً يزرع الأرض، يباشر عمل الفلاحين، وكان الماء يوزع في منطقته بين الأراضي المختلفة، فكل قطعة لها حصةٌ من الوقت, من الماء, بعض الناس قالوا نريد أن نمتحنَ صبر هذا العالم, كيف؟ في الوقت الذي خُصِّص الماء لقطعة الأرض الخاصة به, قالوا نذهب وندير الماء, نحول الماء عن قطعة أرضه ونرى ماذا يفعل؟
 يقول ذهبنا وحولنا الماء عن قطعة أرض الشيخ المقدس عباس تربتي وإذ به يأتي بعد قليل  بعد رأى أنَّ الماء حُوِّل إلى أرضٍ أخرى . السلام عليكم. وعليكم السلام . قال: إذا سمحتم عندما تنتهون من ري أرضكم حولوا الماء إلى أرضي. في أمان الله, بكل بساطة, حقيقةً إذا تعودنا أنَّنا لا نريد أن نثيرَ مشكلة ونتعرض للأذى, نُسمع الطرف الآخر كلمةً ويُسمعنا كلمةً أو عشراً على العادة!!
نريد أن نكون" أشداء على الكفار رحماء بينهم " وما المشكلة؟ سقى الأرض الآن أو بعد ساعة, إنكان الشخص منا يثير مشكلة لأنه يريد أن ينتصر للحق، فليسأل نفسه:  لماذا لا نصرُّ على أن نكونَ مع الحق في مواجهة أمريكا, في مواجهة العدو الصهيوني الشرس الذي يتهدد ويتوعد.  لنقف المواقف الجهادية التي تجعلنا مع الحق، ولنعوِّد أنفسنا على الأمر الصعب " أشداء على الكفار، رحماء بينهم" بلى الأمر صعبٌ والله صعب. لكن ينبغي أن نتدرب.
 بدون التدريب لا يمكن أن نصلَ والحديث ذو شجون, أسأل الله عزَّ وجل أن يوفقنا لمراضيه بالحبيب المصطفى وآله الأطهار, وإلى روح إمامنا الخميني القائد رضوان الله تعالى عليه وأرواح شهدائنا وإلى روح موتانا سيما الأرحام المنسيين إلى الجميع ثواب الفاتحة قبلها الصلاة ثلاثاً بأعلى الصوت على حب الزهراء عليها السلام.     
________________________________________
[1]  الكليني، الكافي 4/7 عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
[2]   الحميري القمي، قرب الإسناد، 29 عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
[3]  الكليني، الكافي2/303 عن الإمام الصادق عليه السلام.
[4]  المازندراني، شرح أصول الكافي9/312.
[5]  المناوي، فيض القدير شرح الجامع الصغير 3/276
[6]  الحسين بن سعيد، المؤمن69
[7]  المصدر
[8]  المحدث النوري، مستدرك الوسائل9/147
[9]  علي بن محمد الليثي الواسطي، عيون الحكم98  والريشهري، ميزان الحكمة عن الأمير عليه السلام.