الكرم في اللغة ضد اللؤم والاسم ومنه الكرامة، وسئل الإمام الحسن (ع) ما الكرم؟ فقال (ع): الابتداء بالعطية قبل المسألة وإطعام الطعام في المحل.
اما الكريم صاحب الكرم فهو اسم من اسماء الله تعالى ومن اسماء النبي ايضاً، وهو من يوصل النفع بلا عوض فالكرم هو إفادة ما ينبغي لا لغرض فمن يهب المال لعوض جلباً للنفع أو خلاصاً من الذم فليس بكريم ـ أما أمير المؤمنين (ع) فيقول الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه ـ أما تلميذه سلمان الفارسي (ع) فيقول : من ثقلت موازينه فهو الكريم ومن خفت موازينه فهو اللئيم:...
أما صفات الكريم أنه يبدأ بالإحسان ولين عطوف ويشكر القليل ويجود بالموجود ويتجنب المحارم ويتنزه عن العيوب ويجازي الإساءة بالإحسان والنصيحة والوفاء بالعهود وحسن الخلق وكظم الغيظ وغض الطرف ..
الخ... والكريم المحمود وكل شيء كثر فقد كرم.
ونتائج الكرم كثيرة منها
1. (التعامل مع الدنيا بشكل صحيح) يقول الإمام علي (ع) من كرمت نفسه حضرت الدنيا في عينيه ـ وهانت عليه شهوته ....
2. حب الله تعالى الكريم ـ فإن الله كريم يحب الكرم.
3. إحترام الناس .. فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. وعندما نقرأ القرآن نجد ما يلي. 1. إن الله وصف نفسه بالأكرم والكريم مثل قوله تعالى: (إقرا وربك الاكرم) وقوله (ما غرك بربك الكريم) وقيل أن المراد بالكريم هنا.
أـ المنعم الذي تكون جميع أفعاله إحسان وهو لا ينتظر منها أي نفع أو دفع ضرر.
ب ـ هو الذي يعطي ما يلزمه وما لا يلزمه.
ح ـ هو من يعطي الكثير بالقليل... والكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لأنعامه وإحسانه.
2. ووصف نبيه (ص) بأن كريم فقال (أنه لقول رسول كريم) والمراد من الرسول هنا هو الرسول الكريم (ص) ـ بدون شك) وليس جبرائيل وكرّم نطقه فقال (وما ينطق عن الهوى) ومدح خلقه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) وعصم اهل بيته(ع)) وكرمهم بآيات كريمة كآية التطهير وآية المودة وآية الولاية وآية المباهلة وغيرها كثير .
3. ووصف كليمه موسى (ع) بالكريم أيضاً فقال (وجاءهم رسول كريم) ووصفت النسوة يوسف (ع) وقلن (ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم).
4. ووصف ملائكته (ع) بأنهم كرام فقال (كرام بررة) وقال (بل عباد مكرمين) وقال (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) ... والإكرام بشكل مطلق وبدون قيد وشرط جاء في القرآن خاصاً لمجموعتين الأولى منهم (الملائكة) والثانية (المخلصين) كما سيأتي في الفقرة التالية.
5. وكرم بني آدم فقال (ولقد كرمنا بني آدم) بالمواهب التي أعطاها الله للإنسان وهي النطق والعقل والتمييز والصورة الحسنة القائمة المعتدلة وأمر المعاش والمعاد وتسليطهم على ما في الأرض وتسخير سائر الحيوانات لهم وكذلك المؤمن في الجنة من المكرمين (وجعلني من المكرمين) و (فواكه وهم مكرمون) وبما ان الناس متفاوتين في أعمالهم وعباداتهم قال (إن اكرمكم عند الله أتقاكم) لأن الكرم الأفعال المحمودة وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقي إذن المجموعة الثانية من المختصين بالإكرام هم الأتقياء المخلصون (اولئك في جنات مكرمون) و (فيقول ربي اكرمن)
6. كما وصف الله كتابه بأنه كريم فقال (إنه لقرآن كريم) إشارة للمحاسن العظيمة وللجمال الظاهري للقرآن من حيث الفصاحة وبلاغة الالفاظ واشارة لمحتواه الرائع فهو كريم وقائله كريم ومن جاء به كريم وأهدافه كريمة ـ وبلقيس وصفت كتاب سليمان وقالت (إنه القي إليّ كتاب كريم).
7. ووصف الله جنته ورزقها وأجر المؤمنين فيها بالكرم فقال (لهم مفقرة ورزق كريم) و (له أجر كريم) و (لهم مغفرة ورزق كريم) و (له أجر كريم) و (لهم أجر كريم) و (أعد لهم أجراً كريما) و (لهم أجر كريم) و( أعد لهم أجر كريم) وقال (واعتدنا لها رزقاً كريما) و (ندخلكم مدخلاً كريماً).
8. ووصف أعظم شيء في الكون بالكرم فقال (رب العرش الكريم).
9. ومدح الزيتون وقال (يوقد من شجرة مباركة زيتونة.
10. وأخيرا ذم جهنم وأهلها بعدم وجود الكرامة فيها فقال (لا بارد ولا كريم) وقال (ذق إنك أنت العزيز الكريم) توبيخاً لهم من باب التهكم وعند التمعن في الآيات والروايات نجد أن للكريم معنيان.
1. خاص والمراد منه السخي في قبال البخيل.
2. عام (كل ما شرف) في قبال اللئيم ـ والنبي (ص) يقول الرجال أربعة سخي وكريم وبخيل ولئيم ـ فالسخي الذي يأكل ويعطي والكريم الذي لا يأكل ويعطي البخيل الذي يأكل ولا يعطي واللئيم الذي لا يأكل ولا يعطي والإمام علي (ع) يضيف قسماً خامساً وهو الشقي وهو الذي لا يأكل ولا يعطي ويمنع ... وهو أتعسهم ... أما أشرفهم كما هو وأضح فهو الكريم يقول الشهيد المطهري (قده) لو كان لكل فضيلة مفتاح فمحور هذه المفاتيح هي الكرامة ـ فالكرامة هي محور كل شيء فيه عزة ورفعة وشرف وهذه الأشياء لا تحصل إلا بالتقوى فينبغي علينا تحصيل التقوى لتحصيل الكرامة وهذه تتم بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل.. يقول الإمام علي (ع) من كرمت عليه نفسه لهم يهنها بالمعصية) أي من وجد نفسه عزيزياً كريماً ثمنه الجنة فلا يبيعها المعصية. ومن دخل الجنة فهو مكرم ولهذا فسبب عداء الشيطان للإنسان وعصيانه لله هو هذا التكريم من الله للإنسان (قال أرايتك هذا الذي كرّمت عليّ)
لذا نرى الشيطان يذهب إلى الإنسان المؤمن ولا يكتفي بأخذ الإيمان منه بل يريد أن يسلبه حتى من إنسانيته فيجعله كالأنعام بل أضل سبيلاً.. وأخيراً نقول أنه إذا أحيا الإنسان الكرامة في نفسه فسيصير عزيزاً كريماً بحيث يقول أأنا أعصي الله؟! وأبيع نفسي الكريمة من أجل هذا الحطام، يقول الإمام علي (ع) لو أني أعطيت الأقاليم السبعة بأفلاكها على أن أعصي الله في جلبة شعير من فم نملة ما فعلت ـ كذلك ـ نلاحظ أن الإمام الحسين (ع) كان محوراً للكرامة فأبى ان يعيش إلا عزيزاً كريماً ونال درجة الكرامة ومثله أخاه العباس (ع) حيث قال له يوم عاشوراء .. أنبقى لنعيش بعدك؟
السيد الطباطبائي (قده) يرجع أصول الخير إلى صفتي الكرم والشجاعة. فالكرامة إحساس وإشعار في النفس بأنه ليس ثمن نفوسنا إلا الجنة ولقاء الله تعالى ـ فعند إستشعار هذا الإحساس في أنفسنا فإننا سوف لا ندخل في أي شيء يبعدنا عن الله أي لا نهين ونذل أنفسنا بمعصية الله وأقرب مثال عرفي هو أنه من كانت سيارته قديمة فإنه سوف لا يبالي في أي شارع أو زقاق يسير حتى لو كانت مليئة بالأوساخ أو غير مبلطة بخلاف من كانت سيارته حديثة وغالية فإنه سوف لن يدخل في شارع مالم يكن نظيفاً أو مبلطاً ـ أي أنه يجد لسيارته قيمة يرى أنه من واجبه الحفاظ عليها ـ أليست أنفسنا أغلى من السيارة ومن جميع حطام الدنيا لذا ينبغي علينا المحافظة عليها من الأوساخ المادية (النجاسات) والمعنوية (الذنوب) فإننا لن ننال درجة الكرامة إلا إذا كنا نظيفين طاهرين كأهل البيت (ع) أهل بيت العزة والشرف والكرم والكرامات الكثيرة. يروى أنه جاء رجل من الأنصار إلى الإمام الحسين (ع) في حاجة فقال له الحسين (ع): صُن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فأني آت فيها ما سارّك فكتب إن لفلان علي (500) دينار وقد الحّ بي فكلمه فأعطاه الإمام الحسين (ع) (1000) دينار وقال إقض بها دينك واستعن به على دهرك ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مرؤة أو حسب ... هنا نلاحظ أن الإمام الحسين (ع) جمع إلى الكرم المالي الكرم المعنوي بأسداد الحكمة والموعظة .. ونختم الحديث بذكر من يجب إكرامهم وهم كثيرون فيجب إكرام الأنبياء والأئمة بزيارة قبورهم والعلماء (وخاصة المراجع العظام) وكذلك الذرية الطاهرة من السادة الهواشم وكذلك القرآن وذلك بقراءته والعمل بهديه وإكرام حملته وكذلك يجب إكرام الشيخ الكبير ذو الشيبة والمعلم والمربي وعزيز قوم إذا ذل كما أمر الله بإكرام الوالدين وإكرام اليتيم. بل حتى الميت يجب إكرامه وذلك بالتعجيل بدفنه وإكرام الغرباء والمسافرين وإكرام الولد بحسن تسميته و غيرهم كثير والحمد لله رب العالمين.
اما الكريم صاحب الكرم فهو اسم من اسماء الله تعالى ومن اسماء النبي ايضاً، وهو من يوصل النفع بلا عوض فالكرم هو إفادة ما ينبغي لا لغرض فمن يهب المال لعوض جلباً للنفع أو خلاصاً من الذم فليس بكريم ـ أما أمير المؤمنين (ع) فيقول الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه ـ أما تلميذه سلمان الفارسي (ع) فيقول : من ثقلت موازينه فهو الكريم ومن خفت موازينه فهو اللئيم:...
أما صفات الكريم أنه يبدأ بالإحسان ولين عطوف ويشكر القليل ويجود بالموجود ويتجنب المحارم ويتنزه عن العيوب ويجازي الإساءة بالإحسان والنصيحة والوفاء بالعهود وحسن الخلق وكظم الغيظ وغض الطرف ..
الخ... والكريم المحمود وكل شيء كثر فقد كرم.
ونتائج الكرم كثيرة منها
1. (التعامل مع الدنيا بشكل صحيح) يقول الإمام علي (ع) من كرمت نفسه حضرت الدنيا في عينيه ـ وهانت عليه شهوته ....
2. حب الله تعالى الكريم ـ فإن الله كريم يحب الكرم.
3. إحترام الناس .. فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. وعندما نقرأ القرآن نجد ما يلي. 1. إن الله وصف نفسه بالأكرم والكريم مثل قوله تعالى: (إقرا وربك الاكرم) وقوله (ما غرك بربك الكريم) وقيل أن المراد بالكريم هنا.
أـ المنعم الذي تكون جميع أفعاله إحسان وهو لا ينتظر منها أي نفع أو دفع ضرر.
ب ـ هو الذي يعطي ما يلزمه وما لا يلزمه.
ح ـ هو من يعطي الكثير بالقليل... والكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لأنعامه وإحسانه.
2. ووصف نبيه (ص) بأن كريم فقال (أنه لقول رسول كريم) والمراد من الرسول هنا هو الرسول الكريم (ص) ـ بدون شك) وليس جبرائيل وكرّم نطقه فقال (وما ينطق عن الهوى) ومدح خلقه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) وعصم اهل بيته(ع)) وكرمهم بآيات كريمة كآية التطهير وآية المودة وآية الولاية وآية المباهلة وغيرها كثير .
3. ووصف كليمه موسى (ع) بالكريم أيضاً فقال (وجاءهم رسول كريم) ووصفت النسوة يوسف (ع) وقلن (ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم).
4. ووصف ملائكته (ع) بأنهم كرام فقال (كرام بررة) وقال (بل عباد مكرمين) وقال (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين) ... والإكرام بشكل مطلق وبدون قيد وشرط جاء في القرآن خاصاً لمجموعتين الأولى منهم (الملائكة) والثانية (المخلصين) كما سيأتي في الفقرة التالية.
5. وكرم بني آدم فقال (ولقد كرمنا بني آدم) بالمواهب التي أعطاها الله للإنسان وهي النطق والعقل والتمييز والصورة الحسنة القائمة المعتدلة وأمر المعاش والمعاد وتسليطهم على ما في الأرض وتسخير سائر الحيوانات لهم وكذلك المؤمن في الجنة من المكرمين (وجعلني من المكرمين) و (فواكه وهم مكرمون) وبما ان الناس متفاوتين في أعمالهم وعباداتهم قال (إن اكرمكم عند الله أتقاكم) لأن الكرم الأفعال المحمودة وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقي إذن المجموعة الثانية من المختصين بالإكرام هم الأتقياء المخلصون (اولئك في جنات مكرمون) و (فيقول ربي اكرمن)
6. كما وصف الله كتابه بأنه كريم فقال (إنه لقرآن كريم) إشارة للمحاسن العظيمة وللجمال الظاهري للقرآن من حيث الفصاحة وبلاغة الالفاظ واشارة لمحتواه الرائع فهو كريم وقائله كريم ومن جاء به كريم وأهدافه كريمة ـ وبلقيس وصفت كتاب سليمان وقالت (إنه القي إليّ كتاب كريم).
7. ووصف الله جنته ورزقها وأجر المؤمنين فيها بالكرم فقال (لهم مفقرة ورزق كريم) و (له أجر كريم) و (لهم مغفرة ورزق كريم) و (له أجر كريم) و (لهم أجر كريم) و (أعد لهم أجراً كريما) و (لهم أجر كريم) و( أعد لهم أجر كريم) وقال (واعتدنا لها رزقاً كريما) و (ندخلكم مدخلاً كريماً).
8. ووصف أعظم شيء في الكون بالكرم فقال (رب العرش الكريم).
9. ومدح الزيتون وقال (يوقد من شجرة مباركة زيتونة.
10. وأخيرا ذم جهنم وأهلها بعدم وجود الكرامة فيها فقال (لا بارد ولا كريم) وقال (ذق إنك أنت العزيز الكريم) توبيخاً لهم من باب التهكم وعند التمعن في الآيات والروايات نجد أن للكريم معنيان.
1. خاص والمراد منه السخي في قبال البخيل.
2. عام (كل ما شرف) في قبال اللئيم ـ والنبي (ص) يقول الرجال أربعة سخي وكريم وبخيل ولئيم ـ فالسخي الذي يأكل ويعطي والكريم الذي لا يأكل ويعطي البخيل الذي يأكل ولا يعطي واللئيم الذي لا يأكل ولا يعطي والإمام علي (ع) يضيف قسماً خامساً وهو الشقي وهو الذي لا يأكل ولا يعطي ويمنع ... وهو أتعسهم ... أما أشرفهم كما هو وأضح فهو الكريم يقول الشهيد المطهري (قده) لو كان لكل فضيلة مفتاح فمحور هذه المفاتيح هي الكرامة ـ فالكرامة هي محور كل شيء فيه عزة ورفعة وشرف وهذه الأشياء لا تحصل إلا بالتقوى فينبغي علينا تحصيل التقوى لتحصيل الكرامة وهذه تتم بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل.. يقول الإمام علي (ع) من كرمت عليه نفسه لهم يهنها بالمعصية) أي من وجد نفسه عزيزياً كريماً ثمنه الجنة فلا يبيعها المعصية. ومن دخل الجنة فهو مكرم ولهذا فسبب عداء الشيطان للإنسان وعصيانه لله هو هذا التكريم من الله للإنسان (قال أرايتك هذا الذي كرّمت عليّ)
لذا نرى الشيطان يذهب إلى الإنسان المؤمن ولا يكتفي بأخذ الإيمان منه بل يريد أن يسلبه حتى من إنسانيته فيجعله كالأنعام بل أضل سبيلاً.. وأخيراً نقول أنه إذا أحيا الإنسان الكرامة في نفسه فسيصير عزيزاً كريماً بحيث يقول أأنا أعصي الله؟! وأبيع نفسي الكريمة من أجل هذا الحطام، يقول الإمام علي (ع) لو أني أعطيت الأقاليم السبعة بأفلاكها على أن أعصي الله في جلبة شعير من فم نملة ما فعلت ـ كذلك ـ نلاحظ أن الإمام الحسين (ع) كان محوراً للكرامة فأبى ان يعيش إلا عزيزاً كريماً ونال درجة الكرامة ومثله أخاه العباس (ع) حيث قال له يوم عاشوراء .. أنبقى لنعيش بعدك؟
السيد الطباطبائي (قده) يرجع أصول الخير إلى صفتي الكرم والشجاعة. فالكرامة إحساس وإشعار في النفس بأنه ليس ثمن نفوسنا إلا الجنة ولقاء الله تعالى ـ فعند إستشعار هذا الإحساس في أنفسنا فإننا سوف لا ندخل في أي شيء يبعدنا عن الله أي لا نهين ونذل أنفسنا بمعصية الله وأقرب مثال عرفي هو أنه من كانت سيارته قديمة فإنه سوف لا يبالي في أي شارع أو زقاق يسير حتى لو كانت مليئة بالأوساخ أو غير مبلطة بخلاف من كانت سيارته حديثة وغالية فإنه سوف لن يدخل في شارع مالم يكن نظيفاً أو مبلطاً ـ أي أنه يجد لسيارته قيمة يرى أنه من واجبه الحفاظ عليها ـ أليست أنفسنا أغلى من السيارة ومن جميع حطام الدنيا لذا ينبغي علينا المحافظة عليها من الأوساخ المادية (النجاسات) والمعنوية (الذنوب) فإننا لن ننال درجة الكرامة إلا إذا كنا نظيفين طاهرين كأهل البيت (ع) أهل بيت العزة والشرف والكرم والكرامات الكثيرة. يروى أنه جاء رجل من الأنصار إلى الإمام الحسين (ع) في حاجة فقال له الحسين (ع): صُن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فأني آت فيها ما سارّك فكتب إن لفلان علي (500) دينار وقد الحّ بي فكلمه فأعطاه الإمام الحسين (ع) (1000) دينار وقال إقض بها دينك واستعن به على دهرك ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مرؤة أو حسب ... هنا نلاحظ أن الإمام الحسين (ع) جمع إلى الكرم المالي الكرم المعنوي بأسداد الحكمة والموعظة .. ونختم الحديث بذكر من يجب إكرامهم وهم كثيرون فيجب إكرام الأنبياء والأئمة بزيارة قبورهم والعلماء (وخاصة المراجع العظام) وكذلك الذرية الطاهرة من السادة الهواشم وكذلك القرآن وذلك بقراءته والعمل بهديه وإكرام حملته وكذلك يجب إكرام الشيخ الكبير ذو الشيبة والمعلم والمربي وعزيز قوم إذا ذل كما أمر الله بإكرام الوالدين وإكرام اليتيم. بل حتى الميت يجب إكرامه وذلك بالتعجيل بدفنه وإكرام الغرباء والمسافرين وإكرام الولد بحسن تسميته و غيرهم كثير والحمد لله رب العالمين.