الذنوب الكبيرة (1)
  • عنوان المقال: الذنوب الكبيرة (1)
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:34:33 2-10-1403

الشرك بالله

وهو من أعظم المهلكات ، وقد وردت فيه آيات عديدة من القرآن الكريم المجيد ، فقوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ) (النساء / 48 ) .

وقوله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) (المائدة / 72 ) .

وقوله تعالى :( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) (لقمان / 13 ) .

إن اعتبار هذا الذنب من الكبائر هو أمر بديهي كما قال تعالى :( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا . . . ) (النساء / 36  ) .

وروي في البحار عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " يا بن مسعود إياك أن تشرك بالله طرفة عين وإن نشرت بالمنشار ، أو قطعت ، أو صلبت أو حرقت بالنار " .

وروي عن بعضهم قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا ، قال : فقال : " من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض عليه " .

 

اليأس من روح الله

أي القنوط من رحمة الله تعالى ، وهو من الكبائر ، ويعد بمنزلة الكفر . . بقوله تعالى : ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) (يوسف / 87  ) .

وذلك أن سبب اليأس من رب العالمين هو فقدان الاعتقاد بقدرته وكرمه ورحمته غير المتناهية ، قال : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) (الحجر / 56 ) .

وقد اعتبر الأئمة الأطهار - ( الصادق ، الكاظم ، الرضا ،الجواد ) صلوات الله وسلامه عليهم - اليأس من الذنوب الكبيرة التي يقترفها المذنب هو أكبر من كل الذنوب .

 

الأمن من مكر الله

وهو الأمن من عقوبة الله وبطشه غرورا وعجبا واعتمادا على عمل نفسه . . يقول تعالى : ( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكرالله إلا القوم الخاسرون ) (الأعراف / 97 - 99  ) .

مثل إبليس ( لعنه الله ) فقد أمن مكر الله اعتمادا على قربه وعبادته التي دامت سنين طويلة - فعصاه لحظة واحدة - فسخط الله عليه وأنزله منزلة الهالكين .

وقال الإمام علي ( عليه السلام ) : " من أمن مكر الله هلك " .

وقال ( عليه السلام ) : " لا تأمنن على خير هذه الأمة من عذاب الله ، لقوله تعالى : ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) (الأعراف / 99  ) ولا ييأس لشر هذه الأمة من روح الله لقوله تعالى : ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) " .
عقوق الوالدين

وهو من أشد وأفضع أنواع قطيعة الرحم التي حث الله تعالى على برها ووصلها ، وقد قرنها الله تعالى بعبادته وتوحيده . . بقوله تعالى : ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لاتعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا ) (البقرة / 83  ) .

وقوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى . . . ) (النساء / 36  ) .

وقوله تعالى على لسان عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : ( وبرابوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) (مريم / 32  ) .

وكذلك قوله تعالى في وصف يحيى ( عليه السلام ) : ( وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا ) (مريم / 14  ) .

( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) (الإسراء / 23  ) .

" وآلاف هو أدنى العقوق ، ولو علم الله شيئا أهون من آلاف لنهى عنه "

هكذا ورد عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) كما ورد التصريح في كثيرمن الروايات عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

" إن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وعقوق الوالدين " .

وقال ( عليه السلام ) : " ومن العقوق أن ينظر إلى والديه فيحد النظرإليهما " .

وقد ورد التصريح في كثير من الروايات عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعن أمير المۆمنين ( عليه السلام ) ، وعن الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) : " إن أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين " .

وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أدرك والديه ولم يۆد حقهما فلا غفر الله له " .

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " ملعون ملعون من ضرب والديه ، ملعون ملعون من عق والديه " .وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضا : " من نظر إلى أبويه نظرماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة " .

فكيف إذا لم يكونا ظالمين له ؟