(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة:3، وذلك عندما بلَّغ النبي(صلى الله عليه وآله) الرسالة (( بنصّه على عليّ بالإمامة، وعهد إليه بالخلافة، أنزل الله عزّ وجلّ عليه هذه الآية))(2) .
مؤاخاة النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):
وأشار رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى علي(عليه السلام) أمام جمع من المسلمين وقال: ((إنّ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا وأطيعوا))(3) ، وقال له أيضاً: ((أنت أخي في الدنيا والآخرة))(4) .عندما أمر النبي(صلى الله عليه وآله) المهاجرين والأنصار أن يتخّذ كلّ فرد منهم فرداً ليكون صاحبه وأخاه اتّخذ النبي(صلى الله عليه وآله) عليّاً دونهم أخاً له واصطفاه لنفسه الطاهرة (سلام الله عليه). هذه المؤاخاة التي أكّد عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أراد بها أن يشتدّ ساعدها وتنمو وتقوى بها لحمة المسلمين وأن يكونوا كالبنيان المرصوص، لأنّ الحبّ والوحدة والتآزر أمر ضروري جدّاً في بناء المجتمع الإسلامي الغني، لكي لا يسمح لأيّ ثغرة أن تلج صفوفهم وتنفث منها ريح صفراء أو حمراء تلوك وحدتهم أو تعجم انسجامهم وترابطهم المصيري.((وخصوصاً مؤاخاة النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي، قال : لأنّ المؤاخاة شرعت لا فارق بعضهم بعضا ولتأليف قلوب بعضهم على بعض))(5) .
الفرقة التي حصلت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله):
بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) حصلت فرقة وحدث شقاق واختلاف ووجد الانقسام، وهذا أمر لا يخفى على أحد وقد ذكره المؤرّخون واستعرضه أصحاب السير، كان هذا الانقسام على الخلافة، أو من سيخلف النبي(صلى الله عليه وآله)؟
وهل ترك الرسول(صلى الله عليه وآله) الأمر والشورى، ولم يوص لأحد من بعده؟ وهنا لا مجال لذكر التفاصيل ويمكن مراجعتها في كتب الفريقين. والانقسام يؤدّي بالمسلمين إلى تحرّك أعداء الدين من المنافقين والخونة والانتهازيين ليشعلوا نار الفتنة، ودفعاً لشرّ قد يقبل بخيله ورجله، تنازل الإمام علي(عليه السلام) عن حقّه في الخلافة وآثر وحدة المسلمين وشوكتهم ولم يحدث أيّ نزاع بالسلاح إلا في عهد عثمان بن عفان(6) .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ برقبة علي (عليه السلام): ((إنّ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا))(7) . وقد صّرح الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بأنّه أحقّ بالخلافة من الشيخين اللّذين زاحماه عليها، وهما يعلمان حقّه فيها وأحقّيته، فعبّر بإعراضه عن الخلافة قائلاً: ((فسدلتُ دونها ثوباً، وطويتُ عنها كشحاً)). وأفصح الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن الظروف التي آل إليها الأمر.
وماذا يعمل؟ ((وطفقت أرتئي بين أن أصول بيَدٍ جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء...فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحقّ شجاً أرى تراثي نهباً))(8) .
ولأجل استتباب الألفة والأخوّة، آثر النبي(صلى الله عليه وآله) إلا أن يعلن عن أسماء المنافقين، وقد حاولوا قتل النبي(صلى الله عليه وآله) (ليلة العقبة)، ولقد رآهم حذيفة بن اليمان فأمره النبي(صلى الله عليه وآله) بكتمان الأمر. كلّ هذا ((من أجل وحدة الصفّ...وما علينا نحن(الشيعة السنة) اليوم هو ذلك فنتعلّم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة(عليهم السلام). هذا النوع من السياسة والحكمة التي نحافظ من خلالها على وحدة المسلمين))(9) .
ويذكر محمد الموسوي محاوراته مع أبناء السنّة في كتابه (الفرقة الناجية) في مدينة بيشاور الباكستانية عام 1345هـ ، ودعى كلّاً من الشيعة والسنّة إلى المزيد من المحبّة والمودّة واللّقاء، كما عاش الصحابة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعده، مع اختلاف في المنهج، ويؤكّد حاجة المسلمين اليوم إلى مثل تلك الألفة والأخوّة والوحدة، لكي نضيّق الخناق على مؤامرات اليهود ونواجههم بكل قوّة، نواجههم بوحدتنا لا بتفرّقنا وتمزّقنا، ولأجل إفشال كافّة خططهم ومحاولاتهم. كذلك، دعى الموسوي زعماء السنّة(شافعية ومالكية وحنابلة ومعتزلة أشاعرة وغيرهم) إلى أن يتفاهموا وأن يتركوا الاتّهامات والتراشق بالكلام القاسي الجارح، الذي لا فائدة منه؛ بل فيه تمزيق الأخوّة الإيمانية، وأن نفرّق بين المباحث العلمية ومناقشة الآراء في مبحث الخلافة والإمامة وبقية العقائد وبين توزيع الاتهامات وكلمات الاستهزاء، وأن نفرّق بين النقد الهدّام والنقد البنّاء الذي يقرّبنا من إخواننا في وجهات النظر، لا النقد الهدّام الذي يباعد بين القلوب والصفوف. فالمناقشات الموضوعية المدعومة بالأدلّة، لا ضرر منها ولا خسارة فيها، فهذه تدعو إلى التعايش وتلك تدعو إلى التحريض الباطل، تحرّض السلاطين على قتل الأبرياء المسلمين كما حدث سابقاً زمن الأمويين والعباسييّن، حيث قُتل الشيعة مع أئمتّهم ونقّبوا عنهم تحت كل حجر ومدر وقُتل خلق كبير من المسلمين بسبب فتاوى وعّائظ السلاطين والذين يمشون في ركابهم ويلحسون قصاعهم، فساد القمع وعمّ الفساد بسيف الأحقاد والإرهاب(10) .
أسباب التباعد:
يستعرض السيد عبد الحسين شرف الدين في معرض كلامه حول أسباب الفرقة والتباعد مقصدين، وفي كلّ مقصد منهما يذكر الأمور التي ينفر منها الإنسان الشيعي.
المقصد الأول: فتاوى التكفيريين، ودور الكذّابين في التفرقة، ودور بعض الكتب في التفرقة(11) .
المقصد الثاني: إعراض الإخوة السنّة عن(مذهب) أهل البيت(عليهم السلام)، ولم يعتنوا بأيّ قول من أقوالهم في أصول الدين وفروعه ولم يرجعوا إليهم في تفسير القرآن الكريم العزيز، ولم يحتجّوا بأحاديثهم عدا ما أخرجه البخاري عن عكرمة الخارجي الكذّاب، ولم يحتجّ البخاري في صحيحه بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ولم يروِ حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) أو الإمام الكاظم أو الإمام الرضا أو الإمام الجواد أو الهادي أو العسكري(سلام الله عليهم أجمعين)، ولا عن غيرهم ولا عن الموثّقين الصادقين من ذرأريهم. ولو تصفّحت مقدّمة ابن خلدون لقرأت: ((وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به، وبنوه على مذاهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح وعلى قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن أقوالهم، وهي كلها أصول واهية))(12) .
لماذا يعتبر ابن خلدون أهل البيت (عليهم السلام) شذّاذاً وقد ذكرهم الله في كتابة الكريم بإذهاب الرجس عنهم، وبيّنت الأحاديث الواردة عن طرق الشيعة والسنّة كونهم(سفينة النجاة)(13) ؟! وما يجرى اليوم وما عايشناه و عاينّاه وعانيناه من إرهاب في العرق وإزهاق النفوس البريئة براءة الذئب من دم يوسف، وما حدث من دمار جماعي بالمفخّخات والأحزمة الناسفة والجرائم التي يقشعرّ لها جلد الغيور ، وتذرف لها الإنسانية بدل الدموع دماً، وما لحق العراق العزيز من شجون وفتن ومحن وأحقاد وتفرقة بين الجار وجاره وبين أبناء محافظة ومحافظة، وظهور أمراء يفتخرون أنّهم ذبحوا العشرة والعشرين والأكثر ذبح الطليان بمِدى الحقد والطمع والحسد وبناء التفرقة ونشر الخزي والعار، ما حدث هذا إلّا لما خطّه التكفيريّون بأيديهم وما نطقت به أفواههم من فتاوى تبيح محاربة المسلم الشيعي وتحلّل دمه، وما له من ذنب إلّا محبّته وموالاته لأهل البيت(عليهم السلام) وحرصه على إقامة عزائهم وذكرهم وشعائرهم. ومن تلك الفتاوى ما ذكره شيخهم الشيخ نوح الحنفي جواباً عن سؤال قدّم إليه عن سبب وجوب مقاتلة الشيعة وجواز قتلهم قال: ((إعلم أسعدك الله أنّ هؤلاء الكفرة والبغاة جمعوا بين أصناف الكفر والبغي والعناء، وأنواع الفسق والزندقة والإلحاد)). والأنكى من ذلك والأدهى حينما أكمل جوابه عن السؤال بقوله: (( ومن توقف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم فهو كافر مثلهم))(14). أنظر كيف تُهيَّج الفتن بين المسلمين، وكيف يُخطَّط لتفتيت الوحدة الإسلامية(15) ، وكيف يُنعق بأبواق التفرقة والدمار؟!
ويبيّن السيد محمد الموسوي الشيرازي وجوب وقوف السّنة والشيعة صفّاً واحداً ويضع كلٌّ منهم يده بيد أخيه ولا يسمح للمؤامرات أن تمَّرر ويخاطب التكفيريين بقوله: ((فنحن معكم نعتقد بإله واحد ونبي واحد ودين واحد وكتاب واحد، وقبلة واحدة، ومع ذلك كله نراكم تفترون علينا وترموننا بالكفر والشرك: وهذا ما يريده الأجانب والمستعمرون يفرحون منه))(16) .
علي والخلفاء :
علم الخلفاء الثلاثة الذين سبقوا الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة أنّه أحقّ بها منهم جميعاً، وفهموا تأكيد النبي(صلى الله عليه وآله) وتكرار حديثه حول من سيتولّى الخلافة بعده، لأنّ الأمر ليس بالسهل اليسير، إنّها خلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يستلمها الأفضل. إضافة إلى ذلك ينبغي أن تترك إليه؛ لأنّها تراثه وقد أوصى أن تكون لعلي، ولكنّ ما حدث في ((سقيفة بني ساعدة))(17) ومن تنصيب أبا بكر بالخلافة وبتأييد من عمر ببن الخطاب وتجاهل صاحب الحقّ وإقصاؤه عن حقّه ليس بالأمر الهيّن ، وليس بالأمر الذي ينتظر. ماذا يعمل علي أمام هذه الأحداث؟ أيسلّ سيفه ويأخذ حقّه بيده، وهو الفارس المعروف، يعرفه الأبعد قبل الأقرب، وطالما أستلّ رأس مبارزه مهما علت شهرته وبلغت قوّته، ولكنّ الأمر هنا مختلف؛ لأنّ الإمام إذا قام بأخذ حقّه بحدّ السيف، أدّى ذلك الأخذ إلى إراقة الدماء، وقد يؤدّي إلى إضعاف شوكة الإسلام وتخاذل المسلمين في علاقاتهم وضعف جانبهم أمام الأعداء الخارجين والداخلين من منافقين وتفعيليين وانتهازيين، فيتحتّم الأمر أن يصبر الإمام على ما يجري أمام عينية من أحداث، ما دام الأمر فيه مصلحة للأمّة وضمان لوحدتها وسلامتها. ولمّا حضرت وفاة الخليفة الأوّل أوصى بها إلى عمر، ولم ترجع إلى الإمام علي(عليه السلام)، وبعد الخليفة الثاني لم يسلّمها لعلي(عليه السلام)، وتحّولت إلى عثمان والإمام ينظر إلى ما يجري حوله من أحداث وعقبات حالت بينه وبين حقّه.ويقول عباس محمود العقّاد: ((أما العلاقة بين علي وسائر الصحابة من الخلفاء وغير الخلفاء، فهي علاقة الزمالة المرعية والتنافس الذي يثوب إلى الصبر والتجمل والتقية... فليس فيما لدينا من الأخبار والملامح ما يدل على ألفة حميمة بينه وبين واحد من الصحابة المشهورين، وليس فيها كذلك ما يدل على عداوة وبغضاء... بل ليس في أخباره جميعاً ما يدل على طبيعة تحقد على الناس... فمن المعلوم أن علياً كان يرى أنه أحق بالخلافة من سابقيه، وأنه لم يزل مدفوعاً عن حقه هذا منذ انتقل النبي(صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى... ولا نجد في خطبه ومساجلاته التي ذكر فيها الخلفاء السابقين كلمة تستعرب من مثله أو يتجاوز بها حد الحجة التي تنهض بحقه... بل الغريب أنه لزم هذا الحد ولم يتجاوزه إلى جمحة غضب تفلت معها بوادر اللسان، ولو جاوزه لكان عاذروه أصدق من لائميه...))(18) .
ويذكر العقّاد أعانية أسلافه بعمله ورأيه وحتى عداوة الذي يبرز له في ساحة القتال، لم يقاتله إلا بعد أن يذكّره إن كانت هناك مودة بينه وبينه. في معركة الجمل نادى الزبير بالخروج إليه ليذكّره سالف الأيام، وكان الإمام (عليه السلام) حاسراً لا سيف ولا درع شاكّاً في السلاح، فلمّا تقابلا عانقه، وقال له: ويحك يازبير ما الذي أخرجك؟ قال: دم عثمان. قال: ((قتل الله أولادنا بدم عثمان)). وذكّره قول الرسول(صلى الله عليه وآله) فيه: ((والله ستقاتله وأنت له ظالم)). فاستغفر الزبير وقال: ((لو ذكرتها ما خرجت))(19) .
صبر الإمام علي (عليه السلام) حوالي ثلاثاً وعشرين سنة عن حقّه، كلّ ذلك لأجل الوحدة الإسلامية وتلاحم المسلمين وإبعادهم عن التفرقة والنزاع. إنّه أوّل من نادى بوحدة الإسلام وتآخي القلوب، بعد القرآن الكريم والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله). وأوّل من طبّق وامتثل واستجاب لهذا النداء هو الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه).
الخاتمة
إنّ التآخي والوحدة بين المسلمين(سنّة وشيعة) أمر ضروري ولا بدّ منه أذا أردنا أن نعيد العافية إلى جسد الأمّة الإسلامية وروحها فعلى المسلمين أن يجهدوا أنفسهم ويبذلوا قصارى ما عندهم من قوّة في سبيل وحدة صفّهم ووقوفهم أمام بعضهم البعض بكلّ محبّة، وأمام أعدائهم بكلّ عزّة، عليهم أن يتقاربوا ولا يتباعدوا، ويلتحم بنيانهم ولا يتشقّق ويتداعى أمام كيد المستعمر البغيض. أمّا اختلاف العلماء في ميادين الاجتهاد فلا خوف منه ولا ضير، ما دام لا يؤدّي إلى إعطاء الفرصة للجهلة والمغرضين والمتحيّنين الفرص أن يندسّوا، ويجعلوا اختلاف الآراء أداةً للهدم، لا للنقد البنّاء الذي ينبغي أن يتّسع له صدر العالم ويستقبله بكلّ أدب وترحيب. فالتفكير بعقلانية ووزن المعارف والعلوم والفنون بميزان الإنصاف والبرهان والدليل لا يبعد الأمّة الإسلامية عن طريق الأخوّة والمحبّة القائم على آداب الحوار، فإنّ هذا يشري الفكر وينمي روح التحضّر والشفافية. فعلى الجميع أن يدعوا للوحدة والانفتاح ونبذ العزلة والتفرقة وروح الحقد والشّر وطرح كلّ أشكال العنف والسباب والتكفير واللّعن، فإنّ هذا لا يجدي؛ بل يزيد الدرب ظلاماً. ويقول بعض الحكماء: أن تشعل شمعة خير لك من أن تلعن الظلام .إنّ التجزئة والانقسامات من أهمّ أدوات وأسلحة المستعمرين والصهاينة وأعداء الأمّة. فعلينا أن نستفيد من دروس الماضي ومن أحداث التاريخ، ونتذكّر ماذا عملت الفتن والإحن بالمسلمين فخرج منهم المارقون والناكثون والقاسطون والمغتصبون، والطغاة الجبابرة من ملوك وسلاطين وضعوا نير الذل على الرقاب، وأوجدوا لهم مرتزقة ومحدثين مشوا في ركابهم، كوعّاظ السلاطين، الذين لا يبالون في إراقة الدماء واضطهاد عباد الله.
إنّ سبب ضعفنا اليوم ما هو إلا تراث توارثناه عن الماضين. يا ليتنا توارثنا عزّة الإسلام وشموخه، وحمية الدين وطموحه. إنّ علاقة المؤمن هي علاقة الأخوّة(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ونبذ كل تفرقة ممزّقة.
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) الأنعام:159. ولا محيد ولا مغني عن نهج الله ورسوله، ومن اعتصم بنهج مدرسة أهل البيت أمن من الشقاق والتفرقة. إنّ رسوخ عقيدة التوحيد في وجدان الفرد والأمّة يرسم لنا ضمانة الوحدة والتآخي والائتلاف. كان العرب يضرب بعضهم رقاب بعض، لا يعتصمون إلا بالبغي و الغارات والحروب الداخلية التي تدور رحاها فيهم، ولمّا جاء الإسلام ورسالة النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) عصمت الدماء (( دفن الله به الضغائن وأطفأ به النوائر، ألّف به إخواناً وفرق أقراناً))(20) .
قال تعالى:(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) آل عمران:101.
هذا. والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
1 - نهج البلاغة.
2 - شرف الدين، عبد الحسين، المراجعات، ص185، المراجعة رقم56.
3 - تاريخ الطبري 2/319-321،تاريخ أبن الأثير:2/41.
4 - طبقات أبن سعد:1/ق/153-154، تاريخ اليعقوبي:2/29.
5 - (فتح الباري8، 273)لابن حجر العسقلاني.
6 - الحسيني، محمد علي، في ظلال التشيع ص63-64.
7 - أبو الفداء في تاريخه ج2ص15،ط. بيروت،علاء الدين الخازن: تفسير القرآن ج5ص127ط بيروت.
8 - نهج البلاغة، الخطبة الشقشقية، خطبة رقم3.
9 - العلاّمة السيد محمد الموسوي(رحمه الله)، الفرقة الناجية ص930-931.
10 - راجع الفرقة الناجية(ن.م).
11 - راجع شرف الدين عبد الحسين: الفصول المهمة، الفصل98،ص10، 11.
12 - مقدمة أبن خلدون:ص446، دار إحياء التراث العربي/بيروت.
13 - راجع: أبن حجر، الصواعق المحرقة، تفسير الآية(7) من الآيات التي أوردها في باب11،((إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا))ص93.
14 - تنقيح الفتاوى الحامدية ج1ص103، المكتبة الحبيبية، باكستان.
15 - راجع الشيخ جعفر السبحاني، مع الشيعة الامامية في عقائدهم ص168، يقول: ((من الدعايات الفارغة ضد الشيعة والتي أثارها الأمويون في أعصارهم ليسقطوا الشيعة في عيون المسلمين، وتلقفتها أقلام المستأجرين لتمزيق الوحدة الإسلامية، وفصم عرى الأخوة))
16 - الشيرازي السيد محمد الموسوي، ليالي بيشاور مناظرات وحوارات، ص606.
17 - اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب(ت292) تاريخ اليعقوبيج2ص113 منشورات المكتبية الحيدرية، النجف 1384هـ 1964م.
18- العقاد، عباس محمود، عبقرية الإمام علي ص133.
19 - ن-م ص134، راجع : المسعودي، مروج الذهب ج2ص368.
20 - نهج البلاغة، خطبة رقم96.