إشارة.. قرآنيّة
  • عنوان المقال: إشارة.. قرآنيّة
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:31:3 1-9-1403

 هذه ـ يا اصدقاءنا ـ إشارة من القرآن. والكريم مليء بالاشارات والدلالات... وكلّها هُدىً ونور. إنّما تحتاج منّا إلى إقبال على هذا الكتاب العظيم.. نتلوه ونستذكره ونستهديه. وعندئذ يبدأ بفتح أبوابه وكشف أسراره. وهي أسرار كثيرة وفيرة، ودقيقة عميقة.
الإشارة التي تتفتّح لنا الآن من نور القرآن.. هي أنك إذا أردتَ أن تعرف أيَّ الأسماء الحسنى تجلّى في آية من آيات الكتاب العزيز.. فانظُرْ أيّ الأسماء الحسنى ورد في ختام هذه الآية. وعندئذٍ تُدرك الاسمَ الذي تجلّى في تلك الآية.
مثال ذلك.. قوله تعالى: قُل يا عباديَ الذينَ أسرفوا على أنفُسِهم لا تَقنَطوا من رحمةِ الله، إنّ الله يَغفرُ الذُّنوبَ جميعاً، إنّه هو الغفور الرحيم .
الأسماء الحسنى التي تَجلّت في هذه الآية.. هي: الغفور الرحيم.
إنّ أمواج أنوار هذين الاسمَين المقدّسَين تنادي العِباد جميعاً: تعالَوا إلى الغفور، تعالَوا إلى الرحيم.. تجدوا الله غفوراً رحيماً. لا تَقنَطَوا من رحمة الله ورحمتي وَسِعَت كلَّ شيء .
لو اغتسل الخلقُ جميعاً في بحر الرحمة.. لَتطهَّروا في لحظة. ويبقى البحر بعد هذا كما هو! فلماذا اليأس من الغفور الرحيم، ولماذا القُنوط ؟!

* * *

مثال آخر.. هذه الآية الكريمة في آخر سورة المزمِّل: واستغفِروا الله إنّ الله غفور رحيم .
المتجلّي من أسماء الله الحسنى هنا: الغفور الرحيم.
ومثال آخر: أُولى الآيات وعُظماها: بسم الله الرحمن الرحيم . المتجلّي هنا: الله.. الرحمن الرحيم. وفي الحقيقة إنّ الأسماء الحسنى كلّها تَجلّت في البسملة. فحين قال: بسم الله الرحمن الرحيم.. كأنّ المراد: بأسمائي الحسنى كلِّها.. ما علمتم منها وما لم تعلموا.. تجلّيتُ في هذا الكتاب، في هذا القرآن.
لماذا ؟ إرادةَ أن أرحمكم الرحمةَ التامّة. ولذلك كان الختام.. « الرحيم »، إشارة إلى أن مقتضى الرحمة، وإرادةَ أن أرحَمَكُم.. أنزلتُ اليكم ذلك الكتاب، وتجلّيتُ لكم في هذا الكتاب.
وهكذا يفتح لك ـ يا أخي ـ هذا المفتاح من مفاتح غيب هذا الكتاب، أمراً عَجَبا.