أسباب السرقة عند الأطفال
  • عنوان المقال: أسباب السرقة عند الأطفال
  • الکاتب: مركز آل البيت العالمي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:3:33 1-9-1403

أسباب السرقة عند الأطفال

مركز آل البيت العالمي

إنّ السرقة عمل غير مقبول عرفاً وشرعاً ، ولذا فالجميع يبغضونه وينكرونه ، وينظرون إلى فاعله بازدراء وحقارة ، والآباء الذين يبتلون بأولاد يمارسون هذا الفعل القبيح عليهم التمييز بين الطفل الصغير ذي الثلاث سنوات وآخر يتجاوز الخمس سنوات ، فالأول لا يميِّز بين الخير والشرّ ، ولذا نجده لا ينكر ما أخذه من الآخرين ، مقابل الثاني الذي يخفيه وينكر فعله .

وينبغي عدم توجيه اللوم والعتاب للطفل ذي الثلاث سنوات ما دام لا يفهم معنى السرقة ، وأنّه عمل قبيح ، والاكتفاء بالقول له : إنّ صديقك الذي أخذت لعبته قد يحتاج إليها ، أو : ليس من الصحيح أن نأخذ شيئاً من الآخرين دون إذن منهم ، كما أنَّنا لا نرضى أن يأخذ أشياءنا أحد من الناس .

أمَّا الطفل الذي يتجاوز عمره الخمس سنوات والذي يمارس السرقة ، فلا يعني أنّه لم يتلق التربية الحسنة ، أو أنَّ والديه يبخلان عليه بالأموال ، وإن كان هذان العاملان يدفعان بالأولاد إلى السرقة ، ولكن ليس دوماً ، فما هي يا تُرى أسباب السرقة عند الأولاد إذن ؟! .

نذكر بعض أسباب السرقة عند الأطفال :

الأول : العلاقة مع الوالدين :

إنَّ العلاقة الجافَّة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحُبِّ والحنان ، أو لتعرُّضِه للعقوبة القاسية ، أو لِشَدَّتِهما في التعامل معه في المرحلة الأولى من عمره ، أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال في المرحلة الثانية من عمره ، تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً في السابعة من عمره ، وذلك لأجل أن يغدق عليه ، ويكسب منهم ما فقده في الأسرة من الحنان من جهة ، وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر عليه لشفاء غيظه ، من قساوة تعرَّضَ لها في مرحلة طفولته الأولى .

الثاني : الشعور بالعُزلة :

إنّ شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي يؤهله لاتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .

ولذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة لكسب ودّهم نحوه ، بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته ، أو يريد أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة ، لينجذبوا نحو شخصيته القوية كما يتصوَّر .

كيف نتعامل مع السارق :

إنّ الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور الخاصة به ، إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية من أسباب السرقة المتقدمة ، إضافة إلى إشباع حاجته للحنان ، والتأكيد على استقلاليته ، ومساعدته على اختيار الأصدقاء .

والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر حين يمارسون السرقة بحزم وقوّة ، ولا نقصد بها القسوة والشدّة ، بل يكفي أن يفهم الطفل أنّ هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ، ولابُدَّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .

ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة وهي : أنّه من الخطأ إشعار الطفل بالذلّ والعار ، لأنَّ تصرّفاً كهذا يدفع الطفل إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه في الانتقام ممَّن احتقره وامتهنه .